ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

حكايات إحسان عبد القدوس - في الذكرى رقم 102 بمولده.. إحسان عبدالقدوس



بقلم: إحسان عبدالقدوس


ولدت لأبي الأستاذ محمد عبدالقدوس ولأمي السيدة فاطمة اليوسف التي عرفت باسم "روزاليوسف" .. وكلاهما فنان .. درس أبي الهندسة وبدأ العمل موظفا في الحكومة كناظر مدرسة الأقصر الصناعية ثم ترك الحكومة وتفرغ لكلية الفن .. كان كاتباً يكتب المسرحيات والشعر والزجل ويمثل على المسرح ويلقي منولوجات يضع كلماتها وألحانها .. وأمي بدأت ممثلة تعيش في وسط المسرح منذ أن كانت في العاشرة .. وألتقت مع أبي عام 1916 وأنجباني في أول يناير عام 1919 .. ولكنهما كانا قد انفصلا لإختلاف نزعاتهما الفنية.. وقد بدأت أمسك بالقلم وأكتب منذ بدأت أعي وذلك تقليداً لوالدي، وبلغ التقليد إلى أني كتبت أول مسرحية لي وأنا في العاشرة من عمري.. وفي عام 1925 أصدرت والدتي مجلة "روزاليوسف" وأصبحت والدتي لا تريد أن انمو مقلدا لأبي وأكون مجرد أديب ولكنها تريدني أن أتفرغ للصحافة وللعالم الصحفي والسياسي حتى أكبر واتحمل مسئولية مجلة "روزاليوسف".. حتى أنها بعد أن كبرت قليلا كانت ترفض أن تنشر لي أي عمل أدبي في روزاليوسف إلى أن أرسلت يوماً قطعة من الشعر المنثور إلى جريدة روزاليوسف دون أن أضع عليها إسمي فنشرت في الصفحة الأدبية.. وكانت أول ما ينشر لي في حياتي.. وعندما أبلغت والدتي بأني كاتب هذا الشعر المنثور غضبت وعاقبتني بأن خصمت مصروفي الأسبوعي الذي كانت تعطيه لي.. لأنها لا تريدني أن أكون أديبا بل تريدني صحفياً.. 

وهكذا وجدت نفسي أديبا وصحفيا دون تعمد أديب لأبي وصحفي لأمي.. فن واحد لم أرثه من أبي أو أمي وهو فن التمثيل.. فرغم أني كنت أتردد معهما على أجواء المسارح إلا أني منذ صغري كنت أشعر بهيبة نحو فن التمثيل كأني أخافه فلم أحاول أن أكون ممثلا بل أكثر من ذلك فإني إلى اليوم لا أستطيع ولا أحاول أن أقف في مواجهة جمع من الناس لألقي خطبة أو أشترك في مناقشة عامة بل أني أعتذر دائما عن التحدث في الإذاعة أو على شاشة التلفزيون.. ولأنني أعيش المجتمع الصحفي بجانب المجتمع الأدبي فقد تعرفت بكل أكابر الأدباء والصحفيين من صغري.. 

وبدأت من صغري أهتم بالدراسات السياسية وكنت أشترك إشتراكا فعالا في كل الثورات والمظاهرات السياسية منذ كنت طالباً في المدارس الثانوية.. وبعد أن ألتحقت بكلية الحقوق بالجامعة تفرغت تفرغا تاما للدراسة ولم أكتف بدراسة القانون بل درست كل الأدب العالمي وكل التاريخ العربي والعالمي وكل المذاهب السياسية ونظم الحكم التي ظهرت .. وهو ما أفادني كثيرا في تكوين نفسي ككاتب.. 

وقد إشتغلت بالمحاماة بعد تخرجي في كلية الحقوق ولكن في الواقع كنت متفرغا للصحافة، ولأني أبن صاحبة مجلة "روزاليوسف" فقد تميزت بالحرية الكاملة في كل ما أكتب لأن والدتي كانت قد منحتني هذه الحرية كما منحتني سلطة كاملة في النشر.. وقد وصلت بحريتي إلى حد أني لم أكن أقيد آرائي بالانتماء إلى أي حزب أو الإنتساب إلى أي رئيس ولا حتى الإرتباط بصداقة يمكن أن تقيد رأيي.. وأنا إلى اليوم أعيش هذه الحرية..

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - بعد المنام .. براءة!



فشل المحامي في الدفاع عن موكلته ورغم ذلك صدر الحكم ببراءتها! المتهمة أرملة توفى زوجها وترك لها عدة أبناء أحسنت تربيتهم ثم فجأة ألقت الشرطة القبض عليها بحجة أنها متهمة في قضية تهريب ذهب مع زوجها قبل أن يموت! 

وأمام المحكمة عمل المحامي على إثارة عواطف القاضي قال: إن حبس هذه السيدة يعني خراب بيت أسرة وتشريد الأبناء الذين سيكونون بلا أم ولا أب كما أن المتهمة أثبتت جدارتها في تربية أبناءها فلم تنحرف ولم يعرف عنها السلوك السيئ فقد تابت إلى الله بالفعل ويجب إعطاؤها فرصة لتصحيح مسار حياتها خاصة أن القضية مضى عليها زمن طويل.

وكان المستشار الذي ينظر هذه القضية متعاطغا بالفعل مع المتهمة لكل هذه الأسباب إلا أنه لا يستطيع الحكم ببراءتها بناء على لغة العواطف وحدها فالقانون لا يعرف حديث القلوب بل يعترف فقط بالأدلة والقرائن التي تؤدي إلى البراءة. 

وطلب القاضي من المحامي أكثر من مرة التحدث في الموضوع.. "يا أستاذ شبعنا عواطف!! أرجوك أدخل في الموضوع"! ولكن لا فائدة!! 

وخيم الحزن على المستشار "نبيل عبدالحميد".. سيضطر إلى حبس السيدة التي فشل محاميها في الدفاع عنها وبالتالي إلى تشريد أبناءها.. مستقبل الأسرة كله على كف عفريت. 

وفي يوم كان نائما وبعد منتصف الليل جاءه هاجس في المنام بأن يرجع إلى مجموعة أحكام النقض فسيجد فيها ما يساعده على براءة الأرملة أم الأبناء. 

وقام على الفور من نومه وأخذ يبحث في هذه الأحكام حتى وجد ضالته المنشودة واقعة تشبه تماماً الواقعة المعروضة أمامه أصدرت محكمة النقض الحكم فيها بالبراءة لبطلان في إحدى إجراءاتها.. 

وقرر القاضي الحكم بالبراءة بناء على هذا الحكم من تلقاء نفسه لأن الأمر متعلق بالنظام العام، والأصل في المتهم أنه برئ فإذا تبين للمحكمة ذلك، وجب عليها أن تقضي بالبراءة حتى ولو لم يلتفت المتهم إلى دليل براءته.

الأحد، 27 ديسمبر 2020

عجائب عبدالقدوس - الزواج أمر مختلف عن الحب!




عنوان مقالي أراه يدخل في دنيا العجائب، وترى كثير من الناس خاصة الشباب يتبنون هذا الرأي "الزواج حاجة والحب حاجة تانية". 

ووجهة نظرهم أن الحب مشاعر فياضة بالدرجة الأولى قد يغيب فيها العقل أحياناً، بينما الزواج أمر متكامل تتداخل فيه أمور كثيرة، على رأسها العاطفة والعقل ودراسة شخصية شريك العمر والفوائد التي ستعود من هذا الإرتباط، وأخلاق الأهل الذي ينتمي إليها شريك الحياة، فلابد أن تخالطهم وتكون علاقتك بهم طيبة ويا سلام لو كانت الزوجة تعمل، فالحياة أصبحت صعبة ولا قدرة للزوج أن يتحمل مصاريف البيت وحده.

ويبقى حظها حلو من تتزوج عريس جاهز أو لقطة!! 


وعندي اعتراض شديد على هذه التفرقة يقوم على أمور ثلاث..

1. القول بأن الزواج حاجة والحب حاجة تانية دعوة للإنحراف والانحلال باسم الحب مادام لن ينتهي إلى ارتباط شرعي. 

2. لا أفهم أبدا زواج من غير حب.. كيف يعيش إنسان مع شريك عمره ومشاعره تجاهه باردة.. فهذا يدخل في دنيا العجائب.

3. وأنصار تلك النظرية أخطأوا خطأ فادحا لأنهم توقفوا على المرحلة الأولى من الحب وهي المشاعر الفياضة التي تجدها خاصة في سن المراهقة!! لكن تلك العاطفة النبيلة لابد بعد ذلك أن تتطور، فالحب الحقيقي الناجح عملية بناء متكاملة وليس مجرد غرام وهيام!! يبدأ الزوج وزوجته حياتهم من أول السلم، ويصعدان سويا سلالم النجاح والحب أساس متين بينهم! 

وإذا فشل هذا الحب تبقى مصيبة وتضطرب الحياة، ويحدث الإنفصال، وربنا يعوضهم خير في حب جديد ناجح. 

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020

مواصفات التدين الجميل - هل تريد أن تكون من أولياء الله؟



المؤكد أن سؤالي هذا أثار دهشتك، وستكون إجابتك: لا يا صديقي أنا إنسان عادي، وليس عندي كرامات أو الإتيان بخوارق، فكيف تريدني أن أكون من أولياء الله! 

والإجابة مفاجأة لحضرتك وقد تراها تدخل في دنيا العجائب، من يدري .. ربما تكون حضرتك من أولياء الله دون أن تدري. 


وأشرح ما أعنيه قائلا: أعجبني إمام عصره وأستاذي الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في تفسيره للآية القرآنية :"ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون" يقول في كتابه :"تراثنا الفكري بين العقل والشرع" ليس من الضروري أبدا أن يقع له خارق من خوارق العادات أو أن تكون له كرامة حتى يكون من أولياء الله، فهذا ضرب من الهزل، ليس له أي أصل ديني!! إن زوجة ترعى بيتها وترى أولادها ناشدة بهذا كله وجه ربها أراها من أولياء الله الصالحين، وتلك التي تجتهد في عملها وتحرص في ذات الوقت على منزلها وتتفوق هنا وهناك هي من أولياء الله الصالحين ما دامت تتطلع إلى ثواب ربها، وأن رجل حريص على عباداته يخدم الجمهور بأمانة هو من أولياء الله. واضيف من عندي الأطباء في الخطوط الأمامية الذين يعرفون ربهم ويحاربون الوباء الفتاك هم من المقربين إلى الله ومن أولياءه الصالحين. 

فهذه الآية الكريمة كما يقول شيخنا بمثابة الوجه الآخر لمئات الآيات التي وردت في القرآن الكريم التي ربطت بين الإيمان والعمل الصالح، فكلاهما لا يفترق عن الآخر. 

ويدخل في دنيا العجائب أن بعض من المتشددين وأهل التزمت فهموا العمل الصالح أنه يقتصر على العبادات ولا يمثل أعمال الدنيا، وهذا فصل بين الدين والحياة يرفضه أهل الإيمان.

الاثنين، 21 ديسمبر 2020

عجائب عبد القدوس - الفنان محمد صبحي فارس الفن النبيل

 


بالأمس القريب أحتفل الفنان "محمد صبحي" بمرور نصف قرن على انطلاقاته الفنية، كل سنة وانت طيب يا صديقي، كنت أتمنى أن أحضر هذه الليلة لولا ظروف طارئة.. 

وإذا أردت تلخيص شخصيته، فإن هناك كلمة واحدة تكفي لذلك مكونة من حروف ثلاث وهي "محب", الحب يملأ كيانه، وانعكس ذلك على سلوكه، فهو إنسان محب لله أولاً ثم لفنه وأسرته الصغيرة، خاصة زوجته الراحلة شريكة العمر عليها مليون رحمة، وعلاقته حلوة بالناس كلهم، وعدد متابعيه على صفحة التواصل الاجتماعي عدة ملايين من الذين بادلوه حب بحب. 


والحب الحقيقي لو تعلمون يهذب سلوك الإنسان ويرفعه إلى فوق، وهذا ما رأيته في كل ما قدمه الفنان محمد صبحي خلال مسيرته الطويلة، شعاره أقدم "فن للجميع" يعني للناس كلها فلا أحد يخجل منه، فهو فارس الفن النبيل .

ويدخل في دنيا العجائب هؤلاء الذين يدافعون عن الفن الذي يخاطب الغرائز المنحطة، ويخجل كل إنسان شريف من رؤيته باسم أنه لا أخلاق في الفن!! 

فالفن تحكم عليه من خلال منظور فني فقط وليس من منظور أخلاقي!! فهذا هو التطرف المرفوض الذي يقابله تطرف آخر رداً عليه بأن الفن كله حرام!! 

فهؤلاء جميعاً يدخلون في دنيا العجائب!! 

أما الفنان محمد صبحي فارس الفن النبيل، فهو يرضي ربه من خلال فنه، الذي يحاول أن يخدم به مجتمعه بمناقشة قضاياه وإسعاد الناس.. فشكراً له. 

السبت، 19 ديسمبر 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - معجزة إلهية عند السيدة نفيسة




مئات الحرائق أشرف على إطفاءها اللواء "عادل نجم", لكنه لا ينسى أبدا المعجزة الإلهية التي شاهدها وهو يطفئ النار الهائلة التي اشتعلت في مولد السيدة "نفيسة"!! 

عندما تلقى بلاغاً بالحادث توقع حدوث كارثة فالمنطقة مليئة بخيام الأهالي الذين جاءوا لحضور الاحتفال. 


وكانت أولى بوادر المعجزة الربانية أن سيارات الإطفاء استطاعت دخول المكان في يسر وسهولة رغم الزحام الشديد بسبب المولد. 

وعند وصول قائد الإطفاء إلى برج الكهرباء المحترق شاهد ما لم يتوقعه أبداً فالحريق بقدرة إلهية ظل محصوراً في مكانه لم يمتد إلى الخيام المجاورة التي تحيط به من كل جانب .. نجدة من السماء منعت الدمار الكامل للمنطقة. 

وبعد إطفاء النيران المشتعلة دخل اللواء "عادل نجم" إلى مسجد السيدة نفيسة وصلى ركعتين شكرا لله. 

ومن الطريف أن سيارات الإطفاء لم تغادر المكان بعد إنتهاء مهمتها بل بدأ الأهالي في الإحتفال بالمولد من جديد تحت أنوار كشافات هذه السيارات التي أضيئت بعد انقطاع الكهرباء بسبب الحريق .. نوركم كفاية يا رجال الإطفاء. 

الخميس، 17 ديسمبر 2020

بالي مشغول - لماذا لا نرى قصة موسى في آثار الفراعنة



بمناسبة المتحف المصري الكبير الذي يجري إقامة لمساته الأخيرة على قدم وساق، وقرب إنطلاق موكب العديد من ملوك الفراعنة من مقرهم في متحف التحرير إلى المقر الجديد بالفسطاط أرسل أحد القراء يسألني: لماذا لا نرى على جدران آثار الفراعنة أي كلام عن قصة موسى وفرعون التي وردت بالقرآن مئات المرات. 

وهذا السؤال أراه كذلك يشغل بال الكثيرين. 

ولخصت إجابتي في نقاط محددة وأسألك عن رأيك فيها: 


1. أختلف المؤرخون في تحديد الفترة التي وقعت فيها قصة سيدنا موسى مع فرعون، خاصة وأن القرآن الكريم لم يذكر تاريخاً معيناً يمكن الرجوع إليه، وبالتالي فتفاصيل هذا الحدث مازالت مجهولة رغم أن كتاب الله تحدث عن خطوطه العريضة.

2. لا تستطيع أن تقول: إنه قد تم اكتشاف كل آثار الفراعنة، فما زال هناك الكثير من المجهول في هذا الصدد، ومن يدري ماذا يخبئ الغد؟ ربما نكتشف آثارا تزيد قصة موسى وفرعون وضوحاً واستجلاء! 

3. ولماذا لا يكون هذا الغموض اختبارا من الله لك، فإذا آمنت بما جاء في القرآن الكريم وحده دون النظر إلى أي شيء آخر فأنت راسخ العقيدة، أما إذا تشككت وطالبت بالدليل وكثرت عندك أسئلة الاستفهام؛ ففي هذه الحالة يحتاج الإيمان الذي تتعلق به إلى مزيد من القوة. 

4. وأخيراً ليس صحيحاً أن الفراعنة كانوا حريصون على تدوين كل شيء .. نادراً ما تجد أخبارا عن هزائمهم على جدران معابدهم، وقصة موسى مع فرعون فضيحة لهذا الحاكم المتأله، انتهت بهزيمته، فلا أظن أن أتباعه قد حرصوا على تدوينها. 

الأحد، 13 ديسمبر 2020

عجائب عبد القدوس - أزمة شديدة في صحيفة شهيرة


رأيت هذا الأمر بالطبع يدخل في دنيا العجائب! 

إنها أشهر الصحف التي أصدرها القطاع الخاص في بلادي وأكثرها توزيعا حتى هذه اللحظة.

وكان الله في عونها وهي تواجه أزمة مالية شديدة! إما الإغلاق أو الإستغناء عن عدد كبير من الصحفيين، خيارين كلاهما مر! يحدث هذا اليوم في جريدة "المصري اليوم"!! 

وأظن أن الدهشة طرأت عليك عندما ذكرت لك أسم الصحيفة. كانت يوماً ملئ السمع والبصر.. فما الذي جعل أحوالها تتدهور إلى هذا الحد، وما مصير الصحف الأخرى، لاشك أنها هي الأخرى على كف عفريت!! 

والصحيفة الشهيرة قررت الإستغناء عن أربعين صحفياً دفعة واحدة!! وأخشى بشدة أن تتلوها دفعات أخرى، وقال المهندس "صلاح دياب" مؤسس الجريدة في تبرير هذا القرار الصعب: أنه من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي، ولكن لم يكن هناك مفر منه الجريدة تخسر شهرياً 2.5 مليون جنيه، وعلينا ديون متراكمة تبلغ 8 مليون جنيه، فلا نستطيع الاحتفاظ بالعمالة الحالية إلى ما لا نهاية! وكل من تم الاستغناء عنهم سيحصلون على حقوقهم كاملة.. شهرين عن كل سنة على عشر دفعات وذلك خلال عام. 

وعندي ملاحظات ثلاث حول هذا الموضوع: 

1. ياريت تقصير المدة التي يحصل فيها من تم الاستغناء عنه على كامل حقوقه. 

2. ضرورة الحرص الشديد في اختيار الصحفيين الذين سيتم استبعادهم، و"كشف الإنتاج" هو الفيصل كما يقول المسئولين.. لكنني بصراحة أخشى من "الكوسة والشللية", وهناك أقسام لا تخضع لهذا المعيار مثل التصوير والتصحيح.. فماذا أنتم فاعلين فيها؟! 

3. أزمة المصري اليوم تدل على مدى المصيبة التي تعيش فيها الصحافة الورقية كلها لا فارق بين القطاع الحكومي والخاص، فكلها يجمعها الخسائر المالية والتراجع في التوزيع، وكذلك في الإعلانات وزحف عالم الإنترنت ليحل محلها ولتتعرف على كل الأخبار لحظة وقوعها دون الحاجة إلى إنتظار الصحف، وعدم قدرة الجرائد الورقية حتى هذه اللحظة على تطوير نفسها لتساير العصر الجديد، وبعضها تحول إلى مجرد نشرات، ولاشك أن القيود المفروضة على حرية الصحافة من الأسباب الأساسية التي تحول دون هذا التطوير لتكون قادرة على الإنطلاق من جديد في عالم مختلف تماماً عن زمان عندما كانت ساحة الأخبار ملك للصحافة الورقية كلها دون منازع. 

الجمعة، 11 ديسمبر 2020

حكايات إحسان عبد القدوس - أيهما تفضل: المرأة العاملة أم التي ترعى بيتها؟؟






في إجابة على سؤالي هذا ستقول لك الغالبية العظمى من الشباب: نفضل المرأة التي تعمل بالطبع، فالدنيا تغيرت عن زمان، والأوضاع الاقتصادية صعبة جداً، فلابد لشريك العمر أن يتعاون ويساعد في إقامة عش الزوجية وتعمل الزوجة من أجل سد مصروفات الحياة، ولا تلقي بالعبء على الزوج وحده.


وفي رأيي أن هناك غلط في هذا السؤال، حيث يبدو لأول وهلة أن هناك تناقض بين الاثنين .. المرأة العاملة وتلك التي ترعى بيتها، وهذا غير صحيح! فالمرأة العاملة تستطيع أن أن تجمع بين عملها ورعاية بيتها، إذا كانت عاشقة لمنزلها وتحب زوجها واولادها بحق وليس بالكلام وليس صحيحا أن سيدتي التي تمكث في بيتها عاطلة عن العمل، فهي مشغولة برعاية شئون المنزل وتربية الأولاد إذا كانت إنسانة ناجحة.

والجدير بالذكر أن حبيبي أبي سبق أن تعرض لهذا السؤال واجاب عليه إجابة نموذجية هتعجبك، وقبل أن أذكرها لك أقول أن أقرب أثنين في حياته امرأتين .. أمه روزاليوسف التي تعمل وزوجته التي لا تعمل، فأيهما وقع عليه الاختيار؟؟ لا هذا ولا ذاك وانما قال: أحب المرأة الناجحة .. والحمد لله أمي وزوجتي من الناجحين في الدنيا .. وليس صحيح أن كل امرأة تعمل ناجحة فقد تكون عبء على العمل، وتذهب إليه لقضاء الفراغ فحسب! 

والمرأة التي تمكث في بيتها تكون فاشلة عندما تكون حياتها فارغة ولا تقوم بعملها الأساسي في رعاية منزلها، بل عندها وقت فراغ كبير تشغله بكلام فاضي وحياتها ماشية بالمقلوب فلا تستيقظ إلا عند الظهر!! 

إنها عبء على منزلها مثل تلك العاملة التي لا تعطي جهداً في عملها .. فالفراغ هو السمة الأولى لهذه وتلك.. أليس كذلك؟ 

الاثنين، 7 ديسمبر 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - لماذا لا يكون زميلي الضابط هو الجاني؟



كمين للأمن عند مدينة "البتانون" بمركز شبين الكوم بقيادة مأمور المركز في ذلك الوقت ضابط الشرطة "احمد نبيل"، وكان الغرض ضبط الخارجين عن القانون، وفجأة جاءت سيارة مسرعة، وحطمت كل الحواجز وانطلقت هاربة.. سارع ضابط المباحث يطاردها. 

ويقول الضابط "احمد نبيل" غاب زميلي الضابط الذي يطارد العربة الطائشة! ولم يعد.. خفت من أن يكون قد حدث له مكروه! انطلقت أبحث عنه، وكان الظلام دامسا، وبعد مدة وجدت سيارته متوقفة، وبجانبه امرأة قتيلة!! وعلى الجانب الآخر من الطريق السيارة الهاربة وليس بها أحد.. وكان بها خمسة اجولة من الدقيق المهرب، ولذلك لم يتوقف عندما شاهد الكمين. 

ويضيف قائلاً: أخبرني ضابط المباحث وهو صديق عزيز أن العربة التي يطاردها دهست امرأة كانت تعبر الطريق بسبب سرعتها ثم انحرفت وهرب الجناة منها!! والحقيقة أن الشك راودني في تلك الرواية.. فسيارة الضابط هي الأقرب إلى الضحية! فلماذا لا يكون زميلي هو الجاني! ولا يمكن أن اساير روايته من أجل تبرئته، فضميري كإنسان وضابط شرطة يرفض ذلك! 

وبدأت في التحري للوصول إلى الحقيقة، وكان لابد من العثور على المتهم الهارب أولا، وعشت لحظات صعبة جدا في حياتي خشية أن نكون من نبحث عنه ليس هو الذي دهس المرأة التي كانت تعبر الطريق! 

ودلت التحريات على تواجده في منزل أسرته! فقمت على رأس قوة من الشرطة بمداهمة البيت الذي يختبئ فيه، وأخبرنا أهله أنه غير متواجد، ولكن بتفتيش دقيق للمنزل عثرنا عليه مختبئ "تحت كنبة" بالمنزل! 

وكانت لحظة جميلة في حياتي عندما وجدته يصيح فور القبض عليه: لم أقصد قتلها، وكرر ذلك عدة مرات! وأحتضنت زميلي ضابط المباحث من فرط التأثر وسط دهشة المتواجدين الذين لم يعلموا بالطبع أسباب احتضاني لصديقي الضابط. 


ويختم اللواء "احمد نبيل" روايته قائلاً: رجل الأمن زميلي ارتقى بسرعة في صفوف الشرطة بل وحصل على الدكتوراه في البحث الجنائي رغم أن مستقبله كان مهدداً في ليلة مظلمة.

الخميس، 3 ديسمبر 2020

شخصيات في حياتي - المهندس صلاح دياب: لا أنسى فضل جدي




المهندس صلاح دياب رجل أعمال غير تقليدي، فهو مؤسس جريدة المصري اليوم أشهر الصحف الخاصة وأكثرها توزيعا!! والسبب وراء إنشاء جريدته فريد من نوعه، فرجال الأعمال عندما يعملون في مجال الإعلام فالهدف يكون عادة خدمة مصالحهم! لكن الباش مهندس تعليماته إلى صحيفته: ممنوع نشر أي شيء عني أو عن أعمالي! وصاحب الفضل وراء فكرة المصري اليوم كما يقول هو جده "توفيق دياب" صاحب جريدة الجهاد التي كانت من أبرز صحف ما قبل ثورة يوليو وأكثرها جراءة. 

سألته: ولماذا لم تصبح صحفيا مثله؟ أجابني بعفوية: وأنا هاجي جنبه إيه؟؟ ولا حاجة طبعا، لذلك أردت أن أكون مختلفا عنه وكان جدي يشجعني على ذلك. 

ولأنني قريب من المصري اليوم وقد عملت فيها يوما، فإنني أقول أن الباش مهندس صلاح دياب تجري الصحافة في دمه، وليس فقط موروثة عن جده، وله أفكار صحفية عديدة عمل على تطبيقها في جريدته.. خذ عندك مثلا "باب نيوتن", وكان مقالا يوميا مختلف عن كل مقالات الجريدة الأخرى، رأيته مشرفا عليه بنفسه، وأحيانا كان يكتبه بقلمه. وقد توقف مؤخرا بسبب المتاعب السياسية التي نتجت من وراءه، بسبب أفكاره الغير تقليدية، وقبل أقل من سنة صدر قانون يلزم كل صاحب مقال أن يكتب أسمه صراحة، وقد اسميته مع غيري "قانون نيوتن"!! فهو صادر في مواجهة صلاح دياب! وعندما كنت في المصري اليوم كان المسئولين عن الصحيفة يتلقون اتصالاً يوميا من صاحب الجريدة يبدي فيها ملاحظاته على العدد الصادر ويعطيهم أفكار صحفية، فهو يريد لجريدته أن تكون في المرتبة الأولى دوماً! ولا أدري هل هذا الإتصال ما زال مستمراً حتى اليوم أم أنه توقف. 


(جاسوس لبلدي) 

ولنعد إلى الحديث عن جده، يقول المهندس صلاح دياب: هناك شخصيات جميلة في حياتي العام منها والخاص ولهم مني كل الحب والاحترام، لكن جدي يبقى صاحب التأثير الأكبر؛ والسبب في ذلك أن أبي وأمي انفصلا مبكراً حتى قبل أن أولد عام 1944 وكلاهما من عائلة دياب، وعشت في كنف جدي أحلى سنوات عمري.. طفولتي وشبابي المبكر. وعن طريقه تعرفت على كل طبقات المجتمع، حيث أدخلني المدرسة الإنجليزية بمصر الجديدة وكانت تضم أبناء الطبقات العليا، وهؤلاء كانوا يقضون الصيف في أوروبا، وبعضهم الأقل ثراء كان يذهب إلى مصيف المنتزه، وكان حديثا في ذلك الوقت داخل القصر الملكي السابق بالإسكندرية، وزحفت كل الطبقات الثرية إلى هناك ومعهم كل نجوم المجتمع. أما أنا فقد كان وضعي مختلفا تماما، حيث كان جدي يصر على أن أقضي الصيف كله معه في أبو حمص بالبحيرة حيث بلدة العائلة، وهكذا تعرفت هناك على طبقات أخرى من المجتمع. 

ويضيف قائلاً: كنت أتحدث مع جدي في كل شيء، وفي مرة قلت له: عايز أطلع جاسوس!! فغضب وأصيب بالذعر، لذلك أسرعت إلى القول: وفيها إيه جاسوس لصالح بلدي أؤدي لها أكبر الخدمات في مواجهة العدو ولا جيمس بوند!! فكان رده الأفضل أن تكون مقاتلا في الصفوف الأولى من الجيش!! وهكذا كنت أقول له كل أحلامي بعيداً عن أرض الواقع لشاب مراهق!! وفي مرة قلت له: يا جدي أنا زعلان من نفسي.. مش قادر أحكي لك كل ما في بالي.. أحياناً أشعر بالخجل، فيرد في حزم: يبقى عندك ازدواج في الشخصية أحذرك منه.. "اللي على بالك خليه على لسانك" !! 

وهذه النصيحة بالذات كانت وراء متاعب عدة في حياتي.. ورحم الله جدي صاحب الفضل. 


الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

مواصفات التدين الجميل - معاصي القلوب أخطر من الفساد العلني



عنوان مقالي قد يثير دهشتك وحضرتك تسألني: يعني إيه؟؟ 

ولن أطيل على حضرتك، بل أدخل على موضوعي مباشرة قائلا: علماءنا الأجلاء قاموا بتقسيم ما يغضب ربك إلى قسمين.. فساد علني ومعاصي القلوب.. وقالوا أن الثانية أشد خطورة من الأولى! 


والفساد العلني يعني الانحراف الواضح مثل واحد سكران، أو حرامي، أو منحرف أخلاقيا، وكل نوع من هذه الأنواع لها عقوبات في القانون غالباً، ومكشوفة للجميع حتى لصاحبها في قرارة نفسه، ولو كان فيه بقايا خير سيعلم أنه يخطئ في حق ربه والمجتمع الذي يعيش فيه، والكثير من هؤلاء يتطلعون إلى التوبة وبدء صفحة جديدة في حياتهم. 


والنوع الثاني أسماه العلماء معاصي القلوب وهو أشد وأخطر لأنه خفي ولا يظهر للعيان بل وقد يجتمع مع التدين الشكلي!! مثل قسوة القلب والرغبة في فرض الرأي، والحسد، وحب الإستئثار بالسلطة، والنفاق للرؤساء ولكل صاحب مصلحة، والتعصب المذموم، فلا يتقبل الرأي المخالف، يعني بإختصار قلبه خالي من الحب الحقيقي الذي يتسع لكل الناس، وهذا النوع ليس له عقوبة في القانون، بل تجد صاحبه ينكره ويجد له ألف مبرر. 


وإذا أردنا إصلاح المجتمع، فمن المهم جداً التركيز على إصلاح القلوب، ولا يكتفي فقط بمحاربة الإنحراف .. أليس كذلك؟؟