ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 28 يوليو 2021

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - صدفة خير من "مليون" ميعاد!



في هذه الجريمة بالذات كان حظ المجني عليه من السماء ولذلك تم القبض على المتهم بطريقة غريبة لا تتكرر.. 

وأبدأ الحكاية من أولها .. اللواء "نبيه عبدالسلام" عمل في جهاز الشرطة أكثر من ثلاثين سنة أو يزيد، ووصل خلالها إلى أعلى المناصب، وخلال هذه الفترة شغل مناصب عدة وأثبت كفاءته في المباحث الجنائية، وعندما سألته عن أغرب قضية مرت عليه أجابني هي تلك التي عنوانها : "صدفة خير من مليون ميعاد". واضاف ضاحكاً: المثل العامي الشهير ينقص المليون إلى ألف فيقول: "صدفة خير من ألف ميعاد"! لكن تلك القضية لا تحدث إلا واحد في المليون!! 

قلت له في عجالة: أريد معرفة حكايتها "يا باشا"، فكلامك جعلني اتشوق إليها!! 

رد قائلا: في البداية أحب أقول لك أن توفيق ربنا يلعب دوراً كبيراً جداً في القبض على الجاني، وصدق الله العظيم :"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا". 

فالله سبحانه وتعالى يكافئ الضابط المجتهد في تحرياته، وساعده في القبض على المجرم! لكن القضية التي بين أيدينا بطلتها الأول والأخير هو القدر ذاته وتفاصيل ذلك أنني تلقيت بلاغا عندما كنت رئيساً لقسم مباحث سرقة السيارات من مواطن عن سرقة سيارته الملاكي من طراز نصر ١٢٨ من وسط البلد في قلب مدينة القاهرة. 

وبدأنا في تحرياتنا المعتادة مثل توزيع نشرة بأوصاف السيارة المسروقة على أقسام الشرطة، وحصر اللصوص الذين يشتبه إرتكابهم لهذا الحادث وغير ذلك من الإجراءات! 

ومرت شهور دون أن يعثر المجني عليه على سيارته، وبدا وكأنه قد فقد الأمل فلم تتوصل التحقيقات التي أجريناها إلى نتائج إيجابية. 


وفي يوم لا أنساه، كان صاحب السيارة بمنطقة مصر الجديدة، وأشار إلى تاكسي ليستقله، فقد كانت كل تنقلاته منذ سرقة سيارته تتم بالمواصلات العامة!! 

وعندما ركب سيارة الأجرة لاحظ أنه يعرفها من قبل، فليست بغريبة عليه! وشاهد على المقعد الخلفي الذي يجلس عليه رقعة، فتذكر أنها ذات الرقعة التي قام برتقها عند السروجي! ودفعته هذه الملاحظة إلى تدقيق النظر أكثر، فتأكد إنها سيارته من عدة علامات بتلك العربة التي يستقلها! وعندما تيقن من صدق مشاعره طلب من السائق تغيير مساره والإتجاه إلى شارع معين كان قسم الشرطة في نهايته! وإنقض المجني عليه على السائق وهو يصرخ: أنت حرامي!! وتجمع المارة وضباط القسم، وكانت دهشتهم بالغة عندما أخبرهم الرجل أن السائق لم يلطش مبلغاً من النقود! بل سرق ما هو أكبر .. سيارته ذاتها وقام بتحويلها إلى تاكسي!! 

وأمام اللواء "نبيه عبدالسلام" حاول اللص أن يدافع عن نفسه فقال إنه عاطل، واراد أن يعمل ويكسب من عرق جبينه بدلاً من أن يتسول أو يتحول إلى مجرم محترف، هداه تفكيره إلى سرقة تلك السيارة حيث قام بتحويلها إلى تاكسي! واستقامت حياته بعد ذلك! وعاش "مستورا" لشهور، وكان سعيداً بالعمل، ولم يفكر أبدا في أن يرتكب سرقة أخرى! واشتكى الجاني من سوء حظه لضابط الشرطة، قال له: يا باشا .. القاهرة يسكنها ملايين الناس، وغير معقول أبدا أن يختار القدر من كل هؤلاء الملايين صاحب السيارة الأصلي ليركب معي، ويتعرف على سيارته المسروقة .. "دة أنا حظي أسود"!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق