ناس زي الفل : مفاجأة الكورونا إنتاجية الناس زادت بعد العمل من البيت

أقدم لحضرتك أثنين من الناس زي الفل يؤكدون لك أن إنتاجية شركتهم زادت بعدما عمل الموظفين فيها من بيوتهم.. إنهم الدكتور "هاني الجبالي"، ونائبه الدكتور "عمرو قيس الرأي عطية".
وقد تسألني حضرتك :"وإشمعنى دول بالذات الذين قمت باختيارهم"؟؟ الإجابة قد تدخل في دنيا العجائب "الكورونا" هي السبب!! إنهم يعملون في شركة تكنولوجية ، والتكنولوجيا لم تعد رفاهية في عصر الوباء الفتاك، وتصور معي أن الكورونا أطلت علينا ومفيش في بلادنا "إنترنت ولا يحزنون"!! والنتيجة ستكون كارثة في هذه الحالة.. شلل في العملية التعليمية ، والعديد من الشركات ستغلق أبوابها لأنها لا تستطيع العمل عن بعد! لكن وجود التكنولوجيا قلل من الخسائر إلى حد بعيد.
ومن جديد يمكنك أن تعود وتسألني : هناك شركات عدة تعمل في هذا المجال.. فلماذا وقع أختيارك على هؤلاء بالذات وقدمتهم بأعتبارهم أناس زي الفل ؟؟
والإجابة أنهم يعملون في مجال حيوي جدا سأشرحه لك حالا.. كما أنهم ينتجون شيئ لا مثيل له في مصر كلها.. ويتمثل في المعدات اللازمة لإنتاج سيارة تقود نفسها بنفسها يعني بدون سائق!!
وهذا المنتج يقومون بتصديره إلى "بلاد بره"!!بالدول المتقدمة!! فلم تعرفه مصر بعد!! مع أنه يمثل المستقبل قد لاحت بوادره، فهناك أنواع من السيارات الحديثة تتوقف تلقائياً عند ظهور الإشارة الحمراء ودون الحاجة إلى أن يستخدم سائقها الفرامل، وتلك هي عينة لمجرد البداية في هذا المجال.
ومن الأسباب التي دفعتني لاختيار هؤلاء أناس زي الفل ، الصداقة الإنسانية الحلوة التي ربطت بين الإثنين منذ الصغر! كانا في فصل واحد بالمدرسة من أيام "الروضة"، وظلت صداقتهم وطيدة حتى الآن ، وهذا أمر لا تجد له مثيل إلا قليلا أو قل نادرا، ونجح كل منهم في مجاله الدكتور "هاني الجبالي" مخه "كمبيوتر" وحياته كلها تكنولوجيا وهو من أبرز المتخصصين فيها وعنده خبرة أمريكية! أما شريكه فهو الدكتور "عمرو قيس الرأي عطية" وشخصيته فريدة من نوعها زي أسمه كدة وهو أستاذ في الجامعة الأمريكية وحصل على الدكتوراه من جامعة "ماسترخت" الهولندية وهي من أعرق الجامعات في أوروبا كلها وهو صديقي من زمان.. وشرح لي أزاي إنتاجية الشركة زادت بعد عمل الموظفين من بيوتهم، وقال معظمهم استراح من عناء المواصلات والوقت الضائع في الشارع! فهو يعمل من بيته على "رواقة" ودون أن يعاني من الزحام "والدوشة"!! وكانت النتيجة أنه أعطى للعمل أكثر ، وأصبح له مزيدا من الوقت كان ضائعاً وهو ذاهب إلى عمله!
والشركة التي يعمل فيها الناس اللي زي الفل مهمة جداً في عصر ما بعد الكورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا ، فهي متخصصة في تحويل الصور التي تلتقطها الكاميرات بالشوارع والمتاجر إلى معلومات فتقدم لك كم واحد دخل هذا المتجر مثلا وعدد الرجال والسيدات وماذا أشتروا فإذا ثبت أن واحد منهم عنده "كورونا" فإنك تستطيع بسهولة حصر كل من أختلط بهم لتعزلهم حتى لا ينقلوا العدوى إلى الآخرين ، فضلا عن أن ترجمة الصور إلى معلومات أمر مهم جدا في شتى مناحي الحياة ، وهذا تخصص أصحابي.. برافو عليهم. 

مقتطفات رمضانية : معجزة من أول يوم!

القرآن الكريم معجزة النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على صدق رسالته، ومعجزات القرآن واضحة منذ بدء نزول الوحي في ليلة القدر.. خذ عندك مثلا الآية الكريمة التي نزلت في تلك الليلة والتي تبدأ بقوله تعالى : "أقرأ باسم ربك الذي خلق ، وتنتهي بقوله: الذي علم بالقلم.. علم الإنسان ما لم يعلم". 

والمعجزة هنا هو كلمة "علم بالقلم".. فهي جاءت في بيئة أمية تماما، الجهل فيها منتشر، ولم يكن للقلم في ذلك الوقت أي أهمية.. ليس في الجزيرة وحدها، لكن في العالم كله ، وكان يمكن حذف القلم دون الإخلال بالمعنى.. كأن تكون الآية مثلا : الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
والله سبحانه وتعالى علام الغيوب.. يعرف أن القلم سيلعب دورا أساسيا في تطور البشرية ونضجها ولذلك ذكره عند بدء الرسالة برغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي نزل عليه الوحي لا يعرفه.
والغريب أن العالم كله خاصة في أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها أدركت أهمية القلم، أما في العالم الإسلامي فما زالت الأمية منتشرة والجهل غالبا بعد خمسة عشر قرنا من نزول الوحي.. عجائب.

  (أسمها ليلة القدر)
قال العلماء عن معناها، إنها قد تعني التقدير والتدبير، وقد يكون معناها القيمة والمقام وكلاهما يتفق مع ذلك الحدث الكوني العظيم. وهي خير من ألف شهر كما جاء بالقرآن ، والعدد لا يفيد التحديد في مثل هذه المواضع من القرآن ، إنما هو يفيد التكثير، فهذه الليلة خير من الآف الشهور في حياة البشر التي إنتقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة من آثار وتحولات.
والجدير بالذكر أن ليلة القدر جاء ذكرها كذلك في سورة الدخان: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم".
(وما أدراك ما ليلة القدر)
تعبير دقيق جاء عن هذا الحدث العظيم في سورة القدر: وما أدراك ما ليلة القدر ؟
إنها بالفعل ليلة كانت بداية لتغيرات هائلة لم تخطر على بال أحد ، تغيرات فيها أقدار أمم ودول وشعوب، بل حدث ما هو أعظم ، تغيرات جذرية في القلوب والعقول الإنسانية.. ويالها من طفرة وصدق من قال : "وما أدراك ما ليلة القدر". 

عجائب عبد القدوس - بمناسبة رمضان: هل يمكن أجتماع العبادات مع الفرفشة ؟؟

من الوهلة الأولى يبدو أنه من الصعب جدا أن يحدث ذلك.. المحب للفرفشة لا يحب الاستغراق في عبادة ربنا  لأنه مقبل على الحياة!!
والإنسان المتدين قوي لا يعقل أن يكون مرحا ومحب للفرفشة!! وبعد إذن حضرتك عندي وجهة نظر أخرى مخالفة.. خلاصتها أنه يمكن الجمع بينهما طالما أن صاحب العبادات ليس بالإنسان المتشدد والمتزمت! والمحب للفرفشة بعيدا عن الإنحراف والإنحلال!!
وأذكر لك مثالا عمليا يتعلق بشهر رمضان.. إنسان حريص على تأدية الفرائض كلها ويعطي لشهر الصيام حقه، وبعد ذلك يقبل على الدنيا بكل ما فيها من مرح وفرفشة!! وأوعى تعتبر كلامي هذا يدخل في دنيا العجائب! ؟وتعالى معي نرى سلوكه اليومي في شهر رمضان .. أنه حريص على ختم القرآن كله في الشهر الكريم ، ولا يكتفي بمجرد الصوم!! وتجده كذلك يؤدي كل سنن الصلاة، وكذلك ما يسمى بصلاة التراويح وهي خاصة برمضان فقط ، ولأنه كذلك يحب الدنيا فترى سلوكه يؤكد أنه لا تعارض بين الإقبال على ربنا أولا، ثم الحياة ثانيا بالإفطارات والسهرات العائلية ولقاء الأصحاب والأصدقاء "واللمة الحلوة"، والتسلية التليفزيونية ومشاهدة ما لا يخدش الحياء، ولأن صاحبنا ضميره صاحي فإنه حريص وهو مقبل على الزنيا ألا يفعل أو يشاهد ما يطيح بعبتداته ويضيعها ويجعلها لا قيمة لها! وإذا نجح في الجمع بين الحسنيين فإنه يستحق في هذه الحالة تعظيم سلام.. أليس كذلك ؟؟ 

عجائب عبد القدوس -مسئولية حضرتك مضاعفة هذا العام بالذات

رمضان هذا العام يدخل في دنيا العجائب!!
مفيش صلاة بالمساجد ولا أعتكاف ، وممنوع إقامة موائد الرحمن!!
يعني معظم المظاهر الرمضانية أختفت بسبب الوباء الذي يفتك بالعالم كله!!
وأتساءل : هل كورونا ستجعلك تصاب باليأس والإحباط وحضرتك تستقبل رمضان بطريقة لم تعهدها أبداً أم أنه على العكس يشحن عاطفتك الدينية ويجعل مسئوليتك مضاعفة حتى لا يكون رمضان غريب عليك هذا العام!!
وأشرح ما أعنيه تحديدا قائلا : إذا كانت صلاة التراويح وعددها ثمانية ركعات غائبة عن المساجد هذا العام ، فلماذا لا تؤديها في بيتك هذا العام بعد صلاة العشاء مع أفراد أسرتك إذا كانوا معك فتكسب ثوابا كبيرا عند ربنا بإذن الله!
وإذا غابت موائد الرحمن فلماذا لا تتبرع حضرتك للفقراء بسخاء لكي يفطروا ويأكلوا بالهناء والشفاء ويدعون لك.
ورمضان يحب اللمة والسهرات الحلوة، وإذا أختفت هذا العام ولم تستطع مقابلة أصدقاءك بسبب الكورونا فيمكنك تعويض ذلك بالإتصالات التليفونية ورسائل المحمول، وغير ذلك من وسائل الإتصالات التليفونية.. وأوعى تصاب باليأس وتنظر إلى رمضان هذا العام على أنه شهر عادي زي بقية أيام السنة بل أجعل مسئوليتك فيه مضاعفة ، وكل عام وحضرتك بخير. 

عجائب عبد القدوس -هل جاءت المعايير الأخلاقية بعد فوات الأوان ؟

في بلادي تحدث أمور تثير الدهشة ! ومن الأمور التي رأيتها تدخل في دنيا العجائب المعايير الأخلاقية التي صدرت قبل قدوم رمضان مباشرة من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وقد تسألني حضرتك: وما وجه أعتراضك؟؟ هل أنت من أنصار الفن للفن بعيدا عن المعايير الأخلاقية والدينية؟؟
وسريعا أنفي هذه "التهمة" قائلا : أنني من أنصار الفن النظيف الذي يرتقي بالإنسان ولا يهبط به إلى الحضيض!!
وسبب تعجبي من هذا الأمر هو توقيت صدورها! فقد صدرت متأخرة جدا أو بعد فوات الأوان بعدما إنتهى تصوير معظم المسلسلات التليفزيونية وأنت عارف وأنا عارف ما يحدث في العديد منها من "عك" وإهانة لعقلية المشاهد ودعوة للإنحراف والإنحلال!! ويترتب على ذلك التأخير في إصدار هذه المعايير وقف إذاعة كل ما يخرج عن قيم المجتمع إذا كانت الدولة حريصة بالفعل على تطبيق هذه المعايير بحزم!!
أو الطناش.. يعني مجرد كلام على ورق بينما الواقع "حاجة تانية" لأن هذه التعليمات جاءت متأخرة أو بعد "الهنا بسنة" كما يقول المثل العامي!!
وأراهن أنك تتفق معي في أنها كان يجب أن تصدر قبل شهر أو شهرين عندما يكون تصوير هذه المسلسلات ما زال في بدايتها.
ولعلك تتشوق إلى معرفة تلك المعايير الأخلاقية التي أصدرها المجلس الأعلى للإعلام ولعل من أهمها مراعاة المعايير المهنية والآداب العامة وإحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوي على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام.
ومن المعايير التي شدد عليها المجلس كذلك عدم اللجوء إلى ألفاظ بذيئة وفاحش القول وحوارات متدنية وسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي بدعوى نقل الواقع وضرورة الإبتعاد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات وتشويه صورة المرأة بما تحمله من إثارة جنسية تجسيدا أو قولا وضرورة التأكيد على المكانة اللائقة بالمرأة بشكل عام ومن الأهمية بمكان الرجوع إلى أهل الخبرة والأختصاص في كل مسلسل يتضمن أفكار ونصوص دينية أو عالمية تاريخية حتى لا تصبح الدراما مصدر لتكريس أخطاء معرفية.
وختم المجلس بيانه بالقول أن الغرض من هذه المعايير الحفاظ على بلادنا وعدم الإساءة إلى المصريين أو تقديم صورة مغلوطة عن مصر في العالم العربي الذي يحرص على متابعة الدراما المصرية. 

؟ : سؤال محيرني عن المصري اليوم!

زوبعة ثارت مؤخرا ومازالت مستمرة حول الأستاذ "نيوتن" وما كتبه في المصري اليوم عن سيناء، لكن هناك سؤال محيرني حول هذا الموضوع خلاصته أن هناك رقابة على الصحف بمقتضى قانون الطوارئ المعلن عام 2017 والذي يسمح بمقتضاه بفرض رقابة على المطبوعات الصحفية والمرئية حفاظا على الأمن القومي ، فلماذا لم يتدخل الرقيب ويمنع المقال المسيئ ،
سؤال بحثت عن إجابته دون جدوى!! عجائب. 

عجائب عبد القدوس - شم النسيم وتعظيم سلام للسيدة الرائعة

حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله كان يقضي شم النسيم في مكان واحد لم يتغير طيلة سنوات وسنوات وكانت معه أسرته الصغيرة.. شريكة العمر صاحبة الفضل الأول في نجاحه وأولاده العبد لله وصديقي الجميل شقيقي الباش مهندس أحمد!
كنا نذهب نحن الفرسان الأربعة بربطة معلم كدة إلى عزبة الدكتور زكي هاشم جارنا في العمارة بالزمالك، وأحد أصدقاء العمر حيث كان زميلا لوالدي بكلية حقوق القاهرة وتخرجا سويا من الكلية دفعة 1942م.
وعزبة صديقنا تقع في أول طريق مصر الأسكندرية ، وهناك كان يستقبلنا صاحب المكان وزوجته الجميلة آمال فكري، وكنت تجد نجوم المجتمع في ذلك الوقت مجتمعين عنده من أهل الفن والسياسة ورجال الأعمال والشخصيات المشهورة.
وكرم الضيافة مفيش أحسن من كدة.
وسنويا كنت أذهب مع أسرتي إلى هناك منذ سن المراهقة وحتى بعد زواجي ودخولي عالم الصحافة، ولم أسأل يوما.. هل الاحتفال بشم النسيم حلال ولا حرام ؟؟
وأنا صغير كنت ألعب في هذا اليوم هناك وبعدما أصبحت صحفيا "بطلت" اللعب وأخذت أبحث عن الأخبار عند القوم المدعوين! والمرحوم زكي هاشم لو كنت لا تعرفه كان محاميا لامعا، وكان مكتبه ذائع الصيت حيث أنه من أوائل المكاتب الدولية في مصر يعني عمله لا يقتصر فقط على القضايا المحلية، وبعد وفاته رحمه الله تولى أبناءه حفظهم الله تلك المهمة بنجاح وإقتدار وحافظ المكتب على نجاحه!!
وشريكة عمره آمال فكري هي التي أقصدها من تعظيم السلام الذي وضعته عنوان لمقالي!! وأوعى تفتكر أن السبب كرم ضيافتها لنا، وأنها ربة منزل وسيدة مضيافة من الطراز الأول!! فهذا أمر تجده بين العديد من نساء حواء ، لكنها تتميز عنهم بإدارتها لجمعية خيرية من كبرى الجمعيات الإجتماعية في مصر ، أسمها "النور والأمل"، وأراهن أن حضرتك سمعت عن اسم هذه الجمعية من قبل وهي متخصصة في خدمة من فقدوا أبصارهم وتنمية مواهبهم الدفينة، ورعايتهم من جميع النواحي ويدخل في دنيا العجائب أن سيدتي نجحت في تشكيل فرقة غناء وموسيقى منهم أقاموا العديد من الحفلات في مصر والخارج خاصة في بعض الدول الأوروبية.. وكل هذا الجهد تبذله سيدتي برغم أنها تجاوزت الثمانين من عمرها بكثير وصحتها على قدها لكن إرادتها من حديد وربنا حافظها بإذن الله. 

عجائب عبد القدوس - من الذي فاز في قعدة البيت؟

ملحوظة : اخر مقال بالصحافة الورقية نشرت في اخبار بتاريخ السبت ١١ ابريل ٢٠٢٠ بجريدة الاخبار

جلسنا في بيوتنا بسبب هذا المرض الفتاك الذي لا يرحم أحد ، ولم يسبق أبدا أن شاهدناه من قبل في حياتنا.
والوضع في بلادي أقل سوء من غيرها، فهناك دول تجاوز فيها ضحايا الوباء مئات الآلاف خاصة في أوروبا وأمريكا! أما البلدان المجاورة لنا مثل السعودية فقد فرضت حظرا شاملا على مدار اليوم كله في بعض مناطقها خوفا من الفيروس القاتل!
وعنوان مقالي أعتقد أنه أثار دهشتك وأنت تتساءل : هل هناك فائز وخاسر من قعدة البيت؟ وأرد على حضرتك بمفاجأة قد تراها تدخل في دنيا العجائب ، فهناك فئات من الناس أراها سعيدة بقعدة البيت! وأعني تحديدا نوعين من بني آدم وحواء ، الفئة الأولى سيدتي العاملة المتزوجة التي عرفت أجمل ما في الحياة وهي الأمومة! وكانت المشكلة أن عملها يأخذ جل وقتها، فليس هناك الوقت الكافي لرعاية والجلوس مع أبناءها خاصة إذا كانوا صغار، ويحتاجون إلى "ماما".
ولاشك أن سيدتي هذه سعيدة بالقعدة في بيتها فهي لن تترك أولادها إلا إستثناء بعدما كان العكس هو الصحيح في حياتها قبل قعدة البيت!
والفئة الثانية رجل محب لزوجته وبيته وأولاده لكنه مشغول جدا في عمله ، وتأت قعدة البيت لتعيد إلى حياته التوازن المطلوب. وهكذا يتضح لك أن قعدة البيت لها فوائد ومزايا وليست كلها بلاوي!
ولكن المشكلة أن الناس "زهقانة وطهقانة" من الجلوس في المنزل لساعات طويلة وهو أمر لم تعتاده أبداً،
وأقول : الوقت هو الحياة فحاول أن تستفيد منه بدلا من أن تضيعه!! وكل واحد منا أدرى بحاله فلا يحتاج إلى نصائح مني!! والفائز من قعدة البيت هو من نجح في تحويل هذا الأمر إلى طاقة إيجابية واستفاد منها بطرق مختلفة! أما الخاسر فهو الذي أضاع وقته هباء، ولم يعرف كيف يستفيد من قعدة البيت. 

؟ - مستقبل الصحافة الورقية

أضع يدي على قلبي خوفا على مستقبل المجال الذي قضيت فيه عمري كله.. أنه الصحافة الورقية.. أتساءل عن مستقبلها بعد بضع سنين، أحوالها للأسف تدهورت بشدة لعدة أسباب منها إرتفاع سعرها وأوضاعها المالية المضطربة، لكن أهم من ذلك كله يتمثل في وجود البديل لها في عالم الأخبار والمقالات وهو الصحافة الإلكترونية والمواقع المختلفة في عالم الإنترنت الواسع وهناك تستطيع أن تعرف الخبر في التو واللحظة وكل ما يجري في الدنيا وقت حدوثه!!
وكان لذلك طبعا تأثير بالغ على الصحف الورقية التي لم تعرف كيف تطور نفسها لتقدم ما هو مختلف عن الصحافة الإلكترونية!
أنني أرى المستقبل في عالم الإنترنت ، وللأسف معظم الصحف القومية بالذات لا تدرك ذلك والمواقع الإلكترونية بها مازالت دون المطلوب بكثير بل تعتبر درجة ثانية ، والعاملون هناك يعانون من مصاعب شتى ولا يجدون التشجيع المطلوب!!
وصدق أو لا تصدق العديد من المواقع الإلكترونية بتلك الصحف قامت الهيئة الوطنية للإعلام المسئولة عن الصحافة بإغلاقها.. ليه ماتعرفش.. عجائب. 

عجائب عبد القدوس - هل حضرتك ولامؤاخذة متعصب؟؟

آسف جدا إذا رأيت عنوان مقالي إهانة!! لكنه سؤال مطروح بمناسبة أحتفال الأقباط بعيد من أعيادهم الكبرى.
وأسألك : هل حضرتك حريص على تقديم التهنئة لهم بهذه المناسبة ؟؟
والإجابة أنواع.. النوع الأول.. نعم حريص على ذلك ، وهنا أراك تستحق تعظيم سلام! والإجابة الثانية: لست حريصا وأتركها للصدف!! فإذا تحدثت مع واحد منهم قمت بتقديم التهنئة له، وحضرتك في هذه الحالة متعصب "حبتين"! وهناك ثالثا من يقول : لست معتادا على ذلك ، لكنني متسامح جدا وعلاقتي حلوة مع أصناف مختلفة من الناس أشكال و ألوان من مختلف الديانات ، ولا أقبل أن يتهمني أحد بأنني متعصب!!
وأقول له : حقك علي يا صاحبي ويا صديقتي!! لكن يا ريت كل واحد منكم يعيد النظر في موقفه ، وإذا كنت حضرتك متسامح جدا كما تقول فلماذا "الطناش" على تقديم التهنئة لشركاء الوطن في أعيادهم؟؟ وتجد رابعا من يقول: أنا "معنديش" أصحاب أقباط حتى أقدم لهم التهنئة!! وفي هذه الحالة تبقى حضرتك إنسان متعصب ولو أنكرت ذلك!!
والأسوأ منه يقول: تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام!! وهذا الإنسان نموذج بشع للتعصب!
وأختم كلامي بملاحظتين.. الأولى أن هذا الكلام ينطبق على من يعيش في الظروف العادية وأفترض إنسان مسافر للخارج وظروفه صعبة، فهذا له عذره بالتأكيد.
والملاحظة الثانية : أن كل ما قلته ينطبق على الأقباط إذا رأيت الواحد منهم يرفع شعار "طناش" في تهنئة المسلمين بأعيادهم.. وعجائب! 

؟ : هل المرض الفتاك يهاجمنا في الليل فقط؟

المؤكد أن هذا العنوان أثار دهشتك وحضرتك تتساءل : يعني إيه!
والإجابة أنني لاحظت أن هناك إجراءات مشددة جدا في بلادي ليلا فقط للتصدي للمرض الفتاك المسمى بالكورونا!
أما في الصباح فالأمر سداح مداح!! والزحام على أشده في الأسواق والمواصلات العامة والكثيرون مش على بالهم خطورة هذا الوباء، وقلة هي التي تأخذ بالإحتياطات اللازمة!!
ومن هنا طرحت تساؤلي هذا الذي يدخل في دنيا العجائب. ما رأيك؟ 

عجائب عبد القدوس -عدم صيام رمضان لا يحتاج إلى فتوى عامة

أراهن أن عنوان مقالي هذا أصابك بالدهشة الشديدة ورأيته يدخل في دنيا العجائب!! ومليون تساؤل حول هذا الكلام!! لكن مهلا يا صاحبي ويا صديقتي.. إذا تعرفت حضرتك على وجهة نظري ستجدها معقولة! ورمضان هذا العام مختلف عن كل سنة ، جاء هذه المرة في غير وقته!! حيث هناك مرض فتاك يحصد الأرواح في كل الدنيا!
وقرأت ما أدهشني حيث أقترح البعض في مواجهة هذا البلاء أن تصدر فتوى من دار الإفتاء تبيح الإفطار لمن لا يقدر على الصوم بسبب خطر "الكورونا" وهذا ما رأيته يدخل في دنيا العجائب!!
والسبب أنك لو كنت مريضا يا سيدي لا قدر الله ، فإن الشرع يعطيك رخصة الإفطار دون أن يحتاج الأمر إلى فتوى من المفتي، ويكفيك أن يقول لك الطبيب: "صحتك على قدك بلاش تصوم هذه السنة".
والمسلمون إزاء العبادات عامة ينقسمون إلى قسمين.. الغالبية العظمى حريصة على أداءها ، ويسعدهم رمضان ، والواحد من هؤلاء لن يفطر إلا للضرورة القصوى!
وقلة ضئيلة يتعبها الصوم وليس عندها شحنة دينية تقويهم على أداء الفريضة.. والكورونا فرصة لهم لعدم أداء الفريضة.. أنني أدعو لهم بالهداية وأطالبهم بإعادة النظر في موقفهم بدلا من أن يرفعوا شعار طناش ويقولون : بركة يا جامع!!

عجائب عبد القدوس - أعتذر لسيدتي المعجزة بسبب الوباء القاتل

ذكرى رحيلها كانت قبل أيام ، لم يتمكن أحد من الاحتفال بها بسبب الوباء القاتل! أعتذر لك يا سيدتي مليون مرة!! ولا شك أن تعبير سيدتي المعجزة أثار دهشتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وتساءلت : ما الذي جعلك تعتبر هذه الإنسانة معجزة في عصر إنتهى فيه المعجزات! والعلم وحده هو القادر على ذلك حتى جاء الوباء القاتل فأكتشفنا أنه هو أيضا "ولا حاجة" إلى جانب ما يجري في الكون!!

وأقول لحضرتك أنه بالعقل والمنطق سيتأكد لك أن سيدتي التي أقصدها إنسانة إستثنائية بكل المقاييس إذا لم تعجبك كلمة معجزة!!

وتفاصيل ذلك أنها جاءت إلى مصر قادمة من بلاد الشام وتحديدا مدينة طرابلس اللبنانية أوائل القرن العشرين الميلادي دون أن يكون لها أي سند في الحياة! فهي يتيمة الأبوين ولم يكن لها في بلادنا أقارب ولو من الدرجة العاشرة!! وكان مصيرها الطبيعي هو الضياع خاصة وأنها عملت في البداية بمجال الفن!! لكنها حافظت على نفسها ونجحت وتفوقت في المسرح وأصبحت نجمة وأطلق عليها النقاد لقب "سارة بيرنار" الشرق، وهي أشهر ممثلة عالمية في ذلك الوقت ، وبعد ذلك أتجهت إلى الصحافة ومع إنها لم تتلق من العلم إلا قليلا إلا أنها أنشئت مجلة ناجحة جدا ، وهي المجلة الوحيدة في العالم كله التي تحمل اسم صاحبها ، فلا توجد مطبوعة صحفية في الدنيا تسمى باسم مؤسسها، لكن سيدتي المعجزة فعلتها وأصبح أسمها واسم مطبوعتها جزء لا يتجزأ من الحياة المصرية! وقد تزوجت أكثر من مرة ، وأبنها نال شهرة فائقة في مجال كتابة القصة واعتبره الكثيرون أفضل من كتب عن المرأة في حكاياته! كما كان له صولات وجولات في مجال الصحافة والسياسة ، ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط كله يكسر المطبوعة الصحفية التي يرأسها حاجز المليون نسخة أسبوعيا.. وأظن أن حضرتك بذكاءك قد عرفت من أقصدهم.. أنها جدتي المعجزة روزاليوسف وأبنها حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس ، وربنا يرحم الجميع. 

عجائب عبد القدوس - مفاجأة المرض القاتل.. مناعة النساء أقوى من الرجال

أفرحوا يا بنات الفيروس القاتل المسمى بالكورونا كشف عن مفاجأة مثيرة وخلاصتها أن مناعة النساء أقوى من الرجال.
والبداية مالاحظه العلماء من أن الوفيات في معظم البلدان التي أصابها الفيروس القاتل كان للرجال النصيب الأكبر منها في جميع الفئات العمرية ، وهم كذلك الأكثر إصابة بأمراض القلب والسكر وأمراض الرئة المزمنة.
ودرس عدد من المتخصصين أسباب تلك الظاهرة ،ويقول "فيليب جولدر" الخبير في علم المناعة بجامعة أكسفورد: يتزايد التسليم بأن هناك أختلافات كبيرة في الجهاز المناعي بين الذكور والإناث ، وأن لهذا تأثيرا كبيرا على نتائج مجموعة كبيرة من الأمراض المعدية. ومن المرجح أن هذا يرجع إلى أن الإناث يحملن نسختين من "الكروموسومX" مقارنة بالذكور الذين يحملون نسخة منها وأخرى من "كروموسوم" أخر مختلف ويوضح الباحث الانجليزي أن عددا من الجينات المناعة الحاسمة تكون موجودة على الكروموسومX.. مما يجعل الإناث أكثر قوة مقارنة بالذكور.
وأسألك ما رأيك في كلام الباحث الانجليزي الذي يقول للنساء: أنتن أقوى!! 

عجائب عبد القدوس - ثلاث أعياد سعيدة تتحول إلى بلاوي!!

المؤكد أن عنوان مقالي لفت نظر حضرتك ومن حقك التساؤل : كيف تتحول الأعياد إلى كوارث؟؟
والإجابة البركة في هذا المرض القاتل المسمى "بالكورونا" الذي أكتسح الدنيا، ولم يشهد له العالم مثيل من قبل!! ولا نعرف متى ينتهي هذا البلاء؟ والأعياد الثلاث ستشهدها بلادي قبل نهاية الشهر الحالي.. وتبدأ بعيد القيامة الأسبوع القادم ، ولن يستطيع الأقباط الصلاة في كنائسهم! أليست تلك مصيبة؟
وبعدها مباشرة يأتي شم النسيم ضيفا غير مرغوب فيه هذه السنة، وتلك كارثة أخرى فهو عيد مصري صميم يرجع إلى أيام الفراعنة يحتفل به أبناء مصر على أختلاف أطيافهم! وتكون على موائدهم "الفسيخ والرنجة" وهي أكلات شعبية، لكن تناولها هذا العام يعرض صاحبها لخطر شديد! وهذا هو العيد الثاني المضروب الذي فرض الكورونا الحظر عليه!
ثم يبدأ شهر رمضان أواخر أبريل ، وله طقوس وعبادات كلها مضروبة هذا العام على رأسها الصلوات بالجوامع، وموائد الرحمن، وغير المتدينين لهم سهراتهم الحلوة، لكن الكورونا فرضت حظر على الجميع.. الأغنياء والفقراء والصلوات بالمساجد وليالي الأنس الرمضانية!!
إنه كابوس لا يكاد يصدق!! ترى متى يرحل عنا ونعود إلى حياتنا الطبيعية وبصرف النظر عما يحدث فيها، فهي نعمة من نعم ربنا علينا مقارنة بما نراه حاليا!
وأقول عن حياتنا الآن عجائب مرة ومليون مرة كمان. 

؟ : أربعة تساؤلات عن مساعدتنا لإيطاليا

العديد من الدول أرسلت مساعدات إلى إيطاليا دون إرسال أحد من المسئولين إليها.. فلماذا رافقت وزيرة الصحة مساعدتنا إلى بلاد المكرونة؟؟ ملحوظة تبدو صورتها عند وصولها إلى المطار هناك عادية ودون إتباع أي من الإجراءات الوقائية.. عجائب.
هل هذا الأمر متعلق بمحاولة أن تنسى إيطاليا الغضب من النظام الحاكم الذي أتهمته صراحة بقتل الباحث الإيطالي "ريجيني" بعد تعذيبه.
والجدير بالذكر أن النيابة الإيطالية وجهت أصبع الأتهام إلى خمسة ضباط من الأمن الوطني متورطين في ذلك.
هناك دول عربية تعاني بشدة من الكورونا ، خاصة العراق والجزائر.. فلماذا لم نساعدهم كما فعلنا مع إيطاليا ؟؟
وأخيرا.. هل هذا المرض القاتل عندنا تحت السيطرة ونملك إكتفاء ذاتي قادر على التصدي له بحيث نكون قادرين بعد ذلك على مساعدة غيرنا أم ينطبق علينا تلك الحكمة الشهيرة التي تقول: "اللي يعوزه البيت يحرم على الغير" . 

عجائب عبد القدوس - سؤال محيرني عن المرض الفتاك

عندي تساؤل بمناسبة مرض الكورونا أبحث عن إجابته دون جدوى وياريت حضرتك تجتهد معي وتساعدني في البحث عن الإجابة وخلاصة حيرتي في كلمتين : لماذا لم نر هذا البلاء من قبل في حياتنا، ولا أتذكر أنه حدث في تاريخ البشرية.. مرض فتاك أساسه فيروس صغير لا يكاد يرى بالعين المجردة ، ومع ذلك إنتشر في العالم كله ولم تفلت منه قارة من القارات الخمس وشل حركة البشرية كلها.
والأوبئة كانت منتشرة من قبل في بلد دون غيرها، لكن هذا الوباء نراه في كل مكان.. فما الذي جرى ؟ إنه أمر لا يصدق.. ولو قال أحد مع بداية هذا العام أننا سنرى كابوسا لم تشهد الدنيا مثيل له من قبل لما صدقه أحد ، وقالوا عنه أنه مجنون!! لكن هذا الجنون رأيناه بالفعل في حياتنا يحدث لأول مرة.. فهل تعلم لماذا لم يحدث من قبل ؟ أم أنك حائر مثلي!
وتواترت الأنباء أن الكورونا بدأت في مدينة "ووهان" الصينية عند سوق سمك!!
فما الذي نشرها في العالم كله ، ولماذا لم تقتصر على الصين وحدها أو الدول المجاورة لها، وكيف إنتشرت في العالم كله وأكثر الضحايا في أوروبا وأمريكا!! وأتساءل من جديد.. ما هذا الذي يجري؟
إنه أمر غير مفهوم بالمرة. ومن سخرية القدر أن البشرية ظنت أنها حققت تقدما هائلا في مقاومة الأمراض وأن عمر الإنسان قد أمدت لسنوات عدة، فجاء هذا الفيروس الصغير الذي لم يعرف له علاج ليوجه لطمة لغرور الإنسانية قائلا لها: لسة بدري، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.