ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 25 فبراير 2021

عجائب عبد القدوس - حكاية غرام خير وبركة على مصر كلها



من حسن حظي في الدنيا أنني شاهد على قصص حب جميلة، وأقدم لكم واحدة منها، وبطلاها ليسا في حاجة إلى دعاية مني فهما بالمثل العامي أشهر من نار على علم، وأراهما كالشمس الساطعة في مجال التعليم.. وغرضي من حديثي عنهما الرد من واقع الحياة على من يقول إنه لا مجال للرومانسية والمشاعر الجميلة في زماننا النكد! 


والمفاجأة التي أقدمها لكم أن المعادلة هنا مقلوبة!! فالحكمة الشهيرة تقول "وراء كل عظيم امرأة" لكن في تلك القصة تجد بطلتها إنسانة عظيمة وكان وراءها زوج لا يقل عنها في العظمة يقف خلفها بعيدا عن الأضواء، ومهمته مساعدتها بكل إمكانياته حتى تنجح وتنجح وتصل إلى القمة.. عظمة على عظمة، أو الحب في أروع صوره.. كانت البداية بمدرسة ابتدائي، وتطورت حكاية النجاح حتى وصلت إلى إنشاء جامعة خاصة من كبرى جامعات مصر. وبعدما أطمئن الزوج أن كل شيء تمام رحل إلى السماء ليبدأ حياة جديدة عند ربنا. 

وبطل قصتي التي بين يديك أسمه "وجيه الدجوي" دق قلبه لحبيبة العمر، ويمت لها بصلة قرابة فهو ابن عمها، وتزوجها في سنة 1954، وكان والد العروس من رجال التعليم المرموقين ووصل إلى منصب وكيل وزارة المعارف، وهو المرحوم "عثمان الدجوي"، والمثل العامي يقول: "ابن الوز عوام" ! 

كان من الطبيعي أن تسير ابنته "نوال" على دربه، فأنشأت دار الطفل كمدرسة ابتدائي سنة 1958، ورغم أن زوجها لم يدرس الهندسة إلا أنه تولى الإشراف على كل الأبنية اللازمة، وحبه لها هو الذي دفعه إلى تعلم المعمار ليكون خير معين لزوجته، وكانت مهمته إزالة العقبات من أمامها، وتقديم كل التسهيلات لها، ليثبت أن الحب ليس بالكلام، بل ما تقدمه لشريك حياتك. 

وانطلقت قاطرة النجاح المكونة من عربتين "وجيه ونوال الدجوي"، وكانا مثل التوأم وليسا فقط مجرد زوجين، وقاما بإنشاء سلسلة من المدارس عرفت بدار التربية ومنها يحصل الطالب على شهادات الثانوية بأنواعها.. عربي و انجليزي وامريكاني!! بل أن خريجي مدرسة وجيه ونوال الدجوي تفوقوا على الإنجليز أنفسهم في الشهادة الإنجليزية.

وفي سنة 1996م وبعد 28 سنة من بدء المسيرة افتتحا  جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب المعروفة باسم "MSA"، وحالياً تضم العديد من الكليات، وقام الزوج بواجبه على أكمل وجه، فكل مباني الجامعة من صنع يديه رحمه الله، وحالياً ودائماً كنت تجده في الظل، ولا يحب الاضواء أو الكلام في أجهزة الإعلام، فقد ترك مجد الدنيا لزوجته، وهي ترجع الفضل إليه في كل تفوقها الذي تستحقه لذكائها وشطارتها. 

وتعظيم سلام للزوج الكبير صاحب القلب الذهبي.. وقصة الحب تلك خير وبركة على مصر كلها، فأجيال الناجحين التي تخرجت، ثمرة هذا الغرام!! وهكذا يتأكد لك أن الحب قادر على صنع ما يشبه المعجزة.. وليس بوهم كما يتصور البعض! 

وربنا يرحم المرحوم وجيه الدجوي مليون رحمة. 

؟ : أسباب الخيبة العربية والتفوق الأوروبي؟؟



مرت ذكرى وحدة مصر وسوريا في فبراير عام 1958 في صمت كامل وتجاهل من أجهزة الإعلام! 

والجدير بالذكر أنه في ذلك العام بالذات بدأت نواة الوحدة الأوروبية. 

وحالياً الإتحاد الأوروبي قوة عظمى في عالمنا المعاصر يحسب له مليون حساب ويضم أكثر من عشرين دولة!! 

أما بلاد أمجاد يا عرب أمجاد فقد ظلوا محلك سر، ولم يحققوا أي نجاح في  هذا المضمار، بل وشهدت بعض بلدانهم حروب أهلية كما رأينا في العراق وسوريا واليمن والغالبية العظمى من البلاد العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير إذاعة صوت العرب أيام زمان خاضعة للإستبداد السياسي وحكم الفرد ومفيش حاجة عندهم أسمها تداول سلطة!! 


وأسأل حضرتك: هل تعرف السبب في هذه الخيبة العربية والنجاح الأوروبي؟؟ 

الثلاثاء، 23 فبراير 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - أغرب طلب: عايزك تسلفني مدفع!!



في حياة حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله جانب في شخصيته لم ينل حظه من الدراسة ولم يهتم به النقاد برغم كثرة ما كتبوا عنه، وأقصد شخصيته كشاب ثوري بعيدا عن الصحافة، وتلك الشخصية تجسدت في كيانه بعد تخرجه من الجامعة عام 1942 وحتى قيام الثورة سنة 1952، يعني عشر سنوات كاملة، كان خلالها الشاب المتمرد الرافض للأوضاع السياسية القائمة، وفي هذه الفترة أتصل بمختلف التنظيمات الثورية، وكان له دور فعال في قضية مقتل "أمين عثمان" المتهم بالتعاون مع الإحتلال الإنجليزي، حيث قام بإيواء من قام بقتله في بيته بعدما تمكن من الهرب من السجن ويدعى "حسين توفيق", برغم تحذيرات الحكومة المشددة بإيقاع عقاب صارم على كل من يأويه،ىوعرضت مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لكل من يرشد عنه وهو رقم ضخم جداً في هذا الزمان منذ ما يقرب من سبعين سنة ومن فضلك أضرب هذا الرقم أضعاف مضاعفة بفلوس اليوم!! وفي هذا الإطار أيضاً رأينا "سانو" وهو أسمه في بيته والمقربين منه لم يكتف بقلمه الثائر عند إلغاء معاهدة عام 1926 مع الإنجليز عام 1951، وبدء الكفاح المسلح ضدهم على ضفاف القناة، بل إنضم إلى منظمة ثورية نشأت في هذا الوقت وهي منظمة "خالد بن الوليد" يقودها الفريق "عزيز المصري" وكان محل احترام من كل المصريين، وقد كتبت عن هذا الموضوع في مقالي الأخير عن حبيبي أبي، وكيف أنه تولى منصب أمين صندوق المنظمة وقام بجمع أسلحة من الصعيد ووضعها في مقر روزاليوسف بهدف استخدامهما في مقاتلة المحتل. 

ويقول إحسان عبدالقدوس: لا أنسى أبدا أغرب مقابلة في حياتي كلها عندما كنت جالساً في مقر المجلة أكتب مقالا، ورأيت من يقتحم خلوتي دون استئذان ويقدم نفسه بإيجاز وغموض مثير: أنا من الصعيد، وعايزك تسلفني مدفع رشاش لأنضم به لمن يقاتلون أعداء وطني. 

ويضيف الكاتب الكبير قائلا: الغريب أنني لم أسأله عن أسمه ولا حاولت التأكد من شخصيته، كان يتحدث بنبرة صادقة أقوى من كل شك، وعنده من الحماس ما يكفيك لتلبي طلبه على  الفور. 

وأتذكر أن هذا اللقاء الفريد من نوعه كان أواخر أكتوبر عام 1951. وحصل مني على ما يريد واعطيته مدفع من المدافع الموجودة في دارنا الصحفية، ونسيت الموضوع كله، وفي أوائل عام 1952 رأيته يطرق بابي من جديد في منتصف إحدى الليالي وبيده المدفع الذي استعاره مني، وشكرني، ورأيته يعرج وكان مصاباً في ساقه، وحاولت سؤاله عن شخصيته، لكنه أخفى بطولته وراء ابتسامة غامضة فيها من التواضع والاعتذار أكثر مما فيها من الفخر لأجل مصر. 

ويختم حبيبي أبي كلامه في هذا الموضوع قائلاً: عن أمثال هؤلاء من الجنود المجهولين يبنى الوطن ويتقدم. "وقد صدق ". 

الاثنين، 22 فبراير 2021

عجائب عبد القدوس - ندالة رجل!!



حتى أكون صادقا معك فإنني أقول لك إن عشرة العمر بين روميو و جولييت أو قيس وليلى ليست دائماً وردية، فقد تنتهي بكارثة، والسبب ندالة الرجل! 

والغريب أنه يحاول الاستعانة بتعاليم الدين لتبرئة خسته وخيانته! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب! ومن فضلك أحكم معي على سلوكه وأنا راض مقدماً بحكمك! 

والبداية زوجة تنتمي إلى أسرة طيبة تزوجت من حبيب العمر وكان لا يملك شيئاً، ومرت بها أوقات صعبة جداً تقبلتها راضية وضحت بالكثير من أجل زوجها! وكان في البداية يقدر إخلاصها ويضعها في مقام عال! وهي عنده أغلى شيء في الدنيا، ولا عجب في ذلك، فهي السبب الأول وراء نجاحه لأنها مصدر إستقراره، وشاطئ الأمان في بحر دنياه المضطرب. 

ومرت سنوات ووصل روميو إلى القمة! وفتح الله عليه وأصبح من المليونيرات، وشخصية مرموقة في المجتمع، وتتهافت عليه الحسناوات! وكان المفترض أن يحفظ لأم أولاده حقها، وأن تكون الملكة الجالسة على عرش قلبه! ومن المؤسف أن شهدت حياته ثورة! أو بمعنى أدق إنقلاباً وتمردا على القديم الأصيل! ووقع في حب إحدى العاملات معه التي رفضت أن تكون عشيقة لأنها تخشى الحرام!! فتزوجها على سنة الله ورسوله! والعجيب أنه إستند في تبرير ما فعله إلى أن الإسلام يعطيه الحق في تعدد الزوجات للضرورة!! 

وإذا سألتني عن رأيي فيما فعله قلت لك دون تردد: ندل وجبان وخائن وفالصو وأي كلام.. زواجه الثاني طعنة في الصميم للزوجة الأولى التي ضحت بالكثير من أجله، وأتضح لها جليا أن عمرها ضاع هباء! 

وتضحيتها ذهبت لمن لا يستحق ذلك، لكنها يا سيدتي محسوبة عند ربنا، ولك ثواب كبير في الحياة الخالدة لتعويضك عن الدنيا النكدة الفانية التي لا تساوي شيئاً! 

وزواج هذا الخائن بعشيقته جزء من ظاهرة خطيرة في المجتمع تتمثل في التلاعب بالدين! وكل واحد يفسره على مزاجه! لكنها واضحة أكثر فيما فعله روميو الندل، فهو هنا يحاول إلباس باطله رداء شرعياً مستمدا من تعاليم السماء! والغريب أنه لم يكن يوماً متدينا! لكنه تذكر القرآن الآن فقط عندما جاء على مزاجه!! وهو ليس استثناء، وأمثاله كثيرون.. وانظر حولك لتتأكد من صدق كلامي. 

الأحد، 21 فبراير 2021

شخصيات في حياتي - عباس الطرابيلي: هؤلاء تعلمت على أيديهم الصحافة الحقيقية



الكاتب الصحفي "عباس الطرابيلي" ينتمي إلى الزمن الجميل، وأحد عمالقة الصحافة من القلة الذين تبقوا من هذا العصر، ويعمل في هذا المجال من 62 سنة بعدما تخرج من قسم الصحافة بكلية الآداب عام 1959. ومن زملاءه في الدفعة مصطفى شردي وجمال بدوي ونادية عبدالحميد الزوجة الأولى للكاتب الشهير صلاح منتصر وسناء منصور، وغيرهم من الأسماء الذين ذاع صيتهم بعد ذلك في عالم الصحافة والإعلام، وربنا يرحم من مات منهم. 

وعقب تخرجه عمل عباس الطرابيلي في جريدة الأخبار، ثم سافر إلى الإمارات عام 1972 وشارك في تأسيس جريدة "الإتحاد" وهي أول صحيفة يومية تصدر في أبوظبي، ورأس تحريرها منذ بدايتها الكاتب الصحفي ذائع الصيت مصطفى شردي رحمه الله والذي كان له الفضل بعد ذلك في تأسيس جريدة الوفد عام 1984، وقد حققت في بدايتها نجاحاً ساحقا وكان عباس الطرابيلي من أهم المشاركين في تأسيس الصحيفة الوفدية الشهيرة. 

سألت الكاتب الصحفي الكبير عن أهم خبطاته الصحفية وهو مازال في مقتبل حياته؟؟ 

أجاب بإبتسامة فيها تحسر على الزمن الجميل الذي راح: يا صديقي أنها لا وجود لها الآن على أرض مصر!! أصابتني الدهشة من قوله وتساءلت عما يقصده؟؟ أجاب قائلا أول خبر بجريدة الاخبار نشر بأسمي كان عبارة عن زيارة وفد أجنبي إلى مصنع الحديد والصلب، وتساءل: وأين هو هذا القيام الصناعي الشامخ.. لقد أصبح في خبر كان والدولة قررت الاستغناء عنه بعدما كان أحد مفاخر بلادنا. 

واضاف قائلا: وأول "مانشيت" في حياتي وبفضله حصلت على مكافأة عشرون جنيها وهو مبلغ محترم جدا من نصف قرن كان عن تعيين إحدى هيئات وزارة الصناعة لأربعة آلاف خريج جامعي جديد! وفي عصرنا الراهن الدولة ليست مسئولة عن تعيين الخريجين، وعلى كل واحد أن يبحث عن عمل!! 

وعندما سألت صديقي العزيز عن شخصيات في حياته الذين تعلم منهم مهنة الصحافة على أصولها؟؟ 

أجاب: هناك فارق كبير بين الدراسة النظرية والواقع العملي.. وكان من حسن حظي أنني ألتقيت بالعديد من عمالقة الصحافة المصرية والذين تعلمت منهم الكثير، وفي مقدمتهم بالطبع مصطفى أمين مؤسس أخبار اليوم مع توأمه علي أمين، وجلال الحمامصي وهو مهندس صناعة الصحافة وعلى يديه تخرجت أجيال وأجيال، وفهمي عبداللطيف رئيس قسم المراجعة والذي كان دقيق جداً في عمله، ويخشاه الجميع بما فيهم رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارة، وموسى صبري الذي كان اسطى في الصحافة حتى لو اختلفت معه سياسياً، والدكتور أحمد حسين أول من قام بتأسيس مركز معلومات في مصر، وأمينة سعيد التي لفتت نظري إلى أهمية الاهتمام بقضايا المرأة، وربنا يرحم الجميع.

ولا ينسى عباس الطرابيلي أساتذته في المدرسة جمال احمد سيد الوفا أستاذه في التاريخ، وجوهر سعيد مقار أستاذ المواد الاجتماعية، وامام وفا وأحمد النحاس في اللغة العربية. 

وصديقي العزيز "دمياطي أصيل" عاش في دمياط حتى دخل الجامعة، ووالده رحمه الله عمل في بناء السفن، وله فضل كبير عليه وعلى أخوته مع أمه ست الحبايب وكان خطها جميل جدا، وفي المنزل أمهات الكتب التي استفاد منها كثيرا. ويتميز "الدمايطة" كما يقول عباس الطرابيلي بالحرص على أموالهم وحسن استثمارها. 

وختام مقالي هذا مسك بالحديث عن زوجته السيدة "فريال" التي أنجبت له أربعة من البنين والصبايا، وكانت نعم الزوجة، وبفضلها عرف الاستقرار في حياته الخاصة، وقد كانت لها مسؤلية كبرى في تربية أولاده خاصة عندما كان في الغربة فشكراً لها. 

الأربعاء، 17 فبراير 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - وتم ضبط.. المرحوم



من أغرب البلاغات التي تلقتها الشرطة هذه القضية التي يرويها اللواء "فاروق رجب" مدير النجدة بالقاهرة.. كان هناك رجل مريض حالته الصحية متدهورة. 

حمله أهله إلى مستشفى الساحل لكن في منتصف الطريق توفي الرجل وتم إبلاغ شرطة النجدة بينما بلغ الحزن بأسرته مداه ليس لوفاته فحسب، بل لأنهم لن يستطيعوا دفنه بسرعة فالبوليس سيقوم بنقل الجثة إلى المشرحة لتشريحها وبيان أسباب الوفاة وفقاً للإجراءات المتبعة. 

وقررت أسرته التصرف بسرعة لتجنب "البهدلة" التي سيتعرض لها المرحوم ، اتفقوا على نقله إلى منزله قبل وصول الشرطة بينما يقوم واحد منهم بتمثيل دور الميت وفعلا تم تنفيذ الخطة.

ووصلت سيارة النجدة إلى المكان واعتذرت الأسرة للضابط على أساس أنه قد حدث خطأ وتسرع في الإبلاغ وأن المريض والحمد لله لم يمت بل صحته سيئة فقط. 

وطلب أهل الرجل الراقد مكان الميت أن يقوم فقد انتهى دوره لكنه لم يستجب، حاولوا إفاقته دون جدوى.. فقد لحق بقريبه الذي توفى ومات بسكته قلبية أصابته وظن أهله أنها ضمن الدور الذي يقوم بتمثيله. 

وقامت الشرطة بنقله إلى المشرحة وبعد إكتشاف الخدعة تم ضبط المرحوم الأول في منزله وتم تشريح الجثتين.

الثلاثاء، 16 فبراير 2021

ست الكل : المرأة مقاتلة!!



الفارق بيني وبينها أنها تقول المرأة مثل الرجل، لا يوجد فارق بينهما، بينما وجهة نظري أن كل منهما يكمل الآخر، وهما على قدم المساواة، المهم أنها أرسلت إلي خطابا تشرح فيه وجهة نظرها بطريقة عجيبة! 

قالت: أعلم أنك متأثر بالتقاليد الشرقية!! المرأة يا أستاذ تفوقت وتميزت في جميع المجالات التي كانت حكرا على الرجال.. والآن تجد النساء في عصرنا الحديث قد ألتحقن بالكليات العسكرية والشرطة ووصلنا إلى أعلى المناصب!! فهي ست الكل من هذا المنطلق.

وأرد عليها قائلا: وهذا كله على عيني وراسي يا سيدتي.. لكن هل يعني ذلك أن المرأة خلقت للقتال، وأنه لا فارق بينها وبين الرجال في هذا المجال.. طبعاً الإجابة معروفة وما ذكرته سيدتي القارئة من مشاركة النساء في الحروب هو بالقطع على سبيل الإستثناء، فليس المطلوب منها أن تقاتل بل عليها أن تساعد المقاتلين وتقدم لهم كافة الخدمات المطلوبة خاصة في مداواة الجرحى والتمريض، وهذا ما يحدث في كل جيوش العالم، أما أن تمسك بمدفع وتقود دبابة أو طائرة مقاتلة، وتقوم بمداهمات ضد المجرمين إذا كانت في الشرطة فلا أظن أنها قد خلقت لهذا لأنها بطبعها إنسانة رقيقة، وطبعا هناك استثناءات، لكن مستحيل أن تتحول إلى قاعدة.. ولم تكتف صاحبة الخطاب بهذا، بل قالت أن المرأة نجحت أيضاً في مجال المصارعة!! 

عجائب.. وأسألك ما رأيك في هذا الموضوع؟ 

الاثنين، 15 فبراير 2021

عجائب عبد القدوس - عيد الحب انحرف عن أهدافه



عيد الحب أو "الفلانتين" الذي يحتفل به أهل أوروبا وامريكا كل عام والذي يتحمس له البعض في بلادنا له أصل ديني!! 

هل تعلم ذلك أم أنها مفاجأة لحضرتك! والقديس "فالنتين" رجل دين مسيحي كان يعيش في روما زمن الإمبراطورية الرومانية وكانت في ذلك الوقت معقلا للوثنية، واستشهد القديس "فالنتين" وهو يحاول نشر تعاليم السيد المسيح، وهناك قديس آخر يحمل ذات الإسم ومات أيضاً شهيداً في سبيل المسيحية في بداية ظهورها. 

وتكريماً لهؤلاء تقرر الإحتفال بهم يوم 14 فبراير من كل عام حسب الكنيسة الغربية. 


ويدخل في دنيا العجائب أن عيد "فالنتين" ذات الطابع الديني انحرف عن أهدافه وأصبح مناسبة للغرام والهيام أو ما يسمى بعيد الحب! 

وأنا شخصياً غير متحمس أبدا لهذا العيد، والسبب أنه يقصر تلك العاطفة النبيلة على نوع واحد من الحب وهو العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة، مع أن الحب الحقيقي أوسع من ذلك بكثير، يشمل الدنيا كلها والناس على اختلاف أشكالها وألوانها، وحتى الحيوانات والطبيعة! 

وركيزة ذلك كله حب الله، فهو الأساس المتين للحب الشامل، ويجعل صاحبه ذات قلب كبير يعرف الحب بأنواعه المتعددة.


وأخيرا تذكرت مقولة أعجبتني: "يا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك، عندما يتخذ وسيلة للعبث والتسلية، والانحراف الأخلاقي باسم الحب"!!  عجائب.

شخصيات في حياتي - محمد عصمت سيف الدولة: عائلة غير تقليدية



"الباش مهندس" محمد عصمت سيف الدولة من رموز ثورتنا عام 2011، ومن القلائل القادرين على التواصل مع الجميع، والقوى الوطنية على اختلاف اتجاهاتها.

وينتمي صديقي العزيز إلى عائلة غير تقليدية أنغمست في السياسة وحب مصر، وجده المرحوم يوسف الجندي من أبطال ثورة 1919، وعند انطلاقها ذهب إلى بلدته "زفتى" ونجح في طرد القوات الإنجليزية، وأعلن نفسه حاكما على قريته، ولم يكتف بذلك بل أضفى على نفسه لقب الامبراطور لإغاظة الإنجليز أكثر، وحكايته مشهورة جدا ضمن حكايات هذه الثورة وتعرف بإمبراطورية زفتى!! ويوسف الجندي هذا الثائر أثبت أنه نائب شاطر تحت القبة وكانت له صولات وجولات في البرلمان ممثلا عن حزب الوفد، وعمه المرحوم محمد يوسف الجندي من القيادات التاريخية لليسار المصرى. وشقيقته صديقتي العزيزة عايدة سيف الدولة من أبرز الوجوه السياسية والإجتماعية في بلادي. أما والده المرحوم عصمت سيف الدولة فقد ترك أعمق البصمات في نفوس أبناءه، إنه محام ولكنه غير تقليدي ومهتم جدا بالعمل الوطني، وكل ما يجري في العالم العربي خاصة القضية الفلسطينية، فهو من أبرز وجوه التيار القومي العروبي في مصر. 


ويقول صديقي محمد عصمت سيف الدولة أن بداية الألفية الثانية شهدت نقطة تحول في حياته ففي سبتمبر من عام 2000 كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الإحتلال الإسرائيلي وتفاعل صاحبي معها فقام بتأسيس حركة "مصريون ضد الصهيونية" إنضم إليها مختلف التيارات السياسية وهي التيار القومي الذي ينتمي إليه، والتيار الإسلامي وأنصار الاشتراكية، وأبناء التيار الليبرالي، وعاشوا معا وتفاعلوا لسنوات في أعمال مشتركة، ومن هنا يؤكد أنه خسارة جدا هذا التفرق الذي نشهده اليوم في الساحة السياسية، ومن يفكر في إستئصال التيار الإسلامي ويرفض الإعتراف به أو التعامل معه أقول له : "هيهات" فلا يمكن استئصال أي من التيارات الأربع .

ويقول صاحبي أن لكل تيار مميزاته، فالتيار القومي الذي ينتمي إليه هو الأكثر اهتماماً بالعروبة والقضية الفلسطينية، والتيار اليساري والاشتراكي تجد مجالهم الأساسي في التعبير عن قضايا الفقراء والمهمشين في الأرض، وأبناء الحركة الإسلامية الأكثر شعبية بين الجماهير وعندهم قدرة على مخاطبة الوجدان الديني، ويتميزون بشجاعة ورغبة في الاستشهاد. والتيار الليبرالي الأكثر اهتماماً بالحريات ومصر لا تستطيع أبدا الاستغناء عن أي من هذه التيارات الوطنية، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم.. أليس كذلك؟ 

السبت، 13 فبراير 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - أطلق سراحها لتدخل السجن!



داهمت الشرطة المنزل، ألقت القبض على الزوج وزوجته إنهما مطلوبين للعدالة، أنطلقت بهما سيارة "البوكس" في طريقها إلى مديرية الأمن، وفي منتصف الطريق توقفت ثم عادت أدراجها من جديد لتوصيل الزوجة إلى منزلها بعد أن وعدت ضابط الشرطة بتسليم نفسها ودخول السجن طواعية!! 

وصاحب هذه الحكاية الغريبة هو اللواء "رضا الغمري" الذي شغل منصب مدير إدارة مكافحة جرائم الآداب يقول : كان الزوج مطلوباً بتهمة تسفير فتيات إلى الخارج لأغراض غير مشروعة، أما الزوجة فقد صدر حكماً بحبسها شهرين في قضية آداب وعند إلقاء القبض عليها وجدنا في المنزل ابنتهما الصغيرة وعمرها عشر سنوات ورأيناها نائمة. 

وفي سيارة الشرطة شاهدت الأم تبكي على طفلتها، تصورت حالها عندما تستيقظ فلا تجد أحداً في المنزل.. مصيرها.. الضياع إذا تركت وحدها هكذا واستحلفتني بكل ما هو غالي العودة إلى بيتها لتدبير حال ابنتها ولمست الصدق في بكائها، والضابط الكفء يستطيع التمييز بين الدموع الحقيقية ودموع التماسيح!! 

ولم يكن القرار سهلاً أبدا.. نشب صراع نفسي بين واجبي المهني وظروف الزوجة التي أراها أمامي، وأخيراً إتخذت قراري متوكلا على الله، عدت بها إلى منزلها مقابل وعدها أن تأتي إلى مكتبي بقدميها في اليوم التالي. 

سألته: ولماذا كان هذا القرار؟ 

أجابني : لأنني قبل كل شيء إنسان وليس آلة صماء لتنفيذ القانون. 

تساءلت في لهفة : "وهل أوفت بوعدها"؟ 

رد بابتسامة واثقة : نعم .. والأهم من ذلك إنه بسبب موقفي هذا تابت عن الطريق الذي كانت تسلكه من قبل، وكذلك فعل زوجها.. طريق الخطيئة. 

ويكمل ضابط الشرطة كلامه قائلاً : يقول المثل العامي "أعمل الخير وارميه في البحر" لكنني لم أضطر إلى إلقاء الخير في المياه فقد رأيته مضاعفا في هذه القضية. 

الخميس، 11 فبراير 2021

عجائب عبد القدوس - غرام تحت الرقابة!




في البلدان الحرة هناك عين أسمها الرأي العام تراقب كل شاردة وواردة تقع في الدولة.. وحتى الحب ذاته لا يفلت من تلك الرقابة أحياناً. 

وقد تتعجب من قولي هذا متسائلاً عن هذا الموضوع وفي ذهنك علامات استفهام عديدة.. العشق والغرام من الأمور الخاصة جدا هناك فكيف تخضع هي الأخرى للمراقبة في الدول الديمقراطية خاصة أنه في بلاد الغرب تجد حرية واسعة للحياة الشخصية، والحلال والحرام عندهم غير ذي معنى؟! 


والإجابة : إن هناك تقاليد راسخة في تلك البلاد تكون في كثير من الأحيان أقوى من الكلام النظري عندنا عن الأخلاقيات!! والذي تجده في بطون الكتب دون أن ينعكس على واقع يشعر به الناس!! 

وهناك في البلاد الديمقراطية إذا تزوج أبن مسئول كبير بالحكومة فمن حق الرأي العام أن يعرف الحكاية من بدايتها إلى نهايتها، وتتسابق الصحف في نشر تلك الأخبار، ولا فارق في ذلك بين جرائد محترمة ، وأخرى شعبية تميل إلى الإثارة لأن حكاية العاشقين لم تعد سرية أو أمورا لأتهم سواهما، بل هي خاضعة للعين المسماة بالرأي العام.. ولذلك ينشر على الملأ كيف إلتقى "العريس" بفتاة أحلامه.. وتكاليف فستان الفرح وكيفية تصميمه، وعدد المدعوين وكل ما يتعلق بليلة العمر أو الليالي الملاح التي ستقام بهذه المناسبة.. وحتى مأدبة العشاء تذكر الصحف أنواع الطعام المقدمة! وبالطبع هناك كلام كتير عن شهر العسل.. والأهم من الذي سيتحمل هذه الأموال الطائلة الخاصة بالزواج؟؟ هل هي الدولة أم سيدفعها المسئول من جيبه؟؟ فدافع الضرائب في تلك البلدان الراقية يريد أن يطمئن إلى أن ما يدفعه يوضع في مكانه الصحيح بغرض خدمته في النهاية، فلا ينفق في الأفراح والليالي الملاح، "عقبالنا" يا رب! 

فما قلته يدخل في دنيا العجائب، ولا تعرفه بلاد أمجاد يا عرب أمجاد!! 

الاثنين، 8 فبراير 2021

مواصفات التدين الجميل - آه من الحسد



بالأمس نشرت كلام جميل أعجبني :"لما تشوف نفسك فرحان لغيرك أعرف أن أنت شبعان وقلبك نظيف واتربيت أحسن تربية"!! 

وهذا صحيح بالفعل ويدل على أنك إنسان متدين بحق وحقيقي وتعرف ربنا جيداً، والعكس من هذا كله ما يسمى بالحسد، وهو منتشر جدا وذكره القرآن الكريم ودعانا إلى التعوذ منه :"ومن شر حاسد إذا حسد". 

وأمثلته في حياتنا كثيرة.. "واحدة اتجوزت جوازة حلوة"! تجد من يحسدها وزعلانة لأن صاحبتها وجدت عريس لا تستحقه!! وهناك من ترقى في عمله بإجتهاده فترى من يقول أنه لا يستحقها.. ترقية أونطة!! 

وإذا فتح ربنا على واحد منا بالمال والثراء تجد حساده كثيرون، وإذا تفوق طالب دراسياً تجد من وصفه قائلا : ده واد غبي مش شاطر إلا في المذاكرة وبس!! 

والأمثلة لا تعد ولا تحصى. 


وقال العلماء : الحسد أنواع.. واحد يتمنى الخير الذي ناله غيره! وواحد تاني أسوأ منه.. "مش عايز هذا الخير يروح لحد أبدا حتى ولم يحصل عليه" .. يعني يكره الخير للجميع، وهكذا الإنسان بطبعه أناني، والإيمان الصحيح والتدين الحلو يهذب هذا السلوك، ويا رب تحفظنا من الحسد وعيون الناس!! 

الأحد، 7 فبراير 2021

؟ : سلوك غير مفهوم من السعودية!!



أصابتني الدهشة عندما وجدت بلادي ضمن عشرين دولة قررت الشقيقة السعودية منع رعاياها من الدخول إلى البلاد بصفة مؤقتة خوفا من وباء الكورونا !

وهذه الدول هي الاعلى في العالم من حيث عدد الاصابات والوفيات وتشمل أمريكا والبرازيل والبرتغال وفرنسا والهند وحنوب أفريقيا وغيرها بالاضافة إلى عدد من الدول العربية وهي العراق ومصر و الإمارات ولبنان!! 

وسر دهشتي أن السلطات المصرية أكدت أكثر من مرة أن هذا الوباء عندنا في تراجع و أنه تحت السيطرة بالرغم من كثرة عدد الوفيات حيث أن مصر ثاني دولة عربية بعد العراق من حيث الموتى بسبب هذا الوباء!!

و أتساءل : هل الوضع عندنا خطير لدرجة أن الشقيقة السعودية وضعت بلادنا ضمن أعلى الدول في العالم من حيث خطورة هذا المرض- أليس هناك تناقض بين الموقف السعودي والتصريحات المصرية ؟؟

السبت، 6 فبراير 2021

؟ : تطوير جذري للريف المصري



 الحكومة أخبرتنا أنها في سبيل تطوير جذري للريف المصري يشمل 1500 قرية ويعيش فيها ملايين المصريين، وآثار هذا الإنجاز سيظهر خلال سنوات ثلاث.


وهذا خبر جيد، وكنت أتوقع على أثره أن تتحدث الصحافة وأجهزة الإعلام عن مشاكل الفلاح والقرى المصرية وينشغل الجميع بهذا الموضوع، لتلقي أضواء كاشفة تساعد السلطات التي تحكمنا على إنجاز ما وعدت به! 

وبداهة المشاكل تختلف من قرية لأخرى، فهناك من يشكو من نقص الخدمات والمرافق، وأخرى تحتاج إلى خدمات صحية وبناء مستشفيات، وقرى تحتاج إلى تدعيم العملية التعليمية وبناء مدارس، وهناك مشاكل مختلفة يعانيها الفلاح لابد لكل من يهتم بهذا الإنجاز الكبير تطوير الريف أن يعرفها، وحتى هذه اللحظة لا حس ولا خبر عن تلك المشاكل وما يحتاج إليه الريف، وكل ما قرأته مجرد إشادة بالوعد الحكومي.. وهذا ما أراه يدخل في دنيا العجائب وأضع عليه العديد من علامات الإستفهام.؟؟ 

الخميس، 4 فبراير 2021

ست الكل : تقطع يد من يضربك!



العديد من الأزواج من هواة الضرب!! وقد تكون زوجته التي يضربها إمرأة فاضلة ومن بيت طيب!! ينطبق عليها وصف ست الكل، واعتداء الزوج على امرأته يدل بالتأكيد على سوء تربيته، خاصة إذا أتخذ شكلا منتظماً، ولم يكن على سبيل الإستثناء. 

وأغرب ما في هذا المقام قول الزوج: "القرآن يعطيني الإذن لتأديب زوجتي"!! ألم تقرأ قوله تعالى في سورة النساء: "واللاتي تخافون نشوزهن، فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن".. أقول له بأعلى صوتي: أخطأت يا أستاذ في تفسير الآية.. تحاول لوي عنقها حتى تبرر بها شغل "الفتونة" الذي تمارسه ضد شريكة عمرك، والفتوات ليس من حقهم تفسير القرآن على هواهم!! إن أول ما جاء في هذه الآية الكريمة:"واللاتي تخافون نشوزهن".. يعني الزوجة الناشز وليست أي زوجة، والتأديب بالضرب لهذه المرأة النشاز يأت في المرتبة الأخيرة وبعد استنفاذ الوسائل الأخرى.. ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم لم يعرف عنه أبدا أنه قام بالاعتداء على زوجة من زوجاته، أو صفع واحدة منهن على وجهها، بل كان على العكس من ذلك تماماً، إنسان غاية في الرقة والنبل، دمث الخلق، نموذج وقدوة.. زوج مثالي بحق. 

ولم يعرف عن أحد من الصحابة أو الرجال الصالحين أنه قام بضرب زوجته "علقة" ، أو شد شعرها وصفعها، كانوا رجالاً أقوياء في بيوتهم، ولكن دون ضرب أو تلطيش!! 

الزوج "الفتوة" الذي يعتدي على امرأته، فإن هذا دليل على ضعفه، يستخدم "عضلاته" في التفاهم بدلاً من المنطق والتفاهم والعمل على احتواء شريكة العمر بالحب، فيلجأ إلى منطق الفتوات.. سواء أكان إنسان متدين أو ملوش دعوة بالدين.. عجائب.. إنها تربية وأخلاق قبل أي شيء آخر وقدوة كمان.. فإذا كان الأب نموذج حلو في التعامل مع ست الحبايب، فالأبناء سيكونون مثله على الأرجح.. لأنهم نشاءوا في عائلة تحترم المرأة وتقدرها، والعكس صحيح.. أليس كذلك؟ 

الثلاثاء، 2 فبراير 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - ليس بالضرب وحده يفهم التلاميذ



أب يدخل مع إبنه إلى قسم حدائق القبة، يطلب والد الفتى الصغير من رئيس وحدة التحقيقات الملازم أول "جلال سليم" القبض على أستاذ العربي بالمدرسة.. ضابط الشرطة يعرف أسباب ذلك من على وجه الإبن قبل أن يسردها الأب.. الولد مصاب بعدة كدمات في وجهه.. هل هذا المدرس ملاكم أم مرب؟.. يكشف الوالد جسم إبنه الذي لا يتجاوز عشر سنوات.. إن هناك علامات بارزة من أثر الضرب بالعصا!! يتم استدعاء المدرس إلى قسم الشرطة.. إنه ضخم وكأنه مصارع.. يفاجئ الجميع بقوله: "هذه هي السياسة الوحيدة التي تتفق مع الأطفال الكسالى.. إن هذا الولد هو أغبى وأخيب طفل في الفصل وقد حذرته مراراً دون جدوى! 

يشتاط الأب غضبا على الإهانات التي وجهها المدرس لطفله.. الإجراءات تتخذ لإحالة المدرس إلى النيابة.. الآن قوته تنهار.. يرتعش، يتوسل: "حرام عليكم مستقبلي هيضيع" لقد ذابت الضخامة وتحول المصارع إلى إنسان بسيط يستجدي دون فائدة، الأب يؤكد صائحا: "لا يمكن.. أنا هاعرف أوريك". 


فجأة يتدخل الملاك الصغير.. أقصد الطفل، يطلب العفو عمن ظلمه.. أبوه ينظر إليه متعجباً: لقد ضربك مراراً وأهانك.. فكيف تسامحه؟ 

يجيب الإبن في براءة: "أنه أستاذي.. ظن أن مصلحتي تأتي عن طريق الضرب والإهانة.. وربنا يسامحه"! 

وأخيراً يتنازل الأب عن البلاغ تحت إلحاح الإبن.

يقول ضابط الشرطة "جلال سليم" الذي أشرف على التحقيق في هذه الواقعة: لقد قابلت هذا المدرس بعد ذلك صدفة فأخبرني أن ما تعرض له قد أدى إلى تغيير نظرته في التدريس تماماً، كان يظن أن الأستاذ هو الذي يخاف منه التلاميذ، لكنه أكتشف أن المدرس الناجح هو الذي يكسب قلوب تلاميذه بالحب.

سألته: وما أخبار التلميذ الصغير؟ 

أجاب قائلا: لقد أصبح الآن من المتفوقين بعد أن ركز أستاذه جهوده معه ليرد له بعض الجميل بالتوجيه وليس بالضرب والإهانة.