ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 1 نوفمبر 2018

ست الكل : الحب واطواره الثلاث


من أعظم قصص والدي الراحل إحسان عبدالقدوس قصة "لا تطفئ الشمس" وفيها كتب إهداء إلى شريكة عمره ست الحبايب.. ختمها بقوله: "إلى حلم صباي وذخيرة شبابي وراحة شيخوختي إلى زوجتي والحب في قلبينا" .. وهذا الكلام الجميل يؤكد أن العاطفة الحلوة بين حواء وآدم تمر بمراحل ثلاث.. الأولى مرحلة الرومانسية أو الحب الأول التي لخصها في كلمتين حلم صباي، وهذا الحب قد يتطور ويصبح الأول والأخير إذا نجح في اجتياز المرحلة الثانية من تلك العاطفة واسمها "ذخيرة شبابي" ، فهي وقوده وسنده في مرحلة الكفاح وبناء نفسه تقف إلى جانبه في الحلوة والمرة وأقسى الظروف حتى يجتازها بنجاح ، تنطبق عليها تلك الحكمة الرائعة التي تقول: وراء كل عظيم أمرأة ، فهي عنده بمثابة ست الكل ، وأخيرا تأتي مرحلة الحب الأخير "راحة شيخوختي" ، وهي استراحة من الحياة وإحالة إلى التقاعد بعدما أدى واجبه، وفي هذه الفترة ترى الأولاد قد نضجوا وانجبوا الأحفاد يعيش فرحا بهم حتى يلقى الله.
وإذا جئنا إلى واقع الدنيا أقول : يا بخت من وجد في شريك العمر هذه المراحل الثلاث، فلا تجدها مجتمعة سويا في شخص واحد الا قليلا.. حلم الصبا عادة ينتهي مع وداع المراهقة وتبقى ذكرى حلوة، ويصبح أكثر واقعية فيتزوج من تسانده في الحياة أو ذخيرة شبابه! وهي أشد المراحل صعوبة وتعقيدا وكثيرا ما تفشل فيضطر إلى استبدال ذخيرته هذه بذخيرة أخرى تساعده وهو يخوض معركة الحياة!! وأخيرا تأتي "راحة شيخوختي" ، وقد يموت أحدهما مبكرا، ويضطر شريك العمر إلى الزواج من جديد حتى لا يقضي بقية عمره وحيدا وهو في حاجة إلى الرعاية ، لكنها ليست حلم الصبا ولا ذخيرة الشباب، أنه ارتباط الضرورة وهي قد تكون في حاجة إليه جدا ، فهي أيضا مثله لا تستطيع أن تعيش وحيدة.
وإذا جئنا إلى كاتبنا الكبير والدي رحمه الله نجد أن حظه من السماء تزوج شريكة العمر في نوفمبر من عام 1943، وشهدت معه مراحل الحب الثلاث.. حلم صباي وذخيرة شبابي وراحة شيخوختي حتى وفاته في عام 1990، ولم تطق الحياة بدونه، لحقت به في الحياة الأخرى بعدها بأربع سنوات فقط وربنا يرحمهم مليون رحمة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق