ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 19 أبريل 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - رأيك يهمني .. أنتهى البلاغ بتقديم الشكر للمتهم!!

 


المستشار "حسن الشربيني" شغل مناصب عدة ، فقد كان رئيساً لمحكمة الجنايات وأمن الدولة العليا بالقاهرة ، كما كان رئيساً لمحكمة الإستئناف العليا بالقاهرة ، لكن أغرب قضية مرت عليه في حياته العملية الطويلة كانت في منطقة "الموسكي" !

حيث فوجئ بأغرب بلاغ من امرأة تطالب بإستعادة ابنتها التي تبلغ من العمر عشر سنوات تعيش مع أسرة ثرية استولت عليها بالخديعة بعد ولادتها مباشرة.


وقالت الأم في بلاغها: كنت أعمل شغالة في بيت امرأة صاحبة مال ونفوذ ، ساعدتني في الولادة التي كانت صعبة !

وأخبروني وقتها أن مولودتي ماتت بعد ساعات من ولادتها !

وذهبت بي تلك السيدة إلى مقابر أسرتها ، وزعمت أنها قد "تفضلت" وسمحت بدفن أبنتي هناك !!

وقرأت على روحها الفاتحة !!


وكانت المفاجأة المذهلة أنني إكتشفت بعد ذلك أنها لم تمت !

بل أخذتها تلك المرأة وأعطتها لأبنتها العاقر التي لا تنجب !


وتضيف: واستمر عملي في بيت تلك السيدة !

وكنت أشاهد الفتاة الصغيرة من حين لآخر ، ورأيت فيها شبها عجيباً مني !

وجمعني مع تلك الطفلة حبا فريداً من نوعه ، وبحاسة الأم شعرت أنها ابنتي ، وعندما واجهت صاحبة المنزل الذي أعمل به أنكرت ، كما كان متوقعاً ، وطردتني من خدمتها !

والآن أريد إستعادة ابنتي بالقانون والبوليس !!


وبدأت الشرطة تحرياتها ، وكان الوضع صعباً للغاية نظراً لأن وقائعها تعود إلى ماضي بعيد ! 

وأسفر البحث الدقيق عن مفاجأة كبرى !

فهذه السيدة الثرية وابنتها قامت في مكتب الصحة بالتزوير في سجلات رسمية ، ونسبت المولودة التي أنجبتها الشغالة إليهم ، وتمت كتابتها في سجلات الصحة ونسبتها إليهم !!

وأن أمها تلك الأبنة العاقر لا تنجب !!


وبناء على هذه المعلومات صدر قرار النيابة بالقبض على الأم وابنتها وزوج الأبنة ، وكانت الإتهامات الموجهة إليهم تشمل الخطف والتزوير !


وفي التحقيقات تكشفت مفاجأة لم تخطر أبدا ببال المستشار "حسن الشربيني" الذي يحقق في تلك القضية الفريدة من نوعها !


قالت السيدة الثرية إن هذه الشغالة تنازلت عن مولودتها بمحض إرادتها لحاجتها إلى النقود حيث أن أسرتها كبيرة تضم العديد من الأبناء الذين أنجبتهم ، فقبلت التنازل عن المولودة الجديدة مقابل مبلغاً كبيراً من المال يساعدها في تربية بقية أولادها !!

وقدمت في تأكيد أقوالها الورقة التي تؤكد على هذا التنازل ، وهي مكتوبة بخط الأم وتوقيعها !

وتم التأكد من ذلك عند مقارنة الخطوط !

وإنهارت السيدة التي قدمت البلاغ بعد مواجهتها بتلك الحقائق !

وقالت إنها نادمة على ما فعلته ، وتريد إستعادة ابنتها !

كما أصيبت الأبنة التي عاشت تلك الطفلة في كنفها بحالة من الهستيريا والإنهيار الكامل عندما علمت بقرار النيابة بتسليم المولودة التي كبرت ، وأصبح عمرها عشر سنوات إلى أمها الحقيقية ، وتصحيح التزوير الموجود في سجلات الصحة !

وكان قلب المستشار "حسن الشربيني" يتمزق وهو يسمع صرخات تلك المرأة التي تبنت الطفلة وهي تصرخ وتقول: لقد أصبحت أمها بعدما قمت بتربيتها طيلة تلك السنوات أفضل تربية !

لكن النيابة لم تملك سوى توجيه الشكر لها !!


وأسألك عن رأيك في قرار النيابة !! 

أنا شخصياً أقول أنه كان من الأفضل للنيابة إصدار قرار بإستمرار الوضع على ما هو عليه عقاباً لأمها الحقيقية وهي أم "فالصو" بلا قلب تنازلت عن ابنتها بمحض إرادتها .. فهل توافقني على ذلك ؟؟

الخميس، 18 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - زيارة بالتليفون !!



أظن أن هذا العنوان أثار دهشتك وتسألني يعني إيه ؟؟

وأراهن أن الزيارة بالتليفون غير موجودة في أي دولة أخرى غير بلادي .. 

بلد العجائب .

وحتى لا يتحول الأمر إلى فزورة فإنني أشرح لك ما أقصده وهي زيارات الأسر للسجناء في بلادنا تنقسم إلى أربعة أقسام تحديداً ولا خامس لهم !

١_ الزيارات العادية التي تتم خلف الأسلاك الشائكة بعد تفتيش دقيق لأهالي المحبوسين وهذا هو الأغلب والأعم.

٢_ هناك من المحبوسين قد تعتبرهم الدولة يشكلون خطورة على المجتمع ولذلك فإن الزيارة في هذه الحالة لابد أن تتم داخل مكتب المأمور أو أحد كبار ضباط السجن ليتم تسجيل كل شاردة وواردة في هذا اللقاء.

٣_ النوع الثالث غريب جداً جداً وهي زيارة التليفون التي وضعتها عنوان لمقالي ، وتم إستحداثها منذ سنوات قليلة حيث المسجون يلتقي بأهله ولكن عن طريق الهاتف فقط!!

يعني زيارة غير مباشرة ويأت المسجون ويلتقي بأهله من خلف ساتر زجاجي فيه تليفون يتحدث فيه إليهم وهم على بعد خطوات منه يراهم ويرونه ، لكن الكلام بالتليفون !

وبالطبع يستحيل في هذه الحالة أن يصافح الابن والده المسجون أو يأخذ الأخير حفيده في أحضانه لأن هناك ساتر زجاجي بينهم ، وكل التحيات والسلامات عن طريق التليفون !!

٤_ النوع الأخير هو الأشد قسوة .. 

الزيارة ممنوعة نهائيا ..

والصلة مقطوعة تماماً من سنوات لا يدري المسجون شيئاً عن أهله ، ولا هم يعرفون أخباره ..

وهذا بالطبع ينبغي إعادة النظر فيه لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية ..

وحتى المحكوم عليهم بالإعدام يسمح لأهله بزيارته ..

فلماذا لا يعامل هؤلاء مثله ، وهم على فكرة عدة آلاف وليس بضع عشرات أو مئات ..

وما المانع بدلاً من هذا الإنقطاع الرهيب أن تتم الزيارة في ظل إجراءات مشددة مادامت الدولة تعتبره خطر عليها أو على المجتمع .. 

ويكون اللقاء إما في مكتب مأمور السجن أو أحد كبار ضباطه أو حتى عن طريق التليفون التي ليس لها مثيل في أي مكان آخر !!

عجائب !!


الثلاثاء، 16 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - تعظيم سلام للرئيس المهزوم !!



في البداية رأيت الصحف الأوروبية والأمريكية تشن عليه حملة شعواء وأتهمته بأنه ديكتاتور يبطش بالمعارضة ، ويضع كل من يعارضه في السجن ..
ثم جرت الإنتخابات الرئاسية ببلاده ، وحدثت أولى المفاجآت الكبرى حيث لم ينجح الرئيس من الجولة الأولى ، وأضطر إلى الإعادة وفاز بنسبة ٥٤٪ من الأصوات..
وكانت نتيجة الإنتخابات حدثاً عالمياً ، فهو الأول من نوعه في الدول الإسلامية ، وكل الرؤساء فيها يفوزون بأكتساح !
وتساءلت أكبر جريدة أمريكية واسمها "نيويورك تايمز" : كيف يكون هذا الرئيس ديكتاتور وقد فاز بهذه النسبة الضئيلة من الأصوات ..
وبدأت لهجة الإعلام العالمي حياله تتغير إلى أن وقعت المفاجأة الثانية وكانت أشد وأنكى خلال شهر رمضان الماضي ..
فهذه الدولة الإسلامية التي أقصدها من البلدان القليلة جداً في العالم الثالث كله التي تدير "البلديات" فيها الأحزاب ..
وليست معينة من قبل الدولة ..
وهو ما يعرف عندنا باسم المحافظة ..
وتنافست الأحزاب على رئاسة هذه البلديات وأستطاعت المعارضة النجاح في أهم المدن رغم أن الإنتخابات جرت في رمضان ..
والمفترض أن تنحاز الجماهير إلى الحزب الحاكم صاحب الجذور الإسلامية الراسخة ..
ولكن حدث العكس ..
وخرج الرئيس معلناً هزيمته ، ومؤكداً أنه سيحترم إرادة الناخبين ، وطالب الحزب الذي يرأسه بإعادة النظر في سياساته وعلاج الأخطاء التي أدت إلى هذه الهزيمة ..
وما جرى حدث نادر أو إستثنائي في كل الدول الإسلامية وبلاد العالم النامي بأكملها ، وطبعاً أستحق الرئيس المهزوم تعظيم سلام من العالم الحر كله.
وأترك لحضرتك بذكائك وثقافتك أن تعرف هذا الرئيس الذي أقصده ، وهو بالمناسبة زار مصر قبل أشهر قليلة ، وكان بصحبة زوجته بعد توتر في العلاقات بين البلدين دام سنوات.
يا ترى هل عرفت من هو هذا الرئيس ؟؟

الأحد، 14 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - حوار مع روز اليوسف (2) - لماذا اعتزلت الفن في قمة المجد ؟؟



انتقل حوارنا إلى موضوع آخر: يا جدتي.. أنت معجزة، وحياتك تدخل في دنيا العجائب.. جئت إلى مصر وليس لك أقارب على الإطلاق، ومع ذلك نجحت نجاحا باهرا سواء فى الفن أو الصحافة.. فكيف حدث ذلك؟- قالت: أنا هربت من الأسرة التي ترعاني وكانت تعاملنى فى منتهى القسوة، ودادة خديجة قالت لى هؤلاء ليسوا أهلك.. أمك ماتت بعد ولادتك ثم لحق بها أبوك، وكان من المفترض أن أهاجر إلى البرازيل!! وعندما توقفت الباخرة بالإسكندرية احتضنتنى أسرة الفنان «إسكندر  فرح» وهكذا جئت إلى مصر ودخلت باب الفن.وأضافت قائلة: أنا مدينة لاثنين فى حياتى «عزيز عيد» وعلى يديه تعرفت على الدنيا وتعلمت منه الكثير، وهو أول من قدمني على المسرح، والثانى «محمد التابعي» الذي أسندت إليه رئاسة روزاليوسف عندما أنشأت المجلة، وظل معى لسنوات إلى أن تركنى وذهب مع مصطفى أمين لإنشاء «آخر ساعة». سألتها: يا جدتي لقد تركت التمثيل فى عز مجدك واعتزلت قبل بلوغ الثلاثين من عمرك، وذلك بالطبع يدخل فى دنيا العجائب، فما السبب الحقيقى فى ذلك؟وقبل أن تجيب قلت لها: على فكرة يا ستى انا عندى فى المنزل شهادات من المملكة المصرية بتاريخ 1925 و1926 ورثتها عن والدي تؤكد أنك أعظم ممثلة.- قالت روزاليوسف: اوعى تفرط فيها.. ده تاريخ لازم تحافظ عليه، أما سبب اعتزالى فيرجع إلى شخصيتى التى ترفض «العك» وتتطلع إلى التمثيل النظيف، لكن المرحوم «يوسف وهبي» انحرف بالمسار الذى كنا قد اتفقنا عليه، وبدأ يقدم مسرحيات لا تليق بحجة أن الجمهور عايز كده! فرفضت ذلك واعتزلت. تساءلت: لكن تسمية المجلة باسمك أمر لم يسبق له مثيل من قبل وحتى الآن ولا يوجد فى أى مكان شرقا أو غربا.- ضحكت قائلة: كل اللى كانوا معايا مثل إبراهيم خليل والحاج حسن  ربنا يرحمهم جميعا أصابتهم دهشة شديدة من قرارى هذا، لكننى قلت لهم: أنا ممثلة مشهورة فإذا أصدرت مجلة باسمى روزاليوسف فسيقبل عليها الجمهور وتنفذ على الفور وهذا ما حدث بالفعل. وقبل أن أختم حوارى معها سألتها عن رأيها فى مستوى المجلة التي تحمل اسمها.- أجابت: طول عمر روزاليوسف مدرسة تخرج فيها نجوم الصحافة سواء قبل وفاتى أو بعد موتي، لكن جاءت فترة هبطت فيها وأصبحت وحشة قوى خاصة بعد خروج إحسان منها فى الستينيات من القرن العشرين،

سألتها وما رأيك في المجلة حاليا ؟

أجابت بأسى سيئة جدا ولا تمت بصلة لمدرستي أو مدرسة أبني ومجلة صباح الخير أسوأ حالا فقد فقدت طابعها الاجتماعي وأصبحت هي الأخرى مجلة سياسية وختمت حوارها قائلة :أنا متأكدة أنها مرحلة وهتعدي روزاليوسف قد تمرض ولكنها لا تموت حتى ولو كان مرضها شديد وبإذن الله ستقف على قدميها من جديد وتعود لمجدها مرة أخرى عندما تعود إلى مصر حرية الصحافة التي إفتقدتها منذ سنوات طويلة.

محمد عبد القدوس

السبت، 13 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - حوار مع جدتي روزاليوسف - "يكذبون على ابني احسان"


 

بمناسبة ذكرى وفاتها في العاشر من أبريل منذ أكثر من نصف قرن طار خيالى بعيدا وتصورت أنني أجريت حوارا مع جدتي السيدة «فاطمة محمد محيى الدين يوسف» التى طبقت شهرتها الآفاق باسم روزاليوسف.- فى البداية قالت لي: الحمد لله أن ربنا افتكرنى قبل تأميم روزاليوسف بسنتين، وإلا كنت سأموت كمدا وحزنا وأنا أشاهد فى حياتى الحكومة وهى تستولى على المجلة التى هى حياتى كلها.. الموت قبل ذلك أفضل.. فشكرا لك يا رب!!
قلت لها: لكن يا جدتى يقال أن ابنك إحسان عبدالقدوس رحمه الله الذى هو أبى العزيز دعا إلى تأميم الصحافة وشجع عبدالناصر على الإقدام على تلك الخطوة!!- ردت قائلة: إزاى الكلام ده.. هذا أمر يدخل فى دنيا العجائب، وأنا أشك فى تلك الرواية تماما، وغير معقول أن إحسان يدعو إلى التأميم ويقول للحكومة: خذوا المجلة اللى أنا صاحبها وقامت أمى بتأسيسها، ويزداد الشك فى هذه القصة أن إحسان سافر قبل التأميم إلى أوروبا لشراء مطبعة حديثة.. وبالطبع شيء متناقض وغير مفهوم أن تكون عنده الرغبة في التعاقد على ماكينات جديدة للمجلة وفي ذات الوقت يدعو إلى تأميمها!! أنا بصراحة مش مصدقة. قلت لجدتي العزيزة: عندى سؤال كان محيرنى لسنوات طويلة، فقد قرأت فى كتاب «حول العالم فى 200 يوم» أن أنيس منصور حضر جلسة لتحضير روح حضرتك فى إندونيسيا!! فهل تتذكرين تلك الواقعة؟- أجابت: كلامك هذا يدخل فى دنيا العجائب، «وأنا مش فاكرة حاجة من دى لكن أنا غير مقتنعة أبدا بحكاية تحضير الأرواح، واللى عايز يحضر روحى أقول له: يا أخى طلعت روحك أنت الأول»!!
وللحوار بقيه ان شاء الله ..

الجمعة، 12 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - عجوز في الرابعة عشر من العمر!!!



المؤكد أن عنواني هذا أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وفيه كلام شديد التناقض : كيف تكون العجوز بنت "عيلة" في الرابعة عشر من عمرها ؟؟ و إذا أحسنت الظن بي فقد تفهم أنني أقصد أنها شابة بحيويتها وإقبالها على الدنيا رغم أنها بلغت من العمر أرزله! وفي كل الأحوال لا يمكنك أن تتوقع أن ما أقوله حقيقة!! طفلة عجوز فليس هناك أي لعب بالكلمات!!

وبعد هذه المفاجأة الكبرى التي قدمتها لك أظن أن كل علامات الإستفهام في الدنيا تراقصت في ذهنك!! "إزاي" .. وهل يعقل أن ترى المرأة العجوز شابة؟؟ بأي منطق تتحدث يا حضرة؟؟
وحتى لا أطيل حيرتك أقول لك أنني أقصد من كلامي مشهد حقيقي حدث في حياة جدتي روز اليوسف رحمها الله.
فهي كما تعلم نشأت في بلاد الشام وجاءت إلى مصر في سن مبكرة، إنسانة يتيمة أعتنى بتربيتها صاحب فرقة مسرحية اسمه "اسكندر فرح" وفي بداية حياتها عملت في الفن قبل أن تتجه إلى الصحافة واستاذها الحقيقي الذي أعتنى بتربيتها وتلقينها فن التمثيل اسمه "عزيز عيد" وتقول عنه إنه أبوها الروحي!
وكان من أوائل أدوارها على المسرح دور غريب جدا في مسرحية "عواطف البنين" عجوز في الثمانين من عمرها! ولم يرض أحد من الفنانات القيام بمشهد إمرأة أكل عليها الدهر وشرب! كل واحدة إدعت أنها شابة ولا تصلح أن تكون امرأة مسنة!!
وطرأت في عقل المخرج عزيز عيد فكرة مجنونة قرر أن تقوم الطفلة بدور العجوز!
وراهن الجميع على فشلها! لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان الجمهور من المتفرجين السذج!! لكن المخرج وتلميذته قررا خوض هذا التحدي الصعب، بل والمستحيل ولعب "المكياج" دورا أساسياً في شخصية المرأة المطلوبة على المسرح ، وهكذا تحولت جدتي بقدرة قادر من فتاة جميلة عمرها 14 سنة إلى سيدة مسنة تتعثر في خطواتها وهي تتوكأ على العصا!! وتقول روز اليوسف كنت فعلا أتعثر وانا أمشي من فرط الخوف والرهبة! فلم أكن أمثل!! ونجحت نجاحا رائعا! وكانت النتيجة عاصفة تصفيق من جمهور الحاضرين وبداية لتألقها على خشبة المسرح!
حتى أطلقوا عليها لقب "سارة برنار الشرق" وهي أشهر ممثلة عالمية في ذلك الوقت .. ويا جدتي ربنا يرحمك أراك نموذج وقدوة لبنات حواء وعلى فكرة ذكراها كانت من يومان ذهبت إلى لقاء ربنا في العاشر من أبريل عام ٥٨.
وبهذه المناسبة أقدم لك غدا مفاجأة حلوة لا تخطر على بالك.

السبت، 6 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - فاتن حمامة ونجيب محفوظ والكفراوي وحوار رمضاني!



عندما كنت أعمل في الصحافة الورقية لسنوات طويلة ربنا وفقني والحمد لله في موضوعات حلوة عديدة كان لها صداها لأنها غير تقليدية ومنها هذا الموضوع الذي هو بين يديك ..
أنتهزت فرصة شهر رمضان وأجريت حوار مع عدد من نجوم المجتمع المصري في هذا الوقت ، وعلاقتي بهم وثيقة وكان الحديث عن القيم والأخلاقيات التي يفتقدها مجتمعنا !!
وألتقيت لهذا الغرض بثلاثة من عمالقة مصر كل في مجاله ..
الأدب والفن والتعمير.
(ليالي رمضان في العباسية!)
ركز كاتبنا الكبير "نجيب محفوظ" عملاق الأدب العربي الحديث كلامه عن القيم الإسلامية المفقودة في إفتقاد الأخوة الإسلامية الحقة ، وهي تشمل الترابط العائلي ، فالمجتمع الآن مفكك ، وكان حتى الماضي القريب مترابط يعطف الغني فيه على الفقير.
ويقول "نجيب محفوظ": عندي ذكريات جميلة في هذا الصدد منذ أيام العباسية حيث كنت أسكن في طفولتي .. كانت العائلات الثرية تقيم مآدب إفطار يدعى إليها أهل الخير من الفقراء ، وتتسابق على دعوة مشاهير القراء خاصة في شهر رمضان ، وكل هذا أختفى الآن فظهرت موائد الرحمن حيث يأكل الفقراء ثم ينصرفوا وهم غرباء بعضهم عن بعض ، ولم تكن موائد الرحمن معروفة في أيامنا ، كما أختفت الأصوات الجميلة التي كانت تقرأ القرآن في البيوت بمناسبة ليالي رمضان .. وانشغل الجميع في برامج التليفزيون .. ولياليه !!
ولا أعترض على ذلك ، لكنني أفتقد التضامن والتكافل والترابط الذي كان يتميز به المجتمع حيث غلبت المادية !!
ويكمل الكاتب الكبير كلامه قائلاً: تنقصنا الشورى وهي قيمة أساسية في ديننا ، والإسلام يقوم كذلك على العقل وإحترامه وإطلاق حريته ، لذلك أرى أن الإرهاب الفكري الذي يمارسه البعض يتعارض مع تعاليم ديننا.
(فتونة تسأل: أين التسامح؟)
"فاتن حمامة" رحمها الله عرفت بين أصدقائها المقربين بإسم "فتونة" وبدأت حوارها قائلة: التسامح .. التسامح هذه هي القيمة الإسلامية التي نفتقدها .. هذا ما قالته الفنانة الكبيرة "فاتن حمامة" عندما سألتها في هذا الموضوع ، وتشرح وجهة نظرها قائلة: أنظر إلى معاملات الأفراد بعضهم ببعض .. سيئة جداً في معظمها !!
أراها أبعد ما تكون عن السماحة ، الأنانية هي السائدة .. كل واحد يفكر في مصلحته فقط وشعارها : "أنا وبعدي الطوفان"!
وكيف نصلح هذا الخطأ يا سيدتي ؟
وكانت الإجابة: مطلوب من كل إنسان أن يبدأ بنفسه أولا ، يتجرد من "أنانيته".
وفي رأي سيدة الشاشة العربية كذلك أن الإسلام دين عظيم يقوم على السماحة ، لكن دعاته في كثير من الأحيان يكون فيهم غلظة ، حيث يكثر التخويف والتهديد بالنار وعذاب القبر ، ومن الواجب على دعاة الإسلام المخلصين تصحيح هذا الخطأ ، وعرض إسلامنا الجميل الذي يقوم على الرفق بالإنسان والرحمة به.
(كدابة من تصبغ شعرها!!)
ضيفنا الثالث المهندس "حسب الله الكفراوي" أحد مهندسي الإنفتاح في مصر ، وكان وراء بناء قرى الساحل الشمالي والبحر الأحمر والعديد من المشاريع العملاقة ، وظل وزيراً للتعمير والإسكان ما يزيد على خمسة عشر عاماً ، بدأ حديثه ببيت الشعر المعروف لأمير الشعراء "أحمد شوقي": "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
وأكثر ما يغيظ "الباش مهندس" "حسب الله الكفراوي " في هذا الموضوع هو الكذب الذي أستشرى ، فأصبح حاكماً لتصرفاتنا تراه في كل مكان الكذب عادي ، وحتى الفتاة التي تصبغ شعرها ، وأرى في تصرفها هذا نوع من الكذب على الناس !!
ويضيف قائلاً: في تعاملاتي مع الناس رأيت الأخلاق الإسلامية وشاهدت أيضا أخلاق أهل النفاق وللأسف رأيتها عند بعض من يدعي التدين !!
وهناك حديث رائع للرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث عن أخلاق المنافقين أحب أن أختم بها حديثي لأنها شاملة لهذا الموضوع: "أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر".

الجمعة، 5 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - الله صديقي !!



أعلم مقدماً أن عنوان مقالي هذا قد يثير زوبعة وأراهن من سيقول ساخراً: وأنت مين أنت حتى تقول عن ربنا أنه صديقك ؟؟ والحقيقة أنك مجرد عبد من عباده !
وأقول لحضرتك أن كل مقومات الصداقة الحلوة متوفرة مع الله .. والمؤكد أن كثيراً من الناس مثلي !
والصداقة قوامها الأول الحب .. وأنا أحب الله جداً جداً وهو كذلك في حبه للبشر كلهم .. وإذا تقدمت من خالقك خطوة جاءك بأكثر من عشر خطوات كما جاء في الحديث الشريف .. صديق كريم جداً لا تجد له نظيرا بين أصدقاء الدنيا أبدا .. بل إنه يأتي إليك "هرولة" كما جاء في ذات الحديث .. يعني متلهف لأن يأخذك في أحضانه.
والصفة الثانية في الصديق الحقيقي أنك عندما تقع في أزمة لا قدر الله تلجأ إليه على الفور ، وهذا ما يفعله كل من يحبون الله .. يلجأون إليه يطلبون من المساعدة في إجتياز المحنة التي يشكون منها ، ولا يكتفون بالدعاء فقط لأن ربنا صديقي طلب الأخذ بالأسباب التي تعالج ما أشكو منه وهذا هو الفارق بين التوكل على الله والتواكل ، وهو فارق دقيق كما ترى ولكنه مهم لأن ربنا طلب منك أولا أن تساعد نفسك قبل أن يساعدك.
وذات الصفة الثانية تنطبق أيضاً إذا كنت تريد فوزا في الدنيا.
وحاجة حلوة تسعدك في حياتك فإنك تلجأ إلى صديقك الأول الله تطلب منه المعونة لما تريده.
والصفة الثالثة في الصديق المخلص أنه قريب منك جداً جداً ، ويعلم كل أسرارك فلا يخفى عنه شيئ حتى في خصوصيتك وهذا ما ينطبق تماماً على حبيبي وصديقي الأول الله مع فارق جوهري بينه وبين غيره من الأصدقاء يتمثل في أنه ليس من الضروري أن تحكي له تفاصيل حياتك فهو مطلع عليها ويعرف كل شيء عنها حتى ولو كنت بعيداً عنه.
والصفة الرابعة في الصداقة الحلوة بيني وبين حبيبي الأول أنني أحبه لوجه الله لا أريد منه شيء على الإطلاق ومقولتي تلك تتعارض مع المقولة الشهيرة أن الإنسان يعبد ربه خوفاً وطمعا .. يعني خوفاً من عقابه ورغبة في دخول جنته !!
والعبادة تعني بالدرجة الأولى الحب وليس أبدا عبادة ربنا من منطلق العبد الذليل !
والصفة الأخيرة في الصداقة الحلوة أنها مع صديقي هذا بالذات صداقته تلك التي أتشرف بها مختلفة عن كل صداقات الدنيا التي تقوم بين الأنداد فقط !!
هل وجدت صداقة بين رئيس وغفير ؟؟
أو بين إنسان صاحب ثراء وواحد غلبان ؟؟
أقصى ما بينهم سيكون عطف هذا الغني عليه ومحاولة مساعدته ولكنه لن يكون أبدا في قلب حياته صديق مقرب !!
والذين أعترضوا على قولي أن الله صديقي نظروا إلى كلامي من هذه الزاوية .. فالصداقة عندهم كما عرفوها في الحياة الدنيا تقوم بين الأنداد .. لكن ربنا حبيبي صديقي الأول لأنه يحتضن الجميع ، ويقبل صداقة أي إنسان ..
أنها صداقة من نوع مختلف تماماً عن كل ما نعرفه في حياتنا .. ووجدت في أسماء الله الحسنى ما يدل على صداقته لنا .. مثل اللطيف والودود ..
أحبك يا ربي ..
يا أعظم صديق !

الخميس، 4 أبريل 2024

عجائب عبد القدوس - الحمد لله على الأنفلونزا ولطشة الهوا



الأنفلونزا المنتشرة هذه الأيام أصبت بها والحمد لله على كل حال !
وما جرى أكد لي أن هذا الإنسان الفخور بقوته لا يساوي شيئاً في الحقيقة ، وإن "لطشة" الهوا تجعلك طريح الفراش تشكو السعال "كحة فظيعة" والعطس !!
وعليك في هذه الحالة أن تحمد ربك جداً لأن غيرك قد تكون حالته أخطر ويحسدك على زكامك !! ويحلم بالبرد الذي أصابك ، و"الكحة" الشديدة التي تشكو منها لأنه يشكو من أوجاع أشد بكثير ، ومرض أحتل جسمه ويرفض الجلاء عنه !!
ويارب تساعده على الشفاء وقدرتك كبيرة ، وصدق القرآن الكريم القائل: "وإذا مرضت فهو يشفين" !
يعني الله !
والأنفلونزا التي أصابتني ذكرتني بما هو أشد وأخطر ، قال العلماء: أمراض القلوب أخطر من معاصي الجوارح ، والتفسير الشائع لهذه الحكمة أن القلب إذا إختلت بوصلته وفسد ، فإن هذا يؤدي بالضرورة إلى تصرفات طائشة لا تتفق مع الأخلاق وتثير غضب ربنا ، يطلق عليها الفقهاء معاصي الجوارح.
وهذا التفسير سليم ، لكن يعجبني قوي شرح آخر أكثر بلاغة خلاصته أن أمراض القلوب خفية قد يصعب على صاحبه نفسه إكتشافها بعكس معاصي الجوارح ، فهي واضحة وضوح الشمس للجميع مثل شرب الخمر والكذب وأكل حقوق الناس والفساد والإفساد ، فهي محل إدانة من المجتمع حتى ولو حاول صاحبها "التفلسف" والدفاع عما يفعله !!
لكن أمراض القلوب لها وضع مختلف مثل الأنانية والرياء والنفاق والغرور والحسد وكراهية نجاح الآخرين إلخ..
والتقرب إلى الله وعبادته بطريقة صح تحميك من كل هذه البلاوي ، وشهر رمضان الذي يقترب من الإنتهاء فرصة ذهبية لذلك ، وعبادة ربنا تعطيك حصانة وتكون بمثابة فراملك في وجه المعاصي وسد عالي يحميك من أمراض القلوب مع ملاحظة أن العديد من الناس لا يهتم الواحد منهم إلا بحماية نفسه فقط من المعاصي الخارجية ويكتفي بذلك خاصة وأننا في عصر أنتشر فيه سوء الخلق بطريقة فظيعة !
ولكن هذا لا يكفي ، والمطلوب الحذر من البلوى الأخرى المسماة بأمراض القلوب .. وعلينا جميعاً أنا وأنت مراجعة سلوكنا مع الآخرين والتأكد من الأخلاق الحلوة في معاملتهم لأنه عندما يقوم الإنسان بتبرير كل ما يفعله فإن هذا يدق جرس إنذار لقلبه ، وعلامة مش حلوة على أنه يشكو مرض من أمراض القلوب دون أن يدري.
وربنا يحفظني ويحفظك من كل أنواع الامراض الظاهر منها وما هو داخل القلوب.

السبت، 30 مارس 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - رحمة ربنا ومفاجأة نار جهنم!!


والدي "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" رحمه الله سأل إمام عصره الشيخ "محمد الغزالي" ربنا يرحمه ووالد زوجتي سؤالاً أعتقد أنه يهمك خاصة وأن إجابته غير تقليدية !

قال: من صفات الله العظيمة الرحمة ، وفي مستهل كل صلاة نردد جملة "الرحمن الرحيم" .. يعني واسع الرحمة ، وفي القرآن الكريم: "كتب ربكم على نفسه الرحمة" ..
وسؤالي مادامت رحمته واسعة إلى هذا الحد فلماذا خلق جهنم ووعد المشركين بأن يكونوا خالدين فيها ؟؟

كانت إجابة الشيخ "الغزالي": في الدنيا لابد أن يكون مكافأة للمحسنين وعقوبة للمقصرين ولا يعقل أبدا أن يستوي الفريقين .. وهذا أيضاً موجود في الآخرة والله كما وصف نفسه بالرحمة وصف نفسه بالعدالة أيضاً .. ولا يعقل أن يترك الظالم والمسيئ عند الله دون عقاب على ما أقترفوه من آثام عندما كانوا في الدنيا ، وصدق الله العظيم: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"!!
كلام رباني صحيح تماماً لأن معاملة الجميع على قدم المساواة عند الحساب أمر غير منطقي ، بل وفيه ظلم ويتنافى مع العدالة الإلهية.

كان تعليق والدي : هذا كلام جيد ولكن تصوري لرحمة ربنا الواسعة تجعلني أستبعد الخلود في جهنم إلى الأبد على أعمال خاطئة تمت في زمن محدود وهي حياتنا في الدنيا !!
كانت إجابة شيخنا الجليل مفاجأة تامة لوالدي : الخلود في جهنم قد يعني الزمن الطويل مثل الأشغال الشاقة المؤبدة في الدنيا !!
يعني مدة معينة ، حتى ولو كانت طويلة يطلق سراحه بعدها بل وقد يخرج قبل إنقضاء المدة .. فالعدالة الإلهية وحدها هي التي تقرر مدة عقوبة المجرم في جهنم ، بل وأن هناك من العلماء من قالوا إن جهنم هذه ستفنى يوماً بمن فيها !

ومن هؤلاء شيوخ كبار مثل "إبن القيم" والشيخ "رشيد رضا" ، ويمكن الإطلاع على الموضوع كله في تفسير "المنار" ، وهو من التفاسير المشهورة للقرآن الكريم.

تساءل الكاتب الكبير والدي تعليقاً على هذا الكلام قائلاً في دهشة: أيوجد رأي إسلامي بأن نار جهنم ستخمد بأمر إلهي ؟؟
أجاب الشيخ "الغزالي" مؤكداً: نعم وأقرأ ما كتبه شيخ الأزهر السابق العالم الجليل "محمود شلتوت" في كتابه العقيدة والشريعة.

قال والدي في ختام اللقاء: أنا أول مرة أسمع هذا الرأي ..
الثقافة الإسلامية واسعة جداً ورحبة وتشبع العقول ، لكن المشكلة أن كثيراً من الآراء المطروحة فيها على يد علماء ثقات لا يعرفها الجمهور !!

الجمعة، 29 مارس 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - حكاية زواج وسؤال مؤجل يهمك!



عندما تزوجت من شريكة عمري قبل ما يقرب من نصف قرن قامت ضجة كبرى وأصبحت حديث المجتمع وتوقع الكثيرون فشل هذا الزواج سريعاً !!
والسبب أن من أختارها قلبي ابنة عالم جليل هو الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله بينما أنا وأفتخر دوماً نجل "إحسان عبدالقدوس" ربنا يرحمه أو "سانو" كما كان يعرف في أسرته والمقربين منه ..
وتساءل الجميع كيف يستقيم هذا الزواج ؟
إزاي يجتمع دنيا "إحسان عبدالقدوس" مع عالم الشيخ "الغزالي" ؟؟
إنه مثل إجتماع الشمس مع القمر !!
أو الشرق مع الغرب !!
وزاد الطين بلة أن هناك كتابات قديمة لشيخنا الجليل يهاجم فيها حبيبي ويتهمه بأنه يحرض البنات على الفساد بالقصص التي ينشرها !!
وزادت الأمور غرابة أنني تزوجت في منزل والدي وأقيم معه ولن أتركه أبدا بطلب منه ، وطلب مني وإلحاح من ست الحبايب أمي الغالية ..
يعني إذن لن أنفصل بعد زواجي عن عالم "إحسان عبدالقدوس" وأعيش مستقلا بل أنا جزء من عالمه داخل بيتنا ..
وساعد على نجاح هذا الزواج والحمد لله أن الكبير كبير طول عمره !! حبيبي "سانو" شجعني عليه بعدما علم برغبتي في الزواج من أبنة عالمنا الجليل ولم يمانع أبدا ، ومن جهة أخرى وافق شيخنا الجليل على زواجنا ، فأنا تلميذه من زمان ويعرفني جيدا .. ولم يلتفت إلى الأقوال التي تحذره من ذلك خاصة وأن أبنته -زوجتي- ستعيش معي في منزل "إحسان عبدالقدوس" ويمكن أن يكون لهذا الأمر تأثير بالغ في تغيير شخصيتها !!
والحمد لله أنتصر زواجنا على كل هذه المخاوف والأهم من ذلك أن هناك تقارب كبير كان موجوداً وشهد عليه الجميع بين الرجلين العظيمين ..
فالشيخ الجليل عنده قدرة فائقة على استيعاب غيره .. وأبي حبيبي "سانو" نشأته الأولى كانت في بيئة جده المتدينة بالعباسية ..
فالإيمان عنده قوي لكن عنده أسئلة كثيرة جداً جداً حول التعاليم الدينية وتفسير القرآن والسنة النبوية ، وما يحدث للإنسان بعد الموت وحياته الجديدة عند ربنا والجنة والنار الخ ....
وكان شيخنا يستقبلها بمنتهى الهدوء ويجيب عليها مع أن أي عالم آخر يمكن أن يغضب منها ويشكك في مدى إيمان صاحبها !!
لكن الجلسات التي جمعت "سانو والغزالي" مختلفة ، وهي بين صديقين ، ولا غرابة أن يقول كل منهما ما في قلبه دون حرج ..
وكان حبيبي أبي يسعد حقا بلقاء الشيخ "الغزالي" ، وهي لقاءات متعددة ..
وهذا المقال الذي بين يديك رأيته مقدمة ضرورية لعرض سؤال من الأسئلة التي طرحها الكاتب الكبير وأجاب عليها الشيخ الجليل ، وهو يتعلق برحمة ربنا وليه جهنم وعقاب ربنا للعصاة في الآخرة ..
وللأسف طالت تلك المقدمة مني فانتظرني غداً بإذن الله للإجابة على هذا السؤال والحوار الجميل الذي دار حوله وتسجد فيه مفاجأة.

x

الأربعاء، 27 مارس 2024

عجائب عبد القدوس -مفاجأة عاشق أم قيس !!



أولى هذه المفاجآت أن هذا العاشق من صحابة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ..

يعني بالتأكيد إنسان مختلف عني وعنك !!

وهو مثل كل صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة لإقامة دولة الإسلام هناك !!

لكن سبب هجرته كان مختلفاً عن غيره ويشكل مفاجأة ضخمة ، وهو وراء الحديث النبوي الشهير: "إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرؤ ما نوى".


وقد حاولت البحث عن أسمه دون جدوى ، فلم يعرف عنه سوى أنه عاشق أم قيس !! ويبدو أن المؤرخين أرادوا ستره فلا يتم فضحه واكتفوا بذكر من دق قلبه لها واسمها أم قيس ! 

وهي أرملة تقيم بالمدينة المنورة واسم ولدها "قيس" !! 


ونبي الإسلام عنده فطنة عجيبة في معرفة أحوال أتباعه ، فهو المتميز في قيادته ، ليس بينه وبين جنوده حواجز ، بل العلاقة بينه وبينهم وثيقة جداً مثل علاقة الأب بأبناءه ، وليس علاقة القائد بجنوده !!

وهو أقرب إليهم حتى من عشيرتهم وأهلهم !!

ولذلك عندما رأى عاشق أم قيس مهاجراً إرتاب في سبب هجرته فاستدعاه وسأله عن سبب ذهابه إلى المدينة ..

والرجل الصحابي العاشق يحب سيدنا محمد جداً جداً ، فلم يستطع أن يكذب عليه ، فقال له ما خلاصته أنه يريد أن يكون بجانبه وهو يؤسس دولته بالمدينة ، لكن في ذات الوقت فهو ذاهب إلى هناك ويأمل أن يتزوج من تلك المرأة التي خطفت قلبه !!

وبعدها مباشرة جاء الحديث النبوي الشريف العظيم: "إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرؤ ما نوى .. 

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله .. 

ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه".


وهذا الحديث تجده دوماً في مقدمة كتب الأحاديث النبوية نظراً لخطورته ، فهو أساس التعامل في الدنيا .. أنت نيتك إيه ؟!


وبالأمس ذكرت لحضرتك ثلاثة من عظماء الأمة كانوا أول من تعرضوا للعقاب الإلهي بعد موتهم لأن نيتهم ومكانها القلب ولا يعلمها إلا الله مختلفة عما كانوا يبدو منهم أمام الناس ..

واحد شهيد ، والآخر عالم ، والثالث رجل خير ..

والثلاثة "ناس كدابين" مع أن مظهرهم أمام الناس التي إنخدعت بهم غير مخبرهم وحقيقتهم ..


والصحابي العاشق كان مهاجراً هو الآخر كما بدا أمام الصحابة ، لكن نيته الحقيقية وسبب هجرته كانت أمرا آخر مختلف ، وتتمثل في الزواج من حبيبة قلبه تلك الأرملة المقيمة بالمدينة ..

لكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفطنته كشف أمره .. والرجل لأنه يحبه جداً لم يستطع أن يكذب عليه بل أخبره بمكنونات قلبه ورغبته في الزواج ..


والارتباط الشرعي أمر لا غبار عليه ، لكنه في هذه الحالة أختلط بأمر آخر وهو الهجرة ونصرة الدين فكان العتاب بحديث حلو جداً .. 


أنت نيتك إيه ؟؟

الثلاثاء، 26 مارس 2024

عجائب عبد القدوس - عقاب إلهي لثلاثة من نجوم المجتمع


من الأحاديث النبوية التي لفتت نظري ذلك الحديث الذي يخبرنا فيه نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بأن هناك ثلاثة من نجوم المجتمع في الدنيا هم أول من سيتعرضون للعقاب الإلهي !!

"واحد شهيد" وآخر إنسان يقدم الخير للناس والثالث عالم جليل !!
ولا شك أن هذا الكلام أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وتساءلت طيب ليه !!!
وستعرف حالا لماذا هؤلاء سيتعرضون للعقاب الإلهي عندما يرحلون إلى ربنا قادمين من الدنيا الفانية.
وأشرح لحضرتك بإختصار وبطريقة صحفية مبسطة ما جاء في هذا الحديث الذي يبدأ "بالشهيد" ويسأله ربه عما فعله فيقول قاتلت "فيك"(ويقصد في سبيل الله)حتى أستشهدت .. فتقول له المحكمة الإلهية كذبت ! بل قاتلت حتى يقال عنك أنك مقدام(شجاع وبطل وقد قيل)
وبالفعل أعتبره مجتمعه كذلك .. ورفعوه إلى مصاف الأبطال وقاموا بتخليد ذكراه !!
والنجم الثاني عالم جليل في الدنيا .. فتسأله المحكمة الإلهية عما كان يفعله فكانت إجابته .. تعلمت العلم وعلمته .. فيكون الرد .. كذبت !!
لقد فعلت ذلك حتى يقال عنك أنك عالم وقد قيل !!
وأصبح له مكانة كبيرة في المجتمع واحترام وتقدير بفضل علمه ! لكنه لم يكن مخلصاً لله فاستحق العقاب !!
والثالث رجل غني مقتدر أشتهر في الدنيا بالإنفاق في أوجه الخير ، وتسأله المحكمة الإلهية عما فعله فيقول بالحرف الواحد ما تركت سبيل تحب أن ينفق إلا وأنفقت "لك" ! فيكون الرد الإلهي .. كذبت .. لقد فعلت ذلك من أجل أن يقال عنك أنك رجل "جواد" .. يعني ينفق أمواله في الخير .. وقد قيل !!
وأستخلص من هذا الحديث النبوي أن سبب عقابهم أنهم لم يكونوا صادقين مع الله .. يعني باللغة العامية "ناس كدابين" !!
ظاهرهم غير باطنهم !!
فالعالم الجليل مثلاً يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي الشهير "باب النجار مخلع" وقد حاز على شهرة واسعة لأنه يفتي بما يرضي الناس ، وليس بفتاوى الدين الصحيحة .. وبالتأكيد لم يقل كلمة حق في وجه سلطان جائر !!
والرجل المليونير هذا إكتشفت المحكمة الإلهية أنه يفعل الخير ليغطي على فساده .. حتى يقول الناس عنه أنه رجل خير .. مع أنه في الحقيقة الأمر فاسد مفسد .
والشهيد الذي قتل رأت المحكمة الإلهية أنه لا يستحق شرف نيل الشهادة وحياته كانت أبعد ما تكون عن ذلك !! مع أن المجتمع أعتبره من الأبطال لأنه قتل في المعركة.
ولذلك اهم درس يستخلص من هذا كله "نية الإنسان" .. وأكرر على تلك الكلمة مليون مرة.
وجاء في الحديث النبوي المشهور: "إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى ..." ورآه الفقهاء أنه من أهم الأحاديث النبوية.. والمناسبة التي قيل فيها عجيبة جداً ، وإن شاء الله سأقدمها لك في المقال القادم .. فأنتظرني .

السبت، 23 مارس 2024

عجائب عبد القدوس - الضابط الملاك الذي قادني إلى سيناء!!



بمناسبة حديثي عن حرب العاشر من رمضان  هناك واقعة استثنائية ولا أنساها أبدا حدثت بعد انتهاء الحرب مباشرة.. لأنني كنت من أوائل المدنيين الذين التقوا بأبطالنا في أرض سيناء التي نجحوا في تحريرها..

ألتقيت بهم داخل حصونهم وذلك بفضل ضابط لا أعرفه ولا حتى أعرف رتبته ، لكنني رأيته مثل "الملاك" قادماً من السماء ليأخذني بيدي إلى سيناء.


وأبدأ الحكاية من أولها كنت وقتها طالبا في السنوات النهائية بالجامعة. وفور قيام الحرب سارعت إلى التطوع فيما يسمى بالدفاع الشعبي وقيدت أسمي هناك في مبنى يتبع للأتحاد الإشتراكي مكان "حزب التجمع" الحالي بالقرب من ميدان طلعت حرب.

وبعد أيام جاءت التعليمات بسفر هذه الدفعة من المتطوعين إلى الإسماعيلية.

وبالفعل سافرنا إلى هناك بعد قرار وقف إطلاق النار مباشرة.. وكان معي عدد من عمال مطبعة "روزاليوسف" الذين كانوا نعم الرفاق في الرحلة.. وعملوا على راحتي طيلة مدة الإقامة في الإسماعيلية التي زادت عن شهر.

وكان قائدنا في الدفاع الشعبي النقيب "علي زايد" وهو ما زال حي يرزق حتى اليوم وقد تواصلت معه قبل أيام.

وعند وصولنا تم توزيعنا وكنا بالمئات من المتطوعين المحبين لمصر على بيوت الإسماعيلية ومعظمها مدمر بفعل الحرب وسكانها هاجروا المدينة إلى أماكن أخرى.

وكانت مهمتنا تحديداً تبدأ عند قدوم الليل.. حيث يقوم الدفاع الشعبي الذي أنتمي إليه ويتبع القوات المسلحة مباشرة بإغلاق شوارع الإسماعيلية تماماً ، فلا يسمح بالمرور لأي شخص إلا بعد أن يقول "كلمة السر"..

وهي تتغير على الدوام وكنا نعرفها قبل تواجدنا في الخدمة ليلاً.. وكان هناك إلحاح من القيادة بضرورة التأكد من كل إنسان نستوقفه لا فارق بين مدني وعسكري إلا بعد أن يقول كلمة السر حيث كان هناك خشية من أن يرتدي أعداءنا من الصهاينة لباس الجنود المصريين ويتسللوا إلى المدينة للقيام بأعمال تخريبية.


وبعد إنتهاء الوردية نعود إلى أماكننا للنوم حتى الظهر وبعدها فترة راحة حيث كنا ننطلق إلى مقاهي المدينة.. ومعظم روادها من الجنود والضباط الأبطال القادمين من سيناء في أجازة قصيرة.. وكنا نأخذهم بالأحضان ونستمع إلى قصصهم المشوقة حول الحرب والعبور وحكايات عن بطولات جيشنا الذي قهر الجيش الذي لا يقهر!!


وفي يوم كنت جالساً مع مجموعة من أبطالنا.. في جلسة تعارف وكل واحد من المتطوعين يقدم نفسه.. وبعدما قدمت نفسي..

 سألني أحدهم: أنت إبن "إحسان عبدالقدوس" .. أنا معجب قوي قوي بوالدك.. أنا راجع سيناء دلوقتي.. تحب تيجي معايا!!

ولم أتردد بالطبع وطرت من الفرحة!!

وغادرنا المقهى وأنا أحلم ولا أصدق نفسي ولم يخبرني عن شخصيته ولكنني كنت متأكد أنني في أيد أمينة.. وكانت هناك بالطبع العشرات من نقاط التفتيش ، وكنا نقابل في كل منها بترحيب ونمر بكل سهولة فقلت في نفسي: المؤكد أن مرافقي هذا ضابط من القادة، وكان يحدثني خلال رحلتنا عن مدى إعجابه بقصص حبيبي أبي وأن أسرته كلها تحبه.. وعبرنا في "لنش" إلى الضفة الأخرى وصعدنا إلى الدشم العسكرية الي كانت قائمة وألتقيت بأبطالنا وكل من أقابله لابد من إحتضانه شكراً له على ما قدمه.. ومصر كلها فرحانة بكم..

ولاحظت أن مرافقي محل إحترام من الجميع فتأكدت أنه شخصية بارزة بين الضباط.. وقمت بجولة سريعة في الأراضي المحررة القريبة مني.. ولاحظت بأم عيني دبابة إسرائيلية محترقة بل وجثة جندي إسرائيلي.. وبقايا اشياء كثيرة مبعثرة تتبع العدو، وأخذت كثير منها تذكار لهذه الرحلة التاريخية ظلت معي لسنوات وسنوات ، وعدت من جديد إلى الإسماعيلية برفقة هذا "الضابط الملاك" وأحزنني أنني لم أتعرف عليه ولم نتواصل بعد ذلك.. 

وبعد عودتي كانت هناك مفاجأة أخرى في إنتظاري.. جاءني إبن خالتي وكان ضابطاً في الدفاع الجوي وأخبرني أن قائده يدعوني إلى العشاء معه.. وذهبت إلى هناك وألتقيت بهذا القائد الشجاع وضباطه الأبطال من الدفاع الجوي وكان عملهم شاق جداً وهم يواجهون طائرات العدو.


إنها أيام لا أنساها أبدا برغم مرور نصف قرن عليها.

الأربعاء، 20 مارس 2024

يوم لا أنساه - أخطر اللحظات في تاريخ مصر وتليفون العاشرة مساء!


النهاردة العاشر من رمضان ذكرى يوم مجيد في تاريخ مصر حيث كان تحرير سيناء في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣.


وفي رحلتي الصحفية مع الصحف الورقية التي أستمرت ما يقرب من نصف قرن (تحديداً ٤٧ عاماً) ألتقيت مع نجوم المجتمع أشكال وألوان في مختلف المجالات.


ومن بين هؤلاء المهندس "سيد مرعي" رحمه الله رئيس مجلس الشعب ومساعد رئيس الجمهورية ، وكان من أقرب المقربين إلى الرئيس "السادات" قائد حرب أكتوبر رحمه الله ..


سألته عن يوم لا ينساه في حياته فأجابني دون تردد الساعات الأولى لبداية تلك الحرب ، وكنت مع قائدها في قصر الطاهرة حيث كان يقيم هناك خلال أيام المعركة ..

ويشرح ما دار بينهم بالتفصيل ويقول: كانت الساعة تقترب من السابعة والنصف مساء عندما دخلت على "الريس" في الحجرة السفلى الملحقة بالصالون الكبير بقصر الطاهرة.

ورأيته غاية في الهدوء يدخن غليونه الشهير !

سألته يا سيادة الرئيس ما هي الأخبار ؟

أجاب في ثقة: "الحمد لله .. الحمد لله .. الأخبار عظيمة جداً" 

ويقول"سيد مرعي" : كنت أخشى من تكرار مأساة ١٩٦٧ عندما سمع الشعب أخبار عظيمة عن سير المعركة ثم فوجئ بهزيمة مدوية !!

لكنني هنا في حضرة القائد وإجابته مختصرة ولم أطمئن منها .. يعني إيه أخبار عظيمة ؟؟

عندي مليون سؤال وسؤال .. فإن كابوس يونيو مازال في عقلي الباطن ..

سألته من جديد: وهل عبرت قواتنا قناة السويس ؟؟

قال بنفس إجابته المختصرة: نعم !!

وبدا وكأنه أشفق على مخاوفي فأضاف قائلاً: أطمئن يا "سيد" ..كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة .. الحمد لله.

سألته من جديد: وهل القوات التي عبرت أفراد ام دبابات ؟؟

وسحب الرئيس نفساً من غليونه وهو يقول عبرنا بالأفراد !

وسكت خوفاً من مضايقة "السادات" بالأسئلة المتلاحقة .. وقلبي فرحا ، لكن به مخاوف أيضاً !!

ومرت ساعة أو أكثر والرئيس هادئ لا يتكلم وطيلة هذا الوقت تدخل الى الرئيس أوراق ثم تخرج بعدما يطلع عليها .. وبعد مرور هذا الوقت الطويل: عدت أسأله عن الأخبار فأجاب: تمام .. أولادنا الذين عبروا دمروا أعداد ضخمة من الدبابات الإسرائيلية بمدافع ال "آر بي جي" !! قلت وقلبي يرقص من الفرحة: يعني أولادنا عبروا بالفعل !!

رد القائد الذي يحفظ تماماً شجاعة جنوده وكفاءتهم : نعم لقد عبر أبطالنا بالآلاف وأقاموا الكباري المتحركة على قناة السويس وأستولوا على الجزء الأكبر من خط "بارليف" ..

رأيت دموع الفرح تنزل من عيني دون أن أدري بينما "السادات" هادئ تماماً ووجهه كله ثقة واطمئنان ومازال يدخن غليونه !!

وعندما رأى دموع فرحتي أبتسم دون تعليق من جانبه .. لكنني كففت دموعي بسرعة فقد طرأ علي ذهني سؤال خطير جداً سألته للرئيس على الفور: وطيران العدو يا ريس !

وقبل أن أكمل كلامي قال السادات ": أطمئن يا"سيد" أطمئن.. كل شيء معمول حسابه تماماً.

سألته من جديد: وهل بدأ عبور الدبابات هي الأخرى ؟؟

ويبدو أنه ضاق من أسئلتي فلم يرد على سؤالي بل قال: أسمع يا "سيد" .. في العاشرة مساء سيرن جرس التليفون وسيكون المتحدث المشير "أحمد إسماعيل" ليعطيني التمام !!

ويقول المرحوم "سيد مرعي" في حواره معي: ظللت أنتظر تليفون العاشرة مساء على أحر من الجمر .. الدقائق تمر بطيئة متثاقلة وكأنها الدهر ، إنه أطول إنتظار في حياتي كلها.

وأخيراً رن جرس التليفون على المنضدة الصغيرة بجوار الرئيس .. 

إنني أتذكر تلك اللحظات وكأنها بالأمس القريب مع أنه مر عليها سنوات وسنوات .. نظرت إلى سماعة التليفون ثم إلى ساعتي إنها العاشرة مساء بالضبط ثم نظرت إلى وجه الرئيس الذي يبدو أنه أشفق على حالتي فقال لي: رد على التليفون يا "سيد" .. ورفعت سماعة التليفون .. نعم إنه الفريق "أحمد إسماعيل" ، ولم أجد الشجاعة أن أسأله في وجود القائد الذي خطط للمعركة كلها.

ومن لحظتها أصبحت المكالمة بالنسبة لي من طرف واحد مما يلي:

الرئيس تمام يا "أحمد".

وبعد قليل يقول عال جداً.

وبعدها بدقائق: دي خسائر بسيطة.

وبعدها بلحظتين .. مضبوط يا "أحمد".

ثم سأل: الأبطال .. روحهم المعنوية عاملة إزاي ؟؟

وأخيراً قال : عظيم يا "أحمد" .. عظيم جداً مبروك يا "أحمد" 


وكانت كلمة مبروك في تلك اللحظات أجمل كلمة سمعتها في حياتي كلها .. أنها مختلفة عن أي "مبروك" تقال في المناسبات المختلفة وما أكثرها .. كلمة مبروك التي قالها القائد تعني التهنئة والثقة والفخر بجيشنا العظيم على هذا الإنجاز  الذي تحقق .. كلمة مبروك تعني الكرامة والثأر من العدو الصهيوني .. كلمة مبروك تعني القضاء على التمزق والمرارة الاي رافقتنا سنوات عدة وتعني أن مصر كلها دخلت مرحلة جديدة من حياتها ..  مبروك  .. 


ومن فضلك أنتظرني لتتعرف على الحوار الذي دار بين "السادات" وزوجته السيدة "جيهان" قبيل الحرب مباشرة .. وربنا يرحمهم جميعا.

الاثنين، 18 مارس 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - شهدت معجزة من عند ربنا!!

 


فضيلة الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله من أبرز علماء الإسلام في القرن العشرين الميلادي ..

وأتذكر جيداً وأنا أسأله عن يوم لا ينساه في حياته: فلم يتردد في القول بأنها المعجزة الإلهية التي شهدتها بنفسي ، وكنت مازلت في مقتبل حياتي أدرس بالأزهر الشريف ..

جائتني "برقية" من قريتي تطلب حضوري فوراً، فأدركت أن خطراً داهم الأسرة، وسافرت وأنا مشتت الذهن، وأسودت أفكاري عندما رأيت دكان أبي عن بعد وهو مغلق.

تحركت قدماي بلا وعي إلى البيت، ورأيت أبي يصرخ من "مغص كلوي" أصيب به، والأولاد من حوله حيارى، وقد أعطاه الطبيب بعض الأقراص المخدرة، ولكن الآلام كانت إربى وأقسى، وقالوا: لابد من جراحة تستخرج ما في الكلى من حصيات.

وفتحت الدكان، ووقفت مكان أبي أعمل، وأنا خبير بذلك .. لأني في أثناء الإجازة الصيفية أساعده، ومضت عدة أيام ونحن نتروى ونتدارس ما نصنع ... 

أجور الأطباء فوق الطاقة، ولو أمكن إعدادها فإن الجراحة يومئذ غير مأمونة العقبى، وقد مات "عم" لي في جراحة مشابهة ... ماذا نصنع ؟

وحاصرني غم ثقيل، وأخذت شخوص الأشياء تتقلص أمام عيني، وثبتت بصيرتي على شيئ واحد: الله وحسب! 

وكأنما كنت أكلم الناس وأنا حالم ... 

وجاء رجل يشتري بعض الأغذية، ولما قدمتها له قال لي بصوت ضارع: ليس معي ثمن الآن.

وأقسم بالله أنه صادق، وأنه غداً يجيئ بالثمن!

ووقر في نفسي أن الرجل محرج، فقلت له: خذ البضاعة وهي مني إليك.

وانصرف الرجل غير مصدق ما سمع!

أما أنا فذهبت إلى ركن في الدكان، وقلت: يا رب، نبيك قال لنا: "داووا مرضاكم بالصدفة" ، فأسألك أن تشفي أبي بهذه الصدقة!

وجلست على الأرض أبكي، وبعد ساعة سمعت من يناديني من البيت وكان قريباً فذهبت على عجل وقد طاش صوابي، وفوجئت بأبي يلقاني وراء الباب يقول: نزلت هذه الحصاة مني وكانت حصاة أكبر من حبة الفول لا أدري ما حدث، لقد شفيت ...!

وفي صباح اليوم التالي كنت في الكلية، أحضر الدروس مع الزملاء.

إن الذي يجيب المضطر إذا دعاه رحمني ورحم الأسرة كلها، فله الحمد!

وأسألك في النهاية : أليس ما جرى لشيخنا الجليل معجزة تدخل في دنيا العجائب ؟؟

الجمعة، 15 مارس 2024

عجائب عبد القدوس - رسالة إلى الأحباب في الآخرة!

 


كل منا له أحباب وأصدقاء مقربين رحلوا عن الدنيا وبدأوا حياة جديدة عند ربنا أظنها ستكون أفضل وأجمل بإذن الله من هذه الدنيا المتعبة !!

ولا توجد فرصة أفضل من هذه الأيام ونحن صائمون لتوجيه رسالة حب إليهم !

بالأصالة عن نفسي وعنك أيضاً ..

أقول لكل من كان جزء في حياتي أو حياتك وذهب إلى ربنا: تركت فراغاً رهيباً برحيلك .. الحياة من غيرك شكل تاني .. وأتمنى كسر كل قواعد الكتابة بحيث لا يكون في المقال كله سوى كلمة بحبك !

لكن هذا بالطبع مستحيل ولذلك أحتفظ بها داخل قلبي .. أنها كلمة من قلبي وقلبك لكل من كنت تحبهم قوي وتركوك إلى دنيا أخرى خالدة لا يوجد فيها موت.


ومن فضلك خليك معايا قوي لأنني سأنتقل معك الى نقطة ثانية خلاصتها الرد على من زعم نسيان الحبايب الذين رحلوا نعمة !! وإلا أصيب الإنسان بحالة أكتئاب وتعطلت حياته في الدنيا من شدة تعلقه بالراحلين إلى الآخرة !!

وهذا غير صحيح أبدا وهذا القول فيه خسة وعدم وفاء .. والحمد لله أفتقد هذه النعمة وأرفضها وأراها نقمة (خللي بالك قوي من شدة التشابه بين الكلمتين) ، والحمد لله مازلت متعلقاً بأحبابي الموتى ولا أنساهم أبدا ، وكل إنسان أصيل يقرأ مقالي "زيي بالضبط"! 

والحمد لله حياتنا في الدنيا لم تتوقف ، فلا يوجد تناقض بين الأمرين كما ذهب هذا الرأي السخيف بأن النسيان نعمة !!


وأنتقل معك الى نقطة ثالثة ، خاصة بكيفية موت أغلى ما في حياتنا ..

وهي تنقسم إلى قسمين ..

موت مفاجئ غير متوقع وهي مصيبة كبرى للأحياء الذين فاجئهم حبيبهم بالرحيل المبكر !

لكن الموت بهذه الطريقة شيئ رائع للميت .. مات في غمضة عين دون مرض ولا ألم ولا مستشفيات !!

والنوع الثاني هو من عانى طويلاً حتى مات .. تألم كثيراً وكذلك حبايبه وأقرب المقربين له .. وبإذن الله سيكون هذا في ميزان حسناته يوم القيامة ترجح كفته على سيئاته فلا يعقل أن يتعذب في الدنيا وكمان في الآخرة !! مادام مؤمناً بالله .. والآلام الفظيعة التي كان يشكو منها والمرض الطويل والعلاج المكلف والأدوية التي لا تنتهي كلها سيقابلها حاجة حلوة بإذن الله عندما يلقى ربنا.


ومن فضلك تعالى معي لحبايبنا في الآخرة .. شكر موصول مرتين .. مرة لأنهم كانوا أصحاب فضل علينا في الدنيا ، والأخرى لأن تعلقنا بهم وهم عند ربنا تجعلنا نفكر في هذه الحياة التي تنتظرنا ونستعد نحن أيضاً للقاء الله ، فلا تشغلنا الدنيا عن ذلك لأننا أيضاً ذاهبون إلى هناك ، وأدعو أن يكون بعد عمر طويل وحياة معقولة بحلوها ومرها ، فلا يغلب عليها النكد !! وأوجاع الدنيا من مرض وحسد ومشاكل وخلافه !!


وأسألك في النهاية: هل أستطعت بهذه الرسالة نقل حبك لأقرب المقربين الذين رحلوا عنك .. أرجو ذلك!

وإن كان حبهم يبقى دوماً أقوى من كل الكلمات.

الثلاثاء، 12 مارس 2024

عجائب عبد القدوس - الناس في رمضان أنواع سبعة!


ياريت تكون حضرتك تنتمي إلى أول ثلاثة فقط !!

وأتساءل ترى إلى أي نوع تنتمي في سلوكك خلال شهر الصوم ؟؟

هناك من يرى رمضان أنه شهر العبادة وبس !!

ويتفرغ كلياً لهذا ويحرص على قراءة القرآن الكريم كله ، وأداء كافة العبادات ، ويبتعد عن الدنيا بكافة إغراءاتها خاصة وإن الإعلام يتزين في هذا الشهر بالذات والسهرات الحلوة .. 

لكن صاحبنا يقول: رمضان للعبادة !!

ونوع ثاني قريب منه ويستحق هو الآخر تعظيم سلام ، يحرص أيضاً على العبادات وختم القرآن ويجعله في المرتبة الأولى ، لكنه يقول: وما المانع بعد أداء واجباتي الدينية من السهرات الحلوة المحترمة ومشاهدة ما تقدمه أجهزة الإعلام مع الحرص على الإبتعاد عن رؤية الإسفاف وكل ما يتعارض مع الأخلاق !!

أما في سهراته والإفطارات الحلوة فلا يرى أنها تتعارض مع شهر الصوم ، بل فرصة للقاء الأقارب والأحباب .. وفيه توكيد لأواصر الصداقة والمحبة وصلة الرحم ، وكل هذا ما يدعو إليه الدين .. ويلاحظ أن النوع الأول يفطر في بيته وبعيداً عن الناس والدنيا كلها في شهر رمضان !

والنوع الثالث مختلف حيث أنه لا يستطيع الصوم لظروف صحية حقيقية وليس على سبيل الدلع وتراه حريص جدا على تأدية العبادات في رمضان.

ويبدأ "العك" من النوع الرابع !!

رمضان عنده شهر الأكل الشهي و السهرات الحلوة والإفطارات اللذيذة مع الحبايب والأصدقاء .. أما التدين والعبادات فهي عنده في مرتبة ثانية أو عشرة !!

ونوع خامس مضرب عن الطعام والشراب فقط خلال نهار رمضان ، فهو صائم ، لكنه في الحرص على العبادات والصلاة تجده أي كلام !!

بل تجده عصبي وسريع الغضب بحجة أنه صائم !! مع أن شهر الصوم جاء كذلك دعوة للأخلاق الحلوة.

ونوع سادس أسوأ منه .. رمضان عنده مثل أي شهر عادي فلا تتغير أحواله .. تجده مفطراً وغالباً ما يبرر السبب أنه "عيان" مع أن هذا غير حقيقي!!

بدليل أنه لا يفكر في الإقبال على الله في شهر رمضان.. ويارب تهديه وتصلح حاله ليكون مكسب للدين بدلاً من أن يكون عبء عليه !!

ولا أنسى النوع السابع وهي فئة موجودة في مجتمعنا تنتمي إلى طبقة الأثرياء في معظمها .. أو من هم على المعاش !! فاليوم عنده في رمضان مقلوب !! ينام بعد الفجر ، ولا يستيقظ إلا قبل المغرب .. فلا يصوم إلا ساعات قليلة فقط ..

ومعظم هؤلاء لا يعطون لبقية العبادات الأهمية المطلوبة ، بل تجده زينة الحياة الدنيا لها الأولوية !!


وهذه الفئات السبع موجودة بين المسلمين ولكن ماذا عن الأقباط شركاء الوطن .. إنهم ينقسمون إلى قسمين .. وكل من أعرفهم تقريباً منهم ينتمون إلى القسم الأول .. يعني ناس زي الفل .. يحرصون على تهنئة المسلمين في رمضان .. ويشاركون في لقاءات الإفطار ، بل بعضهم هو الذي يدعو إليها .. 

ونوع آخر يغلب عليه التعصب ، وكأن رمضان "مجاش" في بلدنا !! فلا يفكر في الاقتراب أكثر من المسلمين في الشهر الكريم ..

وأظن بل وأراهن أن هذه الفئة أقلية بين أقباط مصر .. وأعتقد أن هذا هو رأيك كمان.