ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 13 ديسمبر 2018

صورة من قريب:د. سهير الخديوية في قلب القاهرة!


عنواني هذا قد يثير حيرتك وأنت تتساءل يعني إيه وما معنى هذا الربط بين العاصمة المصرية والدكتورة سهير، ومن هي هذه الدكتورة "الخديوية"، وهل هذا هو أسم أسرتها ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي يثيرها هذا العنوان الذي يدخل في دنيا العجائب!
وأقدم لكم سيدتي ومن خلال تعرفي بها ستعرف لماذا حرصت على مقابلتها وإجراء هذا الحوار معها. أسمها بالكامل :"سهير زكي حواس" وكل من حولها واصدقاءها يسمونها سهير الخديوية ، فهي كانت أول من أطلق هذا الإسم على القاهرة الحديثة التي بناها الخديوي إسماعيل وقام بتوسيعها خلفاءه الخديوي توفيق والخديوي عباس الثاني، فهؤلاء الثلاث هم الذين بنوا عاصمتنا بكل احياءها الجديدة، ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وحتى أوائل القرن العشرين ، و"الباش مهندسة" الدكتورة سهير هي التي اسمته بالقاهرة الخديوية وأصبح بعد ذلك مصطلحا رسميا تستخدمه الدولة.. هل عرفت الآن حرصي على مقابلتها وإجراء حواري هذا معها..

  (وسط البلد بيتي) 
دعني في البداية أقدمها لحضرتك ، فالدكتورة سهير زكي حواس حريصة جدا على ذكر اسم والدها لأنها مرتبطة به أشد الارتباط وهي أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة ، حصلت على بكالوريوس عمارة عام 1977، وكانت رسالتها في الماجستير عام 1984 عن "احتياجات السكان ومدى تأثيرها على المشروعات السكنية القائمة" ، أما الدكتوراه فكان موضوعها "الفراغات العمرانية والمناطق المفتوحة كمورد وركيزة لتنمية المناطق السكنية في مصر". عام 1994.
بدأت حضرة الدكتورة حوارها معي بالتأكيد على أن والدها الرجل العظيم علمها حب مصر بالقدوة العملية وليس بمجرد الكلام والشعارات ، فقد كان يدرس في سويسرا وأكمل دراسته العليا بتفوق وجاءه أكثر من عرض جذاب ليعمل هناك، وأصر على العودة إلى بلاده ليعيش فيها بمرتبه الضئيل كاستاذ في الجامعة ، وقد عشنا معه سبع سنوات في جنة الله على أرضه "سويسرا" وتركها باختياره ليعود الى وطنه.
سألتها عن علاقتها بالقاهرة الخديوية ، ولماذا أطلقت عليها هذه التسمية؟
أبتسمت أبتسامة واسعة: علاقتي معها وثيقة جدا، أعتبرها بيتي الثاني ومنذ زمن بعيد أتردد بإنتظام على وسط البلد ، حيث كان مكتب والدي الهندسي هناك، وكثيرا ما كنت اصطحبه في جولات على الأماكن الحيوية في قلب القاهرة الراقية، حتى غمرني شعور داخلي أن هذه المنطقة ملك خاص بي.

 (بداية انتهت بموسوعة ضخمة!)
والبداية مع القاهرة الخديوية كانت عام 1996 عندما قررت الدولة تجديد الأماكن التاريخية التي بدأ بناءها في القرن التاسع عشر واعادتها الى رونقها القديم ، وتم تقسيم هذا المشروع الضخم الى مناطق ، وتحمل مكتب والدها مسئولية وسط البلد وبدأ العمل وكنت أشاركه فيه وعملت على ارض الواقع، وظللت سنوات واقفة في الشارع أعمل بيدي، وشاركت في ترميم أكثر من مائتي عقار، بالإضافة إلى إصلاح البنية الأساسية تحت الأرض.. وفجأة وقعت كارثة.. توفي أستاذي ومعلمي وأحب إنسان الى قلبي والدي، وكانت فترة عصيبة اعتزلت الدنيا حزينة وباكية، وقررت التوقف عن كل شيء ، وبعد مدة بدأت في استرداد نفسي من جديد.. أن أعظم ما يمكن تقديمه الى ابي حبيبي استكمال كل ما بدأه ، وهذا ما كان واعتزلت الدنيا من جديد لكن بغرض العمل هذه المرة لمدة سنتين ، ومعي ستة من المهندسين حتى أخرجت الى الدنيا موسوعة القاهرة الخديوية أنيقة وجميلة ومعبرة عن كل ما يتسم بالرقي والجمال عن العاصمة المصرية التي كانت يوما من أجمل مدن العالم.
وتضيف الدكتورة سهير حواس قائلة : الحمد لله لقي عملي الكبير احترام الدنيا كلها داخل بلادي وخارجها حيث فازت تلك الموسوعة العالمية بأكثر من جائزة ، فقد حصلت على جائزة من جريدة الأهرام عام 2003 ، ودرع منظمة عواصم المدن العالمية في مجال التأليف سنة 2004، والمهم أن اسم القاهرة الخديوية أصبح مصطلحا رسميا.. وهي منطقة تمتد من كوبري قصر النيل وميدان التحرير الإسماعيلية سابقا وميدان الأوبرا والعتبة وحتى التوفيقية وغيرها.. ثم منطقة مصر الجديدة التي أنشئت في عهد الخديوي عباس، وهذه المناطق كلها تضم أكثر من 18 وزارة والبرلمان والعديد من المنشئات الحيوية.
  (خطر قادم احترسوا منه) 
سألتها عن مستقبل القاهرة الخديوية بعد بناء العاصمة الإدارية حيث ستنقل العديد من المنشئات الحكومية الى هناك ابتداء من السنة القادمة.
أجابت في قلق: مستقبلها لم يتضح بعد.. أضع يدي على قلبي لابد من الحفاظ عليها واستمرار الاهتمام بها فلا يتراجع.. وهناك العديد من الأفكار ، لكنها لم تتبلور بعد في صيغة نهائية. والجدير بالذكر أن هناك خطر أخر كان يهدد "معشوقتي" يتمثل في البناء العشوائي وهدم المباني التراثية فصدر قانون يمنع ذلك عام 2006 وقانون آخر يؤكده عام 2008، وشرف لي أن أكون من المسئولين الأساسيين عن إعداد هذه القوانين.
  (تكليف جديد) 
وتتحدث الدكتورة سهير حواس عن تكليفها من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لتكون على مشروع إعادة الوجه الحضاري للقاهرة الخديوية عام 2014. وكانت قد تعرضت للبهدلة واحتلالها من الباعة الجائلين خلال الفوضى التي سادت بلدنا عقب قيام الثورة، وبدأت من جديد "لإزالة آثار العدوان" وإقامة مشروعات جديدة. وأقدم خالص الشكر لمحافظة القاهرة في ذلك الوقت الدكتور جلال السعيد، ورؤساء الأحياء وأهالي هذه المناطق التي قمنا بتعميرها.. كانوا جميعا مقتنعين بأهمية ما نفعله.
  (ختامه مسك) 
وأختم حواري معها بتقديم لمحة عن حياتها الخاصة ، فهي متزوجة من أستاذها الدكتور مدحت الشاذلي الذي كان معيدا عليها بالجامعة وهو حاليا أستاذ "قد الدنيا" في تخصص العمارة وتكنولوجيا البناء، وقد أنجبت منه ابنتين وأحفاد ثلاث أجمل ما في حياتها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق