سين وجيم, مدى الحياة أو رئيس طرطور!

عنوان مقالي هذا قد يثير لديك العديد من علامات الاستفهام وأنت تتساءل يعني إيه ؟ومن فضلك إقرأ ما كتبته لكي تتضح لك الصورة
والبداية أنه أثير في مصر زوبعة مؤخرا حول مد فترة حكم الرئيس إلى سنوات ست بدلا من أربع! ووجهة نظر المؤيدين لهذا الأمر معقولة جدا فهم يقولون أن الدستور تم وضعه خلال فترة اضطراب والآن وقد استقرت أمور الدولة فلا بد من تعديله! وإيه رأى حضرتك إن كلامه صحيح ،فالدستور وضعته لجنة مشكلة من خمسين عضوا برئاسة عمرو موسى بعد الإطاحة بالحكم المدني والرئيس مرسي وقبل استقرار الأمر للحكم العسكري الحالي! فاراد واضعوه أن يرضوا الأطراف التي شاركت في الإطاحة بالإخوان وعملوا أن يكون الدستور متوازن بين مختلف سلطات الدولة! والآن وبعد أن أحكم السيسي قبضته على البلاد والعباد فلا بد من تعديله لصالح السلطة التنفيذية رغم أن هذا الدستور يعطي صلاحيات واسعة للحاكم ولا يمكن مقارنته بدستور 2012 الذي عمل على تقييد سلطة من يحكم مصر!
والمطالبة بمد فترة حكم الرئيس المستبد أراه شيء طبيعي ومنطقي من وجهة نظر أنصاره ، والتعديلات المقترحة في الدستور تصب كلها لمصلحة الرئيس والسلطة التنفيذية ، ولا يوجد حاكم في الدنيا يحكم شعبه بطريقة استبدادية على طريقة الزعيم الأوحد وأنه الوحيد القادر على إنقاذه تنازل عن السلطة بمحض إرادته لان مدته خلصت فهو يحكم مدى حياته وحتى آخر نفس من عمره!! ورأينا في روسيا أمرا جديدا حيث انتهت مدة ديكتاتور البلاد فجاء برئيس طرطور وأستمر هو الحاكم الفعلي لروسيا، وهذا السيناريو قابل للتكرار في البلاد الخاضعة للاستبداد السياسي ومن بينها مصر، فإذا لم يتمكن السيسي من الحكم مدى حياته فقد يسلم السلطة إلى جنرال من أتباعه ويحكم هو من وراء الستار! لكنني ارجح فشل هذا السيناريو لأنني أتوقع أن تطيح ثورة شعب مصر بهؤلاء جميعاً.. وقول يا رب.