ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 30 يناير 2023

عجائب عبد القدوس - من السويد : تعظيم سلام للإسلام الصحيح !



قالت الشرطة في "ستوكهولم" عاصمة السويد أن سويدي من أصول عربية تقدم بطلب لحرق "التوراة" أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة ، وهناك طلب آخر هو الموافقة على حرق "الإنجيل" في إحدى الساحات الرئيسية وسط ستوكهولم.

ومازالت هذه الطلبات تنتظر الموافقة رداً على حرق "القرآن الكريم" الذي تم بعد الحصول على إذن من الشرطة وقام الرجل بفعلته الشنعاء وسط حراسة بوليسية مشددة لهذا المجنون المتعصب.

وأجمل ما في هذا الخبر أن الجمعية الإسلامية الرئيسية في البلاد فور علمها بهذه الطلبات أرسلت إلى الشرطة تطلب عدم الموافقة ، وقالت أن مقدمي هذه الطلبات يخالفون تعاليم الإسلام الذي يرفض الإساءة إلى الكتب المقدسة للمسيحيين واليهود.

والمؤكد أن ما فعلته تلك الجمعية الإسلامية هو افضل رد على تعصب المتطرفين والمجانين في السويد والدول الأوروبية الأخرى ضد الإسلام..

اليس كذلك ؟!

الثلاثاء، 24 يناير 2023

عجائب عبد القدوس - خبر غريب جداً من نيوزيلندا !!



إنه بالفعل خبر غريب لأوربا وأمريكا وغريب جداً للعالم العربي أو بلاد أمجاد يا عرب أمجاد من المحيط الهادى إلى الخليج الثائر بتعبير صوت العرب أيام زمان.


وهذه الدولة "نيوزيلندا" التي جاء منها الخبر الفريد من أغنى دول العالم رغم أنها صغيرة الحجم وعدد سكانها قليل وتقع بالقرب من أستراليا ، وصنفتها الأمم المتحدة في مقدمة بلدان العالم التي يعيش السكان فيها في سعادة وفقاً لمعايير محددة وصارمة وضعتها لمفهوم السعادة.


وقبل أيام طيرت وكالات الأنباء إستقالة رئيسة وزراء نيوزيلندا واسمها "جاسيندا أرديرين" من منصبها وأثار ذلك دهشة العالم ، فلها شعبية واسعة ، ومازالت صغيرة السن ٤٢ سنة وقادت حزبها قبل سنوات لفوز كبير في الإنتخابات ، وهي أصغر من تولى رئاسة الوزراء في أوروبا كلها ، وكانت في أواخر الثلاثينات من عمرها.

وهكذا الخبر غريب بالفعل لأنه لم يكن هناك أي سبب مباشر يدعوها للإستقالة ، فلا توجد أزمة وزارية أو فضيحة تطاردها ، بل شعبيتها واسعة خاصة أنها أول امرأة تتولى هذا المنصب ، وأرجعت إستقالتها إلى أسباب شخصية ، فهي كما تقول أعطت بلادها كل جهدها ، وتريد أن تعطي لحياتها العائلية وقت أطول وهي واثقة من أن هناك العديد من الأشخاص يستطيعون تكملة المسيرة التي بدأتها .


والجدير بالذكر أن سيدتي "جاسيندا أرديرين" ثانية رئيسة وزراء في العالم تضع طفلة وهي في السلطة بعد "بينظير بوتو" رئيسة وزراء باكستان السابقة والتي أغتيلت في حادث إرهابي ! 

ورئيسة وزراء نيوزيلندا عايزة تعطي مزيدا من الجهد والوقت لإبنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات.

وبالطبع الإستقالة من أكبر منصب لهذا السبب أمر إستثنائي بكل المقاييس ولم يحدث من قبل ، وهذا الخبر غريب على الدول المتحضرة في أوروبا وأمريكا أما عندنا في بلاد العرب أمجاد فهو غريب جداً لسببين ..


أولهما أنه لا توجد امرأة تولت الحكم في أي دولة عربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بالتعبير القديم الذي أودى بنا إلى التهلكة !!


والسبب الثاني وهو الأهم أن كل حاكم في بلاد أمجاد يا عرب أمجاد يظل في السلطة إلى ما لانهاية ، ويعتقد أتباعه أنه زعيم تاريخي ولا يوجد له بديل ، وإنجازاته لا مثيل لها !! 

وكل مفاصل الدولة في يده وممنوع توجيه أي نقد له أو محاسبته فهو فوق المساءلة والنقد ، والانتخابات التي يخوضها يكتسحها دوماً ، ولا يتصور أبدا أن يفوز بأغلبية معقولة كما نرى في كل البلاد المتحضرة ، وكيف يمكن أن يحدث ذلك وهو مبعوث العناية الإلهية !!.

وبهذه العقلية رأينا بلاد أمجاد يا عرب أمجاد "محلك سر" بينما دول أخرى تتقدم إلى الأمام بعدما عانت من هذه العقلية ورفضتها كما حدث في أمريكا الجنوبية وبعض البلدان الإفريقية .. وعجائب !!

الاثنين، 23 يناير 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - عذراء !!


أبي حبيبي عرفه الناس ببراعته في كتابة الروايات والقصص ، لكنني لاحظت أيضاً أنه كان رحمه الله شاطر جداً في كتابة الحكايات القصيرة أيضاً والتي كان ينشرها في من مجلة "صباح الخير" منذ تأسيسها عام ١٩٥٦م .

وهذه إحدى حكاياته وبعد قراءتها ستعرف أن "إحسان عبدالقدوس" وحده رحمه الله هو الذي يستطيع أن يكتبها ، وأن فكرة القصة لا يتصور أن تخطر على بال أحد سواه ، وإليك الحكاية ..

كانت آنسة وليست عذراء !! ومع ذلك كان المجتمع الفقير الذي نشأت فيه يقدرها ويحترمها ، فقد كانت أجمل بنات الحي وأذكاهن.

واستطاعت في سنوات قليلة أن تجعل من بيتها أرقى بيت في الحي .. أثاث جديد .. ومائدة زاخرة تحمل كل يوم طبقا من اللحم .. ثم استطاعت أن تنقل البيت كله من الحي .. من الحارة الضيقة المظلمة إلى شارع واسع منير يسير فيه الترام !!

ورغم هذا فقد كانت هي وحدها تشعر بمرارة ترسب في أعماقها .. لم يكن طموحها يكتفي بالثياب الجديدة ، ولا بالحلي الثمينة ، ولا بالرجال الذين يلاحقونها .. ولكنه كان طموحا أبعد من ذلك .. كانت تريد أن تكون عذراء !!

وواصلت نجاحها مستندة إلى ذكائها وجمالها وهي دائماً تحمل المرارة في أعماقها .. إلى أن أشتغلت في السينما .. وعهد إليها بدور البطلة في فيلم بطلته "عذراء" .. واندمجت في دورها .. أحست وهي تتحرك أمام الكاميرا وسط الأضواء أنها فعلاً عذراء .. وأنها تخلصت من المرارة التي ترسبت في أعماقها .. وخرجت من الأستوديو وهي لا تزال مندمجة في دورها .. تسير في مشية العذراى ، وتتكلم في خفر كما تتكلم العذارى ، وتحمر وجنتاها لكلمة إعجاب كما تحمر وجنات العذارى .. 

ونجحت في دورها نجاحاً باهراً .. 

ولاحقها المنتجون السينمائيون ، ولم تكن لها شروط إلا أن يكون الدور الذي تمثله دور فتاة عذراء .. 

لم يكن لها شروط أخرى .. 

فقط أن تكون عذراء ..

واستمر نجاحها ..واقتنع الجمهور بأنها عذراء .. ثم اقتنعت هي نفسها أنها فعلاً عذراء !!

شيئ واحد كان يحير الناس ، فقد كانت الإشاعات تنسبها كل يوم إلى رجل تحبه أو توشك أن تتزوجه .. كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر تجد الإشاعات رجلاً جديداً تنسبه إليها .. 

ولم تكن مجرد إشاعات .. 

كان هناك فعلاً رجال كثيرون ، وكانت لا تلبث أن تطردهم من حياتها الواحد تلو الآخر .. 

كانت تطرد من حياتها كل رجل يكتشف أنها ليست عذراء ، ويقنعها بأنها ليست عذراء .

وفي النهاية اسالك هل فكرة هذه القصة مرت عليك من قبل ام انها جديدة رغم أنها مكتوبة منذ أكثر من ستين سنة

الخميس، 19 يناير 2023

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - النجاح في الثانوية العامة شرط لعدم دخول السجن !!



أراهن أن عنوان تلك القضية الغريبة أثارت دهشتك وتتساءل ما العلاقة بين هذا وذاك .. 

التفوق الدراسي وعدم الذهاب وراء الشمس ؟؟

وفي يقيني أن المحقق في تلك الحكاية الحقيقية جدع جداً وتصرف في القضية من منطلق الإنسانية قبل النواحي القانونية .. وياريت كل زملاءه من رجال النيابة والقضاء يحذون حذوه.

والمحقق أسمه "سعيد زينهم" وكان وقتها وكيل نيابة "الدقي" ، تلقى بلاغاً من أحد رجال الأعمال عن قيام "نقاش" كان يعمل عنده بسرقة بعض محتويات منزله ، وتم القبض على المتهم ، وأمام المحقق حكى قصته وتبين أنه طالب بالثانوية العامة يعول إخوته البنات وأمه ، بينما والده متوفى ، وإضطر أن يعمل في مجال "النقاشة" الذي يجيده بغرض إيجاد دخل للأسرة ..

ورجل الأعمال "أكل حقه" ولم يعطيه من أجره إلا الفتات ، فقام بسرقة بعض محتويات المنزل التي تتناسب مع المبلغ الذي كان يجب أن يتقاضاه ، وهي لا تزيد عن بضع مئات من الجنيهات ، فليس بالمجرم أو الحرامي .

وبعدما أستمع المحقق إلى أقواله وتأكد من صحة ما قاله قرر حفظ القضية رغم أن الجريمة ثابتة في حق المتهم ، لكن البعد الإنساني كان في المقام الأول مراعاة لمستقبله ، فهو شاب مكافح يعول وحده أسرة كبيرة ، لكنه لم يخبره بالإفراج عنه بل قال له : سأطلق سراحك مؤقتاً ، فإذا نجحت في الثانوية العامة سأحفظ قضيتك ، أما إذا رسبت ، ففي هذه الحالة سيكون لي موقف آخر ..

ودخل الطالب إمتحانات الثانوية العامة ، ورغبته في النجاح مختلفة عن كل الطلاب الآخرين ، فهو مهدد بالسجن إذا رسب !! 

وظهرت النتيجة وكان من المتفوقين ، وأسرع إلى وكيل نيابة الدقي يخبره بتفوقه ، وكان قد نسى تلك القضية لإنشغاله بغيرها فرحب به بعدما تذكره قائلا : من أول يوم وانا عايز أحفظ قضيتك.

وفي النهاية أسأل حضرتك : هل قرأت في حياتك قضية مثل تلك الحكاية الغريبة التي ذكرتها ؟؟ 

الثلاثاء، 17 يناير 2023

ست الكل - تعظيم سلام للمريضة الجميلة !


في داخل بيت سعيد منذ أوائل هذه السنة .. والزوج مصاب بالأنفلونزا ، وقامت شريكة العمر بواجبها على أفضل وجه ، "وزيادة كمان" ! 

ولاحظ حضرتك أن الجملة الأخيرة أدت إلى أن أنتقلت العدوى إليها!

وكان يمكن أن ترعاه "من بعيد لبعيد" !! أو "على القد" فتطلب منه أن يأخذ الأدوية بنفسه دون أن تحرص على تناول ما يشفيه على يديها لأنها لا تريد أن ترقد هي الأخرى بجانبه ! 

وتعجل صاحبنا في النزول ، وظن أن الأنفلونزا قد غادرته !

فغادر السرير هو الآخر! 

وكانت النتيجة أن عاجلته بضربة شديدة ، وإنقلبت إلى "نزلة شعبية" !

فماذا كان موقف زوجته الجميلة ؟؟ 

كان من المتوقع أن تقول له : يا حبيبي "لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين" !! 

في المرة الأولى رقدت بجانبك ، لكنني الآن سأحترس !

إنه منطق بديهي لكنها أطاحت به ، وعادت من جديد تخدمه بعينها و"زيادة كمان" ، وتلك الجملة الأخيرة كما أخبرتك أدت إلى إصابتها مرة أخرى بذات المرض وكأنها لا تريد أن تفارق حبيب قلبها زوجها سواء في مرضه أو صحته ! 

ألا تستحق تلك المريضة الجميلة تعظيم سلام .. إنها بالفعل ست الكل

والدرس المستفاد من هذا المشهد الحقيقي أن الحب ليس بالكلام بل أنه شعور عظيم ولذيذ يرتفع بأصحابه إلى فوق ! 

ومن فضلك أحترس جداً من الذين يثرثرون في الحب !! ويتحدثون فيه بلغة الخبراء !! فهم بتوع كلام ومغامراتهم أراهن أنها فاشلة ، فالحب الحقيقى لا يحتاج إلى "الرغي" بل يقوم على اللمسات الإنسانية الاي تدل على عاطفة صاحبه .. أليس كذلك  ؟؟

الاثنين، 16 يناير 2023

بالي مشغول - باحث إقتصادي- العام الجديد صعب جداً


صديقي "عبدالخالق فاروق" من أبرز الخبراء الإقتصاديين في بلادنا ، وهو خريج كلية الإقتصاد والعلوم السياسية وكذلك كلية الحقوق ، ويعمل في صمت ودون تطلع إلى فلوس أو شهرة ، وله عشرات المؤلفات التي تتناول الأوضاع الإقتصادية في بلادي ، لا يكتفي بتشخيص المشكلة بل ويقدم العلاج.

سألته عما يشغل باله هذه السنة والأخطار التي تحدق ببلادي في مختلف المجالات.
قال الإقتصادي المحترم ..
يجب أن يعلم جميع المصريين أن العام الجديد سيكون صعباً للغاية ..
وهناك عديد من القضايا فيها مشاكل يمكن تلخيصها في نقاط أساسية ..
١- غلاء الأسعار خاصة في السلع الأساسية ، وفي هذا المجال حدث ولا حرج عن أنواع الطعام المختلفة التي إرتفع ثمن معظمها بشكل كبير ، وكذلك إرتفاع أسعار المحروقات والبنزين مما يؤدي إلى غلاء في شتى المجالات.
٢-الديون الهائلة وفوائدها ترزخ تحت أعباءها الحكومة المصرية وعليها أن تسدد أقساطها بانتظام ، وإلا أعلنت الهيئات الدولية إفلاسها .. فضلاً عن الديون الداخلية والتي وصلت إلى رقم خرافي ٥،٥ تريليون جنيه مصري مستحق البنوك والشركات العامة والخاصة ، وصناديق الإستثمار والهيئات الإقتصادية المصرية ، وصدق أو لا تصدق قفز الدين الخارجي في سنة واحدة ١٥ مليار دولار ليصل إلى ١٥٨ مليار دولار وهو الرقم المعلن رسمياً.
وهذه الديون نتيجة لسياسات خاطئة ، وعدم مراعاة الأولويات ، والتوسع في مشروعات لا لزوم لها في الوقت الحالي وغير ذلك ، وقد تنبهت الحكومة مؤخراً إلى خطورة كل ذلك فقررت ضغط الإنفاق بدرجة كبيرة وتأجيل المشروعات التي لا تشكل أولوية في الوقت الحالي.
٣-ومن مظاهر "اللخبطة" الإقتصادية الشديدة إستحواذ دول عربية على مشروعات مصرية ناجحة في مجالات حيوية مختلفة خاصة في الصناعة والصحة والإتصالات ، وهذه الدول هي ثلاثة تحديداً "السعودية والإمارات وقطر" ، ومصر كانت لسنوات وسنوات صاحبة أفضال عليهم ، ولكن الوضع إنقلب حالياً ، ويلاحظ كذلك في العام المنصرم تصفية شركات كانت فخر الصناعة المصرية وعلى رأسها شركة "الحديد والصلب" ، وكل ما ذكرته يشكل خطورة شديدة على الإستقرار في بلادنا.
٤-ومن أهم أسباب المشاكل الإقتصادية المتفاقمة في نظر الإقتصادي المتخصص جمود الحياة السياسية فلا حس ولا خبر ، والبرلمان لا يقوم بدوره في الرقابة والمتابعة ، وصوته خافت ورئيسه غير معروف للرأي العام ، والصحافة ممنوع عليها مناقشة مشاكل بلادنا والبحث عن حلول لها مما أدى إلى تفاقمها ..
وإستمرار هذه الأوضاع يضاعف من الأزمات التي تمر بها بلادي.
٥-فقدان الذوق العام وعدم إحترام للتراث التاريخي والقيم الأساسية للمجتمع ، فقد شهد العام الماضي إعتداء واسع على حرمة الأموات ، فتم إزالة آلاف من مقابر المصريين في مختلف أنحاء القاهرة.
والغريب أن العام الماضي شهد تجديد مقابر اليهود التي تقع في منطقة البساتين بدعم مالي من أثرياء اليهود الأمريكان والسفارة الأمريكية بالقاهرة التي شاركت بمبلغ ١٥٠ ألف دولار.
كما أقامت الحكومة العديد من المشروعات الترفيهية والسياحية بذوق بشع لأنها تمت بالأمر المباشر ودون العرض في مناقصات معلنة تتقدم إليها بيوت الخبرة ، وما جرى لمصيف المنتزه نموذج واضح ، فقد أطاح تجديد تلك المنطقة التي كانت متنفس أهالي الإسكندرية ومن أجمل معالمها بكل المتنزه القديمة.
والخوف كل الخوف حالياً مما يمكن أن يحدث لحدائق الحيوان التي يبدأ تجديدها في الشهور القادمة ..
وينبغي إعادة النظر تماماً في طريقة التجديد وإلا ستكون بلوى جديدة تضاف إلى البلاوي الأخرى.
٦- وأخيراً فالسياسة الخارجية تشكل عبء ثقيل على بلادي .. وذلك من زاويتين ..
إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية ، ولها تداعيات سلبية على العالم كله ، ومصر من بينها ويزيد من أعباءها الاقتصادية ، بالإضافة إلى مصيبة أخرى تتمثل في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تشكلت مؤخراً ، والتي ينبغي على بلادنا أن تتعامل معها في منتهى الحذر والحرص ، وربنا يستر.

الخميس، 12 يناير 2023

عجائب عبد القدوس - أخلاقيات أجيال الإنترنت!


أوضحت نتائج دراسة قامت بها إحدى المراكز الأمريكية المتخصصة في متابعة الأوضاع الإجتماعية ، أخلاقيات الأجيال الشابة التي نشأت في أحضان الإنترنت والتواصل الإجتماعي ولها سمات مختلفة عن الأجيال السابقة ، ورغم الإيجابيات الكبيرة التي حققتها ثورة الإتصالات إلا أنه شابها العديد من السلبيات إنعكست خاصة على الأجيال الشابة.

ومن أهمها زيادة "الفردية" ، وينعكس ذلك في تفكك الأسرة ، وتراجع العاطفة القوية التي تربط هذا الجيل بأهله ، والتمرد طابع معظمهم ، كما لوحظ الصداقة المحدودة مع الغير ، فهو لا يثق في عامة الناس ، وتراه أكثر عدوانية وأقل إقبالاً على قراءة الصحف والثقافة العامة ، والمفاجأة هي تراجع مشاهدته للمسلسلات والحوارات التليفزيونية ومقدمي البرامج ، وفي العاطفة يميل إلى الحب العملي بعيداً عن الرومانسية وعلاقات مع الجنس الآخر بعيداً عن رابطة الزواج ، بل وانتشر ما يسمى بالمثلية أو الشذوذ الجنسي  .. 

يعني بإختصار الدنيا تغيرت تماماً وجيل الإنترنت يعيش في دنيا أخرى غير تلك التي عرفناها ..

وأسألك هل توافق على نتائج هذا الإستطلاع ؟؟

في رأيي أن هذه السمات تختلف من بلد لآخر  .. فما رأيك ؟؟

الأربعاء، 11 يناير 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - شاهدت وأنا طفل صغير أسمي "منور" في شوارع القاهرة

 


عنواني هذا أكيد لفت نظرك وحضرتك تسألني عن كيفية حدوث ذلك"وإزاي" يلمع إسم والدك رحمه الله في شوارع العاصمة وهو لسة "عيل" لم يعرفه أحد بعد ؟؟

والإجابة أن وراء ما جرى حكاية بطلها والده "محمد عبدالقدوس" عليه مليون رحمة ، وتفاصيلها أن حبيبي أبي كان يشكو منذ صغره من اسمه "إحسان" ، فهو اسم غير متداول يطلق على البنات أكثر !!

وكان زملاءه الصغار في المدرسة أو الحي إذا أرادوا مضايقته يعايرونه بإسمه قائلين "البنوتة" أهو في إشارة إلى الإسم الذي يحمله ، وكثيراً ما سأل والده وأمه السيدة "روزاليوسف" : أنتم ليه "سمتوني إحسان"  ؟؟

ولا يجد إجابة محددة فرواية والدته أن هناك سيدة إسمها "إحسان" ساعدتها وهي تلده وكانت بجانبها ، فأسمته باسمها !!

وهذه الرواية كانت تصدمه لأنها تؤكد أن "إحسان" إسم بنت !!

أما والده فله قول آخر خلاصته أن "إحسان" اسم تركي يطلق على الرجال والنساء معا ، وفي أسرتنا عرق تركي ، حيث أن أم الأب "محمد عبدالقدوس" إسمها "أمينة هانم بشين" ، ووالدها كان ضابطا في الجيش العثماني واستقر في مصر.

ملحوظة من عندي : وزير الخارجية التركي الحالي اسمه "إحسان أوغلو" .

المهم أن حبيبي أبي كانت عنده منذ صغره عقدة من اسمه ، فأراد والده القضاء على هذه العقدة ، وكان موهوبا في التمثيل وكتابة المونولوجات وهو أول من ابتكرها وأيضاً في مجال تأليف المسرحيات ، فكتب خصيصاً مسرحية إسمها "إحسان بك" ووضع كلمة "بك" تأكيد على اسم "إحسان" الذكوري ..

وعرضت هذه المسرحية على مسرح الأزبكية وتحولت بعد ذلك إلى فيلم قامت ببطولته "عزيزة أمير" ، وهو من أوائل الأفلام المصرية ، وكان ذلك في بدايات الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي ، وأصر والد "إحسان" على أن يكون موعد عرض المسرحية يتوافق مع عيد ميلاد إبنه ١ يناير واصطحبه في جولة بشوارع القاهرة ليريه اسم المسرحية "إحسان بك" منور على اللافتات الدعائية المعلقة في شوارع القاهرة.

وهكذا تراجعت عقدته من اسمه ولكن إلى حين !!

وأطلت من جديد عند زواجه ، فالشقيقة الكبرى لشريكة العمر التي اختارها بقلبه وعقله اسمها "إحسان" .

ولذلك ظهر بعد الزواج البديل الجديد وهو "سانو" أشتهر به داخل بيته وبين أصدقائه المقربين ، وفي بيتنا لم يكن أحد أبدا يناديه باسم "إحسان" ، بل دوماً تقول له شريكة العمر "سانو" .

وهو يناديها باسمها الذي ابتكره لها "لولا" بضم اللام بدلا من إسمها الحقيقي "لواحظ" ، وكثيرا ما كان يردد هذه العبارة "لولا لولا ما نجح سانو" .

ملحوظة : لولا الأولى أداة شرط في اللغة العربية ، والثانية إسم أغلى الناس ، كانت سنده في الحياة ، وربنا يرحمها ويرحمه.

الأحد، 8 يناير 2023

عجائب عبد القدوس - حوار البابا شنودة ٢: تعلمت من طالب فاشل جدا


واستكمل حواري مع البابا شنودة ، والحلقة الماضية ذكر لي سؤال لم ينساه لأنه محرج جدا وكيف أجاب عليه، .. اليوم يتحدث عن طالب راسب بجدارة تعلم منه درسا عظيما..

يقول البابا شنودة : في حياتي تعلمت من الكثيرين ، هناك أساتذة أخذت منهم علما، وآخرون رأيتهم قدوة، والبعض أعجبني ذكاءه أكثر من علمه! وبصراحة لا أستطيع إطلاقا أن أحصى عدد أستاذتي، كذلك فإن للكتب فضل وأي فضل فيما وصلت إليه ، وتعلمت من الحياة والأحداث الكثير ، حتى الفاشلين تعلمت منهم واستفدت.

تساءلت في دهشة: وكيف كان ذلك ؟

إجابني مبتسما:  أذكر واحد من أبنائي الطلبة أخذ صفرا مرتين متتاليتين!! فانتهرته ووبخته على فشله مما أحزنه لكنني فوجئت به وهو يقول : "كان ينبغي لك أن تشجعني".

قلت: وكيف أشجعك وقد أخذت صفرين متتاليتين ؟؟

رد قائلا : في الصفر الأول أرتكبت ثماني عشرة غلطة!! أما في الصفر الثاني فقد حدث تحسن حيث أرتكبت اثنتي عشرة غلطة فقط!! فهناك تقدم ولو أنه مازال تحت الصفر!!

فشكرته على هذه الإجابة واعتذرت إليه وأخذت درسا في تشجيع الناس والأخذ بأيديهم برفق مهما كانت أخطاءهم 

السبت، 7 يناير 2023

عجائب عبد القدوس - سؤال محرج جدا للبابا شنودة


بمناسبة عيد الميلاد المجيد أقول لأصدقائي الاقباط كل عام وأنتم بخير ،

السيد المسيح مكانته كبيرة جدا عند المسلمين وهناك في القرآن الكريم سورة بإسم مريم أنه فهو يراها خير نساء العالمين ،وبهذه المناسبة أهدي لحضرتك مقتطفات من حوار أجريته أيام زمان مع البابا شنودة الثالث الذي قاد الكنيسة مدة تجاوزت الأربعين عاما وهو حديث فريد من نوعه. 

في لقائي الصحفي معه سألته : هل يوجد سؤال ديني تم توجيهه إليك فأحرجك؟

ضحك وهو يقول : نعم حدث ذلك.. كان قد زارني في الدير رئيس اساقفة إحدى الكنائس في أوروبا ، وفكر سفير تلك الدولة في إقامة حفل لهذا الضيف في دار السفارة، ودعاني بهذه المناسبة، وذهبت إلى هناك ، وبينما كنا على مائدة العشاء سألتني زوجة السفير سؤالا أحرجني! قالت لي : "كانت لي قطة محبوبة إلى قلبي جدا تزاملني باستمرار في مودة ثم ماتت، فحزنت عليها، وسألت أحد الرهبان: هل انقطعت صلتي بقطتي المحبوبة فلن أراها مطلقا بعد موتها؟ فأجابني الراهب في قسوة شديدة قائلا : "القطة ليس لها روح خالدة، وبموتها إنتهى وجودها، ومن المحال أنك سترينها فيما بعد".

وهنا نظرت إلي زوجة السفير في توسل قائلة :"أحقا يا سيدي إنني لن أراها بعد ذلك؟".

ويضيف البابا شنودة قائلا : وقعت في حرج، فإن اجبتها بنفس إجابة الراهب وهي صحيحة فسأكون مثله في القسوة التي استشعرتها، وان قلت أنها سترى قطتها بعد موتها تكون الإجابة غير صحيحة.

وهنا ألهمني الرب ردا وقلت لها: "الم يحدث أن رأيت هذه القطة في حلم من الأحلام ؟ قالت نعم!  قلت : إذن يمكنك رؤيتها بهذه الطريقة باستمرار بعد موتها".

واستراحت زوجة السفير لهذه الإجابة ، وأفلت أنا من "المطب"، ونقلت الموضوع من الرؤية الأبدية إلى الرؤية في الأحلام.!! 

وغدا بإذن الله تعلمت درسا من طالب بليد فاشل !!

الخميس، 5 يناير 2023

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - قتلت طفلها الوحيد !!


حياتها كلها كانت مكرسة لتربية أبنها الوحيد ، ومع ذلك قتلته !

قصتها يرويها اللواء "عصام نجم" ، فقد كان شاهداً على مأساتها ، وقام بالتحقيق فيها ، كانت الأم ممرضة تعمل بأحد المستشفيات طلقها زوجها وسافر إلى الخارج ، وانقطعت أخباره واختفى من حياتها .

وكرست الأم حياتها لتربية أبنها الوحيد ، أفنت حياتها من أجله فقد كانت تشعر بآلام الوحدة. 

أهلها قاطعوها تماماً إحتجاجا على زواجها ، وأهل زوجها يرفضونها جملة وتفصيلا ، كانت وحيدة ليس لها في الدنيا سوى أبنها.

ومن كثرة ما تحملته من هموم أصيبت بأزمة قلبية ، لم تكن تخشى الموت ، بل كل خوفها كان على أبنها في الدنيا ، ما مصيره إذا ماتت ؟؟ لاشك أنه سيضيع وتسحقه الحياة فهو صغير وعمره لا يتجاوز عشر سنوات.

وأصبح خوفها على أبنها من الحياة ، كابوساً مخيفاً يطاردها ، لا يمكنها أن تتركه وحده في الحياة الدنيا ، ولابد أن يرحل معها وكانت صلتها ضعيفة بالله ، 

ولذلك فكرت بطريقة جنونية ..

في البداية أرادت أن تنتحر مع أبنها بأن تعطيه مشروبا ساما في غفلة منه ، وتشرب هذا المشروب معه في نفس الوقت ولكنها تراجعت في آخر لحظة ، خشيت أن تموت وينجو طفلها لأي سبب لابد أن تتأكد أنه مات قبلها !!

وفي يوم تلقى اللواء "عصام نجم" بلاغاً عن جريمة قتل في حي "النزهة" بمصر الجديدة وعندما وصل إلى مكان الحادث ، تبين أن الأم أستخدمت كل مهاراتها في التمريض لكي تقتل أبنها دون ألم ، أعطته كمية كبيرة من الحبوب المنومة ، وعندما تأكدت أنه مات ، انتحرت إلى جانب طفلها الذي قتلته !!

الاثنين، 2 يناير 2023

يوم لا أنساه - في ذكرى رحيله: وحيد حامد : يوم الفرح والبهدلة!!


بالأمس كانت ذكرى رحيله .. ومهما أختلفت فيما يكتبه فلا تملك في النهاية إلا الإعتراف بموهبته وتميزه ..

عرفته لسنوات طويلة ، وأجريت معه أكثر من لقاء ، وبدأ كاتبنا الكبير "وحيد حامد" رحمه الله رحلته مع الإبداع ونشرت أول قصة له أوائل الستينات من القرن العشرين الميلادي ، وكان هذا يوم فرحة وبهدلة تعرض لها في ذات اليوم !!

وعن هذه الحكاية التي لا ينساها حيث إجتمعت المتناقضات في يوم واحد ، 

يقول "وحيد حامد" : العاصمة اللبنانية "بيروت" كانت في ذلك الزمان عبارة عن مطبعة كبيرة تنشر أفكار وآراء وإبداعات الشباب العربي من كل حدب وصوب.

وكنت قد بدأت في ذلك الوقت كتابة القصص القصيرة ، وقررت تجربة حظي مع "بيروت" فأرسلت إلى جريدة "المحرر" اللبنانية التي كان يرأسها "غسان كنفاني" قصة عنوانها "ذكريات فردة حذاء قديمة" !!

ويقطع كاتبنا الكبير ذكرياته قائلا: على فكرة .. "غسان كنفاني" لقى ربه شهيداً حيث لقي مصرعه على يد العدو الصهيوني.

ويعود "وحيد حامد" إلى حكايته قائلا : في يوم صدور العدد الأسبوعي هرعت إلى "ميدان الأوبرا" وكان هناك كشك يبيع الصحف والمجلات العربية أمام شركة مصر للطيران ، واشتريت الصحيفة وقلبي يدق وفوجئت بما لم أتوقعه أبدا .. قصتي منشورة كقصة رئيسية بالصفحة الثالثة من الجريدة وإسمي مكتوب ببنط كبير.

وطرت من الفرحة ، وأخذت أقرأ قصتي وأنا سائر على قدمي وعبرت الشارع وفجأة وجدت من يضع يده على كتفي قائلا : أنت ماشي في الممنوع يا أستاذ الإشارة مفتوحة للسيارات !

وطلب مني "الكونستبل" الذي ضبطني مخالفا بدفع غرامة مالية ، قلت له : "أنا مفلس معنديش" ! 

فأصر على إصطحابي إلى قسم "عابدين" ، وأتذكر أسمه جيداً .. "أبو الدهب".

ويقول "وحيد حامد" : تساءلت معقول يكون يوم فرحتي ، يوم للبهدلة ؟!!

وانتظرت حتى جاء المأمور وأسمه العقيد "ممدوح" ، ورويت له قصتي ، فأشفق على شخصي ونظر إلي مبتسماً قائلا : أتفضل مع السلامة ومبروك على القصة ! وشكرته وانصرفت بعد بهدلة إستغرقت عدة ساعات في الشارع وقسم الشرطة .. 

وهذا المأمور الإنسان لا يمكن أن أنساه رغم صلتي به قد إنقطعت ، وكل ما أعرفه أنه بعد إحالته للتقاعد إفتتح مكتب للمحاماة ، ومارس تلك المهنة بنجاح.

سألت الكاتب الكبير عن أعماله التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية.

أجابني : أعمالي الأولى لا أنساها أبدا .. 

مثل المسلسل التلفزيوني "أحلام الفتى الطائر" بطولة صديقي "عادل إمام" ، وهذا العمل حقق نجاحاً عظيماً بشهادة الجميع ، 

أما فيلمي الأول فكان "طائر الليل الحزين" بطولة "محمود عبدالعزيز ومحمود مرسي وعادل أدهم" ونجاحه كان كبيراً أيضاً بحمد الله.

ويختم "وحيد حامد " حواره قائلا : أنصح كل ناشئ في مجال الأدب أو الفن بالصبر ، فأنا قد بدأت رحلتي مع الأدب أوائل الستينات ، وانتظرت طويلاً حتى رأيت أعمالي مترجمة إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية أواخر السبعينات .. بعد أكثر من عشر سنوات .. يعني من أهم الأسلحة التي يجب أن يتحلى بها الكاتب هي "الصبر" ومواصلة الإبداع حتى يحقق النجاح المطلوب.

الأحد، 1 يناير 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - في منزله سي السيد بالحب !



عيد ميلاده رحمه الله كان مختلفاً عن كل ما يمكنك أن تراه ، إنه من مواليد أول يناير ، لكنه كان يحتفل بذكرى مولده في نهاية كل عام 

ويقول : "علشان الدنيا كلها تحتفل معايا" ، وهذا ما كنت أراه بالفعل ، نجوم المجتمع المصري كانوا يأتون إليه قبل ذهابهم إلى سهراتهم في رأس السنة أو بعدها قائلين له كل سنة وانت طيب يا "سانو" ! 

ولما كنت اعيش معه كان من حسن حظي أنني تعرفت على هؤلاء المشهورين في مختلف المجالات خاصة في الفن والصحافة والسياسة والأدب ، ولذلك تراني حالياً حزين جداً على بلادي حيث يقال عن مصر أنها "ولادة" ، وأتساءل : أين هم العمالقة الذين يضاهون أيام زمان ؟

الدنيا حدثت فيها تقدم علمي هائل وثورة في مجال الإتصالات ، لكن في المقابل هناك فقر إنساني في المواهب ، وتدهور أخلاقي رهيب !! أليس كذلك ؟؟

وأعود إلى "سانو" ، وصفته عمتي السيدة "آمال" رحمها الله بطريقة دقيقة حين قالت : عنده شخصية "العباسية" ويكتب بعقلية "روزاليوسف" ، وهو تعبير صحيح جداً ، ويعني أنه جمع بين الحسنيين .. 

الشخصية المحافظة والتحرر !!

وإذا رأيت حضرتك أن ما أقوله يدخل في دنيا العجائب وتساءلت : إزاي واحد يجمع بين متناقضين .. قلت لك أنه ليس هناك تناقض ، بل يجمع بينهما بالحب !! 

وأشرح ما أقول أن بيئة "العباسية" التي نشأ فيها حبيبي أبي بعد الطلاق المبكر الذي حدث بين أبوه وأمه كانت بيئة محافظة يديرها جده ، وتولت تربيته "نعمات هانم" عمته ، وكانت هانم بالفعل ، وفي هذه النشأة رأى "سانو" المنزل تسوده عقلية "سي السيد" والمرأة تسمع وتطيع ، فارتبط ذلك في وجدانه وعقله الباطن !!

و"روزاليوسف" أمه كانت شخصية مختلفة تماماً ، وكان يتردد عليها بإستمرار فتأثر بها جداً ، ولما تزوج من حبيبة العمر أمي أراد أن يكون "سي السيد" في منزله ، زوجة متفرغة له ترعاه وتلبي إحتياجاته ، ولم يكن ذلك بإصدار الأوامر ، بل بالحب ، وضعها تاج فوق رأسه ! وحرصت على راحته من هذا المنطلق ، وكان يسميها "رئيسة مجلس إدارة المنزل" ، وهي المسئولة عن كل شيء فيه ، وكل ما يملكه من دخل يعطيه لها لتنفقه فيما يفيد الأسرة ويدر عليها الأموال والثمرات.

والحكمة التي تقولها : المنزل مملكة المرأة صحيح تماماً وينطبق عليها تماماً .

وفي مقالاته وقصصه كان يكتب بعقلية متحررة ، والحب هو السمة الغالبة عليه ، فهو يحب ما يفعله ، وقدم فيما يكتبه تفسير دقيق الحب بأنواعه المختلفة يسبق لها عصره ، وسر نجاحه الصحفي الكبير هو حبه لكل من يعملون معه ، فقد تولى رئاسة "روزاليوسف" لسنوات ، وأوصلها إلى القمة ، وكذلك فعل في "أخبار اليوم" ولأول مرة في تاريخ الصحافة على المستوى العربي والإفريقي والشرق الأوسط كله كسر التوزيع حاجز المليون نسخة !!

ولم تكن هذه عبقرية منه ، بل حبه لزملائه ، وكل واحد منهم بمثابة إبنه أو زميل عزيز ، يعرف كيف يخرج موهبته ويحسن إستثماره ، فلم يكن أبدا مجرد رئيس تقليدي !

وللأسف فهم البعض نظرته للحب بطريقة خاطئة ، وظنوا أنه يتحدث فقط عن العلاقة بين الرجل والمرأة !

وهذا يدخل بالطبع في دنيا العجائب ، فتلك العاطفة النبيلة شملت كل حياته .