حوار مع حائر - أخبار اليوم,

عندما قلت لصاحبي بمناسبة ذكري ثورة يوليو انني متشائم من المستقبل فوجئت به يثور في وجهي قائلا في حدة: التفاؤل لن يعرف طريقه اليك الا اذا عادت الجماعة المحظورة التي تنتمي اليها الي الوجود من جديد وهيهات ان يحدث ذلك!! وبالطبع غضبت من هذا الكلام.. بالذمة ده منطق معقول؟ أم أنه أي كلام!! وصاحبي أراه جزءا من حالة الاعلام الموجودة ببلادي وقوامها اطلاق الاتهامات الباطلة وتخوين المعارضين!!.. وبعدما استطعت السيطرة علي اعصابي بصعوبة شديدة قلت له في حزم وقوة: كان من المفترض ان تسألني عن اسباب تشاؤمي! حاول مقاطعتي فرفضت ويبدو انه شعر انني سأنفجر في وجهه وتتحول المناقشة الي خناقة في النهاية فاضطر ان يصغي الي وجهة نظري.

قلت له بعدما هدأ الموقف قليلا بيني وبينه: من فضلك انظر الي احوال بلدنا بعد اكثرمن ستين عاما من الثورة واحكم بنفسك.. حل تقدمنا الي الامام أم أننا محلك سر؟قال صاحبي: انس الماضي.. نحن في بداية عصر جديد علينا جميعا ان نشارك في بناء ونهضة الوطن! قلت له في هدوء: هذا هو  يا سيدي بيت القصيد! بعد الثورة مباشرة تعلقنا بآمال عريضة الي ان صحونا علي كارثة عام 1967 وتجدد الأمل من جديد مع بداية عصر السادات خاصة بعد حرب اكتوبر واعلانه للانفتاح الاقتصادي ووفاة الاتحاد الاشتراكي!! لكن الامور تدهورت بشدة بعد ذلك وانتهي الامر بمقتله رحمه الله، وجاء خليفته مبارك وهو احد ابطال حرب تحرير سيناء وبدأ في اصلاح ما فسد! لكن حكمه اصابه الجمود وبدا شبح التوريث واضحا وهكذا خابت آمالنا مرة اخري.. وجاءت ثورتنا الخالدة عام 2011 وانطلقت احلامنا من جديد وبدا ان التغيير الجذري قادم لامحالة، لكن دب الخلاف بين شركاء الثورة، وتدهورت الاوضاع الامنية بشدة وسادت الفوضي، ولم ينجح الرئيس محمد مرسي الذي انتخبه الشعب في توحيد الصف الوطني، بل الذي حدث هو العكس وبدا الانقسام واضحا، وانتهي الامر بالاطاحة به.سألني صاحبي فجأة وقد تغيرت لهجته: وما السبب من وجهة نظرك في خيبة آمالنا مع ان كل حاكم في بداية عهده يعطينا الثقة في امكانية اصلاح احوال البلاد والعباد؟؟قلت له دون تفكير: انه حكم الفرد يا صاحبي.. وهو داء قديم موجود ببلادنا منذ ايام الفراعنة!! وقواعد النهضة لابد ان تقوم علي اسس راسخة تتضمن ديمقراطية حقيقية، اما ان تعتمد نهضتنا علي جهد الحاكم وحده، فهذا لن يجدي شيئا والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.. أليس كذلك.