ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 21 أبريل 2019

عجائب عبد القدوس -لماذا أرفض التعديلات الدستورية ؟: بلادي تحذو حذو التجربة التركية المريرة


هناك أسباب عدة تدفعني الى رفض التعديلات الدستورية ومصائب هذا الموضوع كثيرة، لكن أبرزها في رأيي يتلخص في أمرين :
* وضع رئيس الدولة حيث أطلقت مدة حكمه ليحكمنا الى ما شاء الله ، او حتى عام 2030 يعني 11 سنة ، وكنا نتمنى أن تظل بلادي في عداد الدول المتحضرة ، ويتم تحديد مدته بفترتين كل مدة تتكون من سنوات أربع كما نص على ذلك دستور 2012 ومن بعده دستور 2014! وهكذا تفعل البلدان المحترمة ، فلا يوجد زعيم ملهم يفعل كل شيء بل يأتي خليفته ليكمل ما بدأه سلفه، لكننا لا نعرف هذه العقلية. والاخطر من ذلك السلطات الواسعة التي أعطيت له خاصة تحكمه في القضاء وتعيينه للنائب العام ورؤساء الهيئات القضائية وتراجع دور مجلس الدولة الذي كان يراجع كل الاتفاقات ، فلم يعد هذا الأمر يلزم السلطة الحاكمة! وباختصار الفصل بين السلطات أصبح في خبر كان ، ورئيس الجمهورية هو المتحكم في كل شيء.
* والأمر الثاني الذي ارفضه بشدة ان تحذو بلادي حذو التجربة التركية المريرة! وتفاصيل ذلك أن الجيش التركي قام بانقلاب عسكري عام 1980م، ونص الدستور الذي تم وضعه بعد ذلك على حق الجيش في حماية الدولة المدنية ، وان يصبح للقوات المسلحة وضع خاص! وهكذا تحكم الجيش التركي في الحياة السياسية لمدة تقترب من ربع قرن ، وشهدت هذه الفترة تدخلا سافرا ليصبح المتحكم الرئيسي في إدارة شئون البلاد خلف واجهة مدنية، وعندما جاء الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان الى الحكم بدأ في مقاومة هذه السيطرة وحاول قادة الجيش ترويضه دون جدوى! وبعدما عملوا على الإطاحة به، ومن حسن حظ تركيا ان الإنقلاب فشل! ومن نتائجه المباشرة إبعاد الجيش عن السياسة ليتفرغ للدفاع عن الوطن! ولم تعد القوات المسلحة دولة داخل دولة، او لها وضع خاص! بل أصبحت خاضعة بالكامل للقيادة السياسية!!
وبلادي في التعديلات الدستورية الجديدة تندفع الى نفق مظلم وتفكر بذات عقلية الانقلابيين في تركيا قبل أن ينتصر الشعب عليهم بعد معاناة كبيرة وتجارب مؤلمة ، فلماذا نقع في ذات الفخ ولا نستفيد من تجارب غيرنا؟؟ عجائب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق