ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 30 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - حبيبي أبي يحكي عن نفسه بطريقة غريبة وملفتة للنظر!(2)



بدأت في نشر مقال قديم لحبيبي أبي عن نفسه بمناسبة عيد ميلاده، وأرى أن إسلوبه فريد وملفت للنظر.

وإليك الجزء الثاني من مقاله العجيب: 

وأول قطعة أدبية نشرت لي في جريدة "روزاليوسف" اليومية عام١٩٣٥ وكانت من الشعر المنثور  وعنوانها «أخيرا وجدها»، وقد ارسلتها إلى الجريدة بالبريد وبلا إمضاء، فنشرت في الصفحة الأدبية، وذهبت بعدها الى والدتي السيدة "روزاليوسف" لأكشف لها عن شخصية الكاتب العظيم  صاحب هذه القطعة الأدبية الخالدة ولكنها ما كادت تعلم أن هذا الكاتب العظيم هو انا حتى ثارت في وجهي وحرمتني من مصروف يدي، فقد كان موضوع القصة الأدبية يدور حول فتاة وخمر، وكانت والدتي تظن حتى ذلك الحين أني أجهل ما هي الفتاة وما هي الخمر!!

وعندما نلت ليسانس الحقوق ورفضت وظيفة سكرتير عرضها على المرحوم "أمين عثمان" باشا ورفضت أن ألتحق بعدة شركات وقررت أن أشتغل بالصحافة مدة خمس سنوات فإن لم أنجح فقد بقى لي من عمرى ما يكفي لأن أتجه اتجاها آخر..

وقد بدت جميع المقدمات تبشر بفشلي في الصحافة.. فقد طردت من جريدة "روزاليوسف" لأنه كانت لي آراء لم يوافق عليها رئيس تحريرها في ذلك الوقت، ورفضت الاشتغال في مجلة "الإثنين" لأن رئيس تحريرها _ مصطفى أمين بك_ رفض أن يوقع باسمي مقالا كتبته ونشره، ثم عملت في جريدة "ٱخر ساعة" وإرتقيت فيها إلى حد كان الأستاذ "التابعي" يعهد إلي بالإشراف على تحريرها أثناء غيابه في رأس البر، ورغم ذلك فلم يكن لى حق الإمضاء إلا بالحرف الأول من اسمى «إ»، ثم أصبح إمضائي قاصرا على إسمي دون لقبي فكنت أوقع «إحسان»، وكان أغلب القراء يعتقدون أن الكاتب "فتاة" !!

وأخيرا تركت "آخر ساعة" لأبحث عن جريدة ترضى أن أوقع اسمى كاملا، ولكني لم أجد..

وكنت قد تزوجت في ذلك الحين، وكانت عائلة زوجتى تستنكف أن أكون صحفيا حتى إنهم كتبوا في بطاقة الدعوة إلى عقد القران أني «محامي» لا صحفي»، وكانوا يلحون علي أن أهجر الصحافة لأشتغل بالمحاماة ولكني رفضت أن أهجرها قبل مضى الخمس سنوات التي حددتها للتجربة، ووافقتني زوجتي على رأيي فكان أن قضيت ثلاثة أشهر عاطلا لم يزد دخلى خلالها عن ستة جنيهات في الشهر، وكنت كلما عرضت علي جريدة أن أعمل بها اشترط أن أضع اسمی کاملا متى أردت وفي أي صفحة أردت فكان رؤساء التحرير يرفضون!!

وفي الشهر الثالث فكرت في أن أكتب قصصا للسينما، فكتبت ثلاث قصص في يوم واحد إشترتها منى السيدة "عزيزة أمير" بمبلغ ٢٤٠ جنيها، وعندما أمسكت بالشيك في يدي لم أستطع أن أقول لصاحبته شکرا بل جريت إلى بيتى وما كدت أدخل إليه حتى وضعت رأسي في الأرض وضربت "بلانس"، وكان أول وأخر «بلانس في حياتي»..

وضعت الشيك في يد زوجتى فبكت!

وعدت إلى جريدة "روزاليوسف" وقد أصبح لى حق الإمضاء، ولكني طالبت بأن أكون رئيسا للتحرير، فرفضت والدتى واستمرت في رفضها إلى أن بدأت حملتي على اللورد "كيلرن" ودخلت السجن، وعندما خرجت كافأتني بأن عهدت إلي برئاسة التحرير وعندما خرج اللورد "کیلرن" من مصر كافأتني بمائة جنيه. وبقى حساب السير "هدلستون" حاكم السودان !!

هذه هي قبلات الزمن وصفعاته، ودموعي وبسماتي.

والصورة التي بين يديك هي صورتي فور ولادتي بعد خمس سنوات من زواجه، والفشل والنجاح أخيراً.

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - حبيبي أبي يحكي عن نفسه بطريقة غريبة وملفتة للنظر (1)



مقال قديم لحبيبي "سانو" وهو الاسم الذي إشتهر به في بيته وبين المقربين منه.

يتعلق بعيد ميلاده، وستلاحظ حضرتك على الفور أن مقاله مكتوب بطريقة غير تقليدية وملفتة للنظر.

وبدأ كلامه بالقول:

 (أول يناير قبل سنوات)..

في مثل هذا اليوم وفي منتصف الليل تماما وبينما كان التاريخ يقلبه صفحات الزمن من عام إلى عام، والعالم يرقص ويتبادل الأنخاب والقبلات تحية لعام ۱۹۲۰، وكان المصريون في ثورتهم يحصدهم رصاص الإنجليز ليخمد في حناجرهم صوت الحرية والاستقلال. دوت "واء.. واء" في أذن الوجود تبشر بمولدي السعيد!! 

واستمرت حياتي إلى اليوم، صورة من ليلة مولدی : 

رقص ودموع، ودم وقبلات ولكمات  وضحكات وعرق، وظلمات تبددها الأنوار.. ولا أذكر في حياتي أني ربحت ربحا سهلا أو حققت أمنية بمجرد أن طلبتها من الله، أو خطوت خطوة اعتمدت فيها على الحظ وحده..

كتبت أول قصة في حياتي عندما كنت في العاشرة من عمري ، وكانت قصة تمثيلية أردت من اطفال الحي أن يقوموا بتمثيلها، ولكن أحد أقربائي وكان يقوم بالإشراف على حياتي المدرسية لمح القصة في يدي فضربني ضربا مازالت آثاره فوق جسدي، ومزق القصة، فحاولت الانتحار ثم فضلت عنه أن أهرب من المنزل، وقد هربت ليلتها وأعدت كتابة القصة على ضوء مصباح الشارع وقمنا بتمثيلها في اليوم التالي..

وكتبت أول خبر صحفي عندما كنت في السنة الرابعة الابتدائية بمدرسة "خليل أغا" الملكية، وكان خبرا عن نجل المغفور له "زكي الإبراشي" باشا وكان طالبا معي في نفس المدرسة، وقدمت الخبر إلى "مصطفى أمين" بك وكان يتولى تحرير باب الطلبة في جريدة "روزاليوسف" فهنأني عليه ثم مزقه، وأعاد كتابته وعرضه على الأستاذ "التابعي" فهنأه عليه ثم مزقه وكتبه من جديد!!

وعلم ناظر المدرسة أني أنا الذي أوصل الخبر إلى الجريدة، فناداني وضربني "قفا" ثم صادرني من المدرسة لأنه لم يستطع أن يصادر المجلة.. ورفت!

وعندما كنت في الرابعة عشرة من عمري أردت أن أسافر إلى الإسكندرية في الصيف فمنعني والدي ومنع عنى النقود وكان لى "حصالة" صغيرة كنت أحتفظ بها للأيام السود وكانت تحوي تحويش العمر كله.. واعتقدت أن أيام الصيف في القاهرة هي الأيام السود فحطمت الحصالة وكان بها خمسة جنيهات أخذتها وهربت إلى الإسكندرية، وقضيت هناك ثلاثة وثلاثين يوما كنت خلالها أطهى طعامي بنفسي  وأغسل ثيابي بيدي وأكنس وأمسح الكابين الصغير الذي كنت أقيم فيه..  وكتب عني يومها الأستاذ "فكري أباظة" بك في جريدة المصور مشيدا باعتماد الشباب على نفسه, وقد اعتبرت نفسي يومها عظيما من العظماء الذين تكتب عنهم الصحف، رغم أنه كان يسرني أن أعتمد على والدي لا على نفسي في التصييف !!

والصورة التي بين يديك لجدي "محمد عبدالقدوس" مع أطفال عائلته وبينهم حبيبي فوق رأسه مباشرة بين إثنين يلبسون "الطرابيش". 

وأسألك: أليس ما كتبه عجيب وملفت للنظر؟؟ 

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - الإستبداد السياسي وراء تخلف بلدنا




قال رئيس الجمهورية إنه يعمل على إنتشال بلادنا من التخلف وسببه الفقر والجهل! 


وأضيف إلى كلامه سبب ثالث بالغ الأهمية يتمثل في الإستبداد السياسي.


وفي يقيني أن هناك علاقة وثيقة بين التخلف والإستبداد السياسي الذي يحكم مصر منذ مدة طويلة جداً، 

فالحاكم الفرد بشر يخطئ ويصيب، وهو لا يسمح لأحد أن ينتقده أو يقول له أنت غلطان، وهكذا تتضخم القرارات الخاطئة دون مراجعة بسبب سيطرة الصوت الواحد وسحق حرية الصحافة والإعلام.


والكل يقول له : أنت الأعظم!! 


ويزيد الطين بلة أن العديد من هذه القرارات تتعلق بالأولويات وأحوال الناس يتخذها دون أي حوار مسبق مع المجتمع ، بل رأيه يلزم الجميع !! 


ومن ناحية أخرى قد تكون هناك مفاسد في حاشية الحاكم والمقربين منها لا يعلم شيئ عنها ولا يرضاها لأنها تسيئ إليه وإلى نظام حكمه، ولكن في ظل حكم الفرد لا يمكن للإعلام التطرق إليها .. وهكذا ينتشر الفساد لأنه لا يوجد من يتصدى له!! 


والخلاصة أنه في ظل حكم الفرد تجد "بلوتين" ..


قرارات قد تكون خاطئة من الحاكم المستبد، ونظرة غير صحيحة لأولويات الوطن، وفساد وإفساد، تؤدي ببلادنا إلى مزيد من التخلف، 

ودعك من الكلام عن الظلم والظلمات التي تقع، فهذا كلام ذو شجون والحديث عنه لا ينتهي، 


ولا يمكن أن يزدهر وطن بطريقة حقيقية إلا في ظل الحريات .. وفيها تجد إبداع الناس ينطلق دون خوف ،والحوار المجتمعي يؤدي إلى أفضل النتائج ..


وأسأل حضرتك: هل تختلف معي في ذلك؟؟ 

الأحد، 26 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - خيانة للحب والأخلاق كمان!



تلك الظاهرة تكررت أكثر من مرة في عصرنا الحديث، وأقول أن من يخون الحب فإن خيانته تمتد إلى الأخلاق وتعاليم السماء ذاتها فيغضب خالق السموات والأرض.


وأشرح ما أعنيه قائلا .. 

شاب وفتاة جمعهما الحب، يعني نفذت سهام "كيوبيد" في قلبيهما!! 

وتعاهدا على الزواج، لكن فجأة نكثت الحبيبة عهدها بعد أن وجدت عريس "لقطة وجاهز"!! 

فهل هذا التصرف يرضي الله؟ 

أو يتفق مع قواعد الأخلاق؟؟ 


وجهة نظرها أن الشاب الذي دق قلبها له طريقه طويل لبناء نفسه، وهي لا تستطيع أن تبدأ معه من نقطة الصفر، فهذا كلام رومانسي جميل، لكنه ليس واقعياً أو عمليا، والقلب له أحكامه، لكن زواج العقل أحسن!! 


وهذا المنطق مرفوض ١٠٠٪ لأن معنى ذلك أن كل كلامك عن الحب كذب ودجل!! 

وأن علاقتك مع من إرتبط به قلبك كان على سبيل التسلية والهزار، ولم يكن إرتباطا جادا وحقيقيا هدفه الزواج وإنجاب بنين وبنات والعيش في "تبات ونبات" كما يقول المثل العامي.


وعندما يصبح الحب مادة للتسلية وإشباع الشهوات فإنه يهبط من علياءه إلى الحضيض!! 

يفقد سموه ويتحول إلى رذيلة!! 

وفي هذه الحالة لا غبار عليك أن تقول: يا أيها الحب كم من الجرائم الأخلاقية ترتكب بإسمك!! 


وأسألك: هل عندك رأي آخر في هذا الموضوع؟؟ 

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - ثالث امرأة في تاريخ مصر تدير مؤسسة صحفية!!


الصحافة في بلادي بدأت فعلياً منذ أواخر القرن التاسع عشر .. وتحديداً في ديسمبر من عام ١٨٧٥ عند نشأة أقدم الصحف المصرية وهي جريدة "الأهرام" يعني منذ ١٤٦ عاماً بالتمام و الكمال .. 

وصدق أو لا تصدق خلال هذه الفترة الطويلة جداً تجد فقط ثلاثة من النساء ترأسوا مؤسسات صحفية ، كان آخرهم قبل أيام عندما أصدرت الهيئة الوطنية للصحافة التي يرأسها الصديق العزيز "عبدالصادق الشوربجي" قرار بترقية سيدتي "هبة صادق" من منصب مدير عام "روزاليوسف" إلى رئاسة مجلس الإدارة لتكون مسئولة عن المؤسسة كلها.

ويدخل في دنيا العجائب أن هذا الخبر الهام مر مرور الكرام على كل الصحف والقنوات الفضائية فلم يلق الإهتمام الكافي مع أنه في رأيي مكسب كبير لحواء المصرية لأن هناك كما أخبرتك ثلاثة فقط من النساء تولوا هذا المنصب وواضح أن الجنس الناعم مظلوم جداً في هذا المجال مع أنهم يشكلون نصف القوة الصحفية تقريباً ، مع العلم أن عدد البنات اللواتي وصلن إلى منصب رئيس التحرير ضئيل جداً هو الآخر لا يزيد عن ثلاثين صحفية على الأكثر ، وغالبيتهم العظمى كانوا على رأس مجلات نسائية أو فنية!! 

وأسرتنا لها الشرف أن تكون جدتي "روزاليوسف" أول امرأة تقود مؤسسة صحفية في بلادي منذ ظهور المجلة عام ١٩٢٥م وحتى وفاتها في عام ١٩٥٨م .. 

وفي هذا الوقت كانت السيطرة كاملة للرجال على الحياة الصحفية والسياسية.

وكانت السيدة "أمينة السعيد" رحمها الله المرأة الثانية التي تصل إلى قمة مؤسسة صحفية عندما قام الرئيس الراحل "أنور السادات" بتعيينها على رأس "دار الهلال" في أواسط السبعينيات من القرن العشرين وهي مطبوعة عريقة وقديمة نشأت بعد سنوات من صدور "الأهرام" وتضم العديد من المجالات والمطبوعات.

 وسيدتي الثالثة "هبة صادق" التي تم تعيينها رئيس لمجلس إدارة "روزاليوسف" أعادت ذكرى جدتي من جديد ، وهي تشغل منصبها في ظروف صعبة وبالغة التعقيد ، حيث تشكو تلك المؤسسة من سلبيات عدة تجدها موجودة في الصحف كلها على إختلاف أشكالها وألوانها وتتمثل في ثلاثة أمور .. 

وهي قلة الإعلانات ، وضعف المرتبات ، والتراجع الكبير لتوزيع الصحف الورقية لصالح المواقع الإلكترونية.

وقد إستطاعت جدتي العظيمة التغلب على كافة المصاعب والمشاكل التي واجهتها ، وعندي أمل كبير بإذن الله أن تحذو حذوها الرئيسة الجديدة للمؤسسة ، وهي ثالث امرأة في تاريخ مصر كلها يوكل إليها إدارة مؤسسة صحفية.. عجائب.!!

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - شقلباظ للكاتب الكبير!



المؤكد أن عنواني هذا أثار دهشتك وإعتبرته على سبيل الإثارة الصحفية لجذب الإنتباه، فلا يعقل أن يقوم الكاتب الكبير بحركات بهلوانية!! 

لكن صدقني العنوان في محله تماماً ..

وأبدأ الحكاية من أولها ..

كان ذلك عقب تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام ١٩٤٢م .. واجه ظروف معيشية صعبة جداً بسبب زواجه المبكر في ذات العام الذي تخرج فيه .. والغريب أنه أبن "روزاليوسف" ومنصب رئيس التحرير في إنتظاره ، لكن أمه أرادت لإبنها أن "تدعكه" الحياة ويبدأ من أول السلم.

وفي البدايات رأى "سانو" أن العمل الصحفي لا يكفي وحده لفتح بيت وإقامة أسرة ، فحاول أن يعمل محامياً، لكنه فشل فشلاً ذريعاً فهذه المهنة تحتاج إلى طلاقة لغوية ، وأعصاب من حديد ، ودبلوماسية في التعامل ، وكل هذه المقومات غير متوفرة في حبيبي "سانو" وهو الاسم الذي عرف به في بيته وبين أصدقاءه المقربين ، فقد ثار أكثر من مرة على الخصم الذي يقف أمامه بل وعلى القاضي نفسه ، فقرر الإنسحاب من هذا الميدان قبل أن يرتكب "جنحة"!! 

وصدق أو لا تصدق فكر حبيبي أبي أن يعمل في "البيزنس" ، فقد كان جالساً مع صديق له في أحد المقاهي يعمل في هذا المجال ورآه يربح مئات الجنيهات وهو جالس معه في صفقة واحدة خاصة بتجارة الأرز ، لكنه فشل تماماً في هذا المجال أيضاً ، وقرر بعدها أن يركز جهده فيما خلق من أجله وهي الصحافة والكتابة ، فعمل فترة في سكرتارية تحرير مجلة "آخر ساعة" ، لكنه لم يكن سعيداً في هذا العمل ، وعاد من جديد إلى "روزاليوسف" بمرتب ضئيل لا يتجاوز أثني عشر جنيها في الشهر ، وهو مبلغ لا يكفي أبدا لإسعاد عروسته وحبيبة عمره "لولا" التي كان قد تزوجها رغم ظروفه الصعبة ورغم المعارضة الشديدة لهذا الزواج في البداية من أمه "روزاليوسف" ، ومن عائلة "المهلمي" عائلة زوجته واسمها بالكامل "لواحظ عبدالمجيد المهلمي" لكن الجميع ينادونها باسم "لولا" بضم اللام.

وقرر "سانو" أن يستغل موهبته الأدبية وبراعته في الكتابة لزيادة دخله بغرض إسعاد حبيبة العمر ، فقام بكتابة سيناريو لفيلمين وذهب بهما إلى مكتب الموسيقار "محمد عبدالوهاب" في عمارة "الإيموبيليا" في وسط البلد ، وهو يعرفه منذ طفولته حيث كان يتردد بإستمرار على "روزاليوسف" ، وكانت له أفلام ناجحة جداً في ذلك الوقت وأثبت أن موهبته في التمثيل لا تقل عن نجاحه كمطرب .

وفي المصعد قابلته المنتجة السينمائية المرحومة "عزيزة أمير" وكان مكتبها في نفس العمارة ، وعندما عرفت سبب حضوره أخذته إلى مكتبها وقرأت ما كتبه بعناية.

وبدون كلام أخرجت على الفور شيكا بمبلغ مائة وستون جنيها بواقع ثمانين جنيها عن الفيلم الواحد وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت البعيد.

ويقول حبيبي أبي: خرجت من عندها وأنا أرتعش من شدة الإنفعال والفرحة ، وعندما وصلت إلى منزل الزوجية في "عابدين" فاجئت زوجتي بما لم تتوقعه أبدا بقفزة في الهواء و"شقلباظ" على السرير كأفضل بهلوان قبل أن أخبرها بما جرى.

وكلما تذكر حبيبي أبي هذه الأيام كان يقول لي : "أمك ست عظيمة" لقد تحملت الكثير من المتاعب وضيق العيش في بداية حياتنا. 

وبهذه المناسبة له مقولة شهيرة وجميلة يقول فيها: "لولا لولا ما نجح سانو" ..  لاحظ أن كلمة "لولا" مكررة مرتين الأولى أداة شرط ، والثانية إسم علم. 

وأخيراً فهذه القصة أهديها إلى كل شاب يبدأ حياته العملية بعد تخرجه من الجامعة .. 

أقول له "أوعى تيأس" .. حبيبي "سانو" كان مثلك وطرق كل الأبواب وواجه شتى المتاعب قبل أن ينجح نجاحاً عظيماً.

الاثنين، 20 ديسمبر 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - القتيلة على قيد الحياة!!




أنكرت أسرتها أنها وراء مقتلها! 

لكنها كانت سعيدة بذلك!! 

فهي سيئة السمعة،  وليس من وراءها إلا الفضائح نتيجة لإنحرافها..  ومن قتلها قدم خدمة جليلة للعائلة كلها،  وأعاد لهم شرفهم من جديد  .. 


وفجأة حدث ما لم يخطر على بال أحد أبداً في مفاجأة ضخمة.  ظهرت القتيلة وتبين أنها على قيد الحياة!!  


وهذه الواقعة العجيبة وقعت في جنوب القاهرة  ،  وتحديدا في منطقة المعصرة بحلوان. 

تم العثور على جثة قتيلة بلا رأس!  


بدأت الشرطة تحرياتها حول الحادث،  وقال الأهالي أنها هربت من بيت عائلتها،  وهي معروفة بإنحرافها "ومشيها البطال"  !!  


وألقي القبض على رب الأسرة وأبناءه،  وكان واضحا عليهم الإرتباك الشديد!  وأنكروا إرتكاب حادث القتل،  إلا أنهم إعترفوا أنها سيئة السمعة،  وقد حملت سفاحا!!  

وهي بالفعل هاربة منزلها منذ شهور، ولا يدرون من أمرها شيئا! 


وأصدرت النيابة قرار بحبس المتهمين خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيقات، خاصة وأن الشبهات كلها تؤكد أنهم قاموا بقتلها مداراة للفضيحة! وتخلصا من عارها.


وفجأة إنقلبت كل التوقعات رأسا على عقب! 


فقد تلقى قسم المعادي بلاغاً بوقوع مشاجرة بين امرأة وفتاة تقيم معها ووضعت مولوداً! 

حاولت قتل مولودها الصغير إلا أن المرأة منعتها من ذلك وأنكرت صاحبة المولود هذا الإتهام وقالت أن هذه السيدة "طماعة" وإستغلت ظروف ولادتها في طلب زيادة المبلغ الذي تدفعه لها بإنتظام مقابل إستضافتها عندها! 


وكانت المفاجأة التي لم تخطر ببال أحد على الإطلاق أن هذه الفتاة التي أنجبت حديثاً هي ذات القتيلة وتحمل إسمها!! 

وقد تعرف عليها أهلها عند عرضها عليهم! 

وثاروا في وجهها، وقالوا : حمدنا ربنا جداً أنه تم إزهاق روحك!! 

وكان يشرفنا قتلك! وكادوا أن يفتكوا بها من جديد لولا تدخل الشرطة.


وعادت التحريات من جديد إلى نقطة الصفر! وبدأ بحث مكثف عن صاحبة الجثة التي بلا رأس! 

وتبين أنها من الصعيد وهربت من أسرتها وطاردها أبوها وقتلها في القاهرة تخلصا من عارها بحد زعمه وإعترف بجريمته! 


أما القتيلة الحية فلا أحد يعلم مكانها بعدما تبرأت أسرتها منها.. وإختفت في زحام القاهرة!! 

الأحد، 19 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - رسالة تضامن وتأييد من نجيب محفوظ



تشرفت برسالته وإعلان تأييده لي ، كان هذا من ٢٦ عاما أو في سنة ١٩٩٥ عندما غامرت وقررت خوض إنتخابات مجلس الشعب عن دائرة "بولاق أبو العلا" !


وإذا سألتني حضرتك ولماذا هذه الدائرة بالذات ؟ 


فالإجابة لأن فيها كبرى المؤسسات الصحفية في مصر .. الأهرام والأخبار .. وكانت شعبيتي والحمد لله واسعة بين الصحفيين ، فقد خضت أربع إنتخابات لمجلس نقابة الصحفيين منذ عام ١٩٨٥ وكنت الأول في كل مرة ، وهذا أمر لم يحدث من قبل أبدا في نقابتنا العريقة.

وللأسف لم أكتشف إلا متأخراً أن الإنتخابات النيابية مختلفة تماماً ، وكانت تجربة صعبة جداً ولم أوفق فيها رغم أن العديد من القوى الوطنية وأحزاب المعارضة في ذلك الوقت ، وكذلك العديد من الشخصيات المستقلة البارزة أعلنت تضامنها معي ! 

وعلى رأس نجوم المجتمع المدني الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانبي كاتب مصر العملاق "نجيب محفوظ" ، الذي كتب رسالة إلى أهالي "بولاق" يدعوهم فيها إلى إنتخابي ، وقمت بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع وهذه نص رسالته ..



إلى أهالي بولاق الحي الشعبي الأصيل ..


أسأل الله أن يوفق جميع ناخبين مصر إلى إختيار الوطنيين الشرفاء الأصلاء المعنيين بالشئون العامة والإصلاح والخير وإقامة المعوج حيث يجدونه ، وهم بذلك يصلحون أن يكونوا قدوة للأجيال الصاعدة ، تعرض لهم المثل الأعلى في إلتزام الصدق والموضوعية والنزاهة والوقوف إلى جانب ما ينفع الناس.

والحق أن جميع الشروط المذكورة متوفرة في صديقي وأبن صديقي رحمه الله "إحسان عبدالقدوس" متوفرة في الصديق "محمد عبدالقدوس" .. إنه يحب الحق والحقيقة ويسعى  إلى الخير دائماً وأبدا ، وهو مثال جيد لمن نود أن يمثل الشعب ويخدمه ، وهو في مقدمة المجاهدين ..


نفعنا الله به ولكل هذه الأسباب أدعوكم لإنتخابه ، وفقنا الله جميعا إلى ما فيه خير البلاد ، والسلام عليكم ورحمة الله.

................   نجيب محفوظ

الخميس، 16 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - حوار نجيب محفوظ : سؤال ساخن جدا!!



هذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة في حواري المتميز مع كاتبنا العملاق "نجيب محفوظ".


وقد أجريته مع بدايات القرن الحادي والعشرين ورآه الكثيرون يدخل في دنيا العجائب لأنه أول حوار معه محوره التدين الصحيح والإيمان بالله برغم كثرة الأحاديث التي أجريت معه.

وهذه الحلقة تبدأ بسؤال ساخن جدا..

قلت الحائز جائزة نوبل : كلامك العظيم والجميل عن الإيمان .. لماذا لم ينعكس على قصصك .. يرى البعض وأرجو أن تسامحني أنك كاتب لا ديني !! 

ويظهر ذلك خاصة في رواية "أولاد حارتنا".

أجاب في هدوء وبحسم ودون تردد : التشكيك في إيماني أرفضه بقوة .. وأنا والحمد لله أعرف الله جيداً ، ورواية "أولاد حارتنا" فهمها البعض بطريقة خاطئة ، وقصصي وحياتي ذاتها تشهد بأهمية الدين كعامل أساسي في شخصيتي.

طلبت منه مزيدا من الشرح حول جملته الأخيرة فرد قائلا : في العديد من الأعمال التي كتبتها تجد كلاما في الدين وشخصيات لها مواقف مختلفة منه ، سواء مع أو ضد ، فأنا أعمل على تصوير الواقع بخيال أدبي ولا ألقي مواعظ ! 

أما في حياتي فقد بدأت علاقتي بالقرآن الكريم مبكراً ، وقرأته أكثر من مرة ، وتعلقت بأصوات كبار المقرئين في صباي مثل الشيخ "علي محمود" ، والشيخ "البربري" ، وقد بلغ من تأثير بالقرآن والكتابات الإسلامية أنني إخترت لرسالة الماجستير التي كنت أنوي إعدادها بعد تخرجي في قسم الفلسفة بكلية الآداب موضوعا عنوانه : "فلسفة الجمال في الإسلام".

وعرضت الموضوع على أستاذي الشيخ "مصطفى عبدالرازق" ، فوافق عليه وتحمس له ، لكنني صرفت النظر عن ذلك ، وإنصرفت إلى الأدب كلية.

سؤال أخير : ومن يعجبك من علماء الدين المعاصرين ؟ 

أجاب : تعجبني الإستنارة في العالم الإسلامي ، وفهم ما يجري حوله ، فلا يعيش منعزلا عن عصره ، وفي ذات الوقت تكون له قدم راسخة في مجال الدين ، وأرى هذه الشروط تتوافر في عدد من العلماء على رأسهم الشيخ "مصطفى عبدالرازق" أستاذي وكنت وثيق الصلة به ، وكذلك الشيخ "محمد الغزالي" الذي زارني في المستشفى بعد الإعتداء الذي تعرضت له ، إختلفت معه أحياناً ، لكنني رأيت آراءه تمثل الفهم الصحيح المستنير للإسلام في معظم الأحيان.

كلمة أخيرة : كنت معه في هذه الزيارة التي أشار إليها والتي طلبها مني شيخنا الجليل بإلحاح ، وربنا يرحم هؤلاء العمالقة التي تفتقد مصر حالياً لأمثالهم.

الاثنين، 13 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - مفاجأة مذهلة من نجيب محفوظ : التطرف مطلوب !!


هذه هي الحلقة الثانية التي أنشرها في ذكرى ميلاد الحائز على جائزة نوبل اديب مصر  "نجيب محفوظ". 

وكنت قد أجريت حوار معه في بداية القرن الحالي تركز حول التدين وأهمية الإيمان بالله  ،  وهو أول حديث يتم معه في هذا الشأن برغم كثرة اللقاءات التي أجراها. 

وهذه الحلقة بدايتها مفاجأة مذهلة.. 

تعالوا معي نتعرف عليها عن قرب.. 

سؤال:  وما رأيك في الخطر الذي يهدد الإيمان الصحيح بالله..  أقصد التطرف الذي يسيئ إلى الإسلام كله. 

والحقيقة أنّ الذهول أصابني من إجابة الكاتب الكبير صاحب نوبل على هذا السؤال  .. إجابة رأيتها بحق مفاجأة كاملة!  

رد على سؤالي قائلا:  شوف..  التطرف ليس قاصرا على الإسلام فقط،  بل هو موجود في كل مكان،  ليس في الدين فقط،  بل في كل المذاهب الأرضية،  وهو مطلوب!  

سارعت إلى سؤاله:  وكيف يكون التطرّف مطلوبا. 

أجاب:  في البداية يجب التفرقة بينه وبين الإرهاب،  فالأخير أسلوب في التعامل غير قانوني،  ومحاولة لفرض الأفكار على الآخرين بالقوة، والإعتداء الذي تعرضت له أنا شخصيا ومحاولة إغتيالي لم يقع من إنسان متطرف بل إرهابي لا يؤمن بالحوار أساسا،  أما التشدد والتطرف فهذا أمر آخر لأنني أراه بمثابة الفرامل التي تضبط التحرر فيظهر بينهما عامل جديد هو الإعتدال والوسط فهو بمثابة كيمياء إمتزجت فيها آراء من يتطلعون إلى تغيير الوضع بطريقة جذرية وآخرون يريدون إبقاءه على حاله،  بل عودته إلى الوراء!  فيظهر بين هذا وذاك الرأي الأقرب إلى الصواب. 

سألت:  هناك من يعتقد أن التطرف هو "وقود الإرهاب". 

أجاب:  لا أعتقد بصحّة ذلك،  فليس هناك تلازما بينهما،  فكم من شخص متشدد في نفسه وعلى غيره،  ولكنه يرفض اللجوء إلى السلاح..  الإرهاب لا يرجع إلى سبب واحد،  بل مجموعة عوامل قد تكون من بينها التطرف،  والعلاج لا يكون بقمع المتطرف بل السماح له بالتعبير عن فكره بشرط أن يلتزم بالقانون السائد،  ولا يحاول فرض رأيه على غيره بالقوة. 

وإلى اللقاء في الحلقة الأخيرة وفيها سؤال ساخن جداً طرحته عليه. 

الأحد، 12 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - في ذكرى ميلاده - هذا رأي نجيب محفوظ عن أهمية التدين في عصرنا الحديث



عملت في الصحافة الورقية مدة ٤٧ سنة ، حيث نشرت أول موضوع باسمي عن لعبة الكاراتيه في مصر عام ١٩٧٣ ، وكنت وقتها مازلت طالبا بالجامعة.

وتوقفت عن الكتابة في الصحف عام ٢٠٢٠ وهي سنة فريدة من نوعها لم يسبق للعالم أن رأها من قبل ، وركزت على نشر موضوعاتي بعدها على الإنترنت.

وخلال هذه الفترة الطويلة التي أوشكت أن تبلغ نصف قرن أجريت حوارات مختلفة مع معظم نجوم المجتمع المصري في هذا الوقت بشتى المجالات.

وكان من بينهم عملاق الأدب العربي "نجيب محفوظ" الحائز على جائزة نوبل.

وهذا الحوار الذي سأنشره في حلقات ثلاث تم معه أوائل القرن الميلادي الجديد.

وأعتبره الكثيرون يدخل في دنيا العجائب ، حيث كنت أول صحفي يتحدث مع كاتبنا الكبير عن نظرته للإيمان وأهميته .. والغريب أن المتشددين إتهموه في دينه بعد نشر رواية "أولاد حارتنا" .. وهو إتهام باطل مليون مرة.

وسيتأكد لك ذلك عندما تقرأ حواري معه. 


(أناس بلا دين .. أوتوبيس بلا فرامل!!) 


ومنذ اللحظة الأولى شعرت بالإرتياح والغبطة ، وكاتبنا الكبير يتحدث عن أهمية الإيمان .. يقول : لا غنى للإنسان أبدا عن الإيمان بالله وذلك لأسباب ثلاث : 

* هذا الأمر مطلوب في حد ذاته ، نادى به كل الأنبياء والرسل وكان آخرهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

* إنه ضروري لحفظ التوازن داخل الإنسان ذاته ، فهو جسد وروح ، والأخير لا يشبعها بطريقة صحيحة إلا الإيمان بالله.

* أرى الدين عنصر بالغ الأهمية لحماية المجتمع وحفظ توازنه .. تصور معي بلد يعيش فيها أناس لا إيمان لهم .. أو إرتباطهم بالله سطحي .. إنهم أشبه بركاب أتوبيس بلا فرامل.


(العلم يؤكد وجود الله) 

وبعد أن إنتهى أديبنا الكبير من سرد وجهة نظره بدأت في طرح الأسئلة التي تشغل بال الناس ..

العلم يؤكد وجود الله ، وبعد ان إنتهى أديبنا الكبير من سرد وجهه نظره بدأت في الايمان بالله في طرح الأسئلة التي تشغل بال الناس.

*سؤالي الأول : يزعم البعض

 أن الايمان بالله في سيشد إنحسار في القرون المقبلة بسبب ثورة العلم وتقدم الإنسان في مختلف المجالات.

 أجاب : لا اتوقع ذلك , والسبب بسيط .. العلم لا ينافس الدين في مجاله ، والعكس صحيح ،  فكل منهما له إختصاصه و"الملعب" الذي يتحرك فيه ، ومن ناحية أخرى فإنني أعتقد أنه كلما تقدم الانسان وإرتقى إزدادت حاجته إلى الإشباع الروحي ، يعني الإيمان بالله.

 وأقول أخيرا في الإجابة على سؤالك أن النتائج العلمية  ومعظم العلماء يؤكدون وجود الله .. ظن البعض أن هناك تناقضا في البداية ، لكن كلما أوغل العلم في مجاله أيقن بلا  بلا شك أن هذا الكون العظيم لم يخلق عبثا ، بل وراءه مبدع كبير هو خالق السماوات والأرض.

 ويضيف "نجيب محفوظ" قائلا :  يعجبني في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الدين وأظنه الشيخ "محمد الغزالي" من أنه يستحيل أن تصطدم حقيقة دينية ثابتة مع حقيقة علميهة راسخة لأن كل منهما من صنع الله .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله ، وفيها مفاجأة مذهلة لم تخطر أبدا على بال حضرتك.


الخميس، 9 ديسمبر 2021

؟ : لغز الوزارة المهمة جداً!



لا أعرف بالضبط ماذا يجري في وزارة الصحة ..

أراها مهمة جداً هذه الأيام حيث الفيروس القاتل على نطاق واسع في بلدنا ولا ندري متى سيرحل ؟ 


وبالتأكيد يدخل في دنيا العجائب غياب الوزيرة المسئولة عن الصحة منذ أكثر من شهر ، وتكليف وزير آخر بالوزارة للقيام بمهامها ..

وقيل إنها مريضة شفاها الله ، لكن تصادف مرضها مع الإعلان عن قضية فساد خطيرة داخل وزارتها ، وقرار النائب العام بفرض حظر نشر على هذا الموضوع .. 


وأتساءل : هل هي في أجازة إجبارية حالياً ؟؟ 

أم أنها مازالت مريضة ؟؟ 


وأظن أن حضرتك توافقني أنه في كل الأحوال لا يجوز أن يبقى منصب وزير الصحة شاغرا مدة أطول من ذلك للظروف الصحية التي تمر بها بلادنا .. 

أليس كذلك ؟؟ 

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - تفاصيل العلاقة الحميمة مع الحائز على جائزة نوبل




(مفاجأة مذهلة من كلب نجيب محفوظ) 


في يوم ١١ ديسمبر عيد ميلاد "نجيب محفوظ" .. فهو من مواليد ١٩١٣ وبهذه المناسبة أذكر لك علاقته بحبيبي أبي ..

والذي لا يعرفه الكثيرون أن العلاقة بين هذين العملاقين كانت وطيدة منذ أيام الطفولة ، و"نجيب محفوظ" رحمه الله يذكر أنه تعرف على "توفيق الحكيم" سنة ١٩٤٧ ، وكان أديباً ناشئا في أواخر الثلاثينات من عمره ، لكن الوضع مع "إحسان عبدالقدوس" مختلف ..

 تعرف عليه منذ الطفولة ، فقد نشأ في حي واحد بالعباسية ، وعائلة أديب جائزة نوبل إنتقلت إلى الحي الجديد قادمة من الجمالية والحسين وسكنت الأسرة في بيت رقم ٩ بشارع "رضوان شكري" ، وكانوا جيران لعائلة "إحسان عبدالقدوس" التي تسكن ذات المنطقة ، ومن العائلات الكبيرة التي كانت تسكن أيضاً هناك عائلة "المهيلمي" التي تنتمي إليها أمي. 


وروى لي حبيبي أبي رحمه الله أنه كان يلعب الكرة في صباه مع "نجيب محفوظ" ، بالعباسية الغربية !! 

وهو ما أكده لي الأديب الراحل الذي أرتبط بعلاقة وثيقة كذلك مع أبن عمة والدي "سعد الدين أحمد رضوان" وقد عملا سويا بعد ذلك في وزارة الثقافة.


ومن الحوادث التي لا ينساها كاتبنا الكبير "نجيب محفوظ" وهو في صباه حكاية كلبه الذي قام بنهش قريبي "سعد الدين" !! 

وكان هذا الكلب أسود اللون واسمه "جاك" ، وقد أشتراه له والده بعد إنتقالهم إلى حي العباسية.

وتحرر محضر بقسم الشرطة خاصة أن "العضة" كانت مؤلمة وترتب عليها نقله إلى المستشفى !!

وإعتذر الوالد لأسرة المصاب وغضب من إبنه "نجيب" وأصر على ضرورة تسريب الكلب ! 

فحمله في "مقطف" من منطقة العباسية إلى الهرم وتركه هناك .. وعند عودته إلى المنزل في المساء فوجئ بما لم يتوقعه أبدا .. الكلب "جاك" موجود داخل البيت ! 

وكانت مفاجأة أذهلت الجميع ! 

ولم يجد أحد إجابة على سؤال غامض ويتمثل في كيفية قطع الكلب لكل هذه المسافة والشوارع وعودته من جديد إلى أصحابه .. وكان الأب مذهولاً بالمعجزة التي حدثت ودلت على أن هذا الكلب من النوع الوفي الأصيل ووافق على الإحتفاظ به داخل المنزل بشرط الإمتناع عن عض الآخرين !! 

وهو ما أخذه "نجيب محفوظ" على عاتقه ، فكان يقوم بترويضه حتى جعله مسالما خاصة مع أسرة أصدقاءه .. "سعد الدين وإحسان عبدالقدوس".



(نجيب محفوظ كاتب شعبي) 


وحتى أوائل الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي كانت شهرة الأديب المبدع "نجيب محفوظ" لا تتجاوز طبقة المثقفين وهواة الأدب ، وفي سنة ١٩٥٣ أنشأت مؤسسة "روزاليوسف" التي ترأسها جدتي وابنها أبي "الكتاب الذهبي" وكان يصدر شهرياً ويباع بعشرة قروش وغرضه نشر الثقافة بين الجمهور ، ولأن "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" وهو إسمه داخل بيته يعرف جيدا مواهب وبراعة صديق طفولته "نجيب محفوظ" فقد أصر على أن ينشر له قصة في "الكتاب الذهبي" الذي يتميز بطبيعته الشعبية وهذا بالفعل ما تحقق ، وصدرت له رواية "فضيحة في القاهرة" التي حققت له شهرة كبيرة ، وتهافت عليها القراء ، وطبعت أكثر من مرة ، وقد تحولت بعد ذلك إلى فيلم سينمائي تحت إسم "القاهرة ٣٠" من إخراج "صلاح أبو سيف" ، وبطولة "سعاد حسني" .


وفي سنة ١٩٥٧ حصل "نجيب محفوظ" على جائزة الدولة ، وبهذه المناسبة أقام له حبيبي "سانو" حفل كبير بمنزله دعى إليه عدد كبير من الأدباء والصحفيين ، وكان من بين المدعوين المرحوم "حمدي الجمال" مدير تحرير الأهرام الذي قال له أنه يطلب منه قصة لنشرها بالجريدة العريقة ، وأن رئيس التحرير الأستاذ "هيكل" يلح في ذلك ، فاعتذر "نجيب محفوظ" لأنه ليس لديه حالياً رواية جاهزة للنشر ، لكنه وعده بأن يفعل ذلك في المستقبل ، وكان كاتبنا الكبير وقتها متوقف عن الكتابة منذ خمس سنوات عقب قيام ثورة يوليو سنة ١٩٥٢ التي قلبت كل موازينه ويسميها سنوات الجفاف والنضب ! 

لكن تكريم الدولة له وإحتفال أصدقاءه بفوزه أعاد إليه "حرارة الأدب" من جديد فكتب قصة "أولاد حارتنا" ونشرها مسلسلة في الأهرام ، وأحدثت ضجة كبرى إستمرت حتى وفاته ! 



(خمسة عمالقة في مكان واحد)


وعندما إنتقل والدي رحمه الله إلى الأهرام قادماً من أخبار اليوم ، تولى لفترة قصيرة رئاسة مجلس الإدارة ، وبعدها أصبح كاتبا متفرغا ، وكان مكانه في الدور السادس ، وأطلقوا على هذا المكان إسم "البرج" مع أن فوقه أدوار أخرى ، لكنه كان يضم مجموعة من العمالقة .. وهم "توفيق الحكيم" و "نجيب محفوظ" و "إحسان عبدالقدوس" و "يوسف إدريس" و "بنت الشاطئ" ، وكل هؤلاء في حجرات متجاورة ، وجديرا بهذا المكان أن يسمى "بالبرج الشامخ" .


والجدير بالذكر أنه بعد وفاة أبي العزيز أنشئت أسرتنا جائزة تحمل إسمه في مجال القصة بغرض تشجيع المواهب الناشئة في هذا المجال ، ولم يتردد "نجيب محفوظ" في أن يكون الرئيس الشرفي لهذه الجائزة ، وأن يوقع بإسمه على الشهادات التي تعطى للفائزين .. وربنا يرحمه ويرحم الجميع .

وفي الصورة التي بين يديك الأربعة الكبار في برج الاهرام 

الاثنين، 6 ديسمبر 2021

عجائب عبد القدوس - أغرب حكم قضائي في أوروبا!


محكمة فرنسية فاجئت الرأي العام الفرنسي بحكم فريد من نوعه ، ويدخل في دنيا العجائب يقضي بحبس أم في فرنسا قتلت ثمانية من أطفالها لمدة تسع سنوات فقط !! 

والمتهمة إسمها "دومينيك كوتريز" وتعيش في مدينة "دويه" شمال البلاد.

وكانت النيابة تطالب بسجنها مدى الحياة (عندهم مفيش إعدام) .

وبررت المحكمة حكمها المخفف ضد تلك المرأة التي قتلت أولادها الصغار "بالسم" بأنها تعاني من إضطرابات نفسية تصل بها إلى حد الجنون ! 

رغم أنها أنكرت ما كانت قد ذكرته من قبل من تعرضها للإغتصاب على يد والدها وهي صغيرة.

وأسألك : إيه رأيك في هذا الحكم الذي لم يسبق له مثيل في جرائم القتل ! 

الخميس، 2 ديسمبر 2021

شخصيات في حياتي - حوار مع زوجة "جنتلمان" الصحافة المصرية



الكاتب الكبير "سعيد سنبل" رحل عن دنيانا في ٣ ديسمبر قبل سنوات عن عمر يناهز الخامسة والسبعين.

وبهذه المناسبة إلتقيت بشريكة العمر السيدة "فادية مكرم عبيد" التي عاشت معه أكثر من ثلاثين سنة.

والكاتب الراحل كان معروفاً بين زملاءه بأنه "جنتلمان" الصحافة المصرية .. آخر ذوق وأدب وأخلاق وتواضع ، وعندما كان رئيساً لمجلس إدارة أخبار اليوم كان بابه مفتوحاً دوماً لكل من يريد أن يقابله .. إنسان بمعنى الكلمة وليس فيما أقوله أي مجاملة ، بل هي الحقيقة بعينها .. رأيته دوماً شخص جميل بحق .

والجدير بالذكر أنه كان أستاذي المباشر عندما بدأت عملي في أخبار اليوم حيث كان مديراً لتحريرها.

وكان من الطبيعي أن أسأل زوجته عن طبيعة هذا "اللورد" ، ومن أين أكتسب هذه الأخلاق الرفيعة ؟ 

كانت إجابتها على طريقة "ما قل ودل" أو المختصر المفيد .. كلمة واحدة لا ثاني لها إسمها "الحب".

وبدأت شريكة العمر في شرح الكلمة ذات الحروف الأربعة فقالت : 

كان يحب الحياة ، ويحب الإستمتاع بالدنيا .. يحب الأناقة والأكل الجيد والسفر والتصوير ، والموسيقى ، وصيد الأسماك ، ومعه طفت العالم ، وعشت معه أجمل لحظات عمري ..شخص إجتماعي جداً ، و "رجل بيتي" من الطراز الأول ، وعاشق لعمله ، ومن الصعب أن تجتمع أنواع هذا الحب في واحد .. فالنجاح في العمل يكون غالباً على حساب البيت أو الحياة الإجتماعية ، لكن "سعيد سنبل" رحمه الله نجح في الجمع بينهم ، فهو شخصية فريدة من نوعها بالفعل ! 

الحب مفتاح شخصيته ، ولذلك نجح جداً في الصحافة التي تعتمد على العلاقات العامة بالدرجة الأولى ، وكان أول صحفي إقتصادي متخصص ، ولم يكن هذا الطراز من الصحفيين معروفاً من قبل ، والبركة في أستاذه الراحل الدكتور "عبدالمنعم القسيوني" رحمه الله الذي كان مسئولا عن إقتصاد بلادنا لسنوات طويلة ، وأحب "سعيد سنبل" ورأى فيه نموذج للصحفي القدوة .. أخلاق وشطارة وذكاء.

   (حب بالقلب والعقل!) 

قلت لشريكة العمر : لفت نظري أن صديقي العزيز الحبيب "سعيد سنبل" رحمه الله تزوج بعد أن تجاوز الأربعين من عمره  .. "طب إزاي وليه" وهو الإنسان المحب ؟؟

وقبل أن تجيب إستطردت قائلاً : "أكيد قلبه طب" عندما رآك ! وكان يبحث عن الزوجة الجديرة به ، وطال بحثه حتى إلتقى بك !! 

كانت إجابتها مفاجأة : أساساً لم نفكر في الزواج !! 

كان مستريحا جداً وهو يعيش مع أمه السيدة "عايدة رفعت" التي يعبدها وقد توفيت سنة ١٩٧٥م ، وكانت تلح عليه دوماً لكي يجد نصفه الآخر .. وتم ترشيحي له ، وإلتقينا في حدائق الميريلاند ، ولمعلوماتك إحنا أقارب من بعيد ، وذهبت إلى اللقاء بضغط من الأهل ، فقد كنت مثله رافضة لزواج الصالونات !! 

لكنه أعجبني منذ اللقاء الأول .. والسبب أن عنده قدرة على أن "يأكل الجو" بالتعبير العامي ، أو بمعنى آخر يسيطر على الجلسة ، عقله كبير ، وعنده معلومات كثيرة في شتى الموضوعات ، وبصراحة كنت خائفة من هذا الزواج ، وأسأل نفسي : كيف سأجاري هذا العملاق في تفكيره ؟؟ 

لكن حبي له سكن قلبي ، وأقتنع به عقلي ، يعني زواج بالعقل والقلب ، وهذا أنجح أنواع الزواج ، وكانت القسمة والنصيب والحمد لله.

  (أربع بنات وضابط!) 

وأسفر زواج الصالونات المقترن بالحب الكبير عن أربع بنات وولد وهم بالترتيب : 

* حنان : خريجة إعلام جامعة أمريكية وهي متزوجة من المهندس "سمير نجيب".

* نهى : خريجة الجامعة الأمريكية قسم إقتصاد ومتزوجة من رجل الأعمال "سامر سمير".

* ريم : خريجة سياسة وإقتصاد من الجامعة الأمريكية ومتزوجة من محاسب ناجح إسمه ""مسعد عبيد".

* عايدة : خريجة تجارة فرنسية من جامعة عين شمس ، ومتزوجة من رجل الأعمال 

"إيهاب مهاود".

* صبحي : آخر العنقود تخرج "باش مهندس" من جامعة بيركلي بأمريكا .. وعندما سمعت عن اسم تلك الجامعة أصابتني "خضة" مقترنة بإعجاب !! 

فهي من أعرق الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية التي يتخرج منها الرؤساء وتنافس جامعة هارفارد.

قلت لشريكة العمر : أراهن أن "صبحي" كان له معزة خاصة عند الأب والأم بإعتباره الولد الوحيد وسط بنات .. 

أجابت بسرعة قائلة : لا يا أستاذ .. خسرت الرهان ! 

زوجي لم يكن يفكر بهذه الطريقة .. بناته كانوا قريبين منه جدا ، ويثقون في رأيه فهو رزين ، عميق التفكير ، لا يتعجل في إطلاق الأحكام ، تعلمت منه كل هذه الأمور .. ولأن قلبه من ذهب فلم يفرق أبدا بين أبناءه .. وكان صديقا لهم وطيب ! 

  (الوداع بفرح!) 

وعن أيامه الأخيرة تقول : سافرنا إلى لندن وكان مريضاً جداً وتحسن بعدها بطريقة ملحوظة ، وعادت إليه رغبته في الحياة ، وأخذ ينظر إلى المستقبل ، وكان كل شيء تمام ! 

وتحدد بالفعل موعد زفاف ابنته "ريم" ولكن حدثت نكسة في صحته ، ورفض بطريقة قاطعة مجرد مناقشة إقتراح تأجيل فرح تلك الإبنة العزيزة على قلبه ، وأصر على ذلك ، وحققنا رغبته ، 

وإلتقى بكل أصدقاءه وأقاربه ومحبيه وكأنه كان يقول لهم وداعاً في يوم فرح .. وبالفعل ذهب إلى لقاء ربه بعدها بأسبوعين بالضبط .. 

وأقول في النهاية أنه نموذج رائع للإنسان المصري، وصورة حلوة قوي للصحفيين .. ربنا يرحمه.

الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

مواصفات التدين الجميل - الذكاء والنقاء



لكي تكون دعايتنا لتعاليم السماء مثمرة ، يجب أن تتوافر في رجال الدين والعلماء والدعاة إلى الله .. خصلتان : "الذكاء والنقاء".


أعني ذكاء العقل ، ونقاء القلب ، ولا أريد بالذكاء عبقرية فائقة ، يكفي أن يرى الأشياء كما هي .. دون زيادة أو نقص ، فقد رأيت بعض الناس مصابا بحول فكري !! 

لا تنضبط معه حقائق الدين ، ومن ثم يضطرب علاجه للأمور ، وتصاب الدعوة على يديه بهزائم شديدة ! 


كما أني لا أريد بنقاء القلب : صفاء الملائكة ، وإنما أنشد قلبا محبا للناس ، عطوفا عليهم ، لا يفرح في زلتهم ، ولا يشمت في عقوبتهم ، بل يحزن لخطئهم ويتمنى لهم الصواب .


إن الداعية الذي لا يجمع بين "الذكاء والنقاء" .. يثير مشكلات معقدة أمام إنتشار الإيمان في العالم ويؤدي لزياده الذين ينكرون الدين كله .. أليس كذلك ؟؟

الشيخ محمد الغزالي رحمه الله

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

عجائب عبد القدوس - ربنا باقي حضرتك !! مش معقول !!





هناك كلام دارج على ألسنتنا أرفضه تماماً مثل :

"أنا عملت ما في وسعي والباقي على ربنا" !! 

مش معقول ربنا يكون باقي لجهد سيادتك !! 

والصحيح القول : 

"بأنني بذلت جهدي وأخذت بالأسباب والنتيجة على الله سبحانه وتعالى ..

هل توافقني على ذلك ؟ 

الأحد، 28 نوفمبر 2021

؟ - هل تعجبك خطبة الجمعة؟؟




لا أنتظر إجابة من حضرتك .. فالإجابة معروفة مقدماً .. 

المسلم يذهب إلى هناك لتأدية الفريضة .. لا أكثر ولا أقل .. فالخطبة مملة وتقليدية ، ونادراً ما تجد فيها أي جديد ! 

وإذا بحثت عن أسباب تلك "الخيبة" فإنها ترجع إلى القيود الشديدة المفروضة على بيوت الله ، وأوضح مظاهر ذلك أن المساجد مغلقة ليلاً ونهاراً ولا تفتح إلا لتأدية الصلاة فقط !! 

وقبلها قبل موعد الآذان بربع ساعة فقط وتغلق بعدها على الفور ، وأي نشاط غير مرحب به أبدا !! 

وإذا جئنا إلى صلاة الجمعة ذاتها فحدث ولا حرج عن القيود المفروضة عليها .. 

لا يستطيع أي شخص يستريح له الناس أن يخطب الجمعة ولو كان حاصل على الدكتوراة في الشريعة ، فيجب أن يكون من خريجي الأزهر فقط !! 

دار العلوم ماينفعش !! 

ولذلك تم إستبعاد أستاذ الدراسات الإسلامية بتلك الكلية العريقة وكان يخطب لسنوات في مسجد "مصطفى محمود" !! 

وهناك محاذير عدة وخطوط حمراء عديدة يجب أن يلتزم بها خطيب الجمعة ، فهناك خطبة مقررة عليه يلتزم بها ولا يستطيع أن يتحدث في أي موضوع آخر !

ومالوش دعوة نهائيا بما يجري في بلادنا ، ويا ويله لو تحدث عن مشاكل الناس وأقترح حلول لها أو تناول القضية الفلسطينية وهاجم ما يفعله العدو الصهيوني بالأرض المحتلة ففي مثل هذه الحالات يتم وقفه على الفور ، ويمنع من خطبة الجمعة من جميع مساجد مصر ! 

ومئات من الأئمة تم منعهم ، والوزارة المشرفة عليهم جديرة بأن تسمى "وزارة داخلية الأوقاف" !! 

ما رأيك في هذه التسمية ؟؟ 

الخميس، 25 نوفمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - سانو : تصبحوا على محبة تعبير مائع!




"سانو" كما أخبرتك من قبل هو الإسم الذي عرف به دوماً "إحسان عبدالقدوس" داخل بيته وبين أصدقاءه المقربين.


وكان قد أعتقل عام ١٩٥٤م بسبب مطالبته بالديمقراطية ، ومكث في السجن الحربي أشهر ثلاث ، وبعد خروجه عمل النظام الحاكم على إرضاءه وطلب منه أن يتحدث بالإذاعة إلى الجمهور في موضوعات إجتماعية ، وفوجئ حبيبي أبي بهذا العرض ، فهو لم يعتاد مواجهة الناس ، ولا تجد له لقاءات عامة إلا نادراً ، وصنعته فقط هي الكتابة ، لكنه رأى في هذا العرض تجربة جديدة لا مانع من خوضها ! 


وقد حاولت أسرتنا الحصول على هذه التسجيلات من أرشيف الإذاعة ولكن دون جدوى !! 


لكن المعروف عنه كما ذكر هو شخصياً أنه كان يختم حديثه بتعبير "تصبحوا على حب" ! 

وثارت العديد من الناس ضده واتهموه بأنه يدعو إلى إنحلال المجتمع !! 


وأصبح تعبير "تصبحوا على حب" قضية تشغل الرأي العام !!


واقترح "ناصر" حاكم مصر وحدها إستخدام تعبير "تصبحوا على محبة" بدلاً من كلمة "حب" !! 


لكن "سانو" رفض ذلك بشدة ورآه تعبير مائع ! وأصر على "تصبحوا على حب" ، لأن في حذف هذا التعبير إهانة للحب نفسه لا يقبلها على نفسه صانع الحب وبائع الحب !! 


وهذه عاطفة نبيلة يفهمها البعض على أنها تعني العلاقة بين المرأة والرجل فقط ، مع أنها أكبر وأعظم وأوسع من ذلك بكثير .


وتوقف البرنامج بسبب إصرار صاحبه على تعبير "تصبحوا على الحب" .. رحمه الله ورحم الحب الذي نفتقده كثيراً في مجتمعنا .

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

مواصفات التدين الجميل - المساواة وأركانها الأربع




في يقيني أن المساواة بين آدم وحواء تقوم على أركان أربع ، أرجو أن تتأملها جيداً ، وعايز أعرف رأيك فيها .. 


وتقوم القاعدة الأولى على المساواة في خلقة ربنا وهذا شيئ طبيعي وبديهي ، ومع ذلك فهناك من يعتقد خطأ أن الرجل له أفضلية على المرأة !! 

ومواصفات التدين الجميل ترفض تلك العقلية المتشددة.

وبهذه المناسبة تذكرت تلك الأغنية الشهيرة التي تقول .. البنت زي الولد ومش كمالة عدد .. 


الركن الثاني خلاصته أن "حواء" لها في المجتمع ذات الحقوق والواجبات التي "لآدم" في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها .


وثالثاً أن المرأة مخلوقة بالدرجة الأولى للأمومة وتنشئة الأجيال الصالحة ، ويجب أن يساعدها المجتمع كله على ذلك ، وما أقوله يتفق مع الفطرة الإنسانية السليمة ، وأسأل أي واحدة من بنات حواء لتتأكد من ذلك حتى ولو كانت غير متدينة ، فستقول لك على الفور وبتلقائية :"أبني بالدنيا".


والركن الرابع والأخير يتعلق بحقها في العمل وتولي الوظائف العامة ، والوصول إلى أعلى المناصب ولكن بشرطين .. 

فلا يجب أن يتعارض ذلك مع أهم عمل لها في الدنيا وهي أنها أم قبل كل شيء ، 

والأمر الثاني أن تعمل بما يتناسب مع طبيعتها ، فهناك أعمال يصلح فيها الرجال بالدرجة الأولى أكثر من حواء خاصة تلك الشاقة والصعبة ، ولم يقل أحد من العقلاء أن المساواة تعني أن تكون المرأة مسترجلة ، أليس كذلك ؟ 

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

عجائب عبد القدوس - شيخ الأزهر .. وسيط زواج بين الأقباط!!



من كبرى العائلات القبطية فى بلادنا عائلة "أبو النور" ، وعائلة "غالي" ، وبينهما مصاهرة ، "أمين فخري عبدالنور" متزوج من السيدة "إعتدال أمين غالي" وكان صديقا عزيزا من أحب الناس إلى قلبي ، وقد توفي قبل سنوات ، وأجريت معه حوارا قبل وفاته حول زواجه هذا وبدأ حديثه قائلاً .. 

كان حظي سعيداً عندما إرتبط ب "نينة" وهو الإسم الذي إشتهرت به دوماً ، وبيننا قصة حب جميلة مازالت مستمرة برغم مرور هذه السنوات الطوال .. 

(ملحوظة النهاردة الذكرى ال ٨٢ على تلك الزيجة الجميلة) .

والمفاجأة المذهلة في هذا الزواج أن "شيخ الأزهر" قام بدور الوسيط بين تلك العائلات القبطية !! 

والمؤكد أن هذا الأمر إستثنائي جداً لم يحدث من قبل ولا حتى بعد !! 

ولندع "العريس القديم" "أمين فخري عبدالنور" يحكي قصة زواجه وإرتباطه بحبيبة قلبه "نينة" .. 

يقول : كان شيخ الأزهر العظيم "محمد مصطفى المراغي" مقرب جداً من والدي ، ولمعلوماتك هذا الإمام من أفضل من ترأس قيادة الجامع العتيق طيلة تاريخه ، وعندما بدأ مشروع زواجي طلب أبي "فخري عبدالنور" من صديقه العالم الجليل أن يزور عائلة "غالي" الذي سأتزوج إبنتهم ، وأن يمهد لنا "الجو" عندهم ! 

وصحبه في تلك الزيارة إثنين من أعز أصدقاء والدي وهما "محمود بسيوني" رئيس مجلس الشيوخ في ذلك الوقت ، و"محمود همام حمادي" نائب سوهاج .. رحم الله الجميع ، فقد إنتقلوا كلهم إلى رحمة الله !! 

قلت في دهشة : أظن أن أسرة "غالي" لم تتوقع أن يأتي شيخ الأزهر "بجلالة قدره" ليتوسط في هذا الزواج ؟.

أجابني بإبتسامة واسعة متذكرا أيام زمان الجميلة : 

هذا صحيح ، وقد حدثت هذه الواقعة سنة ١٩٣٧م ، وكانت عمر فتاة أحلامي وقتها خمسة عشر سنة ، وتزوجنا سنة ١٩٤٠م بعدما كبرت وأصبحت عروسة .

وكان عميد الأسرة "أمين باشا غالي" قد توفي ، فاستقبل إبنه الكبير "إبراهيم أمين غالي" شيخ الأزهر في بيت العائلة بجاردن سيتي .

وأخيراً فإن هناك أمور مشتركة كثيرة جمعت بين الحبيبين .. 

وانظر إلى هذه الأرقام لتتأكد من ذلك .. 

فهو من مواليد ٢٢ يوليو سنة ١٩١٢ ، 

وهي تاريخ ميلادها ١٢ يوليو سنة ١٩٢٢ .. 

يعني أرقامهما معكوسة .. 

يقول الزوج المحب القديم عن زوجته : نحن في النهاية أثنين في واحد .. وقد صدق .

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

ظلم صارخ - إنها حرب على التيار الإسلامي كله


منع التبرعات بالمساجد أراها جزء من الحرب ضد التيار الإسلامي كله .. فهي ضمن سلسلة من الإجراءات البوليسية لتشديد الرقابة على بيوت الله ومنع أي نشاط بها .. فلم تعد الحرب مقتصرة على البطش بالإخوان فقط.

وإذا طالبتني حضرتك بتقديم أدلة على صحة ما أقول، فإنني أقدم لك ألف دليل ودليل ، ولا أكتفي بذلك بل أشركك معي في تلك الكارثة التي حاقت بالوطن في شكل تساؤلات أطرحها عليك في نقاط محددة ..

١- ما معنى إغلاق الجوامع طيلة الوقت فلا تفتح إلا للصلاة فقط قبل موعدها بربع ساعة فقط ثم تغلق بعدها فوراً .

٢- محو أسماء الجمعيات الإسلامية الكبرى مثل الجمعية الشرعية والشبان المسلمين .. وإرغامها على وضع أسماء جديدة على مساجدها .. إجراء غريب غير مفهوم بالمرة .

٣- وتلك الجمعيات الكبرى أقصد الشبان المسلمين والجمعية الشرعية تقع في قلب القاهرة بشارع رمسيس وما حوله ، وإذا ذهبت إلى هناك فستجد أن مبانيها مغلقة "بالضبة والمفتاح" ومفيش أي نشاط فيها ! طب ليه ؟؟ 

٤- حظر الدروس الدينية التي يلقيها أئمة المساجد المعينين بالأوقاف بالمساجد ، لأن الجامع أصبح مكان مخصص للصلاة فقط ، وممنوع أي نشاط آخر فيه !! هل يعجبك هذا الوضع ؟ 

٥- إغلاق آلاف الزوايا التي كان الناس يصلون فيها بل ووصل الأمر إلى هدم عدد من الجوامع الكبيرة بحجة توسعة الطريق وإقامة الكباري !! 

٦- إذا سألت حضرتك عن النشاط الخيري للجمعيات الإسلامية في خدمة المجتمع فستجدها "صفر على الشمال" لأنه ممنوع !! وبالطبع لا يرضي هذا الوضع أي مصري يحب وطنه .

وهكذا يريد النظام العسكري الذي يحكمنا تهميش الدين الإسلامي جداً جداً في مجتمعنا ، فلا يكون للمساجد أو الجمعيات الإسلامية أي "حس أو خبر" ، وهذا جزء من تهميش المجتمع المدني كله لصالح العسكر ، ولا تسألني بعد ذلك عن أخلاق المجتمع في هذه الحالة .. فالإجابة عندك بالتأكيد .. أليس كذلك ؟ 

الأحد، 21 نوفمبر 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - أبناء غير مرغوب فيهم!



تلقت نيابة حلوان بلاغاً من امرأة تتهم فيه زوجها بجريمة بشعة.

زعمت أنه أغرق في النيل إبنتهم البالغة من العمر سنتين ، وطفلهم الرضيع الذي لا يتجاوز عمره ثمانية أشهر !! 

ولم تستطع الزوجة تبرير ما فعله الزوج سوى القول بأنه كان يكره أبناءه !! 

وبالطبع لم يصدق المستشار "عزت حسنين" الذي تولى التحقيق في القضية هذه الأقوال !! 

وهل هناك أب في الدنيا يكره فلذة كبده ؟؟ 

وعند إستدعاء والد الطفلين للتحقيق معه أنكر بالطبع ما نسب إليه ، لكنه إعترف بوجود خلافات عميقة بينه وبين زوجته ربما تكون السبب في المكيدة التي دبرتها له !! 

وعند السؤال عن مصير أولاده قال أنه لا يعلم عنهم شئ ! 

فقد إختفوا تماما ! 

وبدا للمحقق أن الأب غير مكترث بما يمكن أن يكون قد أصاب أولاده من مكروه ! وشكلت سلبياته هذه علامة إستفهام غير مفهومة !! 

وكان الإعتقاد السائد لدى المستشار "عزت حسنين" أن الأم أخفت أولادها في مكان ما بغرض تلفيق قضية للزوج !! 

وهذا ما أكدته تقارير الشرطة أيضاً !! فلم يعثر في النيل على جثث أطفال .

وبسؤال الزوجة من جديد أصرت على أقوالها السابقة ، وأدلت بمزيد من التفاصيل ، وقالت أنها كانت مع زوجها وأولادها بالقرب من شاطئ النيل ، ثم توقفوا عند بائعة حلوى ، وبعدها عادت لمنزلها وحدها .

وتم بالفعل ضبط بائعة الحلوى في المكان الذي حددته الزوجة وتعرفت عليها بسهولة ، إلا أن  تلك المرأة أثارت مفاجأة ضخمة ، عندما زعمت أنها لم ترى والد الطفلين على الإطلاق ، بل شاهدت الأم فقط مع أولادها !! 

وبالطبع ثارت عليها الزوجة ، وإتهمتها بتلقي رشوة من الزوج القاتل !! 

وبعد أيام ظهرت مفاجأة أشد وأنكى ، إذ عثر صيادا على جثة الرضيع في النيل ، كان يظن أنه إصطاد سمكة ضخمة لكنه فوجئ في سنارته بالصغير غريقا !! 

وتبين أن الزوجة كانت صادقة في أقوالها ، لكن أين أخته ؟؟ 

ومن قتلهما ؟؟ 

وبالطبع أشارت أصابع الإتهام من جديد إلى الزوج بقوة هذه المرة ، وكاد أن يذهب إلى التهلكة !! لكن سلسلة المفاجآت لم تتوقف في تلك القضية ، فقد إنهارت الأم عندما شاهدت جثة أبنها ، وأعترفت بجريمتها ! 

وبررت ما فعلته بلحظة طيش وجنون لأن الزوج كان يعايرها دائماً بأولادها بعدما أكتشف أنها ليست بكرا في ليلة الزفاف !! 

وكان يشك في نسب أبناءه إليه بعد هذا "الإكتشاف" !! 

فقررت الخلاص منهما والإنتقام من الزوج .

وقضت الزوجة بقية حياتها في السجن ! بينما زوجها حرا طليقاً ، ويبدو أنه كان سعيداً !! 

عجائب !! 

الخميس، 18 نوفمبر 2021

شباب زي الفل : أحمد العميد .. صحفي مختلف تماماً عن غيره من الصحفيين



قدمت لك من قبل في باقة شباب زي الفل زميلتي العزيزة "فتحية الدخاخني" وموضوعاتها ترفقها دوماً بمصادر دولية من دول أجنبية وهذا أمر لا تراه إلا نادراً عند زملائنا في مهنة الصحافة .

واليوم أقدم لك صحفي آخر مختلف تماماً عن غيره من الصحفيين .. إنه زميلي وصديقي "أحمد العميد" وهو صحفي حر يعمل لدى منظمات وأجهزة إعلام دولية ، وتخصصه "مدرب صحافة حربية وإدارة مخاطر".

وأظنه الصحفي الوحيد بمصر في هذا المجال ، وشطارته بلغت حد أن شركات الأمن الخاصة تستعين به لإلقاء محاضرات على العاملين بها ..

وبدايته كانت مع تخرجه من جامعة القاهرة عام ٢٠١١ وهي السنة التي قامت بها الثورة في بلادي .. وكان صاحبي موجوداً بالميدان منذ أول لحظة.

وبرز إسمه في تغطية الأحداث كمراسل صحفي لموقع "مصراوي" وأثبت وجوده فتمت ترقيته بسرعة الصاروخ وأصبح رئيساً لقسم الحوادث بها.

وفي عام ٢٠١٢ صدرت جريدة "الوطن" المصرية فإنتقل إليها ، وإزداد نشاطه وقام بتغطية كل الأحداث الخطيرة التي وقعت في هذا العام وعلى رأسها أحداث "الإتحادية" ، وبدأ كذلك في عمل أفلام وثائقية وتحقيقات إستقصائية عابرة للحدود ، ومنها موضوع تهريب العمالة المصرية إلى ليبيا.

ونال جائزة نقابة الصحفيين عن هذا الجهد المتميز. 

وكانت أول مرة يفوز فيها بجائزة ، وتوالت الجوائز التي حصل عليها ، وهو الصحفي رقم واحد في مصر من حيث عدد الجوائز التي فاز بها ، وقد نال تسعة جوائز حتى الآن ، منها ثلاث جوائز في عام واحد وهو أمر إستثنائي جداً لم يحدث من قبل لأي صحفي.

ويكفي لكي تعلم شطارته بأنه فاز بأرفع الجوائز الصحفية العربية ، ومنها جائزة "الصحافة العربية بدبي" ، وجائزة "محمد حسين هيكل" في بداية إنشاءها عام ٢٠١٦ ، وجائزة "مصطفى وعلي أمين" .

وقد إختارته منظمة دولية في فرنسا كواحد من أفضل عشر صحفيين في العالم يعملون كمراسلين حربيين.

وبرز إسمه جداً في حرب العراق ضد تنظيم "داعش" عام ٢٠١٤ ، وكذلك في الحرب الأهلية بسوريا وليبيا ، وهو من المصريين القلائل الذين تستعين بهم صحف عالمية وأجهزة إعلام دولية.

وقد تعاقدت معه نقابة الصحفيين كذلك في بلادي لإقامة ندوة بالنقابة في تخصصه الفريد من نوعه ، وسيسافر بعد أيام إلى "النمسا" لهذا الغرض أيضاً ..

وأخيراً أسألك رأيك بعد كل ما كتبته عنه : إيه رأيك في عنوان مقالي .. "أحمد العميد .. صحفي مختلف تماماً عن غيره من الصحفيين" ؟؟ 

ألا يعبر بدقة عن المضمون ؟؟ 

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

؟ : منع التبرعات بالمساجد!!



منظر حلو وجميل عندما ترى الأقباط يتبرعون لكنائسهم ، والمسلمون لمساجدهم ، ولذلك تعجبت جداً وكمان جداً من القرار المفاجئ الصادر بمنع التبرعات بالجوامع ولم أفهمه !! 


يقال أن الغرض منه وضع حد للفوضى السائدة في هذا المجال ! 


وأسأل حضرتك سؤالاً محددا ما هو الضرر الذي سيعود على بلدنا من تبرع الناس في صناديق محكمة الإغلاق لبيوت الله ، ولا يتم فتحها إلا تحت إشراف المسئولين بالوزارة على أن تنفق تلك الأموال في مساعدة الفقراء بالحي ، ومختلف المشروعات الخيرية بالمنطقة ، بالإضافة إلى المشاركة في تدعيم الجامع بكل ما يلزمه .. 


وهكذا يشارك المجتمع المدني بالحي في العمل على نهضته ، علما بأن من يتبرعون ويضعون أموالهم في تلك الصناديق هم أساساً من الطبقة الوسطى ، فلماذا نحرمهم من هذا الخير .. هل عندك إجابة ؟ 

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

عجائب عبد القدوس - أخبار مزعجة للمرأة البدينة!



تقدر منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص الذين يعانون وزنا زائدا في سن العشرين وما فوقها ب ٣٠٠ مليون امرأة يعانون البدانة.


وأحدث الدراسات العلمية تؤكد أن هؤلاء تتقلص أعمارهم ثماني سنوات مقارنة بالأشخاص ذات الوزن الطبيعي .. وكلما زاد وزن سيدتي كلما نقص عمرها خاصة في الكبر.


وأستندت الدراسة إلى أن البدانة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يشمل النوبات القلبية والجلطات الدماغية بالإضافة إلى أمراض السكر .. وإذا صاحبت البدانة شرب السجائر تبقى مصيبة كبرى ، وهذا يعني أن تلك البدينة تدفع نفسها إلى التهلكة وفي القريب العاجل كمان !! 


ومن ناحية أخرى نشرت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية إحصائية تبين منها أن نساء مصر من أكثر الستات بدانة في العالم !! 

وتلك مفاجأة قاسية لمن ينظر إلى المرأة المصرية على أنها "ست الكل" وحواء بالدنيا وأنا واحد منهم بالطبع ! 


والبلاد التي تتميز فيها المرأة بالسمنة أيضاً أمريكا وجنوب أفريقيا والأردن وغيرها ، أما النساء الأكثر رشاقة فهن موجودات في فرنسا وإيطاليا كما تقول الشبكة الإخبارية الأمريكية .. التي أرجعت السمنة إلى التغذية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة وضغوط الحياة .. 


 وأقول للشبكة الأمريكية .. 

مصر بلدي فيها نساء "زي الفل" يشكلن الأغلبية والحمد لله. 

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

عجائب عبد القدوس - حكاية حساسة جداً!




رغم التقدم الكبير في حياتنا إلا أن التعصب إزداد ، والتزمت إتسعت رقعته ، وزمان كانت الدنيا أكثر إنفتاحا وتسامحا ، وما كان مسموح به بالأمس أصبح يثير اليوم مشاكل وحساسية ، 


وأريد تأكيد وجهة نظري بعرض قصة نشرها حبيبي أبي الراحل "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله منذ أكثر من نصف قرن  في مجلة "صباح الخير" ، 


واستقبل مجتمعنا حكايته بهدوء ودون إعتراض ولم يتهمه أحد بمحاولة إثارة فتنة طائفية ..



إنها قصة فتاة إنتصرعقلها على قلبها وضحت بحبيبها ، والسبب أن ديانتها مختلفة عن دينه ، ويقول الكاتب الكبير عليه ألف رحمة في حكايته التي ويبدو أنها واقعية ..


أنها وقعت في غرام شاب أعجبت بشخصيته  ..

وبعد فترة قصيرة من بدء العلاقة بينهما قال لها وهي بين أحضانه : أدعو لخالي .. إنه مريض ، وأمي ذهبت إلى الكنيسة لتصلي من أجله .. وفوجئت ! 

ونزعت نفسها من بين ذراعيه وسألته وفي وجهها الدهشة كلها : هو أنت قبطي ؟ 

وتعجب من هذا الفزع الذي أصابها !! 

وأخذها برفق إليه من جديد وهمس في أذنها : وماذا يهم في ذلك ؟ 

الله هو الذي جمع بيني وبينك ، ثم غاصا في قبلة لكنها لم تكن في حلاوة كل مرة !! 

بدا أن هناك حاجز بينهما ! 


وحاولت بعد ذلك أن تنسى إنها مسلمة ، بينما حبيبها مسيحي ، وكانت تتذكر قوله : وماذا يهم في ذلك ؟ الله هو الذي جمعنا ! 


ولم يطاوع عقلها قلبها وبدأ الصراع بينهما .. 


القلب يقول : كلنا مصريين ، مصر تجمعنا ، والمسلم والمسيحي يعبدان رب واحد ! 


وكان العقل يرد : لا تخدعي نفسك .. هذه العلاقة مصيرها الفشل وأنت تعلمين ذلك ، إبتعدي الآن قبل فوات الأوان ! 

ولن تقبلي أن يشهر إسلامه حتى يتزوجك ، فهذا لعب بالدين لتحقيق غرض دنيوي ! 

وأولادك إن فعل ذلك سيكونون بلا هوية !! 

فلن ينتموا إلى الإسلام ولا المسيحية ، حيارى بين الإثنين .. يجب أن "تدوسي" على قلبك وتبتعدي ! 


وإبتعدت وبعد فترة ذهبت جراحها أدراج الرياح ، خاصة بعدما فتح الله عليها بعريس "لقطة" !! 


أما هو فقد أنساه الزمن جراحه ، ونجح في زواجه من فتاة مسيحية تنتمي إلى أسرة عريقة ، 


لكنه يحرص دوماً منذ قصة حبه الفاشلة على توضيح اللبس !! 


فإسمه وإسم أسرته يمكن أن يكون مسلماً أو مسيحياً ، ولذلك يقول لمن لا يعرفه : 

"أنا فلان الفلاني .. 

وعلى فكرة أنا قبطي" !! 

الأحد، 14 نوفمبر 2021

عجائب عبد القدوس - أول حكم من نوعه لبائعة الهوى الانسانية !!



أصدرت إحدى محاكم نيوزيلندا حكما هو الاول من نوعه في العالم كله يقضي بإدانة صاحب بيت دعارة بتهمة التحرش الجنسي بإحدى العاملات عنده!!

وقضت بإلزامه بدفع مبلغ ١٥ الف يورو كتعويض لها ،ولقى هذا الحكم ترحيب من الرأي العام وأعتبرته وسائل الاعلام المحلية فريدا من نوعه ولم يسبق له مثيل .

وقالت القاضية التي أصدرت الحكم أن صاحب محل الدعارة ظن أن بإمكانه أن يفعل ما يحلو له مع بائعات الهوى اللواتي يعملن عنده ، فجاء الحكم رادعا له!!

وأكدت حضرة القاضية أن بائعة الهوى في النهاية إنسانة من حقها أن تتمتع بالحماية من التحرش مثلها مثل غيرها !!

وأسال حضرتك : ما رأيك في هذا الحكم العجيب ؟؟

محمد عبد القدوس

الخميس، 11 نوفمبر 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - جريمة القتل .. بطلها الموبايل !!



هذا الحادث بطله الأول التليفون المحمول ! 

فقد عثر على سيدة مقتولة في منطقة "المقطم" وعمرها يقترب من الأربعين عاماً ! 

وبدأت التحريات من منطلق أنها امرأة سيئة السمعة قتلها أهلها أو زوجها تخلصا من عارها ! 

لكن السير في هذا الإتجاه لم يؤد إلى أي نتيجة ، وإتضح أن المجني عليها غريبة عن المنطقة ! 

وفشل الأهالي في التعرف على شخصيتها ! 

وبدت الجريمة لغز كبير .

وعندما يبدو القتيل مجهولاً ، فإن إكتشاف قاتله تزداد صعوبة ، وهكذا يتضح لك أن تحريات المباحث تتم في العديد من الأحوال وفي ظروف بالغة التعقيد ، لكن الله في النهاية لا يضيع أجر من أحسن عملا ، حيث تتدخل العناية الإلهية للكشف عن الجاني والمجني عليه بطريقة لا تخطر على بال أحد ! 

وتفاصيل ذلك أن الشرطة في أثناء مسحها الشامل لمنطقة الحادث تبين غياب شخص من منطقة سكنه بعد جريمة القتل مباشرةً ، ومعروف عنه أنه "بلطجي" ! 

وبدأت أجهزة الأمن في البحث عنه ، وتشكل فريق لهذا الغرض من قطاع جنوب القاهرة ، وجرائم النفس بالإضافة إلى ضباط القسم ، وأخيراً تم ضبطه عند أحد أقاربه ، وأنكر المتهم في البداية ، لكن تفتيش محل يملكه في منطقة "الظاهر" كشف عن مفاجأة مذهلة ، حيث عثر على تليفون محمول ، وبمراجعة الأرقام التي تحدث إليها ، تبين أنه أتصل بالإسكندرية أكثر من مرة ، وأن صاحبة هذا الرقم امرأة مطلقة وتقيم بمنطقة "المنشية" ، وقد إختفت من منزلها ، ولم يعثر لها على أثر ! 

وقام رئيس مباحث القاهرة بمواجهة البلطجي بهذه المعلومات ، فإنهار وإعترف ، وقال أنه نجح في إستدراجها بالتليفون المحمول لمقابلته بمسكنه بالمقطم .

ومارس معها الجنس مقابل حصولها على مبلغ من المال ، وفي يوم الحادث حدثت بينهما مشادة وهي بمنزله ، فاستغاثت بالجيران ، وخشية إفتضاح أمره وضع يده على فمها ، وكتم أنفاسها ، ثم خنقها بواسطة رباط من الشاش الطبي ، ووضع على فمها لاصق طبي !! 

وألقاها بجوال في كرتونة تليفزيون فارغة ، وتخلص منه بعد ذلك بالمنطقة الجبلية بمطلع المقطم .

ولكن أمره إنكشف "والبركة في الموبايل" !! 

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

بالي مشغول - د. هالة مصطفى: علاج غير القادرين بالمستشفيات




الدكتورة "هالة مصطفى" زميلة صحفية وصديقة عزيزة ، تعمل منذ سنوات بجريدة الأهرام ، وهي متخصصة في الشئون السياسية حيث تخرجت من كلية الإقتصاد والشئون السياسية وحصلت على الدكتوراه في تخصصها بإشراف مشترك من جامعة "القاهرة" وجامعة "السوربون" الفرنسية ، وقامت بتأسيس مجلة "الديمقراطية" بالأهرام وظلت رئيس لتحرير تلك المطبوعة مدة ١٢ سنة .


وعندما سألتها عما يشغل بالها هذه الأيام كنت أتوقع بالطبع أن تحدثني في إحدى الموضوعات السياسية الذي هو تخصصها ، لكنها تحدثت معي عن علاج الغير قادرين بالمستشفيات المصرية ، وعندما تعجبت من ذلك قالت بتلقائية: هذا من صميم العمل السياسي .. أليس الهدف في النهاية خدمة المواطن البسيط ؟ 


وتقول الدكتورة "هالة مصطفى" ، تجربة صعبة جداً مررت بها مع أختي الدكتورة "هويدا" عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة ، وتتمثل في مرض "ست الحبايب" أغلى ما في الوجود في الأسابيع الأخيرة ! 


وهذا الموضوع قد يبدو شخصياً ، لكن المؤكد أنه يهم الكثيرين جدا من الناس ، تدهورت الأحوال الصحية لأغلى ما في حياتنا ، وساعدت الإصابة بالكورونا في مضاعفة الحالة ، وقمنا بنقلها أولا إلى مستشفى (الشيخ زايد) الحكومي في ٦ أكتوبر أملاً في إدخالها قسم العزل هناك ، ولكن أكدوا لنا أنه لا توجد أماكن نظراً لكثرة المصابين ، فنحن في زمن الوباء !! وذهبنا إلى مستشفى (القصر العيني) الفرنساوي أقدم مستشفيات مصر وهو أيضاً تابع للدولة ، ولكن فيه قسم إستثماري .

وأضافت زميلتي الصحفية الدكتورة "هالة مصطفى" بغضب قائلة : تكلفة الليلة الواحدة في قسم العزل عشرة آلاف جنيه ! وعندما تدهورت أحوال أمي الصحية دخلت العناية المركزة ، وأصبح علينا أن ندفع في الليلة الواحدة ١٥ ألف جنيه يوميا ، بالإضافة إلى مصاريف الأدوية والعلاج التي تصل إلى ١٨ ألف جنيه في الأسبوع .

وهذه المصاريف بعد التخفيض لأن أختي عميد كلية ، والقصر العيني يتبع الجامعة !! 


وأتساءل إذا كان هذا يحدث في المستشفى التابع للدولة ، فما بالك بالمستشفيات الخاصة ، المؤكد أن المصاريف ستكون أغلى بكثير .. وهذا الأمر غير مقبول بالمرة خاصة ونحن في زمن وباء الكورونا ، ولابد من إيجاد حلول جذرية للعلاج بالمستشفيات الخاصة والعامة على السواء التي تعاني من سوء الخدمة . 


وختمت حوارها معي قائلة: كنت مستعدة أن أدفع الملايين من أجل إنقاذ أمي ، لكنها ماتت في النهاية بالمستشفى . 

وفشلنا في التواصل مع أي دكتور لإبلاغنا بحالتها أولا بأول .. كانت المستشفى تتصل بنا لمطالبتنا بالدفع فقط !! 


أليس هذا الموضوع أهم من كل الموضوعات السياسية الأخرى ؟؟ 

الاثنين، 8 نوفمبر 2021

مواصفات التدين الجميل - التدين والحلاوة!



قد تظن لأول وهلة أن هناك علاقة طاردة بينهما! 

إجتماع الإيمان والتقرب إلى الله والمرأة الحلوة أمر مستحيل ! 

لابد أن تكون بنت سبور وآخر موضة حتى تكون جميلة وصاحبة شياكة ! 

وهذا الرأي لا أحترمه ! 

والسبب أنه ينظر إلى الجمال بطريقة مادية بحتة بعيداً عن الأخلاق والقيم والمبادئ ! 

وهذا الأمر يسيئ إلى حواء ، وهي بهذه العقلية مجرد شهوة يستمتع بها الرجل ! 

والتدين الجميل له وجهة نظر في هذا الموضوع ، وأرى أن ما سأطرحه سيكون مفاجأة لك ! 

فهو يرى أن التدين يزيد من تألق وحلاوة سيدتي ماديا وروحيا وليس العكس ! 

فهو أولا يحميها من ذئاب البشر ! 

وثانيا يعطي لأخلاقها سنداً عظيماً ! 

وحواء بدون أخلاق خطراً على المجتمع ! 

فهي في هذه الحالة بدون فرامل ! 

وهي المتضرر الأول من ذلك لأنه يمكن بسلوكياتها الطائشة أن تدمر نفسها ! 

ولأنها امرأة لعوب فقد يترتب على مغامراتها خراب البيوت ! 

والتدين يحمي الحلاوة من كل هذا البلاء ، ثم إنه يضع جمالها في موضعه الصحيح ! 

والجميلة ذات الصلة الوثيقة بتعاليم دينها ترى جمالها وتحافظ على هذه النعمة ، بينما الأخرى تعطي إهتماماً بالغا بالجمال الصناعي وأدوات التجميل ، وقد يعطي ذلك نتائج عكسية يتمثل في تشويه جمالها الطبيعي !! 

والخلاصة أنك إذا وجدت فتاة متدينة وفيها مواصفات الجمال الطبيعي فإنها في هذه الحالة تستحق تعظيم سلام ، لأنها تجمع بين الحسنيين .