ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 20 أبريل 2019

عجائب عبد القدوس - خدمة حلوة قدمها فصيل من المعارضة الوطنية للاستبداد



أراهن أن عنوان مقالي أثار الكثير من التساؤلات عند حضرتك.. ما هي تلك الخدمة ؟ وماذا تقصد من هذا الفصيل الوطني.. وهل يعقل أن يخدم الإستبداد السياسي الذي يرفضه ويتصدى له، ولم اكتف بذلك بل قلت خدمة حلوة كمان.. فما هي حكاية عنواني هذا ؟
وأبدأ في شرح ما أعنيه قائلا : زمان كانت هناك أحزاب معارضة قوية مثل الوفد والتجمع، لكنها حاليا في خبر كان! وتحولوا الى أحزاب حكومية! بل تراهم ينفون عن أنفسهم تهمة أنهم حزب معارض!! أنني بالتأكيد لا أقصدهم! وأعني من كلامي تحديدا أحزاب ترفض الإستبداد ، وكانت آخر مواقفها القوية رفض التعديلات الدستورية الأخيرة التي تعطي للرئيس الحق في أن يظل في سدة الحكم أطول فترة ممكنة وتقوم بتوسيع سلطاته بحيث تجعله يهيمن على القضاء ،وبذلك لم يعد هناك فصل بين السلطات في بلادنا! وبدلا من أن تدعو تلك القوى الى مقاطعة الاستفتاء على هذه التعديلات كما فعل غيرها من الرافضين دعت الى المشاركة والتصويت بالرفض! وهذا ما رأيته يدخل في دنيا العجائب واعتبرته خدمة حلوة قدمها هذا الفصيل الوطني الشريف للاستبداد الذي يحكمنا!!
وإذا قلت حضرتك أن المشاركة والقول "لا" أفضل من المقاطعة التي هي موقف سلبي تماما، أعترضت على كلامك مع احترامي له لأكثر من سبب.. أولها أن النتيجة معروفة مقدما وهي الفوز بأغلبية كاسحة وليس بنتيجة معقولة، وهذا ما نراه في بلادي منذ عام 1952، فكل الاستفتاءات الخاصة برئيس الجمهورية تجد نتائجها دوما فوق ال 90% !! وزمان كانت الخمس تسعات الشهيرة، ومع تطور العصر تراجعت قليلا.. 96% أو 95% ، ومفيش نزول بالنتائج أكثر من كدة! والاستثناء الوحيد كان عند إنتخاب السادات بعد وفاة عبدالناصر حيث فاز ب 92% وربنا يرحم الجميع.
وعقب ثورة يناير شهدت مصر لأول مرة في تاريخها بعد إعلان الجمهورية انتخابات حقيقية ، وكان التنافس على أشده بين المرشحين للرئاسة وفاز الدكتور محمد مرسي بصعوبة بالغة في جولة الإعادة ، وعقب استيلاء الجيش على السلطة في يوليو عام 2013 عادت "ريما لعادتها القديمة"، وفاز الرئيس الحالي باكتساح في كل انتخابات خاضها وبنسبة لا تقل عن 96% من الأصوات!! وأتوقع أن تكون نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية بهذه النسبة أيضا ، ويمكن لها بالطبع أن تزيد! فإذا تراجعت فلا يمكن السماح بأقل من 95% يا بلاش!! والدولة حشدت كل امكانياتها لهذا اليوم! ولافتات التأييد تملأ الشوارع ومش معقول أبدا أن يسمح بلافتة تقول "لا" ولو كانت في حارة!! ومن هذا المنطلق فإن الدعوة الى مقاطعة هذه المهزلة سلاح فعال وهي تقتضي عمل منظم بين الناس! فليست بالأمر السلبي أبدا!
وعندما تكون هناك انتخابات حرة، واستفتاءات حقيقية كما حدث بعد ثورة يناير يبقى كلنا نشارك! وأتمنى من ربي ان يكون ذلك قريبا، ولا أقول مثل غيري ان هذا الأمر لن تراه الا في المشمش!! وعجائب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق