ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 14 أبريل 2018

عجائب عبد القدوس -مفاجأة يوسف إدريس : روزاليوسف استأذنت نصف ساعة من عزرائيل!!




أخبرتك أن سيدتي الجميلة جدتي روزاليوسف توفيت قبل 60 عاما بالتمام والكمال أي في أبريل من عام 1958، وشرحت لك كيف أنها كانت معجزة إنسانية بفضل ربي بكل المقاييس. وعندما كنت أراجع ما كتب عنها بعد وفاتها مباشرة وقعت عيني على مفاجأة كتبها الكاتب الراحل ذائع الصيت الدكتور يوسف إدريس ربنا يرحمه وهو من تلاميذ مدرسة روزاليوسف النجباء، وقد اشتهر بكتابة القصة القصيرة وابتكار عبارات لم يسبقه إليها أحد. وبهذه المناسبة كتب يقول أن روزاليوسف عند موتها أستأذنت من ملك الموت "عزرائيل" نصف ساعة! وتفاصيل ذلك أنها أصيبت بأزمة قلبية وهي تشاهد فيلم سينمائي بسينما "ريفولي" مع إحدى صديقاتها.. لكنها لم تستسلم أو تطلب الإسعاف بل غادرت المكان ، وأخذت تاكسي إلى بيتها، وخلعت ملابسها وارتدت ملابس النوم ونامت على سريرها وماتت!! وهذه الفترة استغرقت نصف ساعة انتظرها عزرائيل حتى تموت في بيتها بدلا من السينما.
وكاتبنا الكبير أحمد بهاء الدين رحمه الله عبر عن ذلك الموقف بطريقة أخرى أكثر رزانة وتعقلا إذ كتب يقول : أغلب الظن أنها شعرت بأنها النهاية ، لكنها لم تنزعج ولم تندهش بدليل أنها كانت في الشهور الأخيرة تتحدث عن الموت بلا سبب تتحدث عنه وهي تبتسم كأنها تتحدث عن سغر عادي!! وعندما أصابتها الأزمة القلبية كانت مصممة أن تصل إلى بيتها وإلى فراشها، وقد وصلت بالفعل إلى باب البيت واخرجت المفتاح ووضعته في ثقب الباب، لكنها عجزت أن تديره وفتحت صاحبتها لها الشقة ودخلت وهي سائرة على قدميها إلى حجرة النوم وغيرت ملابسها ووضعت كل شيء في مكانه وفي اللحظة التي مالت فيها على الفراش لتنام انطفات الشمعة الأخيرة جاءتها النهاية التي تأخرت نصف ساعة احتراما لارادتها.
إن سر روزاليوسف وجوهرها النادر هو هذه الإرادة التي لا تضعف في وجه أي شيء حتى الموت والتي تجعل كل شيء ممكنا في عينها وفي أعين من حولها.. ماتت وعلى شفتيها ابتسامة تعبر عن الرضى النفسي والراحة العميقة التي يشعر بها من عاد من رحلة طويلة ناجحة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق