ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 21 مايو 2020

بالي مشغول : هل صحيح أن حكم الأغلبية لا يصلح؟؟




في القرآن الكريم تجد آيات كثيرة تؤكد أن أكثر الناس لا يعلمون أو أكثر الناس لا يؤمنون أو لا يعقلون! وقد إستغل أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان من أهل التشدد الإسلامي هذه الآيات الكريمة للقول أن النظام البرلماني الصحيح الذي يقوم على حكم الأكثرية لا يصلح!! وأن الإنتخابات بدعة!! فالشورى الإسلامية عندهم تقوم على أهل الحل والعقد وهي على حد زعمهم أهل الصفوة وبذلك تختلف عن الديمقراطية الغربية!!
وعلماء الأزهر الشريف يرفضون هذا الكلام جملة وتفصيلا، ويمكن تلخيص آراءهم في نقاط محددة :
1_ كل ما جاء في القرآن الكريم حول أن أكثر الناس لا يؤمنون أو لا يعقلون يتعلق بقضايا الإيمان الكبرى.. وتاريخ رسل الله الكرام شاهد على صحة ذلك ، حيث لقوا الكثير من العنت والتكذيب والمضايقات ، ولم يؤمن بهم إلا القليل من الناس.
2_ لا تنطبق هذه الآيات على شئون الدنيا وأحوالها، بل تتعلق بأمور الإيمان والعلاقة برب السماء، وهذا صحيح أيضا ، فهؤلاء الذين خلص إيمانهم لله تماما قلة ، أما أكثر الناس فلهم وضع أخر وحياتهم خليط من الحسنات والسيئات.
3_ ونأتي إلى صميم موضوعنا وهو علاقة ذلك كله بالشورى والفارق بينها وبين الديمقراطية ، ويتمثل في أن هناك أمور قطعية في الدين الإسلامي ليس فيها مجال للأكثرية أو الأقلية مثل تحريم الخمر، ولحم الخنزير، والمواريث، وهي أمور محدودة بطبيعتها، ولا مجال فيها لرأي بشر أو أكثرية أو أقلية.
4_ وكل أحوال الدنيا الأخرى تسير برأي الأغلبية ، وأهل التخصص.
5_ وأخيرا يؤكد العلماء أن كل الضمانات التي تضع ضوابط على سلطات الحاكم هي من الإسلام مثل الإنتخابات الحرة، والقول بأن ذلك كله بدعة دليل على سوء فهم شديد للدين. والشورى والنظام البرلماني ملزمة للحاكم ولا يعقل أن يختار بمزاجه من يشاورهم، بل ذلك يخضع لقواعد بعيدة عن أهواء الحكام، وإنفراد الحاكم برأيه هو الإستبداد بعينه.. أليس كذلك ؟

الاثنين، 18 مايو 2020

بالي مشغول :رأيك في إفطار المسافر



القرآن الكريم نص صراحة على حق الإفطار للمسافر في شهر رمضان! 
وفي عصرنا الحديث أختلف العلماء حول هذا الحق! وقال بعضهم إن الإفطار مرتبط بتعب المسافر! وزمان كان السفر بوسائل بدائية ، والمسافر يلقى الكثير من العنت والمشقة ولذلك أعطاه ربه حق الإفطار! والدنيا حاليا تغيرت والسفر أخر دلع وراحة ولذلك لم تعد رخصة الإفطار قائمة إلا إذا شعر بتعب ومشقة! 
وأغلبية العلماء يرفضون هذا المنطق قائلين أن من حقه الإفطار في كل الأحوال سواء شعر بالتعب والمشقة أو لم يشعر بها! وأسأل حضرتك : إيه رأيك في هذا الموضوع!! 
وأنا شخصيا عندي رأي ويتمثل في أن الإفطار في السفر يدخل في باب التدين والقرب من الله وليس من باب الإجهاد والمشقة! وهذا الكلام قد تراه حضرتك يدخل في عجائب عبدالقدوس!! وتطلب تفسيره!! وأقول لك ببساطة شديدة أن المسافر لو كان متدينا بحق وحريص على فريضة الصوم فلن يفطر إلا للضرورة وبعدما يشعر بتعب شديد! أما لو كان الصيام ثقيلا على قلبه فأنه سينتهز تلك الفرصة ويفطر قائلا : "أنا على سفر وعندي عذري"!! 
ويلاحظ أنني كنت أحيانا أركب قطار الديزل من القاهرة إلى الإسكندرية فلا أجد من المفطرين إلا قليلا أو قل إستثناء ، وأحمد ربنا على ذلك ! 

الأحد، 17 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - 4 ثغرات نفذ منها أعداء الإسلام



عقلية الرجل الشرقي ودعاة العنف والتشدد أعطوا لأعداء الإسلام والبعيدين عنه فرصة للطعن في هذا الدين الذي يتعرض أهله لموجة نقد شديدة يمكن تلخيصها في النقاط التالية.. 

1_ المسلمون دعاة عنف.. وهي صورة إنطبعت في أذهان أهل أوروبا وأمريكا بالذات خاصة بعد الاعتداء الشهير الذي وقع على أكبر المدن الأمريكية في سبتمبر من عام 2001م بطائرات مختطفة وكل أبطال هذه المأساة الدموية من المسلمين!! ولم يكن حادث استثنائي بل تكررت تلك الحوادث الإرهابية في عدة مدن أوروبية بل وعربية وبلادي تعاني منه ومازال الخطر داهما من الإرهاب الإسلامي على حد وصف أجهزة الإعلام رغم أن الإسلام برئ منه، لكن هذه القلة الشاذة من المسلمين أساءت إلى هذا الدين أبلغ إساءة.. تشبه الدبة التي قتلت صاحبها.. عجائب. 
2_ الإنحيار للإستبداد السياسي.. لأن الديمقراطية تعني حكم الشعب بينما الحكم في الإسلام لله!! ولذلك فلا يوجد عند هؤلاء المتشددين سوى حزب الله أو حزب الشيطان!! والإنتخابات عندهم بدعة!! والمقابلة بين الديمقراطية وحكم الله مقابلة ساذجة وتلقي بظلال كالحة مسيئة للإسلام إذ تلصقه بالتسلط والديكتاتورية بينما جوهر الحكم الإسلامي أنه شورى، وشرعيته تمر عبر إختيار حر من قبل المحكومين، ، وآليات الديمقراطية خير ما يحقق  هذا المقصد العظيم ، ويقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : سلطات الحاكم عند هؤلاء المتشددين لا يملكها سيد البيت الأبيض في واشنطن ولا حاكم الكرملين في موسكو فله سلطات مطلقة باسم الدين على البلاد والعباد.. عجائب. 
3_ عقلية سي السيد وحقوق المرأة.. رغم أن الإسلام قام بتكريم المرأة وسبق العالم كله في إعطاءها حقوقها وتحقيق المساواة الصحيحة بينها وبين الرجل ألا أنه في عصور الضعف والهوان عادت إلى الجاهلية من جديد بعدما سيطرت عقلية سي السيد على مجال الأسرة وأصبحت له الكلمة العليا، وكلمة حرام رأيناها مرادفة للمرأة فلا يجوز حتى مصافحتها، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب بهذا المفهوم المتشدد خدمة زوجها وإشباع رغباته بالدرجة الأولى ويحق له أن يضربها إذا خالفت تعليماته!! وممنوع عليها الوظائف العامة وتلك العقلية المتزمتة أدت إلى تطفيش العديد من النساء من الدين كله!! ومع أن كل ما ذكرته لا يمت للإسلام الصحيح بصلة. 
4_ كراهية الفن.. من المؤسف أن الفن واقع بين شقي رحى، فهو من ناحية يدعو إلى الإنحلال الصريح ويسئ إلى المجتمع وأخلاقياته، أو التحريم الكامل على أيدي المتشددين الإسلاميين ، وأدى ذلك إلى أن الفن النظيف الراقي سواء في التمثيل أو الغناء أصبح إستثناء ، والغلبة لأصحاب الهوى وأنصار كلمة حرام.. عجائب!! 

السبت، 16 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - أفطر فورا وبلاش تسأل رجل دين!



صاحبي إنسان متدين يحرص على العبادات كلها ما شاء الله ، ومنذ أن كان طفلا وهو يصوم رمضان ولم يفطر أبداً! لكن منذ سنتين تدهورت أحواله الصحية وبدأ يتعب من الصيام، وأخيرا قال له الدكتور الذي يشرف على علاجه: "كدة ماينفعش لابد أن تفطر وربنا سمح لك بذلك مادمت مريضا"! ولكنه لم يسمع كلامه وجاء يسألني عن رأيي فأكدت كلام طبيبه قائلا : أفطر فورا!! وشعرت أن كلامي لم يعجبه، بل بدا وكأنه فوجئ برأيي ، وكان يتوقع أن أقول له مثلا: خليك صائم وأجرك في هذه الحالة مضاعف!! ولكنني رفضت هذا المنطق ..قال صاحبي : مش متصور نفسي فاطر! وإذا حدث ولم أؤدي تلك الفريضة الدينية فسيصيبني إحباط شديد يزيد من تدهور حالتي الصحية!! ومادامت الصحة متدهورة في كلتا الحالتين فمن الأفضل أن أموت وأنا صائم!! قلت له ده كلام مش معقول أبداً وأنت كدة بتهزأ بتعاليم الدين ولا تحترمها! وأخشى أن ربنا حيزعل منك إذا صمت لأنك لم تحترم رخصة الإفطار التي أعطاها لك، فأزدادت حالتك الصحية تدهورا ، وصدق القائل : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة!! رد قائلا : سأبحث عن عالم إسلامي متخصص في هذا الموضوع!! أنا عايز فتوى صريحة من رجال الدين تبيح لي عدم صوم رمضان!! فاجئته بالقول: رجل الدين مالوش لازمة!! لأن الموضوع حسم خلاص بقول طبيبك أوعى تصوم!! يا صاحبي أفطر وأنت مستريح البال والضمير وتتطلع إلى رضاء ربك بإذن الله لأنك أخذت برخصته. 

الجمعة، 15 مايو 2020

؟ - أبن تيمية إرهابي


عرفت دلوقتي ليه العالم الإسلامي أبن تيمية طلع في المسلسل إياه إرهابي! 
لقد أكتشفت أنه صاحب المقولة المشهورة إن الله ينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المسلمة الظالمة. بس خلاص وعجائب. 


الخميس، 14 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - المعارضة في زمن الكورونا



الوضع جدا خطير في بلادنا ، الإرهاب من ناحية ووباء كورونا من جهة ثانية وتردي الأوضاع الاقتصادية وتضرر ملايين الناس في أرزاقهم بسبب تفشي الوباء القاتل!! لابد أن تكون مصر على قلب رجل واحد ، ويد واحدة لمواجهة هذه المشكلات الصعبة! والبلد لا تحتمل معارضة من أي نوع ودعوا الحاكم يبني مصر في هدوء!! وهذا الكلام الذي تردده أبواق السلطة من حين لأخر أراه يدخل في دنيا العجائب!! ومش معقول الناس تمشي كالقطيع مغمضة العينين وراء الحاكم الذي يرفع شعار "ما أريكم إلا ما أرى" على الطريقة الفرعونية!! المعارضة الوطنية مهمة جداً في هذه المرحلة بالذات!! وهم يمثلون طائفة من أبناء مصر المخلصين رفضوا الإستبداد السياسي وحكم العسكر! ودورهم مطلوب لنسمع وجهة النظر الأخرى في موضوع الكورونا خاصة من حيث أعداد المصابين وهل تتفق أرقامهم مع أرقام الحكومة أم لهم وجهة نظر أخرى ؟؟ وما ينقص المستشفيات لتكون جاهزة لمواجهة تلك الكارثة ، وطريقة التعامل مع المصريين العالقين بالخارج والإجراءات الضرورية لحماية بلادنا من هذا الوباء خاصة ما يتعلق بالعزل وفرض حظر التجوال ، وكيفية إقناع الناس بخطورة المرض حيث أن الملايين منهم عندهم حالة لا مبالاة!! والمعارضة الوطنية مطلوبة وللضغط من أجل الإفراج عن سجناء الرأي في أزمة الكورونا وللتصدي للإرهاب ومعرفة ما يجري في سيناء تحديدا والتعامل السليم مع سكانها حتى لا يتعاطفوا مع الإرهابيين!! وعايزين نعرف تحديدا هوية الذين يتم قتلهم، فلا يكتفي بالقول: قتلنا كذا إرهابي.. بل من هم؟ وإلى أي القبائل ينتمون وما هي خلفيتهم وهل هناك جنسيات غير مصرية منهم!! وفي الحرب ضد الإرهاب بالدول الديمقراطية تجد كل التفاصيل معروفة عند الرأي العام والحكم في هذه البلدان المحترمة المتحضرة قائم على ساقين.. حكومة ومعارضة ، أما عندنا فالنظام الذي يحكمنا "أعرج" قائم على ساق واحدة، لذلك نظل دوما محلك سر إن لم نسقط!! عجائب. 

الاثنين، 11 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - صاحبي ضامن دخول الجنة!!


صاحبي عجيب الأطوار.. يصوم يوما ويفطر أخر ! ولا يؤدي العبادات بإنتظام، وإذا صلى فإنه يخطف الصلاة خطفا!! ومع ذلك يقول في وقاحة: أنا ضامن دخول الجنة!! ويشرح وجهة نظره الغريبة قائلا : لا أؤذي أحدا ولا أسرق ولا أرتشي ولا أحسد ولا أحقد ولا أضمر السوء لمخلوق ولا أنوي إلا الخير ولا أهدف إلا إلى النفع العام.. أصحو وأنام بضمير مستريح وشعار حياتي "الإصلاح ما أستطعت"!! وبيني وبين ربي عمار كبير ونبي الإسلام يقول "الدين المعاملة".. ومعاملتي للغير كأفضل ما تكون، ويشهد الجميع على ذلك. 
وبعدما أستمعت له جيدا داعبته قائلا : صدق من قال "الحلو ما يكملش"!! تساءل عما أقصده.. قلت له جادا بعدما سحبت أبتسامتي: كلامك يدخل في دنيا العجائب ، وفيه ثلاث أخطاء فادحة تحديدا: 
* الدين المعاملة لم يذكره العلماء كحديث نبوي شريف بل هو مجرد حكمة! وهناك أحاديث نبوية عدة تحض على مكارم الأخلاق ليس منها أن الدين المعاملة. 
* كلامك أنك ضامن دخول الجنة يثير السخرية فلا أحد يضمن دخول الجنة إلا بفضل الله ورحمته وكرمه عليه. 
* عندما قلت لك يا خسارة الحلو ما يكملش فانني كنت أقصد أنك تستحق عشرة على عشرة لكونك إنسان نظيف، لكنك غير مهتم بالعبادات فأنت تستحق هنا صفر مربع.. وكل الأديان السماوية تقوم على أمرين.. عبادة ربنا من ناحية وأخلاق حلوة من جهة أخرى ولا يستغني أحدهما عن الآخر.. ومن أجتمعت فيه الصفتان فإنه يكون إنسان جميل بصحيح ويستحق تعظيم سلام. 


عجئب عبد القدوس - إنحاز للبيئة المحافظة والمتحررة!




من حقك أن تسألني : كيف يمكن لإنسان أن يكون محافظا ومتحررا في وقت واحد.. ومن فضلك أقرأ قصته لتعرف الإجابة.. 
عاش طفولته وشبابه المبكر في بيئتين مختلفتين تماما، كل منهما تكاد أن تكون نقيضا للأخرى، كان قد تم الطلاق بين أمه وأبيه بعد عدة أشهر من ولادته، فذهب إلى بيت جده لوالده وهو من خريجي الأزهر الشريف حيث عاش هناك تحت رعاية عمته التي تولت تربيته. 
وفي هذه البيئة رأى المرأة محاصرة بالتقاليد، وممنوع عليها أن تخرج وحدها أو حتى تطل من الشباك!! وفي أجازته الأسبوعية كان يذهب إلى أمه حيث الوضع مختلف تماما ، فقد كانت نجمة مشهورة، ولها قدم راسخة في فن التمثيل على المسرح ، وعندما بلغت القمة قررت الإعتزال وهي في أوج مجدها، ثم أقامت مجلة تحمل اسمها تدافع فيها عن الفن النظيف، وكان ذلك أمرا عجيبا وجديدا على المجتمع المصري ، ففي هذا الوقت من أوائل العشرينات من القرن العشرين لم تكن المرأة تعمل، وكانت مفاجأة أن تجد واحدة من حواء تقتحم مجال الصحافة ، وهي مهنة قاصرة على الرجال وحدهم، وزادت دهشة الناس عندما وجدوا هذه المرأة تقوم بتحويل مجلتها الفنية إلى مجلة سياسية مشاغبة. 
وعندما كان أبنها يذهب إلى بيتها يجد نجوم مجتمع مصر مجتمعين عندها من كل الأجناس والألوان ، وهناك كان يشاهد أمير الشعراء أحمد شوقي، وعباس محمود العقاد ، ومحمد التابعي، ومصطفى أمين، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم ، وهكذا كنت ترى في منزلها أساطين الأدب والفن والصحافة بالإضافة إلى نجوم السياسة. 
ونشأ الشاب الصغير حائرا بين بيئته المحافظة التي تربى فيها، وبيئة أمه المتحررة، ولا يدري إلى أيهما ينحاز!! فهو يحب عمته جدا ، وهي صاحبة فضل عليه في تربيته، لها أربعة أبناء أعتبرته الخامس، ولم يشعر أبداً أنه غريب عنها، وكانت تعطيه من الاهتمام مثلما تعطي لأولادها بالضبط، ورآها قدوة ومثلا أعلى في رعاية زوجها وتربية أبناءها. فهي عاشقة لمنزلها، وفي ذات الوقت كان معجبا جدا بأمه ست الكل ، في جلدها وصبرها وكفاحها في الحياة ، وحبها العجيب للصحافة وقد حققت في هذا المجال نجاحا عظيما ، وهكذا أصبح مجدها الصحفي يضاهي مجدها الفني إن لم يتفوق عليه. ومن هنا رأينا هذا الشاب شديد الحساسية تجاه المرأة بعدما عاصرها في كل أوضاعها المحافظة والمتحررة ، وعندما أمسك بالقلم وبدأ يعمل بالصحافة مع أمه كان أفصل من وصف مشاعر سيدتي ومشاكلها وطموحاتها، حتى قيل عنه أنه يكتب عن النساء بطريقة تفوق أي أنثى! واتهمه بعض خصومه بالانحلال، ولم يكن هذا صحيحا أبدا، فهو في حياته الخاصة محافظا إلى حد كبير ، وزوجته لا يمكن أن تسهر وحدها، بل دائما معه، وهي حريصة على احتشامها، وأوامره لها زادتها حرصا على ذلك ، ومن هنا قال نقاده إنه متناقض! يعيش في بيته بطريقة رجعية على حد زعمهم! وكتاباته تدعو إلى تحرير المرأة! لكنه فهم حرية سيدتي على غير ما يفهمها هؤلاء! فهي لا تعني أبداً الانحلال! أو أرتداء الملابس الخليعة، أو العودة إلى بيتها في ساعة متأخرة من الليل بعد سهرة ممتعة، فإذا خاطبها أحد في سلوكها المشين قالت له: إنها حرة! فليست هذه حرية بل قلة أدب! وهكذا تجد الكاتب الكبير قد أخذ من البيئات التي تربى في وسطها أفضل ما فيها، فهو قد أخذ من بيئة عمته المحافظة التمسك بالأخلاق ، وأن المرأة مكانها الأول البيت، ومن حياة أمه تعلم أيضا أهمية الأخلاق وأن تكون سيدتي حرة صاحبة شخصية وعلى قدم المساواة مع الرجل وليست خادمة له، ولها دورها الكبير في المجتمع. 
والمعروف أن والدته هذه كانت صاحبة جمال ملفت للنظر، لكنها في ذات الوقت شخصيتها عارمة تضاهي شخصية أي رجل ، ولها أنياب وأظافر تدافع بها عن نفسها في غابة الرجال حيث تعيش بينهم بحكم عملها، ومن هنا عاشت محل تقدير واحترام الجميع وعلى رأسهم أبنها الذي كان يقول : لم أجد في حياتي امرأة عندها القدرة على أن تكون عاصفة ترابية ، وفي ذات الوقت حديقة غناء! يعني امرأة حديدية لكنها رقيقة مثل النسمة. ومن تجتمع فيها هذه الصفات لابد أن تكون حواء بالدنيا.

الخميس، 7 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - عام جامعي مضروب ونتائج مبهرة!!


عنوان مقالي أثار دهشتك ومن فضلك تعالى معي لأشرح لك ما أعنيه ففي شهر مايو تبدأ عادة الامتحانات الجامعية وفيها يتبين الناجح من الراسب. لكن هذه السنة الوضع مختلف تماما بسبب "سي" كورونا الوباء الفتاك الذي يهاجم العالم كله! فالعام الدراسي هذا العام مضروب ومصير الطالب لا يخرج عن أمرين إما يتم تأجيل امتحاناته أو ناجح ينتقل إلى صف أعلى! أما الرسوب فسيكون هذا العام أمر استثنائي جدا!! وكلامي هذا قد يدخل في دنيا العجائب وحضرتك تسألني : طيب أزاي ؟؟ وهل من المعقول أن النجاح سيكون نسبته 99% من الطلاب ولن يرسب إلا 1% فقط وهو الطالب الخيبان قوي!!
وتفاصيل ذلك أن السنوات النهائية بالجامعات المصرية سيتم تأجيل امتحاناتها غالبا إلى شهر سبتمبر بعد تراجع "الكورونا"!! وكذلك من عندهم تخلف في سنوات النقل بمادة أو مادتين!! أما الطلاب منذ دخولهم الجامعة وحتى ما قبل "البكالوريوس" مباشرة فسيطلب منهم فقط إجراء بحث يتم على أساسه تقييم كل طالب إما ناجح أو راسب!! وهذا البحث يعمله من بيتهم ويرسله إلكترونيا إلى أستاذه! وطبعا هذا المطلوب سهل جداً أن تنجح فيه! وكل طالب سيلجأ إلى الكتب اللازمة ويستعين بزملاءه بل وهناك مكاتب متخصصة في ذلك مقابل "المعلوم" يعني الغش سيكون على "ودنه" فلا توجد أي رقابة!! ولن يرسب إلا الطالب بالطبع "البليد قوي"!! وهكذا أتوقع أن تكون نتائج الكليات المختلفة هذا العام بالذات مبهرة!! ولا تمثل مستوى الطلاب الحقيقي بأي حال من الأحوال!!
وشكرا "للكورونا" التي تعلمنا منها درسا مهما حتى لا تتكرر هذه المهزلة التي تتمثل في ضرورة إجراء تغيير جذري في أساليب الامتحانات بحيث يتم تقييم الطالب على أساس أعمال السنة وإجتهاده في العام الدراسي كله، ولا تعتمد فقط على امتحانات أخر العام!
وأسألك : هل توافقني على هذا الأمر ؟؟ أعتقد ذلك. 

الثلاثاء، 5 مايو 2020

؟ : صمت القبور



عندما يتم إعلان حالة الطوارئ في بلد ما أو يتم تمديدها من جديد فلابد أن يكون هذا الشغل الشاغل للدولة كلها والمجتمع بأسره.. وتجرى مناقشات واسعة حول أسباب ذلك والآثار المترتبة عليه!! 
ويدخل في دنيا العجائب أنه قبل أيام قرر السيسي مد حالة الطوارئ من جديد في بلادنا ، وتم ذلك دون أن يهتم أحد ، وكان الصمت سيد الموقف وكأنه "صمت القبور".. وأضع علامات استفهام حول تلك العقلية وما يحدث في بلادي. 

الأحد، 3 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - في عيد العمال : خطأ فادح وقع فيه نفر من أهل الإسلام من الفاشلين والمتفوقين أيضا!!


الكورونا لها صلة بهذا الموضوع وقد تتعجب من ذلك ولكن خليك معايا وأبدأ بالقول أن أول مايو عيد العمال الذي يحتفل به العالم كله! والعمل في الإسلام له مكانة خاصة ، وحضرتك إذا قرأت القرآن فستجد الإيمان وقد إقترن دوما بالعمل الصالح، فلم يأت منفردا.
وفي عصور التخلف والتراجع الحضاري وقع العديد من المسلمين في خطأ فادح حين ظنوا أن العمل الصالح يقتصر فقط على الأمور الدينية دون شئون الدنيا!! يعني يكفيه أن يحصل على جيد جدا في العبادات ، ولا يهم بعد ذلك حصوله على صفر مربع في شئون الدنيا كإنسان فاشل!!
وهذا المنطق يرفضه العلماء الذين يقدمون الإسلام بطريقة حلوة للناس بعيدا عن التشدد والتزمت.. وقال هؤلاء : التفوق في شئون الدنيا لا تقل أهمية عن العبادات، وفي زمن "الكورونا" مثلا دور الأطباء والتمريض والعلماء الذين يتصدرون لهذا الفيروس القاتل مهم جدا وثوابهم عند الله كبير بإذن الله! فالتدين الحقيقي يعني أن تكون ناجحا في حياتك!! خاصة في المجالات الحيوية التي تحتاج إليها بلادنا والطالب الذي يتقرب إلى ربنا من شروطه التفوق! ولا يعقل أن يكون متدينا وهو فاشل وفي مؤخرة الطلاب، فهذا يسيئ إلى الدين ذاته!! ولكن للأسف عوام المسلمين لا يفهمون هذا المنطق!! ويفصلون بين شئون الدين والدنيا ، ويكفيهم التقرب إلى الله بالعبادات!! ويدخل في دنيا العجائب أن هناك نفر من المتفوقين والناجحين في دنياهم يقعون في ذات الغلطة.. ترى مثلا دكتور متدين متفوق وشاطر ولكنه لا يراعي ربنا في عمله، والفقراء عنده "مالهمش" مكان بسبب أجره الغالي، والتاجر الغشاش الذي يحرص على الحج بإنتظام وزعلان لأنه لن يؤدي الفريضة هذا العام بسبب الكورونا، وهناك من المحامين الشطار يمكنهم تحويل المظلوم إلى ظالم من أجل الأتعاب التي يتقاضاها الواحد منهم!! والغريب أنك تجد هؤلاء "الشطار" يحرصون على العبادات!! لكنهم لا يعتبرون رسالتهم في الحياة تدخل في بند العمل الصالح ، فهناك فصل بين سلوكهم الديني والدنيوي!! عجائب. 

السبت، 2 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - في عصور التخلف.. أصبح للفكر الإسلامي كرش!!


في عصور ازدهار الإسلام نمى الفقه الإسلامي ، واستطاع توجيه الحياة أن ‘فقا لتعاليم الدين، وترك لنا علماءنا العظام ثروة في هذا المجال من حقنا أن نفتخر بها.
ومن المؤسف أن الفكر الإسلامي انحرف عن طريقه عندما زحفت عصور التخلف علينا، أهتم بالأمور الهامشية وغرق في التفاصيل ، وترك شئون الحياة الكبرى.
وقد عبر إمام الدعاة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن التغير الذي طرأ فقد أحسن التعبير حينما قال : أن الفكر الديني "سمن" ونما له "كرش" من هذه القضايا الفرعية!! وما تعود له صحته إلا إذا ذهبت هذه السمنة، وأختفى الكرش!! واشتغل المسلمون بعلوم الحياة التي ينصفون بها دينهم الجريح.
ويشرح شيخنا الغزالي وجهة نظره بتفصيل أكثر قائلا : لقد فكرت يوماً في المطبعة ومخترعها، فإن المعروف لدينا أن أول كلمة في وحي الله لنبينا "أقرأ" لكن هذا الجهاز بدأ ساذجا في الصين، ثم تحسن كثيرا في ألمانيا وبلغ حد الكمال في هذه الأيام بعيدا عن أرض الإسلام.
ويضيف قائلا : رأيت أحد طلاب الطب يقتني أسفارا ضخمة في الفقه الحديث فأشحت عنها قائلا : أولى بك أن تقتني هذه الأسفار الضخام في المعرفة التي ستتخصص فيها! لماذا لا تنافسون أطباء أمريكا وبلاد الغرب في رسوخهم العلمي وشموخهم بالمزيد من الإطلاع والتعمق؟؟
ورأيت صيدليا يبحث قضية "صلاة تحية المسجد"!! في أثناء خطبة الجمعة ، وهل تجوز أم لا!! ومهتم بترجيح مذهب على آخر، فقلت له : لماذا لا تنصف الإسلام في ميدانك وتدع هذا الموضوع لأهله.. إن ديننا مهزوم في ميدان الزواء أفما كان الأولى بك وبأخوانك أن تصنعوا شيئا لدينكم في مجال عملكم بدلا من الدخول موازنة بين مذهب الإمام مالك، ومذهب الشافعي!!
وسألني طالب بأحد أقسام الكيمياء عن موضوع شائك في علم من العلوم الإسلامية ، فلم أجب عليه بل رثيت لحال أمتنا قائلا له : إن جائزة نوبل لهذا العام قسمت بين نفر من علماء الكيمياء ليس من بينهم عربي أو مسلم واحد، وحاجة المسلمين إلى الاستبحار في علوم الكيمياء ماسة، فهل لك أن تلتفت إليها ، وتدع العلم الديني لأهله؟؟
(الفراغ والبطالة وراء التخمة الدينية!!)
ويقول الإمام محمد الغزالي رحمه الله : الفكر العام عند جمهور المسلمين أن علوم الكون والحياة نافلة، ونحن نستميت في تفهيم الشباب أن أهل الإسلام سيظلون يتفوقوا على هامش الحياة وعلوم الدنيا.
ويؤكد الإمام الداعية أن المسلمين في العصر النبوي ثم في عصر الخلافة الراشدة لم تكن لديهم هذه البحوث المطولة في أصول الدين وفروعه، كانت آيات أو سور من القرآن الكريم ، وجملة من الأحاديث الصحيحة هي كل ما يعرفون عدا المتخصصين وأهل الفتوى ، وكان فقه العبادات يتناقل بالأسلوب العملي السهل البسيط ودون تعقيد ثم يتوجه الجمهور بعد ذلك إلى الكدح والجهاد وإعلاء كلمة الله. ثم استفاضت الدراسات الدينية ، وكثرت البحوث في كل ميدان، والذي رأيته وأنا الخبير بالدعوة الإسلامية أن أكثر هذه المعارف فضول، وإن الناس يقبلون عليها تزجية للفراغ! ومدافعة للبطالة! وأن عشر ما يعلمون يكفيهم في فقه الإسلام كله ، ويبقى عليهم بعد ذلك أن ينصرفوا إلى العمل المثمر.