عجائب عبد القدوس -, السارق أولا والزانية قبل الزاني

يلاحظ في القرآن الكريم أن كلمة السارق جاءت قبل السارقة بينما جاءت الزانية قبل مفردها الذكر وهو الزاني.. وذلك في حديثه عن العقوبات الدينية في حق هؤلاء. "طب ليه"؟ يقول العلماء هذا من معجزات القرآن في ترتيب الكلمات، ففي مجال السرقة تجد الحرامي يكاد يحتكر هذا المجال، بينما اللصة أو الحرامية تجدها استثناء ، ولذلك قدم الذكر على الأنثى قائلا :"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" المائدة الآية 38. وأوعى تظن أن قطع اليد يتم تلقائيا ، بل يقع استثنائيا للص المحترف الذي يشكل خطرا على المجتمع ، فإذا سرق لأنه في حاجة أو ضيق شديد، فلا يطبق الحد عليه، كما أن التوبة مجالها واسع، فلا تطبق في السابقة الأولى! يعني هذا المجرم تكررت سرقاته ولم يرتدع، وهذا لا يكون الا قليلا بالطبع ، وهنا فقط تقطع يده!!
وإذا جئنا إلى الزانية تجد أنها لها الدور الأكبر حيث أن شهوتها لا تقاوم عند الزاني!! ولذلك قدمها القرآن في العقوبة قائلا :"والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" النور الآية الثانية. ويلاحظ أن هذه العقوبة كما قال العلماء لا يعقل تطبيقها في مجتمع العلاقات فيه بين الجنسين سداح مداح، وتنتشر الشهوات وأنواع الانحلال المختلفة! إنما تقوم في مجتمع تسوده العفة والآداب الإسلامية فتأتي تلك العقوبة لتحمي هذا المجتمع النظيف.