صورة من قريب:حوار مع أحمد ماهر مؤسس شباب 6 أبريل

# نصف يومي اقضيه وراء الشمس!!
# تلقي حركتنا لتمويل أجنبي أكذوبة كبرى لم تثبت أبدا.
# هذه هي أسباب الانشقاقات التي جرت في الحركة.

حركة 6 أبريل قامت بالتزامن مع أضراب عمال المحلة تضامنا معها وتأييدا لهم وكان ذلك عام 2008 ومؤسس الحركة احمد ماهر أحد رموز ثورة يناير ، وبصمته واضحة على الحركة الوطنية كلها. التقيت به مؤخراً ، ووجدته يعيش في ظروف صعبة جدا ويشرح ما يجري له قائلا : تم حبسي على خلفية قانون التظاهر في 30 نوفمبر عام 2013 بعد مظاهرة أمام مجلس الشورى احتجاجا على قانون التظاهر ، وقضيت مدة وهي ثلاث سنوات في زنزانة انفرادية وفي ظروف بالغة القسوة. وبعد انتهاء مدة الحبس كانت هناك ثلاث سنوات أخرى مراقبة من الشرطة أقوم بتنفيذها حاليا، وصدق أو لا تصدق نصف يومي أو 12 ساعة أقضيها يوميا محبوسا بقسم الشرطة بشكل تعسفي ويتم رفض أي طلبات للحصول على اجازات ولو ساعة من تلك العقوبة التي تتم بشكل تعسفي دون جدوى ، وحتى في المناسبات والاعياد لا يتم اعفائي منها، ورفضوا طلبي بتخفيف العقوبة عندما كانت والدتي مريضة شفاها الله ، وخلال مدة حبسي أنام على "البرش" وفي مكان مظلم تماما حيث تبدأ العقوبة في السادسة مساء حتى اليوم التالي ، وكثيرا ما يتعمد الحراس الطناش فلا يفتحون باب الحجز الا بعد فترة طويلة من انتهاء المراقبة ، وكل ذلك سبب لي مشاكل كثيرة نفسية وجسدية، لكنني قوي وصامد بإذن الله في مواجهة كل أنواع الظلم.
   
(في بيتنا رجل)

واحمد ماهر باش مهندس مدني خريج هندسة عام 2004 وحاصل على دبلومة نظرية المجتمع المدني وحقوق الإنسان من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويدرس حاليا دبلومة إدارة المنظمات غير الحكومية بنفس الكلية، لكن النصف دوام الذي يقضيه يوميا وراء الشمس يعطله وهو متزوج وعنده أبنة جميلة عمرها عشر سنوات وولد زي الفل عمره أعوام سبعة.  والده ماهر إبراهيم على المعاش حاليا، وقد تأثر به كثيراً في رفضه للظلم وسخطه على نظام مبارك واحتقاره للنفاق والمنافقين ، وتستطيع أن تقول في ذلك إبن الوز عوام رغم أن والدي لم ينضم إلى أي أحزاب سياسية وكنت مثله في البداية أما والدتي حفظها الله فهي أخصائية اجتماعية وناظرة مدرسة وحدث ولا حرج عن حنانها وسعة افقها وقدرتها على تجميع القلوب حولها.. وهذه الصفات حاولت أن تكون من طباعي.
سألته : وكيف دخلت المجال السياسي ؟
اجابني: نشأت في منزل مهتم بالسياسة كما اخبرتك وتأثرت في طفولتي بأفلام عظيمة مثل فيلم "في بيتنا رجل" بطولة عمر الشريف عن قصة إحسان عبدالقدوس ربنا يرحمهم جميعاً ، وأفلام عن غاندي ومارتن لوثر كينج، ومن الشخصيات التاريخية المصرية التي أحببتها مصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس ، واستهوتني دوما القراءات السياسية. ونشأت مثل والدي ساخطا على نظام مبارك وتابعت مظاهرات الاعتراض على ضرب العراق في ميدان التحرير والجامعات المصرية عام 2003 ثم تابعت ظهور حركة كفاية في ديسمبر 2004 وفي صيف 2005 أصبحت أحد أعضاء اللجنة التنسيقية لشباب من أجل التغيير ونائب رئيس لجنة الشباب بحزب الغد. وكان أول حبس لي في مظاهرات عام 2005 لعدة ساعات عام 2006.

 
(كيف نشأ تجمع 6 أبريل)

وشباب 6 أبريل إضافة حقيقية للحركة الوطنية ساهمت بقوة في الإطاحة بالعهد البائد ونظام مبارك.. سألته عن كيفية نشأة الحركة فقال إنها نشأت من الشباب الذي أنضم "لجروب" الفيسبوك الشهير الداعي للإضراب العام في مصر تضامناً مع إضراب عمال المحلة يوم 6 أبريل عام 2008 وكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي أماكن الاجتماع والتأثير ومع الوقت بدأ الشباب الجديد المنتمي للحركة في الظهور على أرض الواقع ، وكانت الاجتماعات في بداية الأمر بنقابة الصحفيين ثم بعض مقرات بعض الأحزاب والمنظمات الحقوقية ، وكانت الحركة في البداية تسمح بدخول كافة الأفكار والاعضاء في الأحزاب الأخرى ، ومع الوقت تأكد كياننا المستقل المتميز الذي اكتفى بذاته، وهو يقوم على دعامتين أولهما التوجه الاجتماعي خاصة وأن الحركة نشأت مع إضرابات العمال والأمر الثاني التصدي للاستبداد السياسي والحكم البوليسي الذي كان جاثما على أنفاسنا أيام مبارك والذي أشتدت وطأته في العهد الحالي.
 
(نفي قاطع للتمويل الأجنبي)

قلت لصديقي الشاب الجميل : من الاتهامات الأساسية الموجهة إليكم تلقي تمويل أجنبي من بلاد برة!! نفى احمد ماهر هذا الأمر بطريقة قاطعة ، وأكد أن هذا لم يحدث أبدا ، ولم يثبت علينا قط تلقي فلوس من الخارج!!
تساءلت: وماذا عن علاقتك مع صربيا بالذات؟
أجاب : لم أذهب إلى هناك ولا صلة لي بها.. وكل ما حدث أن صديقي محمد عادل أحد أبرز أعضاء الحركة ذهب إلى هناك بدعوة من الشباب الصربي وفي ذكرى سقوط الديكتاتور الذي كان يحكمها! وقد سافر بصفته مدون وليس ممثلا للحركة، ولم يكن وحده بل كان معه عديد من المصريين بعضهم من الموالين لمبارك ، لكن الإعلام المغرض ترك كل هؤلاء وأهتم فقط بسفر صديقي محمد عادل وأخذ في القصص والحكايات الوهمية لتشويه الحركة أنتقاما منها لدورها الكبير سواء في التصدي لمبارك أو إشعال ثورة يناير. وبعدها سيطر الاستبداد السياسي على مصر من جديد وازدادت الحملات المغرضة ضدنا، بالإضافة إلى أعتقال العديد من شباب الحركة وكنت على رأسهم مع صديقي محمد عادل وغيرنا كثيرون.
 
(انشقاقات 6 أبريل.. لماذا ؟)

سألت عن الانشقاقات المتكررة التي جرت في حركة 6 أبريل وادت إلى اضعافها في النهاية ؟ أعترف أحمد ماهر بهذا الأمر ، لكنه قال أنها كانت على نطاق ضيق ، والقاعدة العريضة ظلت متماسكة وتلك الانشقاقات أمر طبيعي وحدث في جميع التنظيمات والأحزاب على مر التاريخ في كل أنحاء العالم وهناك نقاط فاصلة أدت إلى هذا الفراق مثل قرار دعم "مرسي" في مواجهة "احمد شفيق" في انتخابات الرئاسة عام 2012 وكذلك الخروج ضده للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بعدها بعام. وهناك من جاءوا من الدولة التي نواجهها لتخريبها من الداخل كما فعلت مع كل الأحزاب الأخرى ، وآخرون دخلوا الحركة بغرض الاستفادة منها وعندما لم يجدوا مبتغاهم انسحبوا.
   
(نظرة نحو المستقبل)

سألته عن المستقبل : فقال أنه غير متفائل بالمرة، فالعهد الحالي هو الأسوأ من نوعه من حيث الاستبداد السياسي وانعدام الحريات ، وأقول له : لكن الأمل يبقى دائماً طالما ربنا موجود ، فهو القادر على نصرة عباده عندما يعم الظلام وتغلق كل الأبواب ، وتاريخ مصر الحديث شاهد على ذلك.