ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 8 نوفمبر 2025

عجائب عبد القدوس - سؤال حيرني .. وعرفت إجابته!!



منذ أيام وتحديداً في الرابع من نوفمبر الماضي .. كان هناك ما يسمى بعيد الحب الذي دعى إليه عملاق الصحافة المصرية "مصطفى أمين" رحمه الله قبل سنوات!! وتحديداً عام ١٩٧٤ ولم يحتفل به أحد! 


والسؤال الذي حيرني في هذا الموضوع أن هذا الرجل نفسه مع توأمه "علي أمين" ربنا يرحمهم .. دعوا قبل سبعين عاما بالتمام والكمال إلى عيد الأم .. وكان ذلك عام ١٩٥٥ .. ونجح نجاحاً عظيماً ، بل تستطيع أن تعتبره أنجح عيد من صنع المصريين ولا ينافسه في ذلك سوى شم النسيم .. 

فلماذا نجح عيد الأم هذا النجاح الهائل بينما تمر مناسبة الاحتفال بالحب دون إحتفال ولا أحد يذكر هذه المناسبة .. 

وهذا السؤال الذي حيرني وجدت إجابته سريعاً .. فالأم مكانتها كبرى في المجتمع والحب لها راسخ عادة من الأبناء إلا إستثناء .. 

وإذا وجدت أحد لا يحب أمه تبقى مصيبة !!

ومن حقك أن تتهمه بأنه إنسان بلا أخلاق .. واحترس منه جداً لأن "اللي مالوش خير في أهله" .. لا يؤمن جانبه و"مالوش خير في حد" 


وإذا جئنا إلى عيد الحب .. نجد أنه نفتقد كثيراً في حياتنا خاصة في عصر الدش والتواصل الاجتماعي .. وسمعته للأسف سيئة وتختلط مع الإنحلال والفساد الأخلاقي في كثير من الأحيان .. ويغلب عليه نوع واحد هو الحب بين الرجل والمرأة مع أن تلك العاطفة النبيلة أوسع من ذلك بكثير .. ولذلك نجد فتور ببلادنا في الإحتفال بعيد الحب. 


وفي الغرب نجد الإحتفال بعيد الحب أو ما يسمى "بالفالنتاين" موعده شهر فبراير .. وقد أنتقل إلى بلادنا حديثاً ولم يكن معروفاً قبل ذلك .. ويقتصر على طبقة الأثرياء .. ولا يعرفه رجل الشارع العادي عندنا بعكس عيد الأم .. وأراه يسيئ إلى الحب الحقيقي هو الآخر لأنه لا يحتفل بتلك العاطفة النبيلة بمعناها الواسع العظيم .. بل سمي "فالنتين" نسبة إلى صاحبه الذي ناضل دفاعاً عن الزواج في وجه الإمبراطور الروماني "كلوديس الثاني" وكان يزوج العشاق سرا مما أدى إلى إعدامه في ١٤ فبراير عام ٢٧٠ ميلادي .. وبالطبع لا أحد يتذكر هذه القصة .. بل هي فرصة للهيصة وليلة حلوة ويرتدي المحتفلون أزياء يغلب عليها اللون الأحمر ، وقد كان المفضل عند "فينوس" آلهة الحب الرومانية !!

وياما بنشوف في الدنيا الفانية عجائب وغرائب .. بعيدة جداً عن تلك العاطفة النبيلة. 


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 7 نوفمبر 2025

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - جعلوني مجرماً !!



فيلم سينمائي من أفضل الأفلام التي أنتجتها الشاشة المصرية وهو من بطولة الفنان الراحل الكبير "فريد شوقي" ..
وهناك حكاية حقيقية تشبه هذا الفيلم تماماً ..
وأقرأ ما قاله شاهد هذه القصة ..
البداية: يفاجأ ضابط الشرطة "جمال الشاذلي" بدخول اللص إليه في مقر عمله بمديرية أمن الجيزة ، وكان البحث جارياً عنه منذ فترة طويلة ، ولأول مرة يقول متهم لضابط أمن : من فضلك أريدك أن تقبض علي وتدخلني السجن !!
هل قرأت أغرب من ذلك في حياتك ؟؟
ويتمالك ضابط الشرطة نفسه ويبدأ اللص في رواية قصته: لقد خرج من السجن تائبا يريد العودة إلى المجتمع إنسانا صالحا ، لكن الناس لم تمكنه من ذلك ، أصدقاءه تنكروا له ، الفتاة التي أحبها ووعدها بالزواج تركته قائلة: "كيف اتزوج من لص"؟؟
ووصلت الجفوة بينه وبين الناس حتى أسرته .. أبواه .. إخوته .. يعاملونه بحذر وكأن القدر قد أبتلاهم به !!
أبواب العمل كلها أغلقت في وجهه.
وعاد إلى السرقة ، متردداً في البداية ثم رغبة بعد ذلك في الإنتقام من المجتمع ، ولم يخشى السجن ، فلا أحد هناك يعامله بجفاء .. العكس هو الصحيح .. الكل يحترمه لأنه أشدهم بطشا وأقواهم عضلات !
وأمام النيابة يعترف بالتفصيل بكل السرقات التي ارتكبها ويرشد عن المسروقات ، بل ويحاول أن ينسب إلى نفسه بعض الجرائم الوهمية !!
إنه يريد السجن !
يقول لوكيل النيابة: لا داعي للمثول أمام المحكمة ، إن إجراءاتها طويلة وأنا أريد أن استريح .. الكل ينظر إليه في دهشة: هل هناك أحد يفضل السجن على حياة الحرية مهماً كانت قسوتها ؟
وهل يعقل أن يكون سعيداً وهو يذهب وراء الشمس من جديد !!
أليست حكاية غريبة.. وغريبة جداً كمان ..
جعلوني مجرماً !!
محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - حبسها سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ مصر!!



جدتي حبسوها !! وحبسها كان فريد من نوعه وأثار ضجة كبرى فهي لم ترتكب جريمة حتى تذهب وراء الشمس .. وكل من دخلوا السجن من بنات حواء حتى هذه اللحظة كان وراءهم مصيبة .. قتل أو نشل أو دعارة .. أما سيدتي روز اليوسف فقد دخلت السجن لأن دماغها ناشفة! إنسانة عنيدة و تحارب الحكومة في مجلتها ، فهي أول من تم حبسها في تاريخ مصر كلها لأسباب سياسية .. وسجنها كان خير وبركة عليها لأنها زادت من شهرة المطبوعة التي تصدرها وتضاعف عدد القراء الذين يقبلون على قراءتها.
وتصف السيدة العظيمة ما جرى قائلة : جاء أحد وكلاء النيابة مع قوة من البوليس لتفتيش المجلة ، وكان هذا أمر عادي إلا أنني وجدت في طريقة المسئول عن التفتيش استفزازا كبير و مبالغة في الإرهاب ، فلم أتمالك نفسي وأصطدمت به وصاح وكيل النيابة قائلا أن في تصرفي تعديا عليه أثناء تأدية وظيفته ، وتلك تهمة خطيرة في قانون العقوبات!!
والتفت إلى أحد جنوده قائلا يا عسكري خدها في اللوري ووديها النيابة!!
وأفلتت مني أعصابي : فقلت له يظهر أنك عايز تترقى على حسابي ، فازدادت ثورة وكيل النيابة ،وهكذا وجدت نفسي متهمة بجريمة أخرى!
وتولى التحقيق رئيس النيابة "توفيق رضوان" واستغرق إستجوبه لي ساعات وعشرات الصفحات!
وأخيرا قال لي "حاحبسك"!!
وتضيف "فاطمة اليوسف" : بالطبع تملكتني الدهشة الشديدة لكنني تمالكت أعصابي وقلت له في هدوء : أتفضل أحبسني!!
وهكذا دخلت إلى سجن مصر
وإلى اللقاء غدا أن شاء الله حيث أروي على لسان "ست الكل" عليها الف رحمة تفاصيل الايام التي قضتها محبوسة !
محمد عبد القدوس

الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - أحكم بنفسك.. أليست معجزة إنسانية ؟؟



مساء اليوم تحتفل مجلة "روزاليوسف" بمرور قرن كامل على إصدارها على يد جدتي عام ١٩٢٥ ، وهي كما أخبرتك من قبل المجلة الوحيدة في العالم كله الذي تحمل اسم صاحبتها ، فلا يوجد مطبوعة صحفية في الدنيا تسمى باسم من أصدرها !! 


وعندما أهداني حبيبي أبي رحمه الله كتاب عن ذكرياتها .. كتب يقول لي: أفتخر بجدتك .. إنها معجزة إنسانية .. "روزاليوسف" اسم أجنبي لكنها أصبحت مصرية صميمة شامخة كالهرم. 


ولم أفهم في البداية يعني إيه: معجزة إنسانية .. لكنني عندما قرأت سيرة حياتها بالتفصيل قلت في نفسي: بالفعل هذه السيدة معجزة بكل المقاييس .. يعني مثلها لا يوجد إلا كل كذا مليون مليون .. 


وصدق أو لا تصدق جاءت إلى مصر قادمة من بلاد الشام طفلة صغيرة بلا أب ولا أم ولا أي أقارب حتى من الدرجة العاشرة وحيدة تماماً .. ومع ذلك أصبحت نجمة في المسرح ثم الصحافة مع أن مصيرها الطبيعي كان الضياع ، لكنها نجحت وتألقت وهذا أمر استثنائي تماماً .. يعني نادر جداً جداً .. 


ومن حقك أن تسألني: إزاي إنسان يعيش في الدنيا وليس له أهل ولا أقارب .. يعني مقطوع من شجرة بالتعبير العامي!! 

والإجابة أن بدايات حياتها غريبة وشاذة فهي من مواليد طرابلس بلبنان وكانت في هذا الوقت جزء من بلاد الشام .. وكان ذلك أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .. وبعد ولادتها بفترة قصيرة جداً ماتت أمها! 

ووالدها واسمه "محمد محي الدين اليوسف" .. كان تاجراً غير مستقر في مكان واحد فترك أبنته عند جيرانه يقومون برعايتها مقابل مبلغ من المال .. وبعد فترة مات الأب هو الآخر .. وطلع الجيران "أندال" .. وبعد انقطاع المبلغ قالوا البنت دي ماتلزمناش !! 

وقرروا التخلص منها .. وكان هناك صديق لهم مسافر الى البرازيل .. واتفقوا معه على أن يأخذ هذه الطفلة معه تؤنسه في وحدته .. وتحركت الباخرة من ميناء بيروت في طريقها إلى آخر الدنيا .. أمريكا الجنوبية ، ويظهر أن البنت التي كانت معه شقية وعفريتة وشعر المهاجر أنها ستكون عبء عليه !! 

فقرر التخلص منها .. وعند وصول الباخرة إلى ميناء الإسكندرية وجد صديق له يعمل في المسرح اسمه "إسكندر فرح" .. فقال له: أنت عندك أربع بنات .. خذ البنت دي كمان عندك وبذلك يصبحوا بناتك خمسة !! 


وهكذا جاءت إلى مصر وعمرها أقل من عشر سنوات .. 

وأسألك: أليست معجزة إنسانية .. إزاي المهاجرة الطفلة اليتيمة التي ليس لها أهل .. تصبح نجمة في مصر .. 

ولمعلوماتك هي أول سيدة في بلادنا تقوم بتأسيس مجلة .. ومجال الصحافة في هذا الوقت كان حكرا على الرجال .. ومجتمع ذكوري تماماً .. لكن "روزاليوسف" أقتحمته برغم أنها غير مصرية ..


 ألا توافقني في أنها معجزة إنسانية ؟؟


محمد عبدالقدوس

الأحد، 19 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - صحفي مختلف عن الاف مثله وقع في غرام الست!!



أرى الدهشة طرأت على وجهك من عنوان مقالي ولابد أن تسال على الفور عن من أقصده والست التي وقع في غرامها!!
وإجابتي : هذا الاسبوع له ذكريات خاصة عند أسرتنا ..
ففي يوم 25 أكتوبر القادم سيكون مر قرن كامل على مجلة روز اليوسف ..
التي أصدرتها جدتي في أكتوبر عام 1925 .. وهي لمعلوماتك .. المجلة الوحيدة في العالم كله شرقا .. وغربا.. وجنوبا.. وشمالا التي تحمل أسم من أصدرها !
فلا يوجد في الدنيا كلها مطبوعة تحمل أسم صاحبها سوى روز اليوسف.
وصديقي الذي أتحدث عنه وأراه بحق مختلف عن غيره من الاف الصحفيين أسمه رشاد كامل.. محب بحق وحقيقي لروز اليوسف .. قام بتسجيل تاريخها وكل ما يتعلق بها في سبعة عشر كتاب.. وفيها مفاجأة عديدة ..وأنفرادات جديدة لم يسبقه إليها أحد تتعلق بجدتي وحبيبي أبي والفرسان الذين قامت على أكتافهم مجلة روز اليوسف.
والباحث المؤرخ من الصحفيين تراه ندرة بين زملاءنا ولذلك قلت عن صديقي رشاد كامل .. صحفي شاطر ومتميز ويختلف عن غيره من العاملين برافو عليه.
وصاحبي العزيز يستحق تعظيم سلام لأنه لم يكتف بأن يكون مجرد مؤرخ متميز بل وصحفي شاطر .. ترقى بسرعة في مجلة صباح الخير حتى أصبح مدير للتحرير وتولى رئاسة تحرير المجلة لمدة ست سنوات وظن البعض أنه سيجعلها مجلة تاريخية تتحدث عن الامجاد الصحفية .. لكنه رفع شعار: مجلة للعقول الشابة والعقول المتحررة .. يعني تتحدث عن المستقبل وتخاطب الشباب وهو الشعار الذي صدرت به المجلة منذ ما يقرب من سبعين عاما في يناير عام 1956 .. وجدتي روز اليوسف التي أصدرتها كانت امرأة عجوز لكنها في مجلتها تخاطب الشباب وهذا سبب أخر يجعلها امرأة استثنائية بكل المقايس .
وسالت صاحبي المتميز رشاد كامل : وما الذي جعلك تسلك هذا الطريق الذي لا يسلكه من الصحفيين إلا قلة يعني استثناء أو على سبيل الندرة مؤرخ صحفي؟!
أجاب: أعمل إيه .. واقع في غرام الست .. والحب له أحكام وكنت مخلصا جدا في حبي لها وقررت تكريس حياتي كلها من أجلها..
تعليق من عندي ما أروع هذا الحب ..
محمد عبد القدوس

الجمعة، 17 أكتوبر 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - عاقبته الدولة بسبب دفاعه عن الحب!



هذه الحكاية أراها تشكل مفاجأة لحضرتك .. 

قد تعتقد لأول وهلة أنه كتب قصة من قصصه الجريئة وفيها حب وغرام خارج عن المألوف فعاقبته الدولة على ما فعله !! 

وتتساءل: ومن الذي عاقبه من رجال الدولة ؟؟


والموضوع مختلف تماماً .. لأنه أراد أن يقول للناس أن الحب له معنى واسع جداً غير حب "روميو و جولييت" و"قيس وليلى" فلا يقتصر على الحب بين الرجل والمرأة .. بل له معاني متعددة .. ولماذا تحاولون حصر الحب في شكل واحد فقط .. ولكن لم يسمح له بذلك. 


وهذه الواقعة تعود إلى عام ١٩٥٤ وكان ذلك عقب خروجه من السجن بعدما قضى عدة أشهر وراء الشمس لدفاعه في مقالاته عن الديمقراطية .. وكان يخشى من أن يطاح بها لصالح الاستبداد السياسي. 


ولأن مكانته كبيرة في المجتمع ومجلة "روزاليوسف" كانت ذائعة الصيت في ذلك الوقت وتستطيع أن تعتبرها رقم واحد في مصر .. فقد أرادت الدولة العمل على إرضاءه وطلبت منه أن يقدم برنامج في الإذاعة بعيداً عن السياسة .. ووافق والدي الغالي رحمه الله على مضض فهو لا يجد نفسه إلا وهو يكتب فقط .. ولا يجيد الحديث مع الجمهور .. وبدأ بالفعل في طرح أفكاره في الإذاعة المصرية ، في مساء كل أسبوع ، وكان بختم كلامه بتعبير "تصبحوا على حب" .. وثار جزء لا يستهان به من الرأي العام على "تصبحوا على حب" !! 

واعتبروا ذلك خدش للحياء .. وخروجا عن التقاليد ، ودعوة للبنات للانحلال باسم الحب !! 

وطلبت منه الإذاعة أن يختم كلامه بما هو سائد "تصبحوا على خير" لكنه رفض ! 


وكان "ناصر" وقتها في طريقه إلى إحكام قبضته على السلطة والانفراد بالحكم فلم تعجبه الضجة المثارة ، وتدخل في الموضوع واقترح على أبي رحمه الله تعبير "تصبحوا على محبة" بدلاً من "تصبحوا على حب" التي لا تعجب جمهور المستمعين .. وهو حل وسط ! 

والمحبة تعبير جديد وسيلقى ترحيب من الرأي العام ! 

لكن أبي فارس الحب رفض أن يتخلى عن محبوبته .. وقال وكلامه صحيح تماماً .. كل من يعترض يظن أن الحب يعني العشق بين الرجل والمرأة ، وأنا أريد تصحيح هذا المفهوم .. لأن تلك العاطفة النبيلة تشمل الحياة كلها .. حب الله والناس والوطن. 


ومع أن وجهة نظره تلك عشرة على عشرة فقد صدر قرار بوقف برنامجه ليس في المادة التي يقدمها .. بل في خاتمتها: "تصبحوا على حب" ! 

واستراح حبيبي أبي لسببين .. 

أولهما أنه لم يتراجع في مواجهة الرأي العام ولا الدولة كلها ، 

والأمر الثاني أنه لن يحمل بعد اليوم هم برنامج إذاعي يقدمه بل سيتفرغ لمعشوقته الصحافة وكتابة القصص. 


محمد عبدالقدوس

الخميس، 16 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - خبر حلو مصدر نكد!! وزعلت قوي!!


في البداية كنت فرحان لكن عندما بحثت عن تفاصيله أصابتني صدمة وزعلت قوي قوي .. 


قبل أسابيع قليلة أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بيان عبارة عن خبر حلو مفاده أن ترتيب مصر في الإبتكار العلمي تحسن كثيراً وأصبحنا في المركز ٨٣ بعدما كانت بلادنا في المركز ٩٥ !! 


ولأن الحلو مايكملش .. فقد طالعت بعدها الإحصائية الدولية التي تتحدث عن مراكز الدول وترتيبها من حيث الإبتكار .. 

وبدلاً من أن تكتمل فرحتي بالإنجاز المصري زعلت قوي قوي! 


وهذا الترتيب الدولي مليئ بالمفاجأة وأولها مثلاً أن سويسرا تحتل المركز الأول من بين ١٣٩ شملتها الإحصائية.

 وهذا أمر تعجبت له جداً وأظنك أنك ستكون مثلي .. فهذه الدولة لا حس لها ولا خبر في مجال التكنولوجيا !! 

ومن بعدها تأتي السويد ثم أمريكا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وبريطانيا وألمانيا واليابان وفرنسا وغيرها من الدول المتقدمة .. 

لكن زعلت عندما وجدت إسرائيل في المركز الرابع عشر .. 

وازداد زعلي قوي عند مقارنتها بالدول العربية وبلاد أمجاد يا عرب أمجاد .. حيث جاءت الإمارات في المركز الثلاثين .. يعني بعد العدو الصهيوني ب١٦ مركز ثم السعودية في المركز ٤٦ وقطر ٤٨ والمغرب ٥٧ والبحرين شغلت المركز ٦٢ والأردن ٦٥ وسلطنة عمان ٦٩ والكويت ٧٣ وتونس ٧٦ وأخيراً يظهر اسم مصر رقم ٨٣ تليها لبنان في المركز التسعين والجزائر الشقيقة في المؤخرة بين الدول العربية في التقرير ورقمها ال ١١٥.


وأتساءل في حسرة وحزن إزاي مصر حبيبتي في هذا المركز المتأخر ، مش بس رقمها ٨٣ في الإبتكار ، لكن الأدهى واللي يزعل بجد إننا ورا خالص بين الدول العربية وترتيبنا العاشر .. يعني هناك تسع دول عربية أفضل منا من حيث الإبتكار والتقدم العلمي مع أن مصر فى يوم من الأيام كانت منارة المنطقة كلها .. فما الذي جرى ؟؟

ليه وعلشان إيه وكل علامات الاستفهام في الدنيا عن أسباب هذا التدهور الذي أصاب حبيبتي الغالية  .. عجائب بدل المرة مليون !! 


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 10 أكتوبر 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - رصاصة أبي أنطلقت !!




والدي الغالي كتب آلاف القصص جعلته أديباً متميزاً ، لكن هذه القصة بالذات لها مذاق خاص ..
أنه عمل أدبي يعبر بامتياز عن شهادة أمة عاشت الإنكسار ثم الإنتصار.
والقصة بدايتها من أيام بلوى الهزيمة عام ١٩٦٧ .. البلد كلها حزينة ومكسورة .. مش مصدقة ما جرى!!
إزاي جيشنا العظيم ينهزم بالشكل ده .. وقتها كان حبيبي أبي حزيناً واعتزل الناس وكتب قصة قصيرة بعنوان "الرصاصة ما تزال في جيبي" .. خلاصتها عن جندي شايل رصاصة لم يطلقها بعد مازالت في جيبه رمزاً للكرامة اللي لازم ترجع وللأمل.
وهذا البطل الشاب واسمه "مجدي" ينتمي إلى أسرة بسيطة ويعيش قصة حب مع جارته "صفاء" الفتاة الجميلة الطيبة رمز الحلم النقي في حياته .. وعندما يعود إلى بلدته بعد إنتهاء الحرب يعاني من نظرات المجتمع القاسية حتى من "صفاء" نفسها وذلك بسبب الهزيمة .. الكل يتجنبه وهناك شبه مقاطعة له ، وكأنها رسالة من المجتمع تطالبه أولا بالثأر لما جرى .. ولا يطيق "مجدي" البقاء أكثر من ذلك بين أهله الذين يرمونه بنظرات احتقار صامتة ويعود من جديد إلى الجبهة .. ليؤكد لهم أن مصر لم تمت .. ويشارك في حرب الاستنزاف بشجاعة فائقة .. إنه بذلك يرد على كل إتهام لجنود مصر بالضعف والتخاذل ويتم تتويج ذلك كله في حرب أكتوبر وعبور قناة السويس ويا سلام على جيشنا عندما حطم خط بارليف ليثبت للعالم كله أن مصر قادرة على صنع المستحيل ، ولأول مرة ترى ضباط وجنود إسرائيليين أسرى في أيدي أبطالنا المصريين .. مشهد لا ينسى أبدا.
ويعود والدي الغالي بعد النصر إلى قصته التي كتبها وهو مجروح بعد الهزيمة ويوسعها لتكون رواية كاملة لكنه يظل محتفظا بعنوانها الأصلي: "الرصاصة ما تزال في جيبي" رغم أن رصاصة أبي أنطلقت بالفعل .. فقد كان يحتفظ بها منذ الكارثة التي جرت حتى يتذكر دوماً الكرامة المفقودة .. والأرض التي ضاعت .. الرصاصة هنا مش معدن ..
أنها تقول: مش هنسيب حقنا!
وهذه الرواية ليست في هذه الفترة حكاية جندي واحد يبحث عن الثأر بل حكاية كل مصري عاش المرارة وصبر واستنى وبعدين رفع رأسه بالنصر ..
وعندما تحولت الرواية إلى فيلم لقي نجاحاً عظيماً وهو أول عمل فني يعبر عما جرى يعرض على الشاشة وكان من بطولة "محمود يس" و"نجوى إبراهيم" و"حسين فهمي" و"صلاح السعدني" ، ولكل منهم حكاية ، وحصل والدي على جائزة أفضل قصة وأفضل سيناريو ، والموسيقار الشاب "عمر خورشيد" رحمه الله الذي وضع بطريقة بارعة الموسيقى التصويرية .. وظل هذا الفيلم في ذاكرة المصريين حتى الآن لأنه يعبر عن قصة كفاح شعب أنهزم ولم يستسلم ، ورفع راية المقاومة والتحدي حتى أسترد أرضه في النهاية ..
تعظيم سلام لأبطال مصر.
محمد عبدالقدوس

الخميس، 9 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - بطل لا تهمه حياته!!



بدأت بالامس حوار مع صديقي اللواء طيار أركان حرب محمد يوسف حماد وبطل من أبطال حرب أكتوبر الذي روى لي أربع حكايات عن نسور الجو كما شاهدها بنفسه وبالامس عرضت على حضرتك الحكاية الاولى و الثانية
الحكاية الثالثة
("ركب" طائرة العدو)
القوات الجوية اختارت يوم ١٤ أكتوبر عيدا لها، ففي هذا اليوم حدث أكبر اشتباك جوي في العالم شاركت فيه عشرات الطائرات من الجانبين واستمر ٥٤ دقيقة. ومن بين أبطال هذا اليوم الملازم أول "أحمد غصوب أبو الخير" من الإسكندرية .. أطلق صاروخين على طائرة "فانتوم"، لكنها لم تصب الهدف، فطائرة العدو تطير على ارتفاع منخفض بعكس "الميج" التي يقودها! لكن البطل المصري صاحب عزيمة قوية ولا يعرف اليأس، فنزل بطائرته من علوها الشاهق حتى "ركب" طائرة العدو وأطلق عليها صاروخاً فانفجرت! لكن هذا الانفجار أصاب طائرته أيضا، ومع ذلك استطاع النجاة، لكنه أستشهد بعد ذلك في طلعة تدريب سنة ١٩٧٥م وهو حاصل على وسام "نجمة سيناء" .. يقول اللواء محمد حماد: لا يمكن أن أنساه، لأنني كنت معه عندما أستشهد!! ونجوت بأعجوبة في اللحظة الأخيرة.
الحكاية الرابعة
(بطل من نوع خاص)
استشهد أول أيام الحرب في السادس من أكتوبر، أسمه "طلال سعدالله" ملازم أول، كان ضمن التشكيل الجوي الذي شارك في الهجوم على مطار "الميلز" بطائرته "الميج١٧"، وألقى بقنابله على الأهداف المحددة، ثم شاهد دشمة للعدو لم تصب، فلم يتردد في الانقضاض بطائرته على الدشمة كلها، واستشهد! وما فعله لا يمكن أن يقوم به إلا بطل من نوع خاص، ولذلك أستحق أعلى أوسمة الدولة العسكرية.
محمد عبد القدوس

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - بطولات لم تحدث إلا نادرا في العالم كله!!


هذا العنوان قد تراه يدخل في دنيا العجايب وتتهمني بالمبالغة لأنني وصفت بطولات أبناء مصر بأنها لا تحدث إلا نادرا في العالم كله وهذا سر دهشتك !!

وصدقني عنواني في موضعه تماما!!

هناك العديد من البطولات المجهولة في حرب أكتوبر المجيدة جديرا بنا أن نبرزها، وهي تدخل في دنيا العجائب، فلا يمكن أن يقوم بها شخص عادي.

ومن أجل هذا الغرض ألتقيت باللواء طيار أركان حرب "محمد يوسف حماد" الذي ظل في سلاح الطيران لمدة 32 عاما، شارك خلالها في حرب أكتوبر وكان أحد أبطالها. وقد تدرج في مختلف المناصب من ملازم صغير حتى وصل إلى رتبة لواء. وآخر منصب شغله نائب رئيس شعبة العمليات الجوية. 

وفي هذا اللقاء يروي أربع حكايات لزملاءه هو شاهد عليها، وكل حكاية يستحق صاحبها تعظيم سلام عليها. 

الحكاية الأولى (رجل استثنائي) 

أسمه "إسماعيل عبدالله إمام" من فاقوس شرقية رتبته نقيب حصل على أعلى وسام عسكري وهو نجمة سيناء والسبب أنه أسقط وحده ست طائرات للعدو برغم أن الأعداء كانوا متفوقين عليه بطائرات أحدث من تلك التي يقودها وهي "ميج ٢١" وهذا العدد من الطائرات التي أسقطها استثنائي جدا لم يعرفه التاريخ العسكري المصري من قبل، وهو أمر نادر كذلك في دول العالم المختلفة، وهذه الطائرات أسقطها الواحدة تلو الأخرى في أيام متتابعة، وفي اليوم الأخير أصيبت طائرته لكنه رفض القفز منها، وحاول النزول في مطار الصالحية، لكنها انفجرت واستشهد رحمه الله. 

الحكاية الثانية

(حكاية غريبة جداً) 

أبتسم اللواء محمد حماد عندما تذكره، ثم دمعت عيناه، أما سبب الإبتسامة فترجع إلى تذكره ولائم العشاء التي كانت والدة هذا الضابط تستضيفهم عليها في بيتهم بالمنصورة، وكان كل الطيارين بالقاعدة يذهبون بعد إنتهاء عملهم إلى هناك حيث يقضون ليلتهم .. أسمه "محمود شوقي الصاوي" من الدقهلية وتحديدا من المنصورة، استطاع صد هجوم العدو على مطار طنطا، في قتال جوي، ومنعهم من الوصول إلى هدفهم، وفوجئ بإحداها تلقي قنابلها على قرية مصرية أثناء فراراها مما ترتب عليه حريق كبير ومقتل العديد من الأبرياء، وصمم الضابط على مطاردة الطائرة التي ارتكبت تلك الجريمة، وأخذ يطاردها حتى خرج من المجال المصري كله، وأخيرا نجح في اصطيادها لكنه أصيب وسقطت طائرته، وظل أيام ثلاث داخل مياه البحر المتوسط بلا أكل أو شرب، وأخيراً وصل إلى أرض لا يعرفها واتضح أن أسمها "بلطيم"، وظن الأهالي أنه ضابط يهودي!! وضربوه ضربا مبرحا!! وبعد اكتشاف حقيقته نقل إلى المستشفى للعلاج، لكنه تركها في اليوم التالي مباشرة، وأصر أن يعود للقتال من جديد برغم الإصابات المتعددة التي لحقت به .. يا سلام على الرجالة. 

وغدا بإذن الله الحكاية الثالثة والرابعة



محمد عبد القدوس

الجمعة، 3 أكتوبر 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - معرفته بقائد حرب أكتوبر قديمة جداً!




جاء السادات إلى والدي ليشكره لسبب لا يخطر على بالك!! 


شهر أكتوبر الذي أطل علينا فيه ذكرى حلوة قوي .. 

تتمثل في الحرب التي قامت لتحرير سيناء .. 

ويا سلام على جيشنا العظيم نجح في أقتحام "خط بارليف" وفيه كل الحصون التي تحمي العدو الصهيوني الرابض في سيناء .. 

وظنت إسرائيل أن هذا الخط لا يمكن أقتحامه وهو يمتد على ضفاف القناة لمنع عبور القوات المصرية إلى سيناء .. 

وهذا ما أكده الخبراء العسكريين أيضاً .. لكن أبطالنا نجحوا في إسقاطه ، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي رأينا العشرات من الضباط والجنود الصهاينة أسرى في يد جيش مصر ، وهو مشهد لم يتكرر بعد ذلك في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل. 


وقائد حرب أكتوبر هو الرئيس "أنور السادات" رحمه الله ومعرفته بوالدي "إحسان عبدالقدوس" قديمة جداً ترجع إلى عام ١٩٤٦ .. وعن طريقه تعرف على العديد من الضباط الأحرار رغم أن "السادات" وقتها كان مفصولا من الجيش لأنشطته السياسية ودخل السجن بعد ضبطه في خلية إرهابية بتعبير الصحف في تلك الأيام وهي المنظمة التي قامت بقتل "أمين عثمان" باشا أحد أركان حزب الوفد بتهمة العمالة للإنجليز وكان مقرباً جداً منهم ، وكان "السادات" المتهم السابع في هذه القضية وحصل على البراءة. 

وبعد خروجه من السجن ذهب لمقابلة والدي ولم يكن يعرفه أو شاهده من قبل ، لكنه كان معجب جداً به لسبب لا يخطر على بالك أبدا ، وإعجابه ليس من منطلق أنه صحفي بارع أو كاتب قصة متميز ، بل لأنه رضي أن يأوي قاتل "أمين عثمان" رئيس الخلية التي ينتمي إليها "السادات" وذلك بعد خروجه من المستشفى التي كان يعالج فيها من جراء مطاردة الشرطة له .. 

وكانت أجهزة الدولة كلها تبحث عن قاتل المقرب من الإنجليز .. وحددت مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه ـ وهذا المبلغ يساوي اليوم كذا مليون ـ وتحذر من العقاب الشديد الذي ينتظر كل من يأويه .. لكن حبيبي أبي رحمه الله رضى أن يخاطر بمستقبله كله ومستقبل أسرته وقبل عن طيب خاطر أن يأوي من تبحث عنه الشرطة داخل بيته ، ولم يخطر على بال الدولة التي تطارد الهارب أنه يختبئ بالقرب منهم .. 

فقد كان والدي يسكن وقتها في عمارة "سيف الدين" بشارع القصر العيني .. وعلى بعد أمتار منه البرلمان والمقرات الحكومية والوزارات ، بل أن جريد "المصري" التي تعبر عن الوفد ملاصقة للعمارة التي يختبئ فيها القاتل .. الذي ظل في بيت أسرتنا عدة أيام قبل أن تقوم الخلايا التي يرأسها بتهريبه إلى الخارج بعد ذلك .. 


وبعد حصوله على البراءة أسرع الشاب الوطني "السادات" ليشكر البطل "إحسان عبدالقدوس" على شجاعته وزف إليه بخبر حلو وهو قرب زواجه من حبه الكبير فتاة كانت معجبة به جداً وهي "جيهان صفوت" .. التي اشتهرت بعد ذلك باسم "جيهان السادات". 

وترجم الكاتب الكبير ما جرى في قصة شهيرة له عنوانها "في بيتنا رجل" .. التي تحولت بعد ذلك إلى فيلم ناجح بطولة "عمر الشريف" حاز على إعجاب الناس. 



وهذه صورة " السادات" معي ومع شقيقي على بلاج سيدي بشر وهو بالمايوه ونحن أطفال عام ١٩٥٣  .. إنها أيام لا تنسى وربنا يرحم الجميع. 


محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - لو كان عندك الوفاء تبقى عشرة على عشرة !!



قبل أيام تحدثت معك عن الحب الحقيقي وليس الفالصو ، وذكرت كلام حلو في حقه ، وربطته بصفة الوفاء ..
فهذا الخلق هو الحافظ للحب بأنواعه من كل أعداءه مثل ..
الكذب والخيانة وعدم الإخلاص ، والخلافات والمشاعر التي يصيبها البرود بطول الزمن !!
وياريت تراجع نفسك في هذا الخلق بالذات ، فإذا وجدته "تمام" تبقى عشرة على عشرة ..
وإذا رأيته "مش قوي" تبقى برضه تستحق تعظيم سلام إذا عملت على سد هذه الثغرة الخطيرة في أخلاقك لا قدر الله !! لأنه يترتب عليها سلوك مش حلو.
والوفاء أراها صفة طبيعية مع الأهل فقط !!
طبيعي أن يكون الإنسان وفي لأهله مهماً طال الزمن منذ الصغر وحتى يشتد عوده ، واللي معندوش وفاء لأهله يبقى لا خير فيه .. وشاذ في أخلاقه !!
وأنواع الوفاء الأخرى هي الصعبة وفيها إختبار حقيقي لأخلاق الإنسان ..
مثل الحياة الزوجية .. وعدم الوفاء فيها نوعين ..
خيانة عيني عينك ، وعدم إحترام .. يعني شريك عمر مش كويس رغم أنه لم يكن في البداية كذلك ، لكنها تقلبات الزمن !!
والأمر الثاني برودة المشاعر .. فالحياة الزوجية تتحول في هذه الحالة إلى روتين ممل !! تختفي فيها المشاعر الجميلة "بتاعة زمان" .
وفي الحب قبل الإرتباط الشرعي والزواج تكون هذه الصفة بالغة الأهمية ومنها تعرف الحب الحقيقي من الفالصو .. هل هو جاد في حبه أم هو الانحلال باسم الحب ويختفي الصفة الحلوة واسمها الوفاء وتحل محلها الخداع وهي آفة من آفات الغرام الفاشل .. ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك !!
وتلك العاطفة النبيلة كما ذكرت لك أنواع ، والحب ملازم لها ويأت على رأسها حب ربنا .. هل من يعبده "وفي" وعنده إخلاص له أم يقبل عليه في المناسبات الدينية أو الأزمات عندما يستنجد به .. وينسى خالقه وهو في شبابه وقوته لأن الدنيا مشاغل ويتذكره فقط أواخر أيامه أطال الله عمره ..
وصفة الوفاء هذه لا قيمة لها في حالة إذا كان الإنسان يصلي لربنا بإنتظام لكن أخلاقه الشخصية بايظة !! وسلوكه مع الناس لا يعبر أبدا عن إيمان صحيح بل هو راسب بجدارة !!
وهناك أناس لا يعرفون إلا صداقات المصالح .. ومفيش عنده صداقة لوجه الله لأنه لا يريد أن يضيع وقته الغالي فيما لا يفيد مع أصدقاء لا يستفيد منهم !!
والوفاء صفة معدومة عند هؤلاء .. ويعجبني قوي من يحافظ على صداقات زمان مهما طال الزمن عليها .. حتى ولو لم يكن فيها مصالح !
وأختم بكلمات مأثورة عن أهمية الوفاء بهذه العاطفة النبيلة ..
ـ الحب يبني القلب والوفاء يحفظ البناء من الإنهيار.
ـ الحب زهرة تنبت في المشاعر والوفاء الماء التي ترويها.
محمد عبدالقدوس

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - أقوال مأثورة وأحياناً غريبة !!



"ونستون تشرشل" الذي قاد بريطانيا والحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، والذي تحدثت عنه بالأمس له أقوال مأثورة وشهيرة لكن بعضها يدخل في دنيا العجائب .. 

وإليك بعض من أقواله:


ـ التاريخ يكتبه المنتصرون! 


ـ لكل شعب الحكومة التي يستحقها! 

وهناك قول عربي مأثور بهذا المعنى: كيفما تكونوا يولى عليكم. 


ـ حين تصمت النسور تبدأ الببغاوات في الثرثرة!! 


ـ قلما يجتمع العظمة والخير في رجل واحد!! 


ـ نفوذ الدول تقاس بمسافة نيران مدافعها!! 


ـ كثيرون ارتقوا سلم المجد إما على أكتاف أصدقائهم أو جماجم أعداءهم أو الإثنين معا!! 


ـ امبراطوريات المستقبل هي امبراطوريات العقل. 


ـ لن تصل إلى وجهتك أبدا طالما ستتوقف عند كل كلب ينبح لتقذفه بالحجارة. 


ـ أيام شبابه عاكسته فتاة ليست بالجميلة ، لكنه صدها ، وفي يوم رأته ثملاً يعني سكران فأخذت تسخر منه .. فرد ساخراً قائلاً: في الصباح سأكون في كامل الوعي ، لكنك دوماً ستظلين قبيحة. 


ـ وأختم بجملة صادقة قالها: إذا قالت والدتك لشيء فعلته: ستندم على ذلك يا بني ، ولم تكن راضية عنه ، فاعلم أن هذا الندم سيحدث لك غالباً. 


محمد عبدالقدوس

الاثنين، 29 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - المفاجأة الكبرى: سقوط فظيع لرجل عظيم!!



في مثل هذه الأيام من ثمانين عاماً بالضبط كان الرجل العظيم جالسا في بيته بعدما سقط سقوطا لم يتوقعه أحدا أبدا في الإنتخابات النيابية التي أجريت.
والجميع وحتى أعداءه يجمعون على عظمته .. والسبب أنه قاد بلاده في أحلك الظروف ضد عدو شرس وانتصر عليه في النهاية بعد حرب دامية إستمرت ست سنوات كاملة .. ولم تكن حرب عادية أو تقليدية بل شملت العالم كله وذهب ضحيتها الملايين من البشر وهي الحرب العالمية الثانية ..
وكان يخاطب شعبه ويؤكد دوماً ثقته بالنصر .. لكنه كان صريحاً معهم قائلا: لا أعدكم بشيء الآن سوى العرق والدم والدموع !!
وانتهت الحرب التي دمرت العالم في مايو عام ١٩٤٥ ، وبدأت بريطانيا العظمى تعود إلى أوضاعها الطبيعية .. ودعى "ونستون تشرشل" قائد النصر إلى إنتخابات نيابية تحدد من يحكم البلاد في المرحلة المقبلة .. وتوقع الجميع أن يكتسح قائد النصر الإنتخابات ومثلما قاد بلاده في زمن الحرب يقودها في زمن السلم ..
وحدث ما لم يتوقعه أحد أبدا .. لقي حزبه وهو حزب المحافظين بقيادته هزيمة منكرة فاجئت الدنيا كلها .. إذ حقق حزب العمال فوزاً ساحقا حيث حصد ٣٩٣ مقعداً بزيادة تقدر بأكثر من مائتي مقعد مقارنة بالانتخابات السابقة التي أجريت قبل الحرب مقابل ١٩٧ مقعداً فقط لحزب المحافظين الذي خسر ١٨٩ مقعداً بالبرلمان مقارنة بآخر إنتخابات أجريت.
وتساءل العالم كله عن سبب هذا السقوط المدوي .. واتهموا الإنجليز بالندالة !!
وبدلاً من أن يؤكدوا ثقتهم بقائد النصر أسقطوه وخذلوه .. وكانت هزيمة مروعة له ولحزبه.
والشعب البريطاني له وجهة نظر أخرى .. قائد الحرب الذي قال لشعبه لا أملك لكم سوى العرق والدم والدموع .. انتهى دوره ولا بد من قيادة جديدة تقود بريطانيا العظمى في عهدها الجديد .. لاحظ أنني وصفتها بالدولة العظمى لأن ما جرى دليل أكيد أنها كانت دولة متحضرة وسابقة عصرها في ذلك الوقت .. لقد أعطوا للعالم درساً بليغاً خلاصته أنه مهما كان عظمة القائد وإنجازاته فلا ينبغي أن يحكم إلى ما لا نهاية بحجة أنه أنقذ البلد من كارثة ، بل التغيير سنة الحياة .. ولا يوجد رئيس في هذه الدول المتحضرة يكتسح الإنتخابات بلا منافس .. فهذا دليل من وجهة نظرهم أن هذا لا يحدث إلا في الدول المتخلفة فقط !!
وقائد الأمة في هذه الدول يفوز في معظم الأحيان بنسبة معقولة من الأصوات .. وكثيراً ما رأيناه يدخل في جولة ثانية في مواجهة خصمه .. ولا تتعجب إذا رسب !!
ومصر كانت في يوم من الأيام الدولة الوحيدة تقريباً بين كل دول العالم الثالث ضمن كوكبة هذه الدول المتحضرة حيث رأينا منذ ١٠١ سنة وستة أشهر بالضبط رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها في ذات الوقت يجري أول إنتخابات في تاريخ مصر الحديثة عام ١٩٢٤ ورسب فيها !!
ولذلك وصفت هذا الرجل وهو "يحي باشا إبراهيم" بأنه أعجوبة مصر .. وأعجوبة عصره وكل عصر لأن ما جرى لم يتكرر أبدا في بلادي .. وعجائب !!
محمد عبدالقدوس

الجمعة، 26 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - متى تكون المعصية أفضل من الطاعة ؟!



هذا الموضوع أفتى به العلماء الثقات فليس من عندياتي !! 


وفي الحالة التي سأعرضها عليك ترى من يأت المنكر أقرب إلى الله من إنسان يدعي التدين !! 


وافترض معي إنسان بيحب الخمر قوي .. يشربها بانتظام لكن دون أن يصل إلى حد السكر .. فهو رجل واع .. وعارف أنها حرام ، ولا يحاول التفلسف بالقول: ربنا قال أجتنبوه ، ولم يقل صراحة حرام !! 

وإذا سألته : ولماذا لا تقلع عنها وأنت تعلم جيداً إنها مرفوضة من الناحية الدينية .. 

تكون إجابته: ياريت .. بحاول لكن مش قادر .. كأس ويسكي ضروري ومش قادر استغنى عنه .. فهو يسري في دمي من زمان قوي .. 

وإيه رأيك أنني أصلي بانتظام وأدعو ربي أن يساعدني في إرضاءه وفي التغلب على هذا الداء .. 

وواحد تاني زيه بالضبط .. لكنه حشاش وليس خمرجي !! 

يعني بيحب الكيف الذي يأخذه في أحلام بعيداً عن هذه الدنيا الصعبة .. لكنه واع مثل الأول بالضبط ويعلم أن ما يفعله حرام ، ولا يحاول أن يجادل ويقول مفيش "أية" واحدة في القرآن بتحرم الحشيش !! 

مع العلم أن كل ما يضر الإنسان حرام أو مكروه شرعاً حتى ولو لم يرد نص قرآني بتحريمه مثل المخدرات ، والإسراف في شرب السجائر التي يترتب عليها بهدلة صاحبها في صحته وفلوسه .. 

وصاحبنا الثاني هذا بمزاج .. والمخدرات تعدل مزاجه ولهذا السبب يتناولها مع أنه غير راضي عما يفعله ، ويطلب من ربنا أن يساعده في الإقلاع عنها ويتوب عليه .. 


وهذه النماذج تخشى الله رغم إنغماسها فيما لا يرضاه ، لكنها غير راضية عن هذا "الكيف" الذي تمكن منها .. كأس الويسكي الضرورة اليومية .. أو المخدرات التي تعدل المزاج !! 

وتحاول جاهدة الإبتعاد عن هذه البلاوي لأنها في النهاية عايزة ترضي ربنا. 


وانتقل إلى الصورة الأخرى .. المتدين المغرور .. عباداته عشرة على عشرة .. 

والمفترض أن الإقبال على الله يؤدي إلى التواضع مع خلق الله ، لكن صاحبنا هذا على العكس من ذلك .. ينظر باحتقار إلى غير المتدينين !! 

ومشغول بتقسيم الناس من سيدخل الجنة ومن سيذهب إلى الجحيم !! 

فيه تكبر وكأنه سيد الكون ، ولا يطيق حتى من يختلف معه في رأيه ويحذره من غرور التدين !! 

قال العلماء: الفئة الأولى من المنحرفين أقرب إلى الله من هذا المتدين المغرور !! 


وأختم بأحاديث شريفة فريدة من نوعها في هذا الموضوع .. 

الحديث الأول خلاصته واحد متدين مغرور .. شاهد بلاوي يرتكبها إنسان منحرف فقال له بعجرفة: والله لن يغفر الله لك .. ونادت السماء: من هذا الذي يتأله علي ؟؟ والله لأغفرن له وأحبط عملك !! 

لاحظ جملة من هذا الذي يتأله علي ؟؟ يعني عايز يقوم مقام ربنا في العفو والمغفرة والعقاب. 


والحديث الثاني يدخل بالفعل في دنيا العجائب: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم" .. يعني مفيش ملائكة على الأرض .. إحنا بشر نخطئ ونصيب .. نفعل الخير ونرتكب ما لا يرضي ربنا .. 

وصدق من قال: كلكم خطاؤن وخير الخطائين التوابون. 


محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - عيب في حق مصر أم شرف لها ؟؟؟



العديد من القراء والأصدقاء أخذتهم الدهشة عندما قرأوا مقالي الأسبوع الماضي عن أعجوبة مصر "يحي باشا إبراهيم" الذي هدموا قبره في الإمام "الشافعي" .. 

وسر دهشتهم ليس في هدم قبره ، فهذا أمر نراه منذ مدة ويرفضه كل من يحب بلدنا .. 


والإعتداء على حرمة الأموات عيب في حق مصر بالإضافة إلى أنه يتنافى مع تعاليم الدين .. 

ومفيش حد يرضى بهدم قبر أهله ابتداءً من رئيس الجمهورية وحتى الغفير !! 


واصدقائي الذين يحرصون على متابعتي ـ شكراً لهم ـ تعجبوا جداً من المصري الأعجوبة الذي ذكرته وهو "يحي باشا إبراهيم" رئيس الوزراء .. الذي أجرى أول إنتخابات حرة في تاريخ مصر كلها وسقط فيها وفاز عليه محام مغمور مع أنه رشح نفسه في بلدته .. ووسط أهله وعشيرته ! وهذا سر دهشتهم ..

 إزاي رئيس وزراء يسقط في الإنتخابات ؟؟


والأمر الثاني الغريب جداً أن الغالبية العظمى من هؤلاء لم يسمعوا من قبل عن هذا الإسم: "يحي باشا إبراهيم" ، ولا يعرفون أنه سقط في الإنتخابات وهو أعلى رأس في الدولة بعد الملك .. 

فهذه معلومة جديدة عليهم يعرفونها لأول مرة !!.

إزاي اختفى من التاريخ المصري مع أنه أعجوبة عصره وكل عصر أيضاً !! 

وفوجئت بأحد قرائي يرسل لي قائلا: إعجابك بهذا الرجل يدخل في دنيا العجائب !! لأن سقوطه في الإنتخابات دليل أنه راجل خايب !! 

وعيب في حق مصر كلها أن يسقط رئيس الوزراء لأن هذا دليل أنه غير كفء في منصه بدليل أن الناس أسقطته عندما حانت أول فرصة !! 

وأرد عليه قائلا: العكس تماماً هو الصحيح يا سيدي .. رسوب أكبر رأس في الدولة ليس عيب في حق بلادنا بل هو شرف لها ومن حق الأجيال أن تفتخر به .. لأنه يعني أن الإنتخابات التي أجريت كانت حرة تماماً وسقط من أجراها .. يعني مصر في ذلك الوقت كانت متقدمة على كل جيرانها العرب وأفريقيا التي كانت تعيش في الظلمات بل والعديد من دول العالم المتحضر ، فهذا الحدث لا نراه إلا استثناء في العالم كله .. 


وبعد أيام بإذن الله أقدم لك مفاجأة ضخمة في هذا الموضوع .. سياسي أوروبي قاد بلاده في أسوأ الظروف والأوضاع وكان رئيساً للوزراء ملء السمع والبصر في العالم كله .. وبعد إنتصاره سقط في أول إنتخابات .. وقال له شعبه: دورك انتهى .. بناء البلد من جديد بعد المصائب التي توالت عليها يحتاج إلى أناس آخرين غيرك !! 

ورسوب قائد النصر مفاجأة كبرى لم تخطر على بال أحد أبدا .. لكن هكذا الشعوب المتحضرة .. ترفض تأليه أي حاكم وأن يستمر في الحكم إلى مالا نهاية مهما كانت إنجازاته .. بل التغيير سنة الحياة في هذه الدول. 


وإذا سألتني أخيراً: ليه "يحي باشا إبراهيم" أعجوبة مصر ماحدش سمع عنه من قبل ! 

والغالبية العظمى من أبناء بلدنا تجهله .. 

ويا صاحب هذا السؤال حضرتك بذكائك تستطيع أن تعرف الإجابة .. فالإنتخابات التي أجراها أعجوبة مصر ورسب فيها كانت استثناء تماماً في حريتها ونزاهتها .. لأن الغالبية العظمى مزورة ولا تعبر عن إرادة الشعب من زمان قوي .. والحزب الحاكم ومن يترشح على رأس الدولة لابد أن يكتسح الإنتخابات ويفوز بأصوات الأحياء والأموات معا !! 

ولم يحدث أبدا أن فاز حتى بأغلبية ضئيلة فهذا عيب قوي في حقه مع أنه في نظري شرف له ولمصر كلها ، وطبيعي بهذه العقلية الإستبدادية أن يسقط أعجوبة مصر من التاريخ المصري. 


محمد عبدالقدوس

الاثنين، 22 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - تاجر فاشل وبضاعته زي الفل!!


قد تتعجب من العنوان .. 

إزاي واحد عنده بضاعة زي الفل وجذابة ويفشل في بيعها للناس! ولا يكتف بذلك بل يقدمها بطريقة سيئة تنفر الجمهور من الإقبال عليها. 


والمفاجأة التي أقدمها لك أن هذا الأمر لا يتعلق ببضاعة وبزنس .. بل بأخلاقيات ومبادئ ورسالة سماوية كبرى .. 

ولذلك أعجبني العالم الجليل الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله عندما قال: للأسف.. الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر خائب !!

وتذكرت كلماته تلك في ذكرى مولده اليوم.. 


والجدير بالذكر أن أول من أعلنت إسلامها قبل أي شخص آخر كانت إمرأة.. شريكة عمر نبي الله صلى الله عليه وسلم السيدة "خديجة" ..

 وللأسف قدم التاجر الخائب صورة حواء للعالم الحديث بطريقة سيئة جداً.. وكل ما يتعلق بها يدخل في باب الحرام ، والرجل يتحكم فيها بحجة أن الرجال قوامون على النساء!! وهي مخلوق لخدمته .. 


والحرام عند التاجر الخائب واسع جداً تكاد تتغلب على الحلال!! مع أنه من الناحية الشرعية لا يجوز تحريم شيء إلا بنص واضح وصريح.. 

لكن عند هؤلاء تجد التحريم يمتد إلى أشياء عديدة ، الموسيقى والفن حرام في حد ذاته بصرف النظر عما يقدمه ، وحتى إقتناء الكلاب يدخل في باب الحرمة مع أن "أهل الكهف"  كما ورد في القرآن كان معهم كلب. 


وشيخنا الجليل له الفضل في كشف التدين الفاسد .. 

إزاي تدين ويبقى فاسد ؟؟

العالم العظيم تحدث عن هذا الأمر بالتفصيل .. 

قائلا: كان من المفترض وفقاً لتعاليم الإسلام الإبتكار في الدنيا ، والإلتزام بتعاليم الدين .. وسار المسلمون على هذا النهج وأصبحوا سادة العالم ، لكن في العصور الأخيرة تدهورت أحوالهم .. وحدث العكس .. توقفوا عن الإبتكار والإنطلاق في الدنيا ، وأبتكروا في تعاليم الدين أمور ليست من الدين في شيء.. وشاهدنا بدع وأعراف لم تكن موجودة من قبل .. وغابت قضايا كبرى أنشغل بها العالم مثل العدالة الإجتماعية والديمقراطية ، فالشورى عند هؤلاء ليست ملزمة للحاكم !! وهو يحكم مدى حياته ، وتقيد سلطاته والمدة التي يحكم فيها ليست من الإسلام في شيء من وجهة نظر هؤلاء المتشددين .. 

وبالطبع أي كلام عن الإنتخابات والأحزاب مرفوض .. 


ويقول شيخنا الجليل: لاحظت أن سلطات الحاكم في الدساتير الإسلامية التي وضعها هؤلاء تفوق سلطات أي حاكم في الدنيا بما فيها سيد "البيت الأبيض"  الأمريكي أو من يحكم "الكرملين"  الروسي .. 


وأختم وأنا أتحدث عن ذكراه بكلمة عظيمة قالها: التدين الفاسد أشد خطراً على الإسلام والبشرية كلها من الكفر الصريح .. بل أن الإلحاد ينتشر بفضل هذا التدين الفاسد !! عجائب !! 


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 19 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - توقعت الأسوأ وكانت مفاجأة حلوة !!



دوماً نعيش بالأمل خاصة إذا كانت هناك مشكلة في حياتك .. لا قدر الله .. أوعى تصاب بحالة إحباط ويأس لأن ربنا كبير قوي وقد تجد مفاجأة حلوة لا تخطر لك على بال .. 

وأوعى تظن أن هذا كلام نظري أو مواعظ ، لأنه يحدث في الواقع .. 


وهذه حكاية حقيقية حدثت لي أنا شخصياً .. توقعت مصيبة ثقيلة ، وفوجئت بعكسها تماماً .. حاجة حلوة قوي كان لها تأثير مهم في حياتي. 


وهذه الواقعة قديمة تاريخها إعتقالات سبتمبر عام ١٩٨١ .. كنت أيامها صحفي ناشئ والحمد لله أثبت وجودي في الصحافة بسرعة ، وصدر قرار بإعتقالي ضمن كوكبة من الصحفيين والشخصيات العامة ، وخليط من مختلف قوى المعارضة .. 

وقد أخبرتك الأسبوع الماضي أن القبض على العبد لله الذي هو أنا كانت مختلفة تماماً عما حدث مع غيري .. 

وبعدما أقتحمت الشرطة منزلنا حيث أسكن مع أهلي أصابت ضباط المباحث "خضة" .. فقد كان والدي رحمه الله موجوداً مع ضيوفه في سهرة ممتدة .. ولم تسكت ست الحبايب ربنا يرحمها على هذا الإقتحام ، فأعطت للضباط الثلاث الذين جاءوا للقبض على أبنها درساً في الأخلاق والأدب وأحترام حرمة المنازل .. 

وأراهن أن هذا لم يحدث من قبل مع أي شخص آخر حيث أصاب الضباط الوجوم والارتباك والخجل وهم دوماً السادة عندما يقومون بالقبض والتفتيش .. 

وقضيت عدة شهور في السجن وتنقلت بين عدة سجون منها "أبو زعبل" حيث الزنازين مغلقة تماماً لا تفتح إلا إستثناء ، والهدف قطع صلة السجين بالعالم الخارجي تماماً .. وكنت في عنبر مع غيري من سجناء الرأي وفي المكان دورة مياه وأتفقنا "لتنظيف التواليت" ورفض زملائي أن أفعل ذلك .. بحجة أنني إبن باشا وصحفي معروف وساكن بالزمالك وأبوك من علية القوم!! 

خللي هذه المهمة يقوم بها الناس الغلابة اللي زينا !!

لكنني رفضت بشدة هذا المنطق ، وقمت بمسح دورة المياه وجعلتها زي الفل لدرجة أن زملائي أبدوا إعجابهم بما فعلته .. إيه الشطارة دي! 


وأتذكر أننا كنا وقت المغرب وبعدها بدقائق نودي على أسمي في ميكروفون السجن أستعدادا للرحيل ، وأعترف لك أن القلق أصابني جداً وكمان جداً .. والسبب أن هناك عدد من السجناء غادروا السجن إلى مكان آخر تشرف عليه أمن الدولة مباشرة ويتم فيه إستجواب السجين لإنتزاع معلومات عن نشاطه وبالطبع يتعرض للضرب والتلطيش والبهدلة. 

وخفت أن أذهب إلى هذا المكان سيئ السمعة وهو سجن "إستقبال طرة"!! 

وسألت نفسي: ما هي المعلومات التي يريدونها مني .. أنا كل أوراقي مكشوفة وليس لي أي نشاط سري وإنما صحفي معارض وبس .. ترى هل أنال علقة بسبب هذه المعارضة .. أستر يا رب!! 


وأنطلقت بنا سيارة الشرطة .. وكان معي ثلاثة من السجناء وأنا رابعهم حتى وصلنا إلى المكان إياه .. وبعد فترة إنتظار كانت الأطول في حياتي .. تم فتح باب السيارة وأخذوا في مناداة الأسماء .. وكل من يسمع إسمه ينزل من السيارة وتتم كلبشته مع وضع قماش سميك محكم على عينيه ويتم إدخاله إلى السجن بعد ضربه على قفاه وشلوت محترم وسيل من الشتائم!! 

وهكذا غادرني الرفقاء الثلاث الذين صاحبوني من "أبي زعبل" .. وسألني الضابط وأنت أسمك إيه يا شاطر!! كلامه بسخرية .. وعندما ذكرت له اسمي أجاب: أسمك مش موجود معانا .. استنى لما تعرف هتروح في أي داهية ؟؟

وبعد فترة إنتظار أخرى هي الأطول في حياتي تحركت السيارة من جديد إلى السجن المجاور وهو إستقبال "مزرعة طرة" وهو مخصص لأهل السياسة والصحفيين وأساتذة الجامعات وكبار القوم من الذين تم القبض عليهم .. والمعاملة فيها مختلفة تماماً عما يجري في السجون الأخرى .. وكنت أظن أنني ذاهب إلى جحيم المعتقلات فإذا بي أجد نفسي في جنة السجون وأفضل سجن في مصر .. 

وفي اليوم التالي عندما علموا بوصولي أخذوني بالقبلات والأحضان .. وكان هؤلاء السياسيين يعاملوني قبل الإعتقال على أنني صحفي شاطر وبعدها أصبحت صديقا لهم جميعاً وهذا أفادني جداً في حياتي بعد ذلك .. وخرجت من السجن بصداقات وطيدة مع العديد من الشخصيات المرموقة مثل الأستاذ "هيكل" و"محمد سراج الدين" و"محمد فايق" وعشرات من الأسماء اللامعة في حياتنا في ذلك الوقت جمعها معارضتها للرئيس الراحل "أنور السادات" .. 


أنها مفاجأة لم تخطر على بالي أبدا .. توقعت مصيبة وفوجئت بالعكس تماماً .. لمكانة والدي وعملي كصحفي وجهود أسرتي في تحسين معاملتي أدت في النهاية إلى هذه النتيجة .. 

شكراً يا رب في كل الأحوال ودوما نعيش بالامل فيك.


محمد عبدالقدوس

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - القاتل يساعد رجال الشرطة في البحث عن المتهم !!



فتاة قتيلة بمنطقة المطرية بالقاهرة .. إنها مجهولة الشخصية ، بدأت الشرطة تحرياتها دون جدوى ، جندت المرشدين السريين لها ، تم تفتيش العديد من الأماكن ، والقبض على العشرات من المشتبه فيهم ، لكن كل ذلك لم يؤد إلى نتيجة.


وشعر "حسنين الدهشان" ضابط المباحث الذي يحقق في القضية بخيبة أمل ..

قال لنفسه: أنا فاشل !!

من الأفضل لي ترك عملي الذي أحبه بالمباحث لأعمل في أي فرع آخر من فروع الشرطة.


وسيطر الإحباط والحزن على ضابط الشرطة ، وفي هذه اللحظات طلبت سيدة عجوز مقابلته .. إنه يعرفها ، فهو يساعدها مالياً لظروفها الصعبة فهي تعمل "غسالة" بالحي تغسل ملابس الناس ، كما ساهم في إيجاد عمل لإبنها بأحد المصانع ، وفي البداية رفض مقابلتها ، فوقته كله مشغول في حل القضية اللغز ، لكن هذه السيدة التي لا تجيد القراءة أو الكتابة أصرت وتوسلت وبكت من أجل رؤيته ، واستجاب لها أخيراً على مضض وقابلها متعجلاً ، لكنها قالت له ما أذهله: "القاتل الذي تبحث عنه موجود هنا بينكم"!!


وفي البداية لم يفهم الضابط شيئاً مما قالته العجوز ، فأخذت تشرح له ما تعني: الجاني مرشد شرطة يعمل معكم ، والمجني عليها أبنته .. هذه المعلومة حصلت عليها عندما كنت أغسل بالقرب منهم !!

أرجوكم فتشوا بيته لتتأكدوا من صدق كلامي ، وفعلاً تم مداهمة منزل مرشد الشرطة فوجدوا فيه بقايا الجثة ، وعثر على بعض ملابس القتيلة ملوثة بالدماء ، وتبين أن والدها أستدرجها من بلدتها بالصعيد ثم قتلها بالقاهرة لسوء سلوكها !!


ويقول اللواء "حسنين الدهشان": تعلمت من هذه القضية درساً بالغ الأهمية أفادني خلال عملي الطويل في سلك الشرطة وهو ضرورة الحرص على المعاملة الطيبة للجمهور العادي .. فهذه السيدة العجوز التي أحسنت إليها ردت الجميل بأحسن منه ، وساعدتني على حل لغز جريمة حيرت الشرطة .. آمنت بالمثل الذي يقول: "أعمل الخير وارميه في البحر .. فقد تدفعه الأمواج إليك مرة أخرى".


محمد عبدالقدوس

السبت، 13 سبتمبر 2025

عجائب عبد القدوس - هدم قبر أعجوبة مصر ..والعالم العربي !!



من المؤكد أنك ستسال من هو؟ ولماذا أعتبرته أعجوبة بلادي والعالم العربي كله وعندما تعرف السبب ستنضم إلى رأيي فورا و تقول هذا الرجل أعجوبة بالفعل وربنا يرحمه مليون رحمة لأنه لن يتكرر.

و أبدأ الموضوع من أوله .. وسط إجراءات أمنية مشددة ومتاريس لمنع الدخول تم من جديد هدم مزيد من المقابر في منطقة الامام الشافعي ومن بين المدافن التي تم هدمها مدفن يحيي باشا إبراهيم وهو مدفن قديم جدا للأسرة يرجع عمره إلى 130 عام.

وما جرى يشكل من وجهة نظري جريمتين .. الاعتداء على حرمة الاموات وهي في حد ذاتها جريمة .. والاطاحة بقبر المرحوم يحيي باشا إبراهيم جريمة أخرى فهذا الرجل كان رئيس وزراء مصر في بدايات العشرينات من القرن الماضي وفي عهده صدر دستور 1923 أول دستور في تاريخ مصر الحديثة وهو أعظم الدساتير في تارخ مصر كلها وقام برفع الاحكام العرفية وتمت أول أنتخابات حرة حقيقية لإنتخاب البرلمان في ظل الدستور الجديد .. وصدق أو لا تصدق رشح نفسه في بلدته التي تملكها أسرته وهو رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية في ذات الوقت وسقط أمام محامي مغمور رشحه سعد زغلول ضده.. والمؤكد أنه ظاهرة فريدة من نوعها في العالم العربي كله ولم تحدث أبدا من قبل ولا من بعد .. عيب قوي هدم قبره فهذا الرجل أعجوبة!

معلومة لحضرتك : هدم المقابر شملت أسرتنا أيضا وتم هدم نصف مقبرة إحسان عبد القدوس رحمه الله من أجل كوبري جيهان السادات .. قلنا للمسئولين عن الهدم : لو كانت المرحومة  موجودة لما رضيت بذلك .. رحمها الله ويرحم أمواتنا خاصة من تم الاعتداء على قبورهم .. وهو أمر أراه يدخل في دنيا العجائب!!!

وأخيرا أسالك الست معي أن وصفي للمرحوم الذي هدم قبره صح تماما .. لا يوجد في تاريخ مصر ولا العالم العربي كله أنتخابات يسقط فيها رئيس وزراء أو حتى أي وزير كما حدث مع يحيي باشا إبراهيم ..أنت أعجوبة وعيب قوي تجاهلك في التاريخ وهدم قبرك بعد ذلك أراها جريمة في حق مصر كلها 


محمد عبد القدوس

الجمعة، 12 سبتمبر 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - مفاجأة كبرى وخضة للقوة التي أقتحمت منزلنا !



عائلتي كلها دخلت السجن لأسباب سياسية أبتدأ من جدتي "فاطمة اليوسف" أو "روزاليوسف" ، ومروراً بوالدي "إحسان عبدالقدوس" ، وربنا يرحمهم جميعاً وإنتهاء بالعبدلله الذي هو أنا !!


وفي ذكرى محنة إعتقالات "السادات" في سبتمبر ١٩٨١ .. كنت أيامها في مقتبل العمر ، صحفي ناشئ برز أسمي بسرعة في أخبار اليوم حيث كنت أعمل ، بالإضافة إلى مقالاتي النارية ضد النظام الحاكم في ذلك الوقت إحتجاجا على معاهدة "كامب ديفيد" والصلح مع العدو الصهيوني ، وسياسة السداح مداح التي رافقت الإنفتاح الإقتصادي ، وكذلك كنت ضمن قائمة الصحفيين الذين صدر قرار بإعتقالهم ضمن ١٥٠٠ معارض للرئيس الراحل "أنور السادات" رحمه الله ضمت فئات شتى من المجتمع من مختلف الأحزاب السياسية والأقباط والتيار الإسلامي ، والعديد من الطلاب وبعض أستاذة الجامعات ، وكانت هذه أول مرة يتم إعتقالي ، وقد تواترت أنباء قبلها أن هناك حملة إعتقالات ستجري ، وقبيل فجر الأيام الأولى من شهر سبتمبر عام ١٩٨١ أقتحمت قوة منزلنا بالزمالك الذي أسكن فيه مع والدي وأمي !!


وبداية الإقتحام جرس متواصل وخبط شديد على الباب ، ودخل منزلنا ضباط ثلاث ما شاء الله طول بعرض !!

لكن بمجرد دخولهم أصابتهم "خضة" وألجمتهم المفاجأة حيث كان "إحسان عبدالقدوس" جالساً مع بعض ضيوفه وكلهم أناس مشهورين في المجتمع .. والسهرة معهم ممتدة !!

وأصيب رجال الشرطة بالذهول ! وبدا عليهم الإرتباك .

وقال كبيرهم: إحنا متأسفين قوي يا فندم .. بس إحنا عايزين "الأستاذ محمد" !! ونظر إليهم والدي وضيوفه في دهشة وصمت فهو صديق "للسادات" من سنوات طويلة جداً ولم يكن يتوقع أن يوافق على إعتقالي !

أما أمي الحبيبة الجدعة رحمها الله فلم تسكت بل أنفجرت في رجال الشرطة قائلة بغضب: المنازل لها حرمة إزاي تتهجموا بيتنا بالطريقة دي ؟؟

ولم يرد أحد منهم وبدا عليهم الضيق وقال أحدهم: معلش متأسفين يا فندم بس إحنا عايزين "الأستاذ محمد" .. وخلي بالك من كلمة "يافندم" و"أستاذ" التي لا تقال في هذه المواقف .. 


وأخيراً جاءهم المطلوب لديهم الذي هو أنا ، فقال لي الضابط: عايز أعمل طلة على أوضتك ، وثارت ست الحبايب من جديد .. وبعد أخذ ورد ودخلوا حجرتي وألقوا عليها نظرة سريعة ، ولم يهتموا بتفتيشها فقد كان الإحراج يلازمهم وصيحات والدتي تطاردهم وأرادوا مغادرة منزلنا في أسرع وقت ، وقال أحدهم لوالدي قبل أن ينصرف: أنا آسف قوي على الإزعاج ده !


وفي سيارة البوكس التي ركبتها معهم قال لي أحدهم مداعبا: والدتك باين عليها ست صعبة قوي!

ولم أرد بل قلت في نفسي: أمي ست جدعة قوي.



وأسألك: أليس ما جرى حالة فريدة من نوعها لا تتكرر في عمليات القبض التي تقوم بها الشرطة ؟؟


ملاحظة: كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تم القبض علي من منزلي ، وفي عهد الرئيس "مبارك" رحمه الله تكرر إعتقالي مرات عدة بسبب الإحتجاجات التي كانت تجري أمام نقابة الصحفيين وكنت مسئولا عن لجنة الحريات بها .. وكذلك في معرض الكتاب أمام الجناح الإسرائيلي .. وغير ذلك ، لكن نيابة أمن الدولة كانت تفرج عني سريعاً لأنهم يعلمون أنني متظاهر سلمي .. أيامها كان هناك قضاء في مصر بحق وحقيقي !!


محمد عبدالقدوس