عجائب عبد القدوس - آية قرآنية ملفتة للنظر جداً وتهمك !!

 

بمناسبة بداية العام الهجري الجديد أهدي لك آية قرآنية تهم الجميع سواءً مسلمين أو مسيحيين وهي ملفتة للنظر جداً.

وأراهن أن كلامي هذا أصابك بدهشة ورأيته يدخل في دنيا العجائب وتتساءل عن تلك الآية التي تهم كل واحد منا ..

وما الذي يلفت النظر فيها ولماذا وضعت كلمة جداً ؟ ولم أكتف بأنها ملفتة للنظر ؟؟

إنها في أواخر سورة "يوسف" التي تتحدث عن سيرة هذا النبي الجليل سيدنا "يوسف" والمصاعب التي تعرض لها وحياته في مصر ، وقبل ختام السورة نجد قوله تعالى : "حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا" ..

ومن الوهلة الأولى بعد قراءتك لها من حقك أن تسألني وما الذي يلفت النظر فيها جداً كما ذكرت ؟؟ ..

والرد : كل كلمة قرآنية محسوبة .. كنت أتصور أن يقول حتى إذا استيئس "المؤمنون" ورأوا أن مفيش فايدة ، والنصر لا يبدو في الآفاق جاءهم نصرنا !!

لكنه قال: حتى إذا استيئس "الرسل" !!

وهذا سر دهشتي الشديدة ، ولذلك قلت ملفتة للنظر جداً .. لأن الرسول موصول بالله مباشرة ولا يمكن أن يصيبه اليأس هو الآخر .. 

ثم إنها وردت بصيغة الجمع ..

يعني أكثر من رسول قال مفيش فايدة !!

وذلك من شدة البلاوي والمصائب التي تعرضوا لها في دعوتهم .. 

وجاءهم النصر أخيراً في آخر لحظة بعدما طرق اليأس قلوب أشرف خلق الله.

ولمعلوماتك سورة "يوسف" مكية ..

يعني نزلت في "مكة المكرمة" للتخفيف من معاناة سيدنا "محمد" عليه الصلاة والسلام ..

وتقول له: لست إستثناء .. 

أخوك "يوسف" تعرض لبلاوي هو الآخر حتى من إخوته أقرب الناس إليه .

وإذا سألتني حضرتك: وما الذي يهم القارئ في هذا الموضوع كله  ؟؟

كانت إجابتي: أنت بذكاءك تستطيع إكتشاف ذلك ..

وخلاصة الدرس المستفاد أنه مهما إشتدت عليك مصاعب الحياة لا قدر الله ، ربنا موجود ..

يأتيك الفرج من حيث لا تتوقع وتبتسم لك الدنيا أخيراً بعد طول معاناة ..

ولذلك أقول لك: حالة اليأس والإحباط لن تغير من أحوالك ، لكن ثقتك بالله قادرة على تغيير كل شيء .. 

على الأقل تعطيك قوة معنوية كبرى بأن ربنا موجود فلست وحدك في هذه الدنيا الفانية ..

وصدق من قال إن مع العسر يسرا.

محمد عبدالقدوس