عجائب عبدالقدوس -آية قرآنية منسية في دنيا الناس!!

قلت لحضرتك من قبل أن الطلاق في مجتمعنا تحول من نعمة إلى نقمة..ولاحظ شدة التقارب بين الكلمتين مع أن الفارق بينهما شاسع!
والجدير بالذكر أن إسلامنا الجميل شرع الطلاق ليضع حدا لحياة زوجية فاشلة وجحيم لا يطاق، فهو في هذه الحالة "نعمة" على الزوجين معا بشرط أن يتم بالحسنى!! وما نراه في دنيا الناس مختلف تماما عما نصت عليه التعاليم الدينية ، وبدلا من أن يكون أبغض الحلال إلى الله فلا يستخدم الا كحل أخير لعلاج مشكلة مزمنة تحول إلى سيف مسلط على الحياة الزوجية يهددها ويقع عقب وقوع خناقة حامية بين الزوجين! وهكذا تحول إلى "نقمة".
والطلاق الذي يتم بمزاج الرجل أسماه العلماء بالطلاق البدعي، وشهدوا بصحته مع أنه باعترافهم باطل، وهذا يدخل في دنيا العجائب والغرائب!! إزاي يقع طلاق لا يحترم ما نص عليه الدين ثم يوافق معظم الفقهاء عليه؟؟ وهؤلاء بالتأكيد لا ينتمون إلى مدرسة إسلامنا الجميل ، ويقولون أن حساب الزوجين عند ربنا بالآخرة وليست في تلك الدنيا الفانية، وهذا كلام غريب جدا لكنك تراه شيئ عادي في بلاد المسلمين!! عجائب
"والطلاق السني" الصحيح هو الذي يتم يحترم ما نص عليه القرآن والسنة النبوية الشريفة في موضوع الطلاق ومنها مثلا ما جاء في الآية الخامسة والثلاثين من سورة النساء:"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما". صدق الله العظيم ، ويعني ذلك أنه قبل الطلاق كما قال علماء إسلامنا الجميل ، فإنه ينبغي أن يجتمع حكماء وشيوخ عائلة الزوج والزوجة واحد من هنا وواحد من هناك في محاولة للصلح ووضع حد لتلك الخلافات، فإن فشلا يقع أبغض الحلال إلى الله ويتأكد هؤلاء أنه يتم بالتراض ولا ظلم لأحد وكل واحد يأخذ حقه.
وهذا الكلام لا صلة له بالواقع!! ونادرا ما يحدث في مجتمعنا!! وتلك الآية القرآنية "منسية" في دنيا الناس ولا يوجد من يحترمها الا استثناء أو نادرا!! عجائب وأرجوك لا تسألني بعد ذلك لماذا الطلاق منتشر عندنا!!