ذكرى يوم من أهم أيام مصر ٩ مارس ، ترتب عليه تغييرات هائلة في بلادي ، ويمكن أن تقول أن مصر الحديثة ولدت في هذا اليوم.
فالنظام الحاكم منذ عام ١٩٥٢ عمد إلى محو كل الإنجازات التي تمت قبله ، "وعايز" ينسب بناء مصر الحديثة إليه وحده !!
والدليل على ذلك أنه لا حس ولا خبر عن هذا اليوم ، خاصة وأن الحكومة عندها حساسية مفرطة عن أي كلام فيه إشادة بالثورات الشعبية والإحتجاجات في الشوارع مع أن يوم ٩ مارس كان ينبغي أن يكون عطلة رسمية ويتم تدريسه للطلاب في المدارس.
وإذا أردنا تلخيص ما جرى فهو في كلمتين بالضبط: "ثورةالأفندية" ..
أو الناس العاديين ضد المحتل البريطاني وعملاءه إحتجاجا على إعتقال "سعد زغلول" الذي يعبر عنهم ..
وبداية الثورة كانت في ٩ مارس من عام ١٩١٩ يعني منذ ١٠٦ سنة بالتمام و الكمال.
والثورة لها فضل كبير في تغيير الخريطة السياسية المصرية وترتب عليها صعود الطبقة الوسطى أو "الأفندية" إلى سدة الحكم وقيادة الدولة ، وبداية إزالة حكم "الباشوات" القدامى من الطبقة الأرستقراطية.
ومن أهم نتائج ثورة مصر الخالدة عام ١٩١٩ دستور ١٩٢٣ وكان من أفضل الدساتير في العالم كله في ذلك الحين ، وترتب عليه قيام مصر الدولة الليبرالية بكل ظواهرها خاصة الصحافة الحرة والأحزاب التي تتنافس في خدمة الشعب وتعبر عنه ، ونهضة كبرى في الفن وأصبحت مصر من وقتها هوليوود الشرق ، بعدما ظهرت وجوه لامعة في الطرب والمسرح والسينما مثل "سيد درويش" و"أم كلثوم" و"محمد عبدالوهاب" و"يوسف وهبي" وعمالقة التمثيل الآخرون ..
وكل هؤلاء من نتاج ثورة ١٩١٩ ..
وحضرتك إذا قارنت أيام الفن زمان بما نشاهده الآن تجد الفارق شاسع ..
و"أمس" يكسب بجدارة..
وفقدان الريادة التي كانت لنا في الماضي.
ولذلك تجاهل ثورة ١٩١٩ التي غيرت شكل مصر أمر غير مفهوم بالمرة ويدخل في دنيا العجائب !!
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق