ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 28 يناير 2018

عجائب عبد القدوس -, أبن عم الملك فاروق حاول قتل إحسان عبدالقدوس


كان ذلك عام 1951، وعمر حبيبي أبي وقتها 33 عاما يعيش في ذروة مجد الصحفي بعدما أحدث ضجة كبرى حول قضية الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين.. وأترك "ل سانو" أو إحسان عبدالقدوس رحمه الله أن يروي محاولة اغتياله: ذات ليلة ذهبت مع بعض الأصدقاء لتناول العشاء في مطعم "الاريتاج" الذي كان مكانه عند مدخل عمارة ايموبيليا بشارع سليمان. وامتدت بنا السهرة في حديث ساخن حول الضراوة التي تتحرك بها السلطة لقمع الحركة الشعبية المتزايدة والتي بلغ بها السخط ذروتها بعد فضائح الأسلحة الفاسدة وانتهى اللقاء بعبارة مرحة داعبني بها أحد الأصدقاء بقوله: أرجوا الا تدفع ثمن قضية الأسلحة الفاسدة.. رصاصة غير فاسدة يا إحسان..!!.. وخرجت تشيعني ضحكات الأصدقاء.. ولم أكد أغادر المصعد في طريقي إلى الشارع حتى فوجئت بشخص مختبئ في الظلام في مدخل العمارة ينهال على رأسي بضربة سكين عنيفة! واستدرت فتلقيت ضربة سكين أخرى فوق حاجبي الأيسر.. سقطت على أثرها والدماء تغطي وجهي.. وخرج أصدقائي من المطعم وحملوني إلى مبنى الإسعاف وجاء الدكتور إسماعيل محرز وأجرى عملية خياطة الجروح التي لا يزال أحدهما ظاهرا حتى اليوم فوق حاجبي الأيسر وكان رأيه أنني نجوت من الموت بأعجوبة.. وفي التحقيق الذي أجرته النيابة قلت أني لا أتهم أحدا ولكن أعتبرها جريمة سياسية ردا على ما كتبته في روزاليوسف وأنا أكتب في أكثر من موضوع واوجه الاتهامات السياسية لأكثر من جهة ولذلك لا أستطيع أن أحدد شخصية الجاني وقد أنطلقت الإشاعات تتهم أكثر من شخصية من الشخصيات السياسية وقامت جهة أخرى تتبع السراي الملكية بإطلاق إشاعة بأن دوافع الجريمة دوافع نسائية!!.. كانت محاولة صريحة ومتعمدة لاغتيالي.. ولم يكشف التحقيق الذي اجري يومها عن الفاعل أو المحرضين الذين أوعزوا إليه بقتلي.. وعندما قامت ثورة 23 يوليو وأعيد التحقيق في هذه القضية أستطاع المحققون الشرفاء أن يصلوا إلى حقيقة مذهلة.. لقد أعترف الجاني بأنه أرتكب جريمته بتحريض من أبن عم الملك.. وعرفت يومها أن المحرض على قتلي هو النبيل عباس حليم _ أحد المتهمين في قضية الأسلحة الفاسدة _ وتذكرت يومها زيارة غريبة قام بها عباس حليم لي في منزلي وأنا طريح الفراش عقب محاولة اغتيالي _ كما تذكرت ضحكته الساخرة وهو يقدم لي صينية فضية فاخرة محملة بحلوى "مارون جلاسيه" .. وعبارته الملتوية وهو يجلس : المجرم الخطير جاي يطمئن على البطل الخطير..!! 
ولم أكن أدري يومها أنه يقرر الحقيقة التي ظهرت فيما بعد.. وظننت أن أبن عم فاروق كان يقصد بعبارة "المجرم الخطير" التي وصف بها نفسه.. التهمة التي وجهت إليه في قضية الأسلحة الفاسدة باعتباره أحد السماسرة الذين خانوا شعب مصر وقدموا لجيشها سلاحا وذخيرة فاسدة بل متى أقنعت نفسي بأن عباس حليم جاء ليكسب صداقتي لعلني اعفيه من الاستمرار في اتهامه وقد اتضح لي بعد ذلك أنني كنت ساذجا فقد جاء لزيارتي ليبعد الشبهة عن نفسه والاعجب من ذلك أني عندما أعيد التحقيق في حادث الاعتداء علي بعد القبض على المعتدي واعترافه تنازلت عن حقي في الاتهام..  وهذه طبيعتي. أن أنسى الماضي واتفرغ للمستقبل ثم أنني كنت مكتفيا بأن الثورة قد قامت وأن عباس حليم لن يعيش مع الثورة أنتهى.. وقد أنتهى فعلا..
إحسان عبدالقدوس.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق