حكايات حقيقية أغرب من الخيال - الأم شهدت ضد إبنتها!

المستشار "حسين عبدالعزيز حلمي" يعمل في مجال القضاء منذ أكثر من أربعين سنة ، وعندما سألته عن أغرب قضية مرت عليه في حياته العملية الطويلة أجاب دون تردد: جريمة القتل التي وقعت في مركز "منيا القمح" بالزقازيق ، حيث كنت أعمل هناك! 

أراها فريدة من نوعها سواء من حيث سبب الحادث! أو الجاني الذي تم ضبطه! 

والبداية ببلاغ إلى الشرطة عن مزارع مقتول داخل أرضه الزراعية! 

وحامت الشبهات حول بعض أقاربه ، فتم إستدعاءهم! فزعموا أن المجني عليه كان سيئ السمعة ، وأنه أعتدى على إبنة زوجته من رجل آخر! إلا أنهم أنكروا صلتهم بالجريمة رغم أنه تبين أن هناك صلة قرابة تربطهم بالفتاة ، فهم تحديداً أعمامها. 

وعند سؤالها أكدت وهي تبكي ما حدث ، وقالت أن زوج أمها قد إغتصبها!! 

ويقول المستشار: بالطبع كان المحققين ورجال المباحث متعاطفين مع تلك المراهقة الصغيرة! ويرون أن المجني عليه قد نال جزاءه!! رغم أن التحقيقات لم تكن قد إنتهت بعد لأن الجاني ما زال مجهولاً! لكن هذه القضية من القضايا النادرة التي يقول فيها المحقق لنفسه: هذا القتيل يستحق ما جرى له!! 

ويضيف رجل الفضاء قائلا: وقعت مفاجأة مذهلة قلبت جميع التوقعات رأسا على عقب! فقد توقع الجميع بالطبع أن تستر الأم على إبنتها ، وتشهد ضد زوجها "المرحوم"!! 

وتؤكد سوء خلقه إلا أن الذي حدث هو العكس تماماً! وفضحت الأم فلذة كبدها على رؤوس الأشهاد!! 

وقالت عنها إنها كاذبة فيما إدعته عن المجني عليه الرجل الطيب!! 

وأكدت كراهيتها منذ البداية لزوج أمها ، وكان بينهما ما صنع الحداد!! والإبنة كانت معارضة لهذا الزواج على طول الخط!! 

ونشطت التحريات من جديد للبحث عن القاتل بعد أقوال زوجة القتيل التي غيرت مجرى التحقيق! 

وكانت الشبهات تحوم بشدة حول أعمام البنت الكدابة!! 

ولكن تبين في النهاية أنهم إستأجروا رجل متخصص في هذا الموضوع!! 

يعني قاتل محترف! 

وتم القبض عليه بعد مطاردته! 

وصدق أو لا تصدق تبين أن هذا الجاني ومهمته إزهاق الأرواح!! متهم في عشرين جريمة قتل ظلت مجهولة على مدى سنوات!! 

إنه رقم مذهل يجعل رأسك تدور .. أليس كذلك؟!! 

يوم لا أنساه - ماتت أمامه .. فقرر التفوق!!

في ذاكرة صديقي الدكتور "حسام بدراوي" واقعة لا ينساها أبدا حفزته دوماً إلى التفوق ، وكانت قد وقعت بعد أقل من أسبوع من تسلمه عمله كطبيب في "القصر العيني" في منتصف السبعينات من القرن العشرين ، فقد وصلت حالة لإمرأة بعد الولادة تشكو من نزيف حاد ، وكانت حالتها متأخرة جداً ، وحاول الطبيب الشاب إنقاذها ، لكن دون جدوى ، وكان الوقت قد فات ، وفاضت روحها إلى بارئها 

وتأثر الدكتور للغاية من هذا الموقف .. فهذه امرأة تموت بين يديه دون أن يستطيع أن يفعل شيئ ، ودفعه هذا الحادث إلى أن يكون متفوقاً دائماً في عمله حتى لا يتكرر ما حدث من جديد ، رغم أن زملاءه وكذلك كبار الأطباء مثل الدكتور "محمد فياض" والدكتور "علاء شفيق" أجمعوا على أن نقص خبرته في ذلك الوقت لم يكن له أي دخل في وفاة تلك المرأة .. كانت حالتها متدهورة تماماً ، ولم يكن هناك أمل في إنقاذها. 

(وانقذ أخرى بأعجوبة!) 

ولأن الشئ بالشئ يذكر ، فهو يتذكر تماماً تلك الحامل التي وصلت وهي مصابة بمرض في الدم ، ورفض الأطباء زملاءه تحمل مسئوليتها ، لأنه يعني أن الولادة ستكون فاشلة ، ويمكن أن تموت الأم فيها ! 

وإذا نجحت فإن هناك إحتمالا كبيرا أن يخرج المولود إلى الدنيا مشوها ، وتوكل الدكتور "حسام" على الله ، وقرر قبول هذه المخاطرة الشديدة ، وفعلاً تم كل شيء بنجاح وسلام عكس كل التوقعات.

سألته: ممكن أعرف إسم المولود الذي خرج إلى الدنيا بمعجزة؟ 

أجاب: إسمه "حسام" على إسمي.

عجائب عبد القدوس - إهانة لمصر برغم الإنجاز الذي تحقق!

عنوان مقالي قد يلفت نظرك .. فهناك بالفعل إنجاز قد تحقق ، وفي نفس الوقت أرى أن وضع الأمم المتحدة لمصر في مرتبة متأخرة أمر فيه إهانة لبلادي ، ونحن مسئولين عنه بالدرجة الأولى .. 

أنني أتحدث هنا عن "إحصائية السعادة" في دول العالم التي أصدرتها المنظمة الدولية قبل أيام ، وهي تعتمد على مقاييس صارمة من بينها الخدمات الأساسية التي تقدم للمواطن ، والناتج الإجمالي للدولة ، ومكافحة الفساد إلخ... 

وكالعادة إحتلت دول شمال أوروبا وسويسرا المراكز الأولى ، والجدير بالذكر أنه تقرير سنوي.

وفوجئت هذا العام أن العدو الصهيوني في المركز الثاني عشر قبل المانيا "بجلالة قدرها" وكندا وهما في المراكز رقم ١٣ و ١٤.

وتقرير السعادة أصابني بحزن وإكتئاب عندما نظرت إلى الموقع الذي تحتله بلادي .. صدق أو لا تصدق .. من بين ١٤٦ دولة شملها التقرير تقبع مصر في المركز رقم ١٢٩ ، وهناك تقدم في هذا المجال!! 

ففي العام الماضي كان ترتيبنا ١٣٢ يعني قفزنا ثلاث مراكز إلى الأمام .. لكنني حزين ، وزعلان قوي كمان خاصة وأن الغالبية العظمى من الدول العربية في مراكز متقدمة عنا ، وكنا في يوم من الأيام أساتذة لكل هؤلاء ، من بلاد أمجاد يا عرب أمجاد ، وأقول عجائب وأنا أرى الوضع قد إنقلب.!!

عجائب عبد القدوس - مهن تؤدي للطلاق من بينها الصحافة!

كشفت جامعة بريطانية في دراسة لها عن إرتفاع نسبة الطلاق بين العاملين في مهن محددة! 

وتأتي على رأس القائمة العاملون في "الفن"! 

وبعد هؤلاء الذين يعملون في مهن شاقة وصعبة فلا يعطون لبيوتهم الوقت الكافي ،

وكذلك من يعملون بالليل وظروفهم "ملخبطة" بالتعبير العامي! 

وأغرب ما في هذه الدراسة أن مهنة "الصحافة" إحتلت مرتبة متقدمة بين المهن التي تؤدي للطلاق ، حيث قالت الدراسة أن تلك المهنة ظروفها غير مستقرة هي الأخرى .. عجائب!! 

عجائب عبد القدوس - في الحمل والولادة "إيه العظمة دي"!!

طلبت من صديقي الدكتور "حسام بدراوي" أن يحدثني عن إعجاز الله في خلقه كما يراها يومياً من خلال عمله كطبيب للولادة.

أجابني قائلا: أولاً عندي ملحوظة على كلمة إعجاز ومعجزات ، فلا أميل إلى إستخدامها كثيراً ، فالله لم يخلق الكون عبثاً ، فكل شيء بقوانين دقيقة ونظام مدهش ، والمعجزة تعني إستثناء أو خروجاً عن هذه القوانين ، وهو ما لا يرضى به أحداً.

ويضيف قائلاً: أحسد النساء على الحمل والولادة ، ودائماً أقول لهم ذلك ، فهن يشعرن بالخلق مرة أثناء الحمل ، وأخرى أثناء الولادة ، فهذه ميزة تتفوق بها حواء على الرجل ، وما يجري منذ بداية لقاء الرجل بالمرأة وحتى خروج الطفل إلى الحياة يؤكد وجود الخالق ، وتهتف لله قائلا وأنت تشاهد إبداع خلقه: "إيه العظمة دي".

ويشرح ما يعنيه قائلاً: صدق أو لا تصدق .. ينطلق ٤٠٠ مليون حيوان منوي من الرجل نحو بويضة المرأة في نظام عجيب وهذه الحيوانات تشبه السمكة في النهاية ولها ذيل ، ورأس حربة تطرق باب البويضة ثم تخترق إفرازات عنق الرحم للأم ، وتواصل السباحة داخل تجويف الرحم ومنها إلى أنبوبة "فالوب" حيث يتم اللقاء مع بويضة آتية من مبيض الأم ، وخلال هذه الرحلة تهلك كل هذه الملايين ، ولا يبقى منها إلا عدد يتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين حيوان منوي فقط ، يتمكن واحد من هؤلاء من دخول البويضة ، بعدما تنقسم البويضة إلى إثنين ثم إلى أربعة .... إلخ.

ولا تملك إلا أن تقول اخلاقها من جديد: "إيه العظمة دي".

والجدير بالذكر أن كل ذلك يمكن مشاهدته بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني الذي يقوم بتكبير الشئ إلى مائة ألف مرة.

ويقول الدكتور "حسام بدراوي': من خلال عملي كطبيب أستطيع أن أؤكد على إرتباط الكون ببعضه ، فالكون متماسك مترابط يقوم في النهاية على وحدة واحدة وهذا أمر طبيعي لأن خالقه واحد هو الله ، 

ويضيف قائلاً: ترى الشمس مثلاً والكواكب تدور حولها ، وهذا يشبه ما يحدث في جسد الحامل .. البويضة هي المحور والحيوانات المنوية تلف حولها. 

عجائب عبد القدوس - الدكتور حسام بدراوي في عيد الأم: كلام مهم جدا للستات

في عيد الأم أردت الإحتفال بست الحبايب بطريقة مختلفة ، 

تحدثت مع الدكتور "حسام بدراوي"  وهو من أشهر أطباء النساء والولادة في بلادي عن الحمل ، ومعجزات ربنا في هذا الأمر ، وقبل أن تقرأ حضرتك هذا الحوار أعلم أن صديقي الدكتور طبيب مختلف عن غيره من زملاء المهنة ، فله اهتمامات ونشاط واسع في المجالات الثقافية والسياسية والإنسانية ، وله قلم رشيق ويكتب في مختلف الموضوعات ، كما أنه حريص على التواصل مع الشباب والاستماع إليهم من خلال جمعية "الحالمون بالغد" التي شكلها قبل سنوات.

بدا حديثه معي بالقول : 

الوقت المناسب من أجل الإنجاب هو السن الواقع من أوائل العشرينات حتى الخامسة والثلاثين سنة ، وقبل هذا السن هناك خطورة من الناحية الطبية حيث نسبة ضغط الدم عادة تكون أكبر ، كما أن نسبة القيصرية تزيد لأن التفاعل المطلوب للحامل في هذا السن يكون أقل من المستوى المطلوب .

ومن الناحية التربوية يقول الدكتور "حسام بدراوي" أن الحامل في هذه الفترة تكون مجرد تلميذة!! والافضل أن تنتهي من دراستها ، ولذلك فالسن المثالي من وجهة نظره هو الذي يقع من بداية العشرينات وحتى ٣٥ سنة حيث تضمن المرأة عادة أفضل منتج يخرج من بطنها!! وتقل خصوبة المرأة ويبدأ الخطر في التزايد على الأم خاصة بعد تجاوزها الأربعين من عمرها ، والمولود يمكن أن يصاب بتشوهات خلقية ، وتشكل الخطورة على الجنين بنسبة تبلغ طفلاً واحداً من بين كل مائة طفل كما تدل الاحصائيات.

ويضيف الدكتور الصديق قائلا: على المرأة الحامل أن تمتنع تماماً عن التدخين وكذلك زوجها قبل ثلاث اشهر على الأقل من بدء الحمل نظراً لخطورة السجائر على الجنين ، ويلاحظ أنه لا يكفي أن تمتنع وحدها ، بل يجب أن يشاركها زوجها ذلك ، لأنك عندما تعيش مع شخص "مدخنة" فإن ذلك يشكل خطورة أيضاً!! 

ويذكر الدكتور "حسام بدراوي" أحدث الإحصاءات في هذا الصدد ، حيث يلاحظ أن ٣٠٪ من المدخنات حجم أطفالهم داخل الرحم أقل من الحجم المطلوب ، و٢٥٪ من الحوامل اللاتي يقبلن على التدخين يكون نسبة ذكاء أطفالهن دون المستوى المطلوب ، بسبب ما جنته الأم على وليدها بإصرارها على التدخين أثناء الحمل. 

حكايات إحسان عبد القدوس - صدق أو لا تصدق إحسان عبد القدوس بنوته في شهادة ميلاده (٢)

 ويضيف قائلا :

 اللخبطة التي حدثت في شهادة ميلادي ولم اكتشفها إلا بعد بلوغي العاشرة من عمري الطويل بإذن الله .. وكان ذلك عندما التحقت بالمدرسة الابتدائية واحتاج الأمر طبعا إلى تقديم شهادة الميلاد وفعلا قدمتها.. ولكن طلب الالتحاق قوبل بالرفض ليه يا أخونا ؟ لأن المدرسة للبنين ولا تقبل فيها البنات..! طيب ومين قال ان احنا عاوزين ندخل عندكم بنات.. ده راجل من ضهر راجل..! فكان الجواب بانه مكتوب أمام إسمي في شهادة الميلاد أني أنثى! فبحلقت أنا ووالدي في شهادة المذكورة، فإذا بالكلام ده صحيح أي أنني مكثت عشر سنوات وأنا بنت بس مش داري .. يادي الفضيحه .. يا ألف عيب الشوم ..! يعني لو كانوا أصدروا قانون لوأد البنات كما كان يفعل العرب لوئدت أنا الأخر .. ومت رحت فطيس ..!ولو كانت الحرب قامت في ذلك الوقت وطلبوا الرجال للجندية والأطفال بصفة مساعدين لتركوني أنا من دون الرجال والأطفال جالسا أطبخ وأغسل وأدادي العيال مع النسوان..! فيا كسفتاه .. ويا خيبتاه..!

وأخذني والدي إلى المحكمة الشرعية ، حيث أثبت لهم أنني مذكر من الجنس الخشن فغيروا شهادة الميلاد بعد عدة إجراءات واتخاذات تخرب أجعصها دماغ.

وإلى الآن رغم أن مصر اتنورت وأصبح الكثيرون من أبناء البيوتان العريقة يسمون باسمى ورغم أني قد بلغت من العمر عتيا وعتيا هنا أي ما يوازي 19 سنة..!

فما زال اسمى موضع شجار وخناق بين والدي ووالدتي.. فوالدتي مصممة على أن تناديني بـ «سونة» وقد أمعنت في تصميمها حتى حتمت على أن أوقع مقالاتي بذلك الاسم، وعملت لذلك إكليشيه طويل عريض وهو الذي يراه القارئ على رأس هذا المقال.. ويصمم والدي بدوره على أن يناديني به «سانو» وحجته في ذلك أن اختياره يحوى من معاني الرجولة ما لا يحويه اسم «سونة»، ثم إن اسم «سانو» اسم فرعوني قديم يدل على العظمة والمجد.. وإلى الآن لم يتخذوا قرارا نهائيا في ذلك الموضوع.

 

سونة

11 أكتوبر 1937

ملحوظة : 

إسم  "سانو" هو الذي ساد وفرض نفسه بين أسرته والمقربين منه وفي بيتنا نادرا ما كنا نسمع إسم  "إحسان " دوما  "سانو".

حكايات إحسان عبد القدوس - صدق أو لا تصدق إحسان عبد القدوس بنوته في شهادة ميلاده

أخبرتك من قبل أن حبيبي أبي كان يشكو دوما في صغره من أسمه "البنوته " والذي كان محل سخرية من زملائه وعندما تقدم للزواج من حبيبة العمر أكتشف أن شقيقتها الكبرى اسمها إحسان !

وأصبح اسمه هذا عقدة في حياته لسنوات طويلة ولم ينسى عقدة أسمه هذا إلا بعد نجاحه الكبير في حياته العملية ومن فضلك تعالى معي نستعرض حكاية أسمه في مقال قديم جدا كتبه وهو طالب عمره 19 سنه وقام بتوقيعه بإسم سونة ومقاله هذا من أوائل المقالات التي كتبها في حياته ونشرت في روز اليوسف وقد عثرت عليها في كتاب وضعه صديقي العزيز رشاد كامل تحت عنوان اسطورة روز اليوسف  وفيه واقعة مذهلة تتمثل في أنه تم تقيده بشهادة الميلاد في البداية على أنه أنثى !!

يعني كان معه كل الحق في أحتجاجه على هذا الاسم ..

ويقول في مقاله :

اسمى اللعين ... ولدغتى اللعينة

 جاءني الخطاب الآتي :

نرجو من الانسة إحسان هانم عبدالقدوس أن تضع صندوقا للخطابات على باب منزلها لمساعدة الموزع في مهمته..

وتقبلي فائق الاحترامات.

مدير عام مصلحة البريد

**

عال .. يعني الحكاية بقت رسمي ..! وأصبحت أعد من الحكومة ومصالحها ومديريها وموظفيها من النوع الذي يتمتع بلقب آنسة عن جدارة مضافا إليها هانم كمان..! وهذا كله من جراء اسمي اللعين.. ذلك الاسم الذي كان والدي يحاول دائما اقناعي بانه اسم ذواتي وشيك عندما كنت أدخل عليه بعد رجوعى من مدرسة البرامونى الأولية باكيا مولولا وأحيانا مخربشا ومتعورا.. طالبا في إلحاح أن يغيره لي وإلا امتنعت عن الذهاب إلى المدرسة حتى ولو ضربني ستين علقة..! فلقد كان اسمى هو التسلية الوحيدة للطلبة الملاعين أثناء الفسح وكثيرا ما ساروا خلفي في شبه مظاهرة - وهم يصيحون ويهللون «البنوتة أهو.. البنوتة أهو»! وكثيرا ما كنت اتنرفز واشتبك معهم في خناق لرب السماء.. أخرج بعده مخرشما مدغدغا معدوم الحيل..! حتى الأساتذة كانت تسليتهم الوحيدة أثناء الدرس هو محسوبكم الغليان الذي يحمل اسم «إحسان»!.. فما كانوا يخاطبونني  إلا بصيغة الاناث فيقولون «جاوبي يا ست احسان.. قومي يا إحسان هانم.. صفر على عشرة يا بت يا إحسان... »! مش والنبى دى حاجة تجنن يا عالم..! ومش ليه حق أبكي وأولول وأمتنع عن المدرسة...؟ ومش ليه حق كمان اطلب بإلحاح تغيير اسمي باسم آخر لا يكون من الصنف البناتي أو من هذا الصنف اللي يضرب بالجوز فينفع للمذكر والمؤنث..؟ ولو أن التلامذة في ذلك الوقت لم ينظروا إلى على أني أحمله بصفتي مذكر..!

 وقد بلغ من شدة تضايقي من اسمى والحاحي على والدي بتغييره أو البحث عن طريقة يقنع بها الناس أن اسم «إحسان» اسم رجالي.. ورجالى قوى كمان..! أن أطلق على إحدى رواياته التي ألفها في ذلك الحين اسم «إحسان بك»، وقد مثلت في تياترو حديقة الأزبكية.. وامتلأت شوارع العاصمة بالإعلانات الضخمة تحمل بالخط العريض اسم «إحسان بك» وكان غرض والدي من ذلك أن يقنع الناس أن هناك رجالا في السويداء بهذا الاسم...! ولكن برضه لم يتغير الحال وظل كما كان..!

**

وغدا بإذن الله احدثك عن مفاجأة شهادة الميلاد

شخصيات في حياتي: رحيل زوجة لورد الصحافة

قبل أيام رحلت في صمت وهدوء زوجة لورد الصحافة المصرية رحمه الله ورحمها.

وأراهن أن كلمة "لورد" لفتت نظرك ، وتتساءل عنه وعن زوجته وسبب إطلاق هذا الإسم عليه؟؟ 

إنه أستاذي الراحل "سعيد سنبل" ، وكان أول أساتذتي عندما بدأت العمل بالصحافة في أخبار اليوم أوائل السبعينات ، ولا أنسى أبدا تشجيعه الدائم لي وكان مديراً لتحرير الجريدة ، ولمعلوماتك هو أول صحفي إقتصادي في صحافة مصر ، ولم يكن هناك أحد قبله متخصص في الشئون الاقتصادية ، وأصدقاءه وتلاميذه يطلقون عليه لقب "لورد" فهو دوماً متأنق وشامخ ومعتز بنفسه ، وفي ذات الوقت إنسان متواضع وبابه مفتوح دوماً لكل العاملين معه.

والتواضع والكبرياء من الصعب أن تجتمع في شخص واحد إلا قليلاً من أمثال أستاذي "سعيد سنبل".

وزوجته التي رحلت الأسبوع الماضي إسمها "فادية" وفيها أيضاً العديد من الصفات الحلوة ، وعلاقتي بها وثيقة جداً وبأسرتها كلها منذ سنوات طويلة وفاءاً مني لأستاذي.

وأعجبني جداً "وكمان جداً" ما قالته أسرتها عنها وهي تودعها: أنها أغلى من الياقوت وكل الأشياء التي قد ترغب فيها لا يمكن مقارنتها بها.

امرأة يمكن تلخيص حياتها في ثلاث كلمات .. "تضحية وإلهام وشجاعة".

وخلال العام الماضي تكافح ببسالة وشجاعة مرض السرطان دون أن تشكو مرة واحدة .. كانت مثل الطائر الشائك عند إحتضاره يرتفع فوق معاناته.

وأشهد أن كل كلمة للعائلة عنها صحيح إلى حد بعيد .. وأنا شخصياً لم أعلم بمرضها إلا قبل شهر من وفاتها ، عندما لم ترد على إتصالاتي وعلمت بما أصابها من شقيقتها وإبنتها "حنان" .

والجدير بالذكر أن سيدتي "فادية" جمعت بين الحسنيين .. كانت لسنوات طويلة مديرة مدرسة كلية رمسيس للبنات ، واشتهر ذلك الصرح العلمي بتفوق بنات حواء .. والفضل الأول يرجع لحضرة الناظرة التي جمعت بين الحب والحزم ، 

ورأيناها أيضاً زوجة جميلة ، وأم رائعة لأربع بنات وولي العهد ، 

وتؤكد أمهم صاحبة القلب الكبير أن أبنها لم يكن يحظى بمعاملة خاصة مختلفة عن شقيقاته .. فالكل سواء عند الأب والأم ، والبنت زي الولد .. مش كاملة عدد.

رحمها الله.

يوم لا ا أنساه - المهندس محمد فرج عامر: إنطلقت من وادي الجن إلى أعظم يوم في حياتي

الباش مهندس "محمد فرج عامر" رجل أعمال شهير على أعلى مستوى في مصر بل والعالم العربي، فاز بأكثر من جائزة في مجالات ريادة الأعمال ، وعندما طلبت منه أن يحدثني عن يوم لا ينساه في حياته توقعت بالطبع أن يحدثني عن لقطات من حياته سواء في مجال البيزنس أو الرياضة وله فيها نشاط واسع ، لكنه فاجئني بما لم أتوقعه أبدا.

قال: تخرجت من هندسة الإسكندرية تخصص ميكانيكا قوى ، وفور تخرجي تم تجنيدي كضابط احتياط ، وكان مقر الكلية في منطقة تسمى "وادي الجن" "بإسنا" في قلب الصعيد ، وعقب تخرجي برتبة ملازم وذهبت إلى الجبهة بقناة السويس بالقرب من الإسماعيلية ، وفي السادس من أكتوبر بدأت معركة تحرير سيناء ، وأراه أعظم يوم في حياتي لا يضاهيه أي يوم آخر ، وكنت أحد المسئولين عن إقامة المعابر بإعتباري باش مهندس .. وهو عمل شديد الخطورة حيث كنا نعمل والغارات الجوية من العدو الصهيوني لا تتوقف ، ولا أنسى أبدا رفيقي وصديقي الشهيد الضابط "محمد علي" ، وكان بجانبي واستشهد في غارة جوية ، وأفلت من الموت بأعجوبة ، وبالرغم من هجمات العدو كانت الروح المعنوية لأبطالنا في السماء ، ولا أحد يفكر في الموت ، بل في أداء واجبه والعبور إلى سيناء .. كانت بالفعل أيام لا تنسى. 

ست الكل :صفية زغلول قدوة لكل المصريات

يوم ٩ مارس بداية انتفاضة المصريين ضد الإحتلال الإنجليزي. 

والحديث عن ذكرى ثورة ١٩١٩ لابد أن يقترن بالكلام عن سيدتي "صفية زغلول" التي أراها حواء بالدنيا وهي زوجة قائد الثورة "سعد زغلول" وربنا يرحم الجميع!! 

إنها جديرة بأن تكون قدوة لكل بنات مصر لسببين .. 

فهي تستحق عشرة على عشرة كربة منزل وشريكة عمر الرجل العظيم ، وعملت على راحته دوماً ، ولم تناكفه يوماً ، بل كانت تراه سيد المنزل من منطلق الحب والتقدير والاحترام الذي يجمع بينهما ، وليس بعقلية سي السيد! 

والأمر الثاني أنها نموذج في خدمة الوطن ، ودورها كان ملموساً في الثورة الخالدة سواء في مداواة الجرحى أو مواساة أسر الشهداء أو إلهاب مشاعر الثوار! 

وتعظيم سلام نيابة عن كل المصريين لسيدتي القدوة "صفية زغلول".

عجائب عبد القدوس - مفاجأة بعد ٣٧ سنة

المؤرخون الذين يدرسون تاريخ مصر يؤكدون أن شعبها يتميز بمفاجآت تدخل في دنيا العجائب ، وله صبر غريب على الظلم والظالمين ، ثم ينفجر في النهاية في لحظة لا يتوقعها أحد أبدا.

وثورة مصر عام ١٩١٩ دليل واضح على ذلك.

فالإنجليز إحتلوا بلادنا عام ١٨٨٢م دون مقاومة تذكر ، وأكتسحوا جيش القائد الوطني "أحمد عرابي" الذي تصدى لهم بسهولة. وبدا أن الشعب المصري قد إستسلم لهم ، فلم تحدث أي إنتفاضة في مواجهتهم ، وأجرى الإحتلال تغيرات جذرية في القوانين دون إعتراضهم ، 

وحاول الزعيم الوطني "مصطفى كامل" إشعال نار الوطنية في النفوس ، ولكن لم يلتفت حوله إلا جزء من المثقفين ، بينما الفريق الآخر معجب بالإنجليز وحضارتهم ، ويتطلعون إلى تحديث مصر على أيديهم!! 

ثم جاءت مصيبة "دنشواي" حيث أعدم الإحتلال عدد من الفلاحين في تلك القرية ، ولم يكن رد الفعل مناسبا أبدا لما جرى ، واستمر الهدوء والسكينة ببلادنا دون مقاومة! 

وكانت الحرب العالمية الأولى فرصة للخلاص من الإحتلال البريطاني الذي إنشغل في المعارك الطاحنة ، ولكن دون جدوى وخرجت بريطانيا من تلك الحرب كأقوى دولة في العالم.

وهنا وقعت المفاجأة الكبرى .. فلم تمض شهور على إنتهاءها حتى كانت مصر أول دولة في العالم كله تثور على الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس.

وكان السبب إعتقال "سعد زغلول" الذي وكلته الأمة للمطالبة بإستقلالها.

وإنفجرت الثورة في ٩ مارس .. بعد يوم من القبض عليه و ٣٧ عاماً من الإحتلال واحدثت تلك الانتفاضة الشعبية تغيرات كبرى في المجتمع المصري ..وعجائب على صبر أيوب!!

عجائب عبد القدوس - خمس سنوات في الأحلام

قرأت دراسة أمريكية فريدة من نوعها أعجبتني عن الأحلام ، ففيها معلومات مفيدة لم أكن أعرفها من قبل مثل أنه على مدار حياتنا ودورات نومنا فإننا نرى أكثر من مائة ألف حلم ، والمؤكد أنه وفقاً للدراسة لو أن هناك شخصاً يبلغ من العمر ستين عاماً فإنه قد أنفق من عمره أكثر من خمس سنوات في الأحلام فقط.

ولمعلوماتك أيضاً فإن للرجال ميل أكبر للحلم برجال مثلهم بنسبة ٧٠٪ ، وكثيراً ما تكون أحلامهم عنيفة ، أما سيدتي فستذهب نصف أحلامها إلى ذات جنسها بينما يحتل آدم النصف الآخر ، وأحلامها عادة لا عنف فيها فهي أكثر رقة. 

بالي مشغول - عمال مصر ومشاكل بالجملة

قبل أيام وقعت مأساة في شركة "يونيفرسال" للأجهزة الكهربائية بالسادس من أكتوبر إذ أقدم العامل "عاصم عفيفي" على الإنتحار وهو متزوج وله أولاد وفي منتصف العقد الثالث من عمره، ويعمل بالشركة منذ خمسة عشر عاما، والذي دفعه إلى التخلص من حياته ديونه المتراكمة وعدم قدرته على مواجهة الغلاء خاصة وأن الشركة توقفت عن صرف رواتب العمال ومستحقاتهم المالية منذ ثلاثة أشهر.

وهذا الخبر المؤسف شغل بالي ودفعني إلى سؤال أحد قيادات العمال المخضرمة عن مشاكل العمال ، واتصلت لهذا الغرض بالصديق العزيز "طلال شكر" الذي يعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عاماً. 

وبدأ حواره معي بالقول أن تعثر صرف مستحقات العمال والحصول على حقوقهم بحجة أن الشركات متعثرة مالياً أصبح ظاهرة وليس أمرا إستثنائيا.

وفي المقابل تجد تعنت واضح من وزارة القوى العاملة في إنشاء النقابات العمالية التي تدافع عن حقوقهم ، وينص القانون على أن كل منشأة فيها خمسين عامل فأكثر من حق العاملين فيها إنشاء نقابة ترعى حقوقهم ، والنظر في هذا الأمر من سلطات مديريات القوى العاملة ، بينما إنشاء النقابات العامة والإتحادات من سلطة وزارة القوى العاملة وحدها.

ويضيف "طلال شكر" قائلاً: والمؤسف أن مديريات القوى العاملة بمختلف المحافظات نادراً ما توافق على إنشاء لجنة نقابية في أي موقع عمل ، فهي تتسلم الأوراق ، وترفض إعطاء ما يثبت ذلك ، وينام الطلب في الأدراج! 

ويطلق القيادي العمالي المخضرم مفاجأة ضخمة حين يقول: صدق أو لا تصدق .. علاقة العمل في العديد من المواقع لها صبغة مؤقتة وتجدد سنوياً بدلاً من أن تكون علاقة عمل مفتوحة وغير محددة المدة ، ويترتب على ذلك أنه يمكن لصاحب العمل الإستغناء عن هؤلاء الذين يعملون في شركته دون إعطاءهم حقوقهم. 

ومن المصائب التي تخسف بالعمال الأرض أيضاً ما يسمى بشركات توريد العمالة ، وهي تقوم بالتعاقد مع العمال في تخصصات معينة بأجور زهيدة ، ومهمتها بعد ذلك توريدهم إلى الشركات وأصحاب العمل الذين يحتاجون إليهم مقابل مبالغ كبيرة تحصل عليها هذه الشركات .. مع العلم أن هذا كله ممنوع من الناحية القانونية ، لكن ما يجري في الواقع شيئ آخر مختلف.

سألته: وأين متابعة الوزارة المسئولة لأحوال العمال؟ 

أجابني: هذا لا يحدث إلا قليلاً بحجة أن هناك نقص في المفتشين اللازمين لذلك .. والمفترض التأكد من تطبيق ما ينص عليه عقود العمل على أرض الواقع .. مثل ساعات العمل والتأمين الإجتماعي وكافة الحقوق العمالية ومنها بيئة العمل نفسها ومدى ملائمتها للعمل ، وكذلك الحد الأدنى للأجور ، والأمر الأخير بالذات في إنتظاره مصيبة في شهر يوليو القادم إذ سيكون ٢٤٠٠ جنيه للقطاع العام والحكومة وقطاع الأعمال .. بينما لا يوجد في هذا الصدد أي كلام عن الحد الأدنى للأجور من يعملون بالقطاع الخاص وعددهم بالملايين .. عجائب!!

عجائب عبد القدوس - المراهقة دمرت حياة أبيها!

توفيت أمها مبكراً ، وتولى والدها تربيتها ، وكرس حياته لهذا الأمر ، وبعدما شبت عن الطوق وأصبحت فتاة مراهقة أراد والدها الزواج من جديد ، واختار امرأة تناسبه في السن تزوج منها ، لكن العقل الباطن لإبنته الشابة رفض هذا الأمر ، وأخذت تدبر لها المقالب حتى طلقها في النهاية بعدما إتهمها بالخيانة !! 

وانغمس بعدها في الخمر والملذات!! 

هذا بإختصار شديد قصة "لا أنام" التي قامت بها "فاتن حمامة" منذ نصف قرن ، وكاتب القصة حبيبي أبي ، 

ولمعلوماتك أنه أول عمل فني لسيدة الشاشة العربية تظهر فيه بدور إنسانة شريرة "وبتاعة مقالب" وهذا ما رأه المشاهدون يدخل في دنيا العجائب فقد كانت دوماً تقدم أدوار الفتاة المظلومة ، فكان هذا الفيلم نقلة كبيرة لها.

وكذلك "إمبراطورية ميم" في أوائل السبعينات من القرن الماضي ، حيث ظهرت لأول مرة أم لنصف دستة من الأبناء.

والمرحومة "فاتن حمامة" رأيتها دوماً نموذج للفن الراقي المتحضر البعيد عن الإبتزال ، وكانت وثيقة الصلة بأسرتنا وبي شخصياً .. رحمها الله. 

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - القاتل أصابه خيبة أمل في أسماك البحر!!

قطعة من اللحم طافية بالبحر عند "الدخيلة" التي تقع في مدخل الأسكندرية شكلها غريب .. ولا أحد يدري هل هي من بقايا حيوان أو إنسان !! 

رئيس النيابة في ذلك الوقت "محمد شعيب" يحسم الأمر ويقرر بعد إنتشالها إحالتها إلى الطب الشرعي، وتكون نتيجة التحليل مفاجأة .. إنها بقايا فخذ إنسان آدمي!! 

ويقول المستشار "محمد شعيب" عملت في محراب العدالة ما يزيد على الثلاثين عاما، فلم أجد أغرب من هذه القضية! 

وكان سؤالي الأول فيها: وأين بقايا هذا الإنسان الذي وجدنا قطعة صغيرة من جسده؟؟ 

وكيف تم تمزيقه بهذه الطريقة؟؟ .. أي وحش هذا الذي إرتكب الجريمة بهذه الطريقة الشيطانية؟؟ 

وكانت الخطوة الأولى ضرورة الحصول على ما تبقى من جسده، وبدأت عمليات واسعة في البحر بمنطقة الدخيلة، وفي كل يوم كان يتم إنتشال أجزاء من الجسد .. يد، ذراع، قدم!! 

وبعضها الآخر أكلتها الأسماك!! 

وأخيراً تم العثور على رأسه، وكان هذا إنجازاً مهما!! 

وبدأ الطب الشرعي بمعمله محاولة لإعادة تركيب هذه الأجزاء لكي تشكل في النهاية جسم القتيل! وجاءت النتيجة مخيبة للآمال!! 

فالجسد شديد التشويه، وتنقصه العديد من أجزاءه! ولا يمكن التعرف عليه إلا بمعجزة!! 

ويقول المستشار "محمد شعيب": ربنا كبير، ساعدتنا قدرته في هذه الجريمة التي تشكل لغزا .. وتفاصيل ذلك أنه عند تعميم صورة جثة المجني عليه كانت الآمال ضعيفة في أن يتعرف أحد عليه! لكن جاءتنا نجدة من السماء عندما وصلنا بلاغ من "كفر الشيخ" تشكو زوجة غياب زوجها، وأن به علامة مميزة تتمثل في أن جزء من إصبع يده مقطوعة! ومن حسن حظنا أن اليد كانت من بين أشلاء الجسد الذي عثرنا عليه، وكانت به تلك العلامة، واعتبرت ذلك مفتاح لحل اللغز.

وتبين أن القتيل أستاذ جامعي مرموق ويعمل بإحدى الدول العربية، وأنه جاء إلى مصر في أجازة، وكان يقيم بمدينة "فوة" بلدته الأصلية بمحافظة كفر الشيخ.

وبدأت الشرطة تحرياتها الواسعة بعدما أمسكت بالخيوط الأولى للقضية، لكن المشكلة أنه لم يكن له أعداء على الإطلاق! بل كان محبوبا من الجميع لكرمه وسخاءه، وإنفاقه على أهل بلدته! 

وتبين أنه ذهب إلى الإسكندرية لقضاء بعض مصالحه، وإلتقى هناك بطالب في نهائي طب بالمدينة، وينتمي إلى ذات البلدة التي يقيم فيها القتيل.

ويقول المستشار "محمد شعيب": بدأت في مناقشته، وتأكدت أنه لم يكن بينهما أي خصومة! لكن "منظر الطالب" بصراحة لم يعجبني .. كان مضطرباً بطريقة تثير الشك! وبملاحقته بالأسئلة وقعت المفاجأة الكبرى، تبين أنه قتله، ورد بطريقته على مساعدة المجني عليه له وقت الشدة، ووقوفه إلى جانبه عندما طلبه لينقذه من أزمة مالية! 

وشكل إعتراف الجاني ما لا يصدقه عقل! حيث قرر أن المجني عليه كان "شهماً" وذهب إلى البنك الذي يتعامل معه بالإسكندرية وأعطى للطالب ما يساعده في غربته، لكن المجرم طمع في المبلغ كله الذي كان يحمله! ولذلك إستدرجه إلى المكان الذي يعيش فيه بالمدينة، وأعطاه مخدر، وسرقه! 

واحتار ماذا يفعل معه حتى لا تنكشف جريمته؟ 

ورأى أن أفضل حل أن يقتله!! 

فاستعان بأدوات الطب وقام بتمزيقه إربا صغيرة، بأيد خبيرة!! 

ثم أشترى عدة حقائب وضع فيها أشلاء المجني عليه! وألقاها تباعاً في البحر، وكان يأمل أن تأكله الأسماك! لكنها خيبت أمله، فلم تلتهم إلا بعض من أجزاءه فقط، وما تركه كان كافياً لفضح "الدكتور" القاتل، وبالطبع صدر الحكم بإعدامه بإجماع الآراء.

ست الكل : مرتب الزوجة ملكها

بعض الأزواج يستولون على مرتب الزوجة التي تعمل ، فلا يتركون لها إلا الفتات بحجة أن تلك الفلوس ضرورية للإنفاق على منزل الزوجية!! 

وتلك عقلية الرجل الشرقي التي أرفضها وأتصدى لها بكل قوة!! 

ومواصفات التدين الجميل تقول : أن الزوج هو المكلف أساساً بالإنفاق على أسرته ، فإذا كانت زوجته تعمل ، فمرتبها ملكها وحدها تنفقه على نفسها وإحتياجاتها ، وبالطبع يمكن أن تستقطع جزء منه للإنفاق على بيتها بالإتفاق مع الزوج ، ولكنها ليست ملزمة بذلك! 

وبيني وبينك لو كانت الزوجة محبة لأسرتها وبيتها فإنها ستفعل ذلك تلقائيا ، فهي ست الكل تريد الخير لكل من حولها.