ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - بطولات لم تحدث إلا نادرا في العالم كله!!


هذا العنوان قد تراه يدخل في دنيا العجايب وتتهمني بالمبالغة لأنني وصفت بطولات أبناء مصر بأنها لا تحدث إلا نادرا في العالم كله وهذا سر دهشتك !!

وصدقني عنواني في موضعه تماما!!

هناك العديد من البطولات المجهولة في حرب أكتوبر المجيدة جديرا بنا أن نبرزها، وهي تدخل في دنيا العجائب، فلا يمكن أن يقوم بها شخص عادي.

ومن أجل هذا الغرض ألتقيت باللواء طيار أركان حرب "محمد يوسف حماد" الذي ظل في سلاح الطيران لمدة 32 عاما، شارك خلالها في حرب أكتوبر وكان أحد أبطالها. وقد تدرج في مختلف المناصب من ملازم صغير حتى وصل إلى رتبة لواء. وآخر منصب شغله نائب رئيس شعبة العمليات الجوية. 

وفي هذا اللقاء يروي أربع حكايات لزملاءه هو شاهد عليها، وكل حكاية يستحق صاحبها تعظيم سلام عليها. 

الحكاية الأولى (رجل استثنائي) 

أسمه "إسماعيل عبدالله إمام" من فاقوس شرقية رتبته نقيب حصل على أعلى وسام عسكري وهو نجمة سيناء والسبب أنه أسقط وحده ست طائرات للعدو برغم أن الأعداء كانوا متفوقين عليه بطائرات أحدث من تلك التي يقودها وهي "ميج ٢١" وهذا العدد من الطائرات التي أسقطها استثنائي جدا لم يعرفه التاريخ العسكري المصري من قبل، وهو أمر نادر كذلك في دول العالم المختلفة، وهذه الطائرات أسقطها الواحدة تلو الأخرى في أيام متتابعة، وفي اليوم الأخير أصيبت طائرته لكنه رفض القفز منها، وحاول النزول في مطار الصالحية، لكنها انفجرت واستشهد رحمه الله. 

الحكاية الثانية

(حكاية غريبة جداً) 

أبتسم اللواء محمد حماد عندما تذكره، ثم دمعت عيناه، أما سبب الإبتسامة فترجع إلى تذكره ولائم العشاء التي كانت والدة هذا الضابط تستضيفهم عليها في بيتهم بالمنصورة، وكان كل الطيارين بالقاعدة يذهبون بعد إنتهاء عملهم إلى هناك حيث يقضون ليلتهم .. أسمه "محمود شوقي الصاوي" من الدقهلية وتحديدا من المنصورة، استطاع صد هجوم العدو على مطار طنطا، في قتال جوي، ومنعهم من الوصول إلى هدفهم، وفوجئ بإحداها تلقي قنابلها على قرية مصرية أثناء فراراها مما ترتب عليه حريق كبير ومقتل العديد من الأبرياء، وصمم الضابط على مطاردة الطائرة التي ارتكبت تلك الجريمة، وأخذ يطاردها حتى خرج من المجال المصري كله، وأخيرا نجح في اصطيادها لكنه أصيب وسقطت طائرته، وظل أيام ثلاث داخل مياه البحر المتوسط بلا أكل أو شرب، وأخيراً وصل إلى أرض لا يعرفها واتضح أن أسمها "بلطيم"، وظن الأهالي أنه ضابط يهودي!! وضربوه ضربا مبرحا!! وبعد اكتشاف حقيقته نقل إلى المستشفى للعلاج، لكنه تركها في اليوم التالي مباشرة، وأصر أن يعود للقتال من جديد برغم الإصابات المتعددة التي لحقت به .. يا سلام على الرجالة. 

وغدا بإذن الله الحكاية الثالثة والرابعة



محمد عبد القدوس

الجمعة، 3 أكتوبر 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - معرفته بقائد حرب أكتوبر قديمة جداً!




جاء السادات إلى والدي ليشكره لسبب لا يخطر على بالك!! 


شهر أكتوبر الذي أطل علينا فيه ذكرى حلوة قوي .. 

تتمثل في الحرب التي قامت لتحرير سيناء .. 

ويا سلام على جيشنا العظيم نجح في أقتحام "خط بارليف" وفيه كل الحصون التي تحمي العدو الصهيوني الرابض في سيناء .. 

وظنت إسرائيل أن هذا الخط لا يمكن أقتحامه وهو يمتد على ضفاف القناة لمنع عبور القوات المصرية إلى سيناء .. 

وهذا ما أكده الخبراء العسكريين أيضاً .. لكن أبطالنا نجحوا في إسقاطه ، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي رأينا العشرات من الضباط والجنود الصهاينة أسرى في يد جيش مصر ، وهو مشهد لم يتكرر بعد ذلك في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل. 


وقائد حرب أكتوبر هو الرئيس "أنور السادات" رحمه الله ومعرفته بوالدي "إحسان عبدالقدوس" قديمة جداً ترجع إلى عام ١٩٤٦ .. وعن طريقه تعرف على العديد من الضباط الأحرار رغم أن "السادات" وقتها كان مفصولا من الجيش لأنشطته السياسية ودخل السجن بعد ضبطه في خلية إرهابية بتعبير الصحف في تلك الأيام وهي المنظمة التي قامت بقتل "أمين عثمان" باشا أحد أركان حزب الوفد بتهمة العمالة للإنجليز وكان مقرباً جداً منهم ، وكان "السادات" المتهم السابع في هذه القضية وحصل على البراءة. 

وبعد خروجه من السجن ذهب لمقابلة والدي ولم يكن يعرفه أو شاهده من قبل ، لكنه كان معجب جداً به لسبب لا يخطر على بالك أبدا ، وإعجابه ليس من منطلق أنه صحفي بارع أو كاتب قصة متميز ، بل لأنه رضي أن يأوي قاتل "أمين عثمان" رئيس الخلية التي ينتمي إليها "السادات" وذلك بعد خروجه من المستشفى التي كان يعالج فيها من جراء مطاردة الشرطة له .. 

وكانت أجهزة الدولة كلها تبحث عن قاتل المقرب من الإنجليز .. وحددت مكافأة قدرها خمسة آلاف جنيه لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه ـ وهذا المبلغ يساوي اليوم كذا مليون ـ وتحذر من العقاب الشديد الذي ينتظر كل من يأويه .. لكن حبيبي أبي رحمه الله رضى أن يخاطر بمستقبله كله ومستقبل أسرته وقبل عن طيب خاطر أن يأوي من تبحث عنه الشرطة داخل بيته ، ولم يخطر على بال الدولة التي تطارد الهارب أنه يختبئ بالقرب منهم .. 

فقد كان والدي يسكن وقتها في عمارة "سيف الدين" بشارع القصر العيني .. وعلى بعد أمتار منه البرلمان والمقرات الحكومية والوزارات ، بل أن جريد "المصري" التي تعبر عن الوفد ملاصقة للعمارة التي يختبئ فيها القاتل .. الذي ظل في بيت أسرتنا عدة أيام قبل أن تقوم الخلايا التي يرأسها بتهريبه إلى الخارج بعد ذلك .. 


وبعد حصوله على البراءة أسرع الشاب الوطني "السادات" ليشكر البطل "إحسان عبدالقدوس" على شجاعته وزف إليه بخبر حلو وهو قرب زواجه من حبه الكبير فتاة كانت معجبة به جداً وهي "جيهان صفوت" .. التي اشتهرت بعد ذلك باسم "جيهان السادات". 

وترجم الكاتب الكبير ما جرى في قصة شهيرة له عنوانها "في بيتنا رجل" .. التي تحولت بعد ذلك إلى فيلم ناجح بطولة "عمر الشريف" حاز على إعجاب الناس. 



وهذه صورة " السادات" معي ومع شقيقي على بلاج سيدي بشر وهو بالمايوه ونحن أطفال عام ١٩٥٣  .. إنها أيام لا تنسى وربنا يرحم الجميع. 


محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

عجائب عبد القدوس - لو كان عندك الوفاء تبقى عشرة على عشرة !!



قبل أيام تحدثت معك عن الحب الحقيقي وليس الفالصو ، وذكرت كلام حلو في حقه ، وربطته بصفة الوفاء ..
فهذا الخلق هو الحافظ للحب بأنواعه من كل أعداءه مثل ..
الكذب والخيانة وعدم الإخلاص ، والخلافات والمشاعر التي يصيبها البرود بطول الزمن !!
وياريت تراجع نفسك في هذا الخلق بالذات ، فإذا وجدته "تمام" تبقى عشرة على عشرة ..
وإذا رأيته "مش قوي" تبقى برضه تستحق تعظيم سلام إذا عملت على سد هذه الثغرة الخطيرة في أخلاقك لا قدر الله !! لأنه يترتب عليها سلوك مش حلو.
والوفاء أراها صفة طبيعية مع الأهل فقط !!
طبيعي أن يكون الإنسان وفي لأهله مهماً طال الزمن منذ الصغر وحتى يشتد عوده ، واللي معندوش وفاء لأهله يبقى لا خير فيه .. وشاذ في أخلاقه !!
وأنواع الوفاء الأخرى هي الصعبة وفيها إختبار حقيقي لأخلاق الإنسان ..
مثل الحياة الزوجية .. وعدم الوفاء فيها نوعين ..
خيانة عيني عينك ، وعدم إحترام .. يعني شريك عمر مش كويس رغم أنه لم يكن في البداية كذلك ، لكنها تقلبات الزمن !!
والأمر الثاني برودة المشاعر .. فالحياة الزوجية تتحول في هذه الحالة إلى روتين ممل !! تختفي فيها المشاعر الجميلة "بتاعة زمان" .
وفي الحب قبل الإرتباط الشرعي والزواج تكون هذه الصفة بالغة الأهمية ومنها تعرف الحب الحقيقي من الفالصو .. هل هو جاد في حبه أم هو الانحلال باسم الحب ويختفي الصفة الحلوة واسمها الوفاء وتحل محلها الخداع وهي آفة من آفات الغرام الفاشل .. ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك !!
وتلك العاطفة النبيلة كما ذكرت لك أنواع ، والحب ملازم لها ويأت على رأسها حب ربنا .. هل من يعبده "وفي" وعنده إخلاص له أم يقبل عليه في المناسبات الدينية أو الأزمات عندما يستنجد به .. وينسى خالقه وهو في شبابه وقوته لأن الدنيا مشاغل ويتذكره فقط أواخر أيامه أطال الله عمره ..
وصفة الوفاء هذه لا قيمة لها في حالة إذا كان الإنسان يصلي لربنا بإنتظام لكن أخلاقه الشخصية بايظة !! وسلوكه مع الناس لا يعبر أبدا عن إيمان صحيح بل هو راسب بجدارة !!
وهناك أناس لا يعرفون إلا صداقات المصالح .. ومفيش عنده صداقة لوجه الله لأنه لا يريد أن يضيع وقته الغالي فيما لا يفيد مع أصدقاء لا يستفيد منهم !!
والوفاء صفة معدومة عند هؤلاء .. ويعجبني قوي من يحافظ على صداقات زمان مهما طال الزمن عليها .. حتى ولو لم يكن فيها مصالح !
وأختم بكلمات مأثورة عن أهمية الوفاء بهذه العاطفة النبيلة ..
ـ الحب يبني القلب والوفاء يحفظ البناء من الإنهيار.
ـ الحب زهرة تنبت في المشاعر والوفاء الماء التي ترويها.
محمد عبدالقدوس