ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 18 يناير 2022

عجائب عبد القدوس - حبه لمصر أنتصر على كراهيته لناصر



بمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" أقدم لك حكاية حقيقية نشرتها في "المصري اليوم" قبل سنوات، وإحتفظت لنفسي باسم صاحب تلك القصة بناءً على طلبه ..
تخرج من كلية الإقتصاد بتقدير جيد جداً وكان من أوائل دفعته، وكان يحلم بالسفر إلى أمريكا، فهو ينتمي إلى أسرة عريقة تم وضعها تحت الحراسة سنة ١٩٦١م وشعر أنه لم يعد له مكان في مصر!
فهو صاحب عقلية إقتصادية يحلم بالبيزنس ومثله الأعلى والده الذي كان من كبار رجال الأعمال قبل تأميمه!
وطلبوه للتجنيد وكان ذلك بعد هزيمة سنة ١٩٦٧، وتحطمت أحلامه في السفر إلى الخارج، وإنتقلت تلك الهزيمة التي منيت بها مصر إلى نفسه!
فقد تحطم هو الآخر خاصة بعدما فشل في أن يكون "مجرد دفعة" يعني جندي، حيث كان من الذين تم إختيارهم ليكون "ضابط بالقوات المسلحة" وبالأمر كدة "ومفيش تفاهم"!! ويعني ذلك أن يبقى في الجيش إلى ما لا نهاية، ووجد نفسه في دورة تدريبية طويلة تؤهله لذلك، ولأنه كان من المتفوقين فقد إختاره الجيش ليعمل في سلاح الدفاع الجوي الذي تم إنشاؤه حديثاً، والجدير بالذكر أن طيران العدو صال وجال دون وجود مقاومة حقيقية له من المدفعية المضادة للطائرات، وكان ذلك من الأسباب الأساسية للهزيمة.
وإزدادت كراهية هذا الشاب المتفوق لنظام "عبدالناصر" الذي قام بتأميم ممتلكات أسرته، واليوم يقضي على مستقبله كله، وذهب إلى عمله الجديد الإجباري والأسى يملأ نفسه، والإبتسامة المشرقة التي كانت تطل من وجهه إختفت ليحل محلها التجهم والعبوس وكأنه في عزاء دائم!!
وبعد فترة نجح حب مصر في التسلل إلى قلبه حتى إمتلكه في النهاية وجعله يقبل بالأمر الواقع ويصبر صبراً جميلاً، وليس صبر الساخط على أوضاعه الذي لا يجد مخرجا فيصبر مكرها!
وحبه لوطنه أنساه كراهيته "لعبد الناصر"، وبمرور الوقت أحب عمله الإجباري بالقوات المسلحة، بل شعر بفخر وهو يعمل بالدفاع الجوي، فهو مع زملائه يسد ثغرة خطيرة كانت موجودة، وبهذه الروح الجديدة خاض حرب الإستنزاف، ثم معركة تحرير سيناء، وكان دوره بطوليا فنال وساماً عسكرياً تقديراً لما قام به .. وخرج من الجيش بعد أكثر من سبع سنوات قضاها في الخدمة وكان سعيداً وفخورا بنفسه ونسى فكرة الهجرة إلى أمريكا بعد الإنفتاح الإقتصادي الذي شهدته مصر، وبسرعة أقام العديد من المشروعات الناجحة، ونجح في إعادة مجد أسرته في البيزنس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق