ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 28 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - السادات لإحسان عبدالقدوس : روح ربي أولادك


منذ 60 عاما بالضبط وتحديدا عام 1968 شهدت بلادي مظاهرات الطلبة احتجاجا على كارثة الهزيمة، وهي أول احتجاجات من نوعها ضد عبدالناصر منذ سنة 1954، وكنت مع أخي الجميل "احند" من أوائل الطلاب الذين ثاروا في وجه تلك البلوى ، وبدأت التظاهرات من جامعة القاهرة بالحقوق والهندسة وامتدت إلى الجامعة كلها، وخرج الطلاب من جامعتهم واتجهوا إلى البرلمان ، وخرج إليهم أنور السادات رحمه الله ، وكان وقتها رئيسا لمجلس الأمة كما كان يسمى ومعه وزير التعليم العالي وعدد من قيادات الدولة. واخذ الطلاب يهتفون وتركزت هتافاتهم في أمرين.. إطلاق الحريات ومحاسبة المسئولين عن الهزيمة، وكان منظرا فريد من نوعه لم يسبق له مثيل أبدا منذ عشرات السنين في عهد عبدالناصر. وظل أنور السادات واقفا في شرفة المجلس ينظر إلينا بابتسامة لا معنى لها، ولمح أخي أحمد ، وركز بصره عليه.. وبعد عدة ساعات انصرفنا في هدوء.
وفي مساء ذات اليوم أتصل أنور السادات بوالدي إحسان عبدالقدوس وربنا يرحم الجميع وقال له في لهجة حادة:"يا إحسان : بدلا من أن تكتب قصص روح ربي أولادك"!! أنا شفت أبنك أحمد النهاردة في المظاهرة وأكيد أخوه التاني معاه"يقصدني أنا"!! وأغلق الهاتف وهو غاضب. وأخبرني حبيبي أبي بتلك المكالمة، وكنت بجانبه، ولم يعلق على كلام صديقه السادات.
وفي اليوم التالي فوجئ والدنا بأننا ذاهبون إلى الجامعة فقال لنا بصوت هادئ: خللي بالكم السادات زعلان وبلاش تحرجوني أمامه ، ولم نلتفت إلى كلامه، وشهد هذا اليوم اشتباكات عنيفة مع الشرطة امتدت من الجامعة وحتى مصر الجديدة حيث وصلنا إلى هناك في تظاهرات امتدت طيلة الطريق وتعرضت خلالها لبهدلة شديدة وعندما عدت لمنزلي في المساء رأيت والدي متلهفا على سلامتي بعدما جاءته الأنباء أنني قد أصبت! ونسى ما قاله له السادات في تلك حبيبي يا المكالمة التليفونية الغاضبة. وفي اليوم الثالث كانت الجامعات قد أغلقت ومع ذلك ذهبنا إلى هناك وشاركنا في الاعتصام الذي كان قائما بكلية الهندسة! ووقعت بعد ذلك تطورات مذهلة لم تخطر ببالي ولا فكر فيها أبي.. وساخبرك بها في المقال القادم بإذن الله.. من فضلك انتظرني. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق