بلادي في مصيبة كبيرة، الاستبداد السياسي يتحكم فيها، والعسكر احكما ااسيطرة عليها، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : كيف تخرج مصر من تلك البلوى ؟
فوجئت بمن يقول لي: علينا أن نتقبل بالأمر الواقع ، فكل القوى السياسية الموجودة في الساحة أضعف من أن تواجه تلك الديكتاتورية الجاثمة على أنفاسنا.!!
أصابني هذا الرأي بدهشة شديدة ، وازدادت دهشي عندما قال: قبضة الإستبداد ستخف وسيترتب على ذلك الإفراج عن آلاف من المظلومين في السجون المصرية وهذا في حد ذاته أمر إيجابي جدا!
كادت أعصابي أن تفلت مني وقلت له في حدة: ما هذا الذي تقوله يا أستاذ.. أن هذا يعني الإستسلام والهزيمة الكاملة وكلامك هذا مرفوض تماما.
قال في هدوء بارد: أنا أتحدث بالعقل وأنت تتكلم بعاطفتك.
كانت إجابتي : مافيش اى عقل يؤيد كلامك ثم إنك واهم تماما إذا ظننت أن آلاف السجناء سيتم إطلاق سراحهم بعدما تهدأ الأوضاع وبتوقف الكفاح ضد الاستبداد ، لابد لكل واحد من المعتقلين إذا أراد أن يرى النور قبل انقضاء مدة حبسه أن يبصم بالعشرة أنه مؤيد للانقلاب.
سألني : وهل عندك بديل للموقف الصعب الذي نواجهه؟
قلت له وقد خفت حدتي قائلا : علينا أن نأخذ بكل الأسباب المؤدية للنصر، ونترك أمرنا إلى الله القادر على نصرنا بإذن الله ، وقد شهدنا معجزاته أكثر من مرة في عصرنا الحديث مثل موت عبدالناصر المفاجئ الذي أدى إلى تغير خريطة مصر بالكامل وعودة التيار الإسلامي إليها بقوة، ثم ثورة 25 يناير ، وكانت مفاجأة كبرى وشعب مصر معروف بمفاجآته، وفي انتظار مفاجأة جديدة تطيح بالوضع القائم.
ونرجوا أن تكون قريبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق