ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 2 يوليو 2023

حكايات إحسان عبدالقدوس - أغرب طريقة في الحصول على خبر !!


في فصل الصيف وفي أواخر الثلاثينات من القرن العشرين بدأ حبيبي أبي "سانو" وهو أسمه بين المقربين منه أولى خطواته العملية في الصحافة .. البحث عن خبر ..
وأنت نفسك ستصيبك الدهشة مما فعله وتراه يدخل في دنيا العجائب.
وأترك الكلام لسيدتي وتاج راسي جدتي "روزاليوسف" تروي ما جرى في مذكراتها ..
تقول: سافر أبني في العطلة الصيفية إلى الإسكندرية وتصادف أن المرض داهم مراسل "روزاليوسف" الذي كان موجودا هناك!
وأصبحت في ورطة، فالمدينة تعج بنشاط سياسي واسع طيلة أشهر الصيف، كما هي العادة في كل سنة ، واتصلت بأبني وطلبت منه أن يحاول الحصول على بعض الأخبار ، ويرسلها إلى المجلة في أسرع وقت قبل الطبع، وانطلق ولدي يمارس مهنة الصحافة!
ويحاول الحصول على خبر لأول مرة في حياته!
فذهب إلى فندق "وندسور" في قلب المدينة الذي كان ملتقى كبار الساسة في ذلك الوقت!
ووجد أمامه الدكتور "محمد حسين هيكل باشا" وكان مفكراً وأديبا وسياسيا مرموقاً ، ورئيساً لحزب الأحرار الدستوريين ، فتقدم إليه وقال له ببساطة وتلقائية: "ماما بتسلم عليك، وبتقولك عايزين أخبار"!!
وأسألك: هل يوجد صحفي في الدنيا يحاول الحصول على خبر بهذه الطريقة ؟؟
وتقول السيدة "روزاليوسف" :
أصابت الدهشة الدكتور "هيكل" من هذا الفتى الصغير الذي لم يبلغ بعد العشرين من عمره!
وقال له في دهشة وهو يتساءل: "أخبار إيه يا أبني ".
فقال "إحسان": "ماما قالت لي هات أخبار ".
وزادت الدهشة الدكتور "هيكل " حتى علم أنه ابني فضحك كثيراً ورحب به!
وأرسل لي يومها أخبار كثيرة.. ملأت سلة المهملات!!
وتضيف قائلة: ومن هذه اللحظة بدأ إهتمامه بالصحافة ، فكان وهو في كلية الحقوق يكتب من حين لآخر .. قصة أو حادثة أو شيئاً من هذا القبيل .. كنت أختار الصالح منه، وأنشره تشجيعاً بإمضاء "سونة" فهو أول توقيع صحفي له، وكان أبني إذا إقتربت امتحانات نهاية السنة في الحقوق يحبس نفسه في المنزل! ويحلق شعره تماماً .. زيرو .. حتى يضمن عدم الخروج مهما كانت المغريات!
فإذا سألته عن ذلك أجابني ضاحكاً:"علشان أبعد عن البنات" !
والجدير بالذكر أن جدتي"روزاليوسف" لم تكن متحمسة لهواية أبنها في كتابة القصص!!
كانت تريده صحفياً محترفا حتى ينهض بمجلتها التي ضحت من أجلها بالكثير!
والمفاجأة أن "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله وصل إلى القمة في أهم مجالات الإعلام وهي الصحافة والقصة معا وكذلك الكتابة السياسية وهو أمر لم يحققه غيره!
فهو صحفي من الطراز الأول!
وفي عهده نهضت "روزاليوسف" نهضة كبرى وقد تولى رئاستها مدة تقرب من عشرين سنة ، وبعد ذلك أنتقل مسئولا عن "أخبار اليوم" ، في الستينات من القرن العشرين الميلادي ، وكان توزيعها هابطا، فالسيطرة كلها في ذلك الوقت ل"أهرام" "هيكل" ومع ذلك بذكاؤه وشطارته وموهبته كسر حاجز المليون نسخة في التوزيع.
وكانت هذه أول مرة في تاريخ الصحافة العربية كلها أن تنجح صحيفة في جذب أكثر من مليون قارئ ، مع العلم أن عدد سكان مصر يومها لا يتجاوز الأربعين مليون نسمة نصفهم من الأميين!!
وبداية مجده الصحفي فندق "وندسور" بالإسكندرية أواخر الثلاثينات من القرن العشرين!
وكان الكاتب المرموق وقتها فتى صغير وقال للباشا الكبير: "ماما بتسلم عليك وبتقولك عايزين أخبار"!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق