ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

عجائب عبدالقدوس, احترس من صاحب الألف وجه

تحدثت مع حضرتك عن عاشق أم قيس ذلك المهاجر الذي كان مهاجرا إلى المدينة المنورة من مكة المكرمة ، اكن هدفه كان مختلفا عن غيره، وعنده وجهان.. وجه ظاهر للناس ويتمثل في نصرة الإسلام وآخر خفي وهي رغبته في الزواج من المرأة التي يعشقها "أم قيس" وتقيم بالمدينة المنورة! ورفض رسولنا الكريم مسلكه هذا رغم أن الزواج أمر مطلوب في الإسلام ، ولكن لأن هجرته لم تكن خالصة لله وقال في حديث شهير :" إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى "
وصاحب الوجهين هذا منتشر جدا في عصرنا ، يأخذك بالحضن ثم يطعنك في ظهرك، وحقيقة أمره غير ما يبدو عليه في الظاهر، ويبدو هذا الأمر جليا إذا كان لصاحبنا هذا مصلحة وتراه خاصة بين الرئيس والمرؤس حيث ترى هذا الأخير آخر ذوق وأدب وأخلاق مع رئيسه فإذا انصرف من عنده بدت أخلاقه الحقيقية "وهو مع كل ريجة" بالتعبير العامي وترى في مجتمعنا كذلك أناس الواحد منهم سيئ جدا داخل بيته، ويتعامل مع زوجته بقسوة، لكنه خارج منزله "حاجة تانية" ، "جنتلمان على الآخر" بحثا عن المصلحة فهو صاحب أكثر من وجه.. واحد في أسرته والثاني خارجها.
وهؤلاء جميعا اسماهم الإسلام باسم المنافقين وقد كانوا من الكفرة في عهد سيدنا النبي لدرجة أن القرآن تحدث عنهم طويلا، بل أن هناك سورة كاملة بالقرآن مخصصة لهم أظهر فيها خصائصهم!! وما قلته قد يبدو لأول وهلة أنه يدخل في دنيا العجائب ، والسبب أن حضرتك تتخيل أن مجتمع نبي الإسلام كانوا من الأخيار والبشر الذي قل أن يجود الزمن بأمثالهم! وهذا غير صحيح فالصراع بين الخير والشر كان على أشده، وهؤلاء المنافقين كانوا شوكة في جنب رسول الله وحزبه، فهم نظريا جزء من المسلمين ويشهدون أن محمداً رسول الله ، لكن واقعهم غير ذلك ، إنهم أصحاب وجهين.. تراهم مع القوة الإسلامية الجديدة الناشئة بالجزيرة العربية ولكن سلوكهم مع المجتمع المشرك الذين يعيشون فيه.
وخللي بالك يا صاحبي المنافق كلامه زي العسل على قلبك ومنظره مفيش أحسن من كده، وسورة المنافقون تبين ذلك كله وبدايتها:" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله، ويعلم إنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون". ويقول في موضع آخر :" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم" صدق الله العظيم فاحترس من صاحب الوجهين إنه قادر على إقناعك والتأثير عليك. خاصة إذا كنت صاحب منصب أو عندك بزنس أو مصدر قوة في مجتمعك!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق