صورة من قريب:د. محمد ابوالغار: الطبيب العالمي الذي تفوق في المجالات الثلاث الكبرى

شخصية مصرية فريدة من نوعها إنه الدكتور محمد ابوالغار لا تجد مثله قليلا أو قل نادرا!! وإذا سألتني عن أسباب ذلك كانت إجابتي إنه تفوق في مجالات ثلاث كبرى لا تستغني عنها بلادي ، وتعالى حضرتك معي نستعرضها الواحدة تلو الأخرى ليتأكد لك أن كلامي في محله تماما.
  (أبحاثه أفادت البشرية كلها) 
صديقي العزيز الدكتور.. إنه أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة ، لكنه مختلف عن زملاءه من آلاف الأطباء ، فهو طبيب عالمي بدليل أنه في هذا العام 2018 منحته الجمعية الطبية الملكية البريطانية الميدالية الذهبية بمقرها في لندن في احتفال حضره مئات الأطباء والعلماء في العالم بسبب تفوقه في مجال الصحة الانجابية والعقم. وقالت رئيسة الجمعية أن "ابوالغار" طبيب مصري متميز نشر أبحاثا في كبرى المجلات والدوريات العالمية المعتمدة أفادت البشرية كلها في مجال العقم والانجاب ولفتت النظر إلى أن الجائزة تمنح بعد دراسة وافية من قبل مجلس إدارة الجمعية الطبية الملكية التي ترأسها بشكل شرفي ملكة بريطانيا مشيرة الى أن الطبيب المصري استطاع أن يحوز المرتبة الأولى في مجال النساء والتوليد والصحة الانجابية مما دعا الجمعية الى تقديم الميدالية الذهبية له، وهي تمنح لطبيب واحد فقط في كل تخصص على مستوى العالم كل عام.
والجدير بالذكر أن صديقي الدكتور محمد ابوالغار شارك على مدار حياته المهنية التي بدأت منذ ما يقرب من نصف قرن في عدد كبير من الأنشطة العلمية في جميع أنحاء العالم ونشر أكثر من مائتي بحث في دوريات دولية إضافة الى مشاركته في تأليف العديد من الكتب العلمية الدولية عن العقم.
كما إنه مؤسس جمعية الشرق الأوسط للخصوبة التي تعد أول وأكبر تجمع علمي في مجال الإنجاب على مستوى المنطقة العربية كلها، وهو أيضا المدير الطبي للمركز المصري لأطفال الأنابيب بالقاهرة الذي يعد أول مركز متخصص في هذا المجال، ويعمل على تقديم بحوث رفيعة المستوى في مجال التناسل البشري وعلم الوراثة، ويوفر هذا المركز برامج تدريبية للتقنيات المساعدة على الإنجاب لأطباء يتم ترشيحهم من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
  (رمز للمعارضة الوطنية)
ويدخل في دنيا العجائب أن الدولة تجاهلت هذا الحدث الكبير ، فلم تذكره أجهزة الإعلام الا على استحياء ، ولم يحتفل به أحد سوى نقابة الأطباء التي ينتمي إليها وهذا أمر مفهوم، فالاستبداد السياسي هو الذي يحاكمنا ولا يوجد الا الصوت الواحد ، والدكتور محمد ابوالغار رمز للمعارضة الوطنية وهذا هو المجال الثاني الذي برز فيه والذي تحتاجه مصر أشد الاحتياج خاصة هذه الأيام. وصديقي ابوالغار تأثيره واضح في هذا المضمار ، ففي أوائل سنوات القرن الميلادي الحالية شهدنا تأسيس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعة ضم عشرات الأساتذة المرموقين من مختلف الكليات والجامعات! وترأسها الطبيب المرموق!! وأحدث هذا الكيان الناشئ هزة في الوسط الجامعي كله، وكان أحد المعاول التي شاركت في هدم نظام مبارك!! بالإضافة إلى أننا رأيناه مشاركا في مختلف التجمعات التي قامت رافضة للتوريث وبعد ثورة يناير الخالدة شارك مع غيره في تأسيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي وكان من أبرز رموزه الا أن الربيع المصري سرعان ما انحسر بعد الإنقلاب في يوليو عام 2013 واستيلاء العسكر على السلطة من جديد ، وتم تأميم النشاط السياسي كله، وأصبحت الجامعات خاضعة تماما للأمن وتم تجميد الأحزاب وأصيب صديقي الدكتور بخيبة أمل كبرى ، لكنه لم يستسلم.
(قوم يا مصري مصر دائما بتناديك)
ووسط التعتيم الإعلامي والصوت الواحد تبرز موهبة الكتابة عند الدكتور محمد ابوالغار ، فلا يملك حاليا سوى قلمه، ويكتب بشجاعة وجراءة في مختلف الموضوعات التي تمس حياتنا ويختمها بجملة: "قوم يا مصري مصر دائما بتناديك" ، وهذا هو مجاله الثالث الذي برز فيه ، فهناك العديد من المعارضين للاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا ، لكن قلة منهم تعد على الأصابع هي الموهوبة في الكتابة على رأسهم الدكتور محمد ابوالغار وكذلك صديقي الآخر الجميل المهندس يحيي حسين وغيره.
والطبيب العالمي اشتهر كذلك بحبه للفن، خاصة الموسيقى بأنواعها والفن التشكيلي وهو ذواقة حقيقي لكل هذه الفنون.
(قلقان قوي على الإنسان المصري)
سألت صديقي العزيز الدكتور محمد ابوالغار عما يشغل باله هذه الأيام فقال يشغلني الإنسان المصري ومشاكله وما يعانيه في حياته اليومية. وأطلق مفاجأة عندما قال : لا أستبعد أن تقع مجاعة إذا أستمر هذا التكاثر السكاني مع محدودية الموارد، وأحوال الغالبية الساحقة من المصريين شديدة التدهور.. خاصة التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية حيث الغلاء يقصم الظهور ومفيش أحترام للمواطن ولا حقوق الإنسان والديمقراطية أصبحت في خبر كان.. أنا بصراحة قلقان قوي على الإنسان المصري.. وأختم موضوعي بعبارته الشهيرة: "قوم يا مصري مصر دائما بتناديك".