ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 29 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - أسبوع على جريمه المنصورة التي تمت بإسم الحب !!



لا يجتمع الحب والجريمة أبدا إلا في الافلام العربية السخيفة المفتعلة .. وما يسمونه بالحب في تلك الأفلام هو في حقيقته شهوات ورغبات حيوانية ونفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .. 

أما الحب فهو قرين السلام والأمان والسكينة وهو ريح من الجنة .

ونفوسنا قد تخفي أشياء تغيب عنا نحن أصحابها وقد لا تنسجم إمرأة ورجل لأن نفسيهما مثل الماء والزيت متنافران بالطبيعة ، 

ولو كانا مثل السكر والماء لذابا وإمتزجا ، ولو كانا مثل العطر والزيت لذابا  والمشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة ..

وذلك هو الحب في كلمة واحدة التناسب ، تناسب النفوس والطبائع قبل تناسب الأجسام والأعمار والثقافات ...

- مصطفى محمود

الثلاثاء، 28 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - في أزمة الصحفيين.. أوعى تقول: هذا الحل في المشمش!!



تربطني صداقة حلوة برئيس تحرير "الشروق" "عماد الدين حسين" .. برغم إختلاف المنطلقات الفكرية لكل منا.

ومؤخرا أثار صديقي زوبعة صحفية عندما كتب عن مدى أحقية الصحفي في العمل بمكان آخر إلى جانب عمله الأصلي!! 

والعديد من الصحفيين يفعلون ذلك بهدف زيادة دخلهم ومعهم حق ، والجدير بالذكر أن المرتبات الأصلية لأبناء مهنة القلم ضعيفة جداً مقارنة بغيرها من المهن ، ولولا البدل المالي الذي يأخذونه من النقابة لتصاعدت حدة المشكلة ، وهناك بالطبع إستثناء بين الصحفيين فتح الله عليهم يحصلون على مبالغ طائلة خاصة الذين يعملون في الفضائيات ، أو تستضيفهم القنوات التليفزيونية في مناسبات شتى ، لكن هؤلاء يظلون دوما أقلية إلى جانب الغالبية العظمى من الصحفيين.

وفي يقيني أن الإرتقاء بمستوى الصحفي ماديا ومهنيا مرتبط أساساً بحرية الصحافة في بلدنا. 

وعندما تكون هناك صحف حرة وإعلام يعبر عن مختلف وجهات النظر ولا يقتصر على التعبير عن رأي الدولة والصوت الواحد ، فستجد في هذه الحالة أن الصحفي الشاطر أرتفع ثمنه وأصبح مطلوباً ، طبقا لنظرية العرض والطلب ، والتنافس القائم بين الصحف والفضائيات فى ظل الحرية ، فكل منها تريد أن تضم إليها أفضل العناصر ، وهكذا يرتقي مستوى الصحفي ماديا ومهنيا ، وتشهد الساحة الصحفية نشاطاً مكثفاً ، وكل صاحب قلم سيحاول التجويد من أداءه ، فلا مكان في هذه الحالة للكسالى أو الصحفي الموظف الذي يؤدي عمله بطريقة روتينية ولا يعرف الإبداع أو البحث عن الخبطات الصحفية! 

وهذا بالطبع سيتم وسط ضوابط صارمة تحافظ على الأخلاق وتحول دون الطعن في الأعراض أو الفبركة الصحفية أو الأخبار الفشنك!! 

وبداهة حرية الصحافة لن تتحقق إلا في ظل مجتمع حر وديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة.

وأخشى من أن يكون الرد على ما قلته أن يقول البعض : هذا الحل الذي تحلم به في المشمش يا عمنا!! 

والأوضاع الصحفية والسياسية لن تشهد أي تغيير في المستقبل القريب على الأقل!! 

وأرد قائلا: بلادي تستحق صحافة أفضل من تلك التي نشهدها حالياً ، ولا يعقل نظل محلك سر إلى ما لا نهاية!! 

وكلما قطعنا خطوة نحو ديمقراطية حقيقية ، فإن هذا سينعكس تلقائيا على أوضاع الصحفيين المادية والمهنية .. وأرجو أن يحدث هذا قريباً ولا يكون في المشمش!! 

الاثنين، 27 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - عيب جداً : (المصري اليوم برئ من الإساءة إلى إبنة عبدالناصر)



فوجئت على صفحات التواصل الإجتماعي بما لم أتوقعه .. "هدى عبدالناصر" تقترب من نادي المليار بثروة تقدر ب "٩٨٠ مليون دولار" !! 

والذي أذهلني أنه مكتوب أسفل الخبر "المصري اليوم".

وعلى الفور دخلت على موقع الصحيفة الشهيرة وبحثت في كل مكان عن أصل هذا الخبر ولم أجده!! 

وكنت أشعر من البداية "بحاستي الصحفية" أن هذا الكلام مفبرك!! 

و"المصري اليوم" برئ من الإساءة إلى إبنة زعيم مصر الراحل! ولا أدري حتى هذه اللحظة من وراء هذه الفبركة؟! 

لكن أقول أن ما جرى عيب جداً ، من حق أي إنسان أن يختلف مع "ناصر " ، لكن بلاش "الضرب تحت الحزام" والإساءة إليه بما يتعارض مع الأخلاق وتعاليم الدين ، ونشر الأخبار المفبركة!! 

والكلام المنشور الكاذب رأيته يدخل في دنيا العجائب فسيدتي "هدى عبدالناصر" أعرفها وعلاقتي بها وثيقة منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما كانت تنشر ما تكتبه في جريدة "الأهرام " والمؤكد أنه لا صلة لها بالبيزنس من قريب أو بعيد! 

بل حياتها مكرسة لتجميع تراث والدها .. الذي هو جزء مهم جداً من تاريخ مصر ، وهذا الوفاء لوالدها يعجبني ، وهذه الصفة لا تجدها إلا إستثناء في عصرنا هذا ، وكان يمكن لها أن تكون زعيمة وتعمل في السياسة وتقود حزب يجمع الناصريين حولها لكنها رفضت هذا كله ، وابتعدت وقررت تكريس حياتها كلها لهدف واحد أنجزت فيه شوطاً ضخماً وأوشكت أن تكمله ، وهي لمعلوماتك معجبة جداً بقصص حبيبي أبي رحمه الله ، وترى أنه سابق عصره ، وهذا سبب آخر لقوة الصداقة بيننا برغم إختلاف منطلقاتنا الفكرية.

الجمعة، 24 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - موعدي مع ربنا أهم من الموعد مع جلالة الملك!


باشا بحق .. عرفته سنوات طويلة وكنت من أقرب المقربين له من أبناء مهنة الصحافة .. معرفتي به بدأت منذ بدايات حزب الوفد عام ١٩٧٨ ، ولفت نظري قدرته الهائلة على جمع شخصيات من مختلف الألوان حوله وحول الحزب الكبير ، وإزدادت علاقتي به قوة ومتانة عندما ذهبنا سويا وراء الشمس عام ١٩٨١ في حملة إعتقالات سبتمبر الشهيرة.

وبعد خروجنا من السجن كنت من الخمسة المؤسسين لجريدة الوفد عام ١٩٨٤ التي حققت نجاحاً ضخماً خاصة في بداياتها عندما كانت جريدة أسبوعية قبل أن تتحول بعد ذلك إلى صحيفة يومية.

وإختارني "فؤاد باشا سراج الدين" دون غيري من الصحفيين لأنشر له حكاياته وذكرياته في جريدة الوفد الأسبوعية رغم أنني لم أكن يوماً وفديا ولكنني كنت قريب منه جداً ، وأهدي لحضرتك هذه الحكاية وبطلها "مصطفى النحاس باشا " الزعيم الوطني العظيم ، ورئيس الوفد لمدة تزيد عن ربع قرن حتى عام ١٩٥٢ .

وهذه القصة حدثت في يناير سنة ١٩٥٠ ، وتحديداً يوم حلف حكومة الوفد الجديد لليمين بعد الإنتصار الساحق الذي حققه الحزب الكبير في الإنتخابات الحرة التي جرت في ذلك الوقت ، وكانت آخر إنتخابات قبل حركة الجيش في يوليو من نفس العام. والغريب أن الملك "فاروق" حدد الساعة الرابعة بعد الظهر موعداً لكي تحلف الوزارة الجديدة اليمين أمامه .. لأن "جلالته" كان يستيقظ من النوم متأخراً بسبب عبثه طوال الليل ، فلا يبدأ يومه إلا بعد الظهر!! 

وصلت إلى منزل زعيم الأمة "مصطفى النحاس" في الساعة الثالثة وعشرين دقيقة كما إتفقنا من قبل لنذهب سويا إلى "قصر القبة " ، وكانت المفاجأة أن "الباشا" في الحمام يتوضأ ! 

وبعد أن خرج من هناك وارتدى ملابسه رفض أن يذهب إلى الموعد المقرر قبل أن يؤدي صلاة العصر .. ونبهته إلى موعد الملك ،  فرد "النحاس باشا" بجملته الخالدة: "ميعاد ربنا أهم من موعد الملك" ..  أخشى إن خرجت من بيتي دون صلاة أن يفوتني العصر ، فإستقبال "الملك" وحلف اليمين سيأخذ وقتا كبيراً بالتأكيد ، وأنا أريد أن أبدأ مهمتي كرئيس للوزراء بالصلاة ولا يمكن تأجيلها لاي سبب.

ووصلنا إلى "قصر القبة" متأخرين عن موعدنا نصف ساعة ، وجلست الوزارة كلها في انتظار "الملك" الذي تأخر عن إستقبالنا وأيضاً وبعد أن طال الإنتظار ذهبت إلى "حسن باشا يوسف" .. وكان رئيساً للديوان الملكي بالنيابة ، وما أن رآني حتى بادرني قائلاً في عتاب : "كدة برضه يا باشا .. من أولها كدة !! تأخير نصف ساعة" ، ولم أبرر أسباب هذا التأخير بل قلت لرئيس الديوان بالنيابة : "إحنا تأخرنا نصف ساعة ، وعندما وصلنا لم نجد الملك في إستقبالنا" ، فرد قائلاً: "جلالة الملك كان جاهزاً في الساعة الرابعة لإستقبالكم ، وعندما تأخرتم عليه أراد أن يرد هذا الجميل بمثله !!

الأربعاء، 22 يونيو 2022

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - باق من عمره ثلاثة أيام!!


مريض وصل إلى مستشفى "القصر العيني" مصاب بمرض في المخ ، أدى به إلى إغماء مستمر ، عند فحص حالته تبين أن عنده ما يسمى "أوزيما مخية" وإزداد تدهور حالة المريض ، وفحصه عدد من كبار الأطباء ، وأكدوا أنه لا أمل في شفاءه ، ومن المنتظر أن يموت خلال ثلاثة أيام.

وكان الدكتور "عمر شاهين" الطبيب الشاب المبتدئ في ذلك الوقت يسهر مع هذا المريض ، وفجأة تم إستدعاءه لفحص شخص آخر ، ورفض الطبيب الإستدعاء حيث أن حالة مريضه خطيرة جداً ، فكان جواب رؤسائه أن الحالة التي يشرف عليها ميئوس من شفاءها ، وأن عليه البحث عن حالة أخرى يمكن علاجها!! 

إلا أن الطبيب أصر على موقفه ، فكانت النتيجة توقيع جزاء إداري عليه !! 

وبعد ثلاثة أيام ، وفي المدة التي حددها الأطباء لموت المريض حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان أبدا ، إذ أخذ يفوق تدريجياً من الإغماء المستمر الذي كان فيه ، ويستجيب للعلاج الذي يعطى له ، وبعد عشرة أيام تحسنت صحته ، وأخيراً خرج من المستشفى ، وعاش بعد ذلك سنين عدة.

يقول الدكتور "عمر شاهين" : كانت معجزة إلهية بكل المقاييس تمت وسط ذهول الأطباء ، وتعلمت منها درساً مدى الحياة ، وهو أنه لا يوجد مريض حالته ميئوس منها ، فالأمل في الله دائما كبير.

سألته عن مصير الجزاء الذي تم توقيعه عليك ؟

فأجابني ضاحكاً: بالطبع تم رفعه وتلقيت بدلاً منه الشكر والثناء.

الاثنين، 20 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - بريد الأهرام.. وأغرب الخطابات



المرحوم "عبدالوهاب مطاوع" لو كنت حضرتك لا تعرفه فهو أشهر من قدم بريد القراء على مستوى مصر كلها، وكانت الناس تقبل على الأهرام يوم الجمعة لقراءة رده على خطابات القراء ومشاكلهم! وظل يكتب بابه الشهير لمدة تزيد على عشرين عاما!!

وقد ألتقيت به عندما كان في ذروة نجاحه لأعرف حكايته وأغرب الخطابات التي وصلته.. 

(حكايتي مع بريد الأهرام) 

سألت الكاتب الكبير عن قصة باب بريد القراء معه والذي جعله أفضل كاتب بمصر في هذا التخصص. 

أجاب قائلا: في يوم لا أنساه من شهر أغسطس سنة ١٩٨٢ إستدعاني رئيس مجلس الإدارة الكاتب الكبير "إبراهيم نافع" وطلب مني الإشراف على هذا الباب، فكنت ثالث رئيس له منذ عودته في عهد "أحمد بهاء الدين" في السبعينات بعد "جلال الجويلي" و"محمد زايد"، ورغم أن شهر أغسطس عادة هو موسم الأجازات إلا أنه في حياتي له وضع آخر، فقد نشر أول موضوع لي بالأهرام على صفحة كاملة، وأنا مازلت طالبا في أغسطس سنة ١٩٥٨، وكان عن المرور في العاصمة، كما ألقي على عاتقي مهمة الإشراف على بريد القراء في ذات الشهر ولكن بعد ٢٤ سنة من نشر أول تحقيق صحفي!! 

مرض عجيب!! 

ويضيف الكاتب الكبير قائلاً: طبعاً عملي الجديد بالأهرام كان نقلة كبيرة جداً في حياتي، خاصة أنني قمت بتطوير بريد القراء. 

وقررت تحويله إلى باب للرأي إلى جانب كونه مخصصا للشكاوى، كما حرصت على إدخال لمسات إنسانية عليه، وأدى التطوير بهاتين الوسيلتين إلى نجاح شهد به الجميع. 

وتتسع إبتسامة عبدالوهاب مطاوع حتى تتحول في النهاية إلى ضحكة رقيقة، متذكرا أغرب خطاب جاءه من قارئ، فهو يحتج على معاملة الناس له، والسبب أنه يهوى تقبيل أحذية السيدات!! لذا كثيرا ما تلقى الصفعات والركلات مع أنه كان يتصور العكس!! هل تحلم امرأة أن يقوم رجل بتقبيل حذاءها مهما بلغ عشقه لها!! 

وكان ملخص ردي عليه أنه لابد من العلاج عند طبيب نفسي في أسرع وقت ممكن حتى لا يتلقى المزيد من اللكمات و"الشلاليت" إذا واصل هوايته في تقبيل أحذية النساء. 

يدعو على زوجته.. في جنازتها! 

ومن الخطابات الغريبة أيضاً التي لا ينساها كاتبنا الكبير خطاب جاءه من قارئ يطلب فيه من الزوجات أن يتقين الله في أزواجهن، ويحكي تجربته فقد عاش مع امرأته ثلاثين عاما ذاق فيها المر!! وكان يشاهد في معظم الأحيان "قفاها"!! لأنها في حالة خصام لا ينقطع معه، لذا تشيح بوجهها عنه!! وعندما ماتت فرح!! وأخذ يدعو عليها وهو يسير في جنازتها: "اللهم ضيق عليها قبرها! اللهم شدد عليها! اللهم لا تغفر لها خطاياها!!"

هذه أروع رسالة 

سألته: ما هي أروع رسالة وصلتك يا أستاذ عبدالوهاب؟ 

أجاب دون تردد: خطاب من أم فوق الستين مقيمة في منطقة حلوان بالقرب من القاهرة، فقدت إبنها الشاب فجأة، وأرسلت ترثيه، ورغم مرور السنوات الطوال على هذه الرسالة، إلا أنني أتذكر جيداً ما كتبته .. كان في خطابها أربع وعشرون وصفا لفقيدها فلذة كبدها على طريقة الطباق مثل: 

* كان ليلي ونهاري. 

* أرضي وسمائي. 

* شمسي وقمري. 

وأذكر أنني بعد هذه الرسالة أكتفيت بها، وقررت نشرها وحدها، لأنني عجزت في ذات العدد تقديم رسائل أخرى من شدة تأثري.

الأحد، 19 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - مغامرة مجنونة .. سانو ولولا.. يأويان القاتل!



١٨ يونيو .. يوم خالد في تاريخ مصر .. وأراهن أن الغالبية الكبرى من شعب مصر لا تعرف شيئاً عن أهمية هذا اليوم خاصة جيل الشباب ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب!! 

وزمان كان عطلة رسمية في الدولة حتى وقعت مصيبة عام ١٩٦٧ ، فنسى الناس ما جرى بسبب البلوى الجديدة التي حلت بهم!! 

إنه اليوم الذي تم فيه خروج آخر جندي إنجليزي من مصر عام ١٩٥٦ بعد الإحتلال البريطاني الذي دام ٧٤ عاماً.

وبهذه المناسبة أعرض عليك صولات وجولات أبي "إحسان عبدالقدوس " رحمه الله مع المحتل البريطاني.. كان "سانو" جرئ في مواجهتهم وشجاعته تستحق عشرة على عشرة.. و"سانو" هو الإسم الذي إشتهر به داخل بيته وبين أصدقاءه المقربين بدلاً من "إحسان".

وأولى مواقفه تظهر في دخوله السجن عام ١٩٤٥ بسبب مقال ناري كتبه ضد السفير البريطاني "لورد كيلر" يطالب بطرده بسبب تدخله في شئون مصر ! 

وكانت الحكومة المصرية حريصة جداً على علاقتها مع إنجلترا خاصة بعد خروجها منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية ، فلم تجد بداً من حبس "سانو" .

والموقف الثاني يدل على شجاعة فائقة ، لا يقدم عليها إلا إنسان وطني كاره للإنجليز ومستقبله كله كان مهدداً بالخطر والضياع ، لكنه رضي بتحمل النتائج مهماً كان الثمن .. 

وتبدأ هذه الحكاية بعد أقل من سنة من ذهابه وراء الشمس بسبب مقالته ضد سفير دولة الإحتلال .. وفي يناير من عام ١٩٤٦ فوجئت مصر كلها بإغتيال "أمين عثمان باشا" أحد أقطاب الوفد والجاني إسمه "حسين توفيق" .. وقد أطلق عليه الرصاص أثناء دخوله مقر الصداقة المصرية الإنجليزية بشارع "عدلي" في قلب القاهرة.. والمعروف عنه شدة ولائه للإنجليز حتى أنه إشتهر بعبارة خلاصتها العلاقة بين مصر وإنجلترا "زي الزواج الكاثوليكي لا تنفصم أبدا" .

وقامت الدنيا ولم تقعد بعد حادث الإغتيال ، فهو الثاني من نوعه في أقل من سنة بعد إغتيال رئيس الوزراء "أحمد ماهر باشا" داخل البرلمان عام ١٩٤٥.

وتم القبض على قاتل صديق الإنجليز بعد مطاردة.

وحدثت مفاجأة قبل محاكمته ففي أثناء نقله لمستشفى "القصر العيني" للعلاج إستطاع الهرب بعد خطة محكمة وضعها زملاءه الذين ضمتهم منظمة سرية وكان من بينهم الرئيس "أنور السادات" ، و"محمد إبراهيم كامل" الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ثم استقال إحتجاجا على"كامب ديفيد " التي عقدها زميل الكفاح القديم مع بني إسرائيل !! 

وعرضت تلك المنظمة على حبيبي أبي إستضافة "حسين توفيق " عدة أيام لحين تهريبه إلى الخارج.

ولم يتردد "سانو" في الموافقة ورحبت به زوجته"لولا" وهذا هو اسم والدتي الذي اشتهرت به بدلاً من اسمها الأصلي "لواحظ عبدالمجيد المهلمي"..

وكان "سانو ولولا" خير معين للقاتل الوطني الهارب.

و"لولا" تكتب بضم اللام! وإستضافة "حسين توفيق" داخل بيتها في الدور السادس من عمارة "سيف الدين" مخاطرة كبرى ، فالعمارة تقع بقلب القاهرة في شارع "القصر العيني" على بعد خطوات من مجلة "روزاليوسف " في مقرها القديم بشارع "حسين حجازي ", وبالقرب منها يقع البرلمان ، كما أن جيران العمارة فيللا كبيرة يقع فيها مقر جريدة "المصري" التي تعبر عن "الوفد" والقتيل كان من أبرز أعضاءه!! فيمكن إذن كشف مكانه بسهولة, وبدأت حملة مطاردة واسعة للبحث عن القاتل الهارب ، ورصدت الحكومة مبلغ خمسة آلاف جنيه لكل من يساعدها في القبض على المجرم!! وهو مبلغ كبير جداً جداً بمقاييس تلك الأيام البعيدة عام ١٩٤٦، وفي نفس الوقت كان الراديو يذيع تحذيراً "كل شوية" من إيواء القاتل الهارب ، ويتوعد من يفعل ذلك بأشد العقاب، لكن "سانو ولولا" خاضوا هذه المغامرة المجنونة بشجاعة حتى مرت بسلام وتم تهريب "حسين توفيق" رحمه الله إلى خارج مصر.

وبعد سنوات كتب "إحسان عبدالقدوس " قصته الرائعة "في بيتنا رجل" وهي قصة حقيقية تماماً مستوحاة من تجربته الشخصية.

الأربعاء، 15 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - بطل مصري يلعب لصالح دولة أوروبية غلبانة!!


تحدثت معك عن بطل الإسكواش المصري "محمد الشوربجي" الذي ظل لمدة ست سنوات الأول على العالم باسم مصر ، ومنذ أسابيع قليلة قرر أن يلعب بإسم إنجلترا!! 

وقلت لحضرتك أنه بدلاً من توجيه الإتهامات إليه والتشكيك في وطنيته علينا بالبحث عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك وأهمها بالطبع أنه لم يجد الرعاية الكافية من إتحاد الإسكواش المصري ، بينما وجد إهتمام كامل به من الإنجليز! 

والعديد من النقاد الرياضيين في بلادنا وهم أهل تخصص في هذا الموضوع يشكون من منظومة الرياضة كلها في مصر ويقولون أنها تحتاج إلى إصلاحات جذرية وإعطاء الرياضة قدر أكبر من الإهتمام.

وللأسف نجد أن تخلي أبناء مصر الرياضيين عن جنسيتهم ليلعبوا بإسم دول أخرى تكررت أكثر من مرة وليست بالأمر الشاذ أو الإستثنائي ، وعندي قائمة بأبطال مصر في مختلف الألعاب لعبوا لصالح دول مختلفة في أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية! 

لكنني أتوقف طويلاً عند بطل المصارعة المصري "طارق عبدالسلام" الذي يلعب حالياً باسم "بلغاريا" وهي دولة أوروبية غلبانة قوي وعلى قد حالها!! 

والزميلة الصحفية "شيرين عرفة" كشفت في تحقيق صحفي عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك ، ومنها تعرف أن إتحاد اللعبة المصري أهمل في حقه إهمالا جسيما!! 

وبطلنا المصري السابق حقق العديد من الميداليات لبلادنا ، ومنها الذهبية في بطولة الألعاب الأفريقية التي أقيمت بالكونغو ، ورأيناه متفوقاً في العديد من البطولات التي شارك فيها في مختلف الدول مثل تركيا وبعض الدول الأوروبية وعلى رأسها بلغاريا والمجر وغيرها!! 

وشاء القدر أن يصاب في إحدى المباريات فرفض الإتحاد المصري للمصارعة تحمل نفقات علاجه وهو ما دفعه إلى السفر إلى بلغاريا من أجل العلاج على نفقته الخاصة وعمل هناك بائعا "للشاورما"!! 

وعلم المسئولون البلغاريون بقصته وهو الذي جاء بلادهم من قبل بطلا فذهبوا إليه وساعدوه في تحمل نفقات العلاج وعرضوا عليه الجنسية فوافق على الفور.

وخلال شهور قليلة حصد اللاعب على ذهبية أوروبا بإسم دولته الجديدة في لعبة المصارعة بعد تغلبه على بطل روسيا فارتفعت أسهمه جداً هناك لأن أبناء بلغاريا يكرهون الروس!؟ 

وماتزال مسيرته مستمرة حتى هذه اللحظة.. 

وهكذا خسرته بلادي ولا أملك سوى أن أقول .. عجائب !! 

الاثنين، 13 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - حدث غريب جداً في عالم الرياضة!


قبل أيام وتحديداً يوم الجمعة الماضية وقع حدث نادر في عالم الرياضة مجاله لعبة "الاسكواش" .. 

رأينا فوز لاعب الإسكواش الدولي "محمد الشوربجي" المصنف ثالثاً على مستوى العالم على البطل المصري "طارق مؤمن" بثلاث أشواط نظيفة في نصف نهائي بطولة "موريشيوس" الدولية ، وإذا إنتابت الحيرة حضرتك وسألتني وما هو وجه الغرابة في هذا الموضوع لدرجة أنك أعتبرته يدخل في دنيا العجائب ولم يسبق له مثيل في تاريخ الرياضة ، فإن إجابتي ستحمل مفاجأة فاللاعب الفائز"محمد الشوربجي " كان حتى أسابيع قليلة فقط يلعب بإسم"مصر" ، لكنه قرر فجأة أن يلعب بإسم"إنجلترا " التي يقيم فيها ، ومن سوء حظه أن مباراته الأولى بعد تمثيله لبلاد الإنجليز كانت مع أحد أبطال مصر اللاعب الدولي "طارق مؤمن"! 

وللأسف فاز البطل الإنجليزي على بطل مصر ووصل إلى النهائي! 

والجدير بالذكر أن "محمد الشوربجي" الذي تخلى عن جنسيته المصرية وقرر أن يلعب بإسم بلاد الإنجليز كان بطلا للعالم في المركز الأول لمدة ست سنوات كاملة بإسم مصر في الفترة من ٢٠١٤ و ٢٠٢١ ، وهو حالياً في المركز الثالث ، والمعروف أنه فاز ب ٤٤ بطولة دولية في الإسكواش حتى الآن بما يضعه المصنف السادس عالمياً بين أبطال هذه اللعبة من حيث عدد البطولات التي حصدها في تاريخ اللعبة كلها.

وقد إنقسم من تابعوا هذا الموضوع الغريب إلى فريقين .. فريق إنهال بالإتهامات على لاعبنا الدولي السابق "محمد الشوربجي" الذي قرر اللعب باسم بلاد الإنجليز ، واتهموه في وطنيته وخيانته لبلده خاصة بعد فوزه على بطل مصر!! 

وفريق آخر رفض توجيه الإتهامات إليه من منطلق رفضه لعقلية "التكفير" وتوزيع صكوك الإيمان والوطنية على الناس .. 

يقول أنصار هذا الفريق .. ليس من حق أي إنسان إتهام غيره في دينه أو وطنيته!! 

وبدلاً من إطلاق الإتهامات ضد لاعبنا الدولي السابق ، علينا أن نعرف الأسباب التي دفعته إلى ذلك!!

وبالتأكيد فإن حب المال والفلوس لم تكن الدافع فهو من عائلة ثرية وأسرته مقتدرة.

والمؤكد أنه لم يجد الرعاية الكافية والإهتمام اللازم من إتحاد اللعبة ، بينما وجد كل تشجيع في بلاد الإنجليز ، وهو موقف تكرر أكثر من مرة مع غيره من اللاعبين في مختلف الألعاب .. وللأسف بلادي تحكمها حتى الآن منظومة رياضية فاشلة في حاجة إلى إصلاحات جذرية ..

وفي " بلاد بره " تجد البطل الدولي تعامله دولته على أنه عملة نادرة وهو بالفعل كذلك ، وتحمله فوق الرؤوس وتعطيه إمتيازات غير عادية ، وتكون مكانته كبيرة جداً بين أبناء بلده ، وللأسف الوضع في مصر مختلف وهذا أمر أراه يدخل في دنيا العجائب!! 

ملحوظة: 

اللاعب الإنجليزي "محمد الشوربجي" خسر بالأمس النهائي أمام لاعب دولي من أمريكا الجنوبية بالبطولة الدولية للاسكواش المقامة في "موريشيوس " !! 

وطبعاً ستجد الفريق الأول من الناس الذين أدانوا سلوكه فرحانين جداً في هزيمته.

والواحد منهم يقول: الحمد لله السماء إنتقمت لبلادنا .. ومنعته من الفوز!! عجائب!! 

الجمعة، 10 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - ٣ في ذكرى كارثة يونيو: الهزيمة إسمها فاطمة!!



حبيبي أبي أشتهر بعناوين قصصه الملفتة للنظر جداً ، ومعظمها تتوقف عندها طويلاً .. عنوان قصته جديد ويشدك الى قراءة ما كتبه .. 

والقصة التي بين أيدينا نموذج لذلك: "الهزيمة إسمها" فاطمة " وأراه عنوان دقيق جداً للمصيبة التي حلت بمصر كلها ممثلة في تلك المرأة .. 

وأظن أن والدي رحمه الله نقل قصتها كما هي ودون تدخل من خياله كما يفعل مع قصصه .. 

حكايتها أقوى من كل خيال .. ويمكن تقسيم حياتها إلى أقسام أربع .. 

١- حياتها قبل حرب ١٩٦٧ في إحدى مدن القناة.. إنسانة  سعيدة بزوجها وأولادها تعيش في شقة واسعة.. محبوبة من الجميع ، فهي إنسانة إجتماعية تحب الفرفشة والسينما وقراءة القصص! 

٢- وبدأت الحرب .. وكل شيء حولها تغير ، ولكن لا هي ولا أحد ممن حولها يستطيع أن يتصور ما يمكن أن يحدث .. لا يمكن أن يحدث أكثر مما حدث في الحرب الماضية ، ولا أكثر مما سمعته عن أحداث الحروب القديمة.. حتى الغارات الجوية التي انصبت فوق المدينة لا تستطيع أن تتصور نهايتها .. أنها تحمل أولادها وتشد أمها وتذهب بهم إلى الدور الأرضي ، وأحياناً كثيرة لا تتحرك من مكانها ساعة الغارة.. ولا يهمك يا بت .. خليها على الله.. وزوجها لا يزال يخرج في الصباح إلى عمله ليعود في المساء.. كل شيء يمكن أن يستمر كما هو إلى أن يسكت هذا الضجيج.. 

ويسكت الضجيج.. 

ومرت أيام هادئة..

انتهت الحرب .. 

وبدأت تحاول أن تعود إلى حياتها العادية .. أنها تسمع حكايات.. وترى أشياء كثيرة تحدث في المدينة.. ولا تفهم شيئاً ، ولا تحاول أن تفهم .. ليس من اختصاصها أن تفهم .. إن قلبها يتمزق وهي تسمع الحكايات عما حدث للرجال وتبكي في صمت وهي ترى شهيداً أو جريحاً ينقلونه عبر المدينة.. ولكنها لا تفهم لماذا حدث كل هذا ، ولا ماذا كان يمكن أن يحدث بعد هذا.. وجاءت المصيبة التي لم تتوقعها .. أنهم يريدونها أن تترك البيت هي و أولادهما .. لماذا .. أنه بيتي .. بيتي أنا .. لا يستطيع أحد أن يأخذني من بيتي أو يأخذ بيتي مني .. وقد أصبحت المدينة منطقة عسكرية ، هم يريدون أن يحموا حياتك وحياة أولادك ، إنك هنا في انتظار الموت ، دعوني .. دعوني.. إنتظار الموت في بيتي أرحم من انتظاره في العراء .. وزوجها يحاول أن يقنعها ، أنها لا تستطيع أن تختار ، أنها أوامر الحكومة ، ثم إنهم لن يغيبوا عن البيت طويلاً.. أسبوع.. شهر على الأكثر.

لا تأخذي معك إلا ما تحتاجين إليه في حياتك اليومية..

هكذا قال لها زوجها..

ولم تنس أن تأخذ معها الكردان والسوارين الذهب ..

وجمعت البنت والولد ومعهما أمها ، وخرجوا من البيت يتقدمهم زوجها إلى حيث تبدأ الرحلة.. 

أين إخوتها..

أنهم مع أولاد الجيران .. 

وأبوها..

لقد اختفى .. لا أحد يعرف أين .. قد يلحق بهم فيما بعد .. 

٣- وأركبوهم في سيارة نقل .. عشرات السيارات والناس تتزاحم ويضيع بعضها من بعض .. ووجدت نفسها في سيارة ومعها أمها والبنت والولد وزوجها وأبوها لم يظهر بعد.. وأخوتها في سيارة أخرى.. إنها تستطيع أن تراهم ، ولكن بعد فترة من المسير لم تعد تراهم .. ضاعوا عن عينيها .. وهي لا تدري إلى أين يأخذونها .. ولا تحاول أن تدري .. إن كل ما يشغل بالها هو البيت .. بيتها .. 

وانتهى بهم المطاف إلى مدرسة في قرية بالقرب من الزقازيق.. لقد وضعوها هي وعائلتها ومعهم ثلاث عائلات أخرى داخل صالة واحدة من بناء المدرسة وتركوهم ينظمون حياتهم داخل هذه الصالة الواحدة .. هي وزوجها وأمها والبنت والولد في ركن .. وتذكرت بيتها الواسع .. وصمت مرير  حزين يخيم على الجميع .. وأصبح هم كل أسرة من العائلات الأربعة أن تستر نفسها بستار من الخيش أو الحصير أو القماش .. الحياة صعبة جداً .. وبعد أسابيع قرر الزوج أن يترك المكان ويبحث عن عمل وخرج ولم يعد!! 

وكان أبوها قد اختفى من قبل كما اختفى أخوها بعده.

٤_ ظروفها المعيشية تزداد قسوة يوماً بعد يوم.. وفي القصة تفاصيل كثيرة عما يحدث لها ، وضاقت ولم تعد تحتمل ، وكما قرر زوجها أن يهاجر قررت هي أيضاً أن تهاجر لتبحث عن عمل .. وانطلقت إلى القاهرة تاركة الولد والبنت في رعاية أمها .. أنها تستطيع أن تكون خادمة أو مربية أطفال أو طباخة .. لكنها تاهت في شوارع العاصمة.. وفشلت في أن تجد عمل شريف واضطرت تحت ضغط الحاجة أن تبيع جسدها مقابل المال ، وضميرها يصرخ إحتجاجا .. وما زالت تقاوم .. الهزيمة إسمها "فاطمة "!! 

وقد نشر حبيبي أبي قصتها أوائل السبعينات من القرن العشرين قبيل حرب أكتوبر وأحدث ضجة كبرى .. وبعد تحرير سيناء سألوه في حوار صحفي عن مصير "فاطمة" .. 

قال: لا أعلم عنها شيئاً.. لقد اختفت بعد لقائي معها ، وحاولت البحث عنها دون جدوى ولعلها تكون قد نجحت في الوقوف على قدميها من جديد كما فعلت مصر في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣.

ملحوظة: هذه القصة إحدى الروايات القليلة جداً لحبيبي ابي التي لم تظهر في عمل فني سينما أو مسلسل تلفزيوني لم يجرؤ أحد على تقديمها.

الخميس، 9 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - ٢. في ذكرى كارثة الهزيمة: لقاء مع قارئة كشف حجم المصيبة!!



من أهم المصادر التي أعتمد عليها حبيبي أبي في قصصه ورواياته إعترافات القراء ، الواحد منهم كان يلتقي به وخصوصا من الجنس الناعم! 

وتفضي له بأسرار عن حياتها الشخصية لا يعلمها أحد ولا حتى أقرب المقربين لها.

وينطلق خيال الكاتب الكبير بعد ذلك ليصوغ ذلك كله في قصص وروايات ممتعة! 

وتلك القارئة التي قابلها والدي رحمه الله بعد كارثة يونيو بسنتين مختلفة عن غيرها .. حكايتها أقوى وأكبر من أي خيال ، وهي لا تتعلق فقط بما جرى لها في حياتها الشخصية بسبب حرب ١٩٦٧ ، بل تمثل في شخصها محنة الوطن كله ، والمصيبة التي حلت به بسبب الهزيمة!! 

وهو جانب خفي من تلك المأساة لم يكن حبيبي أبي يعلم عنها شئ حتى إلتقى بهذه القارئة التي تختلف عن كل المعجبين الذين قابلهم في حياته.

وكان اللقاء عام ١٩٦٩ بعدما من الله عليه بالشفاء من الحادث الرهيب الذي وقع له في أبريل عام ١٩٦٨ عندما أطاحت به سيارة يقودها شاب "ألماني" وهو يعبر الطريق بالقرب من بيته "بالزمالك".

وكان عنده وقتها حالة من الإكتئاب والحزن على ما يجري في بلادنا ومنعه من الكتابة ، ونقل إلى المستشفى في حالة سيئة ، واحتاج الأمر لشهور طويلة حتى تلتئم جراحه ويعود إلى حياته العادية ونشاطه الطبيعي.

وبعدما إسترد كامل صحته عاد إلى معجبيه مرة أخرى وكان هذا اللقاء .. 

وأهدي لحضرتك إنطباعاته .. 

يقول في ذلك:

كانت "فاطمة قد أتصلت بتليفون البيت أكثر من مرة تطلب مقابلتي ، وعندما يسألونها من هي تقول إنها من "مهاجري القناة" .. وترددت طويلاً قبل أن أحدد موعداً "لفاطمة" .. 

وكنت زمان _ أيام شبابي. . أرحب بلقاء كل من لا أعرفهم ، وكنت أسميهم أصدقاء قراءة واستماع ، هم يقرأون لي وأنا أستمع إليهم ، وكانت أغلبية من يلقاني من قراء القصة ، كل منهم يعتبر نفسه قصة ، وكنت أستمع إلى كل منهم وأنا أعلم أنه لن يستفيد كثيراً برأيي . . وربما لا ينتظر رأيي ، إنما كنت أستمع له كنوع من العلاج النفسي أريحه به .. فإن الإفراج عن الأسرار الخاصة التي يختزنها الإنسان في صدره ، حتى بمجرد الكلام ، يؤدي إلى راحة .. راحة عميقة .. وقد إستمعت إلى أسرار أعتقد أنها لا يمكن أن تقال لأب أو لأم ، أو لصديق أو صديقة ، إنما قد تقال لطبيب نفسي ، أو لكاتب غريب تقرأ له .. إلى أن بدأت مرحلة الإنعزال ، وهو إنعزال قادني إليه أني لست أصلا إنسانا إجتماعيا له القدرة على مزاولة فن الإتصالات الإجتماعية ، ثم أن "الشحططة" التي أصبت بها مع قلمي ، والإجراءات الغريبة التي سلطت علي ، كل ذلك دفعني إلى الإنعزال أكثر ، ولم أكن في عزلتي أعتقد أني أحمي نفسي فحسب ، بل كنت أعتقد أني أحمي أيضاً كل من يحاول لقائي ، فقد كان كل لقاء يفسر أيامها تفسيراً سياسياً متعمداً قد ينتهي بإجراء ظالم .. 

وإنعزلت حتى عن أصدقاء القراءة والاستماع.. وبرغم أن كل ذلك تغير ، وانفتح الناس بعضهم على بعض ، 

إلا أني _ خلاص _ تعودت عزلتي وأصبحت سعيداً مكتفياً بها.

و"فاطمة" تلح في لقائي .. 

لا شك أنها تعيش قصة محملة بأسرار تريد أن تستريح منها.. 

وقاومت عزلتي ، وحددت لها موعداً.. 

وقبل أن تأتي "فاطمة" إلي ، راجعت كل معلوماتي عن مجتمع "مهاجري القناة" حتى أعيش القصة التي يمكن أن ترويها لي 

إلى أن جاءت.. 

إنها شابة ، لعلها في حوالي الثلاثين من العمر .. ووجهها لا يشدك إليها، ولا ينفرك منها .. إنه وجه خطوطه عادية، وإن كانت تشوبه صفرة ، وتتغلب عليه ملامح الإستسلام الحزين ، كأنه وجه فلاحة ماتت بقرتها منذ شهور.. ويبدو أنها لم تبذل جهداً متعمداً في تصفيف وتنسيق شعرها ، وثوبها رخيص يبدو فوق قوامها المتسق كأنها لم تنتقه، أو كأنه ليس ثوبها.. وهي تبدو حائرة مترددة ولعلها مندهشة من الاحترام الطبيعي الذي تستقبل به .. إنها لا تجلس على المقعد إلا بعد أن أدعوها أكثر من مرة إلى الجلوس، وتتردد قبل أن تمد يدها لإلتقاط كوب العصير الذي يقدم إليها إلى حد أن ترتعش يدها ، ثم تنتفض واقفة في إرتباك عندما دخلت زوجتي لترحب بها قبل أن تتركنا وحدنا لأستمع إليها ، رأسها منكس، وعيناها ملتصقتان بالأرض، ولم تمد يدها لتصافح زوجتي، كأن هذا ليس من حقها ، إلى أن مدت زوجتي يدها إليها .. 

وترددت "فاطمة" طويلاً قبل أن تبدأ في رواية حكايتها.. بل إنها لم تكن تعرف من أين تبدأ.. ضائعة بين كل أيام حياتها وأنا ضائع معها ، إلى أن اضطررت _ وهو ما يحدث مع كل لقاء لي _ أن أحدد لها من أين تبدأ .. 

ومع حكايتها بدأت أراها من جديد .. إني أعرفها .. أعرفها شخصيا منذ أكثر من عام .. 

إنها الهزيمة .. 

"فاطمة" هي الهزيمة .. 

الهزيمة في صورتها التي تجاهلناها ، أو التي حجبت عنا حتى لا نزداد إنهيارا .. 

صورة المجتمع المهزوم..

ترى ماذا قالت له .. 

وما هي مأساتها ؟؟ 

من فضلك أنتظرني ..

الأربعاء، 8 يونيو 2022

حكايات إحسان عبد القدوس - ١. ذكرى الكارثة: لم أبك على الهزيمة.. إنتابتني ثورة عارمة!



في الذكرى ال ٥٥ لمصيبة ٥ يونيو أقدم لحضرتك مقال قديم كتبه حبيبي أبي عبر فيه عن خواطره تجاه تلك الكارثة التي حلت بمصر .. 

يقول:

لم يصبني الإنهيار عندما تلقيت وأنا في مكتبي أنباء هزيمة ٦٧ .. كان النبأ صدمة مفاجئة ، فقد كانت تقديراتي ، وتقديرات كثيرين غيري ، لا تحسب حساب الهزيمة أو على الأصح كنت لا اتوقع الحرب كلها .. وقبلها .. قبل الهجوم الإسرائيلي .. تعمدت أن أتصل ببعض الشخصيات الرئيسية المسئولة ، لأقيس حساباتي بما لديهم من جداول الحساب ، وذلك برغم ما هو معروف عني من إنعزال عن جميع المسئولين ، وكانوا يطمئنونني.. بعضهم لا يتوقع الحرب ، ويعتقد أن كل ما يجري هو مجرد "خدعة" سياسية ، وبعضهم يؤكد أنه إذا بدأت الحرب فليس هناك أي إحتمال 

للهزيمة.. 

وهزمنا .. 

هزمنا بضربة واحدة.. 

ولم أقع منهارا ، ولم يطف بي إحساس اليأس برغم كل ما كان يجري يدع إلى اليأس.. ولم تتحرك الدموع في عيني كما تحركت في أعين كثير من زملائي وزميلاتي .. بل لم تتجسم أمامي صور آلاف الشهداء الذين سقطوا في سيناء خلال أيام .. إنما إنقلبت الهزيمة في صدري وفي عقلي إلى ثورة.. مجرد ثورة وطنية طاغية تشتعل في كل أعصابي وتحرقها ، وبدأت أكتب وأنشر معبراً عن ثورتي.. كتبت إننا قبل أن نقضي على آثار الهزيمة ، يجب أن نقضي على أسباب الهزيمة !!

وكتبت أن الهزيمة العسكرية قامت نتيجة الخطأ في التقديرات السياسية ، أي أن الهزيمة كانت أولا هزيمة سياسية.

إلى هذا الحد أخذتني ثورتي .. وربما كانت هذه الثورة هي التي أدت إلى إبعادي عن مجالات النشر ، وبقيت في بيتي عاماً كاملاً أعبر خلاله عن ثورتي لنفسي بنفسي.

وربما كانت سيطرة هذه الثورة على فكري هي التي أدت بي إلى أن أسير في طريق سرحان غير واع ولا مهتم بحماية نفسي ، فوقعت فريسة للسيارة التي صدمتني ، وكادت تقتلني لولا المعجزات التي قام بها أطباؤنا الذين سهروا حولي كأنهم يشتركون معي في تخطيط ثورة .. ثورة لإعادتي للحياة!!

الاثنين، 6 يونيو 2022

عجائب عبد القدوس - في حب محمد صلاح !!


أنا واحد من ملايين المصريين والعرب الذين يحبون اللاعب الدولي المتألق "محمد صلاح" ! 

العديد من الأسباب تدفعني إلى ذلك ، وأستطيع تلخيصها لحضرتك في نقاط محددة: 

١_ أثبت كفاءته وموهبته وتألقه في مجال صعب جداً جداً كرة القدم والإحتراف في الأندية الأوروبية خاصة "إنجلترا" أمر بالغ الصعوبة لا ينجح فيه إلا قلة محدودة من اللاعبين.

٢_ وبفضل نجاحه تردد إسم بلادي عالياً خفاقا في بلاد الإنجليز.

٣_ قدم صورة حلوة عن الإسلام الصحيح والتدين الجميل ، وتحقق هذا الأمر بموهبته الفائقة وسجوده عقب إحراز الأهداف ، وسلوك شخصي حلو بعيداً عن المواعظ .. نجح في تحسين صورة الإسلام في الغرب بعدما أساء أهل التطرف والتشدد والإرهاب إليه.

٤_ إنسان مستقيم في حياته الشخصية ، ورب عائلة محافظ على بيته برغم كل الإغراءات فهو قدوة للشباب ، وهذا أمر لا تجده إلا قليلاً أو قل إستثناء في عالم النجومية والشهرة.

٥_ وله قصة كفاح رائعة ، فهو الذي بنى نفسه بنفسه ، ولا أعلم كيف تعلم الإنجليزية بهذه السرعة حتى أصبح يجيدها كأحد أبناءها ، فهو بحق صاحب مواهب إستثنائية رائعة وليس فقط موهبة كروية.

٦_ وشخصية مستقيمة وبعيداً عن كل ما نشكو فيه من أمراض النفاق والتطبيل ونظام "شيلني وأشيلك" ومجاملة أصحاب النفوذ ، وربنا يحفظه لمصر كلها والتدين الصحيح وكل أحبابه .. 

رائع هذا الشخص.. "محمد صلاح".

الأحد، 5 يونيو 2022

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - علاج الأب دخول السجن!



تعددت البلاغات عن سرقة ما بداخل السيارات المتوقفة بقلب القاهرة بعد كسر زجاجها ، تم تشكيل فريق أمني للبحث عن اللص الجرئ ، لكن حدث ما هو غير متوقع أبدا أثناء إجراء التحريات ، تقدمت فتاة ببلاغ إلى قسم الموسكي ذكرت فيه أنها تعرف الجاني! 

فهو يمت لها بصلة قرابة بعيدة ، وحددت أوصافه وتأكد معاون المباحث في ذلك الوقت "مصطفى عبدالعال" من صدق أقوالها.

وتم تشكيل قوة برئاسة الضابط المذكور لمداهمة مسكن المتهم! 

وبعد منتصف الليل كان البوليس في منزل الجاني ، 

ويقول العميد "مصطفى عبدالعال" : في حياتي مئات من المتهمين قمت بضبطهم ، لكن هذا المتهم له قصة فريدة من نوعها ، وليلة القبض عليه لا أنساها أبدا ، فقد فوجئت بعد دخولي شقته بذات الفتاة التي أبلغت عنه موجودة هناك بل هي التي سهلت لنا عملية الدخول! 

تساءلت بالطبع ما الذي جاء بها إلى هنا ؟؟ 

وكانت المفاجأة الكبرى أنها وثيقة الصلة جداً به ، فهي إبنته!! 

وتم القبض على الأب دون مقاومة ، فقد كان "مسطولا" بعد جلسة حشيش!! 

ويضيف العميد "مصطفى عبدالعال" قائلاً: سألت الإبنة بعد سجن أبيها ؟! 

ما الذي دفعك للإبلاغ عنه؟؟ 

أجابت: رأيت أن هذا أفضل حل لمواجهته والتصدي له ، فهو في منتهى القسوة على أهله ، وحرامي! ومدمن مخدرات ، والحياة معه لا تطاق .. 

أليس دخوله السجن أفضل ؟!! 

ولم تنتظر إجابة ضابط الشرطة ، بل أجهشت بالبكاء! 

وبقي أن تعلم أن أمها لم تعترض على ما فعلته!! 

الأربعاء، 1 يونيو 2022

شخصيات في حياتي - الدكتور زاهي حواس 3 :مفاجآت: كرهت الآثار جداً ودكتور جعلني أحبها!!




من حقك أن تتساءل عن العلاقة بين الطب والآثار، وكيف تحول أشهر رجال الآثار من كراهية مهنته إلى حبها بفضل دكتور!! 

والإجابة ستكون مفاجأة حقيقية لحضرتك، فالدكتور اسم رجل!! 

وأسألك: هل صادفت في حياتك كلها واحد اسمه "دكتور"؟؟ صديقي "زاهي حواس" عمل معه ويقول أنه كان رئيس للعمال الذين يقومون بالحفر، ولا ينسى أبدا أنه السبب في تحول كراهية المهنة إلى عشقها!! فما الذي فعله رئيس العمال هذا واسمه الدكتور!!

 تعالوا معي لنتعرف على الحكاية كلها منذ بدايتها كما يرويها صديقي العزيز الدكتور زاهي حواس. 

وفي بداية كلامه يطلق مفاجأة أخرى يقول درست الآثار بالصدفة المحضة، كنت في البداية أريد دراسة الحقوق لكنني وجدتها صعبة وحذرني أصدقائي منها، وقمت بتحويل أوراقي إلى كلية الآداب جامعة الإسكندرية وسألت عن أقسامها فكانت الإجابة: هناك قسم جديد خاص بالآثار، تدرس الآثار اليونانية والرومانية فدخلته وكنت كارها له فالدراسة فيه تقليدية جدا، وعندما تخرجت حاولت الإبتعاد عن هذا المجال تماماً، فقدمت أوراقي في وزارة الخارجية، وكدت أن أنجح ويتغير مجرى حياتي تماماً، لكن الحظ لم يحالفني في آخر لحظة، وهكذا اضطررت إلى العودة إلى المهنة التي لا أحبها، وعملت في قسم الحفائر بعدما هددني رئيس الآثار في ذلك الوقت الدكتور "جمال مختار" بالتعرض لعقاب شديد إذا لم ألتزم. 

ويضيف زاهي حواس: وفي يوم لا أنساه كنت في منطقة "كوم أبو باللو" في البحيرة أقوم بالحفر، فإذا بي أفاجئ برئيس العمل واسمه "الريس دكتور" يأتي بوجه متهلل ليخبرني بأن عماله قد عثروا على مقبرة، وقمنا بفتحها، وكانت تمثال لآلهة الحب والجمال عند الإغريق وفي هذه اللحظة تغيرت حياتي كلها واكتشفت وأنا أمسك بالتمثال لأول مرة أنني عثرت على حبي، وتغيرت نظرتي للآثار من الكراهية إلى العشق. 

سألت صديقي عالم الآثار الشهير: من فضلك أشرح لي هذه الفزورة إزاي واحد اسمه دكتور؟ أجابني بضحكة حلوة أبوه كان يعمل مع الخواجات وكان يخاطبهم بلقب دكتور، وعندما أنجب أبنه سماه دكتور، وهكذا أشتهر بين أقرانه بالريس دكتور!! 

ويكمل أشهر عالم آثار كلامه قائلاً: بعد هذا الإكتشاف الذي ساعدني فيه رئيس العمال الريس دكتور قررت دراسة الآثار من جديد بحق وحقيقي، فسافرت وعمري 33 سنة إلى أمريكا بعدما حصلت على زمالة "فولبرايت"، وكان ذلك عام 1980، ودخلت جامعة بنسلفانيا، ومكثت هناك سبع سنوات واستفدت جدا جدا وحصلت على الماجستير والدكتوراه وتغيرت حياتي تماماً، وعدت إلى مصر وعمري أربعين سنة، وتدرجت بسرعة في جميع وظائف الآثار برغم المكائد التي كانت تدبر لي، وفي عام 2002 تم تعييني أمين عام للمجلس العام للآثار. 

ويقول عن "فاروق حسني" وزير الثقافة الذي عمل معه طويلاً أنه كان يتميز بأن كل من حوله رجال ناجحين وقامات عملاقة، وهذا للأسف استثناء في مصر فلا تعرف يعني إيه العمل الجماعي!! ومن يتولى المسئولية عايز أتباع حوله!! 

وكذلك لا ينسى فضل الدكتور جمال مختار الذي هدده في البداية ثم أصبح من أعز أصدقائه، وكان يلجأ إليه دوماً، وقد شغل لسنوات منصب المسئول الأول عن الآثار.

ومن أهم إكتشافاته يقول إنها عديدة وكل منها أعتبرها بمثابة أبن من أبنائي ومن أهمها مقابر الهرم في الجيزة، الذي أكد أنها بنيت بأيدي مصرية 100٪ ووادي المومياوات الذهبية وغير ذلك، والحفر مازال متواصلاً حتى الآن في أماكن عديدة،

وعن طفولته يقول: نحن نصف دستة من الأبناء أنا أكبرهم ووالدي أسمه بالكامل "عباس عبدالوهاب حواس"، وكان صاحب أرض زراعية في "العبيدية" وهي قرية صغيرة بالقرب من مدينة دمياط، وعن فضل أهله يقول أمي رحمها الله واسمها "عائشة حامد شريف" بحر من الحنان اتسع لأبناءها جميعاً بل لكل الناس، أما والدي فقد أخذت منه نصيحة ذهبية خلاصتها "لا تضع إصبعك تحت ضرس أحد" يعني أوعى تكون مدين لإنسان بحاجة، وخليك دوما قوي باستقلالك واستغناءك عن الناس، وافادني كثيراً في الحرب الضروس التي تعرضت لها في حياتي من حزب أعداء النجاح، وكذلك لا أنسى فضل الشيخ "محمد سطا" وكان بمثابة أب آخر لي يشرف على تعليمي في مختلف المواد. وقد مكثت في بلدتي حتى الثانوية العامة عندما ذهبت إلى الإسكندرية لدخول جامعتها وبداية مشواري في الحياة.

وأراه مشوارا ناجحا بفضل الله.