ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 20 يونيو 2018

عجائب عبد القدوس - فاتن وأبي والفارق بين الأدب الموضوعي وأديب الفراش!




في هذا المقال ستجد أكثر من مفاجأة لا تخطر على بال حضرتك وتدخل في دنيا العجائب.
وأبدأ الموضوع من أوله ، ففي القصص والأدب العامة سواء كان مصريا أو عالميا تجد الكاتب قد دخل في منطقة محظورة بحديثه عن الجنس وتفاصيل ما يحدث بين الرجل والمرأة! فهل هذا ما يسمى بأدب الفراش؟ يقول النقاد ردا على هذا السؤال : "الوضع مختلف" فإذا كان الكاتب يدخل في تلك المناطق الشائكة بغرض إصلاح مجتمعه والتصدي للإنحلال فهو في هذه الحالة مثل الطبيب يصف الداء بهدف تقديم الدواء ، بعكس هذا الذي يعمل على إثارة الغرائز وليس من وراء قصته سوى الفساد والافساد. ويقول الناقد المعروف يوسف نوفل: إحسان عبدالقدوس رحمه الله من النوع الأول وسيقف قارئه المدقق على الغايات الفنية منه ، فلا يمكن تسمية ما يكتبه بالأدب المكشوف أو أدب الفراش أو الأدب الماجن ، بل هو يدين الرزيلة ، وينتصر للمرأة ويسعى إلى تحريرها واصفا الظروف السيئة التي تعيش فيها ، فهو صوت حواء وقلبها وعقلها والناطق باسمها استطاع ببراعة وصف أدق مشاعرها ، وقد جاء في وقته تماما عندما كانت المرأة المصرية في حاجة إلى من يساندها في المجتمع للتحرر من سيطرة وعقلية الرجل الشرقي لتكون حرة في النهاية ، والفارق كبير بين الحرية والانحلال ، وإحسان عبدالقدوس رحمه الله لم يكن أبدا من المنحازين إلى المرأة المنحلة ، وقد نفى ذلك مرارا وتكرارا بل أنه في بعض قصصه يكتب في المقدمة الهدف من القصة مثلما فعل في "الطريق المسدود" عندما قال في مقدمة قصته تلك: "الخطيئة لا تولد معنا ولكن المجتمع يدفعنا إليها".
وإليك نماذج ثلاث تؤكد أن هذا الكاتب الكبير كان يشخص الداء ويصف الواقع ، ويجمعهم أن فاتن حمامة رحمها الله بطلة هذه القصص عندما تحولت إلى أفلام وانتهت كل منها بمفاجأة:


المفاجأة الأولى : قصة الطريق المسدود


بطلتها اسمها "فايزة" فتاة شريفة تعيش في مجتمع منحل يحيط بها من كل جانب حاولت الهروب منه دون جدوى ، وتصف القصة هذا الانحلال بطريقة مدهشة! وأخيرا تفكر في الانتحار! ولكن الرقابة رفضت إجازة الفيلم إلا بعد تغيير نهايته! يعني فايزة أو فاتن حمامة لقيت في النهاية إبن الحلال وتزوجته وعاشت معه في التبات والنبات على طريقة الأفلام العري والطريق المسدود أصبح مفتوحا.. عجائب.


المفاجأة الثانية : قصة لا أنام


وفيه قامت فاتن حمامة بدور فتاة شريرة وذلك لأول مرة ، وكان ذلك تطويرا كبيرا في مسيرتها وهي تتحدث عن فتاة اسمها "نادية" توفيت أمها مبكرا ، وتولى والدها تربيتها وتعلقت الابنة بأبيها تعلقا كبيرا وقرر الأب بعدما شبت أبنته عن الطوق للزواج من جديد لكن عقل "نادية" الباطن رفض ذلك وبدأت تحيك الدسائس بمهارة لهدم تلك الزيجة حتى اوهمت والدها أن زوجته هذه تخونه مع شقيقه او عم "نادية" ! وانتهى الأمر بهدم كيان الأسرة كله ، وشعرت الابنة بندم شديد على ما فعلته ، ولكن الرقابة على الأفلام تدخلت ورفضت السماح بعرض الفيلم قبل توقيع عقوبة قاسية على هذه الفتاة الشريرة يتمثل في نشوب حريق أدى إلى إصابتها بإصابات جسيمة ، وهكذا عاشت "نادية" بقية حياتها مشوهة جزاء على الجريمة التي ارتكبتها في حق والدها. عجائب.


المفاجأة الثالثة : قصة إمبراطورية ميم


وفي هذا الفيلم أيضا نجد تطورا كبيرا في أداء فاتن حمامة رحمها الله ، وهو أول فيلم لها بعد عودتها إلى السينما من جديد بعد انقطاع دام أكثر من خمس سنوات عاشت خلالها بالخارج ، ولأول مرة نراها بدور أم عندها نصف دستة أولاد كل منهم يبدأ أسمه بحرف الميم ، وهي قد أقتربت من الخمسين من عمرها وقضت حياتها في تربية أولادها لأن زوجها توفي مبكرا ، وبعد كل هذه السنين دخل رجل في حياتها.. فماذا سيكون موقفها منه وهو الغريب عن أولادها ؟ الرقابة على الأفلام أصرت على ضرورة أن ينتهي الفيلم بالزواج منه بدلا من أن يقتصر الأمر على أنها حائرة وما زالت تفكر!! عجائب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق