ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 30 مارس 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - أسرة متزمتة ومحافظة تحب الضحك والفرفشة !!


عنواني هذا أراه تأكيدا لفت نظرك وأصابتك الدهشة منه كيف يجتمع التزمت مع الضحك والفرفشة في وقت واحد؟؟


لكن هذه هي حقيقة الأسرة التي عاش معها حبيبي أبي باكورة شبابه في بيت جده حتى دخل الجامعة فذهب ليعيش مع أمه السيدة "روزاليوسف" .

وكل من يسرد سيرته رحمه الله يقول أنه بعد طلاق والده "محمد عبدالقدوس" من والدته فور ولادته أخذه أبوه إلى بيت رب العائلة الكبير "أحمد رضوان" بالعباسية لتقوم العمة "نعمات هانم" بتربيته وتضمه إلى أبناءها وعددهم أربعة فيصبح خامسهم!!

و"روز" اليوم كانت مشغولة ببناء مجدها الفني فلم تكن متفرغة بتربيته، وكذلك والده الفنان الذي برع في فن المونولوج وكان يحب التمثيل.


وبيت العباسية مثل الغالبية العظمى من بيوت الطبقة الوسطى في ذلك الوقت محافظة، وهناك قيود شديدة جداً على البنات وشديدة أيضاً على الشباب! ورب الأسرة يعطي الأوامر فلابد من الزوجة والأبناء تنفيذها على الفور ولا مجال للرفض أو حتى التردد والمناقشة!

وأسرتنا في العباسية برغم كونها متزمتة ومحافظة إلا أنها مختلفة.


ومن فضلك أنظر إلى الصورة المرفقة بهذا الموضوع .. الأسرة في جلسة موسيقية بإحدى الشواطئ وأظنه "رأس البر" أواخر العشرينات من القرن العشرين الميلادي. وحبيبي أبي تراه بينهم صغير السن لا يتجاوز عمره عشر سنوات .. 

وأسألك : هل هذه الصورة تدل على أن أفرادها ينتمون إلى أسرة متزمتة أم أنهم يحبون الضحك والفرفشة والمرح؟؟


ورب الأسرة الشيخ "أحمد رضوان" من علماء الأزهر الشريف ، لكنه مختلف عنهم تماماً .. فهو عاشق الفن .. وإسم أسرتنا الحالي دليل مؤكد على ذلك!!

وجدي وحبيبي "محمد عبدالقدوس" ألف رحمه ونور عليه أول من حمل لقب "عبدالقدوس" ، فأسم العائلة "رضوان"!!

لكن رب الأسرة الذي يحب الفنانين كان صديقاً لعازف "ناي" أسمه "عبدالقدوس" .

وهذا الفنان مقرب منه جداً لدرجة أن رب الأسرة عندما أنجب أبنه "محمد أحمد رضوان" وضع أسم "عبدالقدوس" في النصف !!

فأصبح أسمه "محمد عبدالقدوس أحمد رضوان" !!

وبمرور الزمن سقط اسم "رضوان" وأصبح لقب عائلة حبيبي أبي "عبدالقدوس" فقط.


والجدير بالذكر أن جدي الأكبر "أحمد رضوان" كان يحب النعناع! ومن أصدقائه الفنانين المطرب الشيخ "عبده الحامولي" وأظنه هو واضع المونولوج الشهير عن رب أسرتنا "يا بتاع النعناع يا منعنع يا بتاع النعناع يا شيخ أحمد"!!


وأسألك في النهاية هل رأيت أسرة متزمتة تحب الضحك والفرفشة والفن؟؟ وعجائب!!

الثلاثاء، 28 مارس 2023

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - الشيخ محمد الغزالي : شهدت معجزة من عند ربنا



فضيلة الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله يتحدث عن واقعة جرت وهو ما زال في مرحلة الدراسة بالأزهر الشريف يصفها بأنها معجزة ربانية !

وهي حكاية غريبة جدا تدخل في دنيا العجائب.


وحضرتك عندما تقرأها لن تملك سوى أن تقول : ربنا كبير قادر على أن يقول للشيء كن فيكون .. ومن فضلك تعالى معي لتتعرف على تلك المعجزة الربانية التي حدثت لشيخنا الجليل رحمه الله ..


جائتني "برقية" من البلد تطلب حضوري فوراً، فأدركت أن خطراً داهم الأسرة، وسافرت وأنا مشتت الذهن، وأسودت أفكاري عندما رأيت دكان أبي عن بعد وهو مغلق.

تحركت قدماي بلا وعي إلى البيت، ورأيت أبي يصرخ من "مغص كلوي" أصيب به، والأولاد من حوله حيارى، وقد أعطاه الطبيب بعض الأقراص المخدرة، ولكن الآلام كانت إربى وأقسى، وقالوا: لابد من جراحة تستخرج ما في الكلى من حصيات.

وفتحت الدكان، ووقفت مكان أبي أعمل، وأنا خبير بذلك .. لأني في أثناء الإجازة الصيفية أساعده، ومضت عدة أيام ونحن نتروى ونتدارس ما نصنع ... 

أجور الأطباء فوق الطاقة، ولو أمكن إعدادها فإن الجراحة يومئذ غير مأمونة العقبى، وقد مات "عم" لي في جراحة مشابهة ... ماذا نصنع ؟


وحاصرني غم ثقيل، وأخذت شخوص الأشياء تتقلص أمام عيني، وثبتت بصيرتي على شيئ واحد: الله وحسب! 

وكأنما كنت أكلم الناس وأنا حالم ... 

وجاء رجل يشتري بعض الأغذية، ولما قدمتها له قال لي بصوت ضارع: ليس معي ثمن الآن.

وأقسم بالله أنه صادق، وأنه غداً يجيئ بالثمن!

ووقر في نفسي أن الرجل محرج، فقلت له: خذ البضاعة وهي مني إليك.

وانصرف الرجل غير مصدق ما سمع!

أما أنا فذهبت إلى ركن في الدكان، وقلت: يا رب، نبيك قال لنا: "داووا مرضاكم بالصدفة" ، فأسألك أن تشفي أبي بهذه الصدقة!

وجلست على الأرض أبكي، وبعد ساعة سمعت من يناديني من البيت وكان قريباً فذهبت على عجل وقد طاش صوابي، وفوجئت بأبي يلقاني وراء الباب يقول: نزلت هذه الحصاة مني وكانت حصاة أكبر من حبة الفول لا أدري ما حدث، لقد شفيت ...!

وفي صباح اليوم التالي كنت في الكلية، أحضر الدروس مع الزملاء.

إن الذي يجيب المضطر إذا دعاه رحمني ورحم الأسرة كلها، فله الحمد!

وأسألك في النهاية : أليس ما جرى لشيخنا الجليل معجزة تدخل في دنيا العجائب ؟؟

السبت، 25 مارس 2023

صورة من قريب - عيد الأم وأصحاب فكرة الإحتفال بها !!



هذا العيد أراه من أنجح أعياد الدنيا التي يحتفل بها المصريين ولا يضاهيه في هذا النجاح سوى شم النسيم وهو عيد فرعوني قديم.

ويدخل في دنيا العجائب أن الغالبية العظمى من أبناء مصر لا تعرف شيئاً عن تاريخ هذا العيد ومن يقف وراءه !! 

والغريب أنه بذلت محاولات لتحويل عيد الأم إلى عيد للأسرة كلها ، فلم تنجح ! وكانت هناك جهود أخرى لتخصيص يوم للإحتفال بعيد للأب ، لكن هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح وفشلت هي الأخرى وبقي عيد الأم وحده في الساحة دون منافس .

ومنذ أيام احتفلنا بعيد الأم رقم ٦٨ ، حيث ظهر لأول مرة عام ١٩٥٥ ، وأصحاب هذه الفكرة التوأمان "مصطفى وعلي أمين" رحمهم الله الذين قاموا بتأسيس اخبار اليوم .

وبهذا الإحتفال دخلت الصحافة المصرية والعربية مرحلة جديدة لم تكن معروفة من قبل وهي تقديم خدمات إجتماعية للجمهور ، واشتهرت أخبار اليوم التي يديرها التوأمان في هذا المجال ، فقامت بمساعدة طلاب الجامعة الغير قادرين ، وكذلك تقديم عون للفقراء تحت مسميات مختلفة مثل "ليلة القدر" ، و"لست وحدك" .

وهذا التطور الجديد في صحافتنا بدايته الإحتفال بعيد الأم. 

ترى من هي والدة عمالقة الصحافة التي من أجلها يتم تكريم ست الحبايب يوم ٢١ مارس من كل سنة مع بداية الربيع ؟!

   ( أحب أمي التي تضربني !!)

ويعترف "مصطفى أمين" بصراحة بأنه كان يحب أمه أكثر من أبيه ! 

ويقول : أبي لم يضربني في حياته ، وضربتني أمي كثيراً ومع ذلك كنت أحبها أكثر من والدي.

ويشرح سبب ذلك قائلا : كانت أعمال أبي تقتضي منه أن يتركنا في القاهرة أغلب أيام السنة ليعمل مع شريكه المؤرخ الكبير "عبدالرحمن الرافعي" في مكتب المحاماة بمدينة المنصورة ، وآخر في دمياط ، ويبقى غائباً عنا أغلب أيام الأسبوع ، ولا نراه إلا أيام الخميس والجمعة ، وهكذا كان غيابه الإضطراري سبب قربنا من أمنا.

( زعيم مصر تولى تربيتها !)

والجدير بالذكر أن والدة التوأمين هي إبنة شقيقة الزعيم المصري الكبير "سعد زغلول" ، واسمها "رتيبة" ، ووالدتها توفيت مبكراً وكذلك أبوها !!

وهكذا أصبحت أم التوأمين يتيمة وهي صغيرة لا تدري من دنياها شيئ ! 

فتولت جدتها "مريم" أم "سعد زغلول" تربيتها مع شقيقها ، فهما أحفادها الوحيدين لأن أولادها "سعد زغلول" ، و"فتحي زغلول" لم ينجبا لا أولاد ولا بنات !

واستمرت السلالة من أبنتا "رتيبة" أم التوأمين،  وشقيقها "سعيد" الذي توفي في الثلاثين من عمره فتولى زعيم مصر تربيتها .

وفي أوائل القرن العشرين بنى "سعد زغلول" بيت جديد له بالقاهرة أطلق عليه بعد قيام ثورة ١٩١٩ "بيت الأمة" ، وسمي الشارع باسم "سعد زغلول" .

وطلب من أمه أن تأتي وتقيم معه بالقاهرة فجاءت "مريم" ومعها حفيدتها "رتيبة" وشقيقها "سعيد" الذي توفي مبكراً.

وتزوج "سعد زغلول" بعدما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره ، وكانت شريكة عمره "صفية" إبنة "مصطفى فهمي" باشا ، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة طويلة جداً جاوزت العشر سنوات ، واشترط "العريس الجديد" على زوجته أن تقيم مع أمه وأحفادها في ذات البيت ، ورحبت "صفية زغلول" بذلك ، وكان من الطبيعي أن تكون لأم التوأمين دور في ثورة مصر الخالدة سنة ١٩١٩ مادامت قد نشأت في بيت الأمة حيث مقر الزعيم !

فكانت تداوي الجرحى ، وتخفي المنشورات في داخل حبرتها السوداء ، ويتصور من يراها أنها حامل في ستة تواءم ، وتقف أمام المحلات الإنجليزية تمنع الزبائن من دخولها تنفيذاً لقرار الثورة بمقاطعة البضائع الإنجليزية !!

وعن أمه يقول المرحوم "مصطفى أمين" : شخصيتها غنية وتبدو متكاملة .. فهي طيبة جداً ، لكن فيها ذكاء عجيب ! وقادرة على إكتشاف شقاوتنا ، وكل ألاعيبنا الصغيرة ، ولذلك كنت أسميها أنا وأخي "شارلوك هولمز" وهو اسم مخبر فرنسي شهير ! 

أمي قلبها من ذهب ، لكنك في ذات الوقت تجدها امرأة حديدية فالرحمة عندها لا تعني الضعف ! 

علمتنا تقبل الحياة بحلوها ومرها ، فمثلاً إذا ذهبنا إلى السينما كانت تصر على أن نجلس في "الترسو" ! مع أنه كان في وسعنا أن نشتري تذاكر في "اللوج" أو على الأقل "بالبلكون" !! 

ورفضت أن تشتري لنا دراجة لنذهب بها إلى المدرسة ، وكانت تصر على أن نقطع المسافة على أقدامنا !

وعندما نجحت في شهادة الثانوية طلبت أن تكون هديتي سيارة صغيرة ، لكنها رفضت قائلة : "أشتريها من فلوسك" !! 

وكان السفرجي في بيت "سعد زغلول" لا يحضر لنا كوب الماء إلا إذا قلنا له من فضلك !

وإذا قدم لنا الطعام ولم نقل له "مرسيه أو شكراً" فمن حقه أن يسترد الأكل الذي قدمه لنا .

ويضيف كاتب مصر العملاق قائلاً : أكتشفت أن أمي كانت على حق في كل ما فعلته ، فقد أحيل والدي إلى المعاش ثلاث مرات بعدما تم فصله من عمله ، وهوى مرتبه ، لكن أمي أستطاعت أن تدبر أمرها وتختصر في النفقات ، وتجعل من الحرمان متعة ومن الضيق فرجا ، وكانت قادرة على مقابلة الخطوب بابتسامة ، وهذا ما تعلمته منها وأنا أواجه ما لا يخطر على بال أحد من مصائب !!

 ( تستقبل الأفراح بالدموع !!)

ومن الأمور الغريبة التي يذكرها "مصطفى أمين" عن أمه أنها كانت تستقبل أفراح أولادها بالدموع من شدة وفاءها لأخيها الصغير الذي توفي في ريعان الشباب ، فإذا حصلنا على الشهادة الابتدائية بكت وقالت : "ياريت كان خالكم عايش" ! 

وإذا حصلنا على الماجستير أو أنتخبنا في البرلمان بكت نفس البكاء قائلة : "ياريت كان خالكم عايش" ! 

وذات الأمر تكرر عندما أصدرنا أخبار اليوم !

ويقول كاتبنا الكبير: لم تكن أمي موافقة أبدا على أن أعمل في الصحافة ! كانت تراها مهنة خطرة كالطيران .. كنت إذا سهرت في الجريدة أقول لها أنني كنت سهران في صالة "بديعة" ! فقد كان رأيها أن السهر في كباريه أكثر أمنا من السهر في الجريدة !!

وبسرعة أكتشفت الأم أن أولادها يعملون في مهنة المتاعب وبذلت جهدها لمنع أبناءها من سلوك هذا الطريق ، فتم إرسال "علي" لدراسة الهندسة بإنجلترا ! أما "مصطفى" فقد دخل الحقوق! وعندما رسب أرسلته أسرته إلى أمريكا لدراسة العلوم السياسية ! 

ونجحا الأولاد في دراستهم ، ومع ذلك أصرا على العمل في الصحافة، فباعت الأم كل ما تملكه من مصوغات ، وأعطت ما حصلت عليه من نقود لأولادها مساهمة منها في إصدار أخبار اليوم ! 

وهكذا تحول موقفها من النقيض إلى النقيض بعدما نجحا أولادها واطمئنت عليهم .

 ( أحلى الكلام في تقديس الأم !)

وعن أمه كتب "مصطفى أمين" أحلى الكلام فقال : قرأت كثيراً عن صور الملائكة ، لكنني أعتقد أن الله خلق الملائكة في صورة أمهات فلا يوجد في الدنيا أجمل ولا أقدس من الأم ، وكثيراً ما قرأت عن الأدوية التي تعيد الشباب ، ولا أظن أن إكتشافا يستطيع أن يفعل في الإنسان ما يفعله حنان الأم مع ولدها ، كنت أشعر وأنا في الأربعين من العمر أنني عدت طفلاً مع أمي ، كان حنانها يطوي السنين من عمري ويعيدني إلى مرح الشباب ، كانت ابتسامتها تغسل من روحي أتربة الزمن وغبار المتاعب وأوساخ الحياة ، وقبلتها أشبه بالبنج الذي يجعلك تحتمل مشرط الطبيب ! ومشرط "الزمن" كثيراً ما يؤلم أكثر مما يؤلم مشرط الجراح !! 

وصدر الأم هو الباب المفتوح الذي لا يغلق أبدا حتى ولو أغلقت في وجهك جميع أبواب الدنيا.

الأربعاء، 22 مارس 2023

? - امرأة على رأس نقابة الصحفيين في المشمش !!!!



أراهن أن الدهشة قد أصابتك من هذا العنوان وتضايقت منه !!

وانا كمان !!


ولكن عنواني هذا يعبر عن حقيقة مؤلمة !!

وأنتخابات الصحفيين الأخيرة كان فيها أكثر من مفاجأة منها عدم فوز أي زميلة صحفية رشحت نفسها !؟

طيب ليه ؟! وعلشان إيه ؟؟


وصدق أو لا تصدق تمثيل سيدتي داخل مجلس النقابة ضعيفا طوال عمره ! 

وإذا وجدت ثلاثة من أصحاب الأقلام من المنتمين لجنس حواء في مجلس واحد من مجموع أعضاء مجلسنا البالغ ١٢ عضو تبقى حاجة إستثنائية جداً ، ولم تقع إلا نادراً طيلة ٨٣ سنة هي عمر نقابتنا !! 

وهذا الأمر قد يكون مفهوماً أيام زمان عندما كان عمل المرأة إستثناء خاصة في الصحافة ، لكن الوضع أستمر كما هو رغم أن هناك ما يزيد على ألف صحفية على الأقل عضوة في النقابة حالياً ، ولها حق التصويت !

ومع ذلك لم تفز أي منها في الإنتخابات !


ومن فضلك أديني عقلك وأطالبك بأن تفكر معي في أسباب هذه "الخيبة النسائية" رغم كثرة الكلام عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل !!

والعجيب أن أوضاع سيدتي في النقابات الأخرى مثل أحوال الصحفيين بالضبط ..

فوز إستثنائي لا يتعدى أصابع اليد الواحدة !!

ولذلك كلمة "في المشمش" التي وضعتها في عنوان مقالي صحيحة تماماً ، وتنطبق على النقابات كلها وليس فقط على نقابة الصحفيين ..


وأسألك في النهاية هذا السؤال مجدداً : هل تعرف السبب ؟؟ 


وأختم كلامي بكلمة عجائب التي أراها تعبير دقيق لما يجري ! 

وعجائب من جديد !!

السبت، 18 مارس 2023

عجائب عبد القدوس - النقيب الجديد ومفاجأة جميلة من الخاسر !!

 


فوز الصديق "خالد البلشي" بمنصب نقيب الصحفيين مفاجأة كبرى حلوة وغير متوقعة تدخل في دنيا العجائب ، وتطرد اليأس من النفوس ، وتعيد الأمل في إصلاح أحوال بلدنا خاصة مهنة الصحافة التي تدهورت بشدة في السنوات الأخيرة بالذات لأسباب عدة.
وربنا يوفق الصديق العزيز في مهمته الصعبة جداً ، وهو قادر عليها بإذن الله ويعلم تماماً أن الشرط الأول لنجاحها هي وحدة الصحفيين والحفاظ عليها.
وإذا تصور البعض أن هناك إنقسام يمكن أن يحدث بين أصحاب الأقلام ، فأنني أقول لهم : "في المشمش" !!
فإننا والحمد لله على قدر المسئولية ، ولن نعطي الفرصة لهؤلاء المتربصون بالصحافة وما أكثرهم !! لدق أسفين بيننا وإثارة الخلافات وإضعاف نقابتنا.
وأعجبني جداً موقف المرشح الخاسر الصديق والزميل "خالد ميري" رئيس تحرير جريدة "الأخبار" الذي خسر الإنتخابات بفارق بسيط من الأصوات ، كان واثقاً من الفوز ومعه أنصاره وكذلك العديد من المسئولين بالدولة والإعلام !
لكن حدثت المفاجأة الكبرى !
وكان موقف الصديق "خالد ميري" عظيم ومحترم حيث قام بتهنئة النقيب الفائز "خالد البلشي" فور إعلان النتيجة ولم يتردد لحظة واحدة ، وهذا يؤكد على ما قلته خاصة وحدة نقابتنا من أجل حل مشاكل الصحفيين والإرتقاء بمستواهم المادي والمهني ..
مفيش هنا حكومة ومعارضة وكلنا واحد في خدمة صحافة مصر ، وربنا يحفظ نقابة الصحفيين من شياطين الإنس وأعداء الحرية !!
محمد عبدالقدوس

الخميس، 16 مارس 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - مكالمة هاتفية فجر ٢٣ يوليو !!



أخبرت حضرتك أن علاقة والدي رحمه الله بالرئيس السابق "أنور السادات" بدأت عام ١٩٤٦م عقب خروجه من السجن بعد حصوله على حكم بالبراءة في قضية إغتيال "أمين عثمان" .


وتوطدت العلاقات بين الرجلين خاصة بعدما بدأ حبيبي أبي يكتب في قضية الأسلحة الفاسدة التي كانت إحدى أسباب نكبة الجيش المصري في "فلسطين" ولمعلومات حضرتك فإن إحدى مصادره الأساسية في هذه القضية الهامة التي أثارت ضجة كبرى في مصر هم ما عرف بعد ذلك بتنظيم "الضباط الأحرار" وعلى رأسهم "جمال عبدالناصر" ، وكان "السادات" وثيق الصلة بهم قبل أن ينضم إليهم رسمياً بعد ذلك ، وعن طريقه تعرف على بعضهم .. 

وكانت لأبي شعبية كبرى بين هؤلاء الضباط حيث كانت "روزاليوسف" تشتعل بالثورة ضد الفساد القائم وتطالب بتطهير مصر من المفسدين .


وأكبر دليل على شعبية حبيبي أبي بين ضباط الجيش في ذلك الوقت تلك المكالمة التليفونية التي جاءته فجر الأربعاء ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢م من أحد الضباط الأحرار تدعوه إلى الذهاب فوراً إلى هيئة أركان الجيش في كوبري القبة ، وأخبره أن الجيش قام بالثورة التي يحلم بها واستولى على المراكز الحساسة في البلد.


وكتب "إحسان عبدالقدوس" عن هذا الموضوع قائلاً : بسرعة أرتديت ملابسي وأسرعت بسيارتي في إتجاه العباسية .. وبالطبع أوقفوني مراراً عند الحواجز التي أقاموها ، ولكن بمجرد إثبات شخصيتي يسمحون لي بالمرور على الفور بناءً على التعليمات التي جاءتهم حتى وصلت إلى مقر القيادة وتلك أول مرة أدخله ، وكنت الصحفي الوحيد المتواجد هناك بل والشخصية المدنية الوحيدة حيث يعج المكان بالضباط الأحرار.

وألتقيت "بمحمد نجيب" وأخذ يحدثني بلهجة خطابية !!

وقابلت "ناصر" وكان هادئاً وأصطحبني إلى الشرفة ودار بيننا حديث حول ما يمكن القيام به .. خاصة تشكيل وزارة جديدة ، سألني عمن يصلح لهذا فقلت "علي ماهر" إنه رجل المواقف الصعبة .. وبعد أخذ ورد بدا أنه أقتنع به وطرح أسمه على مجموعة ضيقة جداً من زملاءه .. وكانت الساعة قد تجاوزت الثامنة صباحاً عندما طلب مني "جمال عبدالناصر" أن أذهب مع "أنور السادات وكمال الدين حسين" إلى بيت "علي ماهر" في الجيزة لمفاتحته في تشكيل الوزارة وهذا ما فعلناه وأنطلقنا إلى هناك في عربة جيب ومعها حراسة ، وكان من معي من الضباط بالزي الرسمي وأنا بالزي المدني طبعاً .. لكنني شعرت أن "جمال عبدالناصر" دوره كبير جداً في الثورة .. فقد رأيته الآمر الناهي ولم أعلم في ذلك الوقت المبكر من الثورة أنه قائدها حيث بدا على السطح اللواء "محمد نجيب" رحمه الله.


ورغم أن حبيبي أبي كان المدني الوحيد الذي ذهب إلى مقر قيادة الثورة فجر يوم نجاحها إلا أن الخلافات سرعان ما بدت خاصة بعدما ظهرت بوادر الاستبداد السياسي للثورة !

وكانت أول "زعلة" من "ناصر" تجاهه عندما نشرت "روزاليوسف" قرب إقالة "علي ماهر" بسبب إعتراضه على قانون الإصلاح الزراعي .. 

وفوجئ "عبدالناصر" بالخبر ، وعاتب والدي ، وفي اليوم التالي مباشرة تمت إقالة "علي ماهر" !! 


وتراوحت العلاقات مع "ناصر" بين شد وجذب حتى تم سجنه عام ١٩٥٤ !! 

وبعدها بدأت بين الرجلين علاقات رسمية تماماً .. وأختفت كلمة "جيمي" التي كان ينادي بها أبي "ناصر" وحلت محلها : "يافندم ويا حضرتك" !! 

فلم يكن قد أنتخب رئيساً بعد !!


و"أنور السادات وخالد محي الدين" الوحيدين من الضباط الأحرار الذين كانوا أصدقاء حقيقيين وصلتنا العائلية بهم لم تنقطع ، وربنا يرحم الجميع .

الأربعاء، 15 مارس 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - علاقة قديمة جداً بين الكاتب الكبير وقائد العبور !



في الأسبوع الماضي تحدثت عن علاقة "السادات" رحمه الله بأسرتنا ، وكيف أنه كان زعلان من والدي بسبب إشتراك أولاده .. أنا وشقيقي "أحمد" في المظاهرات التي قامت عام ١٩٦٨م إحتجاجا على الهزيمة ، وللمطالبة بإصلاحات جذرية في النظام الحاكم ، وهي أول تظاهرة ضد "عبدالناصر" منذ سنة ١٩٥٤م عندما أحكم قبضته على السلطة.


ونشرت مع الموضوع صورة قديمة جداً للرئيس الراحل بالمايوه وهو بجانبنا عندما كنا أطفال صغار على بلاج "سيدي بشر" في أوائل الخمسينات من القرن الماضي ، وأعيد نشرها من جديد !!


وهذه الصورة كان لها ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي لا تقل عن الموضوع نفسه ، وطالبني العديد من القراء بأن تكون حكايتي القادمة عن علاقة أبي الحبيب رحمه الله ، "بالسادات"  .. 

وكيف بدأت وتطورت ! 

وهذا ما أفعله اليوم .


وأبدأ كلامي بمفاجأة لحضرتك وأسألك : هل شاهدت فيلم "في بيتنا رجل" الذي كتب قصته حبيبي أبي ، وقام. ببطولته "عمر الشريف" والنجمة الصاعدة في ذلك الوقت "زبيدة ثروت" .. 

أنها قصة حقيقية تماماً حدثت في الواقع ، ودوماً كاتبنا الكبير يخلط الواقع بالخيال في قصصه ، لكن هذه القصة بالذات وكذلك قصة "أنا حرة" التي تمثل حياته في "العباسية" أيام شبابه المبكر فيها واقع كبير جداً.


والعلاقة بين الرجلين بدأت تحديداً عام ١٩٤٦م بمغامرة مثيرة قام بها حبيبي والدي حيث قرر إستضافة قاتل تبحث عنه الشرطة في كل مكان عدة أيام في بيتنا لحين تمكنه من الهروب الى خارج مصر !!

وكان "حسين توفيق" وهذا هو أسمه قد تمكن من إغتيال "أمين عثمان" المقرب من حزب الوفد ، وكان وثيق الصلة جداً بالإنجليز وله علاقات مشبوهة معهم.

وتم قتله في قلب "القاهرة" عند صعوده إلى مكتبه في عمارة تطل على ميدان "الأوبرا" .. وبعد إلقاء القبض عليه تمكن من الهرب بعد نقله إلى المستشفى ، وطلب التنظيم الذي ينتمي إليه من أبي أن يستضيفه في بيته ، وكانوا معجبين بكتابته الوطنية ضد الإحتلال البريطاني والأوضاع الفاسدة ببلادنا !

ولم يتردد لحظة واحدة في الموافقة على هذا الطلب مع أنها مغامرة خطيرة جداً لم تخطر على باله ، والشرطة أخذت تبحث عنه في كل مكان ، ولم تتصور أبدا أن يكون القاتل في بيت "إحسان عبدالقدوس" ، فهو شخصية عامة ومعروفة ومكان سكنه في ذلك الوقت بعمارة "سيف الدين" في شارع القصر العيني .. بالقرب من مجلس الوزراء والمؤسسات الحكومية الهامة ، بل هو ملاصق لجريدة "المصري" الناطقة باسم الوفد !!

وكانت الإذاعة تبشر بإستمرار بأن كل من يشارك في القبض على القاتل الهارب له مكافأة ٥ آلاف جنيه ، وهو مبلغ ضخم جداً جداً في ذلك الوقت .. 

يعني ملايين عدة بالحسابات الراهنة اليوم ، وفي نفس الوقت تحذر كل من يأويه بأشد العقوبات !! 

وبعد عدة أيام عاشها حبيبي أبي على أعصابه جاء إلى منزله المرحوم "سعد كامل" وأصطحب "حسين توفيق" ، الذي نجح في الخروج من مصر كلها بناء على خطة محكمة ودخل سرا إلى سوريا !! 


وإذا سألتني : وما علاقة "السادات" رحمه الله بهذا كله ؟؟ 

أقول : أنه كان ضمن تنظيم "حسين توفيق" الذي قتل "أمين عثمان" ، وكان قد تم القبض على أعضاء تلك الخلية السرية كلها ، وحصل على حكم بالبراءة ، لكن تم فصله من الجيش ، وبعد خروجه من السجن ذهب إلى أبي في "روزاليوسف" ليشكره على وطنيته وشهامته ، وكان قد تزوج حديثاً من فتاة جميلة عمرها ١٦ سنة معجبة بمغامراته ، واستطاعت الوصول إلى قلبه وعقله واسمها "جيهان صفوت رؤوف" التي عرفت بعد ذلك باسم "جيهان السادات" وكان لها حضور قوي جداً في فترة حكمه وما بعده أيضاً !!


المهم أن "أنور السادات" الخارج من السجن تواً طلب من حبيبي أبي أن يساعده في البحث عن عمل خاصة وأنه عريس جديد !!

وكان من أحلامه أن يعمل في مجال الصحافة ! 

وتحمس والدي له وأعجبته شخصيته وقال له .. المرتبات في "روزاليوسف" التي أرأسها ضعيفة جداً ، لذلك سأبحث لك عن مكان آخر ، وبالفعل أتصل لهذا الغرض ب"أميل زيدان" وأسرته تملك "دار الهلال" الذي رحب "بالسادات" ، وعينه بمرتب قدره خمسين جنيهاً شهرياً ، وهو مبلغ كبير قوي في ذلك الوقت ، ويكفي أن تعلم أن رئيس تحرير "روزاليوسف" بجلالة قدره أبي الحبيب كان مرتبه ستين جنيهاً .. ومن وقتها تطورت العلاقة بين الرجلين .. 


وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وفيها مفاجأة التليفون المفاجئ الذي جاء لأبي وأيقظه من نومه فجر الأربعاء ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢.

الثلاثاء، 14 مارس 2023

؟ - مفاجأة مذهلة في تكريم الموسيقار هاني شنودة !



خبر طازج أقدمه لحضرتك حول هذا التكريم الذي شهد جدلاً كبيراً لأسباب تتعلق بالوطنية !!

وأبدأ من الأول ..

زوبعة ثارت في مواقع التواصل الإجتماعي حول الإحتفال الضخم الذي أقيم في "السعودية" لتكريم الموسيقار الكبير "هاني شنودة" بمناسبة عيد ميلاده الثمانين ، وشارك في الإحتفالية عدد من أهل الطرب المصريين على رأسهم "عمرو دياب ومحمد منير وأنغام" بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانين والصحفيين قل أن يجتمع كلهم في حفل واحد !!

لكنهم جاءوا إلى العاصمة "السعودية"  "الرياض" ، التي تحملت تكاليف نقلهم بطائرات خاصة وإستضافتهم !!

وتركزت الزوبعة التي أثيرت حول سؤال واحد فقط .. 

أليس "مصر" أولى بتكريم أبناءها ؟؟

لماذا لم تعقد إحتفالية الموسيقار الكبير في القاهرة بدلاً من السعودية ؟؟

ورد "تركي آل الشيخ" رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه بالمملكة الذي أقام هذه الإحتفالية قائلاً : الفن للجميع ليس له بلد ولا دين وهذه قناعتي !! 

و"تركي آل الشيخ" هذا من أقرب المقربين إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الذي أوكل إليه إقامة الحفلات الفنية والرياضية كمان تأكيداً على أن "السعودية" بدأت صفحة جديدة من تاريخها منفتحة فيه على العالم ، وتحت إمرة الهيئة العامة للترفيه وهذا هو إسمها ويرأسها "تركي آل الشيخ" أموال ضخمة تسمح له إستضافة الفنانين من شتى أنحاء العالم ، وكذلك إقامة الأحداث الرياضية الكبرى خاصة في كرة القدم !!


وإذا سألتني عن المفاجأة التي أعددتها لك فإن إجابتي ستكون موقف غريب من الموسيقار الكبير !! 

وخلاصته أن مؤسسة "فاروق حسني" للثقافة والفنون كانت قد أتفقت معه قبل فترة على تكريمه بما يليق به في عيد ميلاده رقم ٨٠ وذلك في دورتها الرابعة لتوزيع الجوائز وسيكون هو ضيف الشرف ، وتحدد موعد الإحتفالية يوم الثلاثاء ٨ مارس .. 

وفي أوائل شهر مارس فوجئ القائمون على الحفل بإعتذاره بحجة السفر إلى "السعودية" لتكريمه هناك يوم الأربعاء ٩ مارس !!

وفي رأيي أن هذا موقف منه "مش حلو" مع إحترامنا الكبير له ! كان يمكن أن يطلب من السعوديين تأجيل إحتفالهم لأيام قليلة لأن بلده "مصر" أولى به !! 

لكنه قال كلام مش مقنع حيث ردد تلك المقولة التي قالها "آل الشيخ" : الفن لا وطن له ، وأضاف إليها : بلدي كرمتني كثيراً من قبل!! 

ويكفي أنني عملت مع فطاحل الفن فيها ، وشاركت في إكتشاف مواهب عظيمة !!

فهذا في حد ذاته تكريم !! 

كلام أراه لا يسمن ولا يغني من جوع بل يدخل في دنيا العجائب !!

وأضع حول موقفه مليون علامة إستفهام ، وصدق من قال لكل جواد كبوة .. 

وخالص التهنئة للموسيقار الكبير بمناسبة عيد ميلاده .. 

وصحيح أن الفن لا وطن له ، لكن "مصر" ظلت دوماً قلب الفن النابض وأحتضنت على الدوام كوكبة من الفنانين العرب ..

كل فنان عربي يريد أن يشتهر كانت "مصر" مقصده أولا فإذا نجح فيها ، فهذا جواز سفره إلى العالم العربي كله.

لكن الدنيا تغيرت للأسف ، ورأينا العجب العجاب !!

الاثنين، 13 مارس 2023

بالي مشغول - جيل النت : هذه أحلامنا للصحافة المصرية الحديثة



( أحلام واسعة جداً .. هل هي في المشمش أم يمكن تحقيقها ؟؟)


بمناسبة إنتخابات نقابة الصحفيين أخترت زميلة صحفية شاطرة جداً ، وتمثل الصحافة الحديثة أفضل تمثيل لتحدثني عن أحلام "جيل النت" لمهنة الصحافة ، وكانت زمان إسمها السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة ، وكل هذا إختفى خاصة في السنوات الأخيرة حيث حدث تراجع هائل في أرقام توزيع الصحف الورقية بعد انصراف الناس عنها خاصة الشباب إلى المواقع الإلكترونية والفيس بوك حيث تستطيع أن تتعرف على الأخبار لحظة بلحظة وتقرأ لكتابك المفضلين بدلاً من الصحافة الورقية وكلها طبعة واحدة ، والرقابة عليها شديدة ، وممنوع نشر مشاكل الناس ، بل هي تعبر فقط عن الحكم القائم ومهمتها الإشادة بإنجازاته ، وزاد الطين بلة إرتفاع ثمن الورق فأضطرت الصحف إلى تقليص صفحاتها بعدما منيت بخسائر فادحة نتيجة لضعف التوزيع وعدم وجود إعلانات ، وكان الله في عون الصحفيين بهذه الصحف ، فهم يتقاضون مرتبات لا تسمن ولا تغني من جوع !!

فأضطر أغلبهم الى العمل في أكثر من مكان وكذلك في الفضائيات من أجل حياة كريمة لهم ولأسرتهم .

ولم تفكر معظم المؤسسات الصحفية في تطوير أداءها لتلاحق ثورة الإتصالات ، بل هي محلك سر !!

ومن هنا كان أهمية هذا الموضوع.


وزميلتي الصحفية التي تعبر عن جيل النت إسمها "فتحية الدخاخني" وهي من مؤسسي جريدة "المصري اليوم" في بدايات القرن الحالي ، وعاشت سنوات من عمرها الصحفي هناك عندما كانت تلك الصحيفة في مجدها قبل أن يلحق بها ما لحق بالصحف الأخرى للأسف !!

وشغلت مناصب غير تقليدية مثل رئيسة قسم الفيديو بالجريدة ، وهو أمر كان في ذلك الوقت جديداً على الصحافة المصرية ، وآخر منصب شغلته كان مدير تحرير موقع "المصري اليوم" قبل أن تأخذ أجازة مفتوحة وتصبح صحفية حرة وتنطلق إلى عالم جديد ، وهي حالياً من أبرز الصحفيات في جريدة "الشرق الأوسط" وتكتب خاصة في الإعلام والتكنولوجيا والصحافة الحديثة والثقافة ، وتراها تستعين دوماً في كتاباتها الصحفية بمصادر دولية متنوعة تراسلهم بالنت ، ولا تجد من يفعل ذلك من الصحفيين المصريين إلا قلة نادرة جداً !!

ويعجبني فيها كذلك نجاحها في حياتها العامة والخاصة ، ولها أربعة أبناء زي الفل ما شاء الله وبلاش حسد !!


تقول في بداية حديثها أن الصحافة المصرية في حاجة إلى ثورة شاملة ، ولابد من تركيز الجهود في التدريب والتكنولوجيا ولا تخل جلسات الصحفيين والإعلاميين من الحديث عن واقع المهنة المأزوم. حتى أن كثير منا وإن استمر في العمل والكتابة بشكل يومي، فإنه في قرارة نفسه يدرك أن الوضع لم يعد كالسابق، وأن مهنته التي كان ينظر لها في وقت من الأوقات باعتبارها "سلطة رابعة" ، لم يعد لها دور يذكر  في تحريك وتوجيه الرأي العام، والتأثير على صانع القرار.

وفي ظل منافسة شرسة مع مواقع التواصل الاجتماعي، اضطر الإعلام التقليدي للتخلي عن قواعده ومبادئه وراح يلهث وراء "الترند" بحثا عن مزيد من الزيارات والمشاركات وربما الإعلانات. هذه المنافسة زادت حدتها مع التطور التكنولوجي الذي بات يهدد وظيفة الصحفي نفسه بتقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على إعداد وكتابة تقارير صحفية.

ولمواجهة هذه التطورات المتسارعة بات لازما على الصحفي وعلى المؤسسات الإعلامية الإستثمار في التدريب والتكنولوجيا، فلم تعد أدوات الأمس صالحة لمهنة اليوم. كنا قديما نطالب الصحفي بدراسة اللغات حتى يقدم مادة أكثر ثراء. اليوم أصبح مطالبا أيضا بفهم لعبة التكنولوجيا وإدراك كيفية التعامل مع أدواتها، مع دراسة برامج تحليل البيانات والأرقام. 

ومع التدريب والتطوير يأتي تقديم قيمة مضافة في عالم مفتوح يعج بالمعلومات ويملك فيه كل فرد هاتفا محمولا يتيح له بضعة زر التواصل مع ملايين البشر. وبالتالي أصبح لزاما على الإعلام أن يبحث عن دور مختلف فهو لم يعد مسؤولا عن تقديم الأخبار فقط، بل بات مطالبا بتحليلها وتقييمها وتدقيقها أيضا، لا سيما مع انتشار المعلومات الزائفة والمضللة. 

يحتاج الإعلام إلى تضافر جهود أبنائه لإعادة صياغة ميثاق شرف يصلح للتعامل مع التطورات المتلاحقة على المهنة، مع التأكيد على الالتزام به. وأيضا لا بد من تكتلات مهنية قوية قادرة على وضع شروط للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، أسوة بما تفعله المؤسسات الكبرى في الغرب، بدلا من انتظار قرارات تلك المواقع التي تتغير من حين لآخر وتفرض كل يوم شروطا جديدة على ترويجها للمحتوى الإعلامي تدفع الصحف والمواقع الإلكترونية دفعا وراء الترند والبث المباشر.


أنتهى كلامها وواضح أنه لا يمكن تحقيقه إلا عندما تعود للصحافة حريتها ومكانتها في ظل مجتمع حر غير موجود اليوم !!


وصدق أو لا تصدق منذ بضع سنوات جاءت تعليمات بأن تغلق الصحف القومية المواقع الإلكترونية التي كانت قد بدأت إقامتها مجاراة لثورة التكنولوجيا ، وكل مؤسسة لها موقع واحد فقط تضم كل الإصدارات الخاصة بها .. ليه ما تفهمش !! 


وأخيراً قد تظن أن كل ما قالته زميلتي الصحفية الشاطرة لن يتحقق إلا في "المشمش" ، لكنني أقول لحضرتك : أحلام اليوم هي حقائق الغد .. وإن شاء الله تتغير الأوضاع وتعود بلادي إلى الأفضل  .. وقول يا رب .

الخميس، 9 مارس 2023

عجائب عبد القدوس - هل تعرف حضرتك أول شهيدة مصرية ؟؟



٩ مارس يوم خالد في تاريخ مصر .. 


أراهن أن الغالبية العظمى من الناس لا تعرف عنه شيئاً ، وهناك "طناش" عام من كل من تولوا حكم مصر على هذه المناسبة لأسباب معلومة تستطيع حضرتك أن تتعرف عليها بذكاءك !!


أنها ذكرى انطلاق ثورة ١٩١٩ ، أعظم الثورات المصرية على الإطلاق من وجهة نظري.

وأحدثت في بلادنا تغييرات جذرية ، وهي الأساس المتين لمصر الحديثة ، حيث شهدت بلادي أول دستور لها عام ١٩٢٣ ، وكان من أعظم دساتير الدنيا في ذلك الوقت ، وسابق عصره في الحقوق والواجبات والحريات العامة والفصل بين السلطات !!


وبعد ثورتنا الخالدة شهدنا بداية صحافة مصر الحديثة والكتاب والمفكرين العظام وازدهار الفنون والآداب .. 

يعني أنتقلت مصر من عصر عاشت فيه قرون إلى دنيا جديدة أو عالم الحداثة !


ومن أهم إيجابيات ثورة مصر الخالدة تطور مدهش في حقوق المرأة ، فهي قد شاركت في الإنتفاضة الشعبية ضد الإحتلال الإنجليزي ، ولأول مرة في تاريخ مصر قامت تظاهرة نسائية إحتجاجا على إعتقال زعيم الثورة " سعد زغلول" ورفاقه ، وكان ذلك يوم الأحد ١٦ مارس عام ١٩١٩ يعني بعد أسبوع من قيام الثورة ، وقوبلت تلك التظاهرة بالقمع وسقطت أول شهيدة وهي "شفيقة محمد" من حي "الجمالية" ومن أسماء الشهداء أيضاً في هذا اليوم من النساء "عائشة عمر' ، و"فهيمة رياض" ، و"حميدة خليل" التي قادت مظاهرة وسقطت شهيدة أمام مسجد سيدنا "الحسين" .


ويدخل في دنيا العجائب أن كل من ذهبوا لقاء ربهم دفاعاً عن مصر شهداء تلك الثورة من الرجال والنساء لا نعلم عنهم شيئاً ، وكان من المفترض تدريس سيرة كل واحد من هؤلاء للأجيال التي جاءت من بعدهم بدلاً من الإكتفاء فقط بذكر الأسماء اللامعة !!


ولم تتوقف النهضة النسائية منذ قيام ثورة ١٩١٩ وبدأت المطالبة بحقوقها ، وهي حقوق مشروعة بمقتضى العدالة الإنسانية والتعاليم الدينية ، وإن حاول أهل التشدد الديني من ناحية وكذلك التطرف العلماني من ناحية أخرى تصوير الأمر على غير ذلك كل على طريقته ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب !!

الثلاثاء، 7 مارس 2023

عجائب عبد القدوس - حدث صيني نادر !



بلاد الصين كلها تتحدث عن الشقيقتان التوأمان "وانغ لو" و"وانغ يان" ، حيث أنجبتا في اليوم نفسه في ذات المستشفى بشرق "الصين" ، في حدث نادر كان بمثابة الخبر الأول في تلك الدولة الكبرى من حيث إهتمام الرأي العام .


وقد دخلت التوأمان مكان الولادة معا ، وأنجبت الشقيقة الصغرى "وانغ يان" طفلة ، وبعدها بساعة بالضبط ولدت شقيقتها "وانغ لو" طفلاً .


والجدير بالذكر أن الأختين متشابهتان تماماً في الشكل لدرجة أنه يصعب على الكثيرين التمييز بينهما .. 

أو بين "لو" و"يان" ، والاثنين يحملان إسم "وانغ" !!

الاثنين، 6 مارس 2023

عجائب عبد القدوس - إحنا في زمن إيه ؟



* إحنا في زمن "الماسك" على دينه كالماسك على جمرة !!


* إحنا في زمن الخمر أصبح شراباً !! والميسر أو القمار أصبح حظا !! والغناء الهابط أصبح فن ، والتبرج أصبح أناقة ، والتعري أصبح حرية !!


* إحنا في زمن الكلام اللي يتقال عنك أكثر من الكلام اللي طالع منك !!


* إحنا في زمن الفتنة !!


* إحنا في زمن قال فيه الشاعر : وما عجبي أن النساء ترجلت ، ولكن تأنيث الرجال عجاب !!


* إحنا في زمن تختلط فيه أقدار الناس بطريقة غريبة ، يصبح الصغير كبيراً ، والكبير صغيراً ، زمن قفز على قمته الجهلاء !! نفاق الرؤساء من سمات عصرنا ، واللي معاه فلوس أصبح هو السيد !! 


* إحنا في زمن تراجع كل ما هو جميل في حياتنا ، وانتشار القبح على حسابه !!


* إحنا في زمن إذا لم تكن معي فأنت ضدي ، ينتشر بيننا تعصب غريب ولا نعرف كيف نختلف !؟


* إحنا في زمن قل فيه الحياء ، وقلت الرجولة عند العديد من الرجال ، ومات الضمير عند الكثيرين !!


* إحنا في زمن تغيرت فيه الدنيا بالكامل عن زمان .. 

نعم حدث تقدم علمي عظيم خاصة ثورة الإنترنت مع القرن الميلادي الحالي ، لكن في المقابل حدث تراجع أخلاقي وإنساني كبير جداً !!


* نعيب زماننا والعيب فينا ، وتطاولوا على الزمن بغير ذنب ، ولو نطق الزمان لهجانا !!


_______


وفي النهاية أسأل حضرتك سؤال مهم جداً ..

هل ما كتبته فيه نظرة تشاؤمية أم أنه يعبر عن واقع مؤلم ؟؟ 

السبت، 4 مارس 2023

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - السماء انتقمت لست الحبايب بطريقة لا تخطر على بالك !



جريمة قتل في حي "المعادي" بالقاهرة .. سيدة مذبوحة وبجانبها أطفالها لا يتجاوز أكبرهم أربع سنوات يبكون ويصرخون .

أنتقلت الشرطة وأجهزة المباحث إلى مكان الجريمة بقيادة ضابط شاطر طلب مني ألا أذكر أسمه.

تبين أن الأم القتيلة سمعتها حسنة ولكن أين زوجها ؟ 

إنه في غربة منذ سنوات يكدح من أجل لقمة العيش !

بدأت التحريات حول الجيران وتبين أن أحدهم بلطجي وكان على خلاف شديد مع المجني عليها ، وألقي القبض عليه على الفور ، لكنه أنكر الجريمة وأصر على الإنكار ، رغم الشبهات التي تحوم حوله ، وتم أحتجازه في قسم الشرطة، ثم حاول الهرب عند نقله إلى النيابة لكنه لم يستطع وازدادت الشبهات وعلامات الاستفهام حوله !! 

ويقول ضابط الشرطة : في البداية كنت أظن أنه القاتل لكنني لم أصل إلى أي دليل يؤكد ظني ، ورجل المباحث الشاطر لا يضع البيض كله في سلة واحدة كما تقول الحكمة الشهيرة ، وبدأنا التحريات بعد أسابيع من وقوع الجريمة في أتجاهات أخرى وكانت المفاجأة ، حيث تبين أن هناك شخص يسكن بالمنطقة سيئ السلوك ويمر بأزمة مالية ، وعايز فلوس بأي طريقة ، وعلم أن زوج المجني عليها يعمل في الخارج .. يعني أسرته من الأثرياء ، وتسلل إلى منزلهم في ليلة ظلماء لسرقة المنزل ، ولكن المجني عليها شعرت به بعدما تمكن من دخول شقتها ، وقاومته بعنف فقام بذبحها وفر هارباً ، إلى أن تمكنت الشرطة من القبض عليه ، وانهار في التحقيقات واعترف بجريمته وأكد أنه لم يكن يقصد قتلها بل فقط إسكاتها !! 

وتم تحويله إلى المحاكمة التي أصدرت حكماً بإعدامه ! أما الجار الذي حامت حوله شبهات قوية في البداية فقد وقعت منه مفاجأة ضخمة حيث رفض مغادرة قسم الشرطة رغم أنه تعرض هناك للبهدلة أيام كثيرة ، وقال أنه لن يخرج من هناك إلا بصحبة أمه !!

وتعجب ضابط الشرطة الذي حقق في الجريمة من هذا الطلب الغريب !!

لكنه استجاب في النهاية لطلبه ، وعندما جاءت فوجئ كل من في قسم شرطة "المعادي" بمنظر لم يسبق أن شاهده أحد من قبل أبدا ، المتهم البرئ يسجد في الأرض ويصر على تقبيل قدم أمه الذي كان يعاملها بسفالة وصلت إلى حد الشتائم با أنه ضربها وأصابها بقطع في أذنها اليسرى !!

وقدم إعتذاره لها أمام الجميع مؤكداً أن السماء قد إنتقمت لها وأعطته درساً لن ينساه مدى حياته ، 

ويقول ضابط الشرطة : المتهم البريء تغير سلوكه بالكامل كما علمت وسبحان مغير الأحوال !! 

الخميس، 2 مارس 2023

عجائب عبد القدوس - القلب الكبير .. وأنتخابات الصحفيين



إنتخابات الصحفيين على الأبواب ، وفي يقيني أن عضو المجلس الذي يستطيع أن يخدم النقابة بطريقة متميزة صاحب القلب الكبير ، وأقول لكل واحد من زملائي أبحث بين المرشحين عن صاحب هذا القلب وأنتخبه دون تردد !!


وأخشى أن تكون حضرتك قد ظننت أن كلامي هذا يدخل في دنيا العجائب أو من باب النظريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع !!


وأقول على الفور : بل أراه الشرط الأول لكي يكون نقابي متميز.


وإذا سألتني عن مواصفات صاحب هذا القلب .. 

فإن إجابتي ستكون بكلمتين : 


أنه الشخص الذي يحتوي الجميع ! 

علاقته الحلوة بكل الناس على إختلاف أطيافهم .. 

قد يكون له إتجاه سياسي لكن له صلات طيبة وقوية حتى مع أعداء إتجاهه .. وشعاره الحب والإنسانية فوق أي إعتبار ، ولذلك تراه متواصل مع كل الناس ، ويخدم طوب الأرض قدر إستطاعته ، يرفض تصنيف البشر ويترك أمرهم لخالقهم ، وتراه حتى في خصومته إنسان شريف وأبن أصول ، فلا يسب ولا يتطاول على أحد !!

وحريص على التواصل مع غيره ولا تفوته مناسبة ولا مجاملة حتى مع من يختلف معهم مليون درجة !!


وصاحب القلب الكبير إذا كان في أي موقع فلن تكون له شللية ، ومستحيل أن يغلق هاتفه ولا يرد على من يطلبه ، بل هو دوماً متواصل مع من إنتخبه ومن لم يعطيه صوته !!

وصاحب القلب الكبير لا يحتاج إلى إنتخابات ليثبت وجوده ، بل هو معروف بين كل من يعرفه بذلك ! 

فأخلاقه حلوة من زمان ، وإذا وجدت بين المرشحين صاحب القلب الكبير ، فإنتخبه فوراً ودون تردد وانت مغمض !!