ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 1 فبراير 2018

عجائب عبد القدوس -, عمتي الجميلة.. اسمحي أن أخالفك


عمتي العزيزة تجاوزت التسعين من عمرها المديد بإذن الله ، وأمسك الخشب وما شاء الله عليها عقلها عشرة على عشرة وتتميز من زمان بشخصيتها الصارمة القوية الصلبة والكل يحبها ويخشاها في ذات الوقت ، وهي أصغر من حبيبي أبي بسنوات خمس فهي من مواليد 1924م. وعمتي الجميلة لها مقولة فريدة من نوعها عن إحسان عبدالقدوس تقول فيها: "أنه عاش حياته بعقلية العباسية وكان يكتب بأسلوب روزاليوسف".. ومعنى كلامها أن حبيبي سانو وهو الاسم الذي اشتهر به بين أصدقاءه المقربين يعيش بشخصيتين.. فهو في حياته الخاصة له تقاليد صارمة متأثرا "بالعباسية" الحي الذي نشأ وعاش فيه فترات شبابه الأولى حتى دخوله الجامعة ، فهو لا يسمح مثلا بخروج زوجته وحدها ويعتبر نفسه سيد منزله وكلمته ماتنزلش الأرض ولابد أن يطاع ، يعني إنسان متزمت في داخله ،لكن في كتاباته "حاجة تانية خالص" فهو يكتب متأثرا ببيئة أمه روزاليوسف التي تتميز بالتحرر الكامل وإعلاء شأن المرأة. 
ومع حبي الكبير لعمتي فإنني اخالفها على طول الخط فيما تقوله باعتباري شاهد شاف كل حاجة ، فأنا وأخي الحبيب احمد عبدالقدوس نشأنا ولنا الحرية الكاملة بشخصيات مستقلة.. وهكذا حرص أبي رحمه الله على تربيتنا بهذه الطريقة ، و"سانو" كان سيد منزله بالحب الكبير لأمي ست الحبايب، فهي سيادة بالحب وليس على طريقة سي السيد أو العقلية الشرقية. 
ويا عمتي العزيزة اسمحي لي بتطوير كلامك عن حبيبي أبي قائلا أنه جمع بين الحسنيين أو أفضل ما في بيئة العباسية وروزاليوسف، في الأولى الشخصية المصرية الصميمة والقرب من ربنا، ومكانة الرجل في الأسرة والتقاليد التي لا تتنافى مع حياتنا الحديثة، وفي الثانية الحرية والانفتاح على الدنيا وحب الفن والتمرد على عقلية سي السيد، وحب الوطن والمطالبة بحريته وحقه في نظام حر ديمقراطي ، وإعطاء المرأة حقوقها، والمساواة بينها وبين الرجل ، وتعظيم سلام لكل إنسان جمع هذه الصفات في شخصه وعاش بها وبالتأكيد سيكون في هذه الحالة وحدها متميز ومختلف عن غيره ويستحق عشرة على عشرة.. 

وهذه صورة تجمع الثلاثي الجميل أيام زمان جدا "سانو، وروزاليوسف، وعمتي الجميلة" . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق