سين وجيم, أعياد مصرية

أحتفل أبناء مصر بعيد الأضحى المبارك ، لكن هناك أعياد مصرية ننتظرها على أحر من الجمر، عبارة عن أحلام ضرورية لتقدم بلادي، وكلها موجودة في العالم المتقدم أو المتحضر، ولا تجدها في دول العالم الثالث المتخلف إلا على سبيل الاستثناء.
أحلم أولا بدولة المؤسسات بديلا عن حك الزعيم الملهم أو القائد المنقذ الذي يفهم في كل شيء وينتمي إلى المؤسسة العسكرية ، وكلامه وقراراته أوامر غير قابلة للنقاش.. وما أحلم به يؤدي إلى وجود ديمقراطية حقيقية وحريات واسعة وتداول حقيقي للسلطة ، وحكم الزعيم الأوحد يعني الإستبداد السياسي الذي نراه جاثما على أرض الوطن.
والديكتاتورية التي تحكمنا لها مظاهر عدة احلم بالحد منها على الأقل لان القضاء عليها حلم لن يتحقق إلا في المشمش طالما ان كابوس حكم الزعيم موجود!! ومن أحلامي الإفراج عن سجناء الرأي وهم بالآلاف في سجون بلادي فلا يبقى الا المرتبطين بالإرهاب الذين يشكلون خطرا على الوطن وكذلك "احتفاء" الاختفاء القسري على يد الشرطة وهو حاليا شيئ طبيعي وعادي في مصر وما يصاحب ذلك من تنكيل وبهدلة، وتحسين أوضاع السجون أمر طبيعي  مطلوب احلم به لأنها حاليا بالغة السوء.. ‘أحلم بحرية الصحافة وحدث ولا حرج عن سيطرة الدولة عليها وعودة الرقابة مرة أخرى وحجب المواقع الإلكترونية وقد بلغ عدد المواقع المحجوبة أكثر من 400 موقع طبقا للإحصائيات الصادرة من الأمم المتحدة. وهناك ظاهرة جديدة رأيناها في عهد السيسي ولم تكن موجودة من قبل وتتمثل في وضع آلاف الأشخاص تحت الحراسة ومصادرة أموالهم بأوامر من أمن الدولة.
وفي هذا ظلم فادح ويؤدي بالطبع إلى تطفيش كل استثمار، وأحلم بأن يسترد هؤلاء المظلومين الذين ليس لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم أموالهم وممتلكاتهم.. إنها أحلام يقظة يجب أن نعمل على تحقيقها بالتصدي للحكم الظالم الجاثم على أرضنا وليست أحلام في المنام!
وأحدثك في مقال مستقل بإذن الله عن أحلامي في القضايا الاجتماعية والاقتصادية. بعدما ركزت على القضية السياسية لأنها أساس كل بلوى.. أليس كذلك؟