ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 31 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - هل حضرتك على استعداد للقاء ربك




إنه موضوع شخصي ومأساة عائلية، لكن فيها العديد من الدروس والعبر للدنيا والآخرة.

عندنا في العائلة إنسانة رائعة متزوجة وعايشة في "النبات والنبات", وانجبت من زوجها الجميل طفلين! وفجأة وقع ما لم يخطر على بال أحد أبدا، ففي مساء الأربعاء الماضي كان شريك العمر عائدا إلى بيته بمصر الجديدة وبعدما "ركن" سيارته عبر الطريق للوصول إلى العمارة التي يسكن فيها في الجهة المقابلة فوجئ بسيارة مسرعة تطيح به، ولبى نداء ربه وذهب إلى الحياة الأخرى بعدما ترك الدنيا في ريعان الشباب. 

خالص العزاء أقدمه إلى سيدتي الجميلة ارملته المنكوبة وإلى والدها وهو ليس فقط قريبي بل صديق عزيز منذ الطفولة. 


وأول درس من هذه المأساة هو التساؤل الذي وضعته عنوان مقالي: هل حضرتك على استعداد للقاء ربك، أم أن التفكير في الآخرة لا يشغل بالك وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب لقد مات صاحبي فجأة، وكل إنسان معرض لهذا الأمر، خاصة منذ السنة الماضية حيث انتشر وباء فتاك يحصد الأرواح راح ضحيته العديد من الشباب وليس العواجيز فقط. وحضرتك عارف وأنا كمان إزاي ربنا يكون راض عنا، بحيث عندما نلقاه يكرمنا ونفوز بنعيم الآخرة فلا داع للكلام الكثير في هذا الموضوع.

والأمر الثاني يتمثل في أنه مطلوب من كل منا أن يكون "إنسان قدري" يعني يؤمن بالقدر خيره وشره! فهناك أمور تقع في الدنيا تجعل الإنسان يكاد يفقد عقله ويسخط على القدر ويبقى زعلان من ربنا!! إياك أن تقع في هذا المحظور، وعلينا أن نقول عقب كل مصيبة كما تعلمنا إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن يدري حكمة السماء من هذا البلاء الذي جرى! لكنني واثق أن هذا الإنسان العزيز الذي ذهب للقاء ربه تنتظره مكافأة حلوة في الآخرة، فقد كان إنسان زي الفل بشهادة الجميع، وصفه أحد المقربين منه قائلا: "أدب وأخلاق الدنيا كانوا فيه..ربنا يرحمك يا حبيبي ويصبر أهلك وحبايبك". وقال الآخر إنسان فيه كل الصفات الحلوة على خلق بمعنى الكلمة "أحسن أبن" ،"وأحسن زوج", "وأحسن أب" ،حنون وكريم.

وإذا جئنا إلى دروس الدنيا نجدها ثلاث..

 أولها أن ما جرى في حي مصر الجديدة يحتاج إلى إعادة نظر، وحتى وقت قريب كان يتميز بالهدوء والجمال، لكن كل هذا راح وشقت طرق سريعة تجري فيه السيارات بأقصى سرعتها، وأصبح عبور المشاة للشوارع بمثابة مغامرة، فلابد من توفير الضمانات لهم ووضع مطبات تحد من سرعة السيارات المجنونة والبحث في إقامة كباري علوية لسهولة التنقل دون خطورة لمن يسير على قدميه. 

والأمر الثاني يتعلق بسرعة عقاب الجاني، لأنه في معظم الأحيان تأخذ قضية القتل الخطأ وقت طويل جداً، ولا يصدر حكم نهائي ونافذ إلا بعد سنوات. 

وهناك ثالثا أهمية النظر في أوضاع المستشفيات بحيث يكون عندها تعليمات صارمة بعلاج كل من يصل إليها في حالة خطرة فوراً، سواء أكان مريضاً أو في حادث فقد علمت أن المتوفى الذي أكتب عنه ظل ينزف في المستشفى ساعتين دون رعاية حتى فقد وعيه ومات، .

وأخيراً أقدم خالص العزاء إلى سيدتي "عائشة" وهذا هو أسمها، وإلى صديقي والدها، وعليكم بالصبر الجميل يعني الرضا بقضاء الله وقدره وهو يختلف عن الصبر الذي فيه تبرم وسخط! والصبر الجميل صعب جدا خاصة إذا كان المتوفى إنسان جميل كما في حالتنا، لكن جزاء هذا الصبر ما قاله القرآن الكريم.."إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"!  يعني مكافأة كبيرة جداً. وربنا يكون في عونهم على هذا الصبر المؤلم.

الأربعاء، 27 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - حكم على الطراز الألماني.. ياريت!




قال لي صديقي العزيز الذي أحبه واختلف معه سياسياً: كتاباتك فيها تناقض!! وشرح ما يعنيه قائلا: قرأت لك مقالا أشدت فيه بالمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" التي حكمت ألمانيا لمدة ثمانية عشر عاما، فلا أفهم أبدا لماذا تطالب بتحديد مدة رئاسة الجمهورية ببلادنا.. من حق الرئيس أن يحكم طالما يقدم إنجازات! 

قلت له في هدوء: أولا أحب تصحيح معلوماتك.. "ميركل" ليست أعلى سلطة في ألمانيا فهناك رئيس للجمهورية الألمانية، والمستشارة الألمانية بمثابة رئيس للوزراء.

والأمر الثاني أنه لا وجه على الإطلاق للمقارنة بينها وبين كل الحكام العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير إذاعة صوت العرب أيام زمان!! 


وشرحت له وجهة نظري قائلا: سيدتي الألمانية تنتمي إلى حزب انتخبها بعد منافسة على رئاسة الحزب من أعضاء آخرين في حزبها، وهو يراقبها بدقة، وفي داخل حزبها  مناقشات لا تنتهي على سياستها، وهناك رقابة أشد من البرلمان الألماني على ما تفعله، وفي ألمانيا تجد الصحافة حرة مسئوليتها مراقبة الحكام وليست الإشادة بها! وهي ضمانة أساسية لإستقامة الحكم! 

وفي قرارات الحكومة المتعلقة مباشرة بمصالح الجمهور فلابد من أخذ رأي الناس! ولا يوجد عندهم فرمان يأتي من فوق لتنفيذ ما يراه الحكام وحده. وهكذا تحكم ألمانيا حكم في منتهى الرقي ولا يصل إلى السلطة هناك إلا من يستحق ذلك بإنتخاب حر مباشر، ويمكن تغييره بسهولة إذا كثرت أخطاءه ولم يرض عنه الرأي العام! 

وقلت لصديقي بذمتك أخبرني هل يوجد في أي دولة عربية حكم على الطراز الألماني؟! 

أحلم بذلك في المستقبل ويومها سنترقى إلى مصاف الدول المتحضرة! 

الثلاثاء، 26 يناير 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - الكاتب الكبير مورد أسلحة!!



من فضلك أوعى تظن حضرتك أن عنواني هذا مبالغ فيه، وأنه مجرد فرقعة صحيفة!! إنها حقيقة تدخل في دنيا العجائب، وحبيبي أبي رحمه الله بدأت شهرته الصحفية بقضية الأسلحة الفاسدة!! 

والجدير بالذكر أنه تعرض لمحاولة إغتيال بسبب كتاباته عن تلك القضية، وسمحت له الداخلية بعدها أن يحمل مسدسا دفاعاً عن نفسه ورفض أن يحمله وأعطى هذا السلاح لشريكة العمر لتدافع عنه عند اللزوم فكيف يكون بعد ذلك مورد سلاح، كما جاء في عنوان موضوعي وهو يخاف من الأسلحة. 


وعندما أرجع إلى ذكريات حبيبي أبي نجده يقول أن تلك الحكاية ترجع إلى عام 1951 بعد إلغاء "النحاس باشا" معاهدة 1936 مع الإنجليز، وكثرت في تلك الفترة المنظمات الفدائية التي تحارب المحتل البريطاني، واخترت الانضمام إلى منظمة "خالد بن الوليد" الفدائية التي يرأسها "عزيز المصري", وهي شخصية عسكرية عظيمة المقام ومحل احترام من الجميع، وتوليت  منصب أمين صندوق المنظمة، وأسند لي تدبير مواردها، وإمداد شبابها المناضل بالمال والطعام والسلاح والذخيرة، وتحولت روزاليوسف وقتها إلى مخزن للسلاح به كل أنواع الأسلحة وصناديق للذخيرة الحية. 

ويضيف قائلاً: ورغم أنني أخاف من الأسلحة ألا أنني كنت أجلس في مكتبي وحولي عشرات المدافع ومئات البنادق وكلي اطمئنان وهدوء وكأنني أجلس وسط حديقة من الزهور والورود الجميلة، بل ووصل حماسي لهذا الأمر أنني قمت بأغرب رحلة في حياتي حيث سافرت إلى الصعيد بصحبة صديق لكي نجمع كل ما نستطيع الحصول عليه من السلاح والذخيرة من تجار الأسلحة المنتشرون في الوجه القبلي، وهكذا عملت دون أن أدري مورد للأسلحة لمنظمة خالد بن الوليد، وهو أمر لم يخطر يوماً على بالي أبدا ولو في الأحلام!! 


ومن يقرأ سيرة الكاتب الكبير رحمه الله بدقة يلاحظ أنه في شبابه خاصة لم يكتفي أبدا بدوره كصاحب قلم مرموق، بل كان يسعى للإتصال بمختلف المنظمات الثورية وإن حرص دوما على الاحتفاظ بإستقلاله، ودوره كبير ومعروف في تهريب المناضل الثوري "حسين توفيق" الذي قام بإغتيال  "أمين عثمان" المتهم بالتعاون مع المحتل البريطاني، ووافق حبيبي أبي دون تردد أن يستضيف هذا الثائر في بيته بعد هروبه من المستشفى التي كان يعالج فيها ورصدت الحكومة وقتها مبلغ خمسة آلاف جنيه لمن يرشد عن قاتل أمين عثمان.

(ملحوظة): "أضرب هذا الرقم في عشرة لأن فلوس زمان غير دلوقتى خالص".

ووجهت تحذيراً شديداً لكل من يأويه، لكن إحسان عبدالقدوس لم يبال بالمخاطر الشديدة التي تحيط به، وظل المطلوب للبوليس في بيته حتى تم تهريبه إلى الخارج. والجدير بالذكر أن الرئيس الراحل "أنور السادات" كان المتهم السابع في تلك القضية، ومن هنا جاء تعارفه على أبي قبل قيام ثورة 23 يوليو، وعن طريقه تعرف على العديد من الضباط الأحرار الثائرين على الحكم الملكي.

 وهكذا حبيبي في شبابه، إنسان ثوري وليس مجرد كاتب أو صحفي.

ومن هذه الحكاية استمد قصته الشهيرة "في بيتنا رجل" التي لقيت نجاحاً عظيماً سواء عند نشرها أو في السينما. 

الأحد، 24 يناير 2021

شخصيات في حياتي - عندما يحتفل الدين بالفن ويمتزج معه!



أراهن أن عنوان مقالي أثار دهشتك وحضرتك تسألني: إزاي يحتفل الدين بالفن مع أن الكثيرين من رجال الدين يؤكدون حرمته لما يحتوي عليه من كلمات وأوضاع خادشة للحياء ومناظر منافية للآداب وأخلاقيات المجتمع!! وهذا التناقض يعمل صديقي العزيز "بطرس دانيال" على إزالته، وهذا الرجل من أهم أصدقائي المسيحيين، حلو المعشر دائم الإبتسامة، وهو راهب وفي نفس الوقت يشغل منصب رئيس المركز الكاثوليكي للسينما منذ سنوات بعيدة. 

وابونا بطرس دانيال الراهب المتميز والمتفرد الذي لا تجد مثله إلا نادراً بين علماء الدين ولد عام 1967 بمدينة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية والفلسفية عام 1994م، ثم ماجستير في الإعلام من روما عاصمة إيطاليا سنة 1998م، وهو راهب فرنسيسكاني ينتمي إلى الرهبنة الفرنسيكانية، وصديقي العزيز عازف بيانو، وقاد كورال كنيسة سان جوزيف بوسط البلد منذ عام 1990 وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وقاد بالعزف مع كورال الكنيسة في المدن الأوروبية وحصد العديد من الجوائز. 


  (السينما النظيفة تكسب) 


هناك العديد من أهل الفن لا يؤمنون بما يسمى بالسينما النظيفة، وعندهم الفن لا علاقة له بأخلاقيات المجتمع، بل الفن للفن!! وهذا الكلام أرفضه وأراه تطرف يقابله تطرف مضاد: الفن كله حرام.

وقد تصدى صديقي بطرس دانيال للمتطرفين بأنواعهم بتقديم فن راقي وسينما نظيفة، والمركز الكاثوليكي للسينما الذي يرأسه يقيم سنوياً مهرجان سينمائي للأفلام الحلوة التي تخدم المجتمع، وهذا المهرجان هو الأقدم في منطقة الشرق الأوسط كلها إذ يقام منذ عام 1952 فهو من أقدم المهرجانات الفنية ببلادنا، وهو لا يمنح جوائزه إلا للأفلام التي تتميز بمستواها الفني الراقي وجمال في الأداء ولا يكفي هذا بل لابد أن تدور أفكارها وموضوعاتها حول قضايا تهم المجتمع وتفيده ويكون لها تأثير إيجابي على الجمهور بعيداً عن الأفكار الشاذة والإثارة الفجة أو تلك التي يشوبها العنف. 

ولأنه مهرجان صادق وموضوعي ولا يعتمد على الشللية في منح جوائزه، فتجده محل إهتمام واسع من الفنانين والوسط السينمائي كله وحتى من الذين يعارضون مبدأ السينما النظيفة!! 


ويعجبني في صديقي الأب بطرس دانيال أنه وثيق الصلة بالفنانين تجده معهم في كل الأزمات التي تمر بهم خاصة، فإذا مرض أحدهم يسارع إلى السؤال عنه، فهو يقدم بطريقة عملية صورة حلوة لرجل الدين كما ينبغي أن يكون، وربنا يكثر من أمثاله بين المسيحيين والمسلمين فهو قدوة للجميع. 

والصديق العزيز ترك منزله وأسرته إلى الدير منذ أن كان في الحادية عشر من عمره، وهو لا ينسى أبدا الشخصيات التي علمته أخلاقيات الدين الحلوة مثل راهب من كرواتيا اسمه "جاكمو" وهو خياط الدير، وكانت الإبتسامة لا تفارق وجهه، وابونا ميكلانيو معلمه المباشر لسنوات والدكتورة "مارجريت طوس" من المجر أستاذة الفن القبطي التي شجعته على تعلم الموسيقى، ويسبق هؤلاء جميعاً بالطبع والده "دانيال نصيف" ووالدته "ماريا إسحاق"، وربنا يرحم الجميع. 

الخميس، 21 يناير 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - هرب من الحرية!




إنه اسعد إنسان.. تحققت أمنيته ودخل السجن بتهمة إرتكاب عشرات من حوادث السرقة!! 

البداية: يفاجأ ضابط الشرطة "جمال الشاذلي" بدخول اللص إليه في مقر عمله بمديرية أمن الجيزة، وكان البحث جارياً عنه منذ فترة طويلة، ولأول مرة يقول متهم لضابط أمن : "من فضلك أريدك أن تقبض علي وتدخلني السجن". 

ويتمالك ضابط الشرطة نفسه ويبدأ اللص في رواية قصته : لقد خرج من السجن تائبا يريد العودة إلى المجتمع إنسانا صالحاً، لكن الناس لم تمكنه من ذلك، أصدقاءه تنكروا له، الفتاة التي أحبها ووعدها بالزواج تركته قائلة: "كيف أتزوج لصا"؟؟ 

ووصلت الجفوة بينه وبين الناس حتى أسرته.. أبواه.. أخوته.. يعاملونه بحذر وكأنه القدر قد ابتلاهم به!! أبواب العمل كلها أغلقت في وجهه. 

وعاد إلى السرقة، متردداً في البداية ثم رغبة بعد ذلك في الانتقام من المجتمع، ولم يخشى السجن، فلا أحد هناك يعامله بجفاء.. العكس هو الصحيح.. الكل يحترمه لأنه أشدهم بطشا وأقواهم عضلات! 

وأمام النيابة يعترف بالتفصيل بكل السرقات التي ارتكبها ويرشد عن المسروقات، بل ويحاول أن ينسب لنفسه بعض الجرائم الوهمية!! إنه يريد السجن! 

يقول لوكيل النيابة: لا داعي للمثول أمام المحكمة، إن إجراءاتها طويلة وأنا أريد أن استريح.. الكل ينظر إليه في دهشة : هل هناك أحد يفضل السجن على حياة الحرية مهما كانت قسوتها؟ 


كلمة: يقول ضابط الشرطة "جمال الشاذلي": إن خطأ اللص أنه لم يكافح مصاعب الحياة.. ظن أنه بمجرد خروجه من السجن تائبا فإن الناس سترفعه فوق الأعناق وترحب به.. وعندما لم يجد ذلك أراد دخول السجن من جديد، فهناك يلقى الترحيب اللازم من المجرمين كما يريد. 


عجائب عبد القدوس - أسئلة لحضرتك حول الكورونا




عندي أسئلة محيراني حول الكورونا، وياريت حضرتك تشاركني في الإجابة عليها وأولها بالطبع متى ينتهي في رأيك هذا البلاء ونعود إلى حياتنا الطبيعية؟ أنني أخشى بشدة أن يكون العام الجديد إمتداد للسنة الماضية التي بدأت فيها تلك المصيبة.. وأسألك مرة أخرى السؤال الأهم: وهل يمكن أن تعود الدنيا كما كانت "زي الأول" قبل ظهور الكورونا؟؟ أم أن الحياة تغيرت تماماً بعدها وهناك أشياء كثيرة جداً سيحدث فيها تغيير، والدنيا "مابقتش زي الأول".

وعندي سؤال مطروح بإلحاح حول حقيقة أرقام الكورونا المعلنة في مصر.. أكاد أجزم أنها لا تعبر عن الواقع الفعلي، بل أن مسئول بالحكومة أعترف بذلك وقال أضرب الإحصاءات الرسمية في عشرة!! 

وللأسف عندي العديد من الأقارب والأصدقاء أصابتهم الكورونا التي طالت أيضاً العديد من الصحفيين وأصحاب الأقلام والفنانين والمثقفين، فهل هناك أناس تعرفهم حضرتك شخصيا أصابهم الوباء ويتلقون العلاج سواء في منازلهم أو في المستشفيات.. أتمنى لهم جميعاً الشفاء.. وهل من رأيك فرض حظر جزئي لفترة قادمة مثل إغلاق جميع النوادي والمطاعم والمقاهي ومنع كل اللقاءات الجماعية نهائياً، وحظر تجوال ليلي يبدأ من الثامنة مثلاً وحتى الفجر، عسى أن تكون كل تلك الإجراءات عاملاً مساعداً في تراجع لأعداد المصابين أم أن رأيك أنه لا ضرورة لكل هذا، وتكفي الإجراءات المتبعة،

 وأخيراً ما أخبار التطعيم ضد الفيروس، وما أسباب تأخيره عندنا مع أنه بدأ في العديد من الدول، وإسرائيل نجحت حتى الآن في تطعيم أكثر من مليون من سكانها، وهناك حملة تطعيم واسعة في الأردن والسعودية والإمارات، فلماذا تأخر التطعيم عندنا، وهل يمكن للناس في بلادنا أن تتقبله بسهولة أم أن التردد سيكون سيد الموقف؟؟ 

الثلاثاء، 19 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - وداع غير تقليدي لمستشارة ألمانيا



قادت 80 مليون مواطن طوال 18 سنة بكفاءة ونزاهة،،

ألمانيا تودع (ميركل) بست دقائق من التصفيق الحار


انتخبها  الالمان لقيادتهم فقادت 80 مليون الماني لمدة 18 سنة بكفاءة ومهارة وتفاني واخلاص.

لم يسجل ضدها خلال هذه ثمانية عشرة عاما من قيادتها للسلطة في بلدها اي تجاوزات.. لم تكلف احد اقاربها امين سر،  و لم تتدعى انها صانعة الامجاد.. و لم تخرج لها المليونيات و لم يهتف بحياتها احد و لم تتلقى المواثيق و المبايعات ولم تحارب من سبقوها و لم تحلل دماء ابناء جلدتها، و لم تتفوه بهراء، ولم تظهر في ازقة برلين لتلتقط لها الصور .


انها أنغليكا ميركل المرأة التي لقبت بسيدة العالم ووصفت بأنها تعادل ستة مليون رجل.


بالامس تركت ميركل منصب رئاسة الحزب وسلمته لمن بعدها،  والمانيا وقومها الالمان و هم في أفضل حال. 


ردة فعل الالمان كانت غير مسبوقة في تاريخ الألمان، فالشعب بأكمله خرج إلى شرفات المنازل وصفقوا لها بعفوية لمدة 6 دقائق متواصلة من التصفيق  الحار  دون شعراء شعبيين و لا لقاقة و حثالة و صفاقة  و متلونين و متسلقين.


وخلافا لواقعنا العربي، لم يكن هناك مديح ونفاق وتمثيل و تطبيل.. ولم يهتف احد (ميركل و بس) أو (ميركل خط أحمر).


ألمانيا وقفت كجسد واحد تودع زعيمة ألمانيا عالمة الفيزياء الكيميائية والتي لم تغرها الموضه ولا الاضواء ولم تشتري العقارات والسيارات واليخوت والطائرات الخاصه علما انها من ألمانيا الشرقيه سابقا،

غادرت منصبها بعد أن تركت ألمانيا في القمه،

غادرت ولم يردد اقربائها (احنا كبار البلد)،

ثمانيه عشره عاما ولم تغير ملابسها القديمه 

الله على هذه الزعيمة الصامته والله على عظمة ألمانيا.


في مؤتمر صحفي سألت إحدى الصحفيات ميركل نحن نلاحظ أن بدلتك هذة تكرري لبسها أليس لديك غيرها؟ 

أجابتها إني موظفة حكومية ولست عارضة أزياء.


 وفي مؤتمر صحفي آخر سألوها هل لديك عاملات في المنزل يقمن بتنظيف المنزل وإعداد وجبات الطعام وغيرها؟ 

كانت إجابتها لا ليس لدي عاملات ولا أحتاجهن أنا وزوجي نقوم بهذا العمل في المنزل يومياً.


ثم سألت صحفية أخرى من يقوم بغسل الثياب أنت أو زوجك؟ 

أجابتهم إني أرتب الثياب وزوجي من يشغل الغسالة ويكون عادة في الليل لأن الكهرباء تكون متوفرة ولا ضغط عليها وأهم شيء مراعاة الجيران من الإزعاج والجدار الفاصل بين شقتنا والجيران سميك. 

فقالت لهم كنت أتوقع أن تسألوني عن النجاحات والإخفاقات في عملنا في الحكومة.


 السيدة ميركل تسكن في شقة عادية كأي مواطن هذة الشقة تسكن فيها قبل أن يتم إنتخابها كرئيسة وزراء لألمانيا ولم تغادرها ولا تمتلك فيلا وخدم ومسابح وحدائق. 


هذه هي ميركل رئيسة وزراء دولة ألمانيا اكبر إقتصاديات أوروبا !!

الأحد، 17 يناير 2021

عجائب عبدالقدوس - في مكافحة الكورونا عندنا سكتين!!



هذا الوباء الذي هاجم الدنيا وشل حركتها وهو فيروس لا يكاد يرى بالعين المجردة، لكنه أصاب الملايين في العالم كله، فسبحان الله وجلت قدرته.

ومكافحة الكورونا لها أكثر من طريق.. فالدول المتحضرة والمتقدمة لها طريق، والعالم الثالث له "سكة أخرى"!! 


وأشرح ما أعنيه قائلا: في الطريق الأول.. كل شيء على المكشوف ولا تكفي أبدا البيانات الرسمية الصادرة من الحكومة، فالصحافة الحرة وأجهزة الإعلام تقوم نيابة عن المجتمع المدني بالتطرق إلى كل شاردة وواردة في مشكلة الكورونا، وكل المشاكل الأخرى التي يعاني منها الناس!! 

وفي دول العالم الثالث تجد سكة أخرى مختلفة تماماً.. وليس من حق أحد مناقشة البيانات الرسمية الصادرة من الحكومة أو التشكيك فيها، فهذه جريمة قد تلقي بصاحبها إلى التهلكة، والنتيجة أنك لا تعرف بالضبط حجم مصيبة الكورونا في الواقع بصرف النظر عن البيانات الحكومية التي تحاول تجميل الصورة، مثل أعداد المصابين على وجه الدقة، والوفيات خاصة بين الأطباء وأحوال المستشفيات، ومدى ما ينقصها من إمكانيات لمقاومة الوباء وشكاوى الجمهور، وأخبار التطعيم وأسباب تأخره.. إلخ.. وللأسف بلادي تنتمي إلى "السكة الثانية"، وما زال ينقصها الكثير جداً حتى تنتقل إلى السكة الأولى التي تليق بمصرنا الحبيبة.. أليس كذلك؟ 

السبت، 16 يناير 2021

شخصيات في حياتي - المستشار طارق البشري: تأثرت جدا بجدي دون أن أراه




مفاجأة: لماذا قال المدرس لطلبته: لا يشرفني أن أقوم بالتدريس لكم؟ 


المستشار "طارق البشري" من رموز قضاء مصر الشامخ ومفكر سياسي بارز يعرفه كل من له صلة بهذه المجالات. تدرج في مناصب مجلس الدولة حتى وصل إلى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، ثم تقاعد وتفرغ للبحث والتأليف العلمي والسياسي، وله كتب في غاية الأهمية منها "الحركة السياسية في مصر بين عامي 1945و1952", و"المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية", و"الديمقراطية والناصرية", و"شخصيات مصرية" بالإضافة إلى عدد من المؤلفات القانونية. 

سألته عن الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في حياته.. جدي الشيخ "سليم البشري" الذي تولى مشيخة الأزهر مرتين، وقد تأثرت به جدا رغم أنه توفي عام 1917 يعني قبل ولادتي بستة عشر عاما. وقد ولدت في بيت العائلة بالسيدة زينب عام 1933، وهناك حارة في هذا الحي تعرف بالشيخ سليم ثم انتقلنا إلى حلمية الزيتون في بيت واسع يضم عائلته بأكملها أبي وأعمامي وعماتي وكان له أحد عشر من الأولاد والبنات وعشت هناك طفولتي كلها وحتى شبابي وكانت من اجمل ايام عمري. وجاء جدي لأول مرة شيخاً للأزهر أول القرن العشرين ثم استقال عام 1905 بسبب تدخل الخديوي في اختصاصاته، وساد الاضطراب الأزهر بعد استقالته وتولى المشيخة ثلاثة من العلماء دون جدوى، فأضطر الخديوي إلى إعادته من جديد بعد أربع سنوات عام 1909، واستمر شيخاً للأزهر حتى وفاته عام 1917.  وتأثري به جاء من أمرين.. زهده التام في الدنيا، تعلمت منه أن المال ليس مطلوباً في الدنيا ولا الشهرة ولا الحرص على الدنيا ينطبق عليه الحديث النبوي الشريف "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" ولذلك لم أفكر يوماً في كتابة مذكراتي مع أن حياتي حافلة، لأن كتابة المذكرات أشبه بالنظر في المرآة وأنا وجودي غريباً عن وجودي.. (ملحوظة أعجبتني جدا جملته الأخيرة) وأخذت من جدي أيضاً التعمق في تعاليم الدين حتى تفهمه بطريقة صحيحة شاملة ومتكاملة وصدق أو لا تصدق شيخ الأزهر جدي لم يترك إرث لأولاده ولا مليم فقد كان زاهداً تماماً.

ويضيف المستشار طارق البشري: ولا أنسى بالطبع فضل أبي رحمه الله المستشار "عبدالفتاح سليم البشري" الذي توفي عام 1951 وهو رئيس محكمة الاستئناف وقد أخذت عنه التقاليد القضائية الراهنة، واكتسبت منه خبرة كبيرة جعلتني متفوقاً على أقرانه عندما بدأت العمل بمجلس الدولة عام 1954 ولمدة أربعة وأربعين عاماً متصلة حتى إحالتي إلى المعاش عام 1998. 


  (لماذا ثار المدرس على طلبة مدرسته؟) 

وعن أساتذته في مدرسة مصر الجديدة الثانوية، يقول أتذكر بكل خير الأستاذ "محمود الخفيف" ، كان مدرسا للتاريخ الحديث، ودروسه ممتعة، وهو يتذكر يوم لا ينساه في حياته بطله مدرسه هذا، وخلاصة القصة أن طلاب مصر في العهد الملكي كانوا قوة أساسية يحسب لها ألف حساب، يحتجون ضد كل ما يرونه يتعارض مع مصلحة بلادنا، وفي يوم قرر الطلاب التظاهر، واجتمعوا في حوش المدرسة، فجاء إليهم مدرس التاريخ محمود الخفيف، وخطب فيهم طالبا منهم العدول عن احتجاجاتهم إلا أنهم رفضوا سماع كلامه، وأخيراً جاءهم ناظر المدرسة "مصطفى البدراوي" وكان صاحب هيبة لا يختلط بأحد، لكنه يعرف كل شاردة وواردة في المدرسة وطلب منهم بحزم الانصراف إلى دروسهم ، والعودة إلى الفصول فاستجابوا له، وفي اليوم التالي فوجئوا بأستاذ التاريخ يخطب فيهم بالميكروفون غاضباً، واصفا إياهم بأنهم شوية عيال جبناء لا يشرفني التدريس لكم.. لأنكم لم تستجيبوا لي عندما خاطبتكم بالحسنى، وعندما طلب منكم الناظر الانصراف خضعتم له!! يعني أنتم ما ينفعش معاكم إلا الكرباج!! 

والمفاجأة التي يذكرها صديقي المستشار في هذا الموضوع موقف ناظر المدرسة الذي طلب من الطلبة الاعتذار لمدرس التاريخ والعمل على تطييب خاطره.. هذه هي أخلاق زمان. 

وعن أساتذته في كلية الحقوق التي تخرج منها يقول هناك عدد من الأساتذة العمالقة في مختلف فروع العلم، أبرزهم الشيخ "عبدالوهاب خلاف" أستاذ الشريعة.. كان السهل الممتنع يقدم المسائل الصعبة جدا بأسلوب سهل بسيط، وعلمنا كيفية تطبيق نصوص الشريعة على الواقع المستجد في حياتنا. 


وعقب تخرجه بترتيب متفوق بدأ العمل في مجلس الدولة عام 1954 بقسم الفتوى، وانصرف كلية إلى عمله، واجتهد فيه إلى أقصى حد، لكنه كان منطوي على نفسه ولا يحب الظهور وبعيدا عن الأضواء، لكن رئيس المجلس المرحوم المستشار "حسين حامد عوض" الذي عمل تحت رئاسته في بداية حياته أكتشف مواهبه القانونية وقدراته على العمل، وقام بتشجيعه وكان لهذا الأمر أثرا كبيرا في عمله دفعه إلى مزيد من الاجتهاد. 


ويختم صديقي المستشار طارق البشري حواره بختام مسك يتمثل في شريكة عمره السيدة "عايدة محمد العزب موسى" ، وهي زميلة صحفية كانت متخصصة في الشئون الأفريقية.. يقول عنها أنها نعم الزوجة!. 

الأربعاء، 13 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - في ذكرى رحيله -هل "سانو" موهبة إستثنائية؟




هذا السؤال عايز لوسمحت رأيك فيه.. أنني مقتنع تماما أن والدي موهبة استثنائية وعندي الدليل الواضح الذي يؤكد هذا الرأي.. وبعدما تقرأ حضرتك وجهة نظري أسألك: هل اقتنعت بما أقول أم أن رأيك أن كلامي صادر من عاطفة نبيلة تجاه حبيبي أبي، ولك وجهة نظر أخرى؟؟ 


وخلاصة رأيي أن الموهبة عادة تكون في مجال واحد.. أو أثنين على أقصى تقدير، أم أن تكون متعددة فهذا ما يجعل من صاحبها موهبة استثنائية، وإذا طبقنا هذا الكلام على "سانو" الاسم الذي أشتهر به بين أهل بيته وأصدقاءه المقربين تجد أن له مواهب متعددة..فهو صحفي من الطراز الأول.. يدفع بكل صحيفة يتولى مسئوليتها إلى القمة بخبرة صحفية واسعة، وهذا ما فعله أولا مع مجلة روزاليوسف التي أصبحت من أشهر المجلات وأقواها سياسياً بعدما تولى رئاسة تحريرها، ولم يكتف بذلك، بل أنشئ إلى جانبها مجلة "صباح الخير" عام 1965م لتكون للأسرة المصرية وقد حققت نجاحاً ساحقا. 

وبعد ذلك تولى مسئولية أخبار اليوم، وفي عهده تجاوز التوزيع لأول مرة حاجز المليون نسخة في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي كله. 

ومن جهة أخرى تجده أديب وقصاص من الطراز الأول وهو بإجماع النقاد أفضل من كتب عن المرأة وقام بفضح مساوئ طبقات الأثرياء، ومعظم قصصه تحولت إلى أفلام مما زاد من نجاحه وشعبيته في هذا المجال. 

وثالثا تجده كاتب سياسي متميز أحدث ثورة في الكتابة السياسية، وقبل إحسان عبدالقدوس كانت الكتابة في هذا المجال متخصصة وقاصرة على النخبة، وأصبحت بعده في متناول الجميع بالباب الذي جعله عنوان لمقالاته :"على مقهى في الشارع السياسي", وإليه ينسب الفضل في تبسيط الكتابة السياسية لتكون في متناول العامة! 

وهكذا أرى "سانو" بمواهبه الثلاث إنسان استثنائي.. فما رأي حضرتك. 

الاثنين، 11 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - احسان عبد القدوس في ذكرى رحيله -عمتي الحبيبة وأقوالها العجيبة!!



توفيت قبل سنتين عن 94 عاما، إنها عمتي "آمال زكي طليمات" الأخت الغير شقيقة لوالدي من مواليد 1924، يعني حبيبي أبي أكبر منها بخمس سنوات، وكنت أحبها جدا تجمع بين كونها إنسانة لطيفة وصاحبة شخصية عارمة وشديدة، وتشبه في ذلك أمها أو جدتي "روزاليوسف"! 

وعمتي الجميلة رددت أكثر من مرة كلاما عن أبي رأيته يدخل في دنيا العجائب.. قالت: أبوك يكتب قصصه بعقلية روزاليوسف المتحررة، ويعيش حياته الخاصة بتربية "العباسية" المحافظة! 

ملحوظة: ( عاش في هذا الحي حتى دخل الجامعة عند أسرة عمته السيدة "نعمات هانم احمد رضوان" التي تولت تربيته مع أبناءها بعد طلاق والديه) ويفهم من كلام عمتي أن حبيبي أبي إنسان متناقض ولامؤاخذة!! 

وهذا غير صحيح بالطبع رغم أن عمتي تقول: لا تتعجب من ذلك، كل الرجالة "المودرن" في مصر عندهم عقلية شرقية في أعماقهم حتى ولو أدعوا غير ذلك!! 

وسيدتي الجليلة تقصد بالعقلية الشرقية أو التربية المحافظة أن الرجل سيد منزله، وله الكلمة الأولى فيها، ويجب على زوجته أن تطيعه وتسمع الكلام وهذا ما كان ملاحظا في بيت إحسان عبدالقدوس الليبرالي. 

وأقول لعمتي الجميلة وربنا يرحمها مليون رحمة أشهد أن والدتي رحمها الله واسمها "لولا" بضم اللام كانت تعمل على راحة "سانو" اسم حبيبي أبي الذي أشتهر به في منزله وبين المقربين منه، وكلمته نافذة ومطاعة داخل بيته، فهل كان ذلك من منطلق عقلية سي السيد؟؟ قطعا لا وأبدا والله، وانما كانت أمي تفعل ذلك من فرط حبها العظيم لوالدي وليس من منطلق أنها خاضعة له وتؤمر فتطيع!! 

وإحسان عبدالقدوس فارس الحب، ورأينا ذلك في بيته أولا، فهو ينسب كل الفضل في نجاحه إلى شريكة عمره، وله كلمة شهيرة عنها يقول فيها :"لولا لولا ما نجح سانو".. ويدخل في دنيا العجائب في كلمته القصيرة ذكر "لولا" مرتين.. في المرة الأولى جاءت أداة شرط في اللغة العربية، أما الثانية فهو أسمها بضم اللام، وربنا يرحمها ويرحم "سانو" وعمتي الحبيبة. 


محمد عبدالقدوس


وهذه صورة حبيبي أبي وتظهر على يمينه أخته عمتي وست الحبايب  "لولا" على اليسار أيام الشباب والزمن الجميل.

الأربعاء، 6 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - كوكبة من الأقباط أصدقائي



خالص التهنئة لأقباط مصر بمناسبة أعياد الميلاد، وقلت أكثر من مرة أن الكلام عن الوحدة الوطنية سهل جدا، وترجمة ذلك إلى واقع هو الذي يكشف عن "أصلك وفصلك", وهل أنت حريص على تهنئة من يختلفون معك في الدين عند قدوم أعيادهم، أم تكتفي بمجرد الكلام؟؟ والحمد لله أنني حريص جدا على علاقتي بشركاء الوطن، وعندي كوكبة رائعة من الأقباط منذ طفولتي، وهؤلاء ينقسمون إلى أقسام، فهناك أولا مجموعة روزاليوسف التي قامت جدتي بتأسيسها، وكان أبي حبيبي مسئولا عنها لسنوات طويلة، وأتذكر بكل خير جمال كامل رحمه الله وكان من أقرب المقربين إلى أبي، ومن أصدقاءه أيضا جورج البهجوري وكلاهما برع في مجال الرسم، وكان الأول يرسم كل أسبوع لوحة الأسبوع. 

ومن أصدقائي المسيحيين أفضل محاور في مصر وهو صديقي مفيد فوزي، وكذلك أبنته الجميلة حنان وعلاقتي بها متميزة، وهناك أيضاً الصديق رؤوف توفيق رئيس تحرير مجلة صباح الخير السابق وزوجته صديقتي منى ثابت وقد تزاملنا سويا في مؤسسة أخبار اليوم حيث كانت تعمل في آخر ساعة. وربنا يرحم صديقي وصديق والدي المرحوم لويس جريس الذي ترأس لسنوات مجلة صباح الخير. ومن الجيل الجديد رشاد كامل وتربطني به علاقات ممتازة، وهو أفضل مؤرخ من الجيل الذي أنتمي إليه وأفضل من كتب عن تاريخ جدتي روزاليوسف وحبيبي أبي إحسان عبدالقدوس. 

وإذا تركنا مؤسسة روزاليوسف إلى غيرها من المؤسسات الصحفية، فأنني أفتخر بصداقتي للعديد من الصحفيين، بعضهم رحل إلى الآخرة وآخرون أطال الله في أعمارهم، ويأتي في مقدمة أصدقائي المسيحيين المرحوم سعيد سنبل الذي كان رئيسي المباشر عند بداية عملي في أخبار اليوم وتربطني أفضل العلاقات بزوجته السيدة فادية وكل أفراد أسرته، وكذلك المرحوم منير نصيف رئيس القسم الخارجي بالأخبار. ومن أعمدة هذه المؤسسة العملاقة إيريس نظمي وثروت فهمي رحمهما الله وكانا بآخر ساعة وهما من أفضل من كتبوا في مجال الفن وكانت لهم علاقات وثيقة بالفنانين، وكذلك جميل جورج أطال الله في عمره وكان من أعمدة جريدة الأخبار، ولا أنسى أبدا صديقي المصور المتميز مكرم جاد الكريم رحمه الله، ومن الجيل الذي أنتمي إليه هناك صديقي العزيز عاطف النمر الذي يكتب كل أسبوع باب  "كنوز", وفيه يقدم الزمن الجميل أو أيام زمان الحلوة. 

وإذا انتقلنا إلى المؤسسات الصحفية الأخرى يأتي في مقدمتهم صديقي العزيز المرحوم حسني جندي مؤسس جريدة "الأهرام ويكلي", وتربطني حتى الآن علاقات حلوة بأسرته خاصة زوجته السيدة مشيرة عبدالملك أطال الله في عمرها، وفي مؤسسة دار الهلال يتقدم أصدقائي هناك ماجد عطية وأسرته. وكنت مقرباً لسنوات من مؤسس جريدة وطني المعبرة عن الأقباط صديقي العزيز المرحوم انطون سيدهم وربنا يرحم زوجته الفاضلة السيدة سميرة، وقد تعاونت مع مؤسس وطني في مكافحة التطرف بشتى أنواعه، والعديد من المقالات نشرتها في جريدته وكذلك في عهد خليفته صديقي يوسف انطون سيدهم حفظه الله. 

وكانت تربطني علاقات وثيقة بعدد من المؤرخين على رأسهم د. يونان لبيب رزق ولمعي المطيعي أفضل من كتبوا عن تاريخ مصر وشخصيات ما قبل ثورة 23 يوليو عام 1952. وفي المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي أنا عضوا فيه ربطتني علاقات حلوة بكل أصدقائي المسيحيين هناك، وعلى رأسهم المرحوم الدكتور بطرس بطرس غالي الذي ظل لسنوات رئيساً له، وكذلك صديقي الجميل الحبيب جورج إسحاق مؤسس حركة كفاية، والمستشار الصديق منصف سليمان، والصديق سمير مرقص. 

ومن ناحية أخرى تربطني علاقات وثيقة جدا ب آل عبدالنور.. جيل الآباء سعد عبدالنور، وأمين عبدالنور رحمهما الله وجيل الأبناء منير وفخري عبدالنور، وربنا يحفظ والدتهم التي أطمئن عليها دوما. ومن أصدقائي كذلك سيدتي منى مكرم عبيد. 

وهناك شخصيات عامة قبطية أجريت معها لقاءات صحفية، واصبحوا من أصدقائي وعلى رأسهم أنسي ساويرس رب العائلة الشهيرة وزوجته السيدة يسرية لوزة، والمرحوم لويس بشارة وتربطني أفضل العلاقات بإبنته "ماري"، والمرحوم رمزي زقلمة وزوجته سيدة الأعمال الناجحة "لولا زقلمة"، وصديقتي مارجريت عازر عضو مجلس الشعب السابقة. وأيضا تجد أصدقاء من شباب الأقباط على رأسهم رامي عطا، والباحث سامح فوزي، وصديقي الصحفي نادر عدلي، وعدد من شباب ما كان يسمى تنظيم ماسبيرو، وعندي كذلك علاقات وثيقة بعدد من رجال الكنيسة على رأسهم د. مكرم وليام المستشار الإعلامي والأنبا بسنتي وغيره، وكل هذه العلاقات أفتخر بها مع العلم أن هناك أصدقاء عديدين في شتى المجالات وهذا من فضل ربي أن أصدقائي من أبناء بلدي من شتى الألوان والأديان.


الاثنين، 4 يناير 2021

عجائب عبد القدوس - مكاسب عظيمة وخسائر كبرى!



في السنة المنصرمة إجتمعت المتناقضات.. مكاسب عظيمة وخسائر كبرى عرفها العالم في ذات الوقت!! 

وكلامي هذا قد تراه حضرتك يدخل في دنيا العجائب ومن حقك أن تسألني عن نوعية هذه المكاسب لأن العام الماضي شهد بلاوي عديدة. 

والمصائب التي وقعت معروفة.. ملايين البشر أصابهم المرض الفتاك، والحياة كلها أصيبت بالشلل، وإقتصاديات مختلف بلاد الدنيا تضررت بشدة، وزاد عدد العاطلين وفقد الملايين وظائفهم!! فكيف يمكن أن تكون لهذه السنة السوداء إيجابيات؟ 


وألخص المكاسب التي أراها من وجهة نظري في نقاط محددة: 

1.. شركات الإتصالات العملاقة حقق أغلبها مكاسب كبرى لأن كل شيء أصبح يتم عن طريق الإنترنت بعدما قعد الناس في بيوتهم!! 

2.. العمل عن بعد وكذلك الإجتماعات التي تتم عن طريق "الزووم" أو من بعيد لبعيد!! كلها أمور لم تكن معروفة من قبل إلا قليلاً، لكنها في العام المنصرم توسعت بطريقة لم تخطر على بال أحد، والمؤكد أن الدنيا لن تعود كما كانت قبل الوباء.. بل ستنتشر وسائل العمل والإتصالات الحديثة توفيراً للوقت والنفقات معا.. ويمكنك بعد الآن أن تشارك في الإجتماع الذي يعقد دون أن يستلزم حضورك!! 

3.. عودة الترابط العائلي بسبب القعدة الإجبارية داخل المنازل، وزادت فسحة الوقت التي تمنح للأبناء وشريك الحياة. 

4.. هذا الوباء القاتل أعاد كثير من العقلاء إلى ربهم وإلتزام أكثر بتعاليم السماء، فما جرى لم يكن يخطر على بال أحد أبدا ولا في الخيال.. أليس كذلك؟ 

عجائب عبد القدوس - أعيش في جلباب أبي



شهر يناير له مكانة خاصة في قلبي، ففي بدايته أطل والدي على الدنيا، ولا يزال جرح فراقه في قلبي برغم مرور كل هذه السنوات، وحبه في قلبي عميقا.. والناس تنظر إلى إحسان عبدالقدوس، رحمه الله، على أنه قيمة عظيمة في المجتمع، لكن نظرتي له مختلفة، فهو أبي وصديقي وحبيبي وكل شيء في الدنيا.. يرحمك الله أنت وأمي بألف رحمة.. وهناك قصة شهيرة لوالدي: عنوانها: "لن أعيش في جلباب أبي", لكنني أخالفه الرأي، واعيش في جلبابه بمواصفاتي الخاصة وشخصيتي المستقلة، ومنه تعلمت العديد من القيم والمبادئ، وفي طليعتها الحب والحرية. 

ويا صديقي القارئ إذا كان والدك أو أحدهما على قيد الحياة، فاعلم أنك تعيش في نعمة.. فهما تاج على رؤوس الناس لا يراه إلا اليتامى من أمثالي، ويشبه هذا الأمر الصحة التي لا يعرف قيمتها إلا المرضى.. وإذا قمت بتقبيل يد والدك أو أمك فهذا شرف لك، ومن فضلك.. أحرص على الارتباط بهما قدر إمكانك مهما كانت مشاغلك في الحياة.. فأيام العمر معدودة، والدنيا فانية، ولا تساوي جناح بعوضة إلى جانب الحياة الخالدة التي تنتظرها هناك عند ربنا. 

والإنسان الذكي هو من يجمع بين دنياه وآخرته، فلا ينظر تحت قدميه ويظن أنه سيعيش أبدا، والإيمان الصحيح يرفض أن تقوم بتطليق الدنيا من أجل لقاء ربنا.