ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 28 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - السادات لإحسان عبدالقدوس : روح ربي أولادك


منذ 60 عاما بالضبط وتحديدا عام 1968 شهدت بلادي مظاهرات الطلبة احتجاجا على كارثة الهزيمة، وهي أول احتجاجات من نوعها ضد عبدالناصر منذ سنة 1954، وكنت مع أخي الجميل "احند" من أوائل الطلاب الذين ثاروا في وجه تلك البلوى ، وبدأت التظاهرات من جامعة القاهرة بالحقوق والهندسة وامتدت إلى الجامعة كلها، وخرج الطلاب من جامعتهم واتجهوا إلى البرلمان ، وخرج إليهم أنور السادات رحمه الله ، وكان وقتها رئيسا لمجلس الأمة كما كان يسمى ومعه وزير التعليم العالي وعدد من قيادات الدولة. واخذ الطلاب يهتفون وتركزت هتافاتهم في أمرين.. إطلاق الحريات ومحاسبة المسئولين عن الهزيمة، وكان منظرا فريد من نوعه لم يسبق له مثيل أبدا منذ عشرات السنين في عهد عبدالناصر. وظل أنور السادات واقفا في شرفة المجلس ينظر إلينا بابتسامة لا معنى لها، ولمح أخي أحمد ، وركز بصره عليه.. وبعد عدة ساعات انصرفنا في هدوء.
وفي مساء ذات اليوم أتصل أنور السادات بوالدي إحسان عبدالقدوس وربنا يرحم الجميع وقال له في لهجة حادة:"يا إحسان : بدلا من أن تكتب قصص روح ربي أولادك"!! أنا شفت أبنك أحمد النهاردة في المظاهرة وأكيد أخوه التاني معاه"يقصدني أنا"!! وأغلق الهاتف وهو غاضب. وأخبرني حبيبي أبي بتلك المكالمة، وكنت بجانبه، ولم يعلق على كلام صديقه السادات.
وفي اليوم التالي فوجئ والدنا بأننا ذاهبون إلى الجامعة فقال لنا بصوت هادئ: خللي بالكم السادات زعلان وبلاش تحرجوني أمامه ، ولم نلتفت إلى كلامه، وشهد هذا اليوم اشتباكات عنيفة مع الشرطة امتدت من الجامعة وحتى مصر الجديدة حيث وصلنا إلى هناك في تظاهرات امتدت طيلة الطريق وتعرضت خلالها لبهدلة شديدة وعندما عدت لمنزلي في المساء رأيت والدي متلهفا على سلامتي بعدما جاءته الأنباء أنني قد أصبت! ونسى ما قاله له السادات في تلك حبيبي يا المكالمة التليفونية الغاضبة. وفي اليوم الثالث كانت الجامعات قد أغلقت ومع ذلك ذهبنا إلى هناك وشاركنا في الاعتصام الذي كان قائما بكلية الهندسة! ووقعت بعد ذلك تطورات مذهلة لم تخطر ببالي ولا فكر فيها أبي.. وساخبرك بها في المقال القادم بإذن الله.. من فضلك انتظرني. 

الأحد، 25 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - يوم عيد لبني إسرائيل!!

عندي ملاحظات عدة على اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى شركات مصرية بقيمة عشر مليار دولار :
1_ علم الشعب المصري بالخبر أول إعلانه من بني إسرائيل ، ولم يعلمه من حكومته! يعني عدونا هو الذي ابلغنا بالنبأ وهذا عيب جدا في حقنا.
2_ سارعت الحكومة في البداية إلى النتصل من هذا الموضوع قائلة: أنا ماليش دعوة.. وتلك الاتفاقية ابرمها القطاع الخاص ببلادنا، وكأن من ابرم الصفقة يعيش في كوكب تاني بالقمر أو على سطح المريخ وغير متواجد على أرض الوطن.
3_ عدل النظام الحاكم من موقفه تجاه تلك الاتفاقية عندما قال السيسي إحنا احرزنا جون في هذا الموضوع!! وما دمت أحرزت هدف فأنت لاعب أساسي لكن مش مفهوم "الجون" المصري الذي تم احرازه في شباك بني إسرائيل ، فمن الواضح أن تلك الصفقة في صالحهم 100%.
4_ ويدخل في دنيا العجائب أن هذه الاتفاقية جاءت بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة اكتشافها لآبار ضخمة من الغاز في البحر المتوسط تجعلنا نكتفي ذاتيا وبعد مدة لم تتجاوز أسبوعا تلقى الشعب صفعة على وجهه باتفاقية الغاز المفاجئة مع إسرائيل.
5_ من الواضح أن "فيه شغل كبير قوي" وتعاون في السر بين النظام الحاكم في مصر والعدو الصهيوني لم يعلن عنه، وإسرائيل تحرص على الكتمان خوفا على مصالحها، يعني الاتفاقية التي أعلنت استثناء من أمور كثيرة لا نعلم عنها شيئا ، وهذا الكلام ينطبق أيضا على التعاون القائم بين إسرائيل ودول الخليج وربما السعودية!!
6_ وأخيرا فإن أحد لم يرد على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان أول من أعلن عن تلك الصفقة واعتبر يوم توقيعها عيد لإسرائيل حيث ستحصل على المليارات من الدولارات وسيتم صرفها لاحقا على التعليم والخدمات الصحية وبناء المستوطنات والرفاهية لمصلحة المواطنين الإسرائيليين.
ومن كلامه أقول أن ما جرى صدمة جديدة لنا وما أكثر الصدمات التي يتلقاها المصريين من النظام الجاثم على أنفاسنا.. أتمنى أن يحرز أبناء مصر "جون" حقيقي في مرمى الاستبداد ونقضي عليه. 


الخميس، 22 فبراير 2018

صورة من قريب: المهندس يحي حسين عبدالهادي: أعيش أعظم قصة حب.


صديقي المهندس يحي حسين عبدالهادي من رموز المعارضة الوطنية في بلادي وهو في الأصل ضابط سابق بالقوات المسلحة خدم فيها ما يقرب من خمسة عشر عاما ، لكنه يختلف عن كل ضباط الجيش الآخرين حيث أنه في قلب الحياة السياسية وهو يشغل حاليا المتحدث الرسمي للحركة المدنية الديمقراطية التي تضم ثمانية أحزاب و 150 شخصية عامة ، وكان دوره كبيرا في حركة"كفاية" والجمعية الوطنية للتغيير ، ولا لبيع مصر حيث كان منسقها العام. 
        يا سلام على الوطنية.     
قلت له : أنت ضابط سابق في الجيش، فما الذي دفعك إلى الحياة السياسية وجعلك من أبرز رموز المعارضة الحقيقية في بلادي ؟ 
أبتسم صاحبي أبتسامة واسعة وهو يتذكر الماضي الجميل قائلا كنت دوما من المتفوقين في الدراسة وحصلت في الثانوية العامة على مجموع يزيد عن 90 % وهذا التقدير جعلني من الأوائل في ذلك الوقت من عام 1972، وكان بإمكاني دخول كلية الطب، لكنني قررت دخول الفنية العسكرية رغم أنني عندي إعفاء من التجنيد. 
قلت في دهشة وبتلقائية : يا سلام على الوطنية.. عندك إعفاء من الجندية ومع ذلك تصر على الالتحاق بالجيش. 
كان رده: بلادي كانت محتلة ، وسيناء الغالية في قبضة العدو الصهيوني ، واخذتني الحماسة للدخول في الجيش دفاعا عن وطني، لكن كانت عندي مشكلة كبيرة تتمثل في قصر النظر، ولذلك تم قبولي في الكلية الفنية العسكرية بصفة استثنائية ، حيث أصدر مدير الكلية قرار بقبول أوائل الثانوية العامة. 
ويضيف صديقي المهندس "يحي حسين" قائلا : هذه الفترة كانت مهمة جداً في حياتي وشكلت تكويني الأساسي ، ومكثت منذ تخرجي عام 1977 وحتى 1992 ضابط متخصص في الهندسة العسكرية وأسلحة الدمار الشامل، وصدر قرار بإعفاء الضباط الغير لائقين طبيا من السفر في بعثات أو الحصول على دراسات كلية أركان حرب!! وكان هذا القرار ينطبق على العبد لله بسبب قصر نظري وقلت أنه لا معنى للاستمرار في الخدمة، وقدمت استقالتي وتم قبولها. 
      ماذا تقول لربك غدا.     
ويقول صاحبي: عملت بعدها في مركز إعداد القادة بالعجوزة.. وكان في بداياته ويتبع رئاسة مجلس الوزراء ورحب بي رئيسه الكيميائي محمد أحمد حسين ، وترقيت بسرعة وأصبحت رئيس المركز عام 2004، وبعد ذلك انتقلت تبعية المركز إلى وزارة الإستثمار عندما رأسها الدكتور محمود محي الدين فانتقلت إلى هناك وأصبحت وكيل أول الوزارة ورئيسا لشركة "بنزايون" التي تتبع الشركة الوطنية للتجارة. 
وبدايات عام 2006 شهدت أعظم لحظة في حياة المهندس يحي حسين حيث لاحظ بحكم موقعه وجود فساد في تقييم شركة عمر أفندي بفارق حوالي 799 مليون ج8لصالح المشتري.. يعني الشركة تباع بأقل من ثمنها الحقيقي بكثير ، وهذا فساد عيني عينك في المال العام فتقدم ببلاغ للرقابة الإدارية لكنها لم تحرك ساكنا. رغم أنها أخبرته أن بلاغه صحيح!! 
ويقول المهندس يحي حسين :"العبارة العمرية" تحكم حياتي وكل سلوكي: "ماذا تقول لربك غدا"، وهو قول مأثور عن عمر بن الخطاب كان يجلد بها نفسه وقررت تقديم بلاغ إلى النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد حول هذا الفساد، وطردت الشيطان الذي وسوس في نفسي قائلا : لقد أديت واجبك بإبلاغ الرقابة الإدارية ، وكفاية عليك كدة، وبلاش مشاكل ووجع دماغ، وتمكنت بالعبارة العمرية: ماذا تقول لربك غدا. 
    زوجتي العزيزة :شكرا لك مليون شكر.  
ويضيف صاحبي الباش مهندس قائلا : كان يجب أن تكون جبهتي الداخلية مستعدة للمعركة المنتظرة ، ولذلك جمعت زوجتي وأولادي الثلاث وطرحت عليهم المخاطرة التي يمكن أن تواجه العائلة كلها من البلاغ الذي سأقدمه للنائب العام حول فساد تقييم بيع شركة عمر أفندي ، ولقيت منهم كل تشجيع، ولا أنسى موقف زوجتي العزيزة ، وأنا مدين لها بالكثير وبيننا قصة حب عظيمة منذ أن تزوجتها عام 1983م وهي أبنة عمتي، وفي المحن تظهر معادن الناس على حقيفتها، وقد أثبتت أنها من معدن أصيل وصلب، فقد حسمت الأمر منذ الدقيقة الأولى بعدما تأكدت أنه ليس هناك بديل لما سأفعله ، وقالت دون تردد "توكل على الله وربنا يحميك ويحمينا" . واعطتني بذلك دفعة معنوية هائلة.. ويقول صاحبي عن زوجته هي معي دوما في السراء والضراء وهي ربة منزل ممتازة أحسنت تربية أولادي : وأقول لها شكرا مليون شكر. 
  قدمت أوراق اعتمادي للرأي العام.  
يوم 5 مارس 2006 لا ينسى في تاريخ المهندس يحي حسين عبدالهادي ولا مصر كلها فقد تقدم ببلاغه الشهير فقامت الدنيا ولم تقعد!! وهاجمه رئيس الوزراء شخصيا ، وقال أن ما فعله يضر بالاقتصاد ، وتم عزله من جميع مناصبه، وعاد من جديد إلى مركز إعداد القادة محاضر بدون محاضرات!! واستشاري بدون استشارات!!. 
ويقول صديقي العزيز : ما فعلته كان بمثابة تقديم أوراق اعتمادي للرأي العام الذي لا يعرفني ووقف بجانبي، وكانت أجهزة الإعلام المعارضة خير عون لي، وهكذا دخلت قلب الحياة السياسية ، فقد طلبني الدكتور عبدالوهاب المسيري منسق حركة كفاية وقال وهو يداعبني: أنت ضابط سابق أعتدت على تلقي الأوامر وأنت معانا في كفاية بالأمر كدة!! ورحبت بهذا الأمر خاصة أنني كنت معجبا جدا بهذا الرجل بعدما قرأت موسوعته عن اليهود، واليوم يدعوني لأعمل معه فلم أتردد! 
   لم أصبح وزيرا والحمد لله.   
ويضيف المهندس يحي حسين قائلا : استمرت هذه المحنة التي كانت بمثابة نعمة خمس سنوات كاملة حتى قيام ثورتنا المجيدة عام 2011، وكان من المحتمل أن أصبح بعدها وزيرا حيث كنت مرشحا لأكثر من منصب ، لكن ربنا نجاني، واصدقاءنا الذين تولوا مناصب وزارية بعد الثورة خسروا الكثير ، ولا داع لذكر الأسماء منعا للاحراج، والحمد لله سلكت طريق آخر حيث عدت من جديد إلى مركز إعداد القادة بالعجوزة رئيسا له، وشهدت هذه الفترة العصر الذهبي لهذا المركز ، فقد فتحنا أبوابه لكل الندوات والمؤتمرات للقوى الوطنية على أختلاف مشاربها حتى من نختلف معهم، واقمنا صالون ثقافي استضاف العديد من الشخصيات المرموقة وكان ناجحا جدا ، وبلغ مركز إعداد القادة ذروة نجاحه في عمله الذي ينقسم إلى أقسام ثلاث: التدريب والاستشارات والبحوث! وعندما بلغت سن الستين من عمري رفضت الإستمرار وفضلت ان يأت غيري مكاني فأنا في حركة كفاية ومن شعاراتها: لا للتمديد، وطبقت هذا الكلام على نفسي أولا. 
   قيمة العدل والصدق.   
وفي ختام حواره معي تحدث عن والده وست الحبايب أمه أصحاب الفضل عليه ، فوالده المستشار حسين عبدالهادي كان قاضيا خريج كلية الشريعة من الأزهر الشريف ، وتعلم منه رحمه الله قيمة الحكم على الناس بالعدل حتى من تختلف معه بطريقة جذرية! أما والدته فقد ورث عنها قيمة الصدق. وهناك مدرس للغة العربية يتذكره جيدا في المرحلة الإعدادية وهو محمد عبدالستار الشربيني الذي تعلم منه جماليات لغتنا الجميلة. 
وأجمل أوقات صديقي العزيز يحي حسين هي تلك التي يقضيها مع شريكة العمر ، وأولاده الثلاث محمد وندا ومريم وأحفاده يحي وزياد.. وحب الأحفاد شكل تاني. 

بالي مشغول - مفيد فوزي: وشهد شاهد من أهلها


الكاتب والإعلامي الكبير مفيد فوزي أول صحفي يعمل في التليفزيون ويعد برامج ويقدم حوارات، بدايته في "ماسبيرو" كانت منذ أكثر من نصف قرن!! وأنا شخصياً أختلف مع كثير من أراءه لكنني أشهد بموهبته وتألقه، وهو يفتخر بأنه تلميذ مخلص لمدرسة روزاليوسف وإحسان عبدالقدوس وهذا وحده كاف بأن يكون بيننا صداقة وطيدة واحترام متبادل.. كل منا يحترم الآخر ويحبه حتى ولو أختلف معه مليون مرة.
سألته عن الموضوعات التي تشغل باله فأجابني : "أنا مش عاجبني الإعلام في مصر ، فهو ما بين الصراخ والتجاوزات ، وفي زمني كان هناك مراقب سهرة يرصد الأخطاء التي يقع فيها مقدم البرنامج ويفاجئه بعد ذلك بها حتى يعلم ولا يقع فيها من جديد".
وتذكرت من كلام صديقي الحكمة الشهيرة التي تقول : "وشهد شاهد من أهلها ، فهذا هو أحد نجوم الإعلام يقول بمنتهى الوضوح حاله مش عجبني"
وصاحبي لا يكتف بالنقد بل يحاول أن يكون قدوة ونموذج للإعلامي الصح الذي يبحث عن المعلومة ويستمع لمتاعب الناس دون الحرص على احتكار المشهد لحسابه!! ولذلك فهو يدرس حاليا فكرة برنامج جديد مختلف عن كل برامج "التوك شو" التي نراها حاليا وستكون تحت عنوان :"مفيد يسأل" ويقدمها في فضائية "أون" وما زال يبحث التفاصيل النهائية مع الإعلامي الكبير "أسامة الشيخ" المسئول عن هذه القناة. ومفيد فوزي تجاوز الثمانين من عمره المديد بإذن الله وطبيعي أن تشغله صحته ومشاكل جسده فالصحة كما يقول نعمة غير منظورة، وربما منظورة أيضا.
سألته عن هموم الوطن فلخصها في كلمة واحدة "الأمان" فهي واسعة الدلالة وحق أساسي من حقوق الإنسان وتشمل الأمن والقوت والمكان والعمل وغيرها من المعاني التي ترتبط بكيان بني آدم بحيث يعيش حياته كلها في أمن وأمان.

الاثنين، 19 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - هشام جنينة.. من مجني عليه إلى متهم!


صدق من قال عن بلادي إنها بلد العجائب! يحدث فيها ما لا يخطر لك على بال! وآخر ما يؤكد ذلك ما جرى للمستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات الذي أطاح به "السيسي" من منصبه لأنه تجرأ بالحديث عن الفساد الواسع الموجود في بلادنا!! وهذا الرجل المحترم الذي كان في يوم ما من رموز استقلال القضاء تعرض "لعلقة موت" لأن الفريق "سامي عنان" أختاره نائبا له بعدما قرر الترشح لرئاسة الجمهورية ، وكشفت الديكتاتورية التي تحكم مصر المنكوبة عن وجهها الكالح حيث سارعت بإلقاء القبض على "عنان"، وتعرض نائبه لضرب مبرح وأصيب بإصابات جسيمة وكاد أن يفقد عينه. ويدخل في دنيا العجائب في هذا الموضوع أمرين أولهما أن النظام الحاكم لم يحاول تغطية جريمته في الاعتداء على المستشار المحترم بل تم إطلاق سراح البلطجية الذين ضربوه في سابقة شاذة لم تحدث من قبل! أن تضرب خصم لك وتقول لك الشرطة براءة يا حبيبي! ومع السلامة، والواقعة الثانية أن الاستبداد الذي يحكمنا لم يكتف بهذا الطناش والتستر على المجرمين المرفوض في كل القوانين وبجميع المقاييس ، بل انتهزها فرصة حديث أدلى به وزعم فيه أن "سامي عنان" يملك وثائق تدين المجلس العسكري الذي كان يحكمنا أيام الثورة ، وتم القبض على المستشار هشام جنينة بعد هذا الكلام وتقديمه إلى محاكمة عسكرية وذهب وراء الشمس مع "سامي عنان" مع أنه كان يكفي جدا الرد عليه في بيان صادر من المسئولين بالدولة، وهذا يحدث في كل الأنظمة المحترمة والدول الديمقراطية ، ولكن لأن الفارق شاسع بيننا وبين البلدان المتحضرة فقد رأينا ما لا يخطر على بال المجني عليه الرجل المحترم تحول إلى متهم يهدد أمن الدولة.. عجائب. 

الخميس، 15 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - القبض على ابوالفتوح تطور بالغ الخطورة


فوجئ الرأي العام بالقبض على الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح رئيس حزب مصر القوية! وأرى اعتقاله تطور بالغ الخطورة في أوضاع بلادي! وما قلته قد يثير دهشة البعض ويدخل في دنيا العجائب وهم يتساءلون طيب ليه؟ ولماذا زعمت أنه تطور بالغ الخطورة مع أن هناك الآف في السجون ، والقبض على كل معارض شيئ عادي ولا غرابة فيه وأقول : السبب أنه رئيس حزب وليس واحد عادي ينتقد ما يجري، وهذه أول مرة منذ مجيئ "السيسي" إلى الحكم يحدث ذلك ، ويضاف إلى ذلك أنه كان مرشح سابق للرئاسة عام 2012 وحصل على أكثر من 3 مليون صوت ، ولذلك رأيت القبض عليه تصعيد خطير ويدخل في دنيا العجائب ، والتنكيل بأعضاء الأحزاب القائمة بدأ منذ وصول الحكم العسكري للحكم، لكنه أشتد في الفترة الأخيرة ، وقبل أقل من شهر تم القبض على صديقي العزيز الدكتور محمد عبداللطيف الأمين العام لحزب الوسط وهو شخصية جميلة أعرفه منذ سنوات ولا صلة له بالإرهاب نهائيا ، كما أنه ترك الإخوان منذ 22 عاما عقب قيام حزب الوسط عام 1996، ووجهت إلى صاحبي كما أخبرني أبنه تهمة إنشاء تشكيل عصابي!! ولا يوجد غيره في تلك العصابة!! وهذا يعد من العجائب التي لا يقبلها عقل! وبعدها تم إلقاء القبض على "محمد القصاص" الرجل الثاني في حزب مصر القوية قبل أن يتم أعتقال ستة من المكتب السياسي ورئيسهم الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح وتم إطلاق سراح الرفاق الستة والابقاء على رئيسهم!!
وصدق أو لا تصدق وجهت إلى صديقي العزيز ابوالفتوح تهمة الانضمام إلى تنظيم محظور ، والمقصود تنظيم الإخوان ، مع أننا نعلم جميعا أنه تم فصله من زمان وكان مع الانقلاب في البداية ، وأبناء الجماعة ينتقدونه بشدة، لكنني دوما كنت وثيق الصلة به حتى ولو اختلفت مع بعض مواقفه وأعرفه منذ عشرات السنين ويتميز بالجرأة والشجاعة والاراء غير التقليدية والحكم الحالي بالطبع لا يقبل شخصية بهذه الصفات ولذلك ألقوا القبض عليه ، وربنا ينصره مع كل سجناء الرأي الآخرين على كل ظالم.

الأربعاء، 14 فبراير 2018

بالي مشغول: د. حسن نافعة : غياب الرؤية السياسية لمشاكل مصر


الدكتور "حسن نافعة" الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ليس بالأكاديمي التقليدي، بل تراه من رموز القوى الوطنية ، ودوره كان مؤثرا في ثورة يناير حيث كان رئيسا للجمعية الوطنية للتغيير ، وهو يكتب بشجاعة في عدد من الصحف في الوقت الذي نرى كل الأبواب مغلقة!
سألته عما يشغل باله فرد بتلقائية : أنا خايف قوي على مصر خاصة بعد أختيار السيسي لفترة ثانية فلا تستطيع أن تقول: أن انتخابه جاء بطريقة حرة ومنافسة متكافئة فلا توجد انتخابات أصلا ، وكنت أتمنى أن تذهب الأموال الطائلة التي ستنفق عليها في خدمات يحتاج إليها الشعب. بدلا من أن يتم إنفاقها في أمر معروف نتيجته مسبقا.
ويشرح الدكتور "حسن نافعة" ما يعنيه قائلا : الإنتخابات التي تجري بحق وحقيقي فرصة للتغيير وإعطاء الفرصة لدماء جديدة ، لكن الأوضاع ببلادنا مختلفة، فالانتخابات الرئاسية القادمة من نتائجها اشتداد القبضة الأمنية ، فهناك غياب كامل للرؤية السياسية في حل مشاكل مصر ، وهي تعتمد على الأمن بالدرجة الأولى ، واختيار "السيسي" من جديد سيؤدي إلى تعزيز حكم الرجل الواحد ، فالسلطة تغري بمزيد من السلطة ، ولا يمكن حل مشاكل مصر بهذه الطريقة بعيدا عن المجتمع المدني والأحزاب والقوى السياسية ، والاعتماد على حكم الزعيم الملهم فهذه طريقة في الحكم انقضى زمانها وثبت فشلها!! وأخيرا فإن القوى المدنية ببلادنا تتحمل مسئولية أساسية فيما يجري، فهي شديدة الضعف وبدا أنها استسلمت للأمر الواقع ولا تملك سوى الكلام! 

الثلاثاء، 13 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - التدين الصحيح.. ماذا يعني ؟

التدين يكون عبء على الدين ذاته في حالتين واحد شكلي لا قيمة له، والثاني فاسد يطيح بكل المعاني الحلوة التي وردت في تعاليم السماء.  وعني عن البيان أن التدين الصحيح تزداد أهميته في أوقات الحروب والأزمات لأنه يعطي للإنسان قوة مضاعفة، فالجندي مثلا يواجه الإرهاب بشجاعة أكبر لأنه يعلم أن ما ينتظره النصر أو الشهادة وكلاهما خير. وألخص ما أقصده من التدين الصحيح في نقاط محددة. 
# وثيق الارتباط بالله سبحانه وتعالى ، ولذلك يدخل في دنيا العجائب من يقول ربنا في قلبي!! ويهمل العبادات ولا يلتزم بأوامر الله ونواهيه في حياته. 
# متفوق في عمله، ويدخل في دنيا العجائب هذا الذي يدعي التدين ثم تراه في وظيفته أي كلام ، فالعمل يدخل في دنيا الأمانة ، ومش معقول يبقى واحد متدين وغير أمين!! فهذا تناقض كبير يعبر عن التدين الفاسد ولا صلة له بأخلاقيات الدين. 
# عنده أخلاق حلوة.. ومن هنا يكون غريبا وعجيبا هذا المتدين الغشاش الكذاب الفظ في أخلاقه ، المتهجم دوما. 
# تعاملاته مع كل الناس حلوة، وعلاقته مع أهل بيته زي الفل، يعامل زوجته بطريقة راقية، وتجمعه مع أبناءه علاقة حب ، فهو في علاقته مع غيره نموذج للتدين الصحيح الجميل. 
# عنده انفتاح ومتواصل مع الجميع سواء الذين يختلف معهم من أهل دينه، أو هؤلاء الذين لهم ديانة أخرى ،فهو لا يعرف التعصب الذي هو من سمات التطرف والتدين الفاسد. 
# مهتم بما يجري في وطنه من أحداث ، فهو يحب مصر ويرى نفسه أبنها البار وينتمي حقيقة إلى بلده، ولا يقول أنا مالي وينسى وهو مشغول بحياته الخاصة ما يجري في بلاده، فهذا ليس من سمات التدين الصحيح ويدخل في دنيا العجائب. 

الاثنين، 12 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - تعبير القوة الغاشمة مرفوض مليون مرة

أوعى صوت يعلو على صوت المعركة! مصر في مواجهة ضارية مع الإرهاب مفيش كلام دلوقتي عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان.. مش وقته! جيشنا الباسل عنده صلاحيات مطلقة من أجل القضاء على الإرهابيين!! وهذا الكلام تسمعه بكثرة هذه الأيام من المنافقين للسلطة الغاشمة التي تحكمنا والتي تستخدم القوة الغاشمة في مواجهة المتطرفين!! وهذا التفكير أراه يدخل في دنيا العجائب!! وحتى لا يصطاد أحد في الماء العكر أقول أنني مع شعب مصر كله إلى جانب جيش بلادي وهو يواجه هؤلاء المجرمين ، لكن طريقة المواجهة مختلفة ، وتعبير القوة الغاشمة مرفوض تماما لأنه يعني قوة مطلقة بلا قيود ولا حدود.. إضرب في المدنيين والابرياء من أجل القضاء على حفنة من الإرهابيين! وألقي بالشباب في غيابات السجون عند أول اشتباه ولا يهمك! فهل يعقل هذا ؟التفكير بهذه الطريقة يؤدي إلى زيادة التطرف والإرهاب ويشعل مصر نارا، يعني يؤدي إلى نتائج عكسية!! 
نعم للمواجهة المسلحة ضد الإرهابيين ، ولكن حذار من البطش بالابرياء، وكسب عداء الأهالي ، وإلقاء القبض على أبناءهم ، فهذا يخلق بيئة حاضنة ومتعاطفة مع من تحاربهم الدولة! والخلاصة أن تعبير القوة الغاشمة الذي استخدمه السيسي مرفوض مليون مرة ويعبر بوضوح عن الاستبداد السياسي! ويدخل في دنيا العجائب وأخيرا أقول ياريت جيش مصر يتفرغ لمهمته الأساسية وبلاش إدخاله في مجالات ليست من اختصاصه مثل المشروعات المدنية المتعددة التي أصبح يسيطر على معظمها خاصة الضخمة منها، مما أدى إلى عسكرة المجتمع وتلك مصيبة.. أليس كذلك؟ 

عجائب عبدالقدوس - إلى مفتي الجمهورية : يا شيخ خاف من ربنا!


قبل أيام فاجئنا مفتي الجمهورية "بتصريح تحفة" يدخل في دنيا العجائب قال فيه : يأثم دينيا كل من يدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة ، فالمشاركة فيها واجب شرعي! وأراهن أنه قد طرأ على وجه حضرتك أبتسامة ساخرة من هذا القول!! وصدق من قال شر البلية ما يضحك!!
ولست مستعدا للدخول معه في مناقشة موضوعية لأنه قال كلام فاضي لا يستحق الرد عليه ، بل أقول له فقط : يا شيخنا خاف من ربنا واتقي الله!
والاستبداد الذي يحكمنا "دوش دماغنا" بأنه لا يجوز خلط الدين بالسياسة وهو يفعل ذلك من زمان! وكلنا نتذكر ما جرى في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عندما استعان أنصاره بالآية الكريمة التي تقول :"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" لتبرير معاهدة الصلح المنفرد مع العدو الصهيوني ، وتجاهلوا عشرات الآيات التي تفضح بني إسرائيل وتعتبرهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا!!
وفي يقيني أن الاستبداد غير صادق في دعوته بعدم خلط الدين بالسياسة فالأمر يتوقف على المزاج والموضوع ذاته!! فإن كان معارضا للأوضاع القائمة فلا يجوز خلط الدين بالسياسة في هذه الحالة!! أما من يرفع صوته بالتأييد والتهليل للأوضاع القائمة فهو في هذه الحالة مرحبا به، وأهلا بالدين في خدمة السياسة والظلم.. عجائب!!

الأربعاء، 7 فبراير 2018

بالي مشغول -السفير إبراهيم يسري : مصر مهددة بسبعة بلاوي!


ضيفي في هذه الحلقة من أبرز الشخصيات الوطنية في بلادي، وله دور مشهود في التصدي لنظام مبارك البائد والأوضاع القائمة الحالية. إنه السفير إبراهيم يسري ومواقفه معروفة في التصدي للغاز المصري للعدو الصهيوني أمام القضاء! سألته عما يشغل باله هذه الأيام رد قائلا : أنا خايف على مصر ، وتلك الجملة القصيرة لها شرح واسع فهي تعبر عن مشاكل حقيقية.. انتخابات الرئاسة بالغة السوء فلا يوجد في الحقيقة إلا مرشح واحد ، وهذا أمر لا يليق ببلادنا، ويشكل مشكلة حقيقية ، وانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة، والاوضاع البالغة السوء في السجون تشكل جميعها بلوى ثانية، وارتفاع الأسعار وسحق الطبقة المتوسطة اقتصادياً ، ووجود خلل أساسي في العدالة الاجتماعية مصيبة ثالثة! والديون المتراكمة على بلادنا والاوضاع الاقتصادية الصعبة بلوى رابعة، وسد النهضة الإثيوبي خطر جسيم يهددنا مشكلة رابعة، واستيلاء العدو الصهيوني بموافقة الحكومة المصرية على حقلين من الغاز المصري مصيبة خامسة علما بأن أحدهم يقع على بعد 90 ميل فقط من مدينة دمياط، والإرهاب بالطبع مشكلة خطيرة جدا والحكومة فاشلة في هذا الموضوع لأنها تعتمد على الحل الأمني وحده وهذه مصيبة سادسة، وأخيرا فإن العجز المصري في مواجهة القضية الفلسطينية وضياع القدس أراه بمثابة كارثة، وهكذا يتضح لك من هذا الاستعراض السريع لأوضاع بلادنا أننا مهددون بسبعة بلاوي. 

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - التدين الصحيح أساس متين لبناء مصر

عنوان مقالي هذا يعترض عليه البعض! ومن وجهة نظرهم أن خلط الدين بالسياسة أدى إلى مشاكل كثيرة ببلادنا بل وفي الدول الإسلامية كلها! ومن الأفضل بناء الدولة الحديثة بعيدا عن الدين الذي هو في الأساس علاقة شخصية بين الإنسان وربه! وهذا الكلام كله أراه يدخل في دنيا العجائب لأسباب ثلاث..
أولها أنه يتعارض مع الدستور ذاته الذي ينص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع.
وثانيها أن التدين الصحيح يجعل الإنسان زي الفل ويعطيه قوة ضخمة فيكون إضافة حقيقية لوطنه.
وثالثا أنني أعترض بقوة على تلك المقولة بأن الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه! وأراه علاقة شاملة بالحياة كلها، فالتدين الصحيح لابد أن ينعكس على تعاملاته مع الدنيا كلها بحيث يكون صورة صحيحة للتدين الموصول بالسماء! والقول بأن الدين علاقة شخصية بخالق السموات والأرض وراء كل مشاكل ضخمة في حياتنا وأنت وأنا كثيرا من نرى في حياتنا أناس مواظبون على مختلف العبادات ، ويكثرون من الحج والعمرة والصوم وأخلاقهم فاسدة، مثل ذمتهم المالية وسوء معاملتهم لغيرهم بل وحتى لأقرب الناس مثل شريكة العمر!! فهذا التدين لم ينعكس على السلوك وشعب بلادي والحمد لله متدين، لكن للأسف كلنا نقول مفيش أخلاق وهناك فساد ضخم تنوء به بلادي فكيف يجتمع هذا مع ذاك؟؟أنه التدين الشكلي الذي يفصل الدين عن الحياة ، ولاحظ حضرتك أنني كررت في مقالي كلمة التدين الصحيح ، لأن هناك تدين فاسد وتلك مصيبة أخري!! 

الاثنين، 5 فبراير 2018

إحسان عبدالقدوس : الزوج آلة منتجة والزوجة تصونها


والدي الحبيب "سانو" له تعبيرات جميلة ، وضع الكثير منها في مقدمة قصصه، واغلبها تجده في مقالاته، وهناك تعبير له غير مشهور قرأته قبل أيام وأنا اتفحص أوراقه يقول فيها : الزوج آلة منتجة والزوجة مهمتها صيانة هذه الآلة بحيث تجعلها دائما قادرة على الإنتاج وزيادة ما تقدمه.
وهذا التعبير يتعلق بالمرأة المتفرغة لبيتها وقد رأيته رؤيا العين داخل بيتنا! فأنا شاهد شاف كل حاجة ، وكان والدي رحمه الله متفرغا فقط لإنتاجه وست الحبايب أمي وشهرتها "لولا" بضم اللام مسئولة عن كل ما يتعلق بأمور اسرتنا، فقد كانت رحمها الله المسئولة الأساسية عن تربيتنا. و"سانو" سلمها كل ميزانية العائلة لتنفق منها عليه وعلى الأسرة كلها أي أنها أصبحت وزيرة للمالية بحد تعبيره المسئولة عن الايراد والانفاق والتحويش كمان.. وفضلا عن ذلك كله فلها الكلمة الأولى في كل ما يتعلق بشئون زوجها الخاصة مثل ملابسه التي يرتديها والطعام الذي يأكله.. وهذا كله يجب أن يكون جاهز كل صباح وبالاضافة إلى ذلك فهي مسئولة عن متابعة العمل بممتلكات العائلة الخاصة والسعي من أجل تنميتها. فهي مشغولة طيلة الوقت ، وليس عندها وقت فراغ أبدا ومن هنا عندما يسمع من يقول المرأة التي تجلس في بيتها تعاني من فراغ كبير يقول عجائب!!
وهذه صورة تعبر عن الحب الكبير بين "سانو ولولا" وربنا يرحمهم.. إنهم من جيل لن يتكرر. 

الأحد، 4 فبراير 2018

عجائب عبدالقدوس - قعدة البيت وحدها لا تكفي


فوجئت بأتجاه داخل النظام المستبد الذي يحكمنا لإصدار تشريع يعاقب كل من يطالب بمقاطعة الانتخابات بالحبس سنوات خمس وغرامة باهظة!! وهذا الأمر يدخل في دنيا العجائب لم يسبق له مثيل في بلادي ولا تجده في أي دولة محترمة من العالم، فالمقاطعة حق أصيل لكل إنسان ، فهو إما أن يذهب إلى الانتخابات أو يقاطعها ويدعو غيره إلى ذلك! ومقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة أمر متوقع واتفقت عليه معظم القوى المعارضة من تيارات واسعة ومتعددة ورفع بعضهم شعار :"أقعد في بيتك"، فلا توجد انتخابات أصلا إنما هي مهزلة انتخابية بعدما أغلقت كل الأبواب وتم سد مختلف النوافذ، وانعدمت المنافسة ، وكل مرشح له قيمة تم التخلص منه بطريقة أو بأخرى!! وهل يمكن أن تتوقع انتخابات حرة في ظل هذا الكابوس البوليسي الجاثم على أنفاسنا ؟
وشعار أقعد في البيت وحده لا يكفي ، فالمقاطعة عمل إيجابي ويتطلب جهود فائقة حتى ينجح وعليك الإتصال بجمهور الناخبين لأقناعهم بذلك وهذا أمر بالغ الصعوبة في ظل الأوضاع القائمة ، ممنوع عقد أجتماع أو لقاءات ، وأي تظاهرة سلمية سيتم مواجهتها بكل عنف، ومع ذلك لابد من مخاطبة الناس وعلى الأحزاب المعارضة أن تنشط بين قواعدها، وهناك العديد من الشخصيات المستقلة المحترمة دعت إلى المقاطعة ، ومعظم هؤلاء يعرفهم الناس جيدا.
ولذلك فالمطلوب من كل واحد منهم أن يصدر بيان مستقل يشرح فيه بهدوء ومنطق وعقل أسباب المقاطعة بعيدا عن الانفعالات والشعارات الرنانة، ومواقع التواصل الاجتماعي أراها المكان المناسب لذلك!  أما أن تكتفي بشعار أقعد في بيتك فقط فهذا ما أراه يدخل في دنيا العجائب.. أليس كذلك؟ 

السبت، 3 فبراير 2018

عجائب عبد القدوس -, نظرة جديدة مطلوبة للحركة المدنية الديمقراطية

قبل نهاية العام الماضي ظهرت في حياتنا السياسية ما يسمى بالحركة المدنية الديمقراطية التي تضم العديد من القوى السياسية المعارضة "بجد" للاستبداد السياسي الذي يحكمنا. وقوبل مولدها بعاصفة من الاحتجاجات والاتهامات من الإسلاميين بسبب رفضها قبول أي من الإخوان أو حتى من التيار الإسلامي في صفوفها!
وبالطبع هذا الإنقسام والتشرذم يصب في مصلحة النظام الحاكم وأعداء الحرية.. وفي يقيني أن مواقف الحركة المدنية الديمقراطية منذ مولدها جديرة بالاحترام والتقدير ، فهي قد دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ورفضت أن تلعب دور الكومبارس ورفعت شعار "أقعد في البيت" بعدما وجهت نقدا شديدا لهذه المهزلة الانتخابية ودعت المصريين إلى العزوف عنها! وأصدرت الحركة المدنية الديمقراطية قبل أيام ببيان شديد اللهجة ضد تصريحات السيسي الأخيرة والتي هدد فيها باتخاذ إجراءات بوليسية جديدة ضد من يعارضه. وتجنبت الحركة المدنية الديمقراطية الدخول في أي جدال جديد مع الإسلاميين فهي تركز فقط على الأوضاع اليائسة التي يعيشها الوطن وهذا عين العقل وبدا واضحا أن الحركة المدنية الوليدة الجديدة أزعجت السلطات الجاثمة على أنفاسنا لدرجة أن المتحدث باسم  الحركة صديقي العزيز المهندس "يحي حسين عبدالهادي" تلقى تهديدا "عيني عينك" في مكالمة تليفونية من ضابط برتبة رفيعة في الأمن الوطني جاءته قبيل الفجر منذ أيام. ورد عليه صاحبي في قوة أنه يرفض التهديدات وربنا يحفظه ، والمطلوب الآن نظرة جديدة من أصدقائي الإسلاميين إلى هذه الحركة، وعليهم التوقف تماما عن انتقادها، مع الدعوات لها بالنجاح والتوفيق في مواجهة الاستبداد ، ودع كل فريق يعمل بطريقته للخلاص من هذه المحنة التي تمر بها بلادي لأن أكبر المتضررين منها من فئات الشعب هم الإسلاميين والإخوان بالدرجة الأولى.. أليس كذلك؟

الخميس، 1 فبراير 2018

عجائب عبد القدوس -, عمتي الجميلة.. اسمحي أن أخالفك


عمتي العزيزة تجاوزت التسعين من عمرها المديد بإذن الله ، وأمسك الخشب وما شاء الله عليها عقلها عشرة على عشرة وتتميز من زمان بشخصيتها الصارمة القوية الصلبة والكل يحبها ويخشاها في ذات الوقت ، وهي أصغر من حبيبي أبي بسنوات خمس فهي من مواليد 1924م. وعمتي الجميلة لها مقولة فريدة من نوعها عن إحسان عبدالقدوس تقول فيها: "أنه عاش حياته بعقلية العباسية وكان يكتب بأسلوب روزاليوسف".. ومعنى كلامها أن حبيبي سانو وهو الاسم الذي اشتهر به بين أصدقاءه المقربين يعيش بشخصيتين.. فهو في حياته الخاصة له تقاليد صارمة متأثرا "بالعباسية" الحي الذي نشأ وعاش فيه فترات شبابه الأولى حتى دخوله الجامعة ، فهو لا يسمح مثلا بخروج زوجته وحدها ويعتبر نفسه سيد منزله وكلمته ماتنزلش الأرض ولابد أن يطاع ، يعني إنسان متزمت في داخله ،لكن في كتاباته "حاجة تانية خالص" فهو يكتب متأثرا ببيئة أمه روزاليوسف التي تتميز بالتحرر الكامل وإعلاء شأن المرأة. 
ومع حبي الكبير لعمتي فإنني اخالفها على طول الخط فيما تقوله باعتباري شاهد شاف كل حاجة ، فأنا وأخي الحبيب احمد عبدالقدوس نشأنا ولنا الحرية الكاملة بشخصيات مستقلة.. وهكذا حرص أبي رحمه الله على تربيتنا بهذه الطريقة ، و"سانو" كان سيد منزله بالحب الكبير لأمي ست الحبايب، فهي سيادة بالحب وليس على طريقة سي السيد أو العقلية الشرقية. 
ويا عمتي العزيزة اسمحي لي بتطوير كلامك عن حبيبي أبي قائلا أنه جمع بين الحسنيين أو أفضل ما في بيئة العباسية وروزاليوسف، في الأولى الشخصية المصرية الصميمة والقرب من ربنا، ومكانة الرجل في الأسرة والتقاليد التي لا تتنافى مع حياتنا الحديثة، وفي الثانية الحرية والانفتاح على الدنيا وحب الفن والتمرد على عقلية سي السيد، وحب الوطن والمطالبة بحريته وحقه في نظام حر ديمقراطي ، وإعطاء المرأة حقوقها، والمساواة بينها وبين الرجل ، وتعظيم سلام لكل إنسان جمع هذه الصفات في شخصه وعاش بها وبالتأكيد سيكون في هذه الحالة وحدها متميز ومختلف عن غيره ويستحق عشرة على عشرة.. 

وهذه صورة تجمع الثلاثي الجميل أيام زمان جدا "سانو، وروزاليوسف، وعمتي الجميلة" .