أغلب الظن أن عنوان مقالي هذا غير مفهوم ويحتاج إلى شرح ..
يعني إيه كل كذا مليون ؟؟
وما معنى دفعته إلى سانو ؟؟
وقبل شرح هذه الصدفة النادرة جداً أقول لحضرتك أن والدي رحمه الله كان عنده من زمان جداً عقدة من إسمه !!
ويكفي أن تعلم أنه في بدايات حياته الصحفية كانت تصله خطابات باسم "الآنسة إحسان" !!
فهو اسم يطلق أيضاً على النساء إلى أن تأكد القراء بأن اسم أبي مذكر !!
وفي صباه كان زملاءه في المدرسة إذا أرادوا السخرية منه قالوا: "البنوتة أهو" !!
سخرية من اسمه.
وسأل والديه في حسرة: ليه "إحسان" إسمي ؟؟ كان عندكم مليون أسم آخر مذكر !!
والإجابة كانت مختلفة بين أمه "روزاليوسف" ووالده "محمد عبدالقدوس" ..
والدته قالت له: صديقتي "إحسان" كانت بجانبي عند ولادتك ، فأطلقت عليك إسمها !!
ورواية أبوه: إحنا أصلنا تركي من ناحية جدتك "أمينة هانم" حيث أن والدها كان في الجيش العثماني واستقر في مصر !!
ووالدي رحمه الله حائر بين هذه الأقوال ، وشعر الفنان والده بحيرته وقام بتأليف مسرحية كاملة اسمها "إحسان بك" .. (خللي بالك من كلمة بك) لفك عقدة إبنه ..
وانتشرت إعلانات المسرحية في شوارع القاهرة ،. واصطحب "محمد عبدالقدوس" ولده الصغير "إحسان" في جولة بالعاصمة فرحا به وهو يمازحه قائلا: اسمك منور في كل مكان !
والقشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل الشعبي كانت عند زواجه ، فقد أكتشف أن شقيقة زوجته إسمها "إحسان" !!
وركبه عفريت من جديد من اسمه هذا ، وبدا أن اسمه الدلع "سانو" حاز على الصدارة عنده وأصبح يفضله على الإسم الذي تشاركه فيه شقيقة زوجته !!
وحرص أبي على إسم "إحسان" في كتاباته ولقاءاته الرسمية لكن بين أسرته وأصدقاءه المقربين اسمه دوماً "سانو" ، ولم اسمع اسم "إحسان" في بيتنا إلا نادراً ..
وهذه هي الصدفة النادرة التي وضعتها عنوان مقالي .. وقلت فيها وكل كذا مليون إنسان يمكن أن تجد حالة مثله ..
عريس رايح يتجوز وجد أن اسم شقيقة العروس على إسمه !!
ويدخل في دنيا العجائب كذلك أن أمي الغالية رحمها الله اختفى اسمها الحقيقي هو الآخر .. والأسم الرسمي لها "لواحظ عبدالمجيد المهلمي" .. لكن عريسها الذي تقدم للزواج منها بعد قصة حب وهو "سانو" قال لها: اسمك مش حلو !! لا يتناسب مع رقتك وشخصيتك الجميلة ، وأطلق عليها اسم "لولا" .. وأصبح كل من يعرفها عن قرب بل وأخوتها أيضاً ينادونها باسم " لولا" .. واختفى اسم " لواحظ" أو كاد من بيننا ، فهي لا تستخدمه إلا في المعاملات الرسمية .. وتقول لمن لا يعرفها أنا حرم "إحسان عبدالقدوس" بعيداً عن "لولا ولواحظ" وتفتخر بذلك ..
وكتب أبي رحمه الله يقول عنها : "لولا لولا ما نجح سانو" .. وخللي بالك : "لولا" الأولى احد حروف الشرط، والثانية اسمها ..
وربنا يرحم الزمن الجميل وأيامه فهذه المشاعر الرومانسية لم تعد موجودة اليوم في عصر شهد تقدم علمي مذهل في مقابل تراجع الإنسانية الحلوة.
محمد عبدالقدوس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق