فتاة قتيلة بمنطقة المطرية بالقاهرة ..
إنها مجهولة الشخصية ، بدأت الشرطة تحرياتها دون جدوى ، جندت المرشدين السريين لها ، لكن كل ذلك لم يرد إلى نتيجة.
وشعر "حسنين الدهشان" ضابط المباحث الذي يحقق في القضية بخيبة أمل ..
قال لنفسه: أنا فاشل !!
من الأفضل لي ترك عملي الذي أحبه بالمباحث لأعمل في أي فرع آخر من فروع الشرطة.
وسيطر الإحباط والحزن على ضابط الشرطة ، وفي هذه اللحظات طلبت سيدة عجوز مقابلته ..
إنه يعرفها ، فهو يساعدها مالياً لظروفها الصعبة فهي تعمل "غسالة" بالحي تغسل ملابس الناس ، كما ساهم في إيجاد عمل لإبنها بأحد المصانع ، وفي البداية رفض مقابلتها ، فوقته كله مشغول في حل القضية اللغز ، لكن هذه السيدة التي لا تجيد القراءة أو الكتابة أصرت وتوسلت وبكت من أجل رؤيته ، واستجاب لها أخيراً على مضض وقابلها متعجلاً ، لكنها قالت له ما أذهله: "القاتل الذي تبحث عنه موجود هنا بينكم" !!
وفي البداية لم يفهم الضابط شيئاً مما قالته العجوز فأخذت تشرح له ما تعني: الجاني مرشد شرطة يعمل معكم ، والمجني عليها أبنته ..
هذه المعلومة حصلت عليها عندما كنت أغسل بالقرب منهم !!
أرجوكم فتشوا بيته للتأكدوا من صدق كلامي ، وفعلاً تم مداهمة منزل مرشد الشرطة فوجدوا فيه بقايا الجثة ، وعثر على بعض من ملابس القتيلة ملوثة بالدماء ، وتبين أن والدها إستدرجها من بلدتها بالصعيد ثم قتلها بالقاهرة لسوء سلوكها !!
ويقول اللواء "حسنين الدهشان" : تعلمت من هذه القضية درساً بالغ الأهمية أفادني خلال عملي الطويل في سلك الشرطة وهو ضرورة الحرص على المعاملة الطيبة للجمهور العادي ..
فهذه السيدة العجوز التي أحسنت إليها ردت الجميل بأحسن منه ، وساعدتني على حل لغز جريمة حيرت الشرطة ..
آمنت بالمثل الذي يقول: "أعمل خيراً وارميه في البحر" ..
فقد تدفعه إليك الأمواج مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق