ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 11 نوفمبر 2018

سؤال شاغل بالي, مفاجأة شيخ الاذاعيين "فهمي عمر" : أوضاع الإذاعة بالغة السوء


إنه أقدم الأحياء من الاذاعيين الذين شهدوا مجد الراديو وشاركوا في صنع نجاحه الكبير أيام عصره الذهبي.. "فهمي عمر" يطلقوا عليه شيخ الاذاعيين ، وربنا يعطيه طول العمر والصحة.
سألته عما يشغل باله: فقال على الفور دون تردد: أوضاع الإذاعة السيئة أراها في منتهى السوء، ولا توجد نية حقيقية للنهوض بها ولا رغبة في ذلك.. الفارق شاسع بين الأمس واليوم ولا وجه للمقارنة..
وأعطيت "شيخ الاذاعيين" صديقي العزيز فهمي عمر الميكروفون ليشرح بالتفصيل ما يعنيه. وانطلق قائلا :
ما يشغل بالي هو الحال الذي أصبح عليه المبنى العريق القابع على نيل مصر في ماسبيرو، إنه المبنى الذي شهد مع مبنى الإذاعة العتيق في شارع الشريفين خطواتنا الأولى في مسيرتنا الإذاعية نحن أبناء الجيل الإذاعي الثاني الذي تولى تقديم البرامج والاذاعات الخارجية بعد جيل الرواد العظام الذين على أكتافهم قامت هذه الجامعة الاثيرية الباذخةالتي نشرت الثقافة والفنون بمختلف أشكالها وألوانها وقدمت برامج جاذبة جعلت من الراديو الانيس والجليس للأسرة المصرية فقد علمت الفلاح الأمي كيف يجيد زراعته ، وعلمت الام كيف تربي أطفالها وترعى شئون بيتها، وثقفت العامل في ورشته أو مصنعه لكي يصبح عاملا ماهرا، كانت الإذاعة المصرية منذ النشأة تسير على فلسفة وضعها الرواد الأوائل تقول بأن يقدم ميكروفون الإذاعة برامج تحتوي على الثقافة والترفيه وتقديم صور اذاعية واوبريتات غنائية ودراما جاذبة كانت شيئا جديدا في مجال الثقافة العامة والترويج البرئ وكان كل ذلك يقدم في أسلوب جاذب ولغة سليمة، الإذاعة المصرية منذ النشأة اجتذبت عمالقة القرآن ، وكبار الأدباء ورواد التمثيل وجهابذة التلحين والغناء، وكانت هي الجامع لأبناء الأمة العربية كان العالم العربي من الخليج إلى المحيط على قلب أذن واحدة يستمعون إلى إذاعة مصر. وعلى هذا النهج سار العمل في الإذاعة حيث كانت استوديوهاتها دائمة الحركة كانت الإذاعة شهريا تنتج مسلسلا دراميا أو أكثر بالإضافة إلى المسلسلات الأسبوعية والسهرات التمثيلية وكان مذيعوا ومعدوا البرامج ينتقلون بميكروفوناتهم في أنحاء مصر يزورون القرى والنجوع ويتحدثون إلى الناس ويتعرفون على مشاكلهم وهمومهم وطموحاتهم لعرضها على الرأي العام والمسؤولين ، وكانت الإذاعة من خلال برامجها في المدن الكبرى تكتشف الخامات الواعدة من المطربين والملحنين والشعراء والزجالين واقطاب الفكاهة وكان هذا هو دأب الإذاعة في زمنها الجميل.
والآن أنا مشغول البال بهذا الجهاز الذي أعطاني الكثير حيث ينتابه الخمول ولا أشعر بحركة إيجابية في استوديوهاته ولا أحس بأن أبناءه يقومون بالجهد المطلوب منهم، الاستوديوهات خاوية على عروشها فليس هناك إنتاج درامي أو غنائي وليس هناك ميزانيات مخصصة لإنتاج برامج جديدة ، حتى البرامج القديمة التي كان لها وقع في النفوس التي لا تكلف الإذاعة ماديالا يقدمها أحد مثا برنامج "الهواة، أوائل الطلبة، والعشرين سؤال" ويشغل بالي أنني لا أرى حماسا يؤدي إلى عودة الإذاعة إلى سابق عهدها كمنارة تبث العلم والفن وتكتشف ما في تربة مصر من خامات واعدة ، ويشغل بالي أنني لم أسمع برنامجا جديدا ولا أرى نجاحا بازغا من بين أبناءها يعطي جهدا من أجل فكرة جديدة أو برنامج يكون له جماهيرية ويتحدث عنه الناس ، أريد للإذاعة أن تعود إلى دورها الرائد تعلم الناس وتمحو الأمية وتكون منبرا لأصحاب الحاجات.
ما يريح بالي ولا يتعبه أن تعود الإذاعة إلى زمنها الجميل.
محمد عبدالقدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق