ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - في مناسك الحج.. المرأة صورتها حلوة!


عنوان مقالي قد يلفت نظرك وحضرتك تتساءل :يعني إيه ؟ وما العلاقة بين مناسك الحج وصورة المرأة الحلوة كما قدمها إسلامنا الجميل للدنيا!! أنني أتحدث في هذا المقام عن المساواة بين آدم وحواء أولا.. كل منهم عليه في الحج ذات الواجبات.. سبعة أشواط في الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة! ولم يقل أحد : "كفاية على المرأة خمسة أشواط رحمة بها"!! والرجل يجب أن يكون عليه نصيب أكبر في الطواف من منطلق الذكورة!! ومش معقول تساوي الذكر والأنثى!! وتعاليم الإسلام تؤكد أن المساواة بين الجنسين هي الأصل وأي أمر آخر استثناء! ويلاحظ ثانيا أن الجميع يطوفون في وقت واحد ، وأصحاب الفكر الرجعي كانوا يتمنون طبعا أن تكون الأولوية للرجال، وبعد انتهاء طوافهم حول الكعبة يسمح للنساء ببدء الطواف، لكن الإسلام صفعهم! فالجميع يؤدون الشعائر في وقت واحد لا فارق بين ذكر وأنثى وهذا يلفت نظرنا إلى الملاحظة الثالثة وتتمثل في الإختلاط المحترم بين الجنسين بعيدا عن الآراء المتطرفة التي تدعو إلى الانفصال النكد من ناحية أو الإختلاط سداح مداح دون أي قيود من جهة أخرى! ويلاحظ رابعا أن النقاب وتغطية الوجه بالكامل ممنوع ، ولا تستطيع أن تطوف حول الكعبة وهي منتقبة أو تصلي دون أن يكون وجهها مكشوفا! وهذا دليل مؤكد أن النقاب دخيل على إسلامنا الجميل!! وتتضح صورة المرأة الحلوة أكثر في ديننا اذا ذكرت لك معلومة قد تكون غائبة عنك خاصة بمناسك الحج! فالسعي بين الصفا والمروة وراءها حكاية بطلتها أمرأة اسمها "هاجر" زوج سيدنا إبراهيم ، حيث فوجئت بما لم يخطر ببالها أبدا ، فقد اصطحبها إلى صحراء مهجورة وتركها مع أبنها الرضيع إسماعيل بناء على أوامر إلهية! ولم تستسلم سيدتي هاجر للموت المحقق بل ظلت تسعى بين جبلين.. الصفا والمروة بحثا عن الماء.. فعلت ذلك سبع مرات قبل أن تنفجر ينابيع المياه في اللحظة الأخيرة وهذه المرأة البطلة كرمها ديننا فجعل من قصتها أحدى شعائر الحج الأساسية. 

الاثنين، 29 يوليو 2019

يوم لاأنساه - عبدالغفار شكر: هذا الراسب الأول على دفعته!!


إنه أحد قيادات اليسار التاريخية ، وهناك إجماع من مختلف التيارات على تقديره وأحترامه لمواقفه الوطنية منذ شبابه المبكر ولأنه "دوغري زي السيف" لا يعرف التلون أو نفاق السلطة! وفي اليوم الذي تخرج فيه من الجامعة حدث أمر غريب لم ينساه رغم أنه وقع منذ ما يقرب من ستين عاما ، كان وقتها طالبا بقسم التاريخ بكلية آداب القاهرة ، ويعمل في ذات الوقت موظفا بوزارة الزراعة بمحافظة الدقهلية، فقد أضطر إلى العمل مبكرا لإعانة أسرته بعد وفاة والده فجأة وكان عمدة قرية "تيرة" مركز طلخا، وهكذا جمع صاحبنا عبدالغفار شكر بين الحسنيين .. الدراسة والعمل!  واستطاع دوما النجاح بتفوق، وفي يوم ظهور نتيجة السنة النهائية طلب من صديق له ذاهب إلى القاهرة أن يذهب إلى الكلية ويبلغه بنتيجته، وكانت المفاجأة المدوية أن صديقه هذا أبلغه بأنه راسب، ولم يجد أسمه في كشف الناجحين، وكانت تلك صدمة عنيفة لأن هذا يعني تأجيل كل ما كان يفكر فيه وعلى رأس تلك الأمور الزواج، فقد وجد بنت الحلال عن طريق زميل له في العمل فلم يتردد في خطبتها برغم ظروفه العائلية الصعبة بالإضافة إلى أنه مازال يدرس! وعليه أن ينتهي من دراسته الجامعية في أسرع وقت! وسئل الطالب المجتهد "عبدالغفار شكر" عن نتيجته مرة أخرى وذلك في مكتب خدمة الطلاب الذي كان موجودا بالقاهرة في ذلك الوقت!! فقالوا له : ساقط!!  وأصابه الذهول! إنه متأكد أنه أجاد في الامتحانات ، وكان دوما من الأوائل.. فما الذي جرى في هذه السنة ؟؟ واضطر أن يأخذ أجازة من عمله، ويسافر إلى القاهرة ليرى الوضع بنفسه، وتنفس الصعداء عندما وجد اسمه في كشوف الناجحين في قسم تاريخ بكلية آداب القاهرة دفعة 1960، وتبين له أن كل من سأل عن النتيجة كان يبحث عنها في كشوف المنتسبين لأنه كان يعمل، ولم يتصور أحد أنه طالب منتظم وبالطبع اسمه لم يكن مدرجا ضمن الناجحين في الكشف الأول.. وفي كشف الطلاب المنتظمين كان الأول على دفعته.
ويقول عبدالغفار شكر بابتسامة كبيرة: الحمد لله بدأت بعد تخرجي في تحقيق أحلامي وكان على رأسها الزواج من حبيبة القلب واسمها السيدة "فتحية العشري" وهي صاحبة فضل كبير في حياتي ، ومنها أنجبت ابنتي الغالية "أميمة" وعندي منها حفيدين هما أجمل ما في حياتي. 

الأحد، 28 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - مدينة العلمين وإنجازات السيسي!!


قال صاحبي وهو من أنصار الحكم الحالي: ها هو إنجاز جديد يتحقق على أرض الواقع اسمه مدينة العلمين! وهكذا ترى الإنجازات في كل مكان من أرض مصر ، لكنك لا تراها لأنك عدو للسيسي الذي أطاح بالإخوان وبطش بهم وأنت واحد منهم!
قلت له وأنا أحاول ضبط أعصابي : قبل انتمائي للأخوان فأنا مصري صميم أحب بلادي وشاركت في ثورتها ضد حكم المخلوع فلا تحاول أن تحتكر الوطنية لنفسك ولأنصار الحكم القائم ، وبلاش هذا التقسيم للمصريين.. من ليس منا فهو عدو للوطن وتحيا مصر.. فالشعار أصبح لا معنى له من كثرة استخدامه على أيديكم في الفاضي والمليان!!
ودخلت في صميم موضوعي قائلا بسخرية : مبروك على المصريين مدينة العلمين.. عدنا من جديد الى الحكم الملكي حيث كانت الحكومة والملك ينتقلون إلى الأسكندرية لقضاء فصل الصيف هناك! وحكومتنا في عهد السيسي قررت أن تتخذهم قدوة وقامت ببناء مدينة العلمين لهذا الغرض!! بعيدا عن الجو الحار بالقاهرة والناس الغلبانة الذين يقضون أشهر الصيف في العاصمة!
وأضفت قائلا لصاحبي في منتهى الجدية: وأسألك عن ناطحات السحاب المقامة في المدينة الجديدة ما هذا التخلف؟ ليس هكذا تبنى الأوطان.. المفترض أن تبدأ من صغيرة ثم تتوسع وليس العكس!! لكن عندنا عقدة الخليج والفراعنة قديما.. أطول كوبري.. وأكبر كنيسة! وجامع لا مثيل له في ضخامته! وأطول برج وأكبر حديقة!! وفي شهر رمضان رأينا أطول مائدة إفطار بالعاصمة الإدارية!! وكل ذلك لا يدل على الشطارة بل على "عقدة" وتخلف للنظام الذي يحكمنا!!
وقلت لصاحبي : لا أرى نهضة في المجالات الصناعية والزراعية أو استثمار حقيقي بل اموال طائلة تذهب إلى بناء المدن، وهو أمر مطلوب ولكن يجب أن يراعي الأولويات ، ولا أعتقد أن مدينة العلمين أو العاصمة الإدارية لهما ضرورة عاجلة! وتلك البلايين من الجنيهات التي أنفقت كان من المفترض أن تذهب إلى مجالات أكثر أهمية وضرورة للناس العاديين ليشعروا بالفعل أن هناك انتعاش وتحسن بالفعل في أحوالهم ، وهذا أمر لم يشعر به الشعب حتى الآن..
وأخيرا أتساءل : هل يمكن ان يعرف أحد تكاليف إنشاء مدينة العلمين الجديدة، وكم تكلف مبنى مجلس الوزراء المقام به! والقصر الجمهوري الذي تم إنشاءه هناك؟؟
والإجابة معروفة فتلك الأرقام "سر" في عهد السيسي لأن إعلانها سيثير غضب الرأي العام.. أليس كذلك ؟ 

الخميس، 25 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - إحسان عبدالقدوس : دق قلبي وعمري 14 سنة - الحب الأول مجرد وهم جميل


حبيبي أبي تحدث عن اول مرة دق فيها قلبه وكان لبنت الجيران!
يقول في ذلك : كانت صديقة لإبنة عمتي وتتردد على بيتنا في العباسية حيث أعيش في كفالة العمة! وتعارفنا وكنت أحرص على انتظارها عند محطة الترام واركب معها لاوصلها إلى مدرسة "السنية" حيث تدرس ثم أعود بعد ذلك إلى مدرستي فؤاد الأول ، وعمري وقتها 14 سنة وتصغرني بعام واحد فقط ، وشعوري تجاهها كان من أرقى وانظف وأعمق أنواع الحب الذي يمكن أن يجمع بين صبي وصبية! ثم تغيرت الظروف وحصلت فتاتي على البكالوريا وتزوجت واصابني هذا بالحزن وعانيت صدمتي في الحب. ولهذه الفتاة دق قلبي لأول مرة ولا أعرف تفاصيل حياتها بعد ذلك ، ونسيت فتاتي الأولى بعدما دخل حياتي حب كبير آخر بطلته زوجتي وكان تأثيرها عظيما في حياتي.
وكاتبنا الكبير إحسان عبدالقدوس رحمه الله الذي اشتهر بين أصدقاءه باسم "سانو" له رأي في الحب الأول يدخل في دنيا العجائب ، وفي رواية يا ابنتي لا تحيرني معك يقول أن حبك الأول ليس حبك الأخير بل أن حبك الأخير هو حبك الأول..
ويطلق حبيبي "سانو" مفاجأة حين يقول : في حياة كل منا وهم جميل أسمه الحب الأول.. لا تصدق فإن حبك الأول هو حبك الأخير !
وهذا الكلام قد يبدو لغزا عند الكثيرين ، لكنني أستطيع تفهمه.. فهو يرى الحب ليس مجرد مشاعر رقيقة ولحظات حلوة، بل هو عملية بناء متكاملة ، فهو الحياة ذاتها، فإذا نجحت مع شريك عمرك في ذلك كان ذلك هو الحب الأعظم والحقيقي والوحيد في حياتك والباقي لا يرقى إلى مستوى الحب بل مجرد مشاعر جميلة.. فما رأيك في هذا الكلام ؟ وهل وجدت هذا الحب في حياتك ؟. 

الأربعاء، 24 يوليو 2019

سؤال محيرني - مصير المرأة الجميلة في الآخرة!!


أعترف أنني كنت قاسيا على صاحب هذا السؤال الذي يدخل في دنيا العجائب ، أرسل يقول لي : دخلت في مناقشة مع مجموعة من أصدقائي الشباب حول مصير المرأة الجميلة في الآخرة!! كان هناك شبه إجماع على أن مصيرها جهنم وبئس المصير بعدما فتنت الناس بجمالها في الدنيا.. فما رأيك ؟؟
لخصت إجابتي له في أربع نقاط:
1_ ما هذه التفاهة والمناقشات السخيفة؟! لماذا لا تشغلوا أوقاتكم في مناقشات وأنشطة مفيدة بدلا من البحث عن مصير الجميلات في الآخرة!!
2_ توزيع الناس على الجنة والنار أمر لا يملكه بشر بل هو للخالق سبحانه وتعالى وحده ، فلا يجوز لإنسان أن يخوض فيه.
3_ ومعنى كلامك أن الجنة ستخلو من البنات الحلوين! فلن يدخلها إلا الفتاة العبوس "الوحشة المكشرة"!! وهذا أمر غريب على تعاليم السماء لم يقل به أحد من قبل ، ومن حق الإنسان المتدين الاستمتاع بحياته في الدنيا ، والتطلع إلى الفوز في الحياة الأخرى أيضا بعد موته فلا تناقض بين هذا وذاك طالما ان الإقبال على الدنيا لا يتم على حساب التعاليم الدينية والأخلاقية.
4_ وفي سؤالك أمر غريب جدا يتمثل في أنك وأصحابك تعتبرون كل إنسانة جميلة منحرفة بالضرورة تستغل جمالها في فتنة الرجال!!
وأسألك : ولماذا لا تجمع بين الحسنيين ؟ الجمال والأخلاق وبالتالي يكون ثوابها عند الله مضاعفا لأنها حافظت على نعمة ربنا.. أقصد جمالها! ولذلك تستحق أن تنال مكافأة من السماء والفوز في الآخرة أيضاً ، وهكذا تكون قد جمعت بين الحسنيين.. الدنيا والحياة الأخرى. 

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - ذكرى ثورة يوليو.. محاولة لتقييم موضوعي


ما جرى في 23 يوليو من عام 1952 أراه ثورة بكل المقاييس! فقد أحدثت تغيرات جذرية في الخريطة المصرية شملت كل فئات المجتمع! ويدخل في دنيا العجائب أنك لا تجد تقييما موضوعيا لهذه الثورة إلا قليلا ، فهناك من يهاجمها على طول الخط! وآخرون من أنصارها يدافعون حتى عن أخطاءها!!
وفي يقيني أن ثورة يوليو لها إنجازات ضخمة ، وأخطاء فادحة أيضا! ومن أهم إيجابيات "ناصر" انحيازه إلى الفقراء ، والسد العالي الذي بناه هو أحد مفاخر مصر، وفي عهده رأينا حركة تصنيع شاملة قادها المرحوم "عزيز صدقي" رحمه الله! ومصر في الفترة الناصرية كانت لها مكانة كبيرة على المستوى الدولي! وتمثل ذلك في قيادتها للأمة العربية ، وتأييدها لحركات الاستقلال في الدول العربية وعلى رأسها الجزائر وكذلك في أفريقيا وآسيا ، وتأسيس كتلة الحياد الإيجابي مع قادة عظام على رأسهم "نهرو" في الهند و"تيتو" في يوغسلافيا.
وإلى جانب هذه الإنجازات العظيمة كانت هناك أخطاء فادحة أهمها الحكم الفردي والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ، خاصة أعتقال الآلاف والتعذيب في السجون ، وكذلك التأميمات الواسعة التي رأيناها للأثرياء على أختلاف أعمالهم ، وأيضا التورط في حرب اليمن! وجاءت كارثة 1967 لتكون أم المصائب! وهي نتيجة طبيعية للإستبداد الذي يحكمنا ، المسئول عنها "ناصر" وكل من حوله.
ولست من أنصار نبش الماضي والدخول في خناقة حول تقييم الزعيم الراحل ونسيان المستقبل ، بل علينا أن نستفيد من إنجازاته العديدة وننحاز إليها ، وتجنب أخطاءه الفظيعة وعلى رأسها حكم الفرد والزعيم الملهم بعيدا عن ديمقراطية حقيقية.. أليس كذلك ؟ 

الاثنين، 22 يوليو 2019

يوم لاأنساه - صلاح منتصر: أجلست الفلاح على عرش الملك


الكاتب الكبير صلاح منتصر من أقدم الصحفيين في بلادي، وفي هذا العام يكمل 66 سنة صحافة، حيث نشر اول موضوع له بتوقيعه عام 1953م، بمجلة آخر ساعة ، وكان وقتها في العشرين من عمره طالبا بكلية الحقوق. وعن كيفية دخوله مجال الصحافة يقول: زميلي في الكلية الكاتب الكبير محمد وجدي قنديل، وكان يتدرب في مؤسسة أخبار اليوم فقلت له : ألحقني وخذني معاك، وذهبت إلى هناك بالفعل، وكانت ومازالت تصدر أكثر من مطبوعة، وعملت في البداية بمجلة الجيل، لكنني سرعان ما تركتها لأنتقل إلى مدرسة اخر ساعك، وكان يرأس تحريرها محمد حسنين هيكل الذي يمثل صرحا صحفيا شامخا سواء أختلفت معه أو أتفقت.
وعن اول موضوع نشره باسمه يقول: كان ذلك بمناسبة إلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية في يونيو سنة 1953 حيث نشر خبر اعتزام الدولة فتح أبواب القصور الملكية للشعب، وعندما رأيت هذا الكلام منشورا قررت فورا ترجمته إلى واقع، فذهبت إلى منطقة المهندسين وكانت وقتها عبارة عن قرية زراعية ، وأخترت فلاح من هناك يدعى محمد سليم وزوجته وابنهما الصغير الذي لا يتجاوز عمره السنوات الثلاث، وحصلنا على تصريح دخول قصر عابدين، وقمت باصطحاب هؤلاء داخل القصر ومعي المصور "عبده خليل" الذي قام بمهمته خير قيام، وتم تصوير الفلاح وهو جالس على عرش صاحب الجلالة!! ومن الطرائف التي أتذكرها أن الولد الصغير كاد أن يعملها على نفسه فسارعت والدته الفلاحة إلى إدخاله حمام الملك!! وأعد موضوع للنشر تحت عنوان الشعب يجلس على العرش ، وتولى سكرتير التحرير "سليم زبال" إخراجه ، لكن الرقابة أعترضت عليه، ورفض الرقيب "رجاء العربي" أن ينشره دون سبب مفهوم ، ومن حسن حظي أن البكباشي جمال عبدالناصر كان يزور آخر ساعة في ذات الليلة مع بعض زملاءه من الضباط الأحرار في ضيافة "محمد حسنين هيكل"، وعرضت عليه موضوعي الممنوع من النشر، فأطل عليه، وقرأ عناوينه وأمر بنشره، وهكذا نشر اول موضوع لي بأمر من جمال عبدالناصر. 


الأحد، 21 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - الحل في الأهلي والزمالك!!


هناك علاقة بين تلك الأندية الأشهر في الكورة والوحدة الوطنية ببلادنا! وهذا بالطبع بالتأكيد يثير دهشتك وأنت تتساءل: يعني إيه ؟
وأبدأ الموضوع من أوله وبطل الحكاية طبيب مشهور من المنيا يتردد عليه المرضى من المسلمين والمسيحيين ، فهو معروف بتسامحه الديني وإنه إنسان زي الفل في أخلاقه التي يشيد بها الجميع!! وصاحبنا هذا يشكو من التعصب الديني في المنطقة التي يعيش فيها! فهي منطقة متوترة طائفيا! ولم يكتف بالشكوى بل عمل على التخفيف من حدة آثارها وعلاج أسبابها ، ولذلك كان يدعو أبناء الحي الذي يعيش فيه إلى بيته من مسلمين وأقباط!! وكثيرا ما شهد منزله ليالي حلوة يسودها المرح والفرفشة والحب بعيدا عن أي نزعة طائفية.
ولم يكتف بذلك بل كان يدعو إلى يوم رياضي لأبناء أصدقاءه للعب الكورة ولكنه فوجئ بما لم يخطر على باله عند تقسيم المشتركين إلى فريقين.. تري أبناء المسلمين في فريق والأولاد المسيحيين يشكلون الفريق المنافس وهو ما افزعه ورفضه بشدة. ومش معقول أبدا زرع بذور التعصب منذ الصغر عند هؤلاء الملائكة الصغار.. وهداه تفكيره إلى أن الحل في هذا الموضوع يكمن في الأهلي والزمالك!! وعندما أجتمع الأولاد حوله من أجل يوم رياضي جديد سألهم : "مين فيكم بيشجع الأهلي".. هؤلاء لهم فريق خاص بهم، وأنصار الزمالك يشكلون الفريق الآخر! ونالت تلك الفكرة تشجيع من كل الأولاد وآباءهم كمان، وبسرعة ظهرت الفانلات الحمراء ، وإلى جانبها الزي الأبيض ، وتناسى الجميع التقسيم الطائفي الذي كان سائدا!!
وعندما يحرز الأهلي هدف يهتف الدكتور : بص شوف الأهلي بيعمل إيه! وعند فوز الزمالك تجد هتاف صاحبنا: يا زمالك يا مدرسة فن ولعب وهندسة ، والطبيب رغم أنه إنسان كروي ويحب هذه اللعبة ألا أنه ليس بالزملكاوي ولا الاهلاوي، فهو لا يعرف سوى التعصب لمصر وحدها، وهذا الدكتور يجيد البحث عن أوجاعها وعلاجها. 


الثلاثاء، 16 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - بلاش مكافأة المدرب الفاشل!


هذا العنوان قد يثير دهشتك وحضرتك تتساءل : وهل يعقل مكافأة مدرب كروي فاشل على فشله ويتقاضى ملايين الجنيهات على تقصيره!! حدث هذا بالفعل في بلادي قبل أسابيع قليلة!! وقد تزداد دهشتك وأنت تطلب مني تفاصيل هذا المشهد الغريب الذي يدخل في دنيا العجائب..
والحكاية من أولها أن الإتحاد المصري لكرة القدم قرر إنهاء عقد المدرب الخواجة بعد خروجنا المبكر من بطولة الأمم الأفريقية ، وحرص على أن يكون هذا الأمر بالتراضي ، ونتيجة لذلك تقاضى ملايين الجنيهات ليقبل طرده دون أن يحتج!! وتعجبت جدا من هذه الأموال الطائلة التي "لطشها" دون وجه حق!! ويدخل في دنيا العجائب أنني وجدت من يدافع عما جرى بحجة أن العقد شريعة المتعاقدين، وان مصر إذا طردته دون حصوله على المكافأة المتفق عليها في التعاقد فإنه بإمكانه أن يشكو بلادنا إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وتكون سمعتنا زي الزفت في الخارج!! وهذا المنطق يؤكد أن هناك خلل غير مقبول في التعاقد ولا أعرف من المسئول عن ذلك!! فالمفترض في أي عقد سليم أن تكون هناك مكافأة مجزية في حالة نجاحه، وخصومات في حالة فشله! وهذا أمر بديهي موجود في كل مكان وينطبق على اللاعبين والمدربين على حد سواء، وكثيرا ما نشاهد تجميد مكافأة فريق الكورة للنادي الذي يخسر في "ماتش" مهم!!
وسؤالي البديهي لماذا أختفى في عقد هذا المدرب بند ينص على خصم جزء كبير من مكافآته في حالة تقصيره وخروج مصر مبكرا من البطولة الأفريقية!!
وتساؤلات أخرى حول المسئول عن اختياره وليس له سجل معروف في عالم التدريب! وتستطيع أن تعتبره مدرب من الدرجة الثالثة!! وليس من المدربين المعروفين عالميا، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة! الإصرار على أختيار مدرب خواجة غير معروف ، وتجاهل المدربين من أبناء مصر مع العلم أن أفضل النتائج قد تحققت على أيديهم سواء في عهد المرحوم "محمود الجوهري" الذي اوصلنا إلى كأس العالم بتائج مشرفة أو الكابتن "حسن شحاتة" أطال الله في عمره وعلى يديه حصلنا على بطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات.. ومن فضلك قارن بين النتائج التي حققها فريق الكورة تحت إشرافه وبين "الخيبة" في عهد المدرب الخواجة.. ومع ذلك كافأه أتحاد الكورة على فشله.. عجائب. 

الاثنين، 15 يوليو 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - تزوجت على زوجها زواجا صحيحا!!


إذا أرادت المرأة شيئا ما فإنها تخطط له بخبث ودهاء.. ويستوي في ذلك حواء المثقفة المتعلمة وتلك الجاهلة التي تعيش في أقاصي الصعيد كما ترويها هذه الواقعة :
دخل زوج إلى نقطة الشرطة بأحد مراكز قرى اسيوط النائية.. قال للنقيب فؤاد الحواتكي وهو يرتعش من الغضب: "أريد القبض على زوجتي فورا.. فقد هربت من منزلها وتزوجت رجلا آخر"!! كلماته قصيرة، لكنها تعني في طياتها جرائم متعددة، جريمة تعدد الأزواج وجريمة زنا بين الزوجة وزوجها الجديد غير الشرعي، ثم هناك جريمة التزوير للمأذون الذي عقد هذا الزواج الباطل.
ويتم القبض على المتهمة، وأمام ضابط الشرطة تقول بأعصاب هادئة : "نعم تزوجت من آخر.. وزواجي الجديد على سنة الله ورسوله وليس فيه ما يخالف الشرع".
وتروي الزوجة قصتها: لقد كانت تحب شخصاً آخر غير زوجها، وعلمت أنها لو طلبت الطلاق منه فلن يوافق أبدا.. ثم أنها لا تريد أن تظل على علاقة غير شرعية بحبيب القلب!! تتمنى الزواج به، وهداها عقلها إلى حل خبيث.. إن أبنها قد كبر وهو الأن مطلوب للتجنيد، ووالده يريده إلى جانبه في الحقل، وانتهزت الزوجة هذه الفرصة لإقناع زوجها بأن يطلقها طلاقا صوريا..مجرد ورقة لاقيمة لها يقدمها الإبن إلى الجهات المختصة لعل وعسى أن يؤدي ذلك إلى عدم تجنيده ويظل إلى جانب والده في الحقل.
ووافق الزوج، فهو يريد ابنه إلى جانبه بأي ثمن ، وقضت الزوجة مدة العدة كاملة في بيت الزوجية دون أن يحاول الزوج مراجعتها لأنه كان يظن أن طلاقها لا قيمة له!!
وفي اليوم التالي لإنقضاء العدة هربت الزوجة إلى منزل عشيقها وتزوجته زواجا صحيحا.
يقول ضابط الشرطة "فؤاد الحواتكي" إنه لم يشعر بالاشفاق على الزوج فهو الذي سمح لنفسه بتهريب ابنه من شرف الخدمة العسكرية واستخدام الطلاق في غير ما شرع له، والقانون لا يحمي المغفلين أو من خدعته زوجته. 


الأحد، 14 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - هذه المصيبة خير على مصر كلها!


أراهن أن هذه العنواين لفتت نظرك ورأيتها تدخل في دنيا العجائب وأنت تتساءل :يعني إيه ؟ ما هي تلك الواقعة التي حدثت بالسجن الحربي والتي لم يسبق لها مثيل من قبل ولا من بعد كمان؟؟ وماذا أقصد بتلك المصيبة التي وقعت على رأس والدي وحبيبي الراحل إحسان عبدالقدوس فكانت خير وبركة على مصر كلها ؟ هل هذه العناوين فرقعة صحفية أم أنها في موضوعها تماما؟
وأبدأ الموضوع من أوله قائلا أنني تحدثت مع حضرتك عن قوة العلاقة التي ربطت أبي رحمه الله مع جمال عبدالناصر لدرجة انه يناديه باسم جيمي بديلا عن اسمه جمال ولكن شهر العسل هذا لم يستمر طويلا! فقد كتب والدي مقالات نارية في روزاليوسف في مارس من عام 1954 مطالبا بالحرية لمصر بديلا عن الحكم العسكري أشهرها مقال : (الجمعية السرية التي تحكم مصر!) فتم أعتقاله ومكث بالسجن أربعة أشهر! وبعد خروجه من المعتقل كان ناصر يدعوه إلى بيته للتخفيف من صدمة أعتقاله ، لكن "جيمي" أختفت! وأصبح والدي ينادي جمال بلفظ "سيادتك" على أساس أن الدنيا تغيرت وجيمي سابقا أصبح حاكما لمصر كلها.
ولم يمض وقتا طويلا حتى وقعت مفاجأة مذهلة كانت صدمة حتى لعبدالناصر نفسه!! فقد اقتحم البوليس الحربي منزل إحسان عبدالقدوس والقوا القبض عليه من جديد!!
وفي السجن الحربي استقبله حمزة البسيوني مدير السجن بوابل من الشتائم قائلا له أن معاملته له هذه المرة ستكون مختلفة عن الحبس الأول وسيعرف يعني إيه السجن الحربي ، وقبل أن يكمل كلامه جاءه أتصال تليفوني عاجل ويقول والدي وهو يروي تلك الحكاية: إنقلب حال مدير السجن رأسا على عقب ، وجاء إلى والدي ليقول له: تليفون علشان حضرتك! ولاحظ كلمة حضرتك التي لا تستخدم أبدا في السجون حتى هذه اللحظة ، وتعجب أبي من هذا الإنقلاب في الحديث.. من شتائم وبذاءات وتهديد بالويل والثبور إلى كلمة حضرتك وآخر أدب! وتناول سماعة التليفون وفوجئ بأن محدثه هو حاكم مصر جمال عبدالناصر بنفسه وأبدى أسفه واعتذاره على ما حدث قائلا هذه غلطة فظيعة سيتم التحقيق فيها وأضاف قائلا : بجانبي عبدالحكيم عامر قائد الجيش يريد أن يعتذر لك باسم القوات المسلحة.
وأسألك : هل حدث من قبل أن رئيس دولة تحدث وقائد جيشه إلى سجين في سجنه ليعتذروا له؟ تلك الواقعة لم تحدث من قبل ولا من بعد! ولذلك كان عنواني واقعة نادرة بالسجن الحربي ، وهو عنوان موضوعي في محله تماما وليس فرقعة صحفية!!
وإذا سألتني حضرتك: كيف تكون تلك المصيبة خير وبركة على مصر كلها فإن إجابتي : أن حبيبي أبي قرر بعد تلك الواقعة الإتجاه إلى المجال الأدبي وكتابة القصص! لأنه علم أن الأوضاع في مصر ليس فيها مجال لحرية الرأي ، وهو لم يكن سعيداً بإطلاق سراحه فور مكالمة عبدالناصر ، وقال في نفسه أنه شخصية معروفة في المجتمع ولذلك فاعتقالي وصل إلى ناصر في التو واللحظة ، لكن ماذا عن مصير الناس الغير معروفين الذين يتم اعتقالهم ظلما؟؟ وفي الإنتاج الأدبي أبدع إحسان عبدالقدوس وصال وجال وهو أفضل من كتب عن المرأة في قصصه، لذلك فإن المصيبة التي حولته إلى التركيز في القصة كانت خير وبركة على مصر كلها.. أليس كذلك ؟

الخميس، 11 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس -جيمي اسمه الحقيقي جمال عبدالناصر


حبيبي أبي إحسان عبدالقدوس رحمه الله كان مقربا جدا من الضباط الأحرار الذين استولوا على الحكم في يوليو من عام 1952، والسبب هو الدور الأساسي الذي قامت به مجلة روزاليوسف في تعبئة الرأي العام ضد النظام الملكي والمطالبة بتغيرات حقيقية في البلاد.
كانت مجلة ثورية من الطراز الأول! وقام جمال عبدالناصر ورفاقه بقيادة رئيسهم محمد نجيب بتكليف الصحفي الشهير بالاتصال ب "علي ماهر" ليرأس اول وزارة لمصر بعد الثورة وبالفعل ذهب إليه في بيته وفي صحبته عدد من الضباط الأحرار من بينهم أنور السادات.
وتمثلت قوة الصداقة بين والدي وأعضاء مجلس قيادة الثورة أنه كان يخاطب جمال عبد الناصر باسم "جيمي"، والعلاقة بينهما سمن على عسل، ويتم استشارته باستمرار ضمن دائرة ضيقة من الصحفيين في أحوال بلادنا والعديد من القرارات ، وكان إحسان عبدالقدوس في ذلك الوقت تعبيرا أمينا في مقالاته عن مجلس قيادة الثورة ، ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا.. اقل من سنتين حتى جاءت الطامة الكبرى في مارس عام 1954 عندما كتب والدي عددا من المقالات النارية من أشهرها "الجمعية السرية التي تحكم مصر" طالب فيها الجيش أن يعود لثكناته وأن يشكل الضباط الأحرار حزب سياسي يخوض به الانتخابات بدلا من الاجتماعات المغلقة التي يعقدونها ولا يعلم الناس عنها شيئا ، وكأنهم جمعية سرية تحكم مصر.
وحتى هذا الوقت كان "جيمي" هو الاسم الدارج على لسان أبي وهو يخاطب جمال عبدالناصر!! لكن سرعان ما أختفت بعد أعتقال حبيبي جزاء على مقالاته النارية وظل في السجن الحربي أربعة أشهر وكان معه العديد من المثقفين ، ورغم أن هذا السجن بالذات ذاعت شهرته في الفظائع التي ترتكب بداخله الا أنه كانت هناك توصية خاصة بمعاملة إحسان عبدالقدوس بطريقة مختلفة ، فلم يمسه أحد بسوء برغم أن باب الزنزانة ورقمها 19 كانت مغلقة عليه دوما، فلا يرى الشمس الا نادرا! والغريب أنه طيلة هذه المدة لم يحقق معه أحد على الإطلاق.
وبعد خروجه من السجن دعاه جمال عبد الناصر "جيمي سابقا" إلى بيته في محاولة للتخفيف من صدمة سجنه وتكررت الدعوات، وبدأ والدي يخاطب الرئيس بلقب سيادتك، حتى أن جمال عبدالناصر سأله يوما عن "جيمي"، ولماذا لا تخاطبني به زي زمان.. فقال له والدي بحسرة.. الدنيا أتغيرت!
وهذا صحيح فلم يعد ناصر ضابط ثائر مثلما كان الحال عند استيلاءه على الحكم مع رفاقه في 23 يوليو بل أصبح حاكم دولة بلا شريك ولا منازع، وكان من الطبيعي أن تحل كلمة سيادتك محل جيمي. 

الأربعاء، 10 يوليو 2019

يوم لاأنساه - الدكتور أحمد عكاشة :حاولوا استخراج جثتي!!


كان من المفترض أن أموت سنة 1984 في سن الثامنة والخمسين ، لكن الله كتب لي عمرا جديدا ، وقد أكملت هذا العام الثالثة والثمانين من عمري ، فأنا من مواليد سنة 1936م! وهذا الكلام جاء على لسان الدكتور أحمد عكاشة _من أشهر الأطباء النفسيين ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله _ وأنا أسأله عن يوم لا ينساه في حياته.
وفي تفاصيل هذا اليوم يقول: صدق أو لا تصدق.. من شاهد هذا الحادث المروع الذي وقع سارعوا إلى المكان وحاولوا استخراج جثتي، وكانت مفاجأة مذهلة لهم عندما وجدوني أقول لهم يا جماعة.. انا لسة على قيد الحياة!
ويقول الدكتور أحمد عكاشة : قبل أن أكمل الثلاثين من عمري سافرت إلى الخارج للدراسة وإعداد دراستي العليا، وطفت العالم شرقا وغربا، وبلغت ذروة النجاح عام 2002م عندما تم إختياري رئيسا لأطباء النفس في العالم وعددهم مائتي الف طبيب ينتمون إلى 122 دولة، لكن ما حدث لي ولزوجتي سنة 1984م فهذا هو اليوم الذي لا يمكن أن أنساه في حياتي.
ويشرح الطبيب الشهير التفاصيل قائلا : كنت في الأردن عائدا إلى القاهرة على الطائرة غير محكم الإغلاق ، واضطر مهندس الشركة أن يطير معنا ليحاول إصلاح الباب قدر إمكانه، وهذه اول مرة أشاهد فيها طائرة في السماء وبابها مخلع!! ولكن والحمد لله وصلنا بسلام ونجوت من خطر محقق! وانطلقت بنا السيارة في الطريق إلى منزلي بالزمالك ووقع ما لم يخطر على بال أحد أبدا فقد أصيب سائقي بأزمة قلبية حادة ومات فورا على أثرها وهو يقود السيارة التي أصبحت بلا قائد وهي تنطلق بسرعة كبيرة، وكنت جالسا مع زوجتي في المقعد الخلفي ، ولم نكن نستطيع فعل شيء ، وتوقعنا الموت والسيارة تتأرجح يمينا ويسارا، وعلى وشك أن تصطدم بالسيارات الأخرى ، لكنها انحرفت فجأة وانقلبت ثلاث مرات على ظهرها عند عمارة مازال بناؤها لم يكتمل ، ودخل سيخ الحديد الذي يحمل هذا البناء السيارة ونفذ إليها من كل جانب وكان من الطبيعي جداً أن يمزق كل من بها.
وسارع الأهالي وعمال محطة البنزين المجاورة إلينا ، وبدأوا في تحطيم زجاج السيارة لإستخراج الجثث!! وكانوا يفعلون ذلك بسرعة خوفا من أحتمال أنفجار العربة المنكوبة! وصحت فيهم قائلا "أنا حي"! وكنت أخشى أن يصيبني الزجاج الذي يقومون بتحطيمه!
وكانت تلك مفاجأة مذهلة للجميع ، والحمد لله لم أصب سوى برضوض متفاوتة بينما أصيبت بجرح في رأسها وإصابات أخرى غير خطيرة، ولكن ربنا نجانا من موت محقق ، وربنا يرحم السائق الذي مات بسكتة وكدنا أن نلحق به!! 


الأحد، 7 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس - هشام فؤاد وقضية سمك لبن تمرهندي


صديقي العزيز الجميل الكاتب الصحفي هشام فؤاد ذهب وراء الشمس! شياطين الإنس ألقوا القبض عليه مع مجموعة من أبناء مصر الوطنيين على رأسهم الكاتب المرموق حسام مؤنس، وعضو مجلس الشعب السابق زياد العليمي وهو من قيادات حزب سياسي! ولم يكتفوا بذلك بل انقضوا على أحد أبرز أعضاء مجلس الشعب المعارض أحمد طنطاوي وقاموا بالقبض على مدير مكتبه وعدد من العاملين معه بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال وهذا ببساطة تطفيش رؤوس الأموال وشلل كامل للحياة السياسية وسمعة بلادي في الخارج "زي الزفت"!
والسبب حكم العسكر الجاثم على أنفاسنا الذي لا يكف عن مطاردة شرفاء الوطن.
وصديقي هشام فؤاد إنسان زي الفل أعرفه من زمان جدا ، تلخيص نشاطه في خدمة الوطن يقوم على أمرين.. الدفاع عن زملاءه الصحفيين الذين يتعرضون للظلم بغض النظر عن انتماءاتهم، والأمر الثاني الاهتمام بمشاكل الناس اللي تحت والطبقات المسحوقة، وله تاريخ حافل في كل هذه المجالات، وهو إنسان له صفات شخصية رائعة.. فهو في منتهى الذوق والأخلاق والأدب والوفاء لأسرته وأصدقاءه ، وتراه هادئ الطباع برغم أنه إنسان ثائر في وجه الظلم الجاثم على أنفاسنا!!
والقضية السياسية التي تم حشره فيها "سمك لبن تمرهندي" ليست لها معالم واضحة!! بل تضم أشكال شتى من البشر.. إخوان ويسار وناصريون وآخرون منتمون إلى التيار الليبرالي! يجمعهم الرفض لحكم العسكر وقد عارضه صديقي هشام فؤاد من الأيام الأولى برغم أنه كان يرفض حكم الإخوان ، لكن الفصيل اليساري الذي ينتمي إليه واسمه "الاشتراكيين الثوريين" كان موقفهم واضح في رفض الانقلاب! بعكس العديد من التيارات المدنية التي تخلت عن المبادئ التي تقوم عليها ، وأعلنوا تأييدهم للمذابح التي أرتكبها العسكر ضد الإسلاميين. ومن ناحية أخرى أؤكد لحضرتك منذ الآن أن صديقي العزيز ورفاقه لن يتم تقديمهم الى المحاكمة.. لأن القضية فشنك ولا توجد اتهامات حقيقية ، وسيتم فقط تجديد حبسهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ولا يمكنني ختم تلك الكلمات دون الإشارة الى زوجته سيدتي "مديحة حسين" وربنا يحفظها ، وقد أثبتت الأحداث العاصفة التي مرت بالأسرة أنها زوجة جدعة تتحمل الشدائد ، وقرأت لها مقالا رائعا في وصف زوجها تقول فيه رزقني الله بزوج ابن أصول من عائلة تحترم المرأة وتقدر دورها وصديق ووفي وزوج محب واب حنون ومنذ أن عرفته قبل ربع قرن لم تتغير أخلاقه "زي ماهو" صبور وهادئ الطباع وصاحب فكر مرتب ومتزن وجابر لخاطر الآخرين ولو على حساب نفسه ولو واحد عنده مشكلة يعتبرها مشكلته ويسعى لحلها بكل الطرق.
وفي المقال وصف دقيق للهجمة البربرية التي قامت بها الشرطة للقبض على زوجها.. وكل ما كتبته سيدتي صحيح تماما سواء في وصف أخلاقيات شريك العمر الذي أعرفه جيدا وكذلك انتهاكات حرمات البيوت بواسطة شياطين الإنس ، وهو أمر عادي ومتكرر في بلادنا في ظل الظلم والظلمات التي تعيش فيها بلادي، وغدا تشرق شمس الحرية بإذن الله طاردا خفافيش الظلام التي تحكمنا أو الاستبداد الجاثم على أنفاسنا. والأمل في ربنا كبير لتخليص مصر من المصيبة التي تعيش فيها. 

الخميس، 4 يوليو 2019

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - رصاصة من جاموسة!!


قتيل بإحدى قرى مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، ضابط الشرطة المختص ممدوح ابو زيد يبدأ التحقيق في الحادث، كل الدلائل تشير إلى أن زوجة المجني عليه هي المتهمة، غافلت زوجها وأطلقت عليه رصاصة من بندقيته بعد عودته من الحقل مع جاموسته بسبب خلافات بينهما.
تنكر الزوجة الجريمة أمام ضابط المباحث وتقول: "صحيح أنني لم أحبه إلا أنني لم أقتله ، بل أجهزت عليه الجاموسة! " كلام غير مفهوم.. كيف يمكن أن يقتل حيوان إنسانا برصاصة!!
وجاء تقرير المعمل الجنائي ليؤكد براءة الزوجة، لا توجد أي بصمات على البدقية المستخدمة في الحادث، ويأخذ التحقيق أتجاها جديدا وتتجه الشبهات هذه المرة إلى الجاموسة!!
ويتبين من التحريات الجديدة لضابط الشرطة ممدوح ابو زيد أن الفلاح بعد عودته من الحقل ألقى ببندقيته في الحظيرة وبدأ في ربط الجاموسة التي أصابتها ثورة شديدة هاجت على أثرها وماجت، وتصادف أثناء ثورتها دخول أحد ظفريها في زناد البندقية فانطلقت رصاصة قتلت الفلاح على الفور وأمرت النيابة بحفظ التحقيق بعدما تبين أن القاتل لها أربع أرجل!! 

الاثنين، 1 يوليو 2019

عجائب عبد القدوس -مصطفى شردي : ثلاثون عاما على وفاة صحفي عظيم


اليوم تمر ذكرى وفاة صحفي عظيم اسمه مصطفى شردي.. هل تعرفه؟
منذ ثلاثين عاما بالضبط وتحديدا في 29 يونيو من عام 1989 أنتقل إلى رحمة الله وبدأ حياة جديدة عند ربنا أجمل من هذه الحياة الفانية! وإذا كنت حضرتك لا تعرف المرحوم مصطفى شردي فهذا يدخل في دنيا العجائب لأن تأثيره كبير جداً على الصحافة المصرية من حيث تطوير أداءها وقدرتها على قول كلمة الحق في وجه سلطان باطل والاقتراب من الجماهير بالحديث عن المشاكل التي تحاصرهم، وكان قدوة يحتذى بها من خلال عمله بجريدة الوفد التي قام بتأسيسها عام 1984 عندما كان فؤاد باشا سراج الدين رئيساً للحزب، وكانت تلك الصحيفة المعارضة حدث جديد على الصحافة المصرية أحدثت دويا على جميع الاصعدة بين القراء والمسؤولين والصحفيين على حد سواء.
ويمكن تقسيم حياة المرحوم مصطفى شردي إلى عدة أقسام فهو "بورسعيدي" الأصل ، وعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ودمرت مدينة بورسعيد قام الفتى الناشئ العاشق للصحافة بتصوير التدمير الذي لحق بالمدينة وأرسلها إلى أستاذه المرحوم مصطفى أمين ، وعن طريقه عرفها العالم كله ، وهكذا بدأ حياته الصحفية "بخبطة" عالمية.
وبعد تخرجه من كلية الآداب قسم صحافة سافر إلى الخليج العربي ولم تكن دولة الإمارات قد تكونت بعد ، وكانت المنطقة بدائية وتعيش على الفطرة! لكنه نجح في إنشاء صحافة حديثة هناك رغم قلة الإمكانيات والقراء، وما تزال الجريدة التي قام بتأسيسها في أبوظبي تحتل المكانة الأولى بين الصحف هناك.
وعقب عودته إلى مصر أوائل السبعينيات من القرن العشرين عمل فترة في مجلة آخر ساعة وبسرعة أثبت وجوده وترك بصمة على المجلة، وأرتقى بسرعة الصاروخ حتى أصبح نائبا لرئيس التحرير.
وكان حزب الوفد بعد عودته إلى الحياة السياسية يبحث عن رئيس تحرير، وعندما سأل رئيس الحزب الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين عن الصحفي الذي يصلح لهذه المهمة أجابه على الفور وبدون تردد مصطفى شردي مفيش غيره.
وخلال أسابيع قليلة بعد صدورها أصبحت جريدة الوفد ملء السمع والبصر بفضل رئيس تحريرها الشجاع صاحب القلم الرشيق الذي خاض معارك عدة دفاعا عن الناس في وجه الظلم، وتعرض لتهديدات كثيرة انتهت بتحطم سيارته، وتقديم بلاغات ضده وضد أسرته! لكنه صمد ولم يتراجع ، بل وقام بتحويل الوفد إلى جريدة يومية، وأصبحت من أكثر الصحف المصرية انتشارا نافست في ذلك الوقت الصحف العريقة مثل الأهرام والأخبار!! واختارته بورسعيد نائبا لها في البرلمان ، فأثبت وجوده وكفاءته تحت القبة برغم مشاغله الصحفية.
وعند وفاته شهدت مدينته بورسعيد جنازة لم يسبق لها مثيل!!
وكان أستاذي مصطفى شردي رحمه الله يجمع بين الحسنيين ، فهو جاد جدا في عمله ومفيش هزار! لكنه في ذات الوقت إنسان لطيف ومحب للنكتة!
وختامه مسك بالحديث عن زوجته العظيمة السيدة "ثريا" التي وقفت معه في السراء والضراء وكانت من العوامل الأساسية لنجاحه وتحمله لمختلف المتاعب التي أحاطت به ، وكذلك أبناءه خاصة صديقي العزيز محمد مصطفى شردي الذي ينطبق عليه المثل القائل "ابن الوز عوام"، فقد عمل في الوفد ووصل إلى أعلى المناصب ثم أعتزل في الوقت المناسب عندما لم يعد الوفد زي زمان. عجائب.