عجائب عبد القدوس - واحد بيحب نفسه!

 

أول ما يطرأ على ذهنك من هذا العنوان أن هذا الشخص أناني ، ولا يفكر إلا في مصلحته ونفسه ، ولتذهب مصالح الآخرين إلى الجحيم!

ولا يعرف الصداقة الحقيقية لوجه الله .. 

كلها مصالح على طريقة التعبير المصري "شيلني وأشيلك"!!

وأسمح لي أن أقدم لك مفاجأة .. 

تتمثل في تقديم هذا الشخص بطريقة مختلفة ..

واحد بيحب نفسه .. 

يا ريت!!

أراه خير على نفسه والوطن كله!!

وأراهن أن كلامي هذا يدخل في دنيا العجائب!!

وأسارع إلى شرح ما أعنيه قبل أن تتهمني بأن كلامي يدخل في اللامعقول ..

واحد بيحب نفسه يعني حريص عليها ، ويعمل على الإرتقاء بها ، ويتقن عمله ، وصاحب أخلاق ومبادئ ، ويبذل جهده في أن تكون صورته أمام الغير زي الفل بسلوك عشرة على عشرة وهو "نعمة" على كل من يعرفه وليس "نقمة" ..

سواء من أهل بيته أو من الناس العاديين!!

وتجده لا يعرف لغة "المصالح" أو شيلني وأشيلك!!

بل هو صاحب "طوب الأرض" بالتعبير المصري بصرف النظر عن أخلاقهم ودينهم ومعتقداتهم وآراءهم .. 

يعني عابر للقارات بأخلاقه تلك مع كل الناس ..

وهو دائم السؤال عنهم ولا يقول كما يفعل غيره أصل أنا مشغول ومش فاضي لتبرير تقاعسه في التواصل مع غيره إلا إذا كان عايز منه حاجة ، أو حريص على صداقته لمصلحة معينة!! 

أما الصداقة الحلوة الواسعة لوجه الله وبدون مصالح ولا بيزنس فلا تعرفها إلا قلة ..

ياريت حضرتك تكون منهم لأنهم للأسف قلة في حياتنا ..

وبهذه الطريقة يتحول عنوان مقالي "واحد بيحب نفسه" من نقمة إلى نعمة على الدنيا كلها.

عجائب عبد القدوس - خطر شديد على مصر !!

أصابني الفزع عندما علمت أن طيران العدو الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات على "رفح" ..

وهي ملاصقة للحدود المصرية ، وتوجد إلى جانبها "رفح" المصرية !!

وهذه المنطقة التي تقع في جنوب "غزة" هي الوحيدة الآمنة حالياً في "غزة" كلها ، والعدو الإسرائيلي بعدما بدأ هجومه على شمال "غزة" ، طلب من السكان والمدنيين الإتجاه جنوباً إلى "خان يونس" ، ثم بدأ في مهاجمتها ، وهو حالياً في قلب المدينة ، وألحقت به المقاومة خسائر فادحة في حي "الشجاعية" حيث سقط اكبر عدد من القتلى الإسرائيليين من الضباط والجنود في يوم واحد ..

وهربا من المعارك والقصف أضطر المدنيين والسكان الهجرة من جديد إلى "رفح" التي هي ملاصقة للحدود المصرية تماماً ..

ومعنى مهاجمتها أن المنطقة الآمنة الوحيدة بعد ذلك هي "سيناء" المصرية !!

وفي "رفح" يقيم حالياً أكثر من مليون فلسطيني ..

ومصر ستجد نفسها في موقف محرج جداً إذا هرب مئات الآلاف من الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي ، وجاءوا  إلى "سيناء" بحثاً عن الأمن والأمان ..

فأنت لا تستطيع في هذه الحالة أن تمنعهم ، لأنه يعني وقوع مذبحة وقتلى كثيرين ..

ومش معقول أبدا أن يكون هناك هجوم إسرائيلي من ناحية ، وقمع مصري للفلسطينيين المدنيين الذين يطلبون منك أن تحميهم من ناحية أخرى ، ويعني هذا الأمر بصراحة أن هناك مؤامرة إسرائيلية واضحة زي الشمس من أجل دفع سكان "غزة" إلى "سيناء" ، وإيقاع شقاق بين "مصر وفلسطين" في حالة منعهم بالقوة ، لكن بلادي قادرة على رد الصاع صاعين بإذن الله ..

وإذا تجرأ العدو الصهيوني على هذه الجريمة ، فإن ذلك يعني على الفور أن مصر في حالة حرب مع إسرائيل ، وما يترتب على ذلك من قطع العلاقات ، وإلغاء معاهدة السلام التي وقعها "السادات" مع هؤلاء المجرمين ..

أستر يا رب !!