ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

عجائب عبد القدوس - جولة خارجية مختلفة جدا لولي عهد السعودية


ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بدأ قبل أيام أول جولة خارجية له بعد مقتل المعارض السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في تركيا ، وتشير دلائل عدة الى أن الأمير السعودي هو الذي أعطى الأوامر بتصفيته.. وشتان الفارق بين جولة بن سلمان بعدما أصبح ولي للعهد وجولته الحالية من حيث حفاوة الإستقبال.. في المرة الأولى عندما زار أوروبا وأمريكا كان ينظر إليه على أنه محرر السعودية من الجمود والتخلف، خاصة بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة ، ولذلك لقي استقبالا حافلا وساعدت الأموال السعودية في تلميع صورته!!
وبدأت الشكوك تحوم حوله بعد حملة اعتقالات للمعارضة هناك، وكان بينهم عدد من النساء ثم تحول الشك الى يقين بمقتل المعارض السعودي البارز.
وجولته الحالية تشمل عدد من الدول الحليفة لبلاده مثل مصر والإمارات. وفي بلادي أعربت العديد من المنظمات الحقوقية والأحزاب وأصحاب الأقلام عن رفضهم للزيارة وهو لا يجرؤ حاليا على زيارة أوروبا وأمريكا ، فهو غير مرحب به على الإطلاق ، ومازال مترددا في زيارة الأرجنتين لحضور قمة أغنى عشرين دولة في العالم ومن بينها السعودية، فهو يخاف من إحراجه هناك وسؤاله عن الجريمة التي وقعت ودوره فيها. ومن حقك أن تسألني : ولماذا هذه الضجة حول مقتل خاشقجي ، وهناك العديد من المعارضين يلقون حتفهم في مختلف الدول العربية وكأنه شيء عادي لا يلفت انتباه أحد ؟؟ والإجابة أن ذلك يرجع إلى سببين والله اعلم ، فالجريمة وقعت في بلد غير بلده، ومن الطبيعي أن يغضب أصحاب تلك الدولة وهي تركيا على ما حدث في أراضيها حتى ولو كانت قد وقعت داخل القنصلية السعودية ، وكان الأمر سيظل محدودا لولا العامل الثاني والأهم ويتمثل في أن القتيل كان على علاقة واسعة بأصحاب القرار وأجهزة الإعلام في أمريكا ، ويكتب في "الواشنطن بوست" أهم صحيفة أمريكية التي ثارت ثائرتها لمقتل كاتبها، وهكذا دخلت أمريكا على الخط وتحولت إلى أزمة دولية هي الأسوأ التي مرت على السعودية منذ عقود واحدثت شرخا في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة ، واضطرت معها الى عزل العديد من المقربين لولي عهد السعودية من مناصبهم وتقديم بعضهم الى المحاكمة.. ولكن هل هذا يكفي؟
وأخيرا فإن تلك المصيبة نزلت بردا وسلاماً على عدد من الأمراء وكبار الأثرياء في السعودية الذين اعتقلهم محمد بن سلمان بتهمة أنهم مفسدون في الأرض!
وفي رأيي أن الاتهام بالقتل وإصدار أوامر بتصفية المعارضين أشد بشاعة من الفساد. أليس كذلك؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق