عجائب عبد القدوس - نوعية من النساء أوشكت على الانقراض

هناك حكمة شهيرة تقول :"وراء كل عظيم أمرأة" .
وكنت دوما أتساءل : لماذا هي وراءه وليست بجانبه؟ ومن تجارب الحياة علمت السبب، فهي الجندي المجهول في حياته الذي لا يعرفه أحد! إنها وراء نجاحه بحبها الكبير له، وهي تتحمل مسئولية بيته نيابة عنه حتى يتفرغ تماما لعمله وتسعى الى توفير مختلف سبل الراحة له، بهدف أن ينطلق في تحقيق أحلامه ، نجاحها في الحياة مستمد من نجاحه، واحلامها تقتصر على رؤية زوجها وأولادها "أحسن ناس في الدنيا" والعديد من المشاهير نجاحهم مستمد من شريكة العمر التي لا تعرف حضرتك عنها شيئ ، لأنها حريصة على الابتعاد عن الأضواء وترك المجد كله لشريك العمر! والنجاح في الحياة العامة والخاصة صنوان لا يفترقان مثل التوأم ، ومهما بلغ نجاحه فهو لا يمكن أن يكون سعيدا إذا كانت حياته الخاصة مضطربة.
ووالدي إحسان عبدالقدوس رحمه الله أشتهر في محيط أصدقاءه باسم "سانو" وأمي شريكة عمره والجندي المجهول في حياته أسمها "لولا" بضم اللام.. وله تعبير جميل في هذا الموضوع ، وكان يقول : "لولا لولا ما نجح سانو". . وأرجوك تأمل هذه العبارة جيدا التي تكررت فيها لولا مرتين.. مرة كلمة عربية والثانية أسم.
وهذه النوعية من النساء أوشكت على الانقراض ، ومن الصعب جدا رؤية زوجة ترى نجاحها مستمد من نجاح زوجها فهي على الأقل تريد أن تشاركه نجاحه، وترفض أن تكون الجندي المجهول الذي يقف خلف!! والمرأة باسم المساواة تريد أن يكون لها مشروعها واحلامها وطموحاتها الخاصة ، وترفض أن يندمج ذلك كله مجرد مساعدة زوجها على النجاح ، ومن وجهة نظرها مفيش "راجل" في هذا العصر يستحق كل هذه التضحية.. عجائب.