عجائب عبد القدوس -كلام عن الإقبال لم يسبق له مثيل!!

قلت من قبل أن القضاء في بلادي يعاني من أزمة حقيقية بعد سيطرة السلطة التنفيذية عليه، وظهر ذلك بوضوح في المحاكمات الهزلية السياسية التي تجرى وأحكام الإعدام بالجملة ، وتجديد الحبس للعديد من سجناء الرأي ودون تقديمهم الى العدالة.
وآخر مظهر لهذه الأزمة ما أعلنته اللجنة القضائية التي أشرفت على الاستفتاء الخاص بالتعديلات الدستورية الأخيرة! فقد أعلنت ان الإقبال كان عظيما وأنه الأعلى في تاريخ الانتخابات المصرية ، ثم قالت كلام طويل وعريض عن الديمقراطية في مصر يصلح موضوع إنشائي في مدرسة ولا يمت للقضاء او الواقع بصلة! ومش معقول أبدا يكون الإقبال على هذا الإستفتاء بالذات "شيء محصلش قبل كدة"!! فهو عودة من جديد الى نقطة الصفر في مجال توازن السلطات اذ أنه يعطي لرئيس الجمهورية صلاحيات واسعة تجعله يحكم قبضته على البلاد ، ويلغي الفصل بين السلطات ويطلق مدة حكمه ليحكمنا 11 سنة كمان!! وأسأل حضرتك سؤالا أرجو أن تجيب عليه وأنا أثق في أجابتك مقدما: أيهما أهم للناخب المصري في رأيك.. انتخابات الرئاسة عام 2012 وكان التنافس بين المرشحين شديدا جدا ورأي كل مواطن غاية في الأهمية لأن كل صوت مطلوب من الناخبين والمنافسة على أشدها أم استفتاء التعديلات الدستورية الأخيرة ، والنتيجة معروفة مقدما ونستطيع أن تطمئن على فوز الحكومة بإكتساح وأنت نايم في بيتكم!!
وإذا جئنا إلى الأرقام الرسمية المعلنة فستجد مفاجأة ، ففي انتخابات الرئاسة عام 2012 كان عدد من أدلوا بأصواتهم 23 مليون بنسبة 46.42% من أصل خمسون مليون يحق لهم التصويت، ومن فضلك لاحظ النسبة، أما في استفتاء عام 2019 حيث بلغ عدد الناخبين 61 مليون، وقالت اللجنة ان 27 مليون من هؤلاء أدلوا بأصواتهم بنسبة 44% ولو سمحت قارن نسبة الإقبال بين هذا وذاك ثم أحكم على كلامهم، وان هذا الإستفتاء هو الأعلى في تاريخ مصر.. وعجائب.