ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - المصاب فوق الشجرة!!


أحيانا يقع للإنسان من المفاجآت ما لم يكن يخطر على بال كما في هذه الحكاية :
تم القبض على سائق سيارة بتهمة إصابة شخص بطريق الخطأ إصابة خطيرة.. يتذكر قائد العربة الحادث، يؤكد أن سرعته كانت عادية، وفجأة صدم شخصا لم يره مطلقا.. لا من أمامه أو من يمينه أو يساره.. يكاد يكون قد هبط من السماء!! يقاطع ضابط الشرطة "مجدي سعد مراد" السائق قائلا : "ما هذا الذي تقوله؟ هل يمكن أن ينزل المصاب من السماء ؟؟ لابد أن قواك العقلية غير سليمة"! المتهم يؤكد أقواله من جديد : "لقد صدمت شخصا لم يكن يسير على قدميه بل هبط عليه من أعلى"!!
ينتقل ضابط الشرطة إلى المستشفى لسماع أقوال المصاب.. غريبة.. أقواله تنطبق مع كلام السائق.. أنه لم يكن يسير في الشارع عندما صدمته السيارة!! كان فوق الشجرة!! يسرد المصاب أقواله تفصيلا: "كنت أشاهد سباقا للزوارق على النيل، وبسبب كثرة الزحام وقصر قامتي لم أتمكن من رؤية شيء فصعدت فوق شجرة، ومن سوء حظي أنها لم تستطع أن تتحملني فسقطت بي حيث صدمتني السيارة".. يقول ضابط الشرطة : "أتضح في النهاية أن السائق مظلوم بالفعل.. لم يتوقع أن يصدم شخصا ليس موجودا على الأرض"!! 


الأحد، 29 سبتمبر 2019

يوم لا أنساه :سامي شرف : عبدالناصر أعطاني سيجارة!


سامي شرف مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، والوزير السابق برئاسة الجمهورية ، عمل مع "ناصر" منذ اليوم الثالث لثورة يوليو ، وفي سنة 1955 تم إنشاء مكتب للمعلومات يتبع الرئيس مباشرة وتولاه سامي شرف ومنذ هذه اللحظة لم يفترق عنه حتي وفاته.. وهو الوحيد المتبقي على قيد الحياة من الذين عملوا مع ناصر وفي ذكرى وفاته أتصلت به، ووجدته متعبا منهكا وصوته يخرج بصعوبة ، فهو يعاني من أمراض الشيخوخة ، وقبل أن أنهي المكالمة قلت لنفسي: سأجرب حظي معه وأسأله عن يوم لا ينساه.. وحدثت المفاجأة فإذا بالصوت الضعيف المنهك يتحول بقدرة قادر إلى صوت قوي وواضح ، وكأن المريض قد استرد صحته ولو لدقائق وأنا أسأله : متى توثقت علاقتك بالرئيس الراحل ؟ هل قبل ثورة يوليو أم بعدها؟ فرد بعدما طرد المرض من صوته: كان ذلك سنة 1950 عندما أعطاني سيجارة!!
وشرح في سلاسة ووضوح ما يعنيه قائلا : كنت وقتها بالجيش ملازم اول وذهبت إلى مدرسة الشئون الادارية بالعباسية وأخذت دورة إستعدادا للترقية، وكان من بين اساتذتي الصاغ جمال عبدالناصر ، وكان مدرس لمادة "التحركات" ، وقبل نهاية الدورة كان من المفترض أن يقدم كل طالب مشروع التخرج ، فقدمت مشروعي، وفي اليوم الأخير للدورة دخل جمال عبدالناصر الفصل وسأل عن الطالب سامي شرف الذي هو أنا!! وطلب مني أن أذهب إلى مكتبه بعد انتهاء الدرس! وبالطبع توقعت الشر! وقلت : هناك عقاب في انتظاري ، فالمدرس الضابط لا يطلب طالب في مكتبه إلا لتوبيخه!! ولكنني فوجئت به يطلب مني الجلوس وأعطاني سيجارة وقال مشروعك جيد ، وأنت باين عليك ضابط كويس، وأتوقع لك مزيد من النجاح في المستقبل ، وخرجت من اللقاء وأنا مبسوط جدا ، فأنا الطالب الوحيد الذي تلقى ثناء وكلمتين حلوين من مدرسه.
وبعد قيام ثورة يوليو بثلاث أيام بالضبط وتحديدا يوم 26 يوليو وكنت في موقعي بطريق مصر السويس جائتني إشارة من المخابرات الحربية للقاء زكريا محي الدين الذي أخبرني أنني سأعمل مع عبدالناصر ، وكان واضحا أن قائد الثورة لم ينساني منذ أن أعطاني سيجارة!! وفي سنة 1955 أخبرني الرئيس أنه في طريقه لإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات وأنني سأكون مسئولا عنها ، وهكذا توثقت صلتي به، وظللت بجانبه حتى وفاته رحمه الله. 

الخميس، 26 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - حتى في الكورة تجد تعليمات الرئيس!!


من الدلائل المؤكدة على الإستبداد السياسي أن تجد سلطات الرئيس وتوجيهاته تمتد إلى كل مرافق الدولة! وهذا الأمر تراه بوضوح في الغالبية العظمى من الدول العربية ، من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير إذاعة صوت العرب أيام زمان ! وإذا جئنا إلى بلادي تجدها في طليعة الدول التي يحكمها الاستبداد السياسي! وقبل شهور أجرى "السيسي" تعديلات في الدستور ليحكمنا الى ما لا نهاية ، ويشدد قبضته على البلاد والعباد ، وأصبح له حق تعيين رؤساء الهيئات القضائية وقضى تماما على الفصل بين السلطات!
ويدخل في دنيا العجائب أنه يتدخل في أمور من المفترض أن تكون من شأن أصحاب الاختصاص! قرأت في جريدة الأهرام مثلا أنه وافق على إنشاء ثلاث كليات جديدة بجامعة الأهرام الكندية، وكلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة النيل الأهلية ، وإضافة كلية لدراسة الفنون والتصميم للجامعة البريطانية في مصر!! وأسأل حضرتك وما دخل رئيس الدولة في هذا الأمر ؟ إنه شأن المجلس الأعلى للجامعات أو موافقة وزارة التعليم العالي.. فلماذا الإصرار على نيل موافقة السيسي في موضوع جامعي خالص؟ والأغرب من ذلك أنه تدخل حتى في كورة القدم ، وأصدر توجيهات بأن يدرب المنتخب القومي مدرب وطني، ومفيش مكان للمدربين الأجانب!! وتلك التعليمات وضعت اللعبة كلها في مأزق ، وتفاصيل ذلك أنه كانت هناك عدة أسماء مرشحة، كلها بالتعبير العامي ورقة محروقة وانتهى زمانهم، وليس هناك للأسف جيل جديد ، وأبرز هؤلاء حسن شحاتة، وحسام حسن ،وميدو، وايهاب جلال، وحسام البدري الذي تم اختياره في النهاية بعد صراع في كواليس أتحاد الكرة بين هذه الأسماء وسيتقاضى 700 ألف جنيه شهريا ، ويمتد عقده إلى عام 2022 حيث تقام بطولة كأس العالم في دولة قطر!! والبدري ليس هو بالمدرب الكفء الناجح الجدير بقيادة المنتخب ، فقد ترك النادي الأهلي بعد سلسلة من الهزائم!! وأعتقد انه لن يستطيع قيادة فريقنا القومي بنجاح حتى يضمن مكان له في دولة قطر!! وهذا أمر لن يزعج السلطة الحاكمة عندنا لأن نظام الحكم يكره جدا حاكم تلك الدولة المضيفة، ولا أعتقد أنه سيكون سعيدا وهو يلعب هناك!! لذلك فشل البدري لن يغضبهم!!
وصدق من قال : "شر البلية ما يضحك"..وعجائب.


الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - هدى عبدالناصر ، وهذا الجهد الجبار!


في الذكرى ال49 لرحيل زعيم مصر "ناصر" رحمه الله ، أقول عن ثقة أن إبنته الكبرى "هدى عبدالناصر" تستحق تعظيم سلام مع كل التقدير والاحترام. فهي بذلت ومازالت تبذل جهود جبارة من أجل تجميع تراث والدها الراحل الذي يعبر عن فترة مهمة من تاريخ مصر. وجهود سيدتي هدى المشكورة تسير في عدة اتجاهات متكاملة ويساعدها فريق من شباب الباحثين ، فقد أصدرت خمسة كتب ضخمة وشاملة خاصة بتاريخ والدها زعيم مصر.. الكتاب الأول يشمل حياته قبل 23 يوليو عام 1952، ثم كتاب عن الثورة في بدايتها ، والثالث عن العدوان الثلاثي ، والرابع عن الوحدة بين مصر وسوريا ، والخامس عن مرحلة ما بعد الانفصال ، وأخيرا عن حرب الاستنزاف ، وإصدار هذه الكتب ثم عمل موقع إلكتروني بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية فيه كل ما يتعلق بناصر.. كل هذا تطلب جهدا شاقا جدا لتجميع كل ما يتعلق بالرئيس الراحل! وإليك بعض الأرقام وبعدها تقرأها : ما أجمل الابنة هدى عبدالناصر تستحق بالفعل تعظيم سلام مع كل التقدير والاحترام :
* حصر ومراجعة 35 ألف استمارة ليوميات الرئيس من عام 1952 وحتى 1970.
* 52 ألف صورة من أرشيف ناصر وتوثيقها حسب التاريخ والموضوع.
* إعداد فهرست بجميع خطبه وتوثيقها بحسب المناسبات المختلفة ، وقد تم تسجيل 1370 خطبة.
* تصوير 15 ألف صفحة من الوثائق البريطانية الخاصة بمصر.
* تجميع فهرست للوثائق الأمريكية وتقع في 9400 صفحة.
* فهرسة الكتب التي صدرت عن ناصر أو الثورة المصرية وعددها 2340 كتاب باللغة العربية و 811 كتاب بالانجليزية و342 رسالة ماجستير ودكتوراه عن ناصر والثورة المصرية.
* وأحدث مشروعات سيدتي "هدى" والتي أوشكت على الخروج إلى النور كتاب يضم كل اللقاءات الصحفية التي أجراها منذ قيادته لثورة 23 يوليو. 

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - الموسيقار الشاب اعتقلوه والسبب آراء والده!


في بلادي تقع حاليا مظالم لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر كلها ، الإستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا فاق أي نظام أخر عرفته بلادنا! تحدثت مرارا عن ذلك طيلة السنوات الماضية وذكرت أمثلة متعددة دليلا على صحة ما أقول! ويلاحظ أن أعتقال الصحفيين أصبح "شيء عادي وطبيعي" في العهد الحالي بعدما كان أمرا استثنائيا أيام مبارك وهي تتم بغباء شديد ووقاحة بالغة! وقد تحدثت عما يعرف بتنظيم الأمل حيث تم أعتقال عدد من الصحفيين اليساريين والناصريين ، أصدقائي ووضعتهم المباحث في قضية واحدة مع الإخوان! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب فلا صلة بين الاثنين على الإطلاق.
وفي رأيي أن أغرب قضية صحفية على الإطلاق هي ما جرى للصحفي الشاطر "مجدي شندي" صاحب جريدة المشهد! والمعروف أن جريدته كانت مؤيدة لنظام السيسي ولكنها بدأت مثل كل المصريين في أنتقاد سلبياته، والتراجع المزري لحرية الصحافة! وكانت السنة الحالية 2019 بمثابة كابوس عليه، فقد صدر فرمان فجأة وبدون أي تحقيقات بحجب موقع "المشهد" الإلكتروني وتغريم الصحيفة ماليا! وحاول صاحبي "مجدي شندي" أن يشكو من هذا الظلم الواقع عليه، لكن دون جدوى! ثم كانت المأساة الكبرى قبل أيام حيث اقتحم زبانية شياطين الإنس من المباحث منزله، وقاموا بتفتيشه والعبث بمحتوياته!
وعندما لم يجدوه في بيته أخذوا ابنه "عمر" رهينة! وهذا الشاب حياته كلها في الموسيقى ، ولا شأن له بالعمل السياسي نهائيا! والأغرب من ذلك كله أن الصحفي طلب بعد ذلك أن يأخذوه بدلا من أبنه وأبدى أستعداده للتحقيق معه بل وحتى أن يذهب وراء الشمس!! ولكن بلاش "إبني عمر"!! لكن المباحث أكتفت حتى هذه اللحظة بالقبض على الشاب الموسيقار ، وتحول من "رهينة" إلى مسجون سياسي مع أنه لا صلة له بالسياسة.. ولا أظن أنه توجد أغرب من هذه القضية.. وصدق من قال "شر البلية ما يضحك"! 

الأحد، 22 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس -مكتب حبيبي خرج من بيته بصفة مؤقتة!!


أعتذر مقدما وأقول أسف فهذا الموضوع شخصي جدا ، ولكن قلمي أصر على الكتابة فيه واستسلمت له، وكانت وجهة نظره : أبوك إحسان عبدالقدوس ليس ملك لك وحدك، والعديد من المصريين يعشقونه، فإذا كتبت عنه، فأنت تكتب في موضوع عام.
وحكايتي مع مكتب حبيبي أرويها لكم باختصار ، فنحن نسكن في منزلنا هذا منذ 59 سنة وستة أشهر بالضبط ، والدي أنتقل إلى هناك أوائل عام 1960، وظل يكتب أجمل قصصه من على مكتبه هذا لمدة ثمانية وعشرون عاما ، حتى عام 1988 حيث مرض وتوفى بعدها بسنتين رحمه الله. وكنت دوما أسكن معه حتى بعد أن تزوجت وأنجبت ولم أتركه لحظة! وفي الأسبوع الماضي تقرر أن يغادر هذا المكتب منزلنا لمدة مؤقتة لا يتجاوز الأسبوعين، وانفطر قلبي من الحزن على هذا القرار! وقد تظن حضرتك أن سبب المغادرة أن المكتب في حاجة إلى إصلاح ، فهو في بيتكم منذ ما يقرب من ستين عاما! والمفاجأة أنه ذهب إلى "الجونة" ليعرض هناك ضمن فاعليات المهرجان السينمائي الذي بدأ وقرر الاحتفال بمئوية إحسان عبدالقدوس وهو من مواليد 1919 بأعتباره الكاتب المصري الأول في تاريخ السينما المصرية الذي تحولت قصصه إلى أفلام ، أكثر من ستين فيلما ومسلسل! ومعرضه هذا سيشاهده الملايين على التليفزيون حيث أن أفتتاحه سيكون على الهواء مباشرة تنقله أكثر من قناة تليفزيونية!!
وأستسلمت لخروج مكتب أبي من منزلنا من منطلق حبي له رغم أن الحزن داهمني وقلبي يتمزق خاصة أنه لم يخرج وحده بل كانت معه أكثر من 300 قطعة بمنزلنا تشمل مختلف مقتنياته!! وأشعر حاليا أنني أقيم في الشارع!! وليس في منزل إحسان عبدالقدوس حتى يعود المكتب وكل ما يخصه إلى بيتنا من جديد. 

عجائب عبد القدوس -أوعى تعيش الأمل!!


أتابع عن كثب انتهاكات حقوق الإنسان في بلادي وما أكثرها من منطلق موقعي في المجلس القومي لحقوق الإنسان! ومن أغرب القضايا التي لفتت نظري في الفترة الأخيرة قضية أسمها "تنظيم الأمل"!! وأراهن أن هذا العنوان لفت نظرك وأنت تتساءل :"وحتى الأمل ممنوع علينا"!! وكنت اظن أنه أسم إعلامي على تلك القضية ، فإذا به حقيقة!! التنظيم المضبوط أسمه "خلية الأمل"!هكذا أسمته المباحث!! يعني المطلوب التشاؤم في ظل حكم العسكر الجاثم على أنفاسنا! وأن نفقد أي امل في التغيير!!
وتلك القضية تسمى "بالثلاجة"!! يعني تظل مجمدة، فلا يقدم المتهمين فيها إلى القضاء ، بل يتم تجديد حبسهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا!! وما أكثر "قضايا الثلاجة" الموجودة في سجون الاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا! مثل قضية الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح وكذلك تلك المتهم فيها صديقي يحي حسين وهو من رموز التيار المدني في بلادي وقضية محمد عادل الشاب الثائر دوما من أبرز شباب 6 أبريل.
وقضية "الأمل" سمك لبن تمر هندي! فهي تضم شتى التيارات من الإخوان المسلمين وحتى الشيوعيين وهذا يؤكد لك أنها قضية فشنك!
وصدق أو لا تصدق من بين المتهمين أيضا المسئول عن صفحة "آسفين يا ريس" وهو من أبرز أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك! وتهمته أنه كان يعقد مقارنة في صفحته بين الأوضاع في عهد مبارك والحكم الحالي ويخلص بنتيجة أن أوضاعنا في ظل الرئيس المخلوع أفضل كثيرا من حكم السيسي الحالي وهذا صحيح مع الأسف!! وتضم القضية كذلك شخصية بارزة اسمه "رامي شعث" نجل وزير الخارجية السابق الفلسطيني "نبيل شعث" وهو من أبرز القيادات في منظمة التحرير الفلسطينية!!
والملفت للنظر أن تلك القضية تضم عدد من الصحفيين البارزين في الوسط الصحفي وعلى رأسهم صديقي العزيز هشام فؤاد وحسام مؤنس وعضو مجلس الشعب السابق زياد العليمي.. وقد تواصلت مع أسرهم ومازلت!! ووجدتهم نماذج رائعة للمرأة المصرية ، ويا سلام على والدة زياد العليمي.. جدعة وشجاعة لا تعرف الضعف أو التخاذل، وكذلك والدة حسام مؤنس أمرأة زي الفل!! اما زوجة هشام فؤاد فحدث ولا حرج عن قوتها في مواجهة محنة زوجها!! تقيم الدنيا ولا تقعدها وهي تطالب بالإفراج عنه! وهي دوما في نقابة الصحفيين خاصة في توقيت تجديد حبس زوجها!! وفي هذه الأيام يحتفل صديقي العزيز هشام فؤاد بعيد ميلاده رقم 51 ، وزوجته قررت الاحتفال بهذه المناسبة في النقابة، ودعت أصدقاءه ومحبيه، وطبعا ستتحول الاحتفالية إلى مظاهرة وطنية تطالب بالإفراج عن سجناء الرأي.. وأقول لك أنني عندما أتواصل مع أسر السجناء على أختلاف انتماءاتهم أفرح وأقول الحمد لله مصر بخير. 


الخميس، 19 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - كرة القدم بين الأمس واليوم


رأيت في مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك فرصة لأشرح لحضرتك سريعا الفارق الكبير الذي طرأ على لعبة كرة القدم.. إنها اليوم مختلفة تماما عن الأمس! أصبحت بيزنس وصناعة متكاملة! زمان لم يكن هناك لاعب تدفع له الأندية الملايين من أجل استقطابه وضمه إلى صفوفها.. اليوم تجد صاحب الموهبة يحصل على أموال طائلة ليس في أوروبا فقط ، بل وفي مصر أيضا خاصة في الأهلي والزمالك!
وزمان كانت هذه الأندية وغيرها تعتمد على الأشبال وأكتشاف المواهب وكان هناك أناس متخصصين في ذلك! وصاحب الموهبة يبرز في فرق الناشئين أولا قبل أن يلعب مع فريق الكبار! وهذا الوضع انتهى حاليا ، ومعظم النجوم قادمون من أندية أخرى بل ومن بلاد أجنبية في مقابل الملايين التي تدفع لهم.
ولذلك تجد ولاء أغلبهم للنادي الذي يلعبون فيه ضعيف، ومستعدون لتركه اذا وجدوا من يدفع لهم أكثر!!
وزمان كان اللاعب يلعب كورة "وبس"!! الوضع حاليا مختلف، اللاعبون الكبار أصبحوا رجال أعمال ، ومطلوبين في مجالات الإعلانات ، وأنا شخصيا كثيرا ما شاهدت نجم برشلونة الشهير "ميسي" في دعاية  تليفزيونية لبعض المشروبات الغازية مقابل ملايين يتقاضاها! وزمان كنا ننتظر حتى أخر الليل أو في اليوم التالي حتى نعرف نتائج المباريات التي لا ينقلها التليفزيون! واليوم نشاهد جميع النتائج في التو واللحظة حتى قبل أنتهاء الماتش ونستمتع برؤية المباريات الأجنبية وفيها كورة حلوة حقيقية ، ورأينا قنوات رياضية متخصصة وهذا الأمر لم يكن موجودا من قبل! وزمان كان الجمهور على طبيعته ، ولم يكن هناك "الالتراس" ولا يحزنون! والمشجعون يملئون المدرجات دون توجيهات من أحد!
وياريت الجمهور يرجع تاني يملأ ساحات الملعب زي أيام زمان. 

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال -علاقة غرامية مع أمرأة ميتة!


جريمة قتل غامضة الدوافع.. القتيل زوجا لسيدة أحبها صديقه وأصبح عشيقا لها دون أن يعترض الزوج ورغم ذلك قتله! الزوجة لا تصدق.. مستحيل أن يقتل صديقي زوجي!! إنه لم يكن يعكر علاقتنا.. وكان ثمن سكوته أن أصبح الصديق هو الذي ينفق على المنزل بأكمله. القاتل ينكر جريمته رغم أن كل الأدلة ضده، فقد كان أخر شخص شوهد مع القتيل. طلب محاميه إحالته إلى طبيب نفسي ووافقت النيابة، استراح القاتل للدكتور "عمر شاهين" أستاذ الطب النفسي المعروف وبدأ يدلي إليه بأقواله: "إن القتيل خدعني خدعة هائلة ، لقد سكت عن علاقتي بزوجته في مقابل أن يقيم علاقة غرامية مع أختي.. وقد أكتشفت ذلك فقتلته".
حاول الدكتور "عمر شاهين" الإتصال بأخت القاتل دون جدوى.. إنها غير موجودة.. اين هي ؟ في العالم الآخر منذ عشر سنوات!!
ثار الطبيب النفسي على الجاني قائلا : "لقد خدعتني" .. القاتل يؤكد : "القتيل كان على علاقة مع أختي وقد تأكدت من ذلك"!! سأله الطبيب مذهولا: "لكن أختك ماتت منذ عشر سنوات ، فهل كان على علاقة معها في الماضي البعيد واكتشفت ذلك فانتقمت بذات الطريقة وأصبحت عشيقا لزوجته"؟
حملت إجابة القاتل مفاجأة : "أبدا.. أختي تأتى إلي في المنام باستمرار لتؤكد لي أن القتيل على علاقة بها وتطالبني بالتدخل لإنقاذها"!!
النهاية: إيداع القاتل مستشفى الأمراض العقلية!!
يقول الدكتور عمر شاهين في تفسير هذه الحالة الشاذة أن القاتل كان في قرارة نفسه غير راض عن علاقته مع زوجة صديقه وغاظه برود الزوج واستسلامه لهذه العلاقة فقتله بعد أن إنقلبت الأدوار داخل عقله الباطن فأصبح هو المدافع عن شرفه والقتيل المعتدي على كرامته. 

الاثنين، 16 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - قصورك يا سيسي!


محمد علي فنان مغمور ومقاول شاطر ولا يحمل أي شهادات علمية! لكنه معارض للنظام الحاكم من طراز خاص جدا لأنه خرج من رحم الجيش وحكم السيسي فقد تعامل معهم طويلا وعرف الكثير من أسرارهم، لذلك فهو أشد تأثيراً وأكثر خطورة من الإخوان والقوى والأحزاب السياسية المعارضة! وبلغ من انزعاج النظام الحاكم منه أن جمع السيسي أنصاره وغقد مؤتمرا خصيصا للرد عليه ، ولم يكن في جدوله من قبل، لكنه أضطر لعقده لمواجهة الفضائح التي ذكرها محمد علي عن نظامه!!
ورأيت هذا اللقاء فاشلا بكل المقاييس! كله كلام في كلام عن خطورة الأكاذيب والإرهاب مع أن إرهاب الدولة أشد وأخطر ولم يتم الرد على أي واقعة من الوقائع التي ذكرها محمد علي عن الفساد وإهدار المليارات، بل أكد السيسي بعضها مثل بناء القصور مما أثار مزيدا من السخط عليه وعلى نظامه، وكان ذلك واضحا في مواقع التواصل الاجتماعي حيث احتل "هاشتاج" أرحل يا سيسي ، وكذلك "السيسي كذاب" المراكز الأولى.
وإذا جئنا إلى حجة حاكمنا المستبد في بناء قصوره، فهو يقول أنها ليست ملك له، بل لمصر حيث أنه يبني دولة جديدة!!
وألخص الرد على هذا الكلام في عدة نقاط:
1_ السيسي هو صاحب تلك القصور، وبالتأكيد قام ببناءها ليسكن فيها ولذلك تعمدت أن يكون عنوان مقالي : قصورك يا سيسي!
2_ أعترف أكثر من مرة بأن بلادنا دولة فقيرة ، وهناك أزمة اقتصادية طاحنة! وشهدت بلادي أرتفاع مذهل للأسعار في كافة الخدمات الأساسية.. فهل هذا وقت بناء قصور رئاسية جديذة أم أن هذا السلوك يدل على خلل فادح في الأولويات.
3_ ولمعلومات حضرتك عدد القصور والاستراحات الرئاسية تصل إلى ما يقرب من التسعين منتشرة في أنحاء مصر المختلفة من الأسكندرية شمالا وحتى أسوان جنوبا، والمؤكد أنه ليس هناك حاجة لبناء المزيد منها.
4_ لم يقل أحد أبدا أن مواصفات بناء الدول إقامة قصور بها بل هي تلبية احتياجات الشعب والعمل على النهضة في مختلف المجالات.. ولذلك فإذا بنيت القصور والشعب يعاني فهذا خطأ فادح ، ويدل على قصر نظر شديد، والاهتمام بالمظاهر الفارغة على الأخذ بأسباب التقدم الحقيقية.
5_ وأخيرا فإن ما جرى لا يمكن أن نراه في أي بلد يحكمه نظام محترم وهناك كل شيء على المكشوف وبالأرقام ، فلا يمكن أن يقوم حاكم ببناء قصوره في الخفاء أو يقيم مشروعات ولا يعلم أحد شيء عن أرقامها وتكلفتها، فهذا يدخل في دنيا العجائب عند الناس المحترمين فقط. 

الأحد، 15 سبتمبر 2019

يوم لاأنساه - الدكتور مصطفى الفقي : حققت حلم حياتي عن طريق مكرم باشا عبيد!


الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية من أبرز الشخصيات المدنية في بلادي وعندما سألته عن يوم لا ينساه في حياته الحافلة أجاب على الفور أنه يوم 26 أغسطس سنة 1977 عندما حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن وكانت عن الأقليات في الشرق الأوسط دراسة تطبيقية على الأقباط.. مكرم عبيد نموذجا.
وعن سبب اختياره لهذا اليوم قال تغيرت حياتي بالكامل بعدها، ولعلمك لقب دكتور يظل لصيق بك طوال حياتك وتفتخر به دوما بعكس كل الألقاب الأخرى.. رئيس سابق ، وسياسي سابق ، وسفير سابق ألخ.. 
وعن رسالته العلمية يقول كانت بالغة الأهمية لمصر التي أنتمي إليها حيث كانت الفتنة الطائفية تطل برأسها ويشتد عودها، والتعصب يملأ الساحة، فأردت تقديم دراسة متكاملة لهذا الموضوع مع ذكر نموذج للتسامح يتمثل في "مكرم باشا عبيد".
ويضيف قائلا : الحصول على الدكتوراه في بلاد الإنجليز أمر بالغ الصعوبة فقد لا تحصل عليها رغم اجتهادك أو يعتبرون رسالتك بمثابة ماجستير ثانية لا ترقى الى الدكتوراه، لكنني حققت حلم حياتي عن طريق مكرم باشا عبيد (قالها ضاحكا).
واليوم الآخر الذي لا ينساه حضرة الدكتور مصطفى الفقي يوم دخوله وزارة الخارجية ، وكان ذلك في الثامن من ديسمبر عام 1966، وقد حصل على أعلى الدرجات في المعهد الدبلوماسي.. ويقول في ذلك : كانت رحلتي هناك موفقة حيث تنقلت في عواصم مهمة مثل لندن ونيودلهي وانتهى بي المطاف في النمسا سفيرا لبلادي في هذا البلد الجميل.
وعاد حديثنا من جديد الى الدكتوراه عندما سألته وكيف تغيرت حياته بعدما حصل عليها ، فأجاب: لقد عملت بالتدريس وكنت بالجامعة الأمريكية قسم الدراسات العليا للعلوم السياسية لمدة أربع عشرة سنة منذ سنة 1979 وحتي 1993، كما كنت رئيسا للجامعة البريطانية لثلاث سنوات منذ عام 2005، وحبي للدراسة الأكاديمية يفوق أي شيء آخر في حياتي.
وعن حياته الخاصة يقول تزوجت من الفتاة التي دق قلبي لها، وكانت طالبة في مدرسة "الليسيه الفرنسية"، وتعرفت عليها في معسكر لمنظمة الشباب الإشتراكي عام 1966، وتمت خطبتنا سريعا، لكننا لم نتزوج إلا بعد تخرجها من الجامعة سنة 1970، واسمها "نجوى متولي"، وفيها العديد من الصفات الجميلة التي يحلم بها أي رجل ، وقد أنجبت منها بنتين زي الفل وعندي عدة أحفاد ، وزواجي من شريكة العمر أراه فضلا من ربي، وأشكره على تلك النعمة مليون مرة. 

الخميس، 12 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - قاسم أمين.. ظلموه.. ظلموه!


محرر المرأة.. زوجته محجبة!
لا يوجد مفكر تعرض للظلم على يد أتباعه مثل محرر المرأة قاسم أمين.. كان هذا الرجل يعرف ربه جيدا وغيورا على دينه، وتحول بقدرة قادر 180 درجة بعد وفاته، ليصبح من أنصار الفكر الأوروبي ، وينادي بتحرير المرأة على طريقة الخواجات!!
ولمعلوماتك قاسم أمين كانت امرأته محجبة! وأظن أن هذه المعلومة قد أصابتك بدهشة.. وأنت تتساءل : طيب أزاي ؟ كيف ينادي برفع الحجاب عن النساء وزوجته كذلك.. وهل ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول : "باب النجار مخلع"! والإجابة أن هناك خلط شديد في الأمور ، فالرجل كان يرفض الحجاب المضروب على وجه المرأة الغريب على الإسلام وليس الحجاب الشرعي.. ويتصدى للبدع والعادات والتقاليد التي زحفت على إسلامنا الجميل أيام التخلف!!
ولا ننسى له المبارزة التي خاضها مع الفرنسي "دون داكور" الذي أصدر سنة 1893 كتابا عنوانه "مصر والمصريون" تناول فيه حياة المجتمع المصري أيام الحكم المملوكي التركي وهي فترة بلغت ستة قرون عجاف تراجعت فيها خصائص الحياة عن جمهرة الأمة الإسلامية مما جعل "دون داكور" يبسط قلمه بالأذى ويرسم صورة قاتمة للشعب المصري كله ، ويخص المرأة بمزيد من التجريح والإهانة ، ويرجع ذلك إلى طبيعة الإسلام ذاته.. هذا الدين الذي يرفض الرقي والحضارة!!
وسارع قاسم أمين عليه ألف رحمة في الدفاع عن دينه وأمته ، والتصدي لهذا العدو، وكانت وسيلته في ذلك إصدار كتاب باللغة الفرنسية شرح فيه حقوق المرأة في الإسلام الصحيح وما كفله الدين لها من كرامة أدبية ومادية وأخلاقية ، وانتهى إلى تفوق إسلامنا الجميل على الحضارة الأوروبية في نظرته للمرأة.
وما فعله محرر المرأة قاسم أمين كان محوره الدفاع عن الإسلام في وجه الخواجات من ناحية ، ومن جهة أخرى حرب شعواء على كل ما يسيئ لديننا من بدع وعادات ما أنزل الله بها من سلطان ، ملصقة بالإسلام وهو منها براء وأعتباره بهذه العقلية خارجا عن الدين أمر يدخل في دنيا العجائب فهو فقط ضد عقلية سي السيد والتخلف في النظرة الدينية إلى حواء ، وهذا يسيء إلى سيدتي بل وإلى الإسلام كله.
قاسم أمين يستحق تعظيم سلام من كل أنصار المرأة وكل من يحب إسلامنا الجميل. 

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - إحسان عبدالقدوس في برج العمالقة بعد مقلب السادات!


المؤكد أن هذا العنوان أثار دهشتك وأنت تتساءل يعني إيه ؟ وبرج العمالقة كان موجودا بجريدة الأهرام ويعرفه العاملون هناك ويقع بالدور السادس من المؤسسة العريقة على يمين "الاسانسير" ويضم مكاتب عمالقة الأدباء في مصر.. توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والدكتور يوسف إدريس وغيرهم، ولذلك اشتهر في ذلك الوقت باسم برج العمالقة! ومن حقك أن تسألني وما دخل الرئيس الراحل انور السادات رحمه الله في هذا الموضوع ؟
وأبدأ الحكاية من أولها وقد سبق أن أخبرتك من قبل أن والدي الراحل إحسان عبدالقدوس سبق فصله من أخبار اليوم بسبب شغب أولاده ومشاركتهم في أحداث الجامعات عام 1968 احتجاجا على كارثة حرب يونيو 1967.ولكن بعد عام يعني عام 1969 عاد إلى منصبه من جديد. والسبب أن أنور السادات أسندت إليه مهمة جديدة وهي الإشراف على إصدارات "أخبار اليوم" فطلب من عبدالناصر أن يكون أبي بجانبه لما اشتهر به من مهارات صحفية بالإضافة إلى تألقه كأديب!  ثم ترك السادات أخبار اليوم وأصبح رئيسا للجمهورية بعد وفاة ناصر، وكان من أوائل القرارات التي اتخذها تعيين أبي صديقه رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم! والحق أن الرئيس الراحل أصيب بخيبة أمل في إحسان عبدالقدوس!! كان يريده مثل "هيكل" الذي يكتب خطب عبدالناصر ويبلغه بأخبار الصحافة وما يجري في البلد!! لكن "سانو" وهو الاسم الذي اشتهر به في بيته وبين المقربين منه كان يحرص دوما على أن تكون هناك مسافة بينه وبين حاكم مصر ويكره أن يكون تابعا لأحد حتى ولو كان أنور السادات الذي يعرفه منذ زمن بعيد وتربطه به صداقة بدأت قبل عام 1952.
وفي سنة 1974 خرج الكاتب الكبير مصطفى أمين من السجن بعفو من السادات ، وعاد إلى عمله في الصحافة وأصر "سانو" أن يعود "مصطفى وعلي أمين" إلى بيتهم الأصلي بأخبار اليوم فهم الذين قاموا بتأسيسها عام 1944م ووافق السادات على طلبه بعد تردد وإلحاح من جانب أبي.. وهكذا ترك "حبيبي" أخبار اليوم بعدما مكث فيها سبع سنوات منذ أن تم تعيينه رئيسا للتحرير عام 1966..ملحوظة : السنة المفصول فيها غير محسوبة!! وفي عمله هناك نجح نجاحا باهرا ولأول مرة على مستوى الشرق الأوسط كله يتجاوز توزيع أخبار اليوم المليون نسخة وهو أمر لم يحدث من قبل في وقت كان عدد سكان مصر لا يزيد على أربعين مليون.
وفي عام 1975 أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيين إحسان عبدالقدوس رئيسا لمؤسسة الأهرام العريقة، بعدما غضب من الصحفي اللامع الكبير محمد حسنين هيكل وقام بفصله، وحدث إضطراب شديد بها، وهيكل رحمه الله هو مؤسس الأهرام الحديث ونجح في وضعها في مصاف الصحف العالمية!! وأراد السادات أسم يلتف حوله الجميع، فلم يجد أفضل من إحسان عبدالقدوس. وقبل أبي منصبه الجديد بعد تردد، فقد كان يريد أن يتفرغ للكتابة والإبداع الأدبي! ومن جديد أصيب السادات بخيبة أمل في "سانو" حيث كان يريد حملة تطهير في الأهرام تشمل أنصار هيكل واليساريين ، لكن حبيبي أبي رفض القيام بهذه المهمة!! وفي عام 1976 ألقى السادات خطبة أكد فيها أن الجيش هو الحامي للدستور والديمقراطية الوليدة. وفي أتصال تليفوني أخبره والدي أن تلك ليست مهمة الجيش بل الشعب! وطلب منه السادات أن يكتب رأيه هذا ، فقال له أبي: هذا رأيي وقد أحببت أن أبلغك به فقط! لكن الرئيس الراحل أصر أن يكتب هذا الرأي في الأهرام حتى يعلم الجميع أن هناك ديمقراطية حقيقية وحتى رئيس الجمهورية لا يسلم من المعارضة!! وبعد نشر المقال أصدر السادات قرار بعزله من مؤسسة الأهرام في مقلب ساخن لم يتوقعه من صديقه القديم! وجاء يوسف السباعي رئيسا لمجلس إدارة الأهرام وهو عسكري قديم قام بحملة تطهير كبرى في الأهرام! وبدأ البحث عن مكتب في الأهرام لحبيبي أبي، وبسرعة تم الإستقرار على أن ينضم لبرج العظماء بالدور السادس مجاورا لأدباء مصر المرموقين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والدكتور يوسف إدريس!! ولم يغضب سانو من السادات ، فقد تحقق بهد المقلب ما كان يحلم به من زمان وهو التفرغ الكامل للإنتاج الأدبي وظل هناك 13 سنة كتب خلالها بالأهرام العديد من القصص التي أثارت ضجة حتى توقف عن الكتابة نهائيا عام 1989 بعد مرضه رحمه الله. 

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

بالي مشغول - المحامية وفاء المصري : حكاية زوجي المحبوس أغرب قضية في حياتي!!


اسمها وفاء المصري من رموز العمل الوطني في بلادي ، رأيتها من الناشطات في حركة كفاية ، ومختلف الاحتجاجات ضد نظام مبارك وهي من قيادات حزب الكرامة الناصري.  وتعمل في مجال المحاماة ، ومعروفة بشطارتها خاصة فيما يخص قضايا الغلابة ومختلف القضايا الوطنية ، وقد تخرجت من حقوق الأسكندرية عام 1984، وفي الكلية تعرفت على شريك العمر محمد منيب وتزوجت منه سنة 1986، وعاشت معه على الحلوة والمرة بالتعبير العامي ، ثم انتقلوا إلى القاهرة ونجحوا نجاحا كبيرا وافتتحوا سويا مكتب للمحاماة في ميدان طلعت حرب بقلب العاصمة.
والمفاجأة التي أقدمها لحضرتك أن حبيب العمر حاليا في السجن منذ ما يقرب من عام، وقضيته كما تقول زوجته هي أغرب قضية شاهدتها في حياتي منذ أن بدأت العمل في المحاماة منذ أكثر من ثلاثين عاما!
وتشرح "وفاء" واسمها على مسمى تفاصيل تلك القضية التي تدخل في دنيا العجائب فتقول أنه متهم بإزدراء القضاء ومحكوم عليه بالسجن ثلاث سنوات ، وهو ليس وحده بل معه عدد من المحامين والشخصيات البارزة وهم منتصر الزيات ، وحمدي الفخراني ، ومحمد العمدة ، بالإضافة إلى الناشط السياسي عضو مجلس الشعب السابق "مصطفى النجار" الذي أختفى ولم يعثر له على أثر إطلاقا.. هل هو اختفاء قسري، أم قتل؟؟
سألت سيدتي "وفاء المصري": مش فاهم.. يعني إيه إزدراء القضاء.. هل عندما أنتقد بعض أحكامه التي أراها مجافاة للعدالة يبقى قمت بإهانته مع أنني لم أذكر أسم أي قاضي بل أرفض فقط الحكم الصادر.
أجابت قائلة : هذا ما جرى بالفعل.. زوجي كان في عام 2012 عضوا بمجلس الشعب ، وعضوا بمجلس نقابة المحامين ، "وزعل جدا" من "مهرجان البراءة للجميع" الذي صدر بحق رجال الشرطة الذين قتلوا ثوار يناير ، وكذلك رموز نظام مبارك ، ووصف هذه الأحكام الصادرة في أجهزة الإعلام بأنها مهزلة القرن، فتم اتهامه مع غيره الذين انتقدوا هذه الأحكام بإهانة القضاء.
وتؤكد سيدتي وفاء على أن هذه القضية هي أغرب قضية رأيتها في حياتي لأربعة أسباب :
1_ الخصم هو الحكم! وبدلا من أن تقوم بالتحقيق بالنيابة العامة تم الاستثناء واللجوء إلى قاضي تحقيق يتولى أمر هذه القضية.
2_ صدر الحكم حضوري برغم غياب المتهمين عن حضور الجلسات وهو ما دفع محكمة النقض إلى نقض الحكم وأصبح من حق المتهمين عمل معارضة!! وبعد حضورهم تم القبض عليهم وذهبوا وراء الشمس.
3_ واضح المماطلة والتسويف وكأنهم يريدون الإنتقام فأكثر من مرة يتم تأجيل القضية لأسابيع عدة تصل إلى شهور، والمتهمون في السجن.
4_ وصدق أو لا تصدق.. قاضي المعارضة التي ينظر القضية من جديد هو ذات القاضي الذي أصدر الحكم بحبس زوجي ورفاقه ثلاث سنوات ، يعني حضرته تصدى للموضوع وحكم فيه بنفسه من قبل! والعدالة تقتضي بداهة أن ينظر القضية قاضي جديد لأنه من الطبيعي أن يؤكد القاضي الذي حكم في الموضوع حكمه السابق!
وبالفعل هذه القضية غريبة وأراها تدخل في دنيا العجائب. 


الاثنين، 9 سبتمبر 2019

سؤال محيرني - هل يجوز الكذب لإنقاذ حياتها الزوجية ؟


أعترف لك أنها كانت بنتا "لعبية" أو بتعبير آخر "ماشية على حل شعرها"! لكنها والحمد لله ربنا هداهاوتابت وانابت إلى الله ، وتزوجت من إنسان ممتاز يعمل طبيبا وأخلصت له، لكن يبدو أن ماضيها بدأ يطاردها من جديد ، فقد سألها زوجها عن العلاقة التي كانت تربطها مع "فلان" فأنكرت ولم تكتف بذلك بل أقسمت على القرآن بناء على طلب الزوج! لكنها شعرت بالندم بعد ذلك.. وأنها أرتكبت إثما! فهل تعترف له بماضيها ، أم تصر على موقفها؟
هذا هو الخطاب الذي وصلني من قارئة ، طلبت عدم ذكر أسمها ولم توضح موقعها بالنسبة إلى صاحبة المشكلة، لكن واضح أنها وثيقة الصلة بها.. وأقول لها: يا سيدتي هذا الماضي يجب إغلاقه تماما ما دمت كما تقولين عن صاحبتك أنها تابت إلى الله! ولا يعقل بعدما تكون قد أقسمت على المصحف أنه لا صلة تربطها بفلان أو علان!! أن تتراجع عن كلامها! فإن هذا أسرع وسيلة لزيادة شكوك الزوج تجاهها، ونسف الحياة الزوجية كلها.
وإذا جئنا إلى الناحية الشرعية فسنجد أن الأصل في الكذب هو الحرمة، وديننا شدد على ذلك لما وراءه من مضار على الفرد والأسرة والمجتمع كله ، لكن الإسلام أباح الخروج عن هذا الأصل في حدود معينة ولأسباب خاصة ، لخصها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في مواقف ثلاثة وهي : الحرب؛ حيث يباح خداع العدو ونقل معلومات خاطئة له، ورجل يصلح بين اثنين ، فمهمته "تلطيف الجو بينهما" ولو بشئ من تزويق الكلام أو الزيادة فيه، وانكار ما قاله أحدهما في الآخر من سب وإهانة! وكذلك الحياة الزوجية ، فليس من المعقول أن تعترف بماضيها العاطفي الذي نسخته الأيام فتدمر حياتها الزوجية باسم الصدق الواجب!! لذلك كان نبي الإسلام في غاية الحكمة عندما وضع هذه الحالة ضمن الحالات التي يجوز فيها الكذب المباح.
وهناك فارق شاسع بين هذا الموقف والخيانة الزوجية ، يعني هناك علاقة آثمة تربط الزوج بعشيقة!  أو الزوجة برجل أجنبي منحل مثلها!! فتكون هناك أكثر من جناية.. جريمة العلاقة غير المشروعة ، ثم إثم إنكارها والكذب على الزوج المخدوع أو الزوجة النائمة في العسل بينما زوجها يرتكب الموبقات! أما الماضيقبل الزواج فليس من مصلحة أحد الطرفين نبشه! ما دامت الإستقامة هي السائدة ، وكل واحد يعرف حقوق الطرف الآخر ويحافظ عليه ، ويخشى ربه. 

الأحد، 8 سبتمبر 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - مؤكد أنها لا تنام!!


رجل عجوز تنتشل جثته من النيل.. ضابط الشرطة "أنور نصار" يشرف على التحقيق في هذا الحادث.
تقرير الطبيب الشرعي يؤكد أن الرجل قد غرق، والوفاة ليس فيها شبهة جنائية. النيابة تصرح بدفن الجثة. ضابط الشرطة يحاول نسيان القضية ، فالمفروض أن التحقيق تم حفظه رسميا.
لكن علامات استفهام كثيرة تثور في رأس الضابط.. ما الذي دفع عجوزا إلى النزول في النيل وخاصة أن الوقت كان في أشهر الشتاء القارسة؟ هل كان يتوضأ مثلا فزلت قدماه؟ أم دفعه أحد؟ لابد من معرفة الحقيقة كاملة!
ويبدأ الضابط تحرياته من جديد.. مفاجأة : أولاد المتوفي يؤكدون : "والدنا لم يكن يجيد السباحة، ولم يكن هناك أي سبب يدعوه إلى النزول في النيل حيث غرق".
وتزداد القضية عموضا.. هل قتل ثم ألقيت جثته في النيل؟؟ لكن كيف تم ذلك وتقرير الطبيب الشرعي يؤكد أن الوفاة كانت نتيجة غرق، وأنه ليست هناك شبهة جنائية في الحادث؟ أسئلة كثيرة لا تجد الإجابة عليها.
وتقع مفاجأة في تحريات ضابط الشرطة تؤدي إلى ازدياد الحادث تعقيدا.. فقد أكتشف أنه كان هناك خلاف مالي بين الرجل العجوز وبعض الأشخاص ، وأنهم قد قاموا بخنقه ثم ألقوا بجثته في النيل!! إن التحريات تتعارض تماما مع تقرير الطبيب الشرعي ، وتأمر النيابة باستخراج الجثة من المقبرة وإعادة الكشف عليها من جديد ويتم التأكد من أن الرجل العجوز قد تم خنقه!!
وهنا تأمر النيابة بالقبض على الطبيب الشرعي الذي ينهار معترفا: لقد قصرت في وظيفتي.. أمروني بالكشف عن جثة العجوز بعد أنتهاء ساعات العمل ، فكشفت عليه بسرعة.. مجرد كشف ظاهري دون تدقيق، كنت متعجلا أريد الانصراف بسرعة، فقد إنتهى موعد عملي الرسمي!! يتم تقديم الطبيب للمحاكمة بتهمة الإهمال الجسيم وتلقي الشرطة القبض على الجناة الذين ظنوا أنهم قد أفلتوا من العقاب ولكن العدالة لا تنام.. حتى لو نام بعض العاملين فيها!! 

الخميس، 5 سبتمبر 2019

يوم لاأنساه - فهمي عمر : "لا أنسى لقاء إحسان عبدالقدوس"


إنه بالتأكيد أقدم إذاعي في مصر! دخل الإذاعة منذ ما يقرب من سبعين عاما في شهر مايو سنة 1950!!
يقول أيامي التي لا أنساها هناك كثيرة أولها نجاحي في امتحان القبول الشاق، وكانت اللجنة التي اختبرتني في مواد عدة تتكون من الدكتور مهدي علام الخبير القدير في اللغة العربية ، وعلي خليل مدير البرامج، والدكتور علي الراعي كبير المذيعين، وعبدالوهاب يوسف النجم الإذاعي اللامع في ذلك الوقت.. وربنا يرحمهم جميعا.
ويقول فهمي عمر : بدأ تألقي بعد ذلك بأربع سنوات والبركة في والدك إحسان عبدالقدوس رحمه الله ، وتلك الحكاية بدأت عندما استدعاني أمين حامد رئيس الإذاعة في ذلك الوقت وطلب مني إعداد برنامج قوامه مجلة كاملة ولكنها مسموعة وليست ورقية وقال لي أذهب إلى إحسان عبدالقدوس فإنه صاحب الفكرة، وذهبت إليه في مبنى روزاليوسف القديمة وأستقبلني بحفاوة وكأنه يعرفني من زمان ، وأمدني بأفكار جيدة جدا لهذه المجلة المسموعة التي أنطلقت بالفعل في الأسبوع الأول من شهر مارس وكانت أسبوعية وحققت نجاحا كبيرا أستمر لأكثر من ثلاثين عاما.
ومن أيامي التي لا أنساها أيضا تلك الأيام التي أمضيتها في الإشراف على برنامج ساعة لقلبك الذي يضم نجوم الفكاهة في ذلك الوقت وكان برنامجا ضاحكا وحقق نجاحا عظيما لمدة عشر سنوات وحتى هذه اللحظة يتذكر الناس بيجو وأبو لمعة وغيرهم من الشخصيات التي أقبل الناس على سماعهم.
ويقول فهمي عمر : من البرامج الجديدة التي قدمتها أيضا خلال عملي برنامج الرياضة في أسبوع ، وقوامه التجول في مختلف الملاعب الرياضية ، وبدأ بربع ساعة اسبوعيا وانتهى بإذاعة الشباب والرياضة بعدما تطورت الفكرة إلى تخصيص إذاعة كاملة لهذا الغرض.
وكنت أيضا أقدم برنامجا خاطفا لا يتجاوز الخمس دقائق يتحدث عن نتائج مباريات الدوري العام لكرة القدم في السابعة من مساء الجمعة والأحد حيث تجري المباريات بأنتظام في تلك الأيام فقط! وكنت أجد صعوبة في تجميع نتائج الماتشات حيث كانت الإتصالات التليفونية قوامها "الترنك" حتى تتواصل مع المحافظات المختلفة.. والحمد لله كان هذا الجهد يؤتي ثماره، فقد كان من أنجح البرامج رغم قصر مدته تنتظره الجماهير بشغف وقد بدأت في إذاعته سنة 1955 وأستمر حتى سنة 1982..إنها أيام حلوة عشتها ولا أنساها. 

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - الزوجة والعشيقة


عنده عشيقة ويريد أن يتزوجها على امرأته!! زوجته ترفض ضرتها هذه.. الزوجة في الاربعينات من عمرها والزوج وصل إلى الخمسين، بينما خرابة البيوت في أواخر العشرينات من عمرها ، ولم تصل بعد إلى الثلاثين!!.. رفيقة العمر تقول لزوجها: عيب عليك تتزوج "واحدة" خدعتك وضحكت على عقلك وأصغر منك بعشرين سنة! يا راجل ابنتك أكبر منها اختشي على شيبتك وسنك!!
يرد رب الأسرة على هذا المنطق قائلا : انا بخاف من ربنا! ولابد أن تكون علاقتي بها على سنة الله ورسوله!.. أرفض أن ارافقها.. وهي لا ترضى أن تكون عشيقة وتطلب أن تكون زوجة! والإسلام يسمح بتعدد الزوجات!!
ومن حق صاحبة البيت أن تشد شعرها في تلك الحالة فزوجها لا صلة له بتعاليم الدين.. فلا يصلي إلا في المناسبات! ويحب الستات، وشرب الخمر بأنواعه.. والسؤال : إشمعنى بيخاف قوي من ربنا في علاقته مع البنت إياها وعايز يتجوزها على سنة الله ورسوله ؟؟
وهذا العشيق المغفل لا يعلم أن صاحبته طمعانة في فلوسه! ولذلك تمثل دور الإنسانة الغلبانة الشريفة!! مع أنها لم تسجد في حياتها لربنا!
ولا تملك إزاء كل هذا الذي تشاهده أمامك من تناقضات صارخة إلا أن تضرب كف على كف وأنت تقول: عجائب!! 

الاثنين، 2 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس -الحكم الغزالية


أقوال لإمام عصره الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :
* لماذا انفتح باب الاختراع في الدين عند المسلمين وهو شر، ولم ينفتح باب الاختراع في الدنيا عندهم وهو خير؟
* الإسلام الذي أعرفه قلب تقي وعقل ذكي.. قلب يكره الرزيلة وعقل يرفض الخرافة.
* ليس للوحي الإلهي دخل في البحوث الكيميائية أو الكشوف الفلكية أو الاختراعات الأخرى.
* الكلام عن الغيب لا يقبل إلا من نبي مرسل من عند الله.
* في رمضان لاحظت أن من يصوم بحق قلة، وان أمتنع عن الطعام والشراب كثيرون.
* لم يرد حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق ، وإن أمتنا بحاجة إلى كثير من الجد والقليل من اللهو.
* لماذا زادت أرصدة النوافل في العبادات عند المسلمين وقلت ارصدتهم في ميادين تنمية العمران؟
* إن الله الذي شرع الحدود حث المؤمنين إلى التستر على المنحرفين لمنحهم فرصة للتوبة.
* لابد من المراجعة والغربلة للمذاهب الفقهية السائدة.
* التعصب المذهبي جريمة ، فدين الله يتسع للجميع.
* أنني غيور على الأعراض كأشد المتزمتين، لكن الحفاظ على العرض لا يتم بعقلية السجان.
* الدين عقل وعاطفة، ومن سوء حظ الثقافة الإسلامية أن وجدنا فقهاء لا قلوب لهم، وأصحاب عاطفة لا فقه لهم.
* حرية الفكر هي المهاد الأول والأوحد لمعرفة الله. 

الأحد، 1 سبتمبر 2019

عجائب عبد القدوس - أنور السادات لإحسان عبدالقدوس : بلاش تكتب قصص وروح ربي أولادك!!


(أكتشفت عظمة أبي بعد عزله)
الصورة المرفقة في هذا الموضوع ترجع إلى عام 1953 وهي تجمع أنور السادات رحمه الله بالمايوه على بلاج ميامي مع العبد لله وأخي وحبيبي أحمد عبدالقدوس عندما كنا أطفال صغار. وشرحت قصة هذه الصورة بالتفصيل في المقال الماضي تحت عنوان : مصيبة على بلاج ميامي!!.. المهم أن الأولاد الموجودين في هذه الصورة كبروا وكان لهم موقف عام 1968 أغضب السادات منهم جدا لدرجة أنه أتصل ب أبي قائلا له في غضب: يا إحسان بلاش تكتب قصص "وروح ربي أولادك"!! فما هي حكاية هذه "الثورة الساداتية" علينا.
والبداية ترجع إلى يوم السبت الأخير من شهر فبراير عام ١٩٦٨..يعني من نصف قرن وسنة كمان!! أتذكر هذا اليوم وكأنه حدث بالأمس ، كان يوم الاحتجاجات الطلابية على أحكام الطيران المخففة عن مسئوليتهم عن كارثة عام ١٩٦٧. وامام كلية الحقوق بجامعة القاهرة تجمع عدد محدود من الطلاب كنت وأخي أحمد بينهم وهتف أحدهم! وبسرعة قامت مظاهرة محدودة وسرعان ما اتسعت لتشمل كلية الحقوق ثم الآداب وسط ترحيب حار من الطلاب، ثم خرجنا من حرم الجامعة إلى كلية الهندسة وكانت هناك مظاهرة بها، وانطلقت بعدها مسيرة طلابية ضخمة إلى مجلس الأمة كما كان يسمى في ذلك الوقت! وكان الناس في الشوارع ينظرون إلينا في دهشة وفرح، فلم يسبق لمصر أن شهدت مظاهرة ضد نظام عبدالناصر منذ عام ١٩٥٤ م عندما أحكم قبضته على البلاد والعباد. ورأينا أبواب البرلمان مفتوحة فدخلنا إلى ساحته الداخلية وأخذنا نهتف، وخرج إلينا أنور السادات رئيس المجلس ، وكانت عيونه تنظر في امعان إلى هؤلاء الشباب! وبدا واضحا أنه لمحنا! ثم انصرفنا في هدوء بعد تلك الوقفة التي أستمرت ما يقرب من ساعة! وفي المساء اتصل السادات بتليفون المنزل وأخذ يعاتب والدي الذي يعرفه منذ أكثر من عشرين سنة!! وبعد المكالمة سألت حبيبي أبي :"السادات قالك إيه ؟" فقال ساخرا:"بلاش تكتب قصص وروح ربي أولادك"! وأضاف قائلا : المهم تخلي بالكم من نفسكم انت وأخوك!! ولم يتضمن حديثه معي أي عتاب أو تهديد، فقد تعلمنا منه حرية الرأي ، وكان من الواضح أنه لم يأبه بحديث السادات بل نظر إليه باستخفاف.
وفي اليوم التالي انطلقنا إلى الجامعة ولم يعترض رب الأسرة على ذهابنا إلى هناك برغم تعنيف السادات له!! وكان الأحد الأخير من شهر فبراير يوما عصيبا، فقد وقعت اشتباكات دامية بين الشرطة والطلاب، وتطورت الهتافات، فلم تعد مقتصرة على أحكام الطيران بل شملت الدعوة الى الحرية والديمقراطية وحرية الصحافة ووضع حد للإستبداد الذي يحكم مصر! وامتدت الاشتباكات إلى الشوارع الرئيسية في قلب القاهرة بعدما تمكن الطلاب من كسر حصار الشرطة للجامعة!!
واستمرت الاشتباكات لفترة طويلة جدا ، تعرضت خلالها "للبهدلة" ، وعدة إصابات! وكانت أسرتي قلقة جدا وتخشى من أن يكون قد تم اعتقالي، وعندما عدت الى منزلي مساءا تنفسوا الصعداء! ولم نهدأ كان هناك قرار بإغلاق الجامعات كلها ، ومع ذلك خرجنا من منزلنا انا وأخي أحمد وسط دهشة والدي : أنتم رايحين فين.. خلاص الجامعة أغلقت!! كان ردي :"هنروح نعمل طلة" ونشوف الوضع هناك على الطبيعة! وكانت الجامعة محاصرة بجحافل من الشرطة! لكن كانت هناك ثغرة من خلال حديقة الحيوان المفتوحة للجمهور وبينها وبين كلية الهندسة سور وكنا شباب نجحنا في تسلقه، وقفزنا إلى داخل الكلية حيث كان هناك أعتصام للطلاب! وسرعان ما تنبهت الشرطة إلى هذه الثغرة فتم إغلاق حديقة الحيوانات بأكملها!
ومكثنا في اعتصام الهندسة ثلاثة أيام بلياليها وكنا حوالي ٣٠٠ طالب، والعالم كله يتحدث عما يجري في مصر حيث تشهد أحداث لم يسبق لها مثيل في عهد عبدالناصر رحمه الله!! ثم جاء عرض من الحكومة بأن المسئولين في الدولة مستعدين للقاء الطلاب المعتصمين وسماع مطالبهم وذلك بمجلس الأمة!! وانتقلنا إلى هناك، وكان هناك حوار مطول مع السادات ووزير الداخلية والتعليم العالي.. وقال السادات الرسالة وصلت.. ولا يمكن أن يكون هناك صدام بين الثورة وشبابها وعبدالناصر متفهم تماما لمطالب الطلاب وسيحدث تغييرا حقيقياً ، كما سيتم الإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين والمطلوب منكم الآن الانصراف إلى بيوتكم في أمن وسلام! وطبعا لمحنا السادات من جديد ، لكنه لم يعلق هذه المرة! وان كان قد هز رأسه في أسف !
وفي أواخر الشهر التالي أصدر الرئيس جمال عبدالناصر بيان ٣٠ مارس حاول فيه إصلاح الأخطاء التي ادت إلى كارثة ١٩٦٧..وبعد أيام كانت هناك مفاجأة حيث فوجئ أبي وكان يشغل أيامها منصب رئيس تحرير أخبار اليوم بخبر بارز في الصفحة الأولى بالأهرام عنوانه :"عزل جميع المسئولين الذين أشترك أولادهم في المظاهرات ببولندا" يعني الكلام لك يا جارة كما يقول المثل العامي!! وبالفعل تم عزل حبيبي من رئاسة تحرير الصحيفة المشهورة، لكن موهبته في الكتابة أكبر من كل المناصب الصحفية التي تتشرف به!! وعظمة أبي ظهرت جلية في هذا الموقف فلم يوجه لوم واحد إلى أولاده الذين كانوا السبب في عزله!! وهذا أمر استثنائي جدا ، ولا تجده إلا في بيت إحسان عبدالقدوس!! ولم أندم على ما فعلته ، بل أصبحت إنسان معروف بأنني ثوري برغم طباعي الهادئة والبداية حكاية وقعت منذ أكثر من نصف قرن.. أو تحديدا 51 سنة وستة أشهر كمان!