ما قالته تدل على ثقة مطلقة بالله وإيمان عظيم به ، لكن ما هي المناسبة التي قالت فيها السيدة "يسرية لوزة" هذا الكلام ؟؟
دعني في البداية أقدمها لك .. إنها زوجة المرحوم "أنسي ساويرس" الذي بدأ أعماله من الصفر ونجح في أن يجعل "أوراسكوم" من كبرى الشركات في العالم العربي كله وذلك بمساعدة أولاده الفرسان الثلاث "نجيب وسميح وناصف" !!
وسيدتي "يسرية" أقترنت بزوجها في أغسطس من عام ١٩٥٣ .. وهو الشهر الذي شهد مولده أيضاً ، بل وبدأ أعماله من جديد في مصر بعد تأميمه في أغسطس من عام ١٩٧٧ .. وكان قد أضطر إلى الهجرة وسافر إلى ليبيا للعمل هناك.
يعني أغسطس شهر حلو عليهم ..
وقبل أن ينتهي قررت كتابة هذا الموضوع عنهم ، وست الحبايب أم الأولاد دورها عظيم إذ تحملت بمفردها عبء تربيتهم ما يقرب من عشر سنوات منذ منتصف الستينات وحتى عودته .. ويقول عنها زوجها رحمه الله إنها الخير كله ، زوجة مثالية وأم ممتازة .. وزواجي بها نعمة من الله وهي أجمل وأعظم إنجاز حققته في حياتي كلها.
والمرحوم "أنسي ساويرس" كانت تربطني به علاقة وثيقة .. وأعتقد أنني كنت الصحفي الأقرب إليه منذ أن أجريت معه حوارا موسعاً عن حياته الخاصة والعامة في أواخر القرن العشرين الميلادي ونشرته إحدى المجلات الخاصة وأحدث ضجة كبرى إذ كان أول مرة يفتح فيها قلبه في حوار صحفي.
وأتذكر جيداً أنني سألته عن سر النجاح العظيم الذي حققه في حياته العملية ..
فأجاب دون تردد: تعليم أولادي أفضل تعليم فهم سندي في الدنيا وجزء كبير من الأموال التي كنت أكسبها في ليبيا كانت تذهب لتعليم أبنائي في أرقى جامعات العالم .. بإختصار: الوصفة السحرية لنجاحي: تعليم الأولاد ..
أبني الأكبر: نجيب: تعلم في أرقى كلية في سويسرا.. المعهد العالي للتكنولوجيا بزيوريخ.
سميح: الإبن الأوسط: درس الهندسة في برلين وتخرج منها .
ناصف: آخر العنقود: دخل جامعة شيكاغو وتخصص في الإقتصاد.
وعندما يسافر إبنك للدراسة في الخارج وهو في سن المراهقة وعز شبابه فلابد أن تضع يدك على قلبك وتقول أستر يا رب .. ووسائل الإغراء في أوروبا وأمريكا للهو كثيرة جداً أشكال وألوان.
وسيدتي أم الأولاد "يسرية" حفظها الله أتواصل معها بإنتظام للإطمئنان عليها ..
سألتها: ألم تقلقي من إنحراف أولادك الذين سافروا للدراسة بالخارج وهم في سن المراهقة وعنفوان الشباب وتطمع فيهم البنات الحلوة .. خاصة وأنهم شباب زي الفل .
وإجابتها على سؤالي أعجبتني قوي قالت كلام من ذهب:
لم أخشى عليهم أبدا وهم في الغربة لأن أولادي في حماية ربنا بعدما بذلت جهدي في تربيتهم.
والمؤكد أنك ستكون مثلي وتتوقف عند ما قالته معجبا به .. وتقول: هذه السيدة إيمانها عشرة على عشرة.
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق