ست الكل :ذكرى الثورة التي انصفت المرأة وتجاهلها الجميع

قبل 99 عاما شهدت بلادنا ثورة شعبية عظيمة كانت بدايتها شهر مارس من عام 1919. وهذه الثورة لها نتائج إيجابية كبرى ، وتستطيع أن تقول وأنت مطمئن أن مصر الحديثة بدأت ولادتها من هذه الانتفاضة الكبرى ، ودستور 1923 خير شاهد على ذلك ، فقد كان من أعظم دساتير العالم ومتقدم جدا ولا يوجد مثله في بلاد الشرق ، وبعدها أجريت انتخابات برلمانية شهدت لاول مرة الافندية بعضوية البرلمان الذي كان في السابق يقتصر على طبقة الأعيان والباشوات.
وفي المجال النسائي حدثت نهضة ملموسة ، وكانت بداية حقيقية لتحرير المرأة من عقلية الرجل الشرقي وسي السيد وتشكل الإتحاد النسائي المصري برئاسة هدى شعراوي للدفاع عن حواء والمطالبة بحقوقها، ورأينا نساء زي الفل في مختلف المواقع مثل أم كلثوم في الغناء وروزاليوسف وافتخر بأنها جدتي أسست مجلة تحمل اسمها وهذا أمر لا تجده في أي مكان بالعالم شرقا أو غربا.. أقصد مطبوعة صحفية تحمل اسم صاحبتها.
ويدخل في دنيا العجائب أن أجهزة الإعلام والصحف تجاهلت ذكرى ثورة مصر العظيمة وحتى حزب الوفد الذي قاد الثورة رفع شعار طناش في هذه الذكرى ، فهذا الحزب لم يعد قيمة.. ومفيش منظمة نسائية واحدة في بلادنا فكرت في عمل ندوة عن المرأة وثورة 1919، وصدق من قال : كل شيء في مصر ينسى بعد حين.