ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 30 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - عندهم خيبة أمل!



أعتقد أن غالبية من شاركوا في أحداث ٣٠ يونيو عندهم خيبة الأمل! 

فالنظام العسكري الذي يحكمنا حالياً أبعد ما يكون عن أحلامهم عندما خرجوا ضد حكم الإخوان! تصوروا بعد ذلك أنه سيمكن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تمهيدا لإقامة الدولة المدنية العصرية الحديثة كما يتصورونها!! 

لكن الأحداث سارت في مجرى آخر مختلف تماماً بعدما استولى الجيش على السلطة في ٣ يوليو من عام ٢٠١٣، وأصبح السيسي هو الحاكم الفعلي للبلاد! 

وظن أعداء الإخوان أنها مرحلة مؤقتة حتى تستقر الدولة ويتم القضاء على أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي! 

ولم يترددوا في تأييده وهو يبطش بكبرى الجماعات الإسلامية، ويضع الآلاف منهم في السجون! ويرتكب مذابح شنيعة لم تحدث من قبل في تاريخ بلادنا في رابعة وغيرها!! 

واستعان السيسي بما يسمى بجبهة الإنقاذ والتيار المدني في تدعيم قبضته على البلاد والعباد!! 

وبعدما تم له ذلك كشف عن وجهه الحقيقي وأقام حكم عسكري مستبد لا مكان فيه لأي صوت معارض مدني أو إسلامي، وقام بإجراء تعديلات في الدستور لتكريس سلطته المطلقة وسيطرته على كل أجهزة الدولة!! وتبخرت أحلام الدولة المدنية وأصبحت في خبر كان! 

وفي السجون حاليا عدد من رموز المجتمع المدني وعلى رأسهم صديقي العزيز المهندس يحيى حسين وغيره، بالإضافة إلى صحفيين من مختلف الاتجاهات. 

ويعجبني شجاعة من يقول: أخطأنا عندما أعلنا تأييدنا للسيسي بلا تحفظ، لكن هؤلاء للأسف مازالوا قلة .. عجائب!! 

الاثنين، 28 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - الحب أقوى من هجوم التمساح!

هذه قصة حقيقية وليست فيلم عربي! 

وأبطالها شاب إنجليزي اسمه "جيمي فوكس" وفتاة من أفريقيا أسمها "زانيلي ندولفو" ٢٥ عاما. 

والحكاية عندما ذهب "فوكس" إلى مجاهل أفريقيا وتحديداً إلى دولة "زيمبابوي" فوقع في غرام هذه الفتاة الأفريقية وقرر الزواج منها، وحدد موعده بالفعل .. وقبل زواجه بخمسة أيام بالضبط، وقعت كارثة وحدث ما لم يكن في الحسبان، إصطحب عروسه في رحلة بقارب صغير بأحد الأنهار فهاجمهم تمساح ضخم كاد أن يفتك بهما، وأصيبت الفتاة بإصابات جسيمة أدت إلى قطع ذراعها! 

أما الشاب فقد أصيب هو الآخر ونجى بأعجوبة، تم نقلهما إلى المستشفى للعلاج. 

وجاء اليوم المحدد للزواج وكان من الطبيعي تأجيله، لكن العروسان المصابان بإصابات جسيمة أصرا على إتمام إجراءاته ليؤكدوا للجميع أن الحب أقوى من الموت وهجوم التمساح!! وأقيم الإحتفال في المستشفى بحضور طاقم التمريض وعدد من الأقارب، وبعد تحسن أحوالهم غادر العروسان أفريقيا إلى مكان إقامة العريس بلندن. 

"وتوتة توتة فرغت الحدوتة" ، إنها قصة واقعية تدل على أن الحب الحقيقي بين روميو و جوليت أو قيس وليلى لا يعرف العنصرية وأقوى من كل مصائب الدنيا. 

الأحد، 27 يونيو 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - عذراء الشاشة



لم تكن عذراء ، ولم تكن سيدة .. كانت آنسة ليست عذراء! 

ولم يكن المجتمع الفقير الذي نشأت فيه يلومها أو يعتبر أنها نقصت شيئاً .. بالعكس كان هذا المجتمع يقدرها ويحترمها ويعجب بها ويعتبرها فتاة كاملة .. فقد كانت أجمل بنات الحي، "وأذكاهن" وأجرأهن .. 

واستطاعت في سنوات قليلة أن تجعل من بيتها أرقى بيت في الحي .. أثاث جديد .. ومائدة زاخرة تحمل كل يوم طبقا من اللحم .. ثم استطاعت أن تنقل البيت كله من الحي .. من الحارة الضيقة المظلمة إلى شارع واسع منير يسير فيه الترام!! 

ورغم هذا فقد كانت هي وحدها دون بقية المجتمع الفقير تشعر بمرارة ترسب في أعماقها .. لأنها ليست عذراء!! 

لم يكن طموحها يكتفي بالثياب الجديدة، ولا بالحلي الثمينة، ولا بالرجال الذين يلاحقونها .. ولكنه كان طموحا أبعد من ذلك .. كانت  تريد أن تكون عذراء .. بنتا كبقية بنات العائلات! 

وواصلت نجاحها مستندة على ذكائها وجمالها وهي دائماً تحمل المرارة في أعماقها .. إلى أن أشتغلت في السينما .. وعهد إليها بدور البطلة في فيلم بطلته عذراء .. واندمجت في دورها .. أحست وهي تتحرك أمام الكاميرا وسلط الأضواء أنها فعلاً عذراء .. وأنها تخلصت من المرارة التي ترسب في أعماقها .. وخرجت من الاستوديو وهي لا تزال مندمجة في دورها .. تسير في مشية العذارى ، وتتكلم كما تتكلم العذراى، واحمر وجنتاها لكلمة إعجاب كما تحمر وجنات العذارى .. ونجحت في دورها نجاحاً باهراً .. ولاحقها المنتجون السينمائيون، ولم تكن لها شروط إلا أن يكون الدور الذي تمثله دور فتاة عذراء .. لم يكن لها شروط أخرى .. فقط أن تكون عذراء .. 

واستمر نجاحها .. واقتنع الجمهور بأنها عذراء .. ثم اقتنعت هي نفسها أنها فعلاً عذراء!! 

شيء واحد كان يحير الناس، فقد كانت الإشاعات تنسبها كل يوم إلى رجل تحبه أو توشك أن تتزوجه .. كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر تجد الإشاعات رجلاً جديداً تنسبه إليها .. ولم تكن مجرد إشاعات .. كان هناك فعلاً رجال كثيرون، وكانت لا تلبث أن تطردهم من حياتها الواحد تلو الآخر .. كانت تطرد من حياتها كل رجل يكتشف أنها ليست عذراء، ويقنعها بأنها ليست عذراء . 

السبت، 26 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - أصدقائي الصحفيين بالخارج!!




احترس هذا العنوان قد يكون خادعا!! وأوعى تفتكر حضرتك أن عندي مجموعة من الصحفيين الخواجات مقيمين في بلاد بره وأتواصل معهم فهذا غير صحيح!! 

وقد يخطر على بالك أنهم مجموعة من الصحفيين يقيمون بالدول العربية ويعملون في صحفها المختلفة لكسب لقمة العيش وتوسيع أرزاقهم بعدما سدت في وجوههم أبواب اللقمة الحلال ببلادنا. 

وهذا التصور غير صحيح أيضاً!! وبالتأكيد أن عنوان مقالي شكل لحضرتك لغزاً بعد الذي ذكرته لك! ومن حقك سؤالي عن المقصود قبل أن يتحول عنواني هذا إلى "فزورة"!! 


والإجابة أنه بعد الإنقلاب الدموي الذي شهدته بلادي قبل ثمانية سنوات! والدماء التي سالت في "رابعة" وغيرها هاجر مجموعة من شرفاء مصر إلى الخارج لأن أجهزة الأمن تطاردهم ولم تعد بلادي بلد الأمن ولا الأمان. 

وعدد هؤلاء كبير جداً لا يقل عن ألف شخص! والعديد منهم أصدقائي وحبايبي وأصحابي، وبالطبع لا أستطيع حصرهم كلهم، وعيب ذكر بعضهم ونسيان البعض الآخر، لكنني أستطيع حصر زملائي الصحفيين الذين أضطروا للهجرة، وكلهم من الأعزاء، وياما أكلنا عيش وملح سوا بالتعبير المصري! ومعظم هؤلاء مقيمين في تركيا وتحديداً في إسطنبول! ويأتي على رأسهم زميلي الحبيب الجميل صلاح عبدالمقصود الذي صاحبني طويلاً في مجلس نقابة الصحفيين، وإليه يرجع الفضل الأول في إقامة مشروع العلاج بالنقابة، وكذلك مشروع التكافل وغير ذلك من المشاريع الناجحة! ولا أستطيع أن أنسى أبدا أبدا أصدقائي الأعزاء الدكتور جمال نصار، وعادل الأنصاري، وقطب العربي، ومحمد حسين!! وكل منهم مكانته كبيرة جداً في قلبي وربنا يحفظهم جميعاً! 

وفي لندن يوجد صديقي الحبيب وائل قنديل! وقلمه كان ومازال مدفعية ثقيلة في مواجهة الإستبداد السياسي الذي يحكمنا! ولا أنسى بالطبع صديقي العزيز عبدالمنعم محمود المقيم هناك أيضاً وقد عرفته منذ ما يقرب من ربع قرن عندما كنا نعمل سويا في جريدة الدستور. وفي منطقة الخليج وتحديداً دولة قطر يعيش حالياً مجموعة من الحبايب والأصدقاء لا أستطيع أن أنساهم أبدا وعلى رأسهم علاء البحار ومحمد حسين وصديقي المشاغب دوماً نجم جريدة الشعب صلاح بديوي. 

والجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأصدقاء يعيشون في ظروف بالغة القسوة، فهم بعيدون عن أقرب الناس إليهم، وبعضهم لم ير والديه منذ سنوات طويلة، وآخرون محرومين من أزواجهم وأولادهم! بسبب السلطة العسكرية التي تحكمنا والتي أصدرت فرمانات ظالمة بقطع التواصل ومنع السفر إلى الخارج لكل مصري له أقارب من الدرجة الأولى هاجروا من مصر رفضا لحكم العسكر! لكن يعجبني أن روحهم المعنوية عالية، فلم يصيبهم اليأس أبدا، وأنا على تواصل دوماً مع معظمهم للسؤال عليهم وتفقد أحوالهم، بعدما تركوا فراغاً رهيبا في حياتي، 


وغداً يجتمع بإذن الله شمل الأحبة بعدما تشرق شمس الحرية في بلادي ويزول الظلم والظلام والظلمات.. وقول يا رب! 

الخميس، 24 يونيو 2021

شخصيات في حياتي - أنسي ساويرس 2 : هذه حكايتي مع "أوراسكوم"



شركة أوراسكوم التي تملكها أسرة ساويرس من كبرى الشركات في مصر وبدايتها ترجع إلى عام ١٩٥٠ عندما بدأ رب الأسرة أنسي ساويرس عمله في مجال المقاولات بالاشتراك مع "لمعي يعقوب" الذي يراه بمثابة أستاذه وتعلم منه الكثير. 

والشركة أنشئت تحت اسم "لمعي وأنسي" وعنوانها التلغرافي أوراسكوم. 

ويقول ساويرس: وعقب عودتي من ليبيا وبدايتي من جديد في مصر عام ١٩٧٧ أطلقت على شركتي الوليدة أسم أوراسكوم. 

ويبدأ أنسي ساويرس في سرد الحكاية من أولها بطريقة غير متوقعة تصحبها ضحكة لطيفة: 

أتذكر أنني كنت ولدا شقيا خاصة في مدرسة سوهاج الإبتدائية، وكان عندنا نصف يوم أيام الإثنين والخميس، فكنا نخرج لنلعب في الشارع، وأتذكر في يوم كنا نتقاذف بالطين أنا وأصحابي فرجعت بظهري إلى الخلف وكانت هناك حفرة عميقة في إنتظاري لم أشاهدها ووقعت فيها، وأصبت بعدة جروح.. وكانت هذه الحفرة أمام عمارة في طور الإنشاء يبنيها أبي في سوهاج بشارع النيل، وهرب جميع زملائي عندما شاهدوا ما حدث لي! وظللت ساعات طوال داخل الحفرة حتى خيم الظلام ، وأخذت أمي تبحث عني دون جدوى، ولم يخطر ببالها بالطبع المكان الذي أنا فيه! وأخيراً أخبر أحد زملائي أمه بما حدث بعدما رأته مرتبكاً، فأخذت في إستجوابه حتى عرفت منه ما جرى لي، وتم إنتشالي ، وتبين أنني أصبت بارتجاج في المخ. 

وعندما تخرجت من كلية الزراعة أكتشفت أنني لا أصلح في الزراعة واستنكف الفلاحون أن يعيش إبن مالك الأرض بينهم وأن يرتدي الجلباب ويكون واحد منهم، وهو خريج الجامعة ومكانه الطبيعي وظيفة محترمة، ولم يكن من الممكن الإندماج بينهم وهم بهذه العقلية، وينظرون إلي باعتباري السيد! ولم أتصور نفسي أعيش في الأرض أفلحها طيلة عمري، كنت أريد الإنطلاق، وجاءت الفرصة الذهبية حيث كان أبي في ذلك الوقت يقوم بتعلية عمارته في سوهاج المكونة من ثلاثة أدوار ويبني أدواراً جديدة بها، تتكون من طابقين وهي ذات العمارة التي وقعت في حفرة أمامها وأنا طفل. 

(أستاذي لمعي يعقوب.. شكراً) 

ويقول أنسي ساويرس: كان المقاول الذي يقوم بهذه التعلية أسمه "لمعي يعقوب".. أنجذبت إليه، وتعلمت منه الكثير جداً .. كان غاية في الذكاء "وشاطر", ويفهم عمله جيدا وموهوب في الحسابات رغم أنه لم يكن خريج جامعة، لكنه حصل على الدكتوراه من الحياة والدنيا التي عاش فيها. 

وطبعاً رحب لمعي يعقوب بأن أعمل معه لأنه كان يحتاج إلى رأسمال، وهو يعلم بثراء أبي، فقمنا بتكوين شركة سنة ١٩٥٠ تحت إسم "لمعي وأنسي" للمقاولات، ولم يصدق أبي أنني سأنجح ، فقد كنت صغيرالسن ، في العشرين من عمري، كما أن هذا العمل أبعد ما يكون عن دراستي لكنني نجحت مع شريكي، وكان أول عقد لشركتنا الجديدة حفر آبار المياه وتركيب طلمبات ومواسير في ثمانية عشر موقعاً بسوهاج ثم حصلنا على عقد أكبر وهو إنشاء محطة مجاري أسيوط وبعدها توالت العقود، وكان معظمها مع وزارة الري، وتوسع نشاطنا وأصبحت لنا مكاتب في أسيوط والمنيا والقاهرة والمنصورة، ونجحنا والحمد لله، لكن جاءت صاعقة أطاحت بكل مكاسبنا. 

تم تأميم شركتنا سنة ١٩٦١ سافرت بعدها إلى ليبيا عام ١٩٦٦ بعدما ظللت بلا عمل خمس سنوات.وعدت إلى بلادي نهائيا في أغسطس سنة ١٩٧٧.. لاحظ أنني ولدت في هذا الشهر، وتزوجت فيه، وعرفت طعم الإستقرار بعد غربة طويلة .. يعني الإستقرار العاطفي عرفته في ٢٣ أغسطس سنة ١٩٥٣، والإستقرار المهني في أغسطس سنة ١٩٧٧ .. ولا تنسى أن برجي هو الأسد! 

وبدأت العمل في مصر بثلاثة موظفين، ابنة أختي واسمها "نبيلة المنقباوي" ومهندس أسمه "شريف فانوس" ، وكنا في حجرتين وصالة، وبلغ عدد موظفي الشركة والعاملين فيها مع بداية القرن الميلادي الجديد ١٢ ألف شخص، وستة آلاف آخرين يعملون بطريقة عارضة وغير منتظمة. 

ورغم أنني ركزت على عملي الأصلي بالمقاولات، إلا أنني قررت الإستفادة من تجاربي وعلاقاتي وخبراتي فاتجهت أيضاً إلى التوكيلات، وكان أول توكيل حصلت عليه من شركة "فولفو" السويدية، وبعدها توالت التوكيلات والأعمال رغم أنني ظننت في البداية أنني بدأت متأخراً بعد الإنفتاح الذي أنطلق سنة ١٩٧٤، لكن إتضح أنني جئت في وقتي تماماً. 

والفضل في النجاح الكبير الذي حققته شركة أوراسكوم يجب أن ينسب لأصحابه .. كل موظف في الشركة أنا مدين له وأشكره من صميم قلبي. 

وفي يقيني أن هذا النجاح كان ثمار ما انتظرته طويلا من تعليم أولادي، عنيت بتربيتهم وتعليمهم في أرقى المدارس والجامعات .. المدرسة الألماني بالقاهرة، ثم أنطلق كل منهم إلى جامعة أجنبية بالخارج. 

* نجيب .. الأكبر تعلم في أرقى كلية في سويسرا وهي المعهد العالي للتكنولوجيا بزيورخ. 

* سميح .. درس الهندسة في برلين وتخرج منها. 

* ناصف .. آخر العنقود دخل جامعة شيكاغو وتخصص في الإقتصاد. 

وقد أنفقت أموالي التي كسبتها من ليبيا على تعليم أولادي، ورأيت في هذا الإستثمار الصحيح للغد وقد صدق رأيي. 

الأربعاء، 23 يونيو 2021

شخصيات في حياتي - أنسي ساويرس: أجمل صفقة في حياتي أسمها يسرية

 


عائلة "ساويرس" اسم يعرفها كل الناس، وهي من كبرى العائلات في مجال البيزنس، وتأتي رقم واحد من حيث الثراء على مستوى مصر كلها. 

وعندما كنت أعمل في الصحافة الورقية أقتربت كثيرا من رب الأسرة "أنسي ساويرس"! وكنت أول من أجريت معه حوارا حول حياته الخاصة ونشأة أسرته وكيف وصلت إلى النجاح العظيم الذي وصلت إليه.. 

وفي بداية لقائي معه طلبت منه أن يحدثني عن نشأته الأولى، فابتسم إبتسامة واسعة تحية منه لأيام زمان الجميلة وقال: "أنا آخر العنقود" من مواليد ٣٠ أغسطس سنة ١٩٣٠، وهذا الشهر شهد أيضا زواجي، ولذلك أحبه، أخي الأكبر اسمه "مراد" ويليه "مختار" وقد أختار مهنة المحاماة، ثم تأتي "سميحة" وأخيراً "أنسي" أصغر الأبناء الذى هو أنا. 

وعن والديه يقول "أنسي ساويرس" : نحن من سوهاج.. أبي وأمي كل منهما أسمه على مسمى.. والدي أسمه "نجيب" وقد أسميت أبني الأكبر به.. كان "نجيبا" بالفعل ونبغ في المحاماة، وكان من أنجح المحامين في الصعيد كله، وكون ثروة لا بأس بها من عمله، ولم يعمل قط بالتجارة بل ظل مخلصاً لمهنته حتى سن الخامسة والسبعين، وبعدها تقاعد، وتوفي وعمره ٨٥ سنة.. وقد ورثت عنه الدقة في التعامل ولأنه كان محامياً، فقد كان حريصاً على كل ورقة يقوم بتوقيعها، وهذه الصفة من أبرز الصفات التي أخذتها منه في مجال عملي. 

وعن والدته يقول عنها: أسمها "بديعة عطاالله" .. كانت بالفعل سيدة بديعة، وتمتاز بالقوة والصلابة وقادرة على "حكم بلد" ، شديدة جدا علينا وترى ذلك لمصلحتنا، وأذكر مثلاً أنني لم أكن أكل "السبانخ" ، وعندما كنت أتبرم من أكلها وأتمرد تجبرني على تناولها طيلة الأسبوع عقاباً لي. 

ورغم أنها لم تكن سيدة متعلمة إلا أنها كانت حكيمة لها الرأي والقرار، ولم تكن هامشية أبدا في حياتنا، بل العكس هو الصحيح، فنحن الذين ننزل على رأيها إحتراماً لها، فلم يعرف بيتنا يوماً "سياسة سي السيد" ! 

والعجيب أنها كانت تفهم في السياسة وتحدثنا عن الوفد ومصطفى النحاس، كما كانت عطوفة جدا.. فالإيراد الذي يصلها من الأرض تخرج منه ١٠٪ أو ما يسمى "بالعشور" ، وهي تقابل الزكاة عند المسلمين، وهكذا كانت تفعل مع أي مبلغ يأتي إليها. 


(قصة حبي وزواجي) 

والحديث مع "أنسي ساويرس" عن أولاده جرنا بالطبع إلى الكلام عن ربة البيت وسيدته "يسرية لوزة". 

سألته: هل تزوجتها بعد قصة حب بينكما؟

 ضحك طويلاً ثم قال: للأسف لم يحدث هذا، وإنما كان لي صديق حميم اسمه "فتحي جورج" تزوج قبلي بسنة، ثم أخذ يحثني على الإرتباط بنصفي الأخر، ورشح لي عروستي "يسرية" ، فقد كان إبن عمها.. وتم الزواج، وكانت هذه "أجمل" صفقة في حياتي كلها. 

وعن زوجته يقول: تعلمت في كلية الأمريكان كلية رمسيس حالياً والدراسة فيها بالإنجليزية، والدها "ناصف لوزة" محامي من منفلوط، وصاحب أراض، والعائلة من بلدة مير بأسيوط. 

وقد عشت مع زوجتي بعد زواجنا في سنة ١٩٥٣ في سوهاج أولا ثم سنتين بأسيوط، وإنتقلنا إلى القاهرة سنة ١٩٥٦. 

وأهم ما تتميز به قدرتها على التحمل والتجانس مع المشاكل، وقد شهدت معي أياما صعبة جدا خاصة بعد التأميمات. 

وإليها يرجع الفضل الأكبر في تربية الأولاد بعدما سافرت إلى ليبيا سنة ١٩٦٦، وقامت هي بمهمتها خير قيام والدليل على ذلك ثلاثة أولاد ناجحين.. فشكراً لها. 

الاثنين، 21 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - الوطواط كشف سر أغرب متهم!




اللواء "حسين سماحي" عمل في الشرطة أربعين سنة وصل خلالها إلى أعلى المناصب، والجريمة التي يرويها وقعت قبل سنوات وفيها متهم من نوع خاص جداً!! مصيبته أنه يحب الشهرة!! 

البداية حادث سطو مسلح في وضح النهار إهتزت له القاهرة، مهاجمة سيارة تابعة لإحدى الشركات الكبرى، وكان بها صراف قادم من إحدى البنوك ومعه مرتبات موظفي الشركة، وقد تمكن اللصوص من سرقة آلاف الجنيهات بعد قتلهم الرجل المسئول عنها في قلب السيارة، فهي جناية بالإكراه وواضح أنه مخطط لها بعناية، فلم يترك الجناة أي أثر يدل عليهم، والعملية كلها لم تستغرق سوى دقائق قليلة. 

وبذلت الشرطة جهود مضنية لضبط المجرمين! وتشكلت فرق بحث على أعلى مستوى، وأفردت الصحف صفحاتها للحديث عن الحادث الذي وصف بأنه جريمة الموسم! 

وفجأة وقع ما لم يكن في الحسبان! قام سائق سيارة أجرة بتسليم نفسه إلى الشرطة، وقال أنه أحد المتهمين بالجريمة! وأن ضميره إستيقظ بعد فوات الأوان!! لكنه طاوعه!! ورفض أن يكمل السير في طريق الحرام، ومستعد لقبول العقوبة المناسبة جزاء على ما أقترفت يداه بشرط أن تكون محاكمته عادلة وعلنية! 

ونشرت الصحف صور المتهم "الشهم" الذي أصبح نجما في أجهزة الإعلام بين ليلة وضحاها! ووجدته الشرطة هدية من السماء جاء ليحل لغز الجريمة الغامضة! 


وكانت المفاجأة أن الجاني رغم إعترافاته عن أسباب إرتكابه للحادث وكيفية وقوع الجريمة إلا أنه بدا وكأنه لا يعرف شيئ عن العناصر الأساسية في تلك الجناية! فلم يدل بمعلومات ذات قيمة عن شركاؤه، ولا يعرف أين إختفت الأموال الطائلة التي تمت سرقتها بعد قتل الصراف المسئول عنها! 

وإحتارت الشرطة في أمره، وبدا أنه يحاول تضليلها وكسب الوقت لغرض ما في نفسه! 

ويقول اللواء "حسين سماحي" : كنت وقتها رئيساً لمباحث وزارة الداخلية، وإزاء غموضه تم الإستعانة بلص تائب معروف باسم "الوطواط", وله شهرته ومعروف بنفوذه بين البلطجية! وأصبح زميل زنزانة المتهم في حادث السطو، وبسرعة كما توقعنا نجح الوطواط في إكتساب ثقة هذا الشخص وهما يتسامران وراء الشمس! وأدلى بإعترافات لم تخطر ببال أحد .. قال له: ليست لي صلة بهذه الجريمة من بعيد أو قريب! كنت دائما أبحث عن الشهرة! وعندما وقع هذا الحادث جاءني خاطر شيطاني بتمثيل دور متهم!! وفعلاً ذاعت شهرتي وأصبحت نجما!! لكنني حالياً نادم جدا، وأريد الخروج من تلك الورطة! 

ويقول لواء الشرطة: وبالطبع لم يصدقه أحد!! هل يوجد في الدنيا إنسان يحب دخول السجن بمزاجه؟؟ ومن حسن حظه أنه تم في هذا الوقت ضبط العصابة الإجرامية الحقيقية بعد جهود مضنية! وكانت تستعد لإرتكاب حادث مماثل للجريمة الأولى بسرقة صراف آخر وقتله! لكن أجهزة الأمن أحبطت المخطط في آخر لحظة! وإتضح بالفعل أن المتهم الذي أصر أنه إرتكب الحادث لا صلة له بهؤلاء المجرمين! وإنما أدعى ذلك من باب الشهرة!! وبالفعل تم إطلاق سراحه، وأشهد أنه أغرب متهم قابلته في حياتي. 

ست الكل : ٧ فئات من الناس تقول: "بلاها زواج"!



تلك الكلمة "بلاها" مصرية صميمة ويعني أن هذا الموضوع لا أحبه وأكرهه، وهناك فئات من الناس تقول : "بلاها زواج" ، وأستطيع حصرهم في نقاط محددة: 


١- إنسان فشل في هذا الأمر وربما أكثر من مرة، وخرج بتجارب مؤلمة وأصابته عقدة نفسية منه، ولذلك يقول: "بلاها زواج". 


٢- وآخر متزوج بالفعل، لكنه غير سعيد، فنصفه الآخر "نكدي" ولا يستطيع الفكاك منه ولذلك يقول :"بلاها زواج" يعني تجده نادم على ما فعله ويعتقد أنه إرتكب غلطة العمر. 


٣- دخل في إرتباط عاطفي فاشل .. مرة أو أكثر، وكان من المفترض أن يترجم إلى إرتباط شرعي، ولم يحدث ذلك لسبب أو لآخر، ولذلك يقول "بلاها زواج"!! 


٤- واحدة تقدم بها السن، ولم تجد فارس أحلامها حتى الآن ولذلك تقول "بلاها زواج" .. يعني لن تتزوج حتى تجد العريس الذي ترضى عنه. 


٥- وأخرى قررت تكريس حياتها للعلم والعمل أولا، وتقول "بلاها زواج" الآن، فهو مشروع مؤجل حتى تثبت وجودها العملي أولا. 


٦- واحد عايز يلعب بديله!! ويريد أن يعيش حرا كما يزعم بلا زواج ولا مسئوليات ولا أطفال، ولذلك يقول "بلاها زواج". 


٧- إنسان نشأ في أسرة مضطربة وخلافات عاصفة بين الوالدين فهو عنده عقدة من هذا الموضوع، وشاهد طلاق أحب الناس إليه، أو يعيش بمنزل تشتعل فيه نار النكد وطبيعي أن يقول: "بلاها زواج" ولن أكرر هذه التجربة أبدا. 


وكل هؤلاء يمكنهم أن يتزوجوا من جديد إذا وجدت سيدتي فارس أحلامها أو وجد هذا الذي يكره الزواج ست الكل التي يقع في حبها ويسعى للإرتباط بها .. فهذه الفئات السبع من الناس تفتقد الحب الحقيقي في حياتها.. 


وقبل الختام أذكر لحضرتك فئة من الأزواج خارج هذه التصنيفات السبع عاشوا سعداء في حياتهم ثم مات شريك العمر، وقالوا بعدها "بلاها زواج" فهم يعيشون على الماضي الجميل والذكريات الحلوة، ويرفضون أي إرتباط من جديد، وتكفيهم الأيام التي خلت. !!

السبت، 19 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - أسماء البلتاجي عروس السماء!!



ومن أبرز الذين صدر الحكم بإعدامهم في قضية فض رابعة صديقي العزيز الجميل الدكتور "محمد البلتاجي", أعرفه من سنوات طويلة منذ أن كان عضواً بمجلس الشعب وكان صوتاً مدويا تحت القبة ضد فساد مبارك ونظامه البوليسي، وبالطبع المقارنة لا تجوز بين فساد وإستبداد حكم العسكر، وما كنا نشكو منه قبل قيام ثورة يناير! 


والمعروف أن "البلتاجي" من رموز ثورة يناير، وأعتقد أنه كان المسئول عن الإخوان في ميدان التحرير، ويقال أن السيسي أتصل به وطلب منه إخلاء الميدان من أبناء الجماعة قبل موقعة الجمل وإقتحام البلطجية له! 

ولذلك عومل معاملة خاصة بعد "فض رابعة", وما أقصده عكس ما تتصور حضرتك حيث حاولوا تشويه صورته والإساءة إليه بكل الطرق الممكنة كما فعلوا مع العديد من رموز ثورة يناير، لكن البلتاجي "إتوصوا" به أكثر لأنه من الإخوان، وقاموا بحبس ولده دون أي سبب سوى أنه إبن البلتاجي، وهناك تضييق شديد داخل الحبس على الأب وولده! 


والجدير بالذكر أنه يوم مذبحة رابعة أصيب في قلبه .. أقصد أبنته الجميلة "أسماء" التي ذهبت شهيدة برصاصة غادرة،وأعجبني من وصفها بأنها عروس السماء وهناك فيديو كامل عن إستشهادها يبقى أقوى من مسلسل "الإختيار" وكل الإساءات الاخرى, وأبلغ رد عليه، ودليل صارخ على بشاعة الجريمة والأبرياء الذين ماتوا! 


وغداً تشرق شمس الحرية في سماء مصر وتنكشف كل حقائق المذبحة والجرائم التي إرتكبها حكم العسكر.

الخميس، 17 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - مشكلة خطيرة أعرضها على حضرتك



قبل أيام أجريت حوارا مع الدكتور فاروق إسماعيل الأستاذ الجامعي المرموق ويعمل في هذا المجال منذ ما يقرب من ستين عاما، وتدرج في مختلف المناصب القيادية فكان عميداً لهندسة القاهرة ثم مديراً للجامعة كلها، وفي أوائل القرن الحالي قام بتأسيس جامعة الأهرام الكندية وهي من كبرى الجامعات الخاصة ببلادي. 

وعندما سألته عن أهم مشاكل التعليم الجامعي كانت إجابته على الفور.. الزحمة .. الزحمة. 

ويشرح ما يعنيه قائلا: عدد طلاب المرحلة الجامعية ببلادنا يبلغ 3 مليون طالب منهم 600 ألف بالتعليم الفني، وفي الجامعات الحكومية تجد المدرجات مكتظة بآلاف الطلاب.. وصدق أو لا تصدق.. تجارة عين شمس وحدها تضم سبعين ألف طالب!! وفي تجارة القاهرة خمسة وخمسين ألف.. فهل يعقل هذا؟ 

مش معقول أبدا هذه الأعداد الهائلة.. ولا يمكن أن يكون هناك تعليم حقيقي وسط هذا الزحام الرهيب.. تلك مشكلة خطيرة أعرضها على حضرتك وأسألك: هل عندك حل لها؟ مع العلم أن الجامعات الخاصة التي تضم أعداد معقولة من الطلاب لا يزيد عدد الطلاب فيها عن 10٪ من إجمالي العدد الكلي لطلاب الجامعات المصرية. 

وخالي بالك من أمرين ألفت نظرك لهما.. 

أولها التفرقة الصارخة بين الأغنياء والفقراء في الكلية الواحدة.. وإلى جانب كلية التجارة والدراسة فيها باللغة العربية تجد قسم للأثرياء فقط باللغة الإنجليزية يضم أعداد قليلة من الطلاب ولكن مصاريفه باهظة!! 

وذات الأمر ينطبق على الأقسام بالعديد من الكليات الأخرى مثل الحقوق والإقتصاد والهندسة وغيرها حيث الدراسة بلغة الخواجات الإنجليزية أو الفرنسية!! 

فهل يرضيك تلك التفرقة؟؟ 

والأخطر من ذلك مستقبل هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم، فأين سيذهب كل هؤلاء بعد تخرجهم خاصة وأن التكنولوجيا الحديثة ستؤدي إلى الإستغناء عن العديد من الموظفين.. مثل البنوك وغيرها حيث التعامل في معظمه "آلي" ولا يحتاج إلى عدد كبير من العاملين.. إنها مشكلة خطيرة أعرضها على حضرتك وياريت تفكر فيها ويكون عندك تصور لحلها. 

الأربعاء، 16 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - يحلمون بالإعدام!!



أراهن أن عنوان مقالي لفت نظرك وحضرتك تتساءل في دهشة: وهل يعقل أن تجد إنسان فرحان لأنه سيتم إعدامه؟؟ والإجابة نعم يوجد!! 

وقبل شرح هذا الأمر الذي يدخل في دنيا العجائب أقول أنه صدر قبل يومين حكم نقض نهائي بإعدام 12 شخص في قضية فض رابعة! 

والمعروف أن رئيس تلك المحكمة أصدر السيسي قراراً بتعيينه في منصبه رئيساً للنقض، فهو إذن تابع للسلطة التنفيذية وليس مستقلا! وأي كلام عن قضاء مصر الشامخ المستقل كان زمان ولا يصلح حالياً! وتلك المحاكمة بالذات شابتها أخطاء فادحة! ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت رفضها للحكم عند صدوره في أول درجة قبل الاستئناف والنقض وأكدت أنها لم تكن محاكمة عادلة! ومنظمة العفو الدولية أدانت الحكم الصادر قبل يومين وقالت أن نظام السيسي قام بإعدام 51 شخص خلال النصف الأول من عام 2021 مما يجعله في مقدمة دول العالم التي يتم فيها تنفيذ أحكام إعدام ولا ينافسها في ذلك سوى بعض دول الشرق الأوسط مثل السعودية وإيران والعراق. 

وقالت منظمة العفو الدولية أنها طالبت أكثر من مرة حكومة السيسي بمحاكمة المسئولين عن مجزرة رابعة دون جدوى! 

والجدير بالذكر أنها الأبشع في تاريخ مصر راح ضحيتها المئات من الضحايا المدنيين، بل تقول بعض الإحصاءات أسماء أكثر من ألف شخص قتلوا في رابعة! 

والجدير بالذكر أن هناك بعض المتهمين في قضية فض رابعة ألقي القبض عليهم قبل الفض، ومع ذلك قام النقض بتأييد الأحكام المشددة الصادرة بحقهم مثل المحامي البارز "عصام سلطان" الذي صدر ضده حكم بالمؤبد، وأبناء العالم الراحل "عبدالحي الفرماوي" "محمد ومصطفى" وتم تأييد الحكم بإعدامهم!! وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب! ودليل قاطع على العوار الذي شاب تلك المحاكمة في مراحلها المختلفة. 

وأعود إلى الكلام الذي أصابك بدهشة: إزاي إنسان يكون سعيد ومبسوط قوي بعدما علم بالحكم بإعدامه.. والإجابة: إنهم يرفعون شعار "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"! وهم يعتقدون أنهم سيذهبون شهداء عند ربهم بعدما يعدمهم نظام ظالم قتل الآلاف من أبناء مصر!! ومن جهة أخرى فإنني شخصياً أعتقد أن الذهاب للقاء الله أفضل كثيرا من بلاوي السجن المؤبد! ولا أعرف هل تشاركني حضرتك هذا الإعتقاد أم لا؟.  


وأخيراً أقول أنه عندما تشرق شمس الحرية في مصر، فسيتم الكشف عن حقيقة ما جرى في رابعة! وتفاصيل أبشع مذبحة في تاريخ مصر! ويومها سيراجع أصحاب الضمائر الحية الذين هللوا لما جرى مواقفهم السابقة في الإساءة إلى المعتصمين وتشويه صورتهم بكل الطرق الممكنة! وسيتأكد للجميع أنها كانت وصمة على للإنسانية كلها، وأطلب من ربي أن تشرق شمس الحرية في القريب العاجل حتى تكون هناك فرصة للمراجعة والأهم معاقبة كل مجرم شارك فيها. 

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

شخصيات في حياتي - أشهر محاسب في مصر 2 : وهذه حكايتي مع الملاك الأسمر



بالأمس تحدث "حازم حسن" أشهر محاسب في مصر عن النجدة التي جاءته من السماء في أوائل الستينات من القرن العشرين عندما أوشك مكتب والده على الإفلاس بعد تأميم العديد من الشركات الكبرى التي كان يقوم بمراجعة حساباتها. 

واليوم يحكي عن معجزة إلهية أخرى حدثت في تلك الأيام السوداء، وتدل على أن السماء تقف دائما إلى جانب الرجل الشريف. 

والبطل هذه المرة "ملاك أسمر" طرق باب مكتب المحاسبة الذي يملكه والده "زكي حسن" وقدم لنا نفسه: أنا من بنك التنمية الإفريقي ومقره في أبيدجان بساحل العاج! وأريد بعض المعلومات عن مكتبكم. 

ويقول حازم حسن: قدم أبي كل البيانات التي طلبها، لكنه شرح له الظروف الصعبة للمكتب الذي يديره! وبعد إنصرافه جرت بيني وبين أبي مناقشة!! قلت له: لقد قدمت له صورة سيئة جداً عن مكتبنا! فأجابني قائلا: إنها الأمانة التي تقتضي مني أن أذكر له حقيقة أوضاعنا كاملة! 

تساءلت: ولماذا لم تحتفل به كما يجب؟ 

أجاب: عاملته بطريقة طبيعية، وكنت معه في منتهى الأدب! لكنني أرفض نفاقه أو مجاملته بطريقة رخيصة! 

ومرت شهور على تلك الواقعة ونسيت تماماً زيارة هذا المسئول الأفريقي لنا! وبعد فترة فوجئت بما أسعدني.. بل ويمكنك أن تعتبرها مفاجأة العمر! إختارنا بنك التنمية الإفريقي دون كل مكاتب المحاسبة في أفريقيا لنراجع ميزانيته.. وكنا في أشد الحاجة في ذلك الوقت إلى مثل هذا العمل الكبير الذي يضعنا في طريق الإنطلاق من جديد! ولم تخطر ببالنا أبدا هذه الهدية القادمة من السماء! 

وعندما قابلت "الملاك الأسمر" وهو نائب رئيس البنك للشئون المالية سألته: ولماذا أخترت مكتبنا دون سواه ليراجع حساباتكم؟ 

أجاب قائلا: والدك إنسان صادق وأمين. 

هتفت نفسي قائلة: يا بابا ما أعظمك.. كنت بعيد النظر في تعاملك مع الملاك الأسمر وتذكرت كلمته: "حازم يا أبني.. الأمانة تقتضي أن أذكر له حقيقة أوضاعنا كاملة" .. صدقت يا أغلى الناس.. الأمانة .. الأمانة .. مفتاح النجاح. 

الاثنين، 14 يونيو 2021

شخصيات في حياتي - أشهر محاسب في مصر 1: ملائكة من السماء.. واحد أبيض والثاني أسمر أنقذونا من الإفلاس!!


هناك حكمة شهيرة تقول: "إشتدي يا أزمة تنفرجي"! والقرآن الكريم يقول: "إن مع العسر يسرا"! إنها دعوة للتفاؤل مهما إشتد الظلام حولك. ربنا قادر على إنقاذك مثلما حدث مع "حازم حسن" أكبر محاسب في مصر. 

ويكفي أن تعلم أن صندوق النقد الدولي ومقره واشنطن، اختاره يوما لكي يراجع ميزانيته الهائلة!! ويرأس مجلس إدارة مؤسسة "حازم حسن" للمحاسبة والإستشارات القانونية! وهو كيان ضخم يقوم بمراجعة ميزانيات أكثر من ألف شركة كبرى في مختلف المجالات. 

بدأ حواره معي قائلاً: في الستينات من القرن العشرين تعرض مكتب والدي "زكي حسن" لما يشبه الإفلاس!! والسبب قيام الحكم القائم في ذلك الوقت بتأميم العديد من كبار رجال الأعمال والشركات، وكان مكتب أبي يقوم بمراجعة حساباتهم!! وبسبب ذلك حدث إنكماش كبير في أعمالنا! وأزدادت أحوالنا تدهورا بعد الكارثة التي حاقت بالقطاع الخاص كله في مصر. ويضيف قائلاً.. كان والدي رحمه الله رجل "دوغري" يرفض النفاق والمداهنة أو تقديم أي تنازل! كما أنه دقيق جداً في عمله! ورأيته دوماً قدوتي ومثلي الأعلى! 

وسألت نفسي: كيف يمكن لهذا الرجل الشريف أن يلقى هذا المصير السيئ؟ هل هذا هو جزاء أمانته؟ وسارعت بإستغفار ربي.. فقد شعرت أنني أعترض على القدر! 

وفي يوم لا أنساه جاءتني الإجابة على سؤالي.. كنت جالساً مع والدي حين جاءنا من يخبرنا أن هناك أثنين من الخواجات يريدون مقابلتنا!! وكل واحد فيهم طويل جداً واشقر اللون!! وتعجبنا بالطبع من هذه المفاجأة وتساءلنا: ومن يكون هؤلاء؟ قدموا لنا أنفسهم: نحن من السويد.. شركتنا كانت تملك شركة النيل للكبريت في بلادكم وتعرضت للتأميم سنة 1961، وجئنا إلى مصر لنبحث أوضاعها وعند فحص سجلاتها تبين لنا أنكم كنتم تراجعون ميزانية شركتنا، ولم تأخذوا أتعابكم! فنحن مدينون لكم بمبلغ ألفين جنيه! وأعطونا شيك بالمبلغ ثم أختفوا! وهذا الأمر كله لم يستغرق سوى خمس دقائق!! ورأيتهم وكأنهم ملائكة قادمين من السماء لإنقاذنا! ومبلغ ألفين جنيه في ذلك الوقت كان يساوي الكثير في تلك الأيام الصعبة عشرون ألف أو أكثر في زماننا الحالي. 

وكانت مفاجأة كاملة لنا لم تتوقعها أبدا.. وغدا بإذن الله حكاية الملاك الأسمر.

الأحد، 13 يونيو 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - قصة غير تقليدية



كانت فتاة في السادسة عشرة من عمرها عندما أحبت، كان يمكن أن تسعد بحبها، لكن طموحها غلف هذا الحب بغلاف سميك فلم تعد تحس به، وظنت أنها تستطيع أن تستغني عنه! 

وسارت في الطريق الطويل الذي اختارته لنفسها وهو لا ينتهي.. ولم يعد الرجال في حياتها سوى درجات سلم تصعد عليه، وبعضهم غذاء لابد منه إلى أن وصلت أو تعبت من كثرة الصعود، فجلست تستريح على إحدى القمم! واسترخى طموحها، وبدأ الغلاف السميك ينزاح عن عواطفها،ةوعادت تشعر بالحب من جديد تجاه ذات الرجل الذي اختارته عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها. 

وبدأت تتساءل: هل أخطأت عندما ضحت به من أجل طموحها؟ وبدأت تحس بالندم! وشعرت أنها أضاعت عمرها في سبيل أوهام!! إن كل ما وصلت إليه أوهام.. المال والشهرة والنجاح كلها أوهام! والحقيقة الوحيدة في حياتها أضاعتها بيديها وهي الحب. 


وخرجت تبحث عنه بعد أربعة وعشرين عاماً وهي في الأربعين من عمرها، ووجدته مازال قويا يافعا مرحا كما كان في شبابه. وتقدمت إليه في خطى مرتجفة وعيناها معلقتين بوجهه الأسمر.. ونظر إليها وكأنه تذكر شيئاً ثم صاح في دهشة :"ياه مالك عجزت كدة؟ اللي يشوفك يقول عليك أن أنتي أكبر مني"!! وشعرت كأنه طعنها .. إنها بالفعل تبدو عجوز.. لقد إمتص طموحها كل شبابها، وكل حيويتها، وتركها بالفعل كالبرتقالة الممصوصة!! 

قالت له في صوت حزين: حدثني عن نفسك. 

ولم يحدثها وإنما جذبها من يديها وكأنها طفلة، وسار بها إلى بيته.. بيت متواضع بسيط ليس فيه نجف كريستال ولا مقاعد فخمة، لكن فيه ضحك ومرح وطيبة وحب.. زوجته تضحك وأولاده يضحكون والمقاعد الخشبية تضحك! 

وقال لزوجته وهو يقدمها إليها: ألا تعرفينها.. إنها حبي الأول. 

ردت الزوجة مرحبة بها: أهلا.. وأنا حبه الأخير. 

وعادت المرأة الطموح إلى قصرها الأنيق.. إلى الوحشة والفراغ والندم. 


وبعد.. هذه قصة قصيرة كتبها أبي الراحل إحسان عبدالقدوس عليه ألف رحمة قبل أكثر من ستين عاما سنة 1956. 

وأسألك رأيك.. عن قصة حبيبي أبي، واحترس من أن تكون إجابتك: وهل يريد والدك أن تقتل كل فتاة طموحة! وتتزوج وتجلس في بيتها باسم الحب؟ وإذا تصورت حضرتك ذلك فأنت مخطئ تماماً ولم تفهم ما كتبه، أنه فقط يدعو كل فتاة إلى التوازن بين أحلامها الخاصة والعامة.. بين قلبها وعقلها. وهذا منتهى العقل. 

السبت، 12 يونيو 2021

بالي مشغول - أقدم أستاذ جامعي : الزحام الشديد مشكلة التعليم الجامعي




الدكتور "فاروق إسماعيل" أستاذ جامعي مرموق يعمل في هذا المجال منذ أكثر من ستين عاما. وكان عميداً لكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وشغل مناصب عدة فكان رئيساً لتلك الجامعة، ثم قام بعد ذلك بتأسيس جامعة الأهرام الكندية أوائل القرن الميلادي الحالي وهي من كبرى الجامعات المصرية الخاصة. 


سألته عن مشاكل التعليم الجامعي ببلادنا وما يشغل باله في هذا المجال؟ 


فقال دون تردد: الزحام الرهيب في العديد من الكليات الجامعية الحكومية أراها المشكلة الأولى بالطبع. 

والجدير بالذكر أن عدد طلاب المرحلة الجامعية ببلادنا يبلغ 3 مليون طالب منهم 600 ألف بالتعليم الفني والمعاهد العليا! وعدد طلاب الجامعات الخاصة من بين هذه الملايين لا يزيد عن 10٪ من إجمالي العدد الكلي. 

ويضيف الدكتور فاروق إسماعيل قائلاً بصوت كله أسى: صدق او لا تصدق عدد الطلاب بكلية تجارة عين شمس يبلغ سبعين ألف طالب، وفي تجارة القاهرة خمسة وخمسين ألف.. مش معقول أبدا هذه الأعداد الهائلة.. لا يمكن أن يكون هناك تعليم حقيقي وسط هذا الزحام الرهيب! 

وحدث ولا حرج عن الأعداد الضخمة في معظم الكليات الحكومية. 

والجدير بالذكر أن هناك تفرقة صارخة بين الأثرياء والفقراء في الجامعات الحكومية.. هذا ما يؤكده أقدم أستاذ جامعي في مصر ويشرح ذلك قائلا: من يدفع أكثر يمكنه أن يتلقى تعليم بحق وحقيقي في برامج خاصة ولغات أجنبية مثلما نرى في العديد من الكليات مثل الهندسة والحقوق والإقتصاد بل وفي كليات التجارة ذاتها التي تشكو من التكدس الرهيب!! ومصروفات هذه البرامج الخاصة عالية ولا يقدر عليها إلا أبناء الأغنياء. 


سألته عن الحل في هذا التكدس الرهيب للطلاب، أجاب: مطلوب فكر غير تقليدي وحلول جذرية بشرط عدم المساس بمجانية التعليم التي نص عليها الدستور مثل إعادة النظر في قبول الطلاب ووضع ضوابط جديدة، لكن الأهم تقسيم حقيقي بإدارات مستقلة داخل الجامعة الواحدة بحيث يتم توزيع الطلاب بطريقة معقولة فلا يتكدسون في مكان واحد ويوم واحد كما نرى في معظم الكليات حاليا. 

ويقول الدكتور فاروق إسماعيل: إذا كنا نشكو من التعليم المتدهور في الجامعات التي يتكدس فيها الطلاب فإن الأمور قد إزدادت سوء بالوباء الذي إنتشر وقام بشل الحركة في العديد من الأماكن وعلى رأسها الجامعات. ونظام التعليم عن بعد يجب أن يكون إستثنائي، فلا يمكن أن يكون هناك تعليم حقيقي للطالب وهو بعيد عن المكان الذي يدرس فيه ويكتفي بتلقي دروسه عن بعد. 

وفي رأي الأستاذ الجامعي المرموق أن التعليم الفني يعاني من مشاكل خطيرة، والزحام أيضاً هناك كبير، وياريت قيام وزارة متفرغة لها تنهض بها بعقلية جديدة ومختلفة، ونجاح هذا النوع من التعليم مرتبط بضرورة أن يكون هناك شراكة كاملة بين التعليم والقطاع الخاص، بحيث لا يكتفي الطالب بالدروس النظرية، بل يتلقى تدريبا عمليا يستمر طيلة العام في مصانع ومؤسسات القطاع الخاص. 

وصدق من قال: "أحلام اليوم هي حقائق الغد". 

الخميس، 10 يونيو 2021

مواصفات التدين الجميل - ثغرة خطيرة : باب النجار مخلع!!



لا أنسى الخطاب الذي جاءني من قارئة تقول فيه : الجميع يشيدون بزوجي ويقولون عنه أنه رجل زي الفل وجنتلمان قوي ونموذج للتدين الحلو. 

لكن الحقيقة أنه يهمل بيته، ويعاملني بجفوة لا يعامل بها الآخرين، فأخلاقه الحلوة مش موجودة في بيتنا!! أرى أنه يعمل على تجميل نفسه لتحسين صورته أمام الناس والمجتمع .. الآخرون يثقون له، وأقرب الناس إليه التي هي أنا غير راضية عنه!! ماذا أفعل معه بعدما إنطبق عليه المثل الشائع "باب النجار مخلع"!! 

وقلت رداً على رسالتها: منذ الوهلة الأولى قد يبدو أن مشكلتك فريدة من نوعها، لكن الحقيقة غير ذلك، فهذه الظاهرة نشكو منها في مجتمعنا الشرقي!! 

وكثيرا ما نرى الرجل بوجهين، وجه يتجمل به أمام الناس ويقدم نفسه للمجتمع على أساس أنه دمث الخلق وغاية في الذوق وذلك تحقيقاً لمصالحه!! ووجه حقيقي يظهر به في بيته فيخلع القناع المزيف!! ويكون الخطأ مضاعفا إذا كان الرجل متدين لأنه يسيئ إلى الدين الذي ينتمي إليه، ونبي الإسلام يقول : "خيركم خيركم لأهله". وآثار سلوك الإنسان الطيب يجب أن ينعكس على أهله أولا قبل أن نراه بالخارج في معاملته للناس .. والمطلوب منك يا سيدتي عدة أمور بغرض تحسين سلوكه داخل منزله، أولها أن تؤدي أنت واجباتك الزوجية بما يرضي الله، ولا تتخذي من إهماله لك ذريعة لتقصيرك داخل المنزل، كما يجب تنبيهه برفق إلى سلبياته التي تشتكين منها، فإذا لم يحدث تغيير فليكن معه وقفة أكثر حزما يتدخل فيها أقرب الناس إليه. 

وأخيراً.. لا تنسي سلاح الدعاء إلى الله، إنه إحدى أدواتك المهمة لرفع الظلم الواقع عليك، والسماء تستحي أن يرفع المظلوم يده فيردها خائبة!! 

عجائب عبد القدوس - متى تعلن وزيرة الصحة وجود خلية إخوانية في وزارتها



المؤكد أن عنوان مقالي أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب لكن بعدما أشرح لك وجهة نظري ستقول أن هذا الأمر غير مستبعد. 

ووزارة الصحة تواجه مشاكل ضخمة وفشل ذريع في مواجهة الوباء المنتشر في البلاد، والأرقام التي تعلنها غير صحيحة بالمرة، والفارق شاسع بينها وبين الواقع، وعلاقتها بنقابة الأطباء متدهورة، مع العلم أن عدد الوفيات بين الأطباء الذين يتصدون للمرض الفتاك من أعلى النسب في العالم!! 

وحتى هذه اللحظة لم يتم تطعيم إلا عدد ضئيل جدا من السكان وهي نسبة لا تكاد تذكر بين المئة مليون مصري في حين أن دول أخرى عربية وأجنبية نجحت في تطعيم الملايين من أبناءها وتحصينهم ضد وباء الكورونا. 

والجهات الحكومية أعتادت على إلقاء فشلها في مواجهة الأزمات على الإخوان المسلمين!! فهم عندهم بمثابة شماعة الفشل!! وهكذا فعل السيسي في أزمة سد النهضة مع أثيوبيا، فقد أتهم ثورة يناير والإخوان بأنهم السبب في بداية هذه الكارثة، رغم أنه قام بشخصه بتوقيع إتفاقية عام 2015 سمحت لأثيوبيا بالإنطلاق في بناء السد بشرط المحافظة على حصة مصر من المياه، ودوما ترد هذه الدولة على مصر قائلة: بيننا وبينكم إتفاقية موقعة من رئيس دولتكم دون ذكر للإخوان أو ثورة يناير من قريب أو بعيد!! 

وفي الفترة الأخيرة شاهدنا العديد من حوادث القطارات، والعديد من وزراء النقل المدنيين في عهود مختلفة إستقالوا بسبب ذلك، لكن الوزير الحالي مختلف، فهو رجل عسكري! لذلك ألقى اللوم على الإخوان بأنهم أحد أسباب هذه الحوادث لوجودهم في مراكز حساسة خاصة بتشغيل القطارات!! 

وبعد فشل وزيرة الصحة والمشاكل التي تواجهها فلا أستبعد أبدا الزعم بأن هناك إخوان داخل الوزارة يعملون على تعطيل وصول اللقاح إلى المصريين لنشر الإصابات بينهم والعمل على قتلهم!! 

وصدق أو لا تصدق ستجد من يصدقها كما حدث مع الكلام الخائب لوزير النقل.. عجائب. 

الأربعاء، 9 يونيو 2021

ست الكل - الحب الأعمى مشكلة كبيرة!



الزواج قسمة ونصيب أو بتعبير آخر أنت وحظك! 

إذا كان مكتوب لك السعادة في الدنيا فستجد الآخر يسعدك وتسعده! وإذا كان غير ذلك فعليك أن تمر بتجربة أو تجارب فاشلة، وكان الله في عونك وأنت تبحث عن سعادتك. 


ومن أهم أسباب الفشل تلك الحكمة التي تقول : "الحب أعمى" وهذا صحيح إلى حد كبير والسعادة الزوجية يكون الحب فيها بعيون مفتوحة يعرف كل منهم بالمعاشرة اليومية عيوب الآخر جيداً فالكمال لله وحده، ويتحمل كل طرف الآخر لأنه في النهاية يسعده. 

وفي الحب الأعمى الوضع مختلف، فهو يظن أنه قد إرتبط بإنسانة زي الفل تستحق لقب ست الكل، ولكن عند معاشرتها يتضح أنها مقلب كبير ويتحول شهر العسل إلى بصل!! وهي تعتقد أنها قد عثرت على زوج لقطة بعدما جمعت بينهما قصة حب عاصفة، لكن بمرور الأيام يخمد هذا الحب، وتتضح العيوب الخطيرة في شخصيته وآه من الخيانة والكذب والبخل وحب السيطرة!! فهي صفات تنسف أي حب!! 

ويدخل في دنيا العجائب طلاق زوجين جمع بينهما حب كبير! ولكن بتشخيص الحالة تتعرف على السبب .. أنه الحب الأعمى!! ويارب تحفظنا منه. 

عجائب عبد القدوس - الإستبداد السياسي والتقييم الموضوعي المستحيل




سبع سنوات مرت على النظام القائم في مصر، ويقول أنصار السيسي أنه حقق إنجازات ضخمة خلال تلك الفترة القصيرة. 

وعندي رأي في هذا الموضوع قد يكون مفاجأة لحضرتك ويتمثل في أنه لا يمكن تقييم إنجازات من يحكمنا في ظل أوضاعنا الراهنة! 

وأراهن أنك أعتبرت كلامي يدخل في دنيا العجائب، وتتساءل عن السبب الذي يدفعني إلى هذا القول! ووجهة نظري أن التقييم الموضوعي يتطلب قدرا معقولاً من حرية الرأي تستطيع من خلاله أن تذكر إيجابيات الحاكم وأخطاءه، وهذا غير متوفر حاليا، والنتيجة أنك تجد وجهات نظر متناقضة وعلى طرفي نقيض في تقييم من يحكم مصر حالياً. 


وإذا جئنا إلى أنصار السيسي نجدهم يؤكدون أنه قد حقق إنجازات ضخمة، وبالطبع مفيش أي أخطاء له!! وحتى إذا وجدت فلا يجرؤ أحد منهم ذكرها! فالحاكم في ظل الإستبداد السياسي له عصمة وإنتقاده ممنوع، ويعرض صاحبه للخطر، ويشكك في وطنيته فكل من ينتقد السيسي يبقى خاين وعميل وإخواني، ولذلك تجد أنصاره يتجاهلون أخطاءه، ويرفعون شعار "طناش"! أو قد يحاولون تمييعها وتفسيرها على هواهم، بل تجد من يدافع عنها بلا حياء!! 

وإذا إنتقلنا إلى الطرف الآخر أو المعارضين تجد أنهم لا يستطيعون تقييم الإنجازات التي تحققت! والسبب أنهم يرون بلاوي كبرى في الإستبداد الذي يحكمنا يتمثل في أمرين ..

أولهم السلطات المطلقة للرئيس، وأنه فوق أي مسائلة، ويحكم البلاد بقبضة من حديد، وترتب على ذلك مآسي كثيرة خاصة في الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، كما أن له السيطرة الكاملة على كامل مرافق الدولة، فلا يوجد أي فصل بين السلطات. 

والبلوى الثانية تتمثل في سيطرة الجيش على الحياة المدنية ببلادنا حيث تجده في معظم المرافق الأساسية، وله بزنس في مشروعات مختلفة معظمها خاضعا للجهات السيادية، وحرية الصحافة في أسوأ أوضاعها، وعدد زملاءنا الصحفيين الذين خلف القضبان كبير، ولم يسبق له مثيل في تاريخ مصر! 

وبالله عليك كيف يمكن لهذا الرأي أن يتحدث عن إنجازات السيسي ومشروعاته العملاقة. 


وألخص كلامي بعنوان موضوعي.. التقييم الموضوعي مستحيل في ظل الإستبداد السياسي الذي يحكمنا .. أليس كذلك؟ 

الثلاثاء، 8 يونيو 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - القضية نائمة في سيارة كاديلاك!!



بمناسبة ما جرى مؤخرا من أحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسألك هل قرأت قصة حبيبي أبي :"القضية نائمة في سيارة كاديلاك" !!إنه يضع يده بفن راق وأدب رفيع على أحد أسباب ضياع فلسطين! 

وقبل أن أقدم لك قصته أقول أن الشعب الفلسطيني ثلاثة أقسام أولها مقاومة حقيقية ضد الاحتلال وهذا ما رأيناه في الحرب الدامية التي دارت والمقاومة البطولية في القدس ضد تهويد المدينة  وهناك للأسف قسم أستسلم للأوضاع اليائسة الظالمة ويريد أن يأكل عيش ويعيش يومه وأخطر الفئات الثلاثة هم من يتاجرون بالقضية وهم قلة وكلامهم الرنان عن فلسطين يختلف كليا عن أفعالهم وقصة حبيبي أبي تتناول هذه الفئة بالذات  

وهذه القصة كتبها إحسان عبدالقدوس رحمه الله بعد عدوان 1967م ونشرها في أخبار اليوم حيث كان رئيسا لتحريرها وأحدثت ضجة كبرى في ذلك الوقت ففي هذه القصة يوضح كيف ضاعت قضية فلسطين على أيدي من يساومون بها.  وهي تتحدث عن مناضل فلسطيني كل فكره معلق بقضية بلده يتعرف على سيدة من الأثرياء في لبنان حيث يعيش ويأخذ منها المال ليشتري السلاح، وهكذا أقنع نفسه بأن الغاية تبرر الوسيلة. ومن أجل ذلك يقدم التنازلات تلو الأخرى تجاه تلك المرأة التي أحبته وجعلته من الأثرياء ، وطبعا تلاشت القضية التي ناضل من أجلها طويلا أمام الكاديلاك الفاخرة التي أهدتها له ، والغريب في الأمر أنه ما زال حتى هذه اللحظة يثرثر كثيرا عن فلسطين.. كلام في كلام .. إدانة وشجب واستنكار ولا شيء بعد ذلك!! 

ومن فضلك أنظر إلى العنوان الذي أختاره حبيبي عنوان لقصته: القضية نائمة في سيارة كاديلاك.. أعجبني كثيرا عنوانه وأراهن أنه نال إعجابك أيضا.. أليس كذلك؟

الخميس، 3 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - يا لها من زوجة رائعة



كانت السنة الماضية صعبة من جميع الوجوه، وشهدت رحيل الكثير من الأحباب!! 

وأخشى أن يكون العام الحالي إمتداد لما سبقه!! 

وفي اليوم الثالث من يونيو الماضي توفي فجأة صديقي العزيز الجميل "رجائي الميرغني" الذي زاملني لسنوات طويلة في مجلس نقابة الصحفيين! وقد إمتاز بأمرين أساسيين .. نجاح وشطارة في كل ما يقوم به، فهو الجندي المجهول للعديد من التشريعات الصحفية التي صدرت بداية من أوائل التسعينات وحتى عام 2011، وهو بالمرصاد لكل القيود المفروضة على أصحاب الأقلام وكان محل إحترام من الجميع .. القيادات الصحفية والمسئولين بالدولة، وجموع الصحفيين. 

والأمر الثاني الذي تميز به صديقي الراحل شخصيته الحلوة، فهو من طراز إنساني جميل وراقي، ولذلك كانت صدمة رحيله هائلة وشديدة على أقرب الناس إليه خاصة على أبناءه وزوجته المخلصة الوفية "خيرية شعلان" وهي أيضاً زميلة صحفية كانت تعمل مع زوجها الراحل في وكالة أنباء الشرق الأوسط. والأحزان تتراجع بمرور الزمن، لكن حزنها لم يتراجع أبدا، وبعد رحيله كانت تكتب بإنتظام ويومياً تقريباً خواطرها عن زوجها الحبيب وتنشرها على الإنترنت، وهذا أمر استثنائي جدا ويدخل في دنيا العجائب وكلماتها عنه جميلة جداً وصادرة من القلب! ويدل على أنها زوجة رائعة! وقد طالبتها أكثر من مرة بأن تجمع هذه الخواطر في كتاب ليكون قدوة للشباب الذي يبحث عن نصفه الآخر، ويقرأه كل من يتطلع إلى حياة زوجية سعيدة، ويا سيدتي زوجك في الجنة بإذن الله، وربنا يعطيك القدرة على صبر الفراق، ومن فضلك حاولي الإبتسام من جديد، وأراهن أن حبيبك سيكون سعيدا وهو يطل عليك من الآخرة. 

عجائب عبد القدوس - عقلية الهزيمة



كارثة يونيو من عام 1967 لم تكن مجرد نكسة، بل كانت هزيمة ثقيلة أدت إلى تغيير الشرق الأوسط بالكامل، وأفقدت المصريين والعرب أراضي واسعة، وقد نجحنا في إسترداد شبه جزيرة سيناء بثمن باهظ عقب حرب أكتوبر، وماتزال أراضي واسعة خاضعة للإحتلال الصهيوني وعلى رأسها القدس المحتلة ومكانتها كبيرة عند المؤمنين من كافة الأديان السماوية. 


والمصيبة التي حلت بنا بسببها أن العقلية التي كانت تحكمنا كان بها خلل أساسي، فهي قائمة بالدرجة الأولى على حكم الفرد وبالروح والدم نفديك يا ريس، فهو الزعيم الملهم المنقذ وله سلطات هائلة ولا يخضع لأي رقابة ولا محاسبة، وهو المتحكم في كل أجهزة الدولة الأخرى، وإنسى أي كلام عن حرية الصحافة، والسجون مليئة بسجناء الرأي من شتى الاتجاهات، وهناك انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. والقوات المسلحة لم تعد مقتصرة على هدفها الأساسي ويتمثل في الدفاع عن الوطن، بل زحف كبار الضباط على المجتمع المدني، ورأينا العديد منهم في مراكز قيادية بالقطاع العام الذي نشأ أساساً بعد تأميم مئات من الشركات الكبرى التابعة للقطاع الخاص، بل رأينا الجيش وصل إلى الكورة!! حيث أقام معسكر تأهيل وتدريب للنادي الأهلي عام 1965 بعدما تدهورت أحواله وساءت نتائج فريقه، وكان ذلك بتعليمات من المشير عبدالحكيم عامر قائد الجيش وقتها. 

وما أشبه الليلة بالبارحة، رغم مرور أكثر من نصف قرن، على البلوى الكبرى نجد أن عقلية الهزيمة عادت بقوة لتحكمنا من جديد بالرئيس المنقذ ولا يسئل عما يفعل وله سلطات هائلة، وانتهاكات حقوق الإنسان، والجيش الذي زحف على الحياة المدنية وأصبحت له السيطرة على المرافق الأساسية .. وصدق أو لا تصدق حتى في الكورة تجده هناك .. عجائب!! 

الثلاثاء، 1 يونيو 2021

عجائب عبد القدوس - خطابات والدي إحسان عبدالقدوس بحر من الحب والحنان



كان حبيبي ابي عليه مليون رحمة يكتب لي وهو بالخارج خطابات وأنا صغير جدا أراها بحر من الحب والحنان ، ولا أظن أن هناك من الآباء فعلها الا قليلا أو قل استثناء ونادرا، فمثل هذه الرسائل لا تكتب للأبناء الا إذا بلغوا رشدهم، لكن إحسان عبدالقدوس رحمه الله طراز فريد من الرجال والآباء ، وإليك نماذج منها:

* خطاب مرسل وعمري سنتين فقط : حبيبي وصديقي محمد باشا: كل سنة وانت طيب والسنة الجاية تكون معايا في أوروبا لترى بنفسك أنك أجمل وأعظم من كل أطفال العالم.. خذ بالك من ماما، وحشتني يا أحب مخلوق لدي.

* وهذا خطاب آخر بعدما كبرت قليلا وأصبح عمري أقل من خمس سنوات!! محمد.. ابني.. حبيبي.. أنت كل شيء لي وكل أملي وكل اطمئناني وأنا واثق في المستقبل لأنني واثق فيك، وأعلم أنك ستكون إنسانا كبيرا ناجحاً أكبر مني وأنجح مني، فشكرا لأنك منحتني كل هذه الآمال. إحسان عبدالقدوس.

* وبعدما دخلت المدرسة في أبتدائي كتب لي من أوروبا قائلا : وحشتني وحشتني قوي لن أقول لك ذاكر لأنني أعلم أنك راجل وتستطيع تحمل مسئولية نفسك وتستطيع دائما أن تنجح، خذ بالك من ماما وأخوك و "نانو" (يقصد جدي) وألف قبلة وكمان ألف!

وهذه صورتي وأنا صغير وأبي يخاطبني وكأنني بلغت سن الرشد.

؟ - الوزير الصهيوني في ميدان التحرير



قبل أيام زار وزير خارجية العدو الصهيوني بلادنا لأول مرة منذ عام 2008 يعني منذ 13 سنة! وقد أدهشني ولفت نظري المكان الذي تم فيه لقاءه مع وزير خارجيتنا "سامح شكري"! 

فهو لم يتم بمكتب الوزير الأساسي بمقر وزارة الخارجية الضخم الذي يقع عند "ماسبيرو"! بل إلتقوا في مقر الوزارة القديم الذي يقع بميدان التحرير بالقرب من جامعة الدول العربية، وهو مبنى صغير كان سكنا لإحدى الأميرات، ثم تحول إلى مقر لوزارة الخارجية حتى بناء مقرها الحالي منذ أكثر من ثلاثين سنة، فأصبح هذا المكان مغلق معظم الوقت ولا يستخدم إلا إستثناء. 

وتساءلت في حزن وغضب: هل كان إختياره مقصوداً وله مغزاها ليقول الصهاينة أنهم قد جاءوا إلى ميدان التحرير رمز الثورة المصرية وكان موقفها رافضاً للإحتلال الإسرائيلي قبل أن يتم إجهاضها! ويتم توثيق العلاقات من جديد مع الصهاينة في ظل الحكم العسكري!! 


ومكان اللقاء أضع عليه مرة أخرى مليون علامة إستفهام .. وأتساءل كيف فات هذا المشهد على الجميع ولم يعلق عليه أحد. ولاشك أن الوزير الصهيوني كان سعيداً وهو يطل على مقر جامعة الدول العربية ويشاهد المكان الذي كان يوماً رمزاً للثورة .. وما جرى وتجاهل الجميع له أراه يدخل في دنيا العجائب!!