عجائب عبد القدوس - تحية كاريوكا لم تستطع الرقص عندنا

وعندنا هذه يقصد بها منزل والدي الحبيب إحسان عبدالقدوس رحمه الله أو "سانو" كما كان يطلق عليه أصدقاءه المقربين. وقد تعتريك الدهشة وترى أن ما قلته يدخل  في دنيا العجائب ، وتتساءل: مؤكد أنك لا تحب هز الوسط باعتبارك إنسان متدين فهل استطعت أن تفرض رأيك على أبيك ليمنع الراقصة الشهيرة من الرقص في بيتكم؟ وصدق أو لا تصدق هذه الحكاية حدثت أيام العهد الملكي عندما كان ابي "عريس طازج" لم ينجب بعد وبالتالي فأنا براءة!!
ومن حقك أن تسألني من جديد : الباشوات أيام الملك فاروق كانوا يتسابقون لدعوة تحية كاريوكا للرقص في بيوتهم بفرقة موسيقية ، وكانت النجمة الأولى في هذا المجال رحمها الله ، فلماذا لم تكن ترقص عندما تأتي عندكم؟ هل ترفض ذلك لأن والدك كان على قد حاله في هذا في هذا الوقت ولا ينتمي إلى طبقة الباشوات وكبار القوم؟ الإجابة بالنفي القاطع فقد كانت صديقة لأبي وأمي وربنا يرحم الجميع ولكن أحوال بيتنا كانت تمنعها من الرقص عندنا!! وأشرح ما أعنيه قائلا : ان حبيبي "سانو" فور ان تزوج أخذ شقة صغيرة جدا في حي عابدين بالقاهرة يملكها والده محمد عبدالقدوس تركها عن حب له وانتقل ليعيش في بيت العائلة بالعباسية!! وابي وعروسته امي التي اشتهرت باسم "لولا" بضم اللام وربنا يرحمها مليون رحمة لم يترددا في دعوة أصدقاءهم من كبار الصحفيين والفنانين الى بيتهم الصغير جدا الذي لا يتجاوز حجرتين ، ومن بين هؤلاء صديقة الأسرة تحية كاريوكا ، وكانت سعيدة وهي بين "لولا" و"سانو"، لكنها لا تستطيع أن تمارس هوايتها في هز الوسط لأن مساحة البيت ضيقة جدا ، فإذا رقصت فمن المؤكد تصطدم بالكراسي الموجودة او حجرة الطعام  وهي مع الصالون في مكان واحد!! فكيف ترقص؟ كانت تكتفي بمشاركة والدتي في استقبال الضيوف، وإعداد الطعام والشراب لهم لأن مفيش طباخ ولا سفرجي وأمي عليها وحدها يقع عبء الضيافة بالكامل.
وكانت تحية كاريوكا تقول "لسانوولولا" ..عندكم أشعر بسعادة فريدة من نوعها غير موجودة وأنا أرقص في بيوت الباشوات.. وقد صدقت! وعجائب.